السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00
اخواتي الكريمات 00 منذ 7 اشهر واثناء تنقلي بين صفحات النت 00وجدت في منتدى القلعة
هذا البحث القيم ، الذي دار على شكل نقاش ومداخلات بين الاعضاء 00
وقد طرح كاتب هذا البحث طرحاً جديداً مثيراً 00لم اقرأ شيئا يماثله قط 00وقد وضعت رابطه
هنا من قبل ولكنه حذف بسبب قوانين عالم حواء في عدم وضع روابط لمنتديات اخرى 00
فأحببت ان اطرحه هنا لمن لم يطلع عليه في موقعه 00 فقمت قبل ثلاثة اشهر 00وبعد استئذان
كاتبه 00 باعادة كتابته وتنسيقه ، وحذف بعض المداخلات المكررة ، وتقسيمه الى فصول ،
واضافة النقط والفواصل والقواس ، واصلاح بعض الاخطاء الاملائية ، وحذف بعض الكلمات
التي لاتخل بالمعنى ، لكي اطرحه هنا سهلا ميسرا لمن اراد قرآءته 00
والحقيقة انني لم انته منه بعد بسبب ظروف الاجازة والسفر 00وسأنقله لكم مجزءاً
عنوان البحث هو " قرن الشيطان وفتن اخر الزمان "
كاتب هذا البحث في منتدى القلعة هو الباحث : ابو سفيان
وهذا بريده \ \ لمن اراد مناقشته في نقاط هذا البحث
وهو يرحب بالنقاش الهادف
اخيرا : احيطكم علماً ان هذا البحث كتبه صاحبه قبل 10 اشهر ( يعني قبل حرب العراق )
واستمر النقاش فيه مع الاعضاء 4 اشهر 00وهو اللآن مطروح للدراسة امام مجموعة
من الباحثين الاسلاميين

بقايا المجد @bkaya_almgd
شعلة المجلس
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الفصل الاول : هل نحن في زمن الفتن والملاحم ؟
هل نحن على أبواب الملاحم ؟
و هل باتت الخلافة قريبة منا ؟
و هل سندخل الأقصى قريبا؟
و هل أقترب الزمن الذي سيفتح فيه المسلمون القسطنطينية و روما؟
و هل بات خروج الدجال قريبا ؟
و هل أصبحنا على مقربة من زمن عيسى عليه السلام؟
و النتيجة هل أصبح عمر المسلمون على وجه الأرض يقاس بالسنوات لا بالقرون ؟
كل هذه الأمور ستحدث في سنوات دون نصف القرن لو كنا على أبواب الملاحم فهل نحن مهيئون لها , !!
الصحيح00 أن البعض يتعجل الأمور لظهور المهدي ، و هذا بسبب ما تعانيه الأمة من ظلم و اضطهاد ،حصار من الداخل و حصار من الخارج و المسلم هو العدو الأول، و لا أمل إلا بخروج المهدي , نعم أنا معكم بهذا التوجه لا أمل إلا بخروج المهدي ، و لكن كيف ، هل سيخرج المهدي في الحجاز و ينادي حي على الجهاد فتنهض الشعوب المسلمة لمبايعته ؟
هذا لن يحدث ما دام الشعب هو , هو الشعب , و ما دام الحكام هم الحكام 00 إذا خرج المهدي في هذه الظر وف سيُقتل ، ليس من الجبارين و أذنابهم من منافقي هذه الأمة فقط ، بل من الدول الكافرة ، و التي لن تسمح بخروج قائد مسلم يهدد مصيرها ، فهي لن تتوانى للحظة عن سحق هذه الأرض و من عليها مهما تكن النتيجة ، و سيكون لديهم إجماع كامل لهذه الفكرة 0
أخوتي قد يخرج من يقول إن الله ليس عاجز عن نصرة المهدي و أتباعه ، و أنا موقن بذلك، و لكن الله لن يخرق نواميس الكون لنا، و من نكون نحن حتى يخرق الله لنا نواميس الكون ، و نحن بين منافق و عاجز ، قل لي هل نحن نصرنا الله ؟ فلو نصرناه لنصرنا، و لما ألبسنا ثوب الذل و المهانة 00إن الله يخرق نواميس الكون للصالحين من عباده ، كما حدث مع الفاروق، و كما حدث مع جيوش الفتح الإسلامي ، و كما سيحدث مستقبلا مع جيش عيسى عليه السلام و المهدي ، عندما يقاتلون اليهود أتباع الدجال ، ذلك الجيش الذي و صفه رسول الله بفسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه0
إذن فما هو حالنا اليوم و كيف يتم الخلاص ؟
مما لا شك فيه أن التاريخ عبرة ، و ما حصل للمسلمين أيام التتار و الصليبين قريب مما يحصل لنا اليوم ، هم تركوا الجهاد و تبعوا الدنيا فسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب فلما راجعوا الى دينهم ، هيأ الله لهم قاده وحدوا الأمة و رفعوا الذل عنها بالجهاد 0
هذا الأمر قاعدة أصلها نبينا بالحديث الصحيح
( 11 الصحيحة )
( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم العينة)
لن أدخل معكم في ناقش يخرج بالموضوع عن أهدافه لنبين سبب الخور الذي أصاب المسلمين، و يكفي أن نقول: أننا في فترة استثنائية من حياة هذه الأمة ، فترةٌ؛ الأمة مقبلة فيها على فتنة قاسية لا يعلم قدرها إلا الله، و هذه الفتنة و أركز على قول ( فتنة )أي أن القتل سيكون بين المسلمين بعضهم البعض، و ما تروه اليوم من حشود غربية ما هي إلا الشرارة التي ستوقد هذه الفتنة ، و الغرب أجبن من أن يضع جنوده في معقل الإسلام مهما كان الثمن، و لكنهم سيشعلون النار و يهربون0
نعود و نقول , لماذا نحن بعيدين عن الملحمة ؟ ولماذا لا يكون هذا الزمن زمانها ؟
لقد وصف رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم الملحمة الكبرى بوصف دقيق و واضح , فدعونا نرى هذا الوصف:
(ـ صحيح الجامع الصغير - المجلد الثاني )
(لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا و بين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا و الله لا نخلي بينكم و بين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، و يقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله ، و يفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ; فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، و ذلك باطل فإذا جاءوا الشام ، خرج ، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، و لكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته)
و
في الحديث الصحيح التالي:
(مشكاة المصابيح- المجلد الثالث - كتاب الفتن- الفصل الأول )
(وعن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ، ولا يفرح بغنيمة . ثم قال: عدو يجمعون لأهل الشام ويجمع لهم أهل الإسلام (يعني الروم )فيتشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون ، حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يتشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون ، حت يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يمسوا ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم ، فيقتلون مقتلة لم ير مثلها ، حتى إن الطائر ليمر يجنابتهم فلا يخلفهم حتى يخر ميتا ، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقسم ؟ فبينا هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ، ويقبلون فيبعثون عشر فوارس طليعة "" . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خير فوارس ، أو من خير فوارس ، على ظهر الأرض يومئذ "" . رواه مسلم) .
1 / مما لا شك فيه و من خلال الأحاديث الصحيحة ان المسلمون يوم الملحمة و قبلها بقليل تحت قيادة خليفة مهدي ، فإذا كانت الحرب القادمة هي الملحمة، فهذا يقتضي أن يخرج المهدي الآن ليقود الملحمة0
2 / العرب يوم الملحمة بخاصة و المسلمون بعامة قلة لا يتجاوز تعدادهم بحال من الأحوال المليون هم و ذراريهم، و دعونا نستنتج ذلك من الأحاديث السابقة و غيرها0
تصف لنا الأحاديث أن المسلمين و قبل الملحمة يصالحون الروم ، و في بعض الأحاديث يصالحوهم عشر و يغدرون في السابعة ،و تصف لنا الأحاديث أن الصلح ( هو صلح آمن ) أي لا اعتداء خلاله من كلا الطرفين، و من يقول لنا أننا الآن في صلح أمن معهم ، أقول له أين الأمن يا أخي في فلسطين أم في أفغانستان أم في الشيشان أم في كل بيت مسلم،؟
و رسول الله حين يقول تصالحون الروم ، يعني أن الأمة كلها في حالة صلح و هذا لا يتأتى إلا من خلال قيادة موحدة لا أربعين قيادة0
و بناء على هذا الصلح يبعث قائد المسلمين جزء من رجاله بمساعدة النصارى لدرء عدو مشترك يهدد الطرفين، هذا الجيش الذي يخرج مع النصارى هو جيش مؤمن، و ليس جيش منافق حال جيوشنا اليوم ، لذلك فعندما يحدث الخلاف بينهم و بين الروم و يقتلوهم، يقول يصفهم رسول الله بالشهداء و بالعصابة لقلتهم العددية في الحديث التالي :
(ـ مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- كتاب الفتن- الفصل الأول)
(وعن ذي مخبر ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب,فيقول: غلب الصليب,فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة فيثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "" . رواه أبو داود) .
(صحيح ابن حبان ج: 15 - ص: 101)(6708) (أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسن بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)
لاحظ أخي في الحديث الثاني أمرين:
1 / قول الروم لصاحبهم و المقصود ملكهم و هذا ما سيؤول إليه نظام الحكم في الغرب0
(المستدرك على الصحيحين ج: 4 - ص: 509)
(حدثنا محمد، ثنا بحر بن نصر، ثنا بن وهب، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كعب قال: ثم لا تكون الملاحم إلا على يدي رجل من آل هرقل الرابع أو الخامس يقال له طيارة)
2 / الأمر الثاني قولهم له: كفيناك العرب و في حديث أخر كفيناك جد العرب، إذاً00 هذه العصابة على قلتها لها وزنها العددي عند العرب، و ذلك أن أعدادهم قليلة جدا قبل الملحمة 0
نعود الآن إلى المهم00
جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم :
(صحيح مسلم ج: 4 ص: 2223)
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما ، عن بن علية واللفظ لابن حجر ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن حميد بن هلال ،عن أبي قتادة العدوي، عن يسير بن جابر، قال : ثم هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري ، الا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، قال : فقعد وكان متكئا فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت : الروم تعني، قال : نعم ، وتكون ثم ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ،فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ، فيجعل الله الدبرة عليهم ،فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا ، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم ، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ، فيبعثون عشرة فوارس طليعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض)
هذا الحديث يصف لنا حال المسلمين عند ورود نبأ قدوم النصارى بجيش تعداده 960 ألف مقاتل ، لاستئصال شأفة المسلمين0 هذا العدد ليس بالمهول ، و تستطيع دولة كالعراق أو السعودية أو سورية كلا على حدة تجنيد هذا العدد0 هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذا العدد يحدث ردة لدى المسلمين، و ذلك لقلتهم نسبيا بالنسبة للنصارى0
و في الحديث الصحيح، يخبرنا رسول الله أن المسلمين يرتد منهم ثلث، و يستشهد منهم ثلث، و يفتح الله على ثلث، و هم من يفتح روما0
إذن المسلمون ثلثهم يرتد و يبقى الثلثان، و لو كان المسلمون هؤلاء هم مسلمون اليوم لبقي منهم ما يقارب 700 ملون مع المهدي،
و لو قسنا هذا الأمر على العرب وحدهم لبقي مع المهدي غير المرتدين حوالي 100 مليون مسلم لا نفاق فيه ، فهل يعقل أن تجد هذا العدد،
و من ناحية أخرى ينقسم المسلمون إلى شرط ، حيث تستشهد الشرطة الأولى في يوم ،ثم الثانية، ثم الثالثة، فكيف تقتل الشرطة الواحدة و تعدادها يتجاوز 12 آلف مقاتل 0و رسولكم يقول :
( ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني)
(خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة) .
إذا لا يغلب اثنا عشر من قلة ، فهذا يعني أن الشرطة الأولى لم تبلغ هذا المقدار، فكيف تهزم شرطة من المسلمون الذين لا نفاق فيهم و تعدادهم أكثر من اثنا عشر ألف في يوم واحد، و كذلك الثانية و الثالثة و لولا أن فتح الله على البقية لما انتصروا 0
و بذلك نكاد أن نجزم أن عدد المسلمين عند الملحمة كالتالي :
إذا كان تعداد كل شرطة أقل من اثنا عشر ألف و لنفرض وسطيا 10 آلاف ،فيكون عدد الشهداء 30 ألف تقريبا و الفاتحون مثلهم و المرتدون مثلهم0 و في المجتمع الصحيح يكون تعداد البالغين من الرجال السدس تقريبا أو الخمس، فهذا يعني أن الذراري و النساء لا يتجاوز عددهم 180 ألف ، و النتيجة المسلمون الصادقون في ذلك الزمان عددهم لا يتجاوز 210 آلاف 0
أسئلة أرجو أن تجيبوني عليها :
1 / في الحديث السابق يصف الرسول قتال المسلمين إلى الليل فقط فماذا يعني هذا ؟
2 / بعد قهر المسلمين للنصارى في الملحمة، كيف استطاعت هذه القلة اجتياح أوربا ؟ و أين بقيت الملاين بل المليارات التي فيها الآن؟ و نحن نعلم أن من قدم لحرب المسلمين في أرضهم لم يتجاوز المليون، و أين الصواريخ و الطائرات و الدبابات و لماذا لم يذكر رسول الله بقية مدن أوربا العظمى؟ و أين هي؟ و كيف سكتت عن فتح القسطنطينية وروما؟
3 / لماذا يفتح المسلمون القسطنطينية من جديد و هي الآن كأي بلد مسلم فيها المسلم و المنافق؟
4 / لماذا يعود المسلمون و يتركون ما بأيديهم من الكنوز حين يسمعون صوت الشيطان يخبرهم بأن الدجال قد ظهر في ذراريهم، أليس فيهم عالم بالسنة يعلم أن هذا الصوت صوت الشيطان كما أخبر عن ذلك رسول الله الله صلى الله عليه وسلم ؟
5 / لماذا لم يستخدم المسلمون وسائل الاتصال الحديثة للاطمئنان على ذراريهم ؟
6 / لماذا لم يشترك المسلمون جميعا في حربهم ضد النصارى، و الحرب الحديثة تطال الجميع و لا تحتاج إلى وصول الفرسان إلى ميدان المعركة؟
7 / و السؤال الأهم لماذا أعتزل اليهود الحرب و لم يذكروا إلا عند خروج الدجال ؟
يتبع000000
هل نحن على أبواب الملاحم ؟
و هل باتت الخلافة قريبة منا ؟
و هل سندخل الأقصى قريبا؟
و هل أقترب الزمن الذي سيفتح فيه المسلمون القسطنطينية و روما؟
و هل بات خروج الدجال قريبا ؟
و هل أصبحنا على مقربة من زمن عيسى عليه السلام؟
و النتيجة هل أصبح عمر المسلمون على وجه الأرض يقاس بالسنوات لا بالقرون ؟
كل هذه الأمور ستحدث في سنوات دون نصف القرن لو كنا على أبواب الملاحم فهل نحن مهيئون لها , !!
