ام يارا القمره
طيب ليش تعصبين:eek: تعلمي مثل ماتعلم الصبر :pوالهدواااااء وبعدين لاتتشرطين علينا اشوف ردود ومدري ايش:30:خربتي القصه كلها هذا وانتي ناقله فقط:22: وش لو انك كاتبته :hahaha:
طيب ليش تعصبين:eek: تعلمي مثل ماتعلم الصبر :pوالهدواااااء وبعدين لاتتشرطين علينا اشوف ردود...
للاعصبيه ولا شي في فرق بين ناقلته او انشر قصته هذا الي طلبت منه انه يكمله وترى مب ملزوم لان كل يوم يكتب تحسبينه فاضي مثلك
ام يارا القمره
دعون أكمل في عجالة حكاية عمي أبو ناصر، وهو ما قلته له بعد أن أكمل حكايته ، التي كنت أستمع اليها دون أن أرفع رأسي لأنظر في عينيه المغرورقة بالدموع .. وأتابع حركاته المستشنجة ، وأسمع صوت الهواء وهو يخرجه من رئيتيه بعنف .. ويستحبه بعنف.

تركتة يكمل دون مقاطعه .. فقد كنت أشعر بأنه ينفس عن أزمته الداخليه .. وتوقف أبو ناصر قليلا .. قبل أن يسحب نفسا عميقا من الهواء الى رئتيه ثم يدفعه بآآآآآآآآه ..

وسكتنا .. طويلا

وكنت أستعيد بسرعة شريط حكايته .. أما هو فقط شعر بالارتياح حسب قراءتي لملامح وجهه .. حيث ارتخت عظلات وجهه وتباطأت أنفاسه ..

استمريا في الصمت .. ودخلت في اجتماع وحوار داخلي مع ذاتي


ياترى .. ألم تشفع لهذا الرجل ستين عاما من عمره أن يكون أكثر اتزانا في مواجهة مشكلته .. ألم تمنحه الخبرة والحكمة في التبصر في حلها ، وقبل ذلك ألم يكن لديه من العلم والحنكة ما يكفي ليعرف كيف يربي أبناءه ويتعامل معهم بالعدل والحزم .. أليست ستين عاما كافية لنجني ثمار العلم والعمل.

وفي لحظة .. ألتفت الى عمي أبو ناصر لأجده قد نام .. وبقيت ليلتي تلك أراجع دروسي في حكايته ..

ولن أتحدث لكم عن أخطاءه في التربية ، وعدم قدرته على العدل .. أو التعامل الصحيح مع الزوجة .. لن أبين لكم خطأه حين انجرف خلف مطالب ناصر .. ولا خطأه حين بدأ يفقد توازنه أمام ما تعلمه في الحياة وفي الدين .. ليبدأ بعد كل هذا العمر في التدخين والحشيش ..

كل هذه نعلمها ونستطيع أن نقول بأنها أخطاء.

.
.

اسمحوا لي أن نقترب أكثر من ذات الرجل .. من نفسيته، حتى نقرأ الدوافع خلف السلوك !!

أول درس خطر ببالي هو أن العمر ليس مقياسا للخبرة ، والعلم ليس مقياسا للمعرفة

فقد عاش أبو ناصر ستين عاما وهو رجل معلم .. وشيخ وقور له تقدير واحترام كل من يعرفه في الحي ومن الجماعة والدليل أنهم في يوم واحد وثقوا به وأعطوه مالا على سبيل السلف .. وهذا يعني أنه محل ثقة.

ورجل يعمل وله في التجارة ( وان كانت بسيطه ) وله في التعليم ..

ومع هذا رسب مع أول امتحان في مواجهة أزمة تربوية ، مر بها ويمر بها الكثيرون كل يوم ويتعاملون معها بأسلوب أو بآخر دون أن يقعون في أخطاء على المستوى الديني أو الاجتماعي.

