د.مشبب القحطاني
أما بعد أيها المسلمون:
وبعد أن انتهى رمضان فالمسلم بحاجة إلى المحافظة على المكتسبات الإيمانية ، والتي حصل عليها خلال هذا الشهر الكريم .
ولسائل أن يسال كيف أستطيع أن استمر على الطاعات التي قمت بها خلال رمضان المبارك ؟
والجواب على هذا السؤال هو موضوع خطبتنا لهذا اليوم .

أيها الأخوات : من المعلوم أن الطاعات تنقسم إلى قسمين :منها ما هو فريضة ، ومنها ما هو نافلة..فأما الفريضة فلا خيار للإنسان بتركها والتفريط فيها ..وهي احب الأعمال إلى الله تعالى كما جاء في الحديث القدسي ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)..وفرائض الإسلام كثيرة ..كالصيام والصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبر الوالدين وصلة الأرحام ومولاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ..إلى غير ذلك من فرائض الإسلام ..
أما نوافل العبادات فهي كثيرة أيضا كصلاة وصيام وصدقة التطوع ، ونحوها ..

وهنا تأتى الحاجة إلى تعلم المسلم لدينه، حتى يفرق بين الفرائض وبين النوافل ..لان من أسباب التقصير الحاصل من المسلمين هو جهلهم بدينهم ..الذي أدى إلى الخلط بين الفرض والنافلة ..وبالتالي تمارس الفريضة على أنها نافلة ،وتمارس النافلة على أنها فريضة ..بل ربما اعتقد بعض المسلمين أن البدعة فريضة..وان الفريضة أو النافلة بدعة..وهذا لاشك خلل كبير في حياة بعض المسلمين.
اخوة الإيمان :
ومن المعلوم أيضا لدى المسلمين أن الأجر الذي أعده الله للقائم بالفريضة اعظم من القائم بالنافلة ..لذا سأذكر بثلاثة أمثلة على الأجر المترتب على بعض النوافل ، ويمكن أن يفهم منها الأجر المترتب على الفريضة ..
فالأول :قوله صلى الله عليه وسلم ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) البخاري.

الثاني قوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ) البخاري.

الثالث : قولهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) مسلم..
فإذا كانت النوافل بهذه الدرجة من الأجر .. إذا فالفريضة اكثر أجرا عند الله تعالى ..

اخوة الإيمان: وبما أننا بحاجة إلى الطاعات التي ترفع من رصيد حسنتنا .. وفي نفس الوقت تقلل من رصيد السيئات ..

فنحن إذا بحاجة إلى إجراءات تساعد في تحقيق الطاعات على ارض الواقع ..نحتاج إلى عدة أمور مجتمعة لكي نعبد الله كما يحب ويرضى.

ولعل من المناسب جدا أن أُذَكر ببعض الأمور التي تساعد المسلمَ على الاستمرار على الطاعة والتراجعِ عن المعصية ..أسال الله تعالى أن ينفع بها..

الأمر الأول : أن يتذكر المسلم نهايته وما يصير إليه ..فالناس جميعا سينقسمون يوم القيامة إلى قسمين فريق في الجنة وفريق في السعير ...والمسلم العاقل هو الذي يفكر تفكيرا سليما ..ويحرص على فعل ما يدخله الجنة ويبعده من النار ..فإذا أراد أن يقدمَ على عمل : يسال نفسه
هل هذا العمل يدخل الجنة أم يدخل النار ؟؟ ..فان كان من أسباب دخول الجنة قام به بكل نشاط و إخلاص ..وان كان من أسباب دخول النار هرب منه كما يهرب من الأسد..
هذا هو الأمر الأول وهو من أهم الأمور.. التفكير في المصير والمآل .. ولهذا جاء في الأثر ( الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ) وَمَعْنَى قَوْلِهِ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ يَقُولُ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..وللمعلومية أيها الأخوات : فان اكبر أسباب إعراض الناس عن دين الله تعالى ووقوعهم في المعاصي ، إنما هو بسبب عدم يقينهم باليوم الآخر وما فيه من جزاء وحساب ..وان كان البعض يؤمن به إيمانا شكليا .

الثاني : إخلاص العمل لله تعالى .. بحيث يكن قصده وجه الله تعالى ورضاه .. ومن كان مقصده في أي عمل غير ذلك فقد احبط عمله بنفسه ..يدل على ذلك ما جاء في الحديث القدسي يقول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ( أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ) مسلم.

الأمر الثالث : اختيار الأصدقاء الصالحين ، الذين يعينونه على الحق ، يذكرونه إذا نسي ،ويرشدونه إذا اخطأ ، ويمنعونه عن الوقوع في الخطأ..ولعله لا يخفى عليكم قصة ذلك الرجل الذي قتل مائة نفس ، ثم أراد أن يتوب إلى الله تعالى ، فعندما سال أحد العلماء هل له من توبة ؟؟ فَقَالَ العالم : وَيْحَكَ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ .. اخْرُجْ مِنَ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا فَاعْبُدْ رَبَّكَ فِيهَا ) الشاهد أن هذا العالم دل ذلك التائب على الالتحاق بالناس الصالحين .. وفي نفس الوقت أمره أن يترك جلساء السوء ..والحال ينطبق على كل مسلم يريد النجاة بدينه ، عليه أن يترك الرفقة السيئة مهما كانوا أصدقاء أو أقرباء ، ويبحث عمن يعينه على دينه.. وإلا فلن يستطيع أن يسير إلى الدار الآخرة سيرا حسنا..