الصحيح00 أن البعض يتعجل الأمور لظهور المهدي ، و هذا بسبب ما تعانيه الأمة من ظلم و اضطهاد ،حصار من الداخل و حصار من الخارج و المسلم هو العدو الأول، و لا أمل إلا بخروج المهدي , نعم أنا معكم بهذا التوجه لا أمل إلا بخروج المهدي ، و لكن كيف ، هل سيخرج المهدي في الحجاز و ينادي حي على الجهاد فتنهض الشعوب المسلمة لمبايعته ؟
هذا لن يحدث ما دام الشعب هو , هو الشعب , و ما دام الحكام هم الحكام 00 إذا خرج المهدي في هذه الظر وف سيُقتل ، ليس من الجبارين و أذنابهم من منافقي هذه الأمة فقط ، بل من الدول الكافرة ، و التي لن تسمح بخروج قائد مسلم يهدد مصيرها ، فهي لن تتوانى للحظة عن سحق هذه الأرض و من عليها مهما تكن النتيجة ، و سيكون لديهم إجماع كامل لهذه الفكرة 0
أخوتي قد يخرج من يقول إن الله ليس عاجز عن نصرة المهدي و أتباعه ، و أنا موقن بذلك، و لكن الله لن يخرق نواميس الكون لنا، و من نكون نحن حتى يخرق الله لنا نواميس الكون ، و نحن بين منافق و عاجز ، قل لي هل نحن نصرنا الله ؟ فلو نصرناه لنصرنا، و لما ألبسنا ثوب الذل و المهانة 00إن الله يخرق نواميس الكون للصالحين من عباده ، كما حدث مع الفاروق، و كما حدث مع جيوش الفتح الإسلامي ، و كما سيحدث مستقبلا مع جيش عيسى عليه السلام و المهدي ، عندما يقاتلون اليهود أتباع الدجال ، ذلك الجيش الذي و صفه رسول الله بفسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه0
إذن فما هو حالنا اليوم و كيف يتم الخلاص ؟
مما لا شك فيه أن التاريخ عبرة ، و ما حصل للمسلمين أيام التتار و الصليبين قريب مما يحصل لنا اليوم ، هم تركوا الجهاد و تبعوا الدنيا فسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب فلما راجعوا الى دينهم ، هيأ الله لهم قاده وحدوا الأمة و رفعوا الذل عنها بالجهاد 0
هذا الأمر قاعدة أصلها نبينا بالحديث الصحيح
( 11 الصحيحة )
( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم العينة)
لن أدخل معكم في ناقش يخرج بالموضوع عن أهدافه لنبين سبب الخور الذي أصاب المسلمين، و يكفي أن نقول: أننا في فترة استثنائية من حياة هذه الأمة ، فترةٌ؛ الأمة مقبلة فيها على فتنة قاسية لا يعلم قدرها إلا الله، و هذه الفتنة و أركز على قول ( فتنة )أي أن القتل سيكون بين المسلمين بعضهم البعض، و ما تروه اليوم من حشود غربية ما هي إلا الشرارة التي ستوقد هذه الفتنة ، و الغرب أجبن من أن يضع جنوده في معقل الإسلام مهما كان الثمن، و لكنهم سيشعلون النار و يهربون0
نعود و نقول , لماذا نحن بعيدين عن الملحمة ؟ ولماذا لا يكون هذا الزمن زمانها ؟
لقد وصف رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم الملحمة الكبرى بوصف دقيق و واضح , فدعونا نرى هذا الوصف:
(ـ صحيح الجامع الصغير - المجلد الثاني )
(لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا و بين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا و الله لا نخلي بينكم و بين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، و يقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله ، و يفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ; فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، و ذلك باطل فإذا جاءوا الشام ، خرج ، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، و لكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته)
و
في الحديث الصحيح التالي:
(مشكاة المصابيح- المجلد الثالث - كتاب الفتن- الفصل الأول )
(وعن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ، ولا يفرح بغنيمة . ثم قال: عدو يجمعون لأهل الشام ويجمع لهم أهل الإسلام (يعني الروم )فيتشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون ، حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يتشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون ، حت يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يمسوا ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم ، فيقتلون مقتلة لم ير مثلها ، حتى إن الطائر ليمر يجنابتهم فلا يخلفهم حتى يخر ميتا ، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقسم ؟ فبينا هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ، ويقبلون فيبعثون عشر فوارس طليعة "" . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خير فوارس ، أو من خير فوارس ، على ظهر الأرض يومئذ "" . رواه مسلم) .
1 / مما لا شك فيه و من خلال الأحاديث الصحيحة ان المسلمون يوم الملحمة و قبلها بقليل تحت قيادة خليفة مهدي ، فإذا كانت الحرب القادمة هي الملحمة، فهذا يقتضي أن يخرج المهدي الآن ليقود الملحمة0
2 / العرب يوم الملحمة بخاصة و المسلمون بعامة قلة لا يتجاوز تعدادهم بحال من الأحوال المليون هم و ذراريهم، و دعونا نستنتج ذلك من الأحاديث السابقة و غيرها0
تصف لنا الأحاديث أن المسلمين و قبل الملحمة يصالحون الروم ، و في بعض الأحاديث يصالحوهم عشر و يغدرون في السابعة ،و تصف لنا الأحاديث أن الصلح ( هو صلح آمن ) أي لا اعتداء خلاله من كلا الطرفين، و من يقول لنا أننا الآن في صلح أمن معهم ، أقول له أين الأمن يا أخي في فلسطين أم في أفغانستان أم في الشيشان أم في كل بيت مسلم،؟
و رسول الله حين يقول تصالحون الروم ، يعني أن الأمة كلها في حالة صلح و هذا لا يتأتى إلا من خلال قيادة موحدة لا أربعين قيادة0
و بناء على هذا الصلح يبعث قائد المسلمين جزء من رجاله بمساعدة النصارى لدرء عدو مشترك يهدد الطرفين، هذا الجيش الذي يخرج مع النصارى هو جيش مؤمن، و ليس جيش منافق حال جيوشنا اليوم ، لذلك فعندما يحدث الخلاف بينهم و بين الروم و يقتلوهم، يقول يصفهم رسول الله بالشهداء و بالعصابة لقلتهم العددية في الحديث التالي :
(ـ مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- كتاب الفتن- الفصل الأول)
(وعن ذي مخبر ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب,فيقول: غلب الصليب,فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة فيثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "" . رواه أبو داود) .
(صحيح ابن حبان ج: 15 - ص: 101)(6708) (أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسن بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)
لاحظ أخي في الحديث الثاني أمرين:
1 / قول الروم لصاحبهم و المقصود ملكهم و هذا ما سيؤول إليه نظام الحكم في الغرب0
(المستدرك على الصحيحين ج: 4 - ص: 509)
(حدثنا محمد، ثنا بحر بن نصر، ثنا بن وهب، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كعب قال: ثم لا تكون الملاحم إلا على يدي رجل من آل هرقل الرابع أو الخامس يقال له طيارة)
2 / الأمر الثاني قولهم له: كفيناك العرب و في حديث أخر كفيناك جد العرب، إذاً00 هذه العصابة على قلتها لها وزنها العددي عند العرب، و ذلك أن أعدادهم قليلة جدا قبل الملحمة 0
نعود الآن إلى المهم00
جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم :
(صحيح مسلم ج: 4 ص: 2223)
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما ، عن بن علية واللفظ لابن حجر ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن حميد بن هلال ،عن أبي قتادة العدوي، عن يسير بن جابر، قال : ثم هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري ، الا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، قال : فقعد وكان متكئا فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت : الروم تعني، قال : نعم ، وتكون ثم ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ،فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ، فيجعل الله الدبرة عليهم ،فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا ، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم ، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ، فيبعثون عشرة فوارس طليعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض)
هذا الحديث يصف لنا حال المسلمين عند ورود نبأ قدوم النصارى بجيش تعداده 960 ألف مقاتل ، لاستئصال شأفة المسلمين0 هذا العدد ليس بالمهول ، و تستطيع دولة كالعراق أو السعودية أو سورية كلا على حدة تجنيد هذا العدد0 هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذا العدد يحدث ردة لدى المسلمين، و ذلك لقلتهم نسبيا بالنسبة للنصارى0
و في الحديث الصحيح، يخبرنا رسول الله أن المسلمين يرتد منهم ثلث، و يستشهد منهم ثلث، و يفتح الله على ثلث، و هم من يفتح روما0
إذن المسلمون ثلثهم يرتد و يبقى الثلثان، و لو كان المسلمون هؤلاء هم مسلمون اليوم لبقي منهم ما يقارب 700 ملون مع المهدي،
و لو قسنا هذا الأمر على العرب وحدهم لبقي مع المهدي غير المرتدين حوالي 100 مليون مسلم لا نفاق فيه ، فهل يعقل أن تجد هذا العدد،
و من ناحية أخرى ينقسم المسلمون إلى شرط ، حيث تستشهد الشرطة الأولى في يوم ،ثم الثانية، ثم الثالثة، فكيف تقتل الشرطة الواحدة و تعدادها يتجاوز 12 آلف مقاتل 0و رسولكم يقول :
( ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني)
(خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة) .
إذا لا يغلب اثنا عشر من قلة ، فهذا يعني أن الشرطة الأولى لم تبلغ هذا المقدار، فكيف تهزم شرطة من المسلمون الذين لا نفاق فيهم و تعدادهم أكثر من اثنا عشر ألف في يوم واحد، و كذلك الثانية و الثالثة و لولا أن فتح الله على البقية لما انتصروا 0
و بذلك نكاد أن نجزم أن عدد المسلمين عند الملحمة كالتالي :
إذا كان تعداد كل شرطة أقل من اثنا عشر ألف و لنفرض وسطيا 10 آلاف ،فيكون عدد الشهداء 30 ألف تقريبا و الفاتحون مثلهم و المرتدون مثلهم0 و في المجتمع الصحيح يكون تعداد البالغين من الرجال السدس تقريبا أو الخمس، فهذا يعني أن الذراري و النساء لا يتجاوز عددهم 180 ألف ، و النتيجة المسلمون الصادقون في ذلك الزمان عددهم لا يتجاوز 210 آلاف 0
أسئلة أرجو أن تجيبوني عليها :
1 / في الحديث السابق يصف الرسول قتال المسلمين إلى الليل فقط فماذا يعني هذا ؟
2 / بعد قهر المسلمين للنصارى في الملحمة، كيف استطاعت هذه القلة اجتياح أوربا ؟ و أين بقيت الملاين بل المليارات التي فيها الآن؟ و نحن نعلم أن من قدم لحرب المسلمين في أرضهم لم يتجاوز المليون، و أين الصواريخ و الطائرات و الدبابات و لماذا لم يذكر رسول الله بقية مدن أوربا العظمى؟ و أين هي؟ و كيف سكتت عن فتح القسطنطينية وروما؟
3 / لماذا يفتح المسلمون القسطنطينية من جديد و هي الآن كأي بلد مسلم فيها المسلم و المنافق؟
4 / لماذا يعود المسلمون و يتركون ما بأيديهم من الكنوز حين يسمعون صوت الشيطان يخبرهم بأن الدجال قد ظهر في ذراريهم، أليس فيهم عالم بالسنة يعلم أن هذا الصوت صوت الشيطان كما أخبر عن ذلك رسول الله الله صلى الله عليه وسلم ؟
5 / لماذا لم يستخدم المسلمون وسائل الاتصال الحديثة للاطمئنان على ذراريهم ؟
6 / لماذا لم يشترك المسلمون جميعا في حربهم ضد النصارى، و الحرب الحديثة تطال الجميع و لا تحتاج إلى وصول الفرسان إلى ميدان المعركة؟
7 / و السؤال الأهم لماذا أعتزل اليهود الحرب و لم يذكروا إلا عند خروج الدجال ؟
يتبع000000

الفصل الثاني : اين موقعنا زمنيا ؟ بمعنى في أي زمان نحن ؟
لقد حاولت في الفصل الأول التأكيد على أن زماننا ليس زمن الملاحم، و قد أوردت الأدلة على ذلك، و هناك الكثير منها أيضا لم أوردها كي لا يتكرر الحديث فيها، و لكن سألفت أنظار الأخوة إليها كلما مررنا بإحداها000و السؤال الذي قد يطرحه البعض 000
أين نحن زمنيا، و هل ذكرت السنة المطهرة بعض التفاصيل التي تشير صراحة إلى الفترة التي نعيشها اليوم؟
أقول نعم : لقد ذكرلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم اشارة صريحة الى هذه الفترة التي نعيشها 00و دعونا أولا نتعرف على سمة الحكم في هذه الحقبة التي نعيشها 00
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الأول )
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت . )
إذاً00 أول مراحل الحكم في الإسلام هي النبوة، و قد كانت ثم رفعها الله0 ثم تلتها مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة، و قد كانت0 ثم تلتها مرحلة الملك العاض، و التي انتهت بسقوط الخلافة العثمانية0 ثم دخلت الأمة في مرحة الحكم الجبري، و معنى الجبري، اي شدة القهر و الظلم
أرجو ملاحظة قول الرسول صلى الله عليه و سلم، ثم( خلافة) و لم يقل ثم( خليفة) أو لم يقل ثم يأتي المهدي لكي لا يفهم البعض أن المهدي سيأتي و ينتهي الأمر، بل هو مفتاح خلافة على منهاج النبوة 00لن تدوم بعلم الله بعد موته أكثر من 22 عام فقط، على أعلى تقدير، ثم يعود الفساد حتى يطم و يعم في مدة لا تزيد و الله أعلم عن المئة عام، ثم تعود خلافة على منهاج النبوة، فالملاحم، فالدجال، فعيسى عليه السلام0
هذه بعض نقاط البحث، سنأتي عليها مفصلة إن شاء الله كلا في حينه 00
لماذا نعتبر الآن في عصر الحكم الجبري؟
لقد بينا في الحديث السابق، الفترات السياسية لأمة الإسلام كما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و طبيعيا أن تنتقل الأمة بعد الخلافة العثمانية إلى فترة الحكم الجبري، لأن الواقع يقول أن الأمة الإسلامية انتقلت بعد الخلافة إلى حكم النصارى، و هذا قمة الجبر، أن تحكم الأمة
من غير بنيها 00ثم انتقلت بعد ذلك إلى حكم أذناب النصارى ، و أنظر يمينا و شمالا تجد أن المسلم قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت و لا يجد ملجأ و لا خليفة ، فأولى به أن يموت و هو عاض على جذع نخلة كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السادس 1) (قال حذيفة بن اليمان: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت: يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير فنحن فيه ، وجاء بك ، فهل بعد هذا الخير من شر(كما كان قبله) ؟ قال: ( ياحذيفة تعلم كتاب الله ، واتبع ما فيه ، ( ثلاث مرات ، قال: قلت: يا رسول الله ! أبعد هذا الشر من خير ؟ قال: نعم، قلت: ما العصمة منه ؟ قال: السيف، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ وفي طريق، قلت: وهل بعد السيف بقية ؟ قال: نعم ، وفيه، وفي طريق: تكون إمارة _ وفي لفظ: جماعة _ على أقذاء ، وهدنة على ) دخن . قلت: وما دخنه ؟ قال: _ قوم ( وفي طريق أخرى: يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي و يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين ، في جثمان إنس _ وفي أخرى: الهدنة على دخن ما هي ؟ قال: _ لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه _قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: _ نعم ، فتنة عمياء صماء ، عليها دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها _ . قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا . قال: _ هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا _ . قلت: يا رسول الله ! فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم ، تسمع وتطيع الأمير ، وإن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فاسمع وأطع _ . قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: _ فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ؛ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك _ وفي طريق ) : _ فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم) _وفي أخرى ) : _ فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة ، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فإن لم تر خليفة فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة _ ) قال: قلت: ثم ماذا ؟ قال: _ ثم يخرج الدجال _ . قال: قلت: فبم يجيء ؟ قال: بنهر _ أو قال: ماء ونار _ فمن دخل نهره حط أجره ، ووجب وزره ، ومن دخل ناره وجب أجره ، وحط وزره ، قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال ؟ قال: عيسى ابن مريم ، قال: قلت ثم ماذا ؟ قال: لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة )
لو بسطت هذا التقسيم، من حيث خيرية الحكم و شره على التقسيم السياسي، لفترات الحكم في الحديث الذي يسبقه، لوجدت تطابق عجيب بينهم
حذيفة رضي الله عنه يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم00 أبعد هذا الخير شر؟ أي أبعد النبوة و الخلافة الراشدة التي هي على نهج النبوة شر؟ يجيب الرسول: نعم ، و لكن بطريقة النصح تعلم كتاب الله، لان الشر القادم هو الفتنة ، فالعصمة فيها تعلم كتاب الله 0
ثم يسأل حذيفة أبعد هذا الشر خير؟ قال : نعم ، و العصمة لهذا الخير تكون بالسيف ،أي خروج الخوارج و أصحاب الأهواء، و لا عصمة منهم إلا بالسيف، و هذه فترة حكم أمير المؤمنين علي و معاوية رضي الله عنهم ، ثم يكون بعده جماعة على أقذاء أو دخن، و أئمة تعرف منهم و تنكر ، و هم الخلفاء حتى السلطان عبد الحميد أخر خلفاء العثمانيين ، و في هؤلاء الحكام من يكون شيطان في صورة البشر 00
و رغم ذلك يعتبر حذيفة هذا العصر من الخير، و يسأل أبعد هذا الخير شر؟ فيقول رسولنا صلى الله عليه و سلم ( فتنة عمياء صماء ، عليها دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا . قال: هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا )
لاحظ الإعجاز النبوي في حكام اليوم00 هم منا، و يتكلمون بألسنتنا00 ما معنى هذا الوصف؟
و ماذا يقصد رسول الله من ذلك ؟
القصد و الله أعلم أنهم منا نسبا و يتكلمون بهم المسلمين باللسان أم النية و العمل فهو لغير المسلمين ، و هذا هو الواقع و الله 0
(المستدرك على الصحيحين ج: 4 ، ص 512)(أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي ، أنبأ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة ، ثنا القاسم بن خليفة، ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ، ثنا عمر بن عبيد الله العدوي، عن معاوية بن قرة ، عن أبي الصديق الناجي ،عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ثم ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ، لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة، وحتى يملأ الأرض جورا وظلما ، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي، فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا، يعيش فيها سبع سنين ، أو ثمان، أو تسع، تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره ) 00 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
اذاً00 نحن نعيش ذلك الليل البهيم ، فهل لهذا الليل من فجر آت ؟ و كيف سينجلي كل هذا الظلم ؟و ما هي النتائج ؟
سنحاول تلمس كل ذلك إن شاء الله لاحقا00
واقع المسلمون اليوم00
لا أدق و لا أروع من وصف النبي لحالنا اليوم بالحديث الصحيح التالي :
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني )
(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) .