ولعل هذا يعود - على حسب تقديري - الى أنه كان ينتظر المديح والثناء ، والدعم الخارجي ليشعر بتقديره لذاته، ولم يكن تقديره لذاته نابعا من قناعة داخلية بأنه شخص محترم مهما كانت الضروف والأحوال .. كان يعتمد على من حوله في تقديره لذاته. وهذا السبب الأول في تزعزع تقديره لذاته ولجوءه الى التدخين لأن تقديره لذاته قد نقص ولم يعد يحترم نفسه .. لأن ابنه ناصر لم يحترمه ولم يقدره ..

أما السبب الثاني فهو أنه يعطي .. وينتظر الشكر أو رد العطاء بالمثل، فقد ضحى من أجل بناته وولده وزوجته وكان ينتظر منهم التقدير أولا وأن يردون اليه - في يوم ما - الجميل الذي أسداه لهم.

وقد أصيب بصدمة حين لم يجد من يرد له الجميل ، ولم يحترمه أحد - حسب مايراه - ..

هذه الهشاشة في النظرة الداخلية للذات، والاعتماديه الخارجية في التقدير للذات جعلت أبو ناصر يتعثر مع أول أزمة حقيقية يمر بها .. ويفقد تقديره لذاته وبالتالي وعندما يفقد الانسان تقديره لذاته فانه يهون عليه فعل أي شيء ..

.
.

نمت تلك الليلة .. وأنا أتأمل وأتدبر أحداث الحكاية

وفي الصباح تفاجأت بأبو ناصر يصحيني لصلاة الفجر !!

صحوت .. فاذا به مبتسم .. والماء يتساقط من شعر لحيته

قمت وتوضأت وصلينا الفجر

ورجعنا الى زاويتنا البعيدة ، وقلت له

ماشاء الله تبارك الله

وجهك اليوم منور يا عمي بوناصر

ابتسم ابتسامة فيها شيء من بقايا الحزن

وهز رأسه وقال

" كنت محتاج أحد يفهمني "

قلت في نفسي " شكله جذب الرغبه في وجود من يفهمه .. وجئت اليه "

وأكمل كلامه

" الله يهديك ياناصر .. ويحفظك، .. يارب سامحني .. أخطيت في حق بناتي وزوجتي .. "

قلت " الحمدلله على السلامة .. يابوناصر .. تعرف المؤمن مبتلى ، ويمكن ربي أحب يطهرك من ذنوبك شوي .. لأنه يحبك "

قال " الله المستعان .. تصدق اني في يوم من الأيام هانت على نفسي ، يوم جلست قدام المسجد والناس يتصدقون علي ، وقلت في نفسي هذي حياتي من دون في دون .. "

قلت في نفسي أيضا " يبدو فعلا انه شاطر في قانون الجذب .. مندون في دون !! "

.
.

قلت ياعمي " الله يفرجها .. "

وسكتنا قليلا ونحن ننظر في من حولنا وهم يتزاحمون على باب الزنزانه ويمدون أيديهم لأخذ الفطور ..

قمت ودخلت في الزحمة وأخذت فطوري وفطور أبو ناصر

رجعت له .. وجلسنا نفطر

وضحكنا من أشياء تافهه

وبدأنا نقول النكت ونستشعر لحظات الفرح وهي تمر بنا

قال لي عن ابته الكبيرة أنها بنت حكيمه مثل جدتها ( أم أبو ناصر )

وقلبها كبير وماتعرف تحقد .. وتسامح دائما

.
.

وبعد الافطار .. اتكأ أبو ناصر على الجدر بقي طويلا يناظر في السقف

ثم التفت الي وقال وهو يضحك

" وش نفسك فيه "

قلت " كباب "

وضحكت من سؤاله .. وقهقه بصوت عالي " طيب يابو الكباب "

ضحكنا بشكل هستيري .. حتىأن الجميع بدأوا ينظرون الينا ..

ورجع يقول لي " لا .. من جد والله .. وش نفسك فيه "

قلت " الحين .. ولاشيء أحس اني ما أحتاج شي "

قال " يعني مانفسك تطلع من ذا السجن "

قلت " تصدق اذا قلت لك لا .. "

قال " ما أصدق طبعا .. أما أنا نفسي أرجع لبناتي وأسكر بابي وأنام وأصحى وكأن اللي صار حلم "


.
.