الأمر الرابع الدعاء:
والدعاء هو السلاح الذي يستخدمه المسلم في جميع حالاته ، سواء في أمور الدنيا أو أمور الآخرة..ولهذا نجد أن كل مسلم يردد في كل ركعة بعد أن يفرد الله بالعبادة .. فيقول إياك نستعين..بعد قوله إياك نعبد ..وهذا نبي الله موسى عليه السلام يقول بعد أن جلس يستريح من عناء السفر ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) ..ومن قبله أبو الأنبياء إبراهيم وابنُه إسماعيل عليهما السلام يقولان وهما يقومان ببناء الكعبة (ُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ، وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) *
فالدعاء دائما وأبدا هو سلاح المؤمن ، وهو احب شيء إلى الله و أكرمه..اخرج الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه قَالَ ( لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ ) بل قرر الله تعالى ان الدعاء عباده ، وتوعد من يعرض عن عبادته بجهنم وساءت مصيرا ..فيقول سبحانه ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) .

الأمر الخامس : ممارسة عبادات السر والتي لا يطلع عليها إلا الله جل وعلى ..فهذه العبادات من أهم الأمور التي تُعين على الاستمرار في العمل الصالح ، فهي بعيدة عن الرياء ، وفيها يخلو المرء بربه ، وفيها مناجاة له سبحانه وقرب منه وانكسار بين يديه ..وهذا كله يرفع من مستوى إيمان العبد ولاشك في ذلك ..ومما يدل على أهمية تلك الطاعات السرية..إشادة النبي صلى الله عليه وسلم بنوعين من تلك العبادات ..وجعلها من أسباب استظلال العبد يوم القيامة بظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ..وقد عبر عنها بقوله (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ..ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه..)

الأمر السادس : عدم الاستهانة بالذنوب ، فبعض الناس يمارس ما يظنه ذنوبا يسيرة وليست من الكبائر،ويستمر على ذلك دون توبة منها ، وهذا بلا شك سيقود إلى ذنوب أخرى مرتبطة بها، وربما أدى إلى الوقوع في ذنوب اكبر ، فالنظرة المحرمة مثلا تقود إلى التفكير في المحرم ، ثم إلى البحث عنه ثم إلى الوقوع فيه ..وكما قيل في المثل نظرة فبسمة فموعد فلقاء..ثم ان الاستمرار على الذنوب الصغيرة يحولها إلى كبيرة ..

ومن أمثلة التساهل ببعض الذنوب ما أخرجه البخاري وغيره عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ قَالَ : فَقَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ( لَا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلَا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا ، وَلَا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ) ..لذا على المسلم أن يحذر من الوقوع في المعاصي كبيرها وصغيرها ..ومن وقع في شيء منها فعلية سرعة التوبة والإنابة إلى ربه الكريم..

الأمر ‎السابع المحافظة على الوقت :
فالوقت هو أغلى ما لدى الإنسان ، وهو مسؤول عنه يوم القيامة ، فأي لحظة يصرفها في غير طاعة فسوف يحاسب عليها ..كما جاء في الحديث ( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ) فلاحظ قوله (الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ) وعمره هو وقته..
فعلى المسلم أن يحافظ على وقته اشد من محافظته على ماله ، فالمال إذا ذهب يمكن أن يعود ، أما العمر إذا ذهبت منه ثانيةٌ فلا يمكن أن تعود .. وهذا يقتضي أن المسلم يبتعد عن مضيعات الأوقات ، من المناسبات والبرامج التي لا فائدة منها ..كما يحرص في نفس الوقت على التفرغ للشعائر التعبدية ، ورعاية الأهل والأولاد ،وطلب العلم ، والقيام مهام الوظيفة ، فما بقي وقت صرفه في مساعدة الآخرين ، والمشاركة في المشاريع الخيرية التي ترفع مستوى المجتمع في سائر المجالات..فالمسلمين في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى من يرفع من مستواهم الفكري والإيماني والتعليمي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري وغير ذلك من المجالات..

ومما يؤسف له أن هناك مئات الملايين من المسلمين عاطلين فكريا..أقول عاطلين فكريا ..بمعنى انه لا يمكن أن يفكروا في خدمة أمتهم بشيء .. فهم سلبيون إلى أقصى درجه..بل الواقع انهم يفكروا في مصالحهم الشخصية ولو على حساب المجتمع .. فالحاجة إذا ماسة جدا إلى المشاركة الفاعلة من كل واحد منا..

