anili
•
انتهت رحاب من قراءة الرسالة ، وباتت ليلتها تلك مؤرقة تفكر فيما كتب مصطفى ، وتحاول أن تطابق بينه وبين ما تعرف لتجد أي المعرفتين أقوى ، وأيهما تستند إلى قواعد اصلب ، وركائز أعمق ، ولم تتمكن أن تتوصل إلى شيء عن طريق الفكر ، فتوجهت نحو طريق العناد ، نعم العناد الذي سيطر عليها دائماً وأبداً ، فنشطت منذ الصباح إلى الكتابة وقبل أن ترى أختها حسنات ، خشية أن تستشعر شيئاً من العواطف التي تقعد بها عن الكتابة ، سيما أنها كانت تجد حسنات في الفترة الاخيرة طويلة الصمت ، قليلة الضحك ، قد لونت صفاء وجهها مسحة من شحوب ، وكانت تعلم أن ذلك من أجل مصطفى ولسبب عدم تسلمها رسالة منه ، وكانت هي يلذ لها احياناً ، ويؤلمها في فترات قليلة عندما كان تأنيب الضمير يلح عليها بشدة ، ولهذا فقد كتبت الجواب قبل أن تبرح الغرفة وسارعت إلى أبراده نفس اليوم ، وقد كتبت إليه تقول :
هلااااااا اختي anili
لاتطولين علينا قصتك حلوه ومانقدر نصبر ونحن في شوق لتكملتها
في انتظار البقيه :time: :13:
لاتطولين علينا قصتك حلوه ومانقدر نصبر ونحن في شوق لتكملتها
في انتظار البقيه :time: :13:
anili
•
عزيزي مصطفى ، يعز عليّ أن أجدك متألماً لصراحتي وقد
كنت أنتظر منك كلاماً رقيقاً ناعماً على غرار كلماتك في الرسالة الأولى ، ولكنك اندفعت وراء إثبات
أفكارك تاركاً جانباً إثبات عواطفك ، ولعلك وجدتني غير أهل لها فأهملتها ، وعلى أي حال فإن جوابك عن قدم
الايمان بالله لطيف ، والأدلة التاريخية واضحة ، ولكنني لا أزال أقول أن
الإيمان بالله ليس إلا وسيلة الضعفاء عند شعورهم بالعجز أمام الأقوياء ، ان هذا الضعيف
حينما يجد أنه عاجزاً عن صيانة نفسه ودفع الخطر عنها يبدأ يفتش عن قوة وهمية ، تحميه
وتذود عنه الخطر ، ومن هنا نشأت فكرة الايمان بالله ، وبالتالي فكرة الدين ، هذا ما أعتقده يا
مصطفى وحينما كنا لسنا بضعفاء ، أو حينما كنا نتمكن أن ندفع عن أنفسنا الخطر بمختلف
أساليب الوقاية والحماية التي هي متوفرة الآن ، لما كنا هكذا ، فلماذا نعود لنرتبط مع مجهول
من أجل أن نستمد منه الطاقة التي لم تعد تعوزنا في هذه العصور ، نعم لماذا يا ترى ؟ ليتك
تجيبني إن استطعت ، هذا ولك من تحياتي وأنا في انتظار الجواب.
حسنات
بقيت رحاب تنتظر الجواب في لهفة تختلف عن لهفتها السابقة ، فهي
الآن تريد أن تسمع الجواب عن سؤالها بعد أن استوعبت الجواب الأول وصدقت فيه ، وكانت
قد بدأت تنهش افتضاح أمرها الشيء الذي لم تلتفت إليه من قبل ، فماذا لو عادت أخته من
سفرها ؟ وماذا لو كتب لها معاتباً لاختيارها ، وماذا لو استنكرت أخته ذلك ويحثت الموضوع
مع حسنات وهي صديقتها المفضلة ، وماذا لو عرف كل شيء ؟ وكانت كلما وصلت في
تصوراتها إلى هنا شعرت بالاختناق ، فحاولت أن تبعد عنها هذه التصورات لكي تبقى سائرة في
خطواتها إلى آخر الطريق ، ولم تطل بها فترة الانتظار ، فقد استلمت الجواب وتعجلت قراءته
في هذه المرة من أجل أن تسمع الجواب عما سألت وقد وجدت فيه ما يلي :
كنت أنتظر منك كلاماً رقيقاً ناعماً على غرار كلماتك في الرسالة الأولى ، ولكنك اندفعت وراء إثبات
أفكارك تاركاً جانباً إثبات عواطفك ، ولعلك وجدتني غير أهل لها فأهملتها ، وعلى أي حال فإن جوابك عن قدم
الايمان بالله لطيف ، والأدلة التاريخية واضحة ، ولكنني لا أزال أقول أن
الإيمان بالله ليس إلا وسيلة الضعفاء عند شعورهم بالعجز أمام الأقوياء ، ان هذا الضعيف
حينما يجد أنه عاجزاً عن صيانة نفسه ودفع الخطر عنها يبدأ يفتش عن قوة وهمية ، تحميه
وتذود عنه الخطر ، ومن هنا نشأت فكرة الايمان بالله ، وبالتالي فكرة الدين ، هذا ما أعتقده يا
مصطفى وحينما كنا لسنا بضعفاء ، أو حينما كنا نتمكن أن ندفع عن أنفسنا الخطر بمختلف
أساليب الوقاية والحماية التي هي متوفرة الآن ، لما كنا هكذا ، فلماذا نعود لنرتبط مع مجهول
من أجل أن نستمد منه الطاقة التي لم تعد تعوزنا في هذه العصور ، نعم لماذا يا ترى ؟ ليتك
تجيبني إن استطعت ، هذا ولك من تحياتي وأنا في انتظار الجواب.
حسنات
بقيت رحاب تنتظر الجواب في لهفة تختلف عن لهفتها السابقة ، فهي
الآن تريد أن تسمع الجواب عن سؤالها بعد أن استوعبت الجواب الأول وصدقت فيه ، وكانت
قد بدأت تنهش افتضاح أمرها الشيء الذي لم تلتفت إليه من قبل ، فماذا لو عادت أخته من
سفرها ؟ وماذا لو كتب لها معاتباً لاختيارها ، وماذا لو استنكرت أخته ذلك ويحثت الموضوع
مع حسنات وهي صديقتها المفضلة ، وماذا لو عرف كل شيء ؟ وكانت كلما وصلت في
تصوراتها إلى هنا شعرت بالاختناق ، فحاولت أن تبعد عنها هذه التصورات لكي تبقى سائرة في
خطواتها إلى آخر الطريق ، ولم تطل بها فترة الانتظار ، فقد استلمت الجواب وتعجلت قراءته
في هذه المرة من أجل أن تسمع الجواب عما سألت وقد وجدت فيه ما يلي :
الصفحة الأخيرة