دونا
دونا
الجزء السادس (طيف الماضي)

ألقت رهف نظرة متفحصة على غادة و تمتمت في خفوت:حمداً لله....إنها نائمة..
سحبت رهف خطواتها في بطء شديد و اتجهت بها نحو المسجل الضخم القابع في أحد أركان الغرفة..و ما أن وصلت إليه حتى أخرجت شريطاً من جيب سترتها...لتضعه في عجل داخل ذلك الجهاز بعد أن أخرجت الشريط الذي كان يبيت داخله ليستقر بدوره في جيبها..
تنهدت رهف و هي تحدث نفسها بصوت منخفض قائلة:حمداً لله...كل شيء على ما يرام..
(( رهف...ماذا تفعلين هنا؟))
التفت رهف نحو غادة بحركة حادة و قد بدت عليها علامات الارتباك..و أخذت تسرق النظرات من هنا و هناك حنى وقع بصرها على قطعة القماش الأرجوانية..فأسرعت تجيب أختها في عجل: فكرت في أن آخذ شرشف صلاتك حتى أغسله مع شرشفي...
اعتدلت غادة على سريرها..و مررت كفيها بين خصلات شعرها المتشابكة..و قالت في كسل: لا داعي لذلك..فأنا ..
بترت عبارتها فجأة و عقبت قائلة:لا بأس..أنا لا أمانع..
أسرعت رهف تحمل تلك القطعة الأرجوانية بين ذراعيها لتتخذ منها عذراً يسمح لها بالمغادرة...
تثاءبت غادة في تثاقل و ألقت نظرة على ساعتها...فهتفت قائلة:يا إلهي لقد تأخرت على الجامعة..
ألقت غادة نظرة أخرى على ساعتها و أكملت:لا بأس سأتغيب اليوم..
مع آخر حروفها سمعت غادة صوت تساقط المطر..فهرعت إلى النافذة و فتحتها..ومن ثم أخذا نفساً عميقاً..لتتغلغل رائحة المطر في جميع جوارحها...بينما تكونت سحب ضبابية من الماضي أمام عينيها...و تطايرت عبارات عتيقة إلى عقلها...
((ربيع...ما الذي دهاك ؟ منذ الحادث و أنت تتحاشى رويتي أو حتى محادثتي...
-........................
-ثم ما هذا الظلام الذي يعم المكان...بالكاد أرى ما تحت قدمي...
-أحيانا يكون الظلام أفضل من النور...
-كف عن ذلك....سأفتح الستائر...
-كلا لا تفعلي...
-لما لا؟
-لا أريد أن تمحى صورتي السابقة من ذهنك...
-ربيع...
-لا بد أن نفترق..
-لا تقل هذا أرجوك..
-كفي عن المثالية..لماذا نخدع أنفسنا؟...كيف لك أن تعيشي مع إنسان لم يبقى منه سوى الرماد...كيف لك أن تنظري إلى وجه بلا معالم...كيف لك أن تحلمي بجوار رجل أقصى آماله أن يبيت تحت التراب...لم أعد من
تعرفين...لقد حولني الحريق إلى وحش...))
تساقطت دموع حارة من عيني غادة...بينما هبت نسمات قوية أ طارت بخصلات شعرها لترتطم بوجهها..مما أجبر غادة على العودة إلى الواقع...
ارتفع صوت رنين الهاتف فجأة..فأسرعت غادة إليه في محاولة يائسة لتحرر من قيود أرقتها..و رفعت السماعة..و ما أن قربتها إلى إذنها حتى سمعت صوت عادل يقول:السلام عليكم...
هتفت غادة:عادل؟!
-كيف حال أميرتي؟
-بخير ما دمت بخير...
-لن أطيل عليك فلدي الكثير من المشاغل..هل تركت مظروفاً عندك البارحة؟؟
-آه..نعم يبدو أنه سقط من جيب معطفك...
-حمداً لله...خفت أن تفوتني الرحلة..
-أي رحلة؟
-نسيت أن أخبرك بأنني سأسافر اليوم..
-و هل هذا أمر ينسى؟!
-كنت أنوي إخبارك البارحة..لكن ابتسامتك العذبة أنستني كل شيء
-أنت دائماً هكذا..تفحمني بلباقة..
-أخيرا اعترفت بذلك..هل تستطيعين أن ترسلي لي المظروف فهو يحوي تذكرة السفر..؟
- لا تقلق سأرسلها إلى مكتبك مع حسين..إلى اللقاء الآن..
-إلى اللقاء..
انطلقت غادة تنزل الدرج وهي تحمل ذاك الظرف بأطراف أصابعها..و من ثم فتحت الباب الرئيسي و أخذت تنادي حسين من خلفه رغم أن المطر لم يتوقف..و ما أن ظهر أمامها حسين حتى أعطته الظرف و أمرته أن يوصله إلى مكتب عادل...عندها وضع حسين طرداً أم الباب فسألته قائلة:ما هذا ؟
-لقد وصل بالبريد يا آنستي...
-لا بأس..ناولني إياه..
-تفضلي..آنستي..
أمسكت غادة الطرد بين كفيها...وقلبته بحثاً عن اسم المرسل...و ما أن وقع يصرها على ما كانت تبحث عنه حتى تسمرت في مكانها..و اكتست ملامحها بثوب من الدهشة...بينما ردد لسانها:
مستحيل...
لقد مرت ثلاث سنوات...
مستحيل...
ربيع..

**************************
غداً أول امتحاناتي..لا تنسوني من دعواتكن...:(
-----------------------
تيمه ...بانتظار الجزء السابع...لا أخيفك أنا متشوقة لما ستكتبين...حاولي أن لا تتأخري..
***********************
:o
الدرة نهاد
الدرة نهاد
روووعة يالله يا بنوتات لاتتأخروا ..:24: :27:
تــيــمــة
تــيــمــة
دونا ................. صدق توعدك ...
أتمنى أن أصبح شريرة مثلك ..

لكل من يتابعنا ...... نشكركم لدعمكم وصبركم علينا .. والذي نحتاج الكثير منه .. فلسنا ننوي الختم قريبا .. كما أن ظروفنا ........... لا حاجة للاعادة ..

ضيعت علي الالهام يا دونا .... :44:
لا أستطيع الوعد بانزال جزئي الآن ... صبركم علي .. ولا تلوموني .. فدونا هي السبب .. ( وجه ماكر )
دونا
دونا
تيمه...
أنا السبب...
عقلك مدينة من الأحداث و الأذكار..
كل ما تحتاجينه أن تجدي ذلك المفتاح القابع في ذلك الركن من مخيلتك...
ربما هي مشاغل الدراسة..
يالله ما لنا إلا الصبر..
دونا
دونا
تيمه ..
أين أنت؟؟