رسول الله يصف ضعفنا ، فيشبهنا لقصعة الطعام التي أحاط بها مجموعة من الجياع، تجول أيديهم في جنباتها دون أن يكون لها حولا و لا قوة
ثم يصف الداء و أي داء , إنه حب الدنيا و كراهية الموت ، إنه الوهن،إنه المرض العضال الذي ما فتئ أعداء هذه الأمة يرسخونه في القلوب حتى أشربنا حب الدنيا، و غرنا في الله الغرور ، و ليت شعري لو كان سبب ضعفنا قلة العدد فنحن كثر، و تجاوزنا المليار، و لكننا كغثاء السيل0
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17)
إذن ما ينفع الناس يمكث في الأرض (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)
أما الغثاء فيذهب جفاء غير مأسوفا عليه ، و هذا حالنا00 الأمة دب فيها مرض عضال لا برء منه إلا ببتر الفاسد منها00 ليبقى الصحيح و يكبر
،و طالما أن مرض الأمة حب الدنيا، فسيقتل المعشوق عاشقه 0
و قد جاء في الحديث الصحيح( لكل أمة فتنة و فتنة أمتي المال ) 000فهل ستهلك الدنيا صرح المسلمين بعامة و العرب بخاصة في فتنة لا يعلم إلا الله منتهاها ؟؟؟
نعم 00 هذا ما تشير إليه السنة المطهرة ،و قد رأينا كيف كان تعداد المسلمين و حتى النصارى في الملاحم قليل ، فالنصارى دخلوا بلاد المسلمين بجيش يقل عن المليون و خرج المسلمون في النهاية غالبين00 و لكنهم كانوا أقله بعد الملحمة 00فهل يعقل أن يقتل مليون نصراني كافر مليار مسلم لا نفاق في قلبه ؟؟
هذا لا يصح بتاتا، كما بينا في بداية الموضوع و توصلنا إلى أن المسلمين يدخلون الملاحم بعدد لا يتجاوز ربع عدد جيش النصارى ،و طالما قائد المسلمين في الملاحم هو المهدي، فهذا يعني أن تعداد العرب قد نقص إما في عهده ، و إما ما قبل عهده0
أدلة فناء العرب و المسلمين :1
( حديث أم شريك ـ( سنن الترمذي 46- كِتَاب الْمَنَاقِبِ 62- بَاب فِي فَضْلِ الْعَرَبِ )
(3930) صحيح00
(حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : حدثتني أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال ، قالت أم شريك : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ، قال : هم قليل ) 00 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب .
و نحن نعلم أن المسلمون بعد الملاحم ، يفتحون مدن الشرك بقول الله أكبر، و لم يعد هناك قتال يخسرون فيه من الأرواح شيء ، و نعلم أيضا أن الدجال يخرج على أثر الملحمة ، كما هو مبين في حديث فتح القسطنطينية 00
2) - حديث فناء قريش00( السلسلة الصحيحة - برقم (1935) )
(حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ وَيُوشِكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالنَّعْلِ فَتَقُولَ إِنَّ هَذَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ)
3) – (مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- باب أشرا ط الساعة- الفصل الأول )
( 5437) متفق عليه 00
(عن أنس ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد "" . وفي رواية: "" يقل العلم ، ويظهر الجهل "" . متفق عليه . )
4) – ( سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد الثاني )(يبايع لرجل ما بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه ؛ فلا يسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمربعده أبدا ، وهم الذين يستخرجون كنزه) .
لي وقفة مع هذا الحديث فيما بعد إن شاء الله
5) - في الحديث الذي يصف خروج يأجوج و مأجوج، حيث يأمر الله عز و جل نبي الله عيسى أن يحرز المؤمنين على جبل الطور ، و هل يستوعب جبل الطور عددا يتجاوز المئة ألف ؟؟
و هناك الكثير من الأدلة سنشير إليها عند استشهادنا بها في جوانب أخرى من البحث0
* * * *
من الواضح الآن أن مهدي الملاحم يكون أتباعه قليلي العدد00 فأين تبخر هذا العدد من المسلمون ؟؟
تشير الأحاديث النبوية إلى حدوث فتنة تأتي على صريح المسلمين00
(صحيح ابن حبان ج: 15 - ص: 180 )
(أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق، قال : حدثنا محمد بن عوف، قال : حدثنا أبو المغيرة، قال : حدثني أرطاة بن المنذر، قال : حدثني ضمرة بن حبيب، قال: سمعت سلمة بن نفيل السكوني، قال : ثم كنا جلوسا ثم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يوحى إليه، فقال: ولستم لابثين بعدي إلا قليلا، وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بضعا، وبين يدي الساعة موتان شديد ، وبعده سنوات الزلازل) 0
هذا الحديث يثبت و يؤكد أن الأمة مقبلة على فتنة ضروس، يقتتل فيها المسلمون فيما بينهم، و يستخدمون خلالها كل ما جمعوه من أسلحة خلال العقود الماضية ، حتى تشرف الأمة على الهلاك، هذه الفتنة و التي لم يأمرنا الله بخوضها ، لهي شديدة الشبه بفتنة بني إسرائيل حين عبدوا العجل، فأمرهم الله بقتل أنفسهم حتى يتطهروا 00
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:54)
و نحن كمسلمين عبدنا الدنيا، و لن يطهرنا من رجسها إلا أن نهلك أنفسنا حبا فيها
و أريد منكم أخوتي أن تقارنوا بين متني الحديث السابق و الحديث التالي :
(سنن أبي داود- كتاب الجهاد)
(2535 ) صحيح 0
(حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا معاوية بن صالح ، قال: حدثني ضمرة أن ابن زغب الإيادي حدثه قال:نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي ، فقال لي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا ، فلم نغنم شيئا ، وعرف الجهد في وجوهنا ، فقام فينا فقال: "" اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم "" ثم وضع يده على رأسي أو قال: على هامتي ، ثم قال: "" يا ابن حوالة ، إذ رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل ) البلابل: الهموم والأحزان ( والأمور العظام ، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك "" . )
قال أبو داود: عبد الله بن حوالة: حمصي .
ماذا تستنتجون ؟؟ في الحديث الأول00 قبل سنوات الزلازل هناك موتان عظيم يصيب الأمة00
(ملاحظة: مَوَتان ، ليست مثنى موت بل المقصود موت واحد أي هلكة واحدة)
إذاً، يتفانى المسلمون فيما بينهم، و يحدث فيهم موت عظيم، ثم يلي ذلك بزمن قدوم سنوات الزلازل0
في الحديث الثاني، قيام الخلافة الإسلامية في بيت المقدس ( خلافة المهدي )ثم حدوث الزلازل0
ونحن اليوم، و في هذا الزمن تحديدا ، لم تقم الخلافة في بيت المقدس، أي دولة المهدي،و لم نتفانى فيما بيننا ، ولم تأتي سنوات الزلازل 00
إذاً، ثلاث أحداث لم تقع ، فكيف نرتبها تسلسليا؟
من الواضح من متن الحديثان أن الزلازل بعد الخلافة و الموت00
فمن يكون أولاً ؟ الموت و الفتن أم الخلافة ؟؟
لا يحتاج الأمر للتفكير00 كيف يحدث الموت و الفتنة و المهدي خليفة المسلمين؟؟ إذن ترتيب الأحداث كالتالي :
حرب مدمرة و فتاكة تستخدم فيها أسلحة قذرة ، ثم خلافة إسلامية ، ثم زلازل ، و الزلازل هذه ليست بعد زمن عيسى عليه السلام، هي قبل زمن عيس عليه السلام ، و طالما أن الزلازل هي عقاب من الله، فهذا يعني أن الأمة ستعود للفساد بعد المهدي، و قبل عيسى عليه السلام ( طبعا أنا مطالب بالدليل على كون هذه الزلازل قبل عيسى عليه السلام ) سنأتي بالدليل في حينه كي لا أتشعب بالموضوع، و يكفي أن نورد الآن هذا الحديث ليدل على أن الزلازل تكاد تكون قريبة من زمن الخلافة0
(مسند الشاميين ج: 1 ، ص: 396)(87) (حدثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو المغيرة، ثنا أرطاة بن المنذر السكوني، حدثني ضمرة بن حبيب، قال: سمعت سلمة بن نفيل السكوني ،يقول: ثم كنا جلوسا ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال قائل : يا رسول الله، هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: نعم ، قال : وبماذا ؟ قال: بمسخنة، قال: فهل كان فيها فضل عنك؟ قال: نعم، قال : فما فعل به؟ قال: رفع وهو يوحي إلي أني ولستم بلابثين بعدي إلا قليلا، بل تلبثون حتى تقولوا متى، وتأتوني أفنادا يتبع بعضكم بعضا، وبين يدي الساعة موتان شديد وهذه سنوات الزلازل)
أدلة أخرى: لو استشكل اليوم على أحدنا أمرا فقهي ، أو سؤال في العقيدة أو المواريث، فهل تعييه الحيلة للحصول على الفتوى الصحيحة؟؟
أبداً فكتب الفقه قديمها و حديثها متوفر، و وسائل الاتصال متاحة ، و المشايخ و طلاب العلم بالآلاف، ولا تكاد تخلو منطقة مهما كانت صغيرة من شيخ أو طالب علم، و هم اليوم بازدياد ، لكن رسول الله يقول:
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
(لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، و تكثر الزلازل، و يتقارب الزمان ،و تظهر الفتن، و يكثر الهرج): و هو القتل0
(صحيح )
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) .
