مناير العز @mnayr_alaaz
عضوة شرف في عالم حواء
قريتــي ليــس فيهــا بنــــــات !! (قصة من واقع مؤلم)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اشتقت لكتابة القصص .. إنها وجداني المتدفق ..
ومن فترة رأيت برنامجا يحكي واقع مؤلم ومن بينها أنقل لكم قصة..
قصة لا أدري هل ستطول أو لا؟؟
المهم أنها قصة تحكي واقعا .. ربما لا يخصنا ولكنه يخص أناس يشاركوننا هذهـ المستديرة المتسعة التي تحتضن أقدامنا
هناك
نعم هناك في بقعة شرقية
ولكن ليست في الجزيرة العربية
ولغتهم أيضا ليست اللغة العربية
يا للبؤساء
لم يملكوا شرفا كهذا
وأيضا..
لا يتمتعون بما نتمتع به من نعم كثيرة
يخنقهم الجهل
ويحاصرهم الفقر
ويهتك بهم الوباء
حتى هوائهم..
يقتلهم ببرده
ويسلخ جلودهم بحر هجيره
وحتى أرضهم..
وعرة وجبال خطرة تأوي الخوف واللصوص في جنباتها
سماؤهم..
أمطارها طوفان يتبعه فيضان
أو جفاف يهلك زرع الفلاحين البدائيين
ياهـ
ما هذه الحياة القاسية؟؟
وما هذهـ القلوب المتحجرة؟؟
التي تقتل بلا رحمة
إنهم يئدون البنات في جاهلية معاصرة
يا للجمال الذي كفنوه ودفنوه
مع أجمل مخلوق على وجه البسيطة
0
0
0
هناك حيث الأوصاف تقدمت ..
حيث بيوت القرويين المبنية من الحجر
تقبع قرية الرجال
يتجول فيها شبان وفتيان
وشيوخ يخبّئون عقولهم خلف إيمانهم بتقاليد واعتقادات زائفة وغبية .. غبية .. منتهى الغباء
في قرية الرجال تبدأ قصة (جوهبار)
0
0
0
شاب في العشرين من عمره .. طويل فتي قوي وسيم .. بشرته برونزية اللون .. شعره أسود لامع
إنه باختصار يتمتع بملامح هندية جذابة
يحلم كما يحلم كل شاب في سنه
ويرى في خيالاته عروسا بألوان زاهية .. والحناء يزين كفيها .. والذهب في معصمها ونحرها
يبحث عنها ولا يجدها في قريته المتواضعة
فالفتيات في قريته نادرات ندرة المطر في الصحراء العطشى
وإن وجدت فهي لعلية القوم ولصاحب المال .. أما هو الشاب البنّاء .. فليس من حقه التفكير بهن .. فكيف بالطموح؟
أخواه اللذان يكبرانه ما زالوا عزابا ويضربون كفا بكف..
يعملون كالآلات التي لا تطمح لشيء
إنهم يتخلون عن أبسط حقوقهم .. ويتخلون عن أحلامهم وعن عروسهم .. وعن أبنائهم
هل كتب على فقراء هذهـ القرية الفناء؟
وهل سينقرضون انقراض الدينصورات التي تفقد بيوضها؟؟
لقد سرقت مستشفيات المدينة أحلامهم
وصار إجهاض البنات ديدن عائلاتهم.. وكأنهن الوباء القادم ..!
0
0
0
7
229
45K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وقف جوهبار حائرا ... ماذا تفعل النساء هنا؟؟
هل يلدن؟
لكن لماذا لا يلدن سوى الصبيان؟ ..
