جزى الله الجميع خيرا
ويا عاشقة الشهادة أشد على يديك وأؤيدك
إلى متى؟
إلى متى سيظل هذا الباب هو الوحيد المتاح لنا

نتمنى أن تفتح جميع الأبواب وهذه الكلمات القليلة التي أشرقت منك هنا وقالها قبلك الكثير تجعلنا نشعر بعمق الجرح أكثر
تجعلنا نرى هذا الحزن الدفين الذي يملأ جنباتنا جميعا وأن القلم هو السبيل الآن

وحتى يأ أخياتي نرى البصيص لما يعشقه الجميع
أسأل الله أن يعيننا وإياكن على ما نحن عليه ويرزقنا القدرة على التغيير
بوركتن

إلى كل من يقرأ رسالتي

إلى من يظن أنني في غياهب السجون فقط لا يراني النور , إليك ما أعاني

في ليلة غاب عنها القمر كنت أعتني بزرعي الأخضر أو ما تبقى منه أفترش تراب بلادي عندما أرهق فيحن علي ويحتويني بكل طيبه . سمعت صراخا بقرب مزرعتي , تلمست طريقي فإذا بعدد من المستعمرين يقتلعون ما تبقى من شجري الأخضر , يزرعون بدلا منه حقدهم وتأبى أرضي أن تعينهم فيهب قاطنوها للدفاع معي عنها وبعزة وقوة يدحرونهم ويقضوا عليهم 0
وهنا تبدأ قصتنا
وكأن الأرض شقت وخرج منها دودها المميت يحاول أن يسلب كل الحياة انقض شراذم الجيش علينا واقتادوني ضمن الجميع إلى السجن

السجن لا إنها كلمة بسيطة
اقتادوني إلى الجحيم
غرفة مظلمة جدرانهامن حديد صديء كبرودة قلوبهم الشيطانية
أرضها تفوح العفونةمنها وتعشش الحشرات فيها وتأبى عليك أن تزاحمها في ما هي فيه فتبدأ بالتغلغل في كل جارحة فيك0

ويبدأ كل شيء لينهي كل ما فيك من شعور بآدمية
جروني على السلالم الخشبية من شعري حتى ظننت أنهم سيقتلعوه ورموني أمام محقق غليظ المظهر
لم يكتف بتكسير أضلاعي وتتلاحق من عصاته الغليظة المليئة بالدبابيس ضرباته على كل أنحاء جسمي لأغرق في ألمي ودمائي وكم كنت أتمنى أن يغمى علي ولا يحدث فأعي الألم بكل ما فيه
ويعيدوني إلى زنزانتي مجرورا كما أخذت لألقى مع هوام الأرض لا فرق بيني وبينهم إلا أنهم كانوا أحرارا

وتتكرر كل يوم فنون التعذيب ويأكل الدود من جسمي وأوضع في أتون ماء حار جدا يتبعوه ببارد جدا
يقتلعوا عيني
وما الفائدة منهما فرحت لأنهما اقتلعاها حتى لا أرى غلظة منظرهم أمامي وابتسامات التشفي
هل أكمل
لا كفى لن أفعل
لن أستدر عطفكم
لن أقول لكم إنه ليس النور فقط ما أنا محروم منه بل أنتم
نعم انتم ما انا محروم منه
شعوركم , إحساسكم , ثم عملكم
لا أريد تأوها
لا أريد دموعا , لن تفيدني بشيء , لن تريحني من تعذيبهم , لن تحررني من أذاهم , لن تعيد لي إنسانيتي التي يدوسونها بجبروتهم وطغيانهم كل يوم
0
هذه الرسالة لكل من يستطيع أن يعمل شيء
لكل من يملك مفتاح قيدي
أن يرحمني
ويعينني
فهل من سامع لصراخنا
هل من منقذ؟؟

كفى .. أرجوكم كفى

فلم نعد نحتمل في قلوبنا الضئيلة سعة أحزانكم

ولم تعد عبراتنا الحزينة تطفيء نيرانكم

صلاح الدين لم يولد بعد

أو أنه ولد و ينتظر أن يكبر

ونحن في أماكننا متسمرين .. ننتظر قدومه

وما أصعب الإنتظار و الأيدي مكتفة ...

أيتها الثلوج المتراكمة على قبة الصخرة ..

اغفري لنا تجمد مشاعرنا و برودتها ..

أيتها الحمامة الحزينة ..

ليتني أهب لك الدفء فتحلقين بسلام نحو شباك المعتقل ..

لأنني سوف أعطيك رسالة من دماء الشهداء

ممزوجة بدموع الأبرياء

وسأكتب له فيها ..

فلتنتظر ..التحرير قادم ..

ولو بعد حين !!

أوعزت إلي أستاذتي صباح أن أكتب إليكم نيابة عنها :

أن كفى ... فلنسدل الستار على قطرات الصباح
ولتبقى القطرات هناك في صباح فلسطين ...........................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح الضامن

وهل نسمح للستار أن يسدل على قلوبنا ؟؟

أم نسمح للكتمان أن يؤذي بوحنا ؟؟

ونحن نعلم أنه لابد للمصدور من نفثة !!

وهنا نفثات أرواحنا ..

ودفقات إحساسنا التي لن تتوقف ..

لن تتوقف .