صباح الضامن
صباح الضامن

7

هذا ما كانت تتمناه كفاح , ذاك الاحتواء من الأم الحبيبة الرقيقة العزيزة
تعلم الصغيرة جيدا أن أمها قادرة على القياد فضوؤها الخافت المنساب يوم العتم شمس أرضية لا أحد يسد مكان الوهج فيها
هي الأم وفقط من تفهم وثبة كفاح فوق السور , وسطوة الخوف على القلب الجريء متى يكون ولم , ليس خوفا اعتياديا بل إنه خوف من خدش الكرامة والإباء
خوف من تسلط الجفاء على ياسمين القلب النقي الغض
أمسكت كفاح بيد أمها وهي تمشي رافعة رأسها الصغير إلى الشيخ المتأخر عنهم قليلا ثم غذى سيره سريعا ليصل قبلهم فلم تكن تعلم كفاح لم فعل هذا وظنته تخل عنها في أزمة وابتدأ رأسها الصغير يحيك قصص عتاب داخلية لم تجرؤ يوما على بوحها ....... فقد أحبت الشيخ حتى سكن الفؤاد وأحست برباط غريب لم تفقه كنهه يشدها إليه .
وبينما هي في تتويهها لعقلها عن الحدث الأكبر عامدة وجدت نفسها وقد حط الركب أمام باب المديرة فتراجعت للوراء كقطا مذعور عندما سمعت صوت المديرة مجلجلا
حقيقة لم تكن كفاح جبانة , وجل جبنها في جَنان الليل إن لم تر النجم الصاحب في قلب السماء وكادت أن تختفي في ملابس أمها ولتفاجأ بوجود الشيخ جالسا عند المديرة
تأملت المديرة كفاح بتلمحات نسرية خاطفة وأخذت تتكلم بعصبية مع الأم قائلة
_ يا عزيزة ..... لا أصدق أن ابنتك قد فعلت ذلك ولم يرد علي في تاريخي الطويل في التعليم فتاة تقفز من السور؟؟؟؟؟
ها أنا سأغادر دنيا الإدارة بعد أيام وذكرى القفزة هذه تمحي ابيضاضا في ورق خدمتي وليت الأمر بقي هكذا بل هو الهرب أيضا ياإلهي كلما اتذكر أحس بأن ابنتك جيشت جيوشا في وجهي كلها تدوس بخيلها سنين الخدمة لتوضع لي وصمة ..أنا التي لا يقف في وجهي أحد وترتج قلوب تتزلزل لمرآي .. أن !!!! تأتي صبية صغيرة وتحرجني
وهنا تكلم الشيخ قائلا :
_ يا مديرتنا الفاضلة , إنما نحن ذلك الشجر الكبير الذي إن تسامقت عليه شجيرات صغيرة احتواها فأنت المربية التي يتسع صوتها لسماع ما تقول لربما لديها حجة فاستمعي
هدأت المديرة قليلا لتجلس فهدأ الهواء العنيف الدائر في الحجرة ليحمل لكفاح بوادر رحمة
_ حسنا ... سأسمع وأرجو أن يكون لديك حجة يا ... ولم تستطع نطق الاسم المشاكس
_ تكلمي يا أمي ..... قولي لمديرتك فأنت وحدك من لديه السبب . هيا وشدت أم كفاح على يد الصغيرة وابتسمت لها مطمئنة
نظرت كفاح إلى الشيخ وإذا بها ترى نورا ينبعث من وجهه أضاء لها جسر طمأنينة
ثم رفعت رأسها إلى أمها وأفلتت يدها من يدها وتقدمت بخطى ثابتة إلى مكتب المديرة وقالت
_ أنا آسفة .... أعلم أني أخطأت يوم قفزت من السور ولكني لم أقفز إلا لخوفي ان يفوتني اليوم الأول فقد أوصد الباب في وجهي قبل الوقت ولم أكن متأخرة ومن حقي ما دمت لست متأخرة أن ألحق بالصفوف
_ من حقك ؟
صرخت المديرة
_ أطرقت كفاح فرغم جرأتها لم تكن تجادل من هم أكبر منها فهدأت المديرة وقالت لها
_ أكملي
_ ولما قفزت كنت فرحة أني لم أضطر للرجوع إلى البيت ولم أجد ما فعلته خطأ لأني أردت الدخول إلى المدرسة لا الخروج منها ....
أدارت المديرة رأسها إلى النافذة وقد أحست بنوع من السكون يستحوذ على مساحة من ثورتها ويبدأ في التغلغل لربما جملة كفاح الأخيرة ......
تأملت كفاح مديرتها لأول مرة , فوجدت هناك مسحة من هدوء لم تره فاستغلت الموقف وانبثقت عيون من رقراق الكلام من لسانها فتكلمت بهدوء عجيب وعذوبة خالصة فأجادت قائلة
_ أحب المدرسة جدا ولا أتخيل يومها الأول يفوتني لم أتخلف عنها يوما واحدا.أحبها وخشيت أن أحرم منها وخشيت أختي أن تضربني لعدم الإسراع . أرجوك يا حضرة المديرة أنا أكره الضرب وأنت حاولت ضربي لهذا هربت
أنالم أقصد إغضابك ولم أقصد أن أفر من المدرسة بل هربت من تلك ........العصا !. وها أنا الآن بين يديك وأعتذر ولو حاول أي إنسان ضربي وإهانتي سأفعل نفس الشيء .. أنت لم تقصدي إيذائي ولكني لم أفهم أني أسبب لك هذا الإحراج كل ما أردته أن أدخل المدرسة ...... أرجوك سامحيني
تبسم الشيخ وتنهدت الأم براحة وهب نسيم رقيق خريفي من النافذة التي كانت تطل منها المديرة ولم يشعر أحد إلا والمديرة تقف و ..............

===================================================

8

هاهي تقف لترسم خطوة أخرى في عمر كفاح , تتقدم نحوها ولم تتحرك كفاح من مكانها ولم تهتز لها شعرة
كل ما فعلته أنها أمسكت بحقيبتها السوداء بإحكام ورفعت رأسها وكأنها تؤكد
أنا معي حق
بحاجة هي إلى التأكيد حتى تثبت .
اقتربت المديرة أكثر من كفاح وانحنت قليلا تنظر في عيون الصغيرة
رفعت ذقنها إلى الأعلى وأخذت تحدق مليا ومليا .
لم تقاوم كفاح ولم يخذلها ذكاؤها فهي الآن تحس بقرب أكثر من هذه الخطوط المتعرجة اعوجاج الزمن في وجه المديرة .
كانت قد تجاوزت الستين عاما بكثير ولكن كفاءتها مظلة قوية حمت إرادتها في الاستمرار وأعطتها حماس العمل مع وارف من شجر الخبرة تزرعه يوميا في قلوب المعلمات ليستقيم عود العلم .
شجرة سنديان قوية هكذا وصفتها كفاح وهي تقترب منها أكثر وأحست بشيء من الحميمية ولم تتوقع أن ينزل من المديرة نازلة عليها فثقتها بنفسها وبما فعلت وبما قالت كانت كبيرة ...حد الغرور
الغرور الذي تعاني منه وتتهم فيه !!!!!
ورفعت المديرة يدها ناحية خزانة قديمة عالية وتناولت منها
عصا
لم تهتز ثقة كفاح ولم تخف وبقرارة نفسها الواثقة تأكدت أن المديرة تمتحنها فثبتت في مكانها لترى أمها تتململ كسحابة تحمل الغيث الكثير وتنتظر هبة الريح بأمر ربها لتنزل حيث أراد ....
قالت المديرة
_ أهربت من هذه يا..... كفاح ! خرج اسمها من بين شفتي المديرة يحمل إيحاء لم يغمض على كفاح
فيه نوع من الاستفزاز و سبر غور من أمامها...
كاد الشيخ أن يتكلم لتسكته المديرة بإشارة سرية
_ نعم من هذه وأشارت كفاح بقوة إلى العصا
_ لماذا !!!!!
_ لأنني إنسانة !!!!!عاجلتها كفاح وتمنت لو قالت كلمة أخرى
_ ولكن العصا لتقوم المعوج أليس كذلك ؟ أردفت المديرة وهي تحاور كفاح باستمتاع لمحه الجميع
_ صمتت كفاح وحدثت نفسها هل يعقل أن مديرة في هذا العمر تحاورني ..ماذا تنتظر مني إجابة ؟ أثني على كلامها كي أنتهي من هذه المأساة
أم أراشيها وأرسم ابتسامة طيفية على محياي تقطف منها اللون الذي تريد فأخلص روحي من هذا الامتهان
ولكن إن تعرضت مرة أخرى لمثل هذا الموقف هل سأستمر في منافقة الكبار حتى احصل على حقي بعدم إغراقي بظلمة جبروتهم وتسلطهم
وهنا
رفضت كل حاسة من حواس كفاح أن تستسلم إلا لمبدئها فأجابت بسرعة
_ إن كانت العصا المؤلمة تقيم المعوج فهي تكسر المستقيم أيضا
رفعت المديرة جذعها المنحني أثناء محادثة كفاح واستمالت نظرات الدهشة من وجوه الحاضرين لتعاجلهم قائلة لها
_ كيف فسري لي ؟
_ عندما تنزل العصا على كل إنسان في كل وقت وبدون تحقق ولا استحقاق له للعقاب فإنها تكسر استقامته ويتمرد .
_ لم أفهم !!!!!!!!!!! قالت المديرة تحثها على إخراج ما في نفسها وهي تدخل عالما لطالما أحبته في سنين عملها عالم الصبا الأول وعالم من الحكمة يغفل الكبار أنه موجود يرفرف سماء ينتظر هطولا ليسقي جفاف خريف .
_ تحمست كفاح وابتدأت نفسها الحقيقية تخرج , وأخذت في الاندفاع بالكلام حتى لخال الجميع أنها تقرأ من كتاب مفتوح
_ نعم ..تنكسر تماما كالبستاني إنه إذا أتى ليقلم الشجر فهو لا يتسرع بل ينظر أيها تستحق التقليم أولا لا يدخل حديقة إلا وهو يعلم ومتأكد أنه سيجد ما يحتاج التقليم ولكنه لا يستعمل مقصه إلا عند اللزوم بعد أن يبحث وينقب ويفحص
ويصغي .....
قاطعتها المديرة قائلة
_ يصغي
_ نعم يصغي للغة سرية ليفهم ولا يؤذي
يصغي للطير حتى لا يخرب له عشا
ويصغي للغصن حتى لا يحرمه انبثاقا
ويصغي للشجر الأم حتى لا يقطعها عن أطفالها
ويصغي للثمر حتى لا يبتر نضجه قبل أوانه
إنه مستمع جيد فقد يخفى عليه شيء فيصغي أولا .....
تبسمت المديرة ووضعت كفيها على مكتبها الحديدي ونظرت إلى الشيخ المندهش من هذه النسمة المندفعة
وتقدمت لكفاح قائلة
_ ولقد أصغيت لك يا زهرتنا وذاك حقك , فاصغي أنت إذن لما سأقول بدون كلام
فهل تسمعين ما أقول ؟؟؟؟؟
فهمت كفاح أنها لا تريد أن تحرج أمام الجميع بإقرار وجل ما تمنته أن تسمح لها بالعودة إلى المدرسة وفي نفسها أمل أن تخفف من القسوة المتمثلة في تلك العصا التي لا تفارقها ولو في أيامها الإدارية الأخيرة
فهزت رأسها بالفهم
وضعت المديرة عصاها فوق الخزانة وتابعتها كفاح ثم التفتت المديرة إليها قائلة
_ اقتربي مني يا كفاح
وبهدوء اقتربت الصغيرة
ومضت لحظات قليلة تابعتها دقات ساعة المدرسة لتدق دقة أخيرة طويلة صاحبها قلب كفاح الصغير
وعند الدقة الأخير فتحت المديرة ذراعيها
واحتضنت كفاح .................
يتبع
امل الامة
امل الامة
تابعي غاليتي

قصة مشوقة

نحن بانتظارك

وجزاك الله خير
um_suhaib
um_suhaib
رائعه رائعه
بالفعل قصه فيها من العبره مابها:27: :27:
اتمنى ان احصل على مديره كتلك المديره
صباح الضامن
صباح الضامن
9


الضمة كانت كأنها شرارة تقادح فيها ضياء اشتعل في القلوب
ودمعت عينا الشيخ وتهلل وجه الأم فرحا أما كفاح فقد اختلطت المشاعر لديها فكأنها الآن تتمنى لو عاد الزمن مرة أخرى لتعود وتقفز من السور إن كانت هذه النتيجة
دق قلب الصغيرة جذلا وأخذت إشارة المرور لعالمها بضمة الحكمة واحتوائها
امتشقت كفاح حقيبتها القديمة و قبل أن تنطلق للصفوف قالت لها المديرة :
_ لو رأيت الباب موصدا مرة أخرى فهل ستفعلين نفس الشيء يا كفاح ؟
ترددت قليلا في الإجابة ثم تجرأت قائلة :
_ إن كانت عربة أبو خليل موجودة قالتها بجل حياء وخشية أن تكون قد تجاوزت الحدود لتسمع ضحكة المديرة قائلة
_ أما أنا فسأستمع لك ولن أضربك
خجلت كفاح من رد المديرة فاستدركت قائلة
_ لن أقفز ثانية من السور لأني لن أتأخر ......
_ بإذن الله قال الشيخ
والتفتت كفاح للشيخ المتابع وقد شعرت بدفء عجيب يسري من بين ثنايا حروفه فرددت
_ بإذن الله
_ تعالي يا كفاح للمسجد فأنا أريد أن أعطيك كتبا ختم الشيخ اللقاء .
وانطلقت وقد أقرأت الرياح الآن في باحة المدرسة وسارت كفاح حيث أسَـفـّت لها سحب العلم هطالة وطاب بيدها قطوفها .
وفي كل مر تطلب رواء كانت ساقاها تنطلقان بحثا عن الشيخ ليثري فكرها وتغتذي على كتبه
حتى أتاها مرة قائلا
_ يا كفاح كم عمرك
_لم ابلغ الخامسة عشر بعد يا عمي .....
وكيف تصلين ؟
_ كما يصلي الناس
_ تضعين على رأسك الغطاء وتلبسين ثوبا طويلا أليس كذلك ؟
بلى
_ وبعد ذلك تخلعينه لتدسيه في ذاك الكيس الأبيض !
_ نعم
_ وتخرجين بدونه إلى الشوارع !
_ نعم
لم تفهم كفاح مغزى كلام الشيخ فحياتها المزدهية بألوان العلم والمرح لم يكن بها مفرداته التي يقحمها الآن إقحاما في كتابها الصغير..
فطن الشيخ أن كفاح لم تع ما يقول فأحجم عن المفاتحة
لم يتزوج الشيخ عبد الرحمن ولم يعرف إلا كتبه رفيقة له ولكنه كان مرب فاضل وداعية محبوبا
نظر إلى تلك الفتاة التي صاحب فيها فكرها وناقشها في بطون الكتب من قصص قديمة لكتاب أثروا لغتها ولكنه كان يريدها أن تنطلق باتجاه آخر وكأنه يشعر بأبوة تربطه معها لا يدري سبب انجذابه لها ومحاولته تثقيفها وكان يخشى عليها أن تتلمح منه حماسا شديدا فتتعلق به وهو المسافر دائما في رحلات العزلة إلى الله , المنشد تسبيحا في كهوف المعرفة فتضاء له بعيدا عن أمة لا تفقه إلا العزف على أوتار الدنيا .
وبين صراعات تجاذب الشيخ في أن يتعهدها بدءا وبين رغبته في الانفلات من مسؤوليتها كانت نفس الشيخ .
وهو يعلم يقينا أنها ليست طيعة القياد وهذا قد يتعبه فهي كالطير الجفول عندما يرى تحليقا من الجميع تنأى بنفسها بعيدا لتحتاط ولا توغل في احتساء .
هكذا كانت كفاح تتخطف من الشيخ علما بقدر ما تريد ولا تطلب , تنتظر بأدب المتلقي من شيخها دون أن تلح عليه فيكفيه منها مناقشاتها القوية في الفلسفة وهذا ما كان الشيخ يخشى عليها منه .
ولتأت يوم لتقول له .....
_ لم لم تتزوج يا شيخي .......؟؟
يتبع


10






كأن زلزالا دمر كل اتزان كاد الشيخ أن يقع فيه لولا أن ربط الله على قلبه .
استدعى الشيخ كل أساليب الهدوء والتروي فمن أمامه كان مقتنعا أنها ليست كغيرها فهو يرى فيها ذكاء متوقدا وعنفوانا لو وظف لكان له شأن كثير
ولكنها هنا تعدت خطوطا حمراء أشعلت بها جسورا من التيقظ فكان لا بد من حزم
فانبرى الشيخ بما تبقى له من هدوء يساكن الحكمة ويخرج معها بعبارات ناصحة ظن بها هدوءا فأجابها
_ اسمعي يا كفاح ليس من اللائق أن تتحدث فتاة أتت لتتعلم وتتفقه على شيخها أن تتبسط بالحديث معه أو مع أي إنسان فأنت هنا لكي تتعلمي مع قريناتك اللواتي أتين لحفظ القرآن وتعلم القراءات وفهم الآيات فلا تتجاوزي خطك هذا فهمت يا بنيتي !!
ماشت كفاح مع غضبها الداخلي لتعنيف الشيخ لها ولو أنه لم يكن قاسيا ولكنها سمحت لبذرة التمرد الطفولي أن تنمو سراعا وتستقي من طيش ابنة الأربعة عشر عاما
وليست كفاح التي تستسلم لتوقيف عند حدود المعرفة مهما كانت
ولم تجد أن ما فعلته خطأ
فأجابت وقد ابتدأت الدنيا توشك بمطر ينذر بفيضان على أبواب نفسها
_ لم أقصد أن ... ولم تكمل لأن الشيخ عنفها قائلا
_ ألم أنبهك مرارا أن لا تفر الحروف من شفتيك وتمسكي بلجامها أليست تلك أولى دروسي ؟؟
كفاح التي تشربت من فيض علم الشيخ لتعلم أنه قال لها ذلك ولكنها ظنت بأن رعايته المستمرة باب تلج فيه حيث غرفا تكمن مقفلة الأبواب في حياة معلمها
غرفا لها ألف قفل وقفل وأقفالها تستعصي على الصغيرة التي تتمنى رواء لفضولها
وابتدأ التمرد المتفرد في نفس كفاح يطفو على سطحها لتنتفض مغاضبة قائلة
_ أنا آسفة ..... لن أسألك شيئا بعد الآن.... لأنك لن تراني
أطرق الشيخ وقد كان يخشى ردة الفعل هذه
ومن خلف زجاج غرفة الدرس المطلة على باحة الجامع القديم لمح الشيخ كفاح تركض باتجاه الباب الأسود القديم تفتحه وكأنها قد فتحت لشياطين الريح الدوامة أن تطيح بها ومن ثم تحملها إلى الخارج لتغيب عن ناظريه فيشعر بغصة وحدث نفسه
_ ماذا يا شيخ عبد الرحمن أأخطأت سكب الترياق على غرورها
كم هي زرع أفرخ له هما بدلا من ثمر ينع
أهي هكذا ؟؟؟؟ أم أنك يا شيخ لم تستطع استيعابها ؟
ها هي قصة التحدي أمامك ! تربية نفس جموح ,تطبيق لمقولاتك التربوية , تقف أمامك لتقول لك
إيه ما أسهل الكلام وما أصعب التطبيق
أما كفاح الثائرة بقضية الفهم فقد أخذت تركض باتجاه البيت لا تصطدم بشيء غير أنفاسها التي تثور على أي عائق لتقول لها
_ لا لم أفعل ما يغضب
لم يفهمني الشيخ
لم أكن أقصد التطفل
ولم أكن أتبسط بالحديث فهو شيخي
كل اللوم لم يغرق تفكيرها بل جرف حكمتها الصبيانية إلى
شيخ .....اسمه الشيخ عبد الرحمن
فاستسلمت كفاح لدموعها كأنها بحر ماج فجأة وأغرق سفنا بنتها في دواخلها أشرعتها تمزقت لتجلس على سلم بيتها القديم مع دموعها التي سقطت على يدي والدها الذي كانت يرفع وجهها يستفهم
سببها
ولترى كفاح أن تلك الريح التي حملتها خارج الجامع قد خبأت لها ما سيأتي مع والدها ......
يتبع
امل الامة
امل الامة
تابعي ارجوك