أين البنات؟
لم يستطع تفكيره المتواضع أن يصل إلى حل لهذا اللغز المحير؟
هل يعرفون جنس الجنين قبل ولادته؟ ومن ثم يقتلونه؟
هل يولد ويقتل بعد ولادته؟
ماذا يفعلون بالضبط؟
بحث جوهبار عن مخبأ ليرى هل ستعود خالته للمكان مرة أخرى ..؟
لم يمض وقت طويل حتى ظهرت خالته وعيناها تجولان بالمكان .. ربما خوفا منه
جلست بعد تردد وقد أمسكت بطنها الصغير
كانت متعبة وخائفة وقلقة
مشى جوهبار إلى الجهة الأخرى من العيادات ليصطاد خالته من حيث لا تتوقع
0
كانت جالسة تراقب الجهة التي ظهر منها ابن أختها قبل ساعة من الزمن .. وتتمنى أن لا يظهر ثانية
وإذا بصوته يفاجئها من خلفها:
- خالتي ؟
- أوه .. جوهبار ماذا تفعل هنا؟
- هل تحتاجين مساعدة؟
- بالطبع لا
- أرى أنك حامل
- (بضيق) وما يخصك يا ولد؟
- (لمس شاربيه الخفيفتين) ولد .. ألا تحبين الأولاد؟
- بلى .. أحبهم
- إذن لماذا أنت متضايقة مني؟
- لا تتدخل في ما لا يخصك
- اعتقدت أنك تحتاجين المساعدة؟
- لا أريد شيئا .. اذهب وانتظر خارجا
- خالتي..
- ماذا تريد؟
- (تردد لحظات .. ولكنه بقي صامتا بسبب نظراتها الغاضبة ثم قال) أنا آسف
ابتعد عنها وهو يفكر ماذا يفعل بها؟ .. لقد غضبت منه وكرهت تدخله .. وهو بداخله يحس بالغضب والنقمة عليها .. لا شك أنها تريد قتل عروسا جميلة في أحشاءها .. يا للقهر .. هل يبقى مكتوف اليدين؟
0
0
7
هل يلدن؟
لكن لماذا لا يلدن سوى الصبيان؟ ..
أين البنات؟
لم يستطع تفكيره المتواضع أن يصل إلى حل لهذا اللغز المحير؟
هل يعرفون جنس الجنين قبل ولادته؟ ومن ثم يقتلونه؟
هل يولد ويقتل بعد ولادته؟
ماذا يفعلون بالضبط؟
بحث جوهبار عن مخبأ ليرى هل ستعود خالته للمكان مرة أخرى ..؟
لم يمض وقت طويل حتى ظهرت خالته وعيناها تجولان بالمكان .. ربما خوفا منه
جلست بعد تردد وقد أمسكت بطنها الصغير
كانت متعبة وخائفة وقلقة
مشى جوهبار إلى الجهة الأخرى من العيادات ليصطاد خالته من حيث لا تتوقع
0
كانت جالسة تراقب الجهة التي ظهر منها ابن أختها قبل ساعة من الزمن .. وتتمنى أن لا يظهر ثانية
وإذا بصوته يفاجئها من خلفها:
- خالتي ؟
- أوه .. جوهبار ماذا تفعل هنا؟
- هل تحتاجين مساعدة؟
- بالطبع لا
- أرى أنك حامل
- (بضيق) وما يخصك يا ولد؟
- (لمس شاربيه الخفيفتين) ولد .. ألا تحبين الأولاد؟
- بلى .. أحبهم
- إذن لماذا أنت متضايقة مني؟
- لا تتدخل في ما لا يخصك
- اعتقدت أنك تحتاجين المساعدة؟
- لا أريد شيئا .. اذهب وانتظر خارجا
- خالتي..
- ماذا تريد؟
- (تردد لحظات .. ولكنه بقي صامتا بسبب نظراتها الغاضبة ثم قال) أنا آسف
ابتعد عنها وهو يفكر ماذا يفعل بها؟ .. لقد غضبت منه وكرهت تدخله .. وهو بداخله يحس بالغضب والنقمة عليها .. لا شك أنها تريد قتل عروسا جميلة في أحشاءها .. يا للقهر .. هل يبقى مكتوف اليدين؟
0
0
7
انتظر جوهبار خالته خارجا وبعد برهة من الزمن خرجت باكية حزينة .. وما إن رآها حتى أسرع إليها يسألها عن بكائها
- لقد ضاعت
- ما هي؟
- النقود
- وأين؟ (ثم ابتسم وهو يتحسس المال في جيبه)
- لا أدري عندما طلبوا مني المال تفقدته فلم أجده !