و عدنا من جديد إلى الزلازل، يقبض العلم بموت العلماء قبل الزلازل، و تعتقدون أن قبضهم يتم بالموت الطبيعي، لا يا اخوتي، لو كان ذاك لما مات العالم حتى يترك خلفه ألف عالم00
إن ما سيحدث و الله أعلم، موت عنيف و سريع ، يأتي على أغلب العلماء ، و يوقف دروس العلم سنوات ، و يذهب أكثر طلاب العلم بالجهاد ،
و تزول المطابع، و تحرق الكتب، و يخف اهتمام الناس بالعلم، بسبب الجوع و العطش 00
هل فكر أحدكم ما سيكون مصير الناس لو اشتعلت الفتنة و صار كل أمر منا سيد نفسه؟؟
سيحل زمن الانتقام و الفوضى ، و ستنقطع الكهرباء و معها سيذهب الماء ، و سيحل الجوع و البؤس، حتى تظهر خلافة المهدي 00
أنظر ماذا يقول رسولنا صلى الله عليه و سلم :
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع 1)
( 3078) (الصحيحة)
(يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدونه ، ينزوي كل ماء إلى عنصره ، فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء)
إذاً الكلام ليس من باب التنظير بل هو واقع00 الماء ينزوي إلى عنصره ( أصله ) أي لا يعود بالإمكان استخراج أو تحلية الماء، و لا يبقى الماء إلا حيث يتواجد بالشكل الطبيعي ( الشام) ، و لا تنسوا عدد البشر الهائل، من أين سيشربون لو قطع الماء لسبب أولآخر؟؟
الأمر محسوم ( الهجرة إلى الشام ) و هذا ما سيحصل، و هذا سيكون له تفصيل إن شاء الله 00
(سنن الدارمي ج: 1 ، ص: 43)(55)
(أخبرنا محمد بن المبارك، ثنا معاوية بن يحيى، ثنا أرطأة بن المنذر، عن ضمرة بن حبيب، قال: سمعت مسلمة السكوني محمد سلمة السكوني قال : ثم بينما نحن ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال قائل: يا رسول الله، هل أتيت بطعام من السماء؟ قال : نعم، أتيت بطعام، قال : يا نبي الله هل كان فيه من فضل ؟ قال : نعم، قال : فما فعل به ؟ قال : رفع إلى السماء وقد أوحي إلي إلا قليلا، ثم تلبثون حتى تقولوا متى، متى، ثم تأتوني أفنادا يفني بعضكم بعضا، بين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل)
و هذا دليل آ خر00 ما نقوم به اليوم هو ما يصفه متن الحديث، أنا و أنتم نتساءل متى الخلاص؟ متى الملحمة؟ و متى المهدي؟ ثم نقتل بعضنا البعض00
(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل:1)
(مجمع الزوائد - ج: 7 ، ص: 306)
(وعن واثلة بن الأسقع، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تزعمون أني من آخركم وفاة، ألا وإني من أولكم وفاة ، وتتبعوني أفنادا ، يهلك بعضكم بعضا ) رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح00
( وعن سلمة بن نفيل السكوني، قال: كنا جلوسا، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال قائل: يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: نعم، قال: وبماذا ؟ قال : بمسخنة ، قال: فهل كان فيها فضل عنك ؟ قال : نعم ، قال : فما فعل به ؟ قال : رفع وهو يوحى إلي أني ولستم لابثين بعدي إلا قليلا حتى تقولوا متى ، وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بعضا ، وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل ) رواه أحمد والطبراني والبزار وأبو يعلى ورجاله ثقات 00
موتان شديد ، فمن هلاك في الجزيرة و العراق على العروش00 و تذكروا لن تنتهي فتنة العراق، حتى يهدم الحرم، و لن يبقى فيه حجرا على حجر والله أعلم00 إن كان ذلك بصوريخ العراق، و التي سيصب جزارها كل كيده على الخليج ،أو بأيدي رافضة العراق ، و الذين سينخرون كالطاعون في جسد الحجاز و البحرين و قطر و الكويت حالما يفقد الجلاد قبضته عليهم 00
على كل حال لنا عودة إلى هذا الجزء لتأصيله شرعياً 00 [/COLOR
ا
( لمعجم الكبير ج: 18 ، ص: 41)
(حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي القرشي، ثنا إبراهيم بن العلاء بن فرقد، حدثني أبي عبد الله بن العلاء، عن مكحول، عن خالد بن معدان ،عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك، قال : ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في خباء له من آدم، فسلمت عليه، قلت: أدخل؟ قال: أدخل، فأدخلت رأسي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءا مكينا ، فقلت: يا رسول الله، أدخل كلي؟ قال : كلك، فلما جلست قال لي: أعدد ست خصال بين يدي الساعة، موت نبيكم، قال عوف: فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قط، قال: قل إحدى، قلت: إحدى ، قال: وفتح بيت المقدس، وفتنة تكون فيها موتان العرب، وهو داء يأخذكم كعقاص الغنم، ويفشو حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)
هذا الحديث يعضد ما ذكرناه بالأعلى، و لسنا ملزمين بإسقاط العلماء الأوائل لأحداثه على واقعهم 00بل هو أقرب إلى واقعنا و بالدليل الذي ذكرناه في الأعلى كفاية0 و هذا دليل أخر أن جزء من الأمة ستفنى عند فتح المقدس، و نحن نعلم أن القدس فتح في عهد الفاروق، و صلاح الدين سلماً ، و لم تفنى الأمة بسببه0
إذاً00 فتحه هذه المرة سيكون فيه فناء، و ما أحسنه من جهاد ، فتنة في الجزيرة على الدنيا، و الصادقون من المسلمون سيقصدون الشام للجهاد، و ستكون هجرة بعد هجرة 00
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع 1 )
( 3203)(الصحيحة )
(ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ، تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير)
ولهذا الحديث فوائد أخرى لا أستطيع ذكرها الآن نذكرها لاحقا لو بقي في العمر بقية00
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
(يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده: و الله لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ،فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة و تسعون )
و متى يكون انحسار الفرات في هذا العصر أم في عصر المهدي أم بعد عيسى؟؟
أنا لا أستبعد أن يكون جزء كبير من أسباب اهتمام أمريكا بالعراق منذ 25 عام إلا بسبب هذا الذهب00
و هي تحاول الآن اجاد حكومة (قرضاي)في العراق، لتتركها تنهب هذه الثروات كيفما تشاء ، لتسند الدولار المهزوم ، و لا تسألوا كيف علم النصارى بالذهب ؟ فالأقمار الصناعية تحدد حجم و نوع النفط على مسافة مئات الأمتار في جوف الأرض ، و لن يعجزها اكتشاف
الذهب على سطحه لا يفصلها إلا الماء 00و لكن هل ستحصل على هذا الذهب ؟؟
بالطبع لا و هذا الذهب هو بشارة من رسولكم بنهاية هذا الطاغوت الظالم00
(8415) (أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق، بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا بن إياس، ثنا بن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة ،عن أبي غطفان، قال: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول: تخرج معادن مختلفة، معدن منها قريب من الحجاز ، يأتيه من شرار الناس، يقال له فرعون، فبينما هم يعملون فيه ، إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله، إذ خسف به وبهم )0
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
(مسند أبي يعلى ج: 11 ، ص: 305)(6421)
( حدثنا عمرو بن الضحاك، حدثنا أبي، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر ،قال: سمعت أبا الجهم القواس يحدث أبي، وكان رجلا فارسيا ثقيل اللسان، وكان من أصحاب أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يظهر معدن في أرض بني سليم، يقال له فرعون أو فرعان ، وذلك بلسان أبي الجهم قريب من السواء، يخرج إليه شرار الناس ، أو يحشر إليه شرار الناس)
( مجمع الزوائد – ج : 3 ، ص : 78 )
(و عن أبي هريرة، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يظهر معدن في أرض بني سليم يقال له فرعون وفرعان ، وذلك بلسان أبي جهم قريب من السوء ، يخرج إليه شرار الناس أو يحشر إليه شرار الناس ) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات0
(الفتن- لنعيم بن حماد ج: 2 ، ص: 611)(1694) (حدثنا ابن وهب، عن ابن أبي ذئب ، عن قارظ بن شيبة ، عن أبي غطفان، قال: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: تخرج معادن مختلفة قريب، يقال له فرعون ذهب، يذهب إليه شرار الناس، فبينما هم يعملون فيه، إذ حسر لهم عن الذهب فأعجبهم معتمله ، إذ خسف به وبهم )
أسألكم الآن ما المعدن الذي يخرج إليه شرار الناس ليستخرجوه؟؟ و هو قرب الحجاز و في أرض بني سليم !!
و لاحظ في حديث الحاكم، قول رسول الله: معادن مختلفة ، و كأنها إشارة إلى معدن لا يعرفه الصحابة 00
أقول و الله أعلم أن المعدن هو( النفط) و أسمه العلمي ( زيوت معدنية ) و شرار الناس الذين يستخرجوه ، هم النصارى الأمريكان ، و كنز الفرعان أو الفرعون هو كنز الفرات00
أدلة مساندة :
(الفتن- لنعيم بن حماد ، ج: 1 ، ص: 336)
(حدثنا عبد الله بن مروان، عن أرطاة، عن تبيع ،عن كعب، قال : تكون ناحية الفرات في ناحية الشام ، أو بعدها بقليل، مجتمع عظيم، فيقتتلون على الأموال، فيقتل من كل تسعة سبعة، وذاك بعد الهدة, والواهية في شهر رمضان، وبعد افتراق ثلاث رايات، يطلب كل واحد منهم الملك لنفسه فيهم رجل اسمه عبد الله )
بغض النظر عن صحة الحديث 00فقبل ظهور كنز الفرات، و قبل الهدة، و الواهية ، أي في الشهور القادمة00 هل ستشهد الجزيرة افتراق ثلاث رايات ؟؟ الله أعلم ، و لا يستبعد أن يكون هذا الحدث، حلقة من مسلسل الفتن، التي ستشدها الجزيرة 00
(الفتن- لنعيم بن حماد ، ج: 1 ، ص: 333)
(حدثنا يحيى بن اليمان، عن المنهال بن خليفة ،عن مطر الوراق، قال: لا يخرج المهدي حتى يكفر بالله جهرة)
( 958) ( حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن ابن سيرين، قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة )
أي لا خروج للمهدي، قبل فتنة الفرات و الذهب 00
(959) ( حدثنا يحيى بن اليمان، عن كيسان الرواسي القصار ، وكان ثقة , قال : حدثني مولاي، قال: سمعت عليا رضى الله عنه، يقول: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث )
و هنا أريد أن أسأل ، معنى ( يقتل ثلث) فهمناه 00و لكن أن( يموت ثلث)كيف؟؟
لا تفسير له إلا أن يكون المقصود، موت الناس بآثار أسلحة الدمار الشامل 00
(حدثنا سلمون بن داود، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن النضر، قال : حدثنا الوليد بن شجاع، قال : حدثنا مصعب بن سلام ، عن بقية ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن الحواري بن زياد ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفشون الفالج حتى يتمنوا مكانه الطاعون) صحيح 00 و صححه الألباني
الفالج : هو مرض يصيب الإنسان، و هو ما يسمى اليوم بالشلل النصفي، وهذا الشلل سيفشو حتى يكون في كل بيت ، و هذا من تأثير إشعاعات الحرب النووية على النسل00
(حدثنا محمد بن خليفة، قال: حدثنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن الحسين، قال : وأخبرنا ابن بدينا أيضا، قال : حدثنا محمد بن عمار، قال : حدثنا المعافي، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله ابن أبي جعفر، عن مكحول ، عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم0 قال : لا تقوم الساعة حتى يتمنى أبو الخمسة أنهم أربعة، وأبو الأربعة أنهم ثلاثة، وأبو الثلاثة أنهم اثنان، وأبو الاثنين أنهما واحد ، وأبو الواحد أن ليس له ولد )
لو سألنا أنفسنا ، لماذا يتمنى الرجل الخلاص من الطفل الأخير، لاستنتجنا أن هناك أمر قد أصاب الطفل الأخير ، و العامل المشترك بين هؤلاء الأطفال هو فترة الحمل ، مما يعني أن النسل في هذه الفترة يأتي معاب00 لذلك كره هؤلاء الرجال أخر ذريتهم، فمن كان لديه أربع أطفال ، و كانت آمراته حامل بالخامس ، و حدثت تلك الإشعاعات ، جاء الخامس مشوه ، و هكذا الأمر للبقية 00
(جاء في صحيح مسلم)00
( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا ، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا ، وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا )
السنة لغة : هي الجدب أو الإمحال ، نتيجة قلة المطر00 لكن السنة هنا تختلف ، فرغم وجود المطر، فليس هناك نبات ، و هذا أيضا ينطبق على
الأرض التي تصاب بالأشعة النووية00
(ما رواه نعيم بن حماد في الفتن)
(تميز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة ، والمحرم وما المحرم ؟ يقولها ثلاثا ، هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا , هرجا ،قال : قلنا: وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هذه في النصف من رمضان ليلة جمعة ، فتكون هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن ، في ليلة جمعة، في سنة كثيرة الزلازل ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا بيوتكم ، واغلقوا أبوابكم ، وسدوا كواكم، ودثروا أنفسكم ، وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصيحة ، فخروا لله سجدا ، وقولوا سبحان القدوس ، سبحان القدوس، ربنا القدوس ، فإن من فعل ذلك نجا ، ومن لم يفعل ذلك هلك) 00
ما يلفت النظر بهذا الحديث ، و بغض النظر عن إسناده ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وسدوا كواكم)0
و الكوة : هي الفتحة الصغيرة ، تكون في الحائط أو السقف ، و إذا قرأنا الحديث بمنظور شخص عاش منذ 1422 سنة 00
فما الفائدة من سد هذه الكوة ؟؟ والهدة ؟؟
في منظورهم لا تتعدى الصوت ، و ما الفائدة من تدثير الشخص لنفسه ؟؟
أنها إجراءات و قائية نبوية ، للحماية من آثار الصدمة ، و الإشعاع المرافق ، وهذا يدل أن الضربات ستكون غير مباشرة على معاقل المسلمين ،و سينحصر أثرها على الصدمة و الإشعاع 00 و الله أعلم
لقد حاولت في الفصل الأول التأكيد على أن زماننا ليس زمن الملاحم، و قد أوردت الأدلة على ذلك، و هناك الكثير منها أيضا لم أوردها كي لا يتكرر الحديث فيها، و لكن سألفت أنظار الأخوة إليها كلما مررنا بإحداها000و السؤال الذي قد يطرحه البعض 000
أين نحن زمنيا، و هل ذكرت السنة المطهرة بعض التفاصيل التي تشير صراحة إلى الفترة التي نعيشها اليوم؟
أقول نعم : لقد ذكرلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم اشارة صريحة الى هذه الفترة التي نعيشها 00و دعونا أولا نتعرف على سمة الحكم في هذه الحقبة التي نعيشها 00
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الأول )
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت . )
إذاً00 أول مراحل الحكم في الإسلام هي النبوة، و قد كانت ثم رفعها الله0 ثم تلتها مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة، و قد كانت0 ثم تلتها مرحلة الملك العاض، و التي انتهت بسقوط الخلافة العثمانية0 ثم دخلت الأمة في مرحة الحكم الجبري، و معنى الجبري، اي شدة القهر و الظلم
أرجو ملاحظة قول الرسول صلى الله عليه و سلم، ثم( خلافة) و لم يقل ثم( خليفة) أو لم يقل ثم يأتي المهدي لكي لا يفهم البعض أن المهدي سيأتي و ينتهي الأمر، بل هو مفتاح خلافة على منهاج النبوة 00لن تدوم بعلم الله بعد موته أكثر من 22 عام فقط، على أعلى تقدير، ثم يعود الفساد حتى يطم و يعم في مدة لا تزيد و الله أعلم عن المئة عام، ثم تعود خلافة على منهاج النبوة، فالملاحم، فالدجال، فعيسى عليه السلام0
هذه بعض نقاط البحث، سنأتي عليها مفصلة إن شاء الله كلا في حينه 00
لماذا نعتبر الآن في عصر الحكم الجبري؟
لقد بينا في الحديث السابق، الفترات السياسية لأمة الإسلام كما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و طبيعيا أن تنتقل الأمة بعد الخلافة العثمانية إلى فترة الحكم الجبري، لأن الواقع يقول أن الأمة الإسلامية انتقلت بعد الخلافة إلى حكم النصارى، و هذا قمة الجبر، أن تحكم الأمة
من غير بنيها 00ثم انتقلت بعد ذلك إلى حكم أذناب النصارى ، و أنظر يمينا و شمالا تجد أن المسلم قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت و لا يجد ملجأ و لا خليفة ، فأولى به أن يموت و هو عاض على جذع نخلة كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السادس 1) (قال حذيفة بن اليمان: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت: يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير فنحن فيه ، وجاء بك ، فهل بعد هذا الخير من شر(كما كان قبله) ؟ قال: ( ياحذيفة تعلم كتاب الله ، واتبع ما فيه ، ( ثلاث مرات ، قال: قلت: يا رسول الله ! أبعد هذا الشر من خير ؟ قال: نعم، قلت: ما العصمة منه ؟ قال: السيف، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ وفي طريق، قلت: وهل بعد السيف بقية ؟ قال: نعم ، وفيه، وفي طريق: تكون إمارة _ وفي لفظ: جماعة _ على أقذاء ، وهدنة على ) دخن . قلت: وما دخنه ؟ قال: _ قوم ( وفي طريق أخرى: يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي و يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين ، في جثمان إنس _ وفي أخرى: الهدنة على دخن ما هي ؟ قال: _ لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه _قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: _ نعم ، فتنة عمياء صماء ، عليها دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها _ . قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا . قال: _ هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا _ . قلت: يا رسول الله ! فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم ، تسمع وتطيع الأمير ، وإن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فاسمع وأطع _ . قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: _ فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ؛ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك _ وفي طريق ) : _ فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم) _وفي أخرى ) : _ فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة ، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فإن لم تر خليفة فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة _ ) قال: قلت: ثم ماذا ؟ قال: _ ثم يخرج الدجال _ . قال: قلت: فبم يجيء ؟ قال: بنهر _ أو قال: ماء ونار _ فمن دخل نهره حط أجره ، ووجب وزره ، ومن دخل ناره وجب أجره ، وحط وزره ، قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال ؟ قال: عيسى ابن مريم ، قال: قلت ثم ماذا ؟ قال: لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة )
لو بسطت هذا التقسيم، من حيث خيرية الحكم و شره على التقسيم السياسي، لفترات الحكم في الحديث الذي يسبقه، لوجدت تطابق عجيب بينهم
حذيفة رضي الله عنه يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم00 أبعد هذا الخير شر؟ أي أبعد النبوة و الخلافة الراشدة التي هي على نهج النبوة شر؟ يجيب الرسول: نعم ، و لكن بطريقة النصح تعلم كتاب الله، لان الشر القادم هو الفتنة ، فالعصمة فيها تعلم كتاب الله 0
ثم يسأل حذيفة أبعد هذا الشر خير؟ قال : نعم ، و العصمة لهذا الخير تكون بالسيف ،أي خروج الخوارج و أصحاب الأهواء، و لا عصمة منهم إلا بالسيف، و هذه فترة حكم أمير المؤمنين علي و معاوية رضي الله عنهم ، ثم يكون بعده جماعة على أقذاء أو دخن، و أئمة تعرف منهم و تنكر ، و هم الخلفاء حتى السلطان عبد الحميد أخر خلفاء العثمانيين ، و في هؤلاء الحكام من يكون شيطان في صورة البشر 00
و رغم ذلك يعتبر حذيفة هذا العصر من الخير، و يسأل أبعد هذا الخير شر؟ فيقول رسولنا صلى الله عليه و سلم ( فتنة عمياء صماء ، عليها دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا . قال: هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا )
لاحظ الإعجاز النبوي في حكام اليوم00 هم منا، و يتكلمون بألسنتنا00 ما معنى هذا الوصف؟
و ماذا يقصد رسول الله من ذلك ؟
القصد و الله أعلم أنهم منا نسبا و يتكلمون بهم المسلمين باللسان أم النية و العمل فهو لغير المسلمين ، و هذا هو الواقع و الله 0
(المستدرك على الصحيحين ج: 4 ، ص 512)(أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي ، أنبأ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة ، ثنا القاسم بن خليفة، ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ، ثنا عمر بن عبيد الله العدوي، عن معاوية بن قرة ، عن أبي الصديق الناجي ،عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ثم ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ، لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة، وحتى يملأ الأرض جورا وظلما ، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي، فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا، يعيش فيها سبع سنين ، أو ثمان، أو تسع، تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره ) 00 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
اذاً00 نحن نعيش ذلك الليل البهيم ، فهل لهذا الليل من فجر آت ؟ و كيف سينجلي كل هذا الظلم ؟و ما هي النتائج ؟
سنحاول تلمس كل ذلك إن شاء الله لاحقا00
واقع المسلمون اليوم00
لا أدق و لا أروع من وصف النبي لحالنا اليوم بالحديث الصحيح التالي :
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني )
(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) .