أيها الأخوات : هذه بعض الأمور التي تساعد الاستمرار على الطاعة وغيرها كثير ولكن على المسلم أن يتق الله تعالى وسيعينه الله تعالى إذا علم صدقه وحرصه على الطاعة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(13)وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ(14)
أبو الحسن
أبو الحسن
سؤال اطرحه على نفسي واخواني واخواتي في الله ، لماذا نهتم بليلة القدر ونحرص على تحريها ؟؟ يمكن ان نجيب عليه في اربع نقاط .. الاولى : ان هذه الليلة المباركة عظمها الله تبارك وجعل لها قدرا وقيمة ..ومادامت هذه مكانتها عند ربنا وخالقنا وحبيبنا ..فلا بد أن يكون لها قدر ومكانة عندنا إن كنا مؤمنين ، ومن لم يهتم بها فليراجع نفسه فإن في إيمانه خلل .. أيها الإخوة في الله : ويمكن أن يتضح لنا اهتمام الباري عز وجل بتلك الليلة من خلال الامور التالية : ..[أ]أنه أنزل كلامه فيها ..هذا الكلام الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ... أنزله الله ليخرج الناس من الظلمات الى النور ..فهدى الله به ابصارا عميا ،وآذانا صما وقلوبا غلفا.. ولو لم يحصل فيها إلا هذا لكفى ..ولما جاز لمسلم ان يتهاون في العناية بها .. يقول تعالى ( حم (1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) فيها يفرق كلُّ أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6) ربِّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7) لا إله إلا هو يحيي ويميت ربُّكم وربُّ آبائكم الأولين (8) .ثم إنه سبحانه وتعالى تكرم على عباده فجعل العمل الصالح فيها خيرمن العمل في الف شهر ..وهي ما تعادل ثلاث وثمانون سنة وثلاتة أشهر تقريبا .. قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ..وما أدراك ما ليلة القدر ؟ ليلة القدر خير من الف شهر) إضافة الى ذلك تفضل على عباد فأكرم من قام تلك الليلة إيمانا به ، وطلبا للأجر منه أن يغفر له ماتقدم من ذنبه …يشهد لذلك قولُ النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ قام لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) البخاري ومن تعظيم الله لهذه الليلة أنه سبحانه يأذن للملائكة فيها بالنزول الى الأرض .. وعلى رأسهم الروح الأمين جبريل عليه السلام ..ذلك الملَكُ الذي نتقرب الى الله بحبه وبغض من يبغضه..ينزل الجميع الى الأرض تصحبهم الخيرات والبركات..يسلمون على المؤمنين ....يحضرون الصلاة وقراءة القرآن ويؤمنون على الدعاء.. ويستمرون على حتى يطلع الفجر.. ومما يؤف له أن البعض لايتخيل وجودهم.. ولايدرك كثرتهم..وبالتالي لايقيم لهم وزنا ولايهتم بهذه الليلة ...ولكن المؤمن الحقيقي يوقن بأنهم موجودون بأعداد كبيرة لايحصيها إلا الله عز وجل ... تمتلء بهم الأرض حتى قيل في بعض الروايات انهم اكثر من عدد الحصى..ولاشك أن اجتماعَهم ونزولَهم من السموات السبع يدل على أهمية تلك الليلة.وعظمتها ... ومن اهتمام المولى تبارك وتعالى بهذه الليلة انه جعلها سلام لأهل الأرض ..سلام بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معاني ... كما قال سبحانه ( سلام هي حتى مطلع الفجر)...وهكذا ينبغي أن تكون هي عندنا كذلك ..لنكن في هذه الليلة وغيرها مصدر سلام للآخرين .. وقد وصف الله هذه الليلة بأنها مباركة فقال سبحانه.. ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين)
سؤال اطرحه على نفسي واخواني واخواتي في الله ، لماذا نهتم بليلة القدر ونحرص على تحريها ؟؟ يمكن ان...
هكذا قال لي :
إنك تعلم أخي أني آتي وأصلي معكم التراويح ,
فقلت :نعم

فقال اكتشفت أن زوجتي ,,,,( وخانته العبرة )) فقلت أكمل بارك الله فيك...

قال : لقد اكتشفت أنها تخونني في أمر إئتمنتها عليه .

قلت : وماهو؟

قال : لقد اكتشفت أنها اشترت للتلفاز (( أنتل )) مما يجعلها تشاهد بعض القنوات وتتابع مسلسلا فيه ونحن في صلاة التراويح فإذا رجعت خبأتـه وأغلقت التلفاز..

قلت إنا لله وإنا إليه راجعون ,, أم فلان تفعل ذلك !!!

وما ذا فعلت !؟

قال لي لم أفعل شيئا وأنا محتار كيف أصلح شأنها فالتي تخونني في أمر هكذا أخشى من أمر أكثر من ذلك فهي تعرف الله وتحبه وتحب رسوله بل وتساهم في مشاريع الخير كما تعلم ولكن!!!

قلت بعد ما سكت ولم يستطع أن يكمل ,,
يا فلان لعلها هفوة وأنت تعلم أن الإيمان قد ينقص ويزيد ولعلها فترة وسترجع إن شاءالله إلى أفضل مما كانت عليه...
ولكن دعنا ننظر إلى بداية هذا الأمر فالمعاصي أخي الحبيب تجر بعضها بعضا كما أن الطاعات تجر بعضها بعضا ...
قال يا أبا الحسن إن الأمر تعداها إلى أولادي فهي تراه معهم كما أنها عند إخفائها عني هذا الأمر تعلمهم خيانة الأمانة وتعودهم معصيتي.

توقفت قليلا ,,, وقلت إني أوافقك والأمر خطير ولا شك وخطر على الأولاد أيضا فأنت تربيهم كما أعلم على الإستقامة والصراحة وعدم الكذب ,,,,
لماذا هي تفعل ذلك !!! ومتى بدأ الأمر !؟؟؟

أخي دعني أفكر ولعلنا نجد حلا لهذه الأخت..

أغلقت السماعه واتفقت معه أن لايبدأ بشيء معها حتى أهاتفه مرة أخرى..

وقلت لعلي أجد بعض الحلول من أخواتي الفاضلات..
ولعل الصورة تكون أوضح إذا أخبرتكم أن المرأة فيها خير كثير كما أخبرني زوجها وتقيم الليل وتشارك في أمور الدعوة بعض المرات ,,,,


فما هو رأيكم وماهي الحلول!!!

أسأل الله أن يجبر مصاب أخي وأن يصلح زوجته وأولاده...
sugar_you
sugar_you


‏السلام ‏عليكم

الفكرة ‏باختصار ‏هي .... ‏ايش ‏رايكم ‏لو ‏الكل ‏يشتري ‏مقاضي ‏العيد ‏ها ‏اليومين ..‏يعني ‏قبل ‏دخول ‏رمضان ‏وذلك ‏فيه ‏أربع ‏فوائد:

اولها ...‏ان ‏النساء ‏يكثرن ‏في ‏الاسواق ‏في ‏رمضان ‏وفي ‏هذا ‏فتنة ‏عظيمة

ثانيها ... ‏ان ‏الذهاب ‏للسوق ‏في ‏رمضان ‏فيه ‏تضيع ‏للوقت ‏الثمين ‏والمبارك ‏والذي ‏لا ‏يتكرر ‏الا ‏في ‏رمضان

ثالثها ... ‏ان ‏البضاعة ‏التي ‏سنشتريها ‏الان ‏سوف ‏يتضاعف ‏سعرها ‏في ‏رمضان ‏وبالذات ‏في ‏العشر ‏الاواخر ‏وهذا ‏كلام ‏اصحاب ‏المحلات