- يا للصوص الأشرار ! من الذي سرقك؟
- لا أدري .. سيغضب مني زوجي ..(وانخرطت في البكاء)
- خالتي .. لو كان معي مالا لأعطيتك ولكن ..
- أعرف .. أعرف يا جوهبار .. ولكن ألا توجد طريقة لكسب المال؟
- وكيف ؟ هل تريدين مني أن أسرق؟
- لا ولكن .. لا بد من المال .. فزوجي لن يغفر لي ضياع المال
- سأحاول .. انتظري قليلا
ودخل المستشفى متظاهرا بأنه يبحث عن مالها الضائع .. وما إن غاب عن نظرها حتى ضحك ملء شدقيه .. لقد منعها بطريقته .. هيا أريني كيف تصرفين ابن أختك الصغير؟ وكيف تردين عليه باحتقار؟ سترين أنت وكل أهل القرية ..
0
0
0
في المساء اتفقت أم جوهبار وأختها على أن تختبئ في منزلها عدة أيام بحجة أنها ما زالت في المدينة وأنها متعبة بعد عملية الإجهاض
وبعد ذلك تعود لزوجها فترة من الزمن ثم تدعي المرض مرة أخرى حتى لا يكتشف كذبها .. ريثما تجمع لها أختها نقودا لتذهب للمستشفى مرة أخرى
0
أما جوهبار فقد أفسد كل شيء في الوقت المناسب .. وربما تطور حجم الجنين إلى درجة يصعب التخلص منه .. أمه وخالته من شهر ونصف وهما تجتهدان لجمع المال قبل أن يكتشف زوج خالته كذبتها
هو الآن في مرحلة الشك .. فما زال بطنها على استدارته .. وهي تدعي أن هذا من أثر الحمل لم يزل بعد
انتهزت ذلك اليوم غياب زوجها في القرية الأخرى حيث يبيعون الحصاد ولن يعود قبل منتصف الليل فذهبت إلى منزل أختها لتدبر لها وسيلة للذهاب للمستشفى
جوهبار الذي يراقب خالته وتحركاتها شاهدها مسرعة باتجاه بيتهم فلحق بها .. وما إن دخل حتى صرخت به والدته
- جوهبار .. لقد نزلت علينا من السماء .. أسرع لنا بسيارة يا ولدي
- هل تريد خالتي المستشفى؟ (سأل وفي عينيه مغزى وألف معنى)
- نعم .. أسرع يا بني .. إنها مريضة
- حسنا
خرج مسرعا ليأتي بسيارة تقلهم إلى المدينة
0
0
7
- لقد ضاعت
- ما هي؟
- النقود
- وأين؟ (ثم ابتسم وهو يتحسس المال في جيبه)
- لا أدري عندما طلبوا مني المال تفقدته فلم أجده !
- يا للصوص الأشرار ! من الذي سرقك؟
- لا أدري .. سيغضب مني زوجي ..(وانخرطت في البكاء)
- خالتي .. لو كان معي مالا لأعطيتك ولكن ..
- أعرف .. أعرف يا جوهبار .. ولكن ألا توجد طريقة لكسب المال؟
- وكيف ؟ هل تريدين مني أن أسرق؟
- لا ولكن .. لا بد من المال .. فزوجي لن يغفر لي ضياع المال
- سأحاول .. انتظري قليلا
ودخل المستشفى متظاهرا بأنه يبحث عن مالها الضائع .. وما إن غاب عن نظرها حتى ضحك ملء شدقيه .. لقد منعها بطريقته .. هيا أريني كيف تصرفين ابن أختك الصغير؟ وكيف تردين عليه باحتقار؟ سترين أنت وكل أهل القرية ..