رسول الله يصف ضعفنا ، فيشبهنا لقصعة الطعام التي أحاط بها مجموعة من الجياع، تجول أيديهم في جنباتها دون أن يكون لها حولا و لا قوة
ثم يصف الداء و أي داء , إنه حب الدنيا و كراهية الموت ، إنه الوهن،إنه المرض العضال الذي ما فتئ أعداء هذه الأمة يرسخونه في القلوب حتى أشربنا حب الدنيا، و غرنا في الله الغرور ، و ليت شعري لو كان سبب ضعفنا قلة العدد فنحن كثر، و تجاوزنا المليار، و لكننا كغثاء السيل0
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17)
إذن ما ينفع الناس يمكث في الأرض (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)
أما الغثاء فيذهب جفاء غير مأسوفا عليه ، و هذا حالنا00 الأمة دب فيها مرض عضال لا برء منه إلا ببتر الفاسد منها00 ليبقى الصحيح و يكبر
،و طالما أن مرض الأمة حب الدنيا، فسيقتل المعشوق عاشقه 0
و قد جاء في الحديث الصحيح( لكل أمة فتنة و فتنة أمتي المال ) 000فهل ستهلك الدنيا صرح المسلمين بعامة و العرب بخاصة في فتنة لا يعلم إلا الله منتهاها ؟؟؟
نعم 00 هذا ما تشير إليه السنة المطهرة ،و قد رأينا كيف كان تعداد المسلمين و حتى النصارى في الملاحم قليل ، فالنصارى دخلوا بلاد المسلمين بجيش يقل عن المليون و خرج المسلمون في النهاية غالبين00 و لكنهم كانوا أقله بعد الملحمة 00فهل يعقل أن يقتل مليون نصراني كافر مليار مسلم لا نفاق في قلبه ؟؟
هذا لا يصح بتاتا، كما بينا في بداية الموضوع و توصلنا إلى أن المسلمين يدخلون الملاحم بعدد لا يتجاوز ربع عدد جيش النصارى ،و طالما قائد المسلمين في الملاحم هو المهدي، فهذا يعني أن تعداد العرب قد نقص إما في عهده ، و إما ما قبل عهده0
أدلة فناء العرب و المسلمين :1
( حديث أم شريك ـ( سنن الترمذي 46- كِتَاب الْمَنَاقِبِ 62- بَاب فِي فَضْلِ الْعَرَبِ )
(3930) صحيح00
(حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : حدثتني أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال ، قالت أم شريك : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ، قال : هم قليل ) 00 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب .
و نحن نعلم أن المسلمون بعد الملاحم ، يفتحون مدن الشرك بقول الله أكبر، و لم يعد هناك قتال يخسرون فيه من الأرواح شيء ، و نعلم أيضا أن الدجال يخرج على أثر الملحمة ، كما هو مبين في حديث فتح القسطنطينية 00
2) - حديث فناء قريش00( السلسلة الصحيحة - برقم (1935) )
(حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ وَيُوشِكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالنَّعْلِ فَتَقُولَ إِنَّ هَذَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ)
3) – (مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- باب أشرا ط الساعة- الفصل الأول )
( 5437) متفق عليه 00
(عن أنس ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد "" . وفي رواية: "" يقل العلم ، ويظهر الجهل "" . متفق عليه . )
4) – ( سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد الثاني )(يبايع لرجل ما بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه ؛ فلا يسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمربعده أبدا ، وهم الذين يستخرجون كنزه) .
لي وقفة مع هذا الحديث فيما بعد إن شاء الله
5) - في الحديث الذي يصف خروج يأجوج و مأجوج، حيث يأمر الله عز و جل نبي الله عيسى أن يحرز المؤمنين على جبل الطور ، و هل يستوعب جبل الطور عددا يتجاوز المئة ألف ؟؟
و هناك الكثير من الأدلة سنشير إليها عند استشهادنا بها في جوانب أخرى من البحث0
* * * *
من الواضح الآن أن مهدي الملاحم يكون أتباعه قليلي العدد00 فأين تبخر هذا العدد من المسلمون ؟؟
تشير الأحاديث النبوية إلى حدوث فتنة تأتي على صريح المسلمين00
(صحيح ابن حبان ج: 15 - ص: 180 )
(أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق، قال : حدثنا محمد بن عوف، قال : حدثنا أبو المغيرة، قال : حدثني أرطاة بن المنذر، قال : حدثني ضمرة بن حبيب، قال: سمعت سلمة بن نفيل السكوني، قال : ثم كنا جلوسا ثم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يوحى إليه، فقال: ولستم لابثين بعدي إلا قليلا، وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بضعا، وبين يدي الساعة موتان شديد ، وبعده سنوات الزلازل) 0
هذا الحديث يثبت و يؤكد أن الأمة مقبلة على فتنة ضروس، يقتتل فيها المسلمون فيما بينهم، و يستخدمون خلالها كل ما جمعوه من أسلحة خلال العقود الماضية ، حتى تشرف الأمة على الهلاك، هذه الفتنة و التي لم يأمرنا الله بخوضها ، لهي شديدة الشبه بفتنة بني إسرائيل حين عبدوا العجل، فأمرهم الله بقتل أنفسهم حتى يتطهروا 00
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:54)
و نحن كمسلمين عبدنا الدنيا، و لن يطهرنا من رجسها إلا أن نهلك أنفسنا حبا فيها
و أريد منكم أخوتي أن تقارنوا بين متني الحديث السابق و الحديث التالي :
(سنن أبي داود- كتاب الجهاد)
(2535 ) صحيح 0
(حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا معاوية بن صالح ، قال: حدثني ضمرة أن ابن زغب الإيادي حدثه قال:نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي ، فقال لي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا ، فلم نغنم شيئا ، وعرف الجهد في وجوهنا ، فقام فينا فقال: "" اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم "" ثم وضع يده على رأسي أو قال: على هامتي ، ثم قال: "" يا ابن حوالة ، إذ رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل ) البلابل: الهموم والأحزان ( والأمور العظام ، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك "" . )
قال أبو داود: عبد الله بن حوالة: حمصي .
ماذا تستنتجون ؟؟ في الحديث الأول00 قبل سنوات الزلازل هناك موتان عظيم يصيب الأمة00
(ملاحظة: مَوَتان ، ليست مثنى موت بل المقصود موت واحد أي هلكة واحدة)
إذاً، يتفانى المسلمون فيما بينهم، و يحدث فيهم موت عظيم، ثم يلي ذلك بزمن قدوم سنوات الزلازل0
في الحديث الثاني، قيام الخلافة الإسلامية في بيت المقدس ( خلافة المهدي )ثم حدوث الزلازل0
ونحن اليوم، و في هذا الزمن تحديدا ، لم تقم الخلافة في بيت المقدس، أي دولة المهدي،و لم نتفانى فيما بيننا ، ولم تأتي سنوات الزلازل 00
إذاً، ثلاث أحداث لم تقع ، فكيف نرتبها تسلسليا؟
من الواضح من متن الحديثان أن الزلازل بعد الخلافة و الموت00
فمن يكون أولاً ؟ الموت و الفتن أم الخلافة ؟؟
لا يحتاج الأمر للتفكير00 كيف يحدث الموت و الفتنة و المهدي خليفة المسلمين؟؟ إذن ترتيب الأحداث كالتالي :
حرب مدمرة و فتاكة تستخدم فيها أسلحة قذرة ، ثم خلافة إسلامية ، ثم زلازل ، و الزلازل هذه ليست بعد زمن عيسى عليه السلام، هي قبل زمن عيس عليه السلام ، و طالما أن الزلازل هي عقاب من الله، فهذا يعني أن الأمة ستعود للفساد بعد المهدي، و قبل عيسى عليه السلام ( طبعا أنا مطالب بالدليل على كون هذه الزلازل قبل عيسى عليه السلام ) سنأتي بالدليل في حينه كي لا أتشعب بالموضوع، و يكفي أن نورد الآن هذا الحديث ليدل على أن الزلازل تكاد تكون قريبة من زمن الخلافة0
(مسند الشاميين ج: 1 ، ص: 396)(87) (حدثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو المغيرة، ثنا أرطاة بن المنذر السكوني، حدثني ضمرة بن حبيب، قال: سمعت سلمة بن نفيل السكوني ،يقول: ثم كنا جلوسا ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال قائل : يا رسول الله، هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: نعم ، قال : وبماذا ؟ قال: بمسخنة، قال: فهل كان فيها فضل عنك؟ قال: نعم، قال : فما فعل به؟ قال: رفع وهو يوحي إلي أني ولستم بلابثين بعدي إلا قليلا، بل تلبثون حتى تقولوا متى، وتأتوني أفنادا يتبع بعضكم بعضا، وبين يدي الساعة موتان شديد وهذه سنوات الزلازل)
أدلة أخرى: لو استشكل اليوم على أحدنا أمرا فقهي ، أو سؤال في العقيدة أو المواريث، فهل تعييه الحيلة للحصول على الفتوى الصحيحة؟؟
أبداً فكتب الفقه قديمها و حديثها متوفر، و وسائل الاتصال متاحة ، و المشايخ و طلاب العلم بالآلاف، ولا تكاد تخلو منطقة مهما كانت صغيرة من شيخ أو طالب علم، و هم اليوم بازدياد ، لكن رسول الله يقول:
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
(لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، و تكثر الزلازل، و يتقارب الزمان ،و تظهر الفتن، و يكثر الهرج): و هو القتل0
(صحيح )
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) .