رابعها ... ‏هو ‏اننا ‏اذا ‏اشترينا ‏البضاعة ‏من ‏الان ‏فالفرصة ‏امامنا ‏لاختيار ‏المقاس ‏والموديل ‏واللون ‏الذي ‏نريد ‏لانها ‏كلها ‏متوفرة ‏بعكس ‏لو ‏ذهبت ‏في ‏رمضان

دعونا نجرب ‏هذا ‏العام ‏ان ‏نذهب ‏للسوق ‏قبل ‏رمضان ‏ونتفرغ ‏لعبادة ‏الله ‏والحفاظ ‏على الروحانيه والخشوع ‏في ‏شهر ‏الله ‏رمضان
ايثار 99
ايثار 99
‏السلام ‏عليكم الفكرة ‏باختصار ‏هي .... ‏ايش ‏رايكم ‏لو ‏الكل ‏يشتري ‏مقاضي ‏العيد ‏ها ‏اليومين ..‏يعني ‏قبل ‏دخول ‏رمضان ‏وذلك ‏فيه ‏أربع ‏فوائد: اولها ...‏ان ‏النساء ‏يكثرن ‏في ‏الاسواق ‏في ‏رمضان ‏وفي ‏هذا ‏فتنة ‏عظيمة ثانيها ... ‏ان ‏الذهاب ‏للسوق ‏في ‏رمضان ‏فيه ‏تضيع ‏للوقت ‏الثمين ‏والمبارك ‏والذي ‏لا ‏يتكرر ‏الا ‏في ‏رمضان ثالثها ... ‏ان ‏البضاعة ‏التي ‏سنشتريها ‏الان ‏سوف ‏يتضاعف ‏سعرها ‏في ‏رمضان ‏وبالذات ‏في ‏العشر ‏الاواخر ‏وهذا ‏كلام ‏اصحاب ‏المحلات رابعها ... ‏هو ‏اننا ‏اذا ‏اشترينا ‏البضاعة ‏من ‏الان ‏فالفرصة ‏امامنا ‏لاختيار ‏المقاس ‏والموديل ‏واللون ‏الذي ‏نريد ‏لانها ‏كلها ‏متوفرة ‏بعكس ‏لو ‏ذهبت ‏في ‏رمضان دعونا نجرب ‏هذا ‏العام ‏ان ‏نذهب ‏للسوق ‏قبل ‏رمضان ‏ونتفرغ ‏لعبادة ‏الله ‏والحفاظ ‏على الروحانيه والخشوع ‏في ‏شهر ‏الله ‏رمضان
‏السلام ‏عليكم الفكرة ‏باختصار ‏هي .... ‏ايش ‏رايكم ‏لو ‏الكل ‏يشتري ‏مقاضي ‏العيد ‏ها...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواتي كثير منا تعلن حالة الطواريء قبل رمضان وذلك بإعداد قائمة كاملة من أنواع الأطعمة والأشربة , قد تصل إلى 30 نوع

فنحن نظن ان المائدة لا يعترف بها إلا إذا تظمنت أصنافاً كثيرة وكميات كبيرة , وعندنا اعتقاد

بأن المرأة الناجحة هي التي تحسن طهي الطعام وصنع شتى الأصناف وإجادة الجديد منه

وإن لم تكن كذلك فهي فاشلة !!

ونجد انفسنا طيلة العام نطهو أشياء محدودة ومعروفة فإذا دخل رمضان جاءتنا حالة غريبة
وهي القيام بالبحث عن الجديد عن طريق سؤال الصديقات والجارات وقراءة كتب الطبخ

وحتى المحلات والمجمعات يستعدون قبل شهر رمضان بكل ما لذ وطاب مما يشبع الرغبات والشهوات حتى تحول هذا الشهر من شهر الصبر والعبادة والجهاد إلى شهر التخمة والتنعم
مما صرف الصيام عن كثير من مقاصده الإيمانيه والتربوية , حتى اطفالنا إذا رأونا أعددنا
لهم طعاماً وشراباً لايوضع على المائدة إلا في رمضان نجدهم يقولون لنا هل جاء رمضان ؟

وغالباً نبدأ في اعداد الفطور من بعد صلاة الظهر حتى آذان المغرب فيذهب الكثير من وقتنا
خلال هذا الشهر المبارك في المطبخ خاصة الساعات المباركة مثل ساعة الغروب ,
وأوقات الأستجابة

ولكن حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً للوقت فعلينا ان نقوم ببعض الأمور حتى يكتب الله لنا الأجر في وقتنا فمنها :

1- استحضار النية والأخلاص في إعداد الفطور واحتساب التعب في اعداده

2- استغلال هذه الساعات في الذكر والتسبيح والأستغفار والدعاء

3- الاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل

اللهم بلغنا رمضان ونحن في اتم الصحه والعافيه

وشكرا
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
توجيهات وأفكار عامة .. أي للناس عامة

الوسيلة الأولى
هل تحب أن تصوم رمضان مرتين ؟ كيف ؟

الإجابة تكون فى حديث زيد بن خالد الجهنى رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم : " من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً "(9) .
وهناك صور متعددة يمكنك من خلالها الحصول على هذا الأجر العظيم من تفطير الصائمين .
من هذه الصور
تفطير الصائمين فى الخارج . فهل تصدق يا أخى الحبيب أن عشر ريالات تفطر صائماً فى اليوم الواحد !
إذن ففى الشهر كم ؟ ثلاثمائة ريال . فإذا أردت أن تحصل على أجر صيام رمضان مرتين فعليك أن تدفع ثلاثمائة ريال وتنال أجر تفطير صائم شهراً كاملاً إن شاء الله تعالى .
ثم صورة أخرى :
تفطير الجاليات المسلمة الموجودة فى البلد من خلال مساجد الأحياء .
وهذه مشهورة فى كثير من مساجد وأحياء هذه البلاد – بفضل الله عز وجل – ولكن تحتاج أيضاً التخطيط والتنظيم فلو رافق هذا التخطيط والتوجيه والإرشاد وعقد الدروس قبل الإفطار على الأقل بساعة لكان هذا شيئاً جيداً ، وخاصة فى هذا الوقت الذى تكون القلوب فيه منشرحة والأذان صاغية لسماع ما يلقى عليها ولو قامت وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب دعوة الجاليات مشكورة بتبنى هذه الفكرة عموماً بتخطيط وتنظيم ، وجدول يشرف عليه المكتب فى جميع أنحاء المدينة ، وأيضاً يشرف على الدروس وتوفير المدرسين باللغات المختلفة أو الترجمة ويصاحب هذا توزيع الأشرطة والرسائل والكتيبات التى تناسب لغة أولئك القوم ، ولا شك أن هذا متوفر فى هذا الزمن ولله الحمد بجميع اللغات .
وهناك أيضاً صورة ثالثة وهى :-
تفطير الأقارب والجيران ، وفى هذا كما ذكرنا صيام فى رمضان مرتين ، وفيه صلة رحم وبر وحسن جوار .