0
0
0
في المساء اتفقت أم جوهبار وأختها على أن تختبئ في منزلها عدة أيام بحجة أنها ما زالت في المدينة وأنها متعبة بعد عملية الإجهاض
وبعد ذلك تعود لزوجها فترة من الزمن ثم تدعي المرض مرة أخرى حتى لا يكتشف كذبها .. ريثما تجمع لها أختها نقودا لتذهب للمستشفى مرة أخرى
0
أما جوهبار فقد أفسد كل شيء في الوقت المناسب .. وربما تطور حجم الجنين إلى درجة يصعب التخلص منه .. أمه وخالته من شهر ونصف وهما تجتهدان لجمع المال قبل أن يكتشف زوج خالته كذبتها
هو الآن في مرحلة الشك .. فما زال بطنها على استدارته .. وهي تدعي أن هذا من أثر الحمل لم يزل بعد
انتهزت ذلك اليوم غياب زوجها في القرية الأخرى حيث يبيعون الحصاد ولن يعود قبل منتصف الليل فذهبت إلى منزل أختها لتدبر لها وسيلة للذهاب للمستشفى
جوهبار الذي يراقب خالته وتحركاتها شاهدها مسرعة باتجاه بيتهم فلحق بها .. وما إن دخل حتى صرخت به والدته
- جوهبار .. لقد نزلت علينا من السماء .. أسرع لنا بسيارة يا ولدي
- هل تريد خالتي المستشفى؟ (سأل وفي عينيه مغزى وألف معنى)
- نعم .. أسرع يا بني .. إنها مريضة
- حسنا
خرج مسرعا ليأتي بسيارة تقلهم إلى المدينة
0
0
7
كانت خالة جوهبار تستحث السائق على الإسراع .. الذي تعجب منها .. كيف تطلب منه ذلك وهي مريضة تحتاج للراحة والهدوء
ومع ذلك زاد من سرعته
وما وصلوا المدينة إلا وقد بدا التعب والإعياء على هذهـ المرأة المسكينة وبدأت آلام المخاض تعتصرها .. وقلبها يتسارع خوفا وقلقا
كان جوهبار ينظر لخالته برحمة وهي تعاني الآلام وتمسح الدموع عن وجهها الشاحب
طلب جوهبار من السائق أن يسرع قليلا .. ولكنه قال إنه لا يستطيع فقد دخلوا المدينة وسيوقفهم الشرطي إن أسرعوا
0
0
أمام مدخل المستشفى تصلبت قدما خالته فطلبت منه المساعدة .. فأسرع يحملها من كتفيها ويعضد لها حتى تستطيع الدخول
وفي الداخل أخذت الممرضة خالته لتوصلها إلى قسم الولادة .. وهناك كانت تصرخ وتقول : أنزلوه بسرعه .. لا أريده .. تخلصوا من الجنين
وبعد الفحص ..
كانت الممرضة تهمس في أذن الدكتور : إنه جنين في الشهر الثامن .. ما العمل يا دكتور؟
- لا أعرف
- إنها ولادة مبكرة .. والرحم مفتوح
- إذن لا مفر من الولادة
أدخلت غرفة الولادة ليخبرها الطبيب أنه قد فات الأوان على إجهاض الجنين ... إنه كبير ويريد الخروج الآن .. لا يمكنهم قتله
استسلمت للآلام المخاض لتسمع بعدها صرخات طفلة تضج بالمكان
- إنها أنثى (الممرضة)
- .... (لم ترد الأم وربما كانت في ذهول وصدمة من الأمر الذي لم تتوقعه)
- ولكنها غير مكتملة النمو لا بد أن تبقى في الحضانة ..
- ....