ومضى ذلك اليوم بسرعة وأنا لا أزال أفكر في ماذا يمكن أن أتعلم من أبو ناصر

وبعد صلاة الظهر .. نادى العسكري على أبوناصر

وخرج أبوناصر

ولم يعد

ذلك اليوم

أنتظرته حتى المساء .. وما رجع

.
.

ومرت يومين وأنا أشعر بأني قد أفتقدته مع أني لم أجلس مع أكثر من 24 ساعة شعرت بأنها عشرة عمر، وكنت قد جلست في الزاوية الخاصة به ، وفي اليوم الثالث .. ناداني العسكري .. لأجد أبو ناصر لا بس ثوب وغترة ومبتسم ابتسامة مشرقة تشرح الصدر مثل مايقولون

نظرت اليه باستغراب فبادرني بقوله

" صباح الخير يابو الكباب .. "

وضحك وضحكت .. ثم قلت له " خير ان شاء الله .. وين الناس "

قال " أبدا .. جات بنتي الكبيرة الله يحفظها ودفعت الديون اللي علي .. وخلصت أوراقي من عند الادعاء والتحقيق العام .. وخرجت "

قلت " ماشاء الله "

قال " تصدق رجعت للبيت وفرحوا البنات وأمهم برجعتي .. ونمت ، وصحيت وكأني في حلم .. كنت مبسوط "

قلت " الله يوفقك ياعمي .. بس أهم شي لا تخلينا من زياراتك "

قال " أبشر .. وأنت اذا أحتجت شي الحين ولا بعدين هذا رقمي "

وأعطاني رقم جواله وأخذته رغم اعتراض العسكري على اخذ أو اعطاء أي أوراق ..

.
.

خرج أبو ناصر .. لأنه كان يتمنى يخرج

وبقيت لأني كنت أريد البقاء كي أتعلم أكثر وأكتشف ذاتي أكثر

.
.

وكنت سعيد بما جذبته لنفسي

.
.
ام يارا القمره
كنت لا أزال في الأسبوع الأول من السجن، ولا أزال في

السجن المؤقت ( التوقيف ) الى حين صدور الحكم


وكنت أخاف من تسرب الخبر الى جماعتي ومعارفي

لأن لي اسمي وسمعتي بينهم ..

.
.

وساوس مختلفة تتزاحم .. لتقتحم جمجمتي

وتظل تؤرق منامي .. وأحاول باستمرار أن أشغل عقلي

بالتفكير في الفرصة التي بين يدي لأتعلم منها

واجدها فرصة لتطبيق ماتعلمته من دروس

ودورات .. وكنت أقول في نفسي

( لكل شيء ثمن .. وثمن الخبرة هو خوض غمارها )


كما كنت أجلس بالساعات في زاوية عمي أبو ناصر

أفكر بعمق .. في ذاتي ، في الأنا ، في حقيقتي

هل أنا سعيد .. كما يراني الناس

أن أنني مختلف

.
.

وأحيانا أجد نفسي أتخبط في التفكير

وأقول

( الألم مثل الحرارة للطبخ .. تنضج الأكل، ولعل هذه التجربة والاحساس بالألم .. ينضج ذاتي )

.
.

لا أريد أحدا أن يقطع علي خلوتي، ولا أريد أحد أن يزورني

أعتبرتها أجازة اجباريه .. وتوقف اضطراري
مدمنة احباط
مدمنة احباط
للاعصبيه ولا شي في فرق بين ناقلته او انشر قصته هذا الي طلبت منه انه يكمله وترى مب ملزوم لان كل يوم يكتب تحسبينه فاضي مثلك
للاعصبيه ولا شي في فرق بين ناقلته او انشر قصته هذا الي طلبت منه انه يكمله وترى مب ملزوم لان كل...
لو مهب فاضي ماكتب قصته هههههه:22:

وش رايك تاخذين دوره عنده :p

كيف انقل قصه واكون ذووق وهاديه مع العضوات:cool:
ام يارا القمره
لاصلاح أعطال الذات ، وصيانة الأعماق

.
.