الوسيلة الثانية:
حث المحسنين وأهل الخير على الإنفاق
فى هذا الشهر الذى تضاعف فيه الحسنات

فالقلوب مهيئة لجميع إعمال الخير ، وفى رمضان تكثر المناسبات خاصة فى الإفطار لكثير من الأسر .
وهذه المناسبات تجمع أعداداً كبيرة من الرجال والنساء فلم لا يستغل هذا الجمع ؟ كيف ؟
يستغل بالتذكير بفضل الصدقة وأحوال إخواننا المحتاجين فى كل مكان ، فتجمع الصدقات بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات الخيرية من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء . ولا شك أن هذا باب عظيم من أبواب الخير .
وقد جربه أحد الشباب ونجح نجاحاً باهراً مع أسرته نسأل الله جل وعلا أن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء .
فلعلنا نحرص على هذا الأمر فإن حال المسلمين اليوم فى كل مكان وفى كل صقع من أصقاع المعمورة حالة يرثى لها ، وإن كانت هناك مبشرات ولله الحمد والمنة ؟، ولكننا أيضاً نريد أن نشعر بالجسد الواحد وأن نقف مع المسلمين وقفة صادقة لنكون كما أخبر النبى صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم بذلك المثل " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " (10) .
ولا بأس أن يكتب على هذه الصناديق : إما للفقراء والمساكين فى الداخل أو يكتب عليها أيضاً للمسلمين فى الخارج أو ما شابه ذلك حتى يتجه المتصدق إليها بنية محددة .

الوسيلة الثالثة
التوجه إلى القرى والهجر

إستغلال أخر إسبوع من رمضان فرمضان أربعة أسابيع نريد من الشباب أصحاب السواعد الفتية والعضلات القوية فى نهاية كل إسبوع من أسابيع رمضان أن يتوجهوا للقرى والهجر فى توزيع الإعانات وإطعام الطعام للمساكين فى تلك القرى والهجر وتوعية أهلها ، عبر الكلمات ، وخطب الجمع ، وتوزيع الأشرطة والرسائل نتمنى حقيقة أن نجد من أصحاب الهمم والسواعد الفتية ومن الشباب الإسلامى ومن تعلق قلبه بالجنان ألا يترك إسبوع من أسابيع رمضان فى هذا الشهر إلا وتنطلق فئات من الشباب محملون بكل خير ولو نظم هذا الأمر أيضاً وخطط له وطرح بقوة ورتب له من قبل وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية لرأينا شبابنا أفواجاً فإننا نحسن الظن فيهم ولله الحمد والمنة .
وقد رأينا كثيراً من نشاطاتهم ولكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل وعلا فى هذا الشهر المبارك فلا نريد الخمول والكسل والجلوس بين الأولاد والأزواج وترك هذا الأمر العظيم ونترك المسلمين من أهل القرى والبوادى فى جهل عظيم .

الوسيلة الرابعة
زيارة تجمعات الشباب

وهى من الإقتراحات العامة الزيارات من قبل الدعاة وطلبة العلم والصالحين ومحبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة وتجمعات الشباب والجلوس معهم وتقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم .
فإن هؤلاء الشباب يشكون هجركم أيها الأحبة بل ويتهمونكم بالتقصير ، وإنكم سبب كبير فى غفلتهم وبعدهم عن الله كما ذكر ذلك كثير منهم ويعتذرون بالخجل والحياء منكم وإلا لجاءوا بأنفسهم إليكم كما قال بعضهم .
وأتمنى أيضاً لو قامت مكاتب الدعوة والإرشاد بالإعلانات عن مثل هذا المشروع قبل رمضان وتسجيل أسماء الراغبين فى المشاركة وترتيب جدول للزيارات ويكون ذلك قبل دخول شهر رمضان .

الوسيلة الخامسة
هدنة مع وسائل الإعلام

وهى من التوجيهات العامة أيضاً إذ كنت ممن إبتلى ببعض وسائل الإعلام فى بيتك فلماذا لا تفكر يا أخي الحبيب ويا ولى الأمر ؟ لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والإبتعاد عنها وعزلها ؟ وذلك بالترغيب والكلمة الطيبة وبالتذكير بعظمة هذه الأيام ؟
على الأقل خلال هذا الشهر ولعلها أن تكون إن شاء الله بداية النهاية ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس وإن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة فمتى إذن ؟
خاصة وأن النفوس كما ذكرنا مهيئة والشياطين مصفدة .
فحاول يا أخي الحبيب واستعن بالله تعالى وكن صادقاً من قلبك فستجد إن شاء الله العون والإجابة من الأهل والأولاد .
وأيضاً أتمنى أن تتوقف خلال هذا الشهر المبارك عن قراءة المجلات والجرائد حتى ولو كانت مباحة .
فإن السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن سار على نهجهم يهجرون مجالس التحديث وطلب العلم ليتفرغوا فى رمضان لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة وقيام الليل .
أفلا تستطيع أن تهجر المجلات والجرائد ووسائل الإعلام ولو خلال هذا الشهر .