و عدنا من جديد إلى الزلازل، يقبض العلم بموت العلماء قبل الزلازل، و تعتقدون أن قبضهم يتم بالموت الطبيعي، لا يا اخوتي، لو كان ذاك لما مات العالم حتى يترك خلفه ألف عالم00
إن ما سيحدث و الله أعلم، موت عنيف و سريع ، يأتي على أغلب العلماء ، و يوقف دروس العلم سنوات ، و يذهب أكثر طلاب العلم بالجهاد ،
و تزول المطابع، و تحرق الكتب، و يخف اهتمام الناس بالعلم، بسبب الجوع و العطش 00
هل فكر أحدكم ما سيكون مصير الناس لو اشتعلت الفتنة و صار كل أمر منا سيد نفسه؟؟
سيحل زمن الانتقام و الفوضى ، و ستنقطع الكهرباء و معها سيذهب الماء ، و سيحل الجوع و البؤس، حتى تظهر خلافة المهدي 00
أنظر ماذا يقول رسولنا صلى الله عليه و سلم :
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع 1)
( 3078) (الصحيحة)
(يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدونه ، ينزوي كل ماء إلى عنصره ، فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء)
إذاً الكلام ليس من باب التنظير بل هو واقع00 الماء ينزوي إلى عنصره ( أصله ) أي لا يعود بالإمكان استخراج أو تحلية الماء، و لا يبقى الماء إلا حيث يتواجد بالشكل الطبيعي ( الشام) ، و لا تنسوا عدد البشر الهائل، من أين سيشربون لو قطع الماء لسبب أولآخر؟؟
الأمر محسوم ( الهجرة إلى الشام ) و هذا ما سيحصل، و هذا سيكون له تفصيل إن شاء الله 00
(سنن الدارمي ج: 1 ، ص: 43)(55)
(أخبرنا محمد بن المبارك، ثنا معاوية بن يحيى، ثنا أرطأة بن المنذر، عن ضمرة بن حبيب، قال: سمعت مسلمة السكوني محمد سلمة السكوني قال : ثم بينما نحن ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال قائل: يا رسول الله، هل أتيت بطعام من السماء؟ قال : نعم، أتيت بطعام، قال : يا نبي الله هل كان فيه من فضل ؟ قال : نعم، قال : فما فعل به ؟ قال : رفع إلى السماء وقد أوحي إلي إلا قليلا، ثم تلبثون حتى تقولوا متى، متى، ثم تأتوني أفنادا يفني بعضكم بعضا، بين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل)
و هذا دليل آ خر00 ما نقوم به اليوم هو ما يصفه متن الحديث، أنا و أنتم نتساءل متى الخلاص؟ متى الملحمة؟ و متى المهدي؟ ثم نقتل بعضنا البعض00
(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل:1)
(مجمع الزوائد - ج: 7 ، ص: 306)
(وعن واثلة بن الأسقع، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تزعمون أني من آخركم وفاة، ألا وإني من أولكم وفاة ، وتتبعوني أفنادا ، يهلك بعضكم بعضا ) رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح00
( وعن سلمة بن نفيل السكوني، قال: كنا جلوسا، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال قائل: يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: نعم، قال: وبماذا ؟ قال : بمسخنة ، قال: فهل كان فيها فضل عنك ؟ قال : نعم ، قال : فما فعل به ؟ قال : رفع وهو يوحى إلي أني ولستم لابثين بعدي إلا قليلا حتى تقولوا متى ، وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بعضا ، وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل ) رواه أحمد والطبراني والبزار وأبو يعلى ورجاله ثقات 00
موتان شديد ، فمن هلاك في الجزيرة و العراق على العروش00 و تذكروا لن تنتهي فتنة العراق، حتى يهدم الحرم، و لن يبقى فيه حجرا على حجر والله أعلم00 إن كان ذلك بصوريخ العراق، و التي سيصب جزارها كل كيده على الخليج ،أو بأيدي رافضة العراق ، و الذين سينخرون كالطاعون في جسد الحجاز و البحرين و قطر و الكويت حالما يفقد الجلاد قبضته عليهم 00
على كل حال لنا عودة إلى هذا الجزء لتأصيله شرعياً 00 [/COLOR
ا
( لمعجم الكبير ج: 18 ، ص: 41)
(حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي القرشي، ثنا إبراهيم بن العلاء بن فرقد، حدثني أبي عبد الله بن العلاء، عن مكحول، عن خالد بن معدان ،عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك، قال : ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في خباء له من آدم، فسلمت عليه، قلت: أدخل؟ قال: أدخل، فأدخلت رأسي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءا مكينا ، فقلت: يا رسول الله، أدخل كلي؟ قال : كلك، فلما جلست قال لي: أعدد ست خصال بين يدي الساعة، موت نبيكم، قال عوف: فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قط، قال: قل إحدى، قلت: إحدى ، قال: وفتح بيت المقدس، وفتنة تكون فيها موتان العرب، وهو داء يأخذكم كعقاص الغنم، ويفشو حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)
هذا الحديث يعضد ما ذكرناه بالأعلى، و لسنا ملزمين بإسقاط العلماء الأوائل لأحداثه على واقعهم 00بل هو أقرب إلى واقعنا و بالدليل الذي ذكرناه في الأعلى كفاية0 و هذا دليل أخر أن جزء من الأمة ستفنى عند فتح المقدس، و نحن نعلم أن القدس فتح في عهد الفاروق، و صلاح الدين سلماً ، و لم تفنى الأمة بسببه0
إذاً00 فتحه هذه المرة سيكون فيه فناء، و ما أحسنه من جهاد ، فتنة في الجزيرة على الدنيا، و الصادقون من المسلمون سيقصدون الشام للجهاد، و ستكون هجرة بعد هجرة 00
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع 1 )
( 3203)(الصحيحة )
(ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ، تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير)
ولهذا الحديث فوائد أخرى لا أستطيع ذكرها الآن نذكرها لاحقا لو بقي في العمر بقية00
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
(يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده: و الله لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ،فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة و تسعون )
و متى يكون انحسار الفرات في هذا العصر أم في عصر المهدي أم بعد عيسى؟؟
أنا لا أستبعد أن يكون جزء كبير من أسباب اهتمام أمريكا بالعراق منذ 25 عام إلا بسبب هذا الذهب00
و هي تحاول الآن اجاد حكومة (قرضاي)في العراق، لتتركها تنهب هذه الثروات كيفما تشاء ، لتسند الدولار المهزوم ، و لا تسألوا كيف علم النصارى بالذهب ؟ فالأقمار الصناعية تحدد حجم و نوع النفط على مسافة مئات الأمتار في جوف الأرض ، و لن يعجزها اكتشاف
الذهب على سطحه لا يفصلها إلا الماء 00و لكن هل ستحصل على هذا الذهب ؟؟
بالطبع لا و هذا الذهب هو بشارة من رسولكم بنهاية هذا الطاغوت الظالم00
(8415) (أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق، بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا بن إياس، ثنا بن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة ،عن أبي غطفان، قال: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول: تخرج معادن مختلفة، معدن منها قريب من الحجاز ، يأتيه من شرار الناس، يقال له فرعون، فبينما هم يعملون فيه ، إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله، إذ خسف به وبهم )0
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
(مسند أبي يعلى ج: 11 ، ص: 305)(6421)
( حدثنا عمرو بن الضحاك، حدثنا أبي، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر ،قال: سمعت أبا الجهم القواس يحدث أبي، وكان رجلا فارسيا ثقيل اللسان، وكان من أصحاب أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يظهر معدن في أرض بني سليم، يقال له فرعون أو فرعان ، وذلك بلسان أبي الجهم قريب من السواء، يخرج إليه شرار الناس ، أو يحشر إليه شرار الناس)
( مجمع الزوائد – ج : 3 ، ص : 78 )
(و عن أبي هريرة، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يظهر معدن في أرض بني سليم يقال له فرعون وفرعان ، وذلك بلسان أبي جهم قريب من السوء ، يخرج إليه شرار الناس أو يحشر إليه شرار الناس ) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات0
(الفتن- لنعيم بن حماد ج: 2 ، ص: 611)(1694) (حدثنا ابن وهب، عن ابن أبي ذئب ، عن قارظ بن شيبة ، عن أبي غطفان، قال: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: تخرج معادن مختلفة قريب، يقال له فرعون ذهب، يذهب إليه شرار الناس، فبينما هم يعملون فيه، إذ حسر لهم عن الذهب فأعجبهم معتمله ، إذ خسف به وبهم )
أسألكم الآن ما المعدن الذي يخرج إليه شرار الناس ليستخرجوه؟؟ و هو قرب الحجاز و في أرض بني سليم !!
و لاحظ في حديث الحاكم، قول رسول الله: معادن مختلفة ، و كأنها إشارة إلى معدن لا يعرفه الصحابة 00
أقول و الله أعلم أن المعدن هو( النفط) و أسمه العلمي ( زيوت معدنية ) و شرار الناس الذين يستخرجوه ، هم النصارى الأمريكان ، و كنز الفرعان أو الفرعون هو كنز الفرات00
أدلة مساندة :
(الفتن- لنعيم بن حماد ، ج: 1 ، ص: 336)
(حدثنا عبد الله بن مروان، عن أرطاة، عن تبيع ،عن كعب، قال : تكون ناحية الفرات في ناحية الشام ، أو بعدها بقليل، مجتمع عظيم، فيقتتلون على الأموال، فيقتل من كل تسعة سبعة، وذاك بعد الهدة, والواهية في شهر رمضان، وبعد افتراق ثلاث رايات، يطلب كل واحد منهم الملك لنفسه فيهم رجل اسمه عبد الله )
بغض النظر عن صحة الحديث 00فقبل ظهور كنز الفرات، و قبل الهدة، و الواهية ، أي في الشهور القادمة00 هل ستشهد الجزيرة افتراق ثلاث رايات ؟؟ الله أعلم ، و لا يستبعد أن يكون هذا الحدث، حلقة من مسلسل الفتن، التي ستشدها الجزيرة 00
(الفتن- لنعيم بن حماد ، ج: 1 ، ص: 333)
(حدثنا يحيى بن اليمان، عن المنهال بن خليفة ،عن مطر الوراق، قال: لا يخرج المهدي حتى يكفر بالله جهرة)
( 958) ( حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن ابن سيرين، قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة )
أي لا خروج للمهدي، قبل فتنة الفرات و الذهب 00
(959) ( حدثنا يحيى بن اليمان، عن كيسان الرواسي القصار ، وكان ثقة , قال : حدثني مولاي، قال: سمعت عليا رضى الله عنه، يقول: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث )
و هنا أريد أن أسأل ، معنى ( يقتل ثلث) فهمناه 00و لكن أن( يموت ثلث)كيف؟؟
لا تفسير له إلا أن يكون المقصود، موت الناس بآثار أسلحة الدمار الشامل 00
(حدثنا سلمون بن داود، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن النضر، قال : حدثنا الوليد بن شجاع، قال : حدثنا مصعب بن سلام ، عن بقية ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن الحواري بن زياد ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفشون الفالج حتى يتمنوا مكانه الطاعون) صحيح 00 و صححه الألباني
الفالج : هو مرض يصيب الإنسان، و هو ما يسمى اليوم بالشلل النصفي، وهذا الشلل سيفشو حتى يكون في كل بيت ، و هذا من تأثير إشعاعات الحرب النووية على النسل00
(حدثنا محمد بن خليفة، قال: حدثنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن الحسين، قال : وأخبرنا ابن بدينا أيضا، قال : حدثنا محمد بن عمار، قال : حدثنا المعافي، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله ابن أبي جعفر، عن مكحول ، عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم0 قال : لا تقوم الساعة حتى يتمنى أبو الخمسة أنهم أربعة، وأبو الأربعة أنهم ثلاثة، وأبو الثلاثة أنهم اثنان، وأبو الاثنين أنهما واحد ، وأبو الواحد أن ليس له ولد )
لو سألنا أنفسنا ، لماذا يتمنى الرجل الخلاص من الطفل الأخير، لاستنتجنا أن هناك أمر قد أصاب الطفل الأخير ، و العامل المشترك بين هؤلاء الأطفال هو فترة الحمل ، مما يعني أن النسل في هذه الفترة يأتي معاب00 لذلك كره هؤلاء الرجال أخر ذريتهم، فمن كان لديه أربع أطفال ، و كانت آمراته حامل بالخامس ، و حدثت تلك الإشعاعات ، جاء الخامس مشوه ، و هكذا الأمر للبقية 00
(جاء في صحيح مسلم)00
( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا ، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا ، وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا )
السنة لغة : هي الجدب أو الإمحال ، نتيجة قلة المطر00 لكن السنة هنا تختلف ، فرغم وجود المطر، فليس هناك نبات ، و هذا أيضا ينطبق على
الأرض التي تصاب بالأشعة النووية00
(ما رواه نعيم بن حماد في الفتن)
(تميز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة ، والمحرم وما المحرم ؟ يقولها ثلاثا ، هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا , هرجا ،قال : قلنا: وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هذه في النصف من رمضان ليلة جمعة ، فتكون هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن ، في ليلة جمعة، في سنة كثيرة الزلازل ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا بيوتكم ، واغلقوا أبوابكم ، وسدوا كواكم، ودثروا أنفسكم ، وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصيحة ، فخروا لله سجدا ، وقولوا سبحان القدوس ، سبحان القدوس، ربنا القدوس ، فإن من فعل ذلك نجا ، ومن لم يفعل ذلك هلك) 00
ما يلفت النظر بهذا الحديث ، و بغض النظر عن إسناده ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وسدوا كواكم)0
و الكوة : هي الفتحة الصغيرة ، تكون في الحائط أو السقف ، و إذا قرأنا الحديث بمنظور شخص عاش منذ 1422 سنة 00
فما الفائدة من سد هذه الكوة ؟؟ والهدة ؟؟
في منظورهم لا تتعدى الصوت ، و ما الفائدة من تدثير الشخص لنفسه ؟؟
أنها إجراءات و قائية نبوية ، للحماية من آثار الصدمة ، و الإشعاع المرافق ، وهذا يدل أن الضربات ستكون غير مباشرة على معاقل المسلمين ،و سينحصر أثرها على الصدمة و الإشعاع 00 و الله أعلم

الفصل الثالث : الخلافة الاولى ، والخلافة القادمة 0
كانت الفقرة السابقة من هذا البحث تدور حول حتمية الفتنة القادمة ، و التي هي عملية غربلة و تطهير لهذه الأمة00
و قد جاء في الصحيح :
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
(يا عوف ! احفظ خلالا ستا بين يدي الساعة ، إحداهن موتي ، ثم فتح بيت المقدس، ثم داء يظهر فيكم ، يستشهد الله به ذراريكم و أنفسكم ، و يزكي به أموالكم، ثم تكون الأموال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، و فتنة تكون بينكم لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته ، ثم يكون بينكم و بين بني الأصفر هدنة ، فيغدرون ، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثني عشر ألفا )
إذاً 00 ستمتحن هذه الأمة امتحان قاسي و صعب، جهاد في الشام و فتنة فيما سواها00 و قبل أن أخوض في الأمر 00
دعونا نحاول الحصول رقميا00 على نهاية هذه الفترة 00 فترة الحكم الجبري00أسأل الله العفو و العافية
أخوتي نحن اليوم نعيش مرحلة الجور و الظلم، التي تسبق الخلافة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم00في الحديث الصحيح 000000(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) 00أي خلافة راشدة ، كما كان الحال في صدر الإسلام 0
و لكن اسمحوا ، لي قبل الخوض في التفاصيل ، أن نقدم نبذة عن الخلافة الأولى ، كيف كانت ؟ و لماذا زالت؟
مقدمة:
لقد أكرم الله هذه الأمة بنبي الهدى ، محمد صلى الله عليه و سلم، ثم أتبع النبوة بالخلافة ، التي هي على منهاج النبوة، و ظلت هذه الأمة بعافية حتى كسر الباب ، و هاجت الفتن .. كان الباب00 عمر الفاروق رضي الله عنه ،و كان كسر الباب قتله، على يد المجوسي، فاختلفت القلوب، و تبدلت الأحوال، و قد جعل الله أمر الحكم في هذه الأمة تبعا لأحوال العباد و قلوبهم 00
دخلت الأهواء إلى القلوب، فدخلت معها الفتن ، و بدل الله شكل الحكم ليكون ملكيا وراثيا، و كان تفاضل الحكام تبعا لتفاضل العباد ، فقد حكم الناس بعد رسول الله، أبو بكر الصديق، و الفاروق عمر ،و ذو النورين عثمان ، ثم أبو الحسن علي ، ثم معاوية 00 رضوان الله عليهم أجمعين ،كانوا خير الخلفاء، لم يأتي من هو خيرا منهم إلى يومينا هذا، ثم تلاهم بعض أولي الفضل من الخلفاء، و قد تفاوتت أحوالهم بين الحسن و الأحسن و اللئيم و الأحمق، حتى هانت الخلافة بظهور الفاطمين في مصر ، ثم حكمهم للمدينة و الحجاز و الشام في 297 هجري ، تصوروا الحرمين بيد الشيعة فأي ذل أكبر من ذلك ، و ضل هذا الأمر يتقلب بين من دخل الإسلام من العجم، حتى سقطت الخلافة العثمانية في مطلع القرن العشرين، و زال على أثره شكل من أشكال الحكم أستمر قرابة 1300 عام ، بمختلف الصور بين الضعف و القوة و بين العدل و الظلم و لكنه و للامانة كان المعقل الأخير للمسلمين 0
(جاء في صحيح مسلم ، ج: 3 ، ص: 1476)
(وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي، حدثنا يحيى بن حسان ح، وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا يحيى وهو بن حسان ،حدثنا معاوية يعني بن سلام، حدثنا زيد بن سلام ،عن أبي سلام، قال: قال حذيفة بن اليمان، قلت: ثم يا رسول الله، إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه0 فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال : نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال : نعم ، قلت: كيف؟ قال : يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال، قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع(
و لنرى ما جاء في فتح الباري في شرح هذا الحديث :
(فتح الباري ، ج: 13 ، ص: 35)
((عن حذيفة فنحن فيه قوله، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : نعم، في رواية نصر بن عاصم فتنة ، وفي رواية سبيع بن خالد، عن حذيفة ثم بن أبي شيبة ، فما العصمة منه ؟ قال : السيف، قال: فهل بعد السيف من تقية ؟ قال: نعم، هدنة00 والمراد بالشر: ما يقع من ا لفتن من بعد قتل عثمان وهلم جرا ، أو ما يترتب على ذلك من عقوبات الآخرة00 قوله ، قال : نعم، وفيه دخن بالمهملة ثم المعجمة المفتوحتين بعدها نون، وهو الحقد00 وقيل: الدغل ، وقيل: فساد في القلب ، ومعنى الثلاثة متقارب ، يشير الى ان الخير الذي يجيء بعد الشر لا يكون خيرا خالصا، بل فيه كدر ، وقيل المراد بالدخن: الدخان، ويشير بذلك الى كدر الحال، وقيل الدخن: كل أمر مكروه، وقال أبو عبيدة يفسر المراد بهذا الحديث الحديث الآخر: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه، وأصله ان يكون في لون الدابة كدورة بالحق، المعنى أن قلوبهم لا يصفو بعضها لبعض00 قوله: قوم يهدون بفتح أوله بغير هدي بياء الإضافة بعد الياء للأكثر وبياء واحدة مع التنوين للكشميهني وفي رواية أبي الأسود يكون بعدي أئمة يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي00 قوله: تعرف منهم وتنكر، يعني من أعمالهم0 وفي حديث أم سلمة ثم مسلم" فمن أنكر بريء ومن كره سلم" ، قوله: دعاة بضم الدال المهملة، جمع داع أي الحق00 قوله: على أبواب جهنم، أطلق عليهم ذلك باعتبار ما يؤول اليه حالهم كما يقال لمن أمر بفعل محرم، وقف على شفير جهنم00 قوله: هم من جلدتنا ، أي من قومنا، ومن أهل لساننا وملتنا، وفيه إشارة الى انهم من العرب0 وقال الداودي: أي من بني آدم، وقال القابسي: معناه انهم في الظاهر على ملتنا وفي الباطن محالفون، وجلدة الشيء ظاهره، وهي في الأصل غشاء البدن ، قيل : ويؤيد إرادة العرب ان السمرة غالبة عليهم واللون انما يظهر في الجلد ، ووقع في رواية أبي الأسود: فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس00 وقوله: جثمان بضم الجيم وسكون المثلثة: هو الجسد، ويطلق على الشخص، قال عياض: المراد بالشر الأول الفتن التي وقعت بعد عثمان، والمراد بالخير الذي بعده : ما وقع في خلافة عمر بن عبد العزيز، والمراد بالذين تعرف منهم وتنكر: الأمراء بعدهم فكان فيهم من يتمسك بالسنة والعدل، وفيهم من يدعو الى البدعة ويعمل بالجور00 قلت: والذي يظهر ان المراد بالشر الأول: ما أشار اليه من الفتن الأولى، وبالخير: ما وقع من الاجتماع مع علي ومعاوية ، وبالدخن : ما كان في زمنهما من بعض الأمراء كزياد بالعراق وخلاف من خالف عليه من الخوارج ، وبالدعاة على أبواب جهنم : من قام في طلب الملك من الخوارج وغيرهم، والى ذلك الإشارة بقوله: الزم جماعة المسلمين وامامهم ، يعني: ولو جار00 ويوضح ذلك رواية أبي الأسود: ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك00 وكان مثل ذلك كثيرا في امارة الحجاج ونحوه0 قوله: أفطر جماعة المسلمين وامامهم بكسر الهمزة: أي أميرهم ، زاد في رواية أبي الأسود تسمع وتطيع وان ضرب ظهرك وأخذ مالك ، وكذا في رواية خالد بن سبيع ، ثم الطبراني: فان رأيت خليفة فالزمه وان ضرب ظهرك ، فان لم يكن خليفة فالهرب00 قوله: ولو ان تعض بفتح العين المهملة وتشديد الضاد المعجمة : أي ولو كان الاعتزال بالعض فلا تعدل عنه، وتعض بالنصب للجميع، وضبطه الأشيري بالرفع وتعقب بأن جوازه متوقف على ان يكون( ان) التي تقدمته مخففة من الثقيلة، وهنا لا يجوز ذلك لأنها لا تلي لو، نبه عليه صاحب المغني، 00 وفي رواية عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة ، ثم بن ماجة: فلأن تموت وأنت عاض على جذل خير لك من ان تتبع أحدا منهم0 والجذل : بكسر الجيم وسكون المعجمة بعدها لام، عود ينصب لتحتك به الإبل00 وقوله: وأنت على ذلك: أي العض وهو كناية عن لزوم جماعة المسلمين وطاعة سلاطينهم ولو عصوا ، قال البيضاوي: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان وعض أصل الشجرة، كناية عن مكابدة المشقة ، كقولهم: فلان يعض الحجارة من شدة الألم أو المراد اللزوم كقوله في الحديث الآخر )) 00 انتهى قول ابن حجر00
انتهى الملك العاض، له ما له و عليه ما عليه 00 ثم سقطت الخلافة و سقط معها الجهاد على مستوى الدولة ، حيث ورث الحكم بعد النصارى الصليبيين، أذنابهم العلمانيين، و قلنا بعدا للإسلام و أهله ، و مرحبا بالقومية و الشيوعية00
ما أريد الوصول إليه من خلال تلك المقدمة00 هو بيان أن الله قد جعل من الخلافة التي هي على منهاج النبوة، جائزة أختص بها صفوة عباده00 فلما توسعت الأمة و دخلت الأهواء ، سحب الله جائزته من الأرض، و أبدلهم بالملوك، و النظام الملكي نظام قهري00 أي قد يكون أحد الملوك عادل، و لكن الأمة ملزمة بقبول حكم ورثته حسب ترتيب معين و قسري ، و قد يكون فيهم الضال و الظالم و صاحب البدعة و الهوى00 أي لم يعد اختيار الحاكم على أساس الأفضل ، كما هو الحال في الخلافة الراشدة 00
و بذلك يتم قول الله : (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم)) الأنفال 53)
لذلك رأينا كيف فعل بعمر أبن عبد العزيز، و الذي كان راشدي في عصر غير راشدي، فدسوا له السم، فلم تتجاوز خلافته العامين00
قد يسأل البعض ما جدوى هذه المقدمة الطويلة و التي يعلمهاالجميع؟؟؟؟ فأقول: نعم، يعلمها الجميع0 و لكن نحن لا نتفكر بها، و لا نأخذ بمقتضاها عند حديثنا عن الفتن، و اقتراب خلافة المهدي 00
أرجو الانتباه00
نحن نقول المهدي على الأبواب، و خلافته قاب قوسين أو أدنى ، و لكن ألم يفكر أحدنا باستحالة وجود خلافة على منهج النبوة في عصر غلب على أكثر أهله النفاق، و محاربة الله ورسوله ، و انتشرت فيه الفاحشة و الفجور00
أرجو من الجميع أن يستيقضوا00 لن يأتي المهدي ليخرق نواميس الكون، فيحول الناس من الفجور إلى الصلاح بعصا سحرية00
و لو كان هذا الأمر لبشر ، لكان للأنبياء أولى و أحق00
هذا من جهة، و من جهة أخرى، لن تحدث خلافة راشدة في عصر من الفجور و الانحلال، و إذا كان قاتل عمر بن عبد العزيز ، ترك عمر
في الحكم سنتين ، فإن منافقي هذا العصر ، لن يتركوا المهدي لدقيقتين ، هذا ناهيك عن قوى الطغيان و الظلم النصرانية و اليهودية، و من على نهجهم من الملل الخارجة عن ربقة الإسلام 0
و حتى لو فرضنا جدلا أن المهدي سيظهر حاملا لراية التغيير، فهو بحاجة إلى عشرات السنوات من الحروب المتواصلة، عله في النهاية يجمع أصحاب الأهواء المتضاربة ، و هذا يخالف السنة الصريحة، و التي حددت خلافة المهدي بسبع أو تسع سنوات من الرخاء و الأمن 00
(حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، حدثنا عمارة بن أبي حفصة ،عن زيد العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس ، فيقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ )* ( حسن )
( الروض) ( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا . يعني : حجة )0
(السلسلة الصحيحة- جاء أيضا في الصحيح)
( 18863) ( حدثنا سهل بن تمام بن بزيع، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين)
( السلسلة الصحيحة- جاء في الصحيح )
(لتملأن الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما ، بعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، فيملؤها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما . ) صحيح السلسلة الصحيحة 00
فنستخلص مما سبق أمرين :
الأول: استحالة قيام خلافة مهدوية في عصر مثل عصرنا و لأناس مثلنا0
الثاني : إما أن نكون في زمن بعيد عن المهدي، و يتم التغير التدريجي على الأمة حتى تصل إلى المستوى التي تستحق فيه خليفة يسير بهم على منهاج النبوة، و هذا مستحيل و مخالف للثابت من الصحيح ، فالمهدي يأتي ليخرج الناس من الجور إلى الأمن و العدل0
وإما حصول متغيرات متلاحقة و سريعة تهيئ الأمة لاستقبال المهدي00
فما هي المتغيرات التي يجب تطرأ على الأمة لخروج المهدي؟؟؟؟
نقص حاد في عدد المسلمين بعامة و العرب بخاصة
- توبة و أوبة صادقة تطهر معها القلوب، حيث تفك القلوب ارتباطها مع الحضارة المادية، لتربطه بالله عز و جل0
- انكفاء القوة الصليبية الغاشمة، و انحسارها بعيدا عن بلاد المسلمين، ليتمكن المسلمون من تطبيق دينهم الحنيف كمنهج0
فما هو الشيء الذي سيحدث هذه التغيرات ؟ ؟ طبعا هذه التغيرات السريعة و المفاجئة لن يحدثها إلا( حرب كونية) و من العيار النووي 00 فالعدد البشري على سطح الكرة الأرضية تجاوز 6,5 مليار نسمة ، فإذا قلنا أن الحرب مثلا عليها أن تحصد 5 مليار كرقم تقريبي ، فهذا يحتاج إلى حرب تتجاوز مدتها القرن بالسلاح التقليدي و قد تكلمنا في هذا الجزء ، و سنستدرك إن شاء الله ما يلزم00
هنا سأدخل مع صنفان من الناس في النقاش00
الأول : هم من يوافقني على أن المهدي ليس خليفة واحد بل هم أكثر من خليفة00
الثاني : و هم الصنف الذي لا يوافقني ، و يعتقد أن المهدي هو شخص و احد، أي أن محمد بن عبد الله المهدي من عترة الرسول صلى الله عليه و سلم و من ولد فاطمة رضوان الله عليها، و الذي يملك سبع أو تسعة سنوات ، هو من سيصلي عيسى أبن مريم عليه السلام خلفه 0
أخي الفاضل من أي الفريقين كنت، أرجو منك تحكيم الحجة، و عدم التعصب لفكرة مع وجود الدليل على عدم صحتها، نبدأ بإذن الله00
( ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الأول )
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت .) 00 و هو حديث صحيح
(مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- باب التوكل والصبر- الفصل الأول )( حسن)
(عن النعمان بن بشير ، عن حذيفة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكاً جبرية ، فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة " ثم سكت ، قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز كتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه وقلت: أرجو أن تكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية ، فسر به وأعجبه ، يعني عمر بن عبد العزيز ). رواه أحمد والبيهقي في " دلائل النبوة " . و هو حديث حسن
هذا التقسيم لفترات الحكم في هذه الأمة، هو من عند من لا ينطق عن الهوى، و قد أنقضى منها ثلاثة و دخلنا في الرابعة بعد سقوط الخلافة العثمانية ، في مطلع القرن الماضي، أي أننا نعيش مرحلة الحكم الجبري منذ قرابة التسعين عام تقريبا، تلقفتنا بعدها يد النصارى حتى منتصف القرن الماضي ثم سلموها و بثقة لأذنابهم0
إذاً00 حال انتهاء هذه الحقبة السياسية من الحكم الجبري، ستدخل الأمة دون تأخير في مرحلة الخلافة على منهج النبوة بقيادة المهدي0
بقي أن نعرف متى تنتهي هذه الحقبة البغيضة؟ لنعرف موعد ظهور المهدي0
كانت الفقرة السابقة من هذا البحث تدور حول حتمية الفتنة القادمة ، و التي هي عملية غربلة و تطهير لهذه الأمة00
و قد جاء في الصحيح :
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
(يا عوف ! احفظ خلالا ستا بين يدي الساعة ، إحداهن موتي ، ثم فتح بيت المقدس، ثم داء يظهر فيكم ، يستشهد الله به ذراريكم و أنفسكم ، و يزكي به أموالكم، ثم تكون الأموال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، و فتنة تكون بينكم لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته ، ثم يكون بينكم و بين بني الأصفر هدنة ، فيغدرون ، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثني عشر ألفا )
إذاً 00 ستمتحن هذه الأمة امتحان قاسي و صعب، جهاد في الشام و فتنة فيما سواها00 و قبل أن أخوض في الأمر 00
دعونا نحاول الحصول رقميا00 على نهاية هذه الفترة 00 فترة الحكم الجبري00أسأل الله العفو و العافية
أخوتي نحن اليوم نعيش مرحلة الجور و الظلم، التي تسبق الخلافة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم00في الحديث الصحيح 000000(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) 00أي خلافة راشدة ، كما كان الحال في صدر الإسلام 0
و لكن اسمحوا ، لي قبل الخوض في التفاصيل ، أن نقدم نبذة عن الخلافة الأولى ، كيف كانت ؟ و لماذا زالت؟
مقدمة:
لقد أكرم الله هذه الأمة بنبي الهدى ، محمد صلى الله عليه و سلم، ثم أتبع النبوة بالخلافة ، التي هي على منهاج النبوة، و ظلت هذه الأمة بعافية حتى كسر الباب ، و هاجت الفتن .. كان الباب00 عمر الفاروق رضي الله عنه ،و كان كسر الباب قتله، على يد المجوسي، فاختلفت القلوب، و تبدلت الأحوال، و قد جعل الله أمر الحكم في هذه الأمة تبعا لأحوال العباد و قلوبهم 00
دخلت الأهواء إلى القلوب، فدخلت معها الفتن ، و بدل الله شكل الحكم ليكون ملكيا وراثيا، و كان تفاضل الحكام تبعا لتفاضل العباد ، فقد حكم الناس بعد رسول الله، أبو بكر الصديق، و الفاروق عمر ،و ذو النورين عثمان ، ثم أبو الحسن علي ، ثم معاوية 00 رضوان الله عليهم أجمعين ،كانوا خير الخلفاء، لم يأتي من هو خيرا منهم إلى يومينا هذا، ثم تلاهم بعض أولي الفضل من الخلفاء، و قد تفاوتت أحوالهم بين الحسن و الأحسن و اللئيم و الأحمق، حتى هانت الخلافة بظهور الفاطمين في مصر ، ثم حكمهم للمدينة و الحجاز و الشام في 297 هجري ، تصوروا الحرمين بيد الشيعة فأي ذل أكبر من ذلك ، و ضل هذا الأمر يتقلب بين من دخل الإسلام من العجم، حتى سقطت الخلافة العثمانية في مطلع القرن العشرين، و زال على أثره شكل من أشكال الحكم أستمر قرابة 1300 عام ، بمختلف الصور بين الضعف و القوة و بين العدل و الظلم و لكنه و للامانة كان المعقل الأخير للمسلمين 0
