حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
أخواني كان من المقرر اليوم أأخذ علاج كيمائي

فقد اتصلوا بي المستشفى وأجل الموعد


لانه لا توجد اسره والمرضى الموجودن في المستشفى

لا يزالون منومين وأنا انتظر اتصلهم في اي وقت .

فإن غبت عنكم لفترة فذلك راجع لتعبي من العلاج .




نعود للجولة السادسة والعشرون




قضيت في المستشفى يومان ثم خرجت


بعد ان تحسنت صحتي قليلاً


حيث كان ينتظرني اسبوعاً كاملاً


من الانتظار لحين الذهاب للرياض


لاجراء فحوصات مخبرية وكذلك اشعة مقطعية



انتهى الاسبوع وذهبت إلى الرياض


فادخلت لتنويم بالمستشفى


فاجريت جميع الفحوصات والاشعة


ومن ثم جاء لي الطبيب في اليوم التالي


وقال لي سوف نجري لك ثلاث عمليات جراحية


نستئصل الورم الموجود بين عضمة الترقوة والرقبه


وكذلك نستئصل الورم الموجود في الرئة اليمنى


وايضاً نستئصل الورم الموجود في البطن وهذا الورم


يضغط على الحالب الايسر


وقال لي سوف يمر عليك الجراحين المختصين


لاجراء مثل هذه العمليات ومن الممكن ان تعمل لك


العمليات في نفس الوقت .


سألته عن خطورة العمليات وفرص نجاحها


قال لي الجراحون سوف يخبرونك بكل شيء


فجاءني الجراح المختص بجراحة الرقبة


وقال لي سوف تجري العملية غداً


وسوف ننسق مع الجراح المختص لعمليات ارئة


فربما نجريها في نفس الوقت


وبعد ساعة جاءني الجراح المختص بجراحة الرئة


وقال لي سوف نستئصل الورم الموجود في الرئة


عن طريقة منظار جراحي


وهذا العملية صغيرة وفي نفس الوقت تجرى لك


العملية الثانية وهي استئصل الورم الموجود في الرقبة


اما بالنسبة للورم الثالث الموجود في البطن


فإن الجراح يقول لا داعي الان للعملية


فموقع الورم خطير فالمنطقة الموجود بها منطقة حساسة


حيث تمر الاوردة الكبيرة فيها


لذا سوف تأجل العملية لحين الانتظار


إذا كان العلاج الكيميائي أتى بنتائج او لا


وافقت على كل هذه الخطوات


واستعديت لاجراء العمليتان


وكان اتكالي على الحي الذي لا يموت .


قبل العمليتان بليلة جلست على سريري


وبجانبي صديقي فقلت له لدي طلب


وهو وصية اريدك ان تنفذها في حين موتي


فقال لي لا تتكلم بمثل هذا الكلام


قلت له إني أعلم أن الاعمار بيد الله


لكن هذا الشيء لا يمنع من ان الانسان يوصي


فقلت له إذا قدر الله وفاتي ارجوك أن يتم دفني


في مسقط رأسي وهي قريتي


قال يا غازي ني اكره كلمة الموت فلا ترددها


فأنت سوف تعيش اكثر مني


قلت له كلامي ليس جزعاً ولا خوفاً من الموت


فأنا احمل داخلي املاً كبيراً


لكن كما قلت لك سابقاً هي مجرد وصية .


أخذت دفتري كي اكتب شيئاً يجول


في خاطري فكتبت هذه الكلمات :