الوسيلة السادسة
الدعاء قبل الإفطار

أوقات الإفطار وقبل الآذان بدقائق لحظات ثمينة ودقائق غالية هى من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى وهى من أوقات الإستجابة كما جاء فى الحديث " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر"(11) .
والعبد الصائم مقبل على الله منكسر نفسه ومع ذلك يغفل كثير من الناس عن هذه اللحظات خاصة الأسر عند الإجتماع على الإفطار بالحديث والذهاب وبالإياب وتجهيز وجبات الإفطار فلماذا لا نتذاكر أيها الأحبة بفضل وإستغلال هذه اللحظات والحرص عليها برفع الأيدى والأكف إلى الله سبحانه وتعالى .
راقب هذه اللحظات وستجد الغفلة العجيبة عند كثير من الناس .
والعجيب أيضاً أننا نرى التجمعات والجلسات فى الطرقات وعند الأبواب من بعض الشباب بل ومن بعض الآباء وإذا مررت بأحد الشوارع فأنظر يمنة ويسرة فستجد تلك التجمعات حتى قبيل الغروب إن لم يكن إلى الأذان .
سبحان الله هذه اللحظات الغالية أوقات الدعاء والإستجابة والتفرغ يغفل عنها أهل التوحيد ؟ ! وكلنا بحاجة إلى الدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى والموفق من وفقه الله .

الوسيلة السابعة
بر الوالدين

بر الوالدين والقرب منهما وقضاء حوائجهما وطاعتهما ومحاولة الإفطار معهما فبعض الشباب تجده كثير الإفطار فى بيته أو عند أصحابه ولا يجلس مع والديه ولا يفطر معهما إلا قليلاً ولا شك أن برهما من أعظم القربات إلى الله تعالى كيف لا وقد قرن حقهما بتوحيده وعبادته وحده جلا وعلا .
ومن صور التقصير أيضاً فى حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك أن بعض الفتيات تكثر من النوم فى النهار والسهر فى الليل أو حتى فى الخروج أو حتى فى قراءة القرآن والأم وحدها فى المطبخ لإعداد وجبات الإفطار والسحور وربما لو أمرت الأم أو نهت تلك الفتاة بأمر ما لصاحت وإنهالت على أمها بالكلام ، إنها غافلة عن هذه العبادة العظيمة التى يجب أن نحرص عليها لإستغلال هذا الشهر المبارك ولا شك أن الأجر مضاعف فى هذا الشهر فلعل مثل هذا الأمر ينتبه إليه إن شاء الله .

الوسيلة الثامنة
الجلوس فى المسجد بعد صلاة الفجر

النوم فى ليالى رمضان يعين كثيراً على إستغلال الأوقات الفاضلة كبعد صلاة الفجر مثلاً أو وقت السحر ونحن نرى المساجد بعد صلاة الفجر بدأت تهجر بعد أن كانت فى رمضانات مضت تمتلئ بالتالين والذاكرين مما يشجع الكثير من الناس على المكوث بعد صلاة الفجر فى المسجد لكننا نرى المساجد فى مثل هذا الوقت شبه خاوية لسرعة خروج المصلين .
ولو أن الإنسان نام شيئاً من الوقت فى ليل رمضان لكسب الكثير من الأوقات ولأحيا هذه السنة المباركة فى الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس ثم يصلى ركعتين فيحصل على أجر حجة وعمرة تامة كما فى الحديث " من صلى الفجر فى جماعة ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " (12) .

الوسيلة التاسعة
تدريب النفس على هجر المعاصى

ومازلنا فى التوجيهات والوسائل العامة ، إذا كنت ممن إبتلى بمعصية أو فتنة أو إعتادت عليها النفس وألفتها وأصبح الفراق عليها صعباً وثقيلاً ، فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر والمثابرة ومجاهدة النفس عن تلك الفتنة فالشياطين مصفدة والنفس منكسرة والروح متأثرة والناس من حولك صيام قيام إذن فالأجواء والظروف كلها مهيئة للإبتعاد عن الفتنة وهذه المعصية فمثلاً : التدخين ، شهر رمضان فرصة عظيمة للمدخنين لهجر وترك التدخين وتدريب النفس على هجرها والإبتعاد عنها .
وكذلك مشاهدة الحرام ، أو الغيبة والنميمة ، أو إستماع الغناء ، أو بذاءة اللسان ، أو غيرها من السيئات أسأل الله أن يحفظنا وإياكم وأن يعين أصحابها على هجرها وتركها إن شاء الله .
فأقول يا أخى الحبيب إستعن بالله تعالى وكن صاحب عزيمة وهمة عالية ، فلا تغلبك تلك الشهوة أيجوز أن تكون مسلماً موحداً مصلياً وتغلبك سيجارة – والله إن هذه هى دناءة الهمة والخور والضعف .
أسأل الله العافية ثم أيضاً عليك بالدعاء واللجوء إلى الله تعالى وأصبر وصابر وحاسب النفس فستجد إن شاءالله أنك تغلبت على هذه الشهوات .