- لا بد أنك مرهقة .. سأدعك لترتاحي
- أريد الخروج
- لا يمكن ذلك
- ومتى أستطيع الخروج؟
- ربما في الغد
خرجت الممرضة لتتركها في حالة يرثى لها .. هل ستنتظر الغد ليعلم زوجها بكل شيء .. ومن ثم يا ويلها؟
أم تعود اليوم؟
أم تدعي المرض؟
وبينما هي كذلك دخل جوهبار .. وما إن رأته حتى طلبت منه أن يساعدها على الخروج فأبى ذلك
وقال لها لننتظر إلى الغد وسيجد لها حيلة حتى لا يغضب منها زوجها
ثم سألته : والطفلة يا جوهبار .. لا أستطيع العودة بها
- لا تخافي فالدكتور أخبرني منذ قليل وقال أنها لن تخرج قبل ثلاثة أسابيع على الأقل .. فهي غير مكتملة النمو
- حمدا لله .. هل يعني ذلك أني أستطيع العودة غدا بدونها؟
- نعم
0
ارتاحت نوعا ما لكلام جوهبار ثم أرخت رأسها المتعب لتغط في نوم عميق .. أما جوهبار فسيتولى كل شيء .. لقد أحس بمسئولية ما آلت الأمور إليه
وعليه أن يصلح ما أفسده على خالته
عليه أن يجد مخرجا لها أمام زوجها
وعليه أن يدبر أمر هذهـ الطفلة
وهذا ما سنعرفه في الجزء القادم إن شاء الله
ومع ذلك زاد من سرعته
وما وصلوا المدينة إلا وقد بدا التعب والإعياء على هذهـ المرأة المسكينة وبدأت آلام المخاض تعتصرها .. وقلبها يتسارع خوفا وقلقا
كان جوهبار ينظر لخالته برحمة وهي تعاني الآلام وتمسح الدموع عن وجهها الشاحب
طلب جوهبار من السائق أن يسرع قليلا .. ولكنه قال إنه لا يستطيع فقد دخلوا المدينة وسيوقفهم الشرطي إن أسرعوا
0
0
أمام مدخل المستشفى تصلبت قدما خالته فطلبت منه المساعدة .. فأسرع يحملها من كتفيها ويعضد لها حتى تستطيع الدخول
وفي الداخل أخذت الممرضة خالته لتوصلها إلى قسم الولادة .. وهناك كانت تصرخ وتقول : أنزلوه بسرعه .. لا أريده .. تخلصوا من الجنين
وبعد الفحص ..
كانت الممرضة تهمس في أذن الدكتور : إنه جنين في الشهر الثامن .. ما العمل يا دكتور؟
- لا أعرف
- إنها ولادة مبكرة .. والرحم مفتوح
- إذن لا مفر من الولادة
أدخلت غرفة الولادة ليخبرها الطبيب أنه قد فات الأوان على إجهاض الجنين ... إنه كبير ويريد الخروج الآن .. لا يمكنهم قتله
استسلمت للآلام المخاض لتسمع بعدها صرخات طفلة تضج بالمكان
- إنها أنثى (الممرضة)
- .... (لم ترد الأم وربما كانت في ذهول وصدمة من الأمر الذي لم تتوقعه)
- ولكنها غير مكتملة النمو لا بد أن تبقى في الحضانة ..
- ....