بادري بالحديث صغيرتي


فلقد مللت الصمت



وأنتِ مشغولة بالمر آية



ومشغولة بقارورة العطر



أدوات الزينة تأخذكِ مني



كل من حولكِ تحدثوا



باب غرفتكِ تحدث



أثاثكِ الفاخرِ تحدث



وأنتِ لاهيةً بنفسكِ



تلهثين خلف الموضة



وأخر منتجات الغربِ



وأنا أحاول في عبثٍ



أن ألفت انتباهكِ



لكنني افشل في ذلك



يا امرأةً جل اهتمامها شكلها



ومن الدنيا ما يعنيها إلا جمالها



رجائي أن تعودي لطبيعتكِ



فأنا أريد عيناكِ من غير كحلِ



وأريد شفتاكِ من غير أحمرِ



فحبيبتي التي عرفتها منذ عام



لم تكن دمية من خشبِ



الصقيع يغطي كل أركانها



وأنا أمامكِ أحترق دونما تشعرين



أغوص في خلجان عينيكِ



باحثاً عن جزيرة المفقودة



يضربني موج انشغالك بغيري



وأجاهد أعاصير الغيرة بقلبي



دوامة الحيرة تطوقني



تعصرني تتوهني



وأنت ساكنةً لا تشعرين



محظوظ ذلك المشط



المسافر في خصلات شعركِ




ومحظوظ ذلك العطر



النائم فوق راحتيكِ



حبيبتي هيا تكلمي أهمسي



قولي شيئاً ألتفتِ



فقد مضى من الوقت ساعة



وأضنها تساوي العمر بأكمله



لما هذا الانشغال ؟!



لما هذا الإهمال ؟!



فجنوني بحبك يتعدى الاحتمال



لمن أنت تتزينين ؟!



أليس لي أنا !



لمن أنتِ تتعطرين ؟!



أليس لي أنا !



أيوجد شخص غيري ؟!



وله تتأنقين !



الشك يقتلني يدوخني



وأنتِ لا تشعرين !



أريحي قلبي الثأر



أريحي عقلي الغاضب



هيا تنبهي وتكلمي



وأخرجي من صمتكِ القاتل



أرمي بطوق النجاة لي



وأنقذي ما تبقى مني



فبصيص أملِ منكِ



يعيد لقلبي الأمان



فشراييني النازفة بحبكِ



تنتظر أن تعانقيها بحنان








أنتهت الجولة السادسة والعشرون







استودعكم الله
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
نعود للجولة السابعة والعشرون





اشرقت الشمس فجاءني الممرض كي يخبرني



انني سوف انقل لغرفة العمليات الان


طلب مني تغيير ملابسي والاستعداد


نقلت لغرفة العمليات وصديقي بجانبي


فقلت له لا تنسى ما اوصيتك عليه


قال لي لا تكرر مثل هذا الكلام


جاء لي طبيب التخدر في غرفة الانتظار


وهي الغرفة التي تستقبل المرضى قبل دخول


غرفة العمليات فرأني اتبسم


قال لي أراك مبتسم


قلت له ولما لا ابتسم


فأنا متفائل دائما ولا اجد شيئاً


يجعلني متضايقاً فكل ما يأتي من عند الله خير


اعطاني ابرة تحضيرية للتخدير


ومن ثم نقلت لغرفة العملية


وبمجرد ماوضعت على طاولة العمليات


نم على طول حتى من قبل ان ااخذ ابرة المخدر


وهذه ثانية مره تحصل لي وهي رحمة من الله


استغرقت العمليتان قريبا ساعتان


بعدها نقلت لغرفتي


بعد ان فك مفعول التخدير شعرت بالم فضيع


فطلبت من صديقي ان يخبر الممرض بذلك


وبالفعل جاء الممرض واعطاني مسكن للالم


قضيت اسبوعاً كاملاً في المستشفى


بعدها خرجت واعطاني الطبيب موعد


بعد اسبوعان كي يتابع حالتي


فمازال هناك ورم في البطن سوف يتابعونه


عن طريق الاشعة المقطعية .


بعد وصولي لبيتي جلست لمدت يومان


وأنا متعب من تأثير العمليتين


زانرني احد الاخوة وهو الشار أحمد عبدالعزيز


وأخبرني أن الكاتبة غادة البشر طلبت منه


أن يبلغني انهم اختاروني كي اكتب مقدمة للمسلسل


الذي يحمل أسم ثمن المشاعر


فهو من تأليف الكاتبه غادة البشر


ومن اخراج هشام العبدي


قلت له أني متعب وتفكيري مشوش


قال لي يا غازي أنت من يستطيع


كتابة هذه المقدمه فاحداث المسلسل


بها معاناة وألم وأنت مررت بذلك


قلت له أريد ان اطلع على القصة اولاً


قرأت القصة وعشت في احداثها


فخرجت مني هذه الكلمات :


ماهو بايديني أنا
أبدى حياتي بعنا


كل ماوقتي أبتسم
فاجئني جرح وألم


أخر إخلاصي وفاي
ارحل ولا أحد معاي


وهذه ثمن المشاعر


دليني يا عيون السنين
الخطوة تأخذني لوين ؟


مشواري امشيه بعذاب
احلامي أخرها سراب


اخر اخلاصي وفاي
ارحل ولا احد معاي


وهذه ثمن المشاعر .


وهذه الكلمات خرجت من رحم
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
نعود للجولة الثامنة والعشرون


نعم أنتهت العمليتان وكان علي أن احزم حقائبي


واستعد للسفر وبالفعل حملت الحقائب وبداخلهم


رزنامت الامي وجراحي


وتذاكري هي بقايا من آمال تلوح في الافق


وصلت إلى المستشفى أجريت الفحوصات المخبرية


وكذلك الاشعة المقطعية وأنتظرت النتائج


اسبوعاً كاملاً سأقضيه في الانتظار


سوف اقف على ارصفة الالم

انتظر مرور قطار الاماني


تمضي الثواني والدقائق كأنها اعوام


وأنا أمني النفس بالامل واقول خيراً إن شاء الله


كنت دائماً أحاول أن اهرب من زنزانة الاحزان


وأرتمي في احضان احلامي التي لا تنتهي


كانت لدي طريقة استخدمها اثناء ماكنت


اقاوم هذه التفاكير القاتله


فطريقتي هي الانغماس في المجتمع


والاهتمام بمن حولي وعدم الالتفاف


لما أنا فيه بل انشغل بقضايا أخرى


وهذا الشيء ساعدني كثيراً


فحينما تهتم بغيرك وتساعده تهون عليك مصائبك


طبعاً هذا الشيء لا يعني أنني لا اهتم بنفسي كلياً


إنما كلما داهمني اليأس والالم شغلت نفسي بهموم غيري


فمن كان في عون اخوانه كان الله في عونه .


انتهى الاسبوع وعدت للرياض لمعرفة النتائج


قابلت الطبيب فقال لي سوف تدخل المستشفى


كي نجري لك عملية جراحية لاستئصل الاورام


فهذه الاورام التي في البطن مازالت تغضط على الحالب


ولم تستجيب للعلاج الكيميائي فيفضل استئصالها


وهذه العملية خطيرة وكبيره لانها في منطقه حساسه


لكن ان شاء الله تمضي الامور بخير


قلت له الامر أمر الله أعمل ماتراه مناسباً


حدد لي بعد اسبوع العملية


ودعته وانصرفت متجهاً إلى قريتي


لكي اخبر أهلي واسرتي باخر الاخبار .


والحمدلله أن اهلي واسرتي متفهمون للامر


فوجدتهم على اتم الاستعداد للوقوف معي


فهم كما كانوا في السابق وقودي الذي استمد منه القوة


فمهما ذكرت وكتبت عنهم فلن استطع ان اوفيهم حقوقهم


لانني إذا أردت ان اذكر مواقفهم البطولية معي


لاحتجت إلى الاف الاوراق والاف المحابر


لذا أنا بفضل الله ثم بفضلهم ولاجلهم أقاوم


فمهما تنكر المرض وارتدى اقنعة تنكرية


فلن يخدعني لانني اعرفه جيداً


فليست اساليبه تنطلي علي


فأنا صامد ومقاوم إلى الأخير


فإن الله معي وأنتم يامن تقرؤون قصتي


أنتم ايضاً معي تقاومونه فلا تدعونه ينتصر علينا


فنحن جماعة وهو فرد والكثرة تغلب الشجاعة


فهيا نقاومه بكل الوسائل وبشتى الطرق


ودعونا نضحك في وجهه ولا نكن عابسين


فالشمس باشعتها وقوتها تنحني أمام النظارة الشمسية


فكذا المرض ينحني لمن له ارادة وعزيمة .
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
معكم سفير الحب

اخواني واخواتي

ببالغ الاسى وعميق الحزن

اخبركم أن الاستاذ غازي راشد

دخل في دومة من الألم الفظيع

وهو الآن يصارع المرض

وقد اوصاني أن اخبركم بذلك

فلا تنسوه من دعاءكم يا اخوان .

وسيغيب عن المنتدى لفترة

لا يعلمها إلا الله .

أخواني وأخواتي

إن حزني وألم لا يوصف

غازي راشد أيها القائد لنا

في معركة التحدي ابقى كما أنت

فكلماتك ستظل معنا نرددها

ونتلمس منها الامل المنشود

فيالله ارحمه ونجه مما هو فيه

ولا تحرمنا منه يا ارحم الراحمين

شاهدته البارحة كان متعباً جداً

ففاضت دموعي مما رأيت

إنه يعاني يا اخوة بما تعنيه هذه الكلمة

فلا تبخلوا بالدعاء له.



اخواني مجرد ملاجظة ودي انكم تعرفونها وهي
القصة التي يكتبها لكم الاستاذ غازي راشد
هي عبارة عن احداث عاشها منذ ان جاءه المرض
فهو يقدم لنا تجاربه مع المرض من بدايتها
فمشوراه مع المرض للان مستمر
وهناك اشياء حدثة له سوف يذكرها باذن الله
إذا امده الله بالعمر والصحه
فتسلسل القصة مع احداثها طويل جداً
فكان الله بعونه وعون الجميع
ونحن نستلهم من تجاربه الصبر والقوة
فيارب لا تحرمنا منه
فهو الذي اعطانا مصابيح الامل
اخواني تتوشح حروفي بالفخر
إذا أردت أن اكتب عن هذا الرجل
اجدد اعتذاري لكم



اخوكم المحب
سفير الحب
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
أخواني اليوم قمت بزيارة الأستاذ غازي راشد



كان لقائي معه لمدة ساعة نظراً لظروفه الصحية



استقبلني استقبالاً لا استطيع أن أصفه من حفاوة وترحيب كعادته



بلغته سلامكم وسؤلكم الدائم عنه فذرفت عيونه دمعاً لما ذكرته



وقال الحمد الله أنه لا يزال هناك من يذكرني ولم ينساني



قلت له يا أستاذ من ينساك فأنت مطبوع في القلوب



والإخوة جميعهم قلقين عليك ويهمهم أن يطمئنون على صحتك



فقال صحتي كما تشاهدها متعبه ألم يومي وإبر مخدرة



لا أستطيع الأكل ولا أستطيع أن أنام جيداً



سألته عن التقارير الطبية التي ارسالها للخارج



قال لم يأتي الرد إلى الآن فالمستشفى البريطاني قالوا سيرد خلال أيام



وأنا أنتظر والله يعين على طول الانتظار



سألته عن مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض



قال أنا لا أزال أنتظر اتصال منهم لأخذ العلاج الكيميائي



فهم ينتظرون أن تفضى غرفة في التنويم



قلت له الله كل هذا تأخير على سير العلاج يا أستاذ



قال وماذا تريدني أن أفعل فأنا أنتظر وأرسلت لهم شخصاً



يتابع الموضوع ولكنهم يقولون أن المرضى كثر وإنهم



ينتظرون خروج أحدهم ومن ثم يتصلون .




وأنا جالس معه شاهدت ثلاثة مواقف شدة إنتباهي



أول المواقف هاتفة لم يتوقف من الاتصالات جميع المتصلون



يسألون عن صحته وهو يرد عليهم بكل ابتسامة وكأنه لا يعاني



فقد سمعته يتلقى اتصالات من داخل وخارج المملكة



حيث سمعته يرد على احد المتصلين وأظنه من دولة قطر الشقيقة



وأيضاً اتصال أخرى من دولة مصر العربية حيث سمعته يمازح



المتصل به بكلماتِ مصرية فهمت أن المتصل من مصر



وأيضاً اتصال أخرى من دولة الإمارات العربية المتحدة



فقد سمعته يناقش مع أحد الأشخاص مشروعاً فنياً قائم بينهما



أخواني وأنا أتابع كل هذه الاتصالات شاهدت إنسان أخر



فكأنه نسى مرضه وتعبه ودبة فيه الحياة من جديد .




ثاني المواقف ونحن نتحاور إذا بإحدى بناته الصغار دخلت علينا



فغمز لي فهمت من إشارته أن لا أبين لها شيئاً من تعبه



أحتضنها وقبلها وبدأ يلاعبها ونسى أنني موجود



وفجأة ألتفت علي وقال إن هذه إحدى نعم الله علي فبفضلهم أقاوم



ولأجلهم أتحمل أشد وأقسى أنواع الألم