(جاء في صحيح مسلم ، ج: 3 ، ص: 1476)
(وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي، حدثنا يحيى بن حسان ح، وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا يحيى وهو بن حسان ،حدثنا معاوية يعني بن سلام، حدثنا زيد بن سلام ،عن أبي سلام، قال: قال حذيفة بن اليمان، قلت: ثم يا رسول الله، إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه0 فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال : نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال : نعم ، قلت: كيف؟ قال : يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال، قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع(
و لنرى ما جاء في فتح الباري في شرح هذا الحديث :
(فتح الباري ، ج: 13 ، ص: 35)
((عن حذيفة فنحن فيه قوله، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : نعم، في رواية نصر بن عاصم فتنة ، وفي رواية سبيع بن خالد، عن حذيفة ثم بن أبي شيبة ، فما العصمة منه ؟ قال : السيف، قال: فهل بعد السيف من تقية ؟ قال: نعم، هدنة00 والمراد بالشر: ما يقع من ا لفتن من بعد قتل عثمان وهلم جرا ، أو ما يترتب على ذلك من عقوبات الآخرة00 قوله ، قال : نعم، وفيه دخن بالمهملة ثم المعجمة المفتوحتين بعدها نون، وهو الحقد00 وقيل: الدغل ، وقيل: فساد في القلب ، ومعنى الثلاثة متقارب ، يشير الى ان الخير الذي يجيء بعد الشر لا يكون خيرا خالصا، بل فيه كدر ، وقيل المراد بالدخن: الدخان، ويشير بذلك الى كدر الحال، وقيل الدخن: كل أمر مكروه، وقال أبو عبيدة يفسر المراد بهذا الحديث الحديث الآخر: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه، وأصله ان يكون في لون الدابة كدورة بالحق، المعنى أن قلوبهم لا يصفو بعضها لبعض00 قوله: قوم يهدون بفتح أوله بغير هدي بياء الإضافة بعد الياء للأكثر وبياء واحدة مع التنوين للكشميهني وفي رواية أبي الأسود يكون بعدي أئمة يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي00 قوله: تعرف منهم وتنكر، يعني من أعمالهم0 وفي حديث أم سلمة ثم مسلم" فمن أنكر بريء ومن كره سلم" ، قوله: دعاة بضم الدال المهملة، جمع داع أي الحق00 قوله: على أبواب جهنم، أطلق عليهم ذلك باعتبار ما يؤول اليه حالهم كما يقال لمن أمر بفعل محرم، وقف على شفير جهنم00 قوله: هم من جلدتنا ، أي من قومنا، ومن أهل لساننا وملتنا، وفيه إشارة الى انهم من العرب0 وقال الداودي: أي من بني آدم، وقال القابسي: معناه انهم في الظاهر على ملتنا وفي الباطن محالفون، وجلدة الشيء ظاهره، وهي في الأصل غشاء البدن ، قيل : ويؤيد إرادة العرب ان السمرة غالبة عليهم واللون انما يظهر في الجلد ، ووقع في رواية أبي الأسود: فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس00 وقوله: جثمان بضم الجيم وسكون المثلثة: هو الجسد، ويطلق على الشخص، قال عياض: المراد بالشر الأول الفتن التي وقعت بعد عثمان، والمراد بالخير الذي بعده : ما وقع في خلافة عمر بن عبد العزيز، والمراد بالذين تعرف منهم وتنكر: الأمراء بعدهم فكان فيهم من يتمسك بالسنة والعدل، وفيهم من يدعو الى البدعة ويعمل بالجور00 قلت: والذي يظهر ان المراد بالشر الأول: ما أشار اليه من الفتن الأولى، وبالخير: ما وقع من الاجتماع مع علي ومعاوية ، وبالدخن : ما كان في زمنهما من بعض الأمراء كزياد بالعراق وخلاف من خالف عليه من الخوارج ، وبالدعاة على أبواب جهنم : من قام في طلب الملك من الخوارج وغيرهم، والى ذلك الإشارة بقوله: الزم جماعة المسلمين وامامهم ، يعني: ولو جار00 ويوضح ذلك رواية أبي الأسود: ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك00 وكان مثل ذلك كثيرا في امارة الحجاج ونحوه0 قوله: أفطر جماعة المسلمين وامامهم بكسر الهمزة: أي أميرهم ، زاد في رواية أبي الأسود تسمع وتطيع وان ضرب ظهرك وأخذ مالك ، وكذا في رواية خالد بن سبيع ، ثم الطبراني: فان رأيت خليفة فالزمه وان ضرب ظهرك ، فان لم يكن خليفة فالهرب00 قوله: ولو ان تعض بفتح العين المهملة وتشديد الضاد المعجمة : أي ولو كان الاعتزال بالعض فلا تعدل عنه، وتعض بالنصب للجميع، وضبطه الأشيري بالرفع وتعقب بأن جوازه متوقف على ان يكون( ان) التي تقدمته مخففة من الثقيلة، وهنا لا يجوز ذلك لأنها لا تلي لو، نبه عليه صاحب المغني، 00 وفي رواية عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة ، ثم بن ماجة: فلأن تموت وأنت عاض على جذل خير لك من ان تتبع أحدا منهم0 والجذل : بكسر الجيم وسكون المعجمة بعدها لام، عود ينصب لتحتك به الإبل00 وقوله: وأنت على ذلك: أي العض وهو كناية عن لزوم جماعة المسلمين وطاعة سلاطينهم ولو عصوا ، قال البيضاوي: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان وعض أصل الشجرة، كناية عن مكابدة المشقة ، كقولهم: فلان يعض الحجارة من شدة الألم أو المراد اللزوم كقوله في الحديث الآخر )) 00 انتهى قول ابن حجر00
انتهى الملك العاض، له ما له و عليه ما عليه 00 ثم سقطت الخلافة و سقط معها الجهاد على مستوى الدولة ، حيث ورث الحكم بعد النصارى الصليبيين، أذنابهم العلمانيين، و قلنا بعدا للإسلام و أهله ، و مرحبا بالقومية و الشيوعية00
ما أريد الوصول إليه من خلال تلك المقدمة00 هو بيان أن الله قد جعل من الخلافة التي هي على منهاج النبوة، جائزة أختص بها صفوة عباده00 فلما توسعت الأمة و دخلت الأهواء ، سحب الله جائزته من الأرض، و أبدلهم بالملوك، و النظام الملكي نظام قهري00 أي قد يكون أحد الملوك عادل، و لكن الأمة ملزمة بقبول حكم ورثته حسب ترتيب معين و قسري ، و قد يكون فيهم الضال و الظالم و صاحب البدعة و الهوى00 أي لم يعد اختيار الحاكم على أساس الأفضل ، كما هو الحال في الخلافة الراشدة 00
و بذلك يتم قول الله : (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم)) الأنفال 53)
لذلك رأينا كيف فعل بعمر أبن عبد العزيز، و الذي كان راشدي في عصر غير راشدي، فدسوا له السم، فلم تتجاوز خلافته العامين00
قد يسأل البعض ما جدوى هذه المقدمة الطويلة و التي يعلمهاالجميع؟؟؟؟ فأقول: نعم، يعلمها الجميع0 و لكن نحن لا نتفكر بها، و لا نأخذ بمقتضاها عند حديثنا عن الفتن، و اقتراب خلافة المهدي 00
أرجو الانتباه00
نحن نقول المهدي على الأبواب، و خلافته قاب قوسين أو أدنى ، و لكن ألم يفكر أحدنا باستحالة وجود خلافة على منهج النبوة في عصر غلب على أكثر أهله النفاق، و محاربة الله ورسوله ، و انتشرت فيه الفاحشة و الفجور00
أرجو من الجميع أن يستيقضوا00 لن يأتي المهدي ليخرق نواميس الكون، فيحول الناس من الفجور إلى الصلاح بعصا سحرية00
و لو كان هذا الأمر لبشر ، لكان للأنبياء أولى و أحق00
هذا من جهة، و من جهة أخرى، لن تحدث خلافة راشدة في عصر من الفجور و الانحلال، و إذا كان قاتل عمر بن عبد العزيز ، ترك عمر
في الحكم سنتين ، فإن منافقي هذا العصر ، لن يتركوا المهدي لدقيقتين ، هذا ناهيك عن قوى الطغيان و الظلم النصرانية و اليهودية، و من على نهجهم من الملل الخارجة عن ربقة الإسلام 0
و حتى لو فرضنا جدلا أن المهدي سيظهر حاملا لراية التغيير، فهو بحاجة إلى عشرات السنوات من الحروب المتواصلة، عله في النهاية يجمع أصحاب الأهواء المتضاربة ، و هذا يخالف السنة الصريحة، و التي حددت خلافة المهدي بسبع أو تسع سنوات من الرخاء و الأمن 00
(حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، حدثنا عمارة بن أبي حفصة ،عن زيد العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس ، فيقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ )* ( حسن )
( الروض) ( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا . يعني : حجة )0
(السلسلة الصحيحة- جاء أيضا في الصحيح)
( 18863) ( حدثنا سهل بن تمام بن بزيع، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين)
( السلسلة الصحيحة- جاء في الصحيح )
(لتملأن الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما ، بعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، فيملؤها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما . ) صحيح السلسلة الصحيحة 00
فنستخلص مما سبق أمرين :
الأول: استحالة قيام خلافة مهدوية في عصر مثل عصرنا و لأناس مثلنا0
الثاني : إما أن نكون في زمن بعيد عن المهدي، و يتم التغير التدريجي على الأمة حتى تصل إلى المستوى التي تستحق فيه خليفة يسير بهم على منهاج النبوة، و هذا مستحيل و مخالف للثابت من الصحيح ، فالمهدي يأتي ليخرج الناس من الجور إلى الأمن و العدل0
وإما حصول متغيرات متلاحقة و سريعة تهيئ الأمة لاستقبال المهدي00
فما هي المتغيرات التي يجب تطرأ على الأمة لخروج المهدي؟؟؟؟
نقص حاد في عدد المسلمين بعامة و العرب بخاصة
- توبة و أوبة صادقة تطهر معها القلوب، حيث تفك القلوب ارتباطها مع الحضارة المادية، لتربطه بالله عز و جل0
- انكفاء القوة الصليبية الغاشمة، و انحسارها بعيدا عن بلاد المسلمين، ليتمكن المسلمون من تطبيق دينهم الحنيف كمنهج0
فما هو الشيء الذي سيحدث هذه التغيرات ؟ ؟ طبعا هذه التغيرات السريعة و المفاجئة لن يحدثها إلا( حرب كونية) و من العيار النووي 00 فالعدد البشري على سطح الكرة الأرضية تجاوز 6,5 مليار نسمة ، فإذا قلنا أن الحرب مثلا عليها أن تحصد 5 مليار كرقم تقريبي ، فهذا يحتاج إلى حرب تتجاوز مدتها القرن بالسلاح التقليدي و قد تكلمنا في هذا الجزء ، و سنستدرك إن شاء الله ما يلزم00
هنا سأدخل مع صنفان من الناس في النقاش00
الأول : هم من يوافقني على أن المهدي ليس خليفة واحد بل هم أكثر من خليفة00
الثاني : و هم الصنف الذي لا يوافقني ، و يعتقد أن المهدي هو شخص و احد، أي أن محمد بن عبد الله المهدي من عترة الرسول صلى الله عليه و سلم و من ولد فاطمة رضوان الله عليها، و الذي يملك سبع أو تسعة سنوات ، هو من سيصلي عيسى أبن مريم عليه السلام خلفه 0
أخي الفاضل من أي الفريقين كنت، أرجو منك تحكيم الحجة، و عدم التعصب لفكرة مع وجود الدليل على عدم صحتها، نبدأ بإذن الله00
( ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الأول )
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت .) 00 و هو حديث صحيح
(مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- باب التوكل والصبر- الفصل الأول )( حسن)
(عن النعمان بن بشير ، عن حذيفة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكاً جبرية ، فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة " ثم سكت ، قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز كتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه وقلت: أرجو أن تكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية ، فسر به وأعجبه ، يعني عمر بن عبد العزيز ). رواه أحمد والبيهقي في " دلائل النبوة " . و هو حديث حسن
هذا التقسيم لفترات الحكم في هذه الأمة، هو من عند من لا ينطق عن الهوى، و قد أنقضى منها ثلاثة و دخلنا في الرابعة بعد سقوط الخلافة العثمانية ، في مطلع القرن الماضي، أي أننا نعيش مرحلة الحكم الجبري منذ قرابة التسعين عام تقريبا، تلقفتنا بعدها يد النصارى حتى منتصف القرن الماضي ثم سلموها و بثقة لأذنابهم0
إذاً00 حال انتهاء هذه الحقبة السياسية من الحكم الجبري، ستدخل الأمة دون تأخير في مرحلة الخلافة على منهج النبوة بقيادة المهدي0
بقي أن نعرف متى تنتهي هذه الحقبة البغيضة؟ لنعرف موعد ظهور المهدي0

الصفحة الأخيرة
قرن الشيطان وفتن اخر الزمان
مقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على رسوله الصادق الأمين و على آل بيته و أصحابه أجمعين
أما بعد : أخوتي في الله , السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحز في قلبي أن أرى شباب المسلمين اليوم يتراكضون خلف سراب و أوهام يتهافتون عليها كتهافت الفراش على النار ، لقد حملوا الواقع ما لم يحتمل و وشو المستقبل بما ليس فيه0 أسقطوا إسقاطاتهم على الواقع من غير دليل محكم ، فأختلط عندهم علم الواقع بالمستقبل ، و تجاوزوا بذلك فجوات زمنية ليست بالقليلة ، فتداخلت الأحداث فيما بينها حتى أضطرهم ذلك إلى تحييد نصوص نبوية محكمة، و أتباع ما لم ينسب إلى السنة من أقوال الرجال و موضوعات الآثار ، و لقد أثرت مثل هذا الموضوع من قبل و بأشكال مختلفة ، و لكنه في كل مرة يقفل دون مناقشة جادة يتعرف من خلالها القارئ على جدية هذا البحث00 و إذا كنت أنا صاحب البحث غير معني بتقييم هذا البحث، لكني أجد نفسي قد أضعت جهدا كبير في محاولة إيصال قراءة واضحة للفتن أظن و الله أعلم 00أنها الأقرب للصواب , و لا يظن البعض أني أقول هذا الكلام من باب إعجاب المرء بعمله0
بل لأني التزمت السنة في تحليلاتي للواقع و المستقبل ، و لم أعتمد الضعيف و السقيم ،إلا في تدعيم بعض جوانب البحث و التي تستند أساسا إلى قاعدة صلبة من الأحاديث الصحيحة0
و إذ أقوم اليوم بكتابة البحث من جديد بعد أن اكتملت دراسته بشكل أفضل من ذي قبل، و تم إضافة استنتاجات قد تكون مؤلمة و مفاجئة للبعض نذكر كلا في حينه ، فأنا أعتبر هذا البحث رسالة أخيرة موجهة لكل مسلم يهتم بهذا العلم، و ورقة تحذير لكل غافل عما يدور حوله من أحداث و هو لم ينتبه بعد 0
و إذا كنت أرجو من الله التوفيق فيما أكتب و الغفران منه عن كل خطأ و زيغ لأنا أرجو من الأخوة الأفاضل التفاعل الجاد و المثمر و أن ترد الحجة بالحجة و الدليل بالدليل و أن نترفع قليلا عن المهاترات و الأهواء الشخصية ، و أن يكون عملنا هذا جهد جماعي مثمر نستنير به في الأيام الحوالك و الله من وراء القصد 0
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم أبو سفيان
تمهيد :
لقد فكرت في طرح الموضوع بشكل أجزاء متلاحقة كما فعلت في المرات السابقة ،و لكني و جدت أن تأجيل النقاش حتى النهاية يذهب فائدته و نفعه ، لذلك سأعتمد أن شاء الله في هذا الطرح أعلى أسلوب النقاش المباشر، أي عرض الفكرة و الفكرة النقيض ، و سأقوم بتدعيم فكرتي بالدليل و على صاحب الفكرة النقيض، دحضها بالدليل الأقوى 000
لقد درج في الفترة الحالية المفهوم الملحمي للحرب القادمة , و أصحاب هذا التوجه يعتقدون أننا على أبواب الملحمة الكبرى، و أننا في السنوات الأخيرة لفترة ما قبل المهدي0
و تحت هذا التوجه يكتب المتأثرين بأفكار الكاتب محمد جمال الدين، و المتأثرين بالأحلام و الرؤى ، و المعتمدين على الأثر بحيث يطوعونها لتلائم ما يكتبون 000و أرجو أن لا يفهم كلامي هذا بأنه كتب من باب التشهير و اللمز بأخوتنا الذين كتبوا حسب تلك التوجهات , و يعلم الله أني أكن لهم كل مودة و تقدير و لي مع البعض مناقشات و ردود كثيرة ،و ما كان الهدف إلا الوصول للحقيقة و كفى00