- لا بد أنك مرهقة .. سأدعك لترتاحي
- أريد الخروج
- لا يمكن ذلك
- ومتى أستطيع الخروج؟
- ربما في الغد
خرجت الممرضة لتتركها في حالة يرثى لها .. هل ستنتظر الغد ليعلم زوجها بكل شيء .. ومن ثم يا ويلها؟
أم تعود اليوم؟
أم تدعي المرض؟
وبينما هي كذلك دخل جوهبار .. وما إن رأته حتى طلبت منه أن يساعدها على الخروج فأبى ذلك
وقال لها لننتظر إلى الغد وسيجد لها حيلة حتى لا يغضب منها زوجها
ثم سألته : والطفلة يا جوهبار .. لا أستطيع العودة بها
- لا تخافي فالدكتور أخبرني منذ قليل وقال أنها لن تخرج قبل ثلاثة أسابيع على الأقل .. فهي غير مكتملة النمو
- حمدا لله .. هل يعني ذلك أني أستطيع العودة غدا بدونها؟
- نعم
0
ارتاحت نوعا ما لكلام جوهبار ثم أرخت رأسها المتعب لتغط في نوم عميق .. أما جوهبار فسيتولى كل شيء .. لقد أحس بمسئولية ما آلت الأمور إليه
وعليه أن يصلح ما أفسده على خالته
عليه أن يجد مخرجا لها أمام زوجها
وعليه أن يدبر أمر هذهـ الطفلة
وهذا ما سنعرفه في الجزء القادم إن شاء الله
في القرية كانت أم جوهبار قد اعتذرت لزوج أختها عن غيااب أختها المفاجئ .. وقالت له أنه قد تم نقلها إلى المستشفى أثر نزيف حاد وذهب برفقتها جوهبار وسيعودون عندما تتحسن صحتها
قال لها إن تأخروا أكثر من يومين فسيذهب بنفسه ليطمئن على زوجته .. فردت عليه أم جوهبار أن لا تقلق كثيرا فجوهبار ذكي ويحسن التصرف وعليه أن ينتظر عودتها
وبالفعل ... لم يمض يوم آخر إلا وقد دخلت السيارة التي تقل جوهبار وخالته إلى القرية .. وكان الليل قد انتصف وخلد الجميع للنوم .. ما عدا بعض المقاهي المتواضعة التي يسهر فيها الشبان لمتابعة برامج التلفاز والأفلام والمسلسلات الهندية التي تخصب خيالهم المتعب
طلب جوهبار من خالته البيات في منزلهم فرفضت وطلبت منه إيصالها إلى منزلها ..
فتح باب المنزل المؤدي إلى الفناء الترابي ونادى بصوت خفيف .. أمي ... أمي
- أرجوك جوهبار .. أوصلني إلى بيتي .. لقد تأخرت كثيرا
- انتظري لتراك أمي أولا .. وزوجك لا بد أنه يغط في نوم عميق .. لا تقلقي
- جوهباااار .. ؟
- انتظري
وأسرع داخلا ليطرق على باب المنزل عدة طرقات .. وما هي إلا دقائق لتخرج والدته التي لا تهنأ بنوم منذ غياب ابنها وأختها في المدينة
- أهلا جوهبار .. هل وصلتم ؟
- نعم وهذهـ خالتي معي
- (خرجت لتضم جوهبار ثم تسأله) أين أختي؟
- في الخارج .. تريد مني إيصالها إلى منزلها
- (أسرعت منادية أختها) أختي هلا دخلت؟
- (جاءها صوت أختها الضعيف وكأنه متلفلف بالظلام) لا أستطيع
- حمدا لله على سلامتك .. كيف أنت الآن؟
- قصة طويلة لنتركها لوقت آخر
- ولماذا لا تدخلين؟
- أريد العودة إلى منزلي
- لن تعودي قبل الصباح
- وزوجي؟
- لا عليك .. ادخلي الآن لترتاحي قليلا ولنتحدث بهذا الأمر
دخلت أختها تجر خطا ثقيلة .. ويزيد من ثقلها أنفاس متقطعة وتعب ووهن يعم جسمها
جوهبار استأذن والدته لينام وتركها مع أختها في زاوية من المطبخ .. حيث لا يوجد مكان فارغ في المنزل غيره
هناك غرفتان إحداها ينام فيها زوجها والأخرى ينام فيها أولادها والمطبخ الممتد مع مخزن صغير متكدس بحاجياتهم الضرورية
وعندما خلا الجو للأختان البائستان حكت كل واحدة منهما لأختها الأحداث التي جرت في غيابها .. ثم انخرطت الصغرى في بكاء مرير لعله يخفف عنها ما تحسه من حزن وقهر
ماذا ستفعل بطفلتها؟
هل حقا ستتركها في المستشفى وتنسى أمرها؟
وهل ترك لها زوجها خيارا؟
هل سيسمح لها بإنجاب أنثى؟
ليست هي الوحيدة التي يمارس عليها هذا الأسلوب القهري .. إنهن يتخلين عن بناتهن خوفا على حياتهن .. إنهن محكومات بحكم الرجل الدكتاتوري ذي التفكير الحجري
0
7
قال لها إن تأخروا أكثر من يومين فسيذهب بنفسه ليطمئن على زوجته .. فردت عليه أم جوهبار أن لا تقلق كثيرا فجوهبار ذكي ويحسن التصرف وعليه أن ينتظر عودتها
وبالفعل ... لم يمض يوم آخر إلا وقد دخلت السيارة التي تقل جوهبار وخالته إلى القرية .. وكان الليل قد انتصف وخلد الجميع للنوم .. ما عدا بعض المقاهي المتواضعة التي يسهر فيها الشبان لمتابعة برامج التلفاز والأفلام والمسلسلات الهندية التي تخصب خيالهم المتعب
طلب جوهبار من خالته البيات في منزلهم فرفضت وطلبت منه إيصالها إلى منزلها ..