الوسيلة العاشرة
السواك فى رمضان

السواك سنة مؤكدة فى كل وقت فى رمضان لعموم الأدلة لكنها كغيرها من العبادات فى مضاعفة الأجر وطلب الثواب لمناسبة الزمان وهى من أهم أبواب الخير التى يُغفل عنها فى رمضان .
ومنافع السواك كثيرة وفيه من الأجر والثواب العظيم والكثير وكما ذكرنا يغفل عنه الكثير ، خاصة من النساء فإنك لا تكاد ترى أو تسمع عن هذه السنة بين النساء وأنت تنظر لزوجك أو بناتك أو أخواتك وترى قلة وجود السواك بين الأصابع ، وقد كانت كثير من الصالحات والصحابيات رضوان الله تعالى عليهن وممن سار على دربهن يداومن على هذه السنة ومن الطريف ما يروى عن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه أنه دخل يوماً على زوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجد فى فمها عوداً من الأراك فأراد أن يداعبها . والشاهد أنها كانت تستاك رضى الله تعالى عنها وهذه قصة ومثال نسوقه لأخواتنا من الصالحات ولبناتنا لعلهن إن شاء الله يقتدين بتلك الصالحات فأقول فأراد أن يداعبها رضى الله تعالى عنه فقال هذين البيتين وهو يخاطب عود الأراك :-
لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراكا
لو كنت من أهل القتـال قتلتُك ما فاز منى يا سواكُ ســواكا
ولو قام أهل الخير والمحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك فى هذا الشهر المبارك وتوزيعها بين المسلمين فى المساجد خلال هذا الشهر لكان ذلك إحياء لهذه السنة التى غفل عنها كثير من الناس .

الوسيلة الحادية عشر
العمرة فى رمضان

وهى تعدل حجة مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى ثوابها (13) ولم يقيدها النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالعشر الأواخر ، كما يصر الكثير من المسلمين أن تكون فى العشر الأواخر من رمضان ولا شك أن هذا يزيد فى الأجر ، ولكن إذا نظرنا إلى بعض الأحوال كالغلاء الفاحش مثلاً فى المساكن هناك ، ووجود النساء بكثرة وتبرجهن ، والإزدحام فى الحرم وكثرة المتسكعين فى الأسواق المجاورة للحرم وأيضاً إزدحام الناس بشدة ، كل هذه الظروف تجعلنا نقول لعلنا نحرص على العمرة فى أوائل أيام شهر رمضان تحاشياً لهذه الأمور .
ولا شك أنه من الانسب خاصة إذا نظرنا لهذه الظروف أن نحرص على العمرة فى العشرين الأول .
ومن فوائد أداء العمرة فى العشرين الأوائل أنها تتيح لك فرصة إستغلال العشر الأواخر بالإعتكاف ، أو القيام على الأهل وحاجتهم والوالدين والجلوس معهما أو حتى بنفع المسلمين فى الوقت الذى إرتحل فيه كثير من الدعاة والمصلحين وطلبة العلم عن أحيائهم وتركوا مساجدهم بدون موجه أو مرشد بحجة أداء العمرة .

الوسيلة الثانية عشر
نشر العلم فى القرى والهجر

توجه بعض الشباب ليؤموا الناس فى القرى والهجر وللدروس والتوجيه وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى لأن الوسيلة الأولى فى نهاية الإسبوع ولتوزيع الطعام .
ولكن هذه الفكرة هى أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك ولإلقاء الدروس وتوجيه الناس وإرشادهم فإن الجهل كما ذكرنا هناك عظيم وكما تعلمون فكم من المسلمين فى هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلى بهم وإن وجدوا فخذ اللحن والأخطاء الجليلة فى كتاب الله جل وعلا . وإن وجدوا أيضاً من يصلى بهم لا يجودن الموجه الذى يبين لهم كثيراً من الأحكام الفقهية التى يحتاجون إليها ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل مكثوا فى المدينة ؟ لا ولكن تفرقوا فى البلاد لنشر هذا الدين ولم يبق منهم ف المدينة إلا العدد القليل . توجهوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لبث الدعوة ونشر الإسلام وتوجيه الناس وقد يتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر فأقول لا بأس من التعاون فى التناوب بين بعض الشباب فى هذه الأماكن وسد إحتياجاتها حتى ولو تناوب فى القرية الواحدة ثلاثة أو أقل أو أكثر . ولو قامت أيضاً مكاتب الأوقاف لشئون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد بالتخطيط لهذه الفكرة وقام المحسنون أيضاً برصد المكافأت المالية لأولئك الشباب المحتسبين لوجدنا ورأينا أثر هذا الأمر على هذه الأماكن ولقد سمعت ولله الحمد أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الأوقاف وشؤون المساجد قد وضعت مكافأة مالية قدرها 2000 ريال لأولئك الذين يؤمون الناس فى تلك المساجد الشاغرة سواء فى داخل المدينة أو خارجها إذن فما هو عذركم أيها الشباب والسبل كلها مهيئة .

الوسيلة الثالثة عشر
عصر يوم الخميس

وهى أخر التوجيهات والوسائل العامة وهو إقتراح موجه لمكاتب الدعوة أيضاً وعندما أقول لمكاتب الدعوة راجياً أن ينتفع من هذه الوسائل الناس عموماً في هذه البلاد أو في غيرها .
وهذه الفكرة هى إستغلال عصر الخميس فى كل أسبوع من رمضان فى إقامة المحاضرات العامة أو الندوات أو المسابقات الثقافية الكبيرة.
لماذا عصر الخميس بالذات ؟
لأن الناس فى أجازة وقد أخذوا قسطاً كبيراً من الراحة ، بالإضافة إلى أن الغالب متفرغون لا شغل لهم فيقبلون لا شك على مثل هذه المشاريع ويعلن عنها فهل نرى ذلك قريباً إن شاء الله .


--------------------------------------------------------------------------------

أفكار وتوجيهات لأئمة المساجد وعددها تقريباً أحد عشر وسيلة :

الوسيلة الرابعة عشر
تنويع الحديث بعد صلاة العصر

فلينتبه أئمة المساجد بارك الله فيهم فإن المسؤلية عليهم عظيمة فلو أنهم أخلصوا النية لله وقاموا بشيئ من واجبهم لوجدنا الأثر الكبير لا أقول فى المدن بل فى كل مكان . ويظن بعض أئمة المساجد أن الوظيفة هى الصلاة بالناس وينتهى الأمر . لا والله . بل أن الأمر عظيم والمسؤلية أكبر . ولعل هذه الأمور أن تعينهم إن شاء الله . فهذه التوجيهات لأئمة المساجد لإستغلال هذا الشهر المبارك لنفع الناس بكل وسيلة ومنها :
الإهتمام بحديث الصلاة بعد العصر وذلك بتنويعه والتجديد فيه . فتارة فى احكام الصيام وتارة فى الرقائق وتارة فى أخطاء يقع فيها الناس وتارة بفتح الحوارات مع المصلين والأباء وكبار السن وليس من اللازم أن يكون الحديث دائماً من الأمام بل ينبغى التنويع بإستضافة بعض طلبة العلم أو الدعاة فى بعض الأيام فأقول : يا أيها الإمام لماذا لا تضع خطة لشهر رمضان؟ خطة كاملة فى المواضيع والمشاريع التى ستنفذها خلال الشهر بدلاً من اللامبالاة والتخبط فى المواضيع التى يقرأها بعض الأئمة على جماعتهم أو القراءة من أى كتاب قريب لديه بدون إعداد ولا تعليق بل تعال وأسمع كثرة الأخطاء واللحن فى كثير من النصوص ، ولا تجزع إذا لم تُعط طاعة وإذا لم يقدر لك قرد أيها الإمام مادمت لا تبالى ولا تهتم فى هؤلاء الناس الذين أمامك لكن إفعل ذلك وستجد التكريم والتقدير من جماعة المسجد والإحترام الذى فرضه عليهم إخلاصك لله سبحانه وتعالى ونشر هذا الدين فضلاً عن التحلى بالأخلاق وما يرونه من نشاط تقوم به .

الوسيلة الخامسة عشر
وهى الثانية بالنسبة للأئمة
قراءة كتاب الصيام من أمهات الكتب

لماذا لا يقرأ الإمام على جماعته كتاب الصيام من أحد كتب الفقه المعتمدة كالزاد مثلاً أو المغنى أو العدة أو غيرها من كتب الفقه المعتمدة – فالناس بحاجة عظيمة للتفقه فى شهرهم وفى هذا الركن العظيم من أركان الإسلام فلا شك أنهم يجهلون كثير من أحكام الصيام .
لماذا لا تأخذ على نفسك عهداً على أن تبدأ من أول يوم من رمضان إلى اخر رمضان بتقسيم كتاب الصيام ولا بأس من إضافة بعض التوجيهات أو الشروح عليه من خلال بعض الشروح الموجودة وليس شرطاً أن يكون بعد صلاة العصر فإجعل مثلاً ما بعد صلاة العصر للمواضيع العامة .
وما بعد صلاة الفجر للدرس الخاص مثلاً فمن أراد أن يجلس يجلس ومن أراد أن يذهب يذهب ول و لم يبق بعد صلاة الفجر إلا واحداً أو إثنين فقط لكفى , تفقيه للنفس وجلوس فى المسجد إلى شروق الشمس ، وعلم ينتفع به ، أو بعد صلاة الظهر أو ما شئت من الأوقات . فهذا مجرد إقتراح ونسأل الله عز وجل أن ييسره قريباً فى مساجدنا من خلال أئمتنا .

الوسيلة السادسة عشر
صندوق للفتاوى

وضع صندوق للفتاوى عند الرجال والنساء خاصة فى هذا الشهر ، ثم جمعها وإعداد الإجابات عليها كل فترة ، فإن لدى الناس كثيراً من الأسئلة – خاصة فى رمضان – يحتاجون إليها فى أمور دينهم لكنهم لا يجدون من يسألون فيتهاونون ويتكاسلون فى ذلك .
ومثل هذه الصناديق لا شك أنها ستكون إن شاء الله عوناً وميسراً لهم لمعرفة كثير من المسائل والإستفسارات وجرب هذا وستجد أثر ذلك على نفسك وعلى جماعة مسجدك .

الوسيلة السابعة عشر
لوحة الإعلانات

الإهتمام بلوحة الإعلانات والتوجيهات فى المسجد – أقول الإهتمام بها والتجديد فيها والإثارة فى عرض المواضيع والدعاية والإعلان الملون وغيره فإنها من وسائل التوجيه والإرشاد والدعوة .

الوسيلة الثامنة عشر
هدية رمضان

توزيع الأشرطة والكتيبات ولو ليوم واحد فى الأسبوع وإستغلال المناسبات التى يكثر فيها المصلون . وإن لم يكن هذا دائما فى كل إسبوع فلا أقل من أن تقدم هدية تسمى بهدية رمضان لأهل الحى مكونة من شريط ورسالة أو كتيب وبعض الأحكام أو النشرات للعلماء الموثوق بهم ترسل إلى بيوت الأحياء معنوناً لها بهدية رمضان .

الوسيلة التاسعة عشر
الأسرة المسلمة

إقامة مسابقة الأسرة المسلمة ويعلن عنها فى بداية شهر رمضان وتوزع الجوائز فى أخر ليلة وهى ليلة العيد وذلك بطرح المسابقات النافعة الهادفة بعنوان " مسابقة الأسرة المسلمة " وتوزع على أهل الحى ويشارك فيها الجميع كباراً وصغاراً نساءاً ورجالاً ثم تعلن النتائج فى أخر ليلة من رمضان ولا بأس أن يشارك الأئمة والمأمومون فى الحى أو فى المسجد كل بما يستطيع . هذا يساعد فى إعداد الأسئلة وهذا بتوزيعها وبعض التجار من المحسنين يرصد مبالغ للجوائز فى ليلة العيد .
وهكذا يتكاتف المسلمون بإحياء رمضان بالدعوة ونشر الفقه فى الدين وإشغال الأوقات بما يعود بالنفع على الجميع ، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .

الوسيلة العشرون
كلمة يسيرة من الدعاة

إستضافت بعض الدعاة وطلبة العلم فى بعض الأحياء لتوجيه كلمات يسيرة لبضع دقائق بعد صلاة التروايح مثلاً أو بعد صلاة العصر أو غيرها من الأوقات .