.
.


بقيت بعد خروج عمي أبوناصر

قرابة الأسبوع وأنا أراقب الناس هنا

وأستمع لبعض من أحاديثهم

عن مشاكلهم ومعاناتهم

وكان كل حديثهم عن الماضي ، وماذا حدث

وكيف كان يفعل .. وكانت مشاعرهم تتراوح بين

الندم ، والغضب .. والحقد ..


كنت أستمتع وأتذوق الصمت

والتحليل لما أسمع

.
.

قررت بعد مضي الأسبوع الأول أن

أبحث عن مدرس آخر

كي أتعلم منه شيء جديد

.
.

وكان هناك شاب في العشرينات

اسمه جاسر

يتضح من أسلوبه في الحركة والحديث

أنه اجتماعي .. ويحب مساعدة الجميع

ويدعوهم لتنظيم المكان وتنظيفه

ويتحدث مع كل جديد ينظم الى

( شلة الأنس .. ) كما يسمي

السجناء.

.
.

وما جذبني اليه أنه

يعرف الجميع هنا

وبامكاني أن أستفيد منه في الاقترب أكثر

منهم والدخول معهم بطريقة سلسه للتعرف

أكثر على تجاربهم وخبراتهم أو مشكلاتهم

كما يسمونها.

.
.

تحركت من مكاني

وذهب الى جاسر

وكان حينها جالسا مع مجموعة من

شلة الأنس

سلمت عليهم .. وجلست بقربه

.
.

ضحك وقال .. أخيرا قررت

الخروج من القوقعة

اجلس معانا وأضحك

وربك يفرجها

.
.

شعرت بشيء من الاحراج

وكأني غريب عن المجموعة

ابتسمت .. ابتسامه باهته

وقلت بصوت متحشرج

الحمد لله

.
.

قال جاسر

بما أنك جيتنا برجليك

فترى غداك اليوم عندنا

وضحك الجميع

وبدأت أندمج في سواليف

وحكايات .. يتخللها

موجات من الحزن .. وبصيص من الأمل

وتفاؤل .. ومشاعر متضاربه

.
.

ومع الحديث والحكايات الطويلة

وجدت الوقت يمضي سريعا

ونفسيتي تتحسن

.
.

وبعد الجلسه قام كل واحد

لتغيير مكانه

أو لينام

.
.

أما أنا فقد جلست بقرب جاسر

وطلبت منه أن يقوم معي

الى زاوية عمي أبو ناصر

.
.

ضحك جاسر بقهقهة ملأت أرجاء المكان

وقال لي " تريدني أدخل معك في القوقعة "

ضحكت وقلت " قم معي أحتاجك"

.
.

وجلست أنا وجاسر

وبدأت أسرد له حكايتي

وبدأ هو في الهدوء والاستماع بعمق

حتى أنتهيت .. وعندما أنتهيت

كان على وجهه ابتسامة

واشراقة تبعث على قبول

هذا الانسان ..

.
.

هز رأسه يمينا وشمالا

وقال " مسكين .. حالتك تبكي ، وتقطع القلب "

وكان يقول بشيء من الاستهزاء

ثم أكمل كلامه

" شكل عظمك طري ، ولا بعد تعودت على صدمات الوقت "

قلت "أكيد كل واحد عنده مشاكل وصدمات في حياته"

قال " فيه فرق .. ناس يعتبرون العثرة صدمة .. وفيه ناس يعتبرون الصدمة عثرة "

قلت " طيب ، وش الفرق "

قال " ناس ماتعودوا على العثرات .. ولما يتعثرون ينصدمون بها .. وناس من كثرة الصدمات صاروا يعتبرونها عثرات ويقومون منها بسرعة "

بقيت فاتحا فمي .. مستغربا هذه الحكمة منه ..

قلت " وأنت من أي نوع "

قال " أنا من النوعين كلها .. تقدر تقول سوبر مان "

وضحكنا .. وأنا أفكر كيف أحركه للحديث عن تجاربه

.
.

( يتبع قريبا )