فتح باب المنزل المؤدي إلى الفناء الترابي ونادى بصوت خفيف .. أمي ... أمي
- أرجوك جوهبار .. أوصلني إلى بيتي .. لقد تأخرت كثيرا
- انتظري لتراك أمي أولا .. وزوجك لا بد أنه يغط في نوم عميق .. لا تقلقي
- جوهباااار .. ؟
- انتظري
وأسرع داخلا ليطرق على باب المنزل عدة طرقات .. وما هي إلا دقائق لتخرج والدته التي لا تهنأ بنوم منذ غياب ابنها وأختها في المدينة
- أهلا جوهبار .. هل وصلتم ؟
- نعم وهذهـ خالتي معي
- (خرجت لتضم جوهبار ثم تسأله) أين أختي؟
- في الخارج .. تريد مني إيصالها إلى منزلها
- (أسرعت منادية أختها) أختي هلا دخلت؟
- (جاءها صوت أختها الضعيف وكأنه متلفلف بالظلام) لا أستطيع
- حمدا لله على سلامتك .. كيف أنت الآن؟
- قصة طويلة لنتركها لوقت آخر
- ولماذا لا تدخلين؟
- أريد العودة إلى منزلي
- لن تعودي قبل الصباح
- وزوجي؟
- لا عليك .. ادخلي الآن لترتاحي قليلا ولنتحدث بهذا الأمر
دخلت أختها تجر خطا ثقيلة .. ويزيد من ثقلها أنفاس متقطعة وتعب ووهن يعم جسمها
جوهبار استأذن والدته لينام وتركها مع أختها في زاوية من المطبخ .. حيث لا يوجد مكان فارغ في المنزل غيره
هناك غرفتان إحداها ينام فيها زوجها والأخرى ينام فيها أولادها والمطبخ الممتد مع مخزن صغير متكدس بحاجياتهم الضرورية
وعندما خلا الجو للأختان البائستان حكت كل واحدة منهما لأختها الأحداث التي جرت في غيابها .. ثم انخرطت الصغرى في بكاء مرير لعله يخفف عنها ما تحسه من حزن وقهر
ماذا ستفعل بطفلتها؟
هل حقا ستتركها في المستشفى وتنسى أمرها؟
وهل ترك لها زوجها خيارا؟
هل سيسمح لها بإنجاب أنثى؟
ليست هي الوحيدة التي يمارس عليها هذا الأسلوب القهري .. إنهن يتخلين عن بناتهن خوفا على حياتهن .. إنهن محكومات بحكم الرجل الدكتاتوري ذي التفكير الحجري
0
7
الصفحة الأخيرة
- ماذا تريدين يا أمي
- خالتك !
- ما بها؟
- تريد المدينة ... هلا وجدت لنا سيارة لنقلها..؟
- وما بها
- تريد المستشفى
- هل هي مريضة؟؟
- (صمتت لحظة ثم أجابت بتردد) نعم .. م مريضة
- (بشك سألها) متأكدة يا أمي؟
- أووه (بضيق أكملت) وهل سأدّعي مرضها ؟.. إنها أختي
- نعم .. سأحاول أن أبحث عن سيارة .. (وخرج منهيا حديثهما)
خرجت لتتبعه بناظريها .. فهي لا تمل رؤيته .. ها هو صغيرها خطت شواربه .. وفتلت عضلاته .. إنه رجل مكتمل الرجولة ..
وقفت على عتبة بابها الخشبي المتواضع وقد اغبرت قدماها الحافيتان من أرض الفناء الترابية
وقفت تسترجع ذكريات أليمة .. فبعد جوهبار لم ترزق بصبي .. وظلت تتردد على المستشفى سبع مرات .. !
ماذا لو لم تذهب ؟؟
هل سترى أمامها الآن سبع فتيات متفاوتات السن والجمال ؟
هل سيملكن جمال جوهبار .. وطوله وسواد شعره؟؟
هل سيتقدم لخطبتهن شبان القرية .. ؟
إحساس بالندم يغزو قلبها .. يزاحمه إحساس بالقهر
إنها محكومة .. وليس لديها الخيار في استبقاء هؤلاء البنات ..
دمعت عيناها .. فمسحتها بسرعة .. محاولة طرد تلك الذكريات الأليمة
أسرعت إلى تنورها لتكمل عجين الخبز
ما إن لامست يداها العجين حتى تخيلت بناتها السبع حولها
هذهـ تخبز معها .. وتلك تخرج الخبز من التنور .. والأخرى توقد الحطب .. والصغرى تلعب بالقرب منها ببعض الخرق البالية
مرة أخرى تمسح دموعها لتخلطه بالعجين في يدها
0
0
0
على الطريق الترابي سيارة قديمة تقل جوهبار وخالته للمدينة
كان ينظر إليها بشك وهي تحاول مواراة بطنها المنتفخ بالساري الملتف حول جسمها
وتتهرب بنظرها خارج السيارة عن نظراته الملتهبة
(آه يا خالتي لو أخبأتي ابنتك هذهـ عروسا لي .. فأنا لا أجد نصفي الذي يكملني .. لا أجد جذوري ولا أوراقي .. أنا جذع شجرة مبتور)
كان جوهبار يحدث نفسه بتلك الكلمات .. ويتمنى لو تسمعه خالته
0
بعد خمس ساعات من السير ..هذا هو الطريق الاسمنتي يلوح من بعيد .. ليبتلع السيارة في غضون دقائق ثم ينعطف مسرعا باتجاه المدينة .. التي يلوح بنيانها في الأفق
لم يجدوا عناء في التعرف على موقع المستشفى الذي تتردد عليه نساء القرية البعيدة
ينزل جوهبار مع خالته التي استبقته في بهو المستشفى ..
بعدما توارت عن نظره أسرع ليسأل عن قسم الولادة في المستشفى
تجول قليلا ليجد خالته تنتظر خارج إحدى العيادات
وما إن رأته حتى أسرعت بالخروج من المكان ..
فهي لا تريده أن يعلم بشيء
0
0
0
ماذا حصل بعد ذلك ؟.. يتبع في الجزء الثاني
0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
على فكرة بدأت بكتابة هذهـ القصة التي دارت في بالي كثيرا بسب:
إني زعلانة وطفشانة ... وانكسحت كسحة خطيرة .. بروح لناس ومن اليوم اتجهز ومجهزة طبق باخذه معي وآخرتها ما يقدرون يستقبلوني ...
حصلت لهم ظروف
عسى الأمر فيه خيرة .. على قولة رجلي
وبالأخير أكلت طبقي من الزعل .. واللي بتشاركني بالعافية
8
لا تشرهون علي زعلانة وبفضفض
إن عجبتكم القصة أكملها لكم إن شاء الله
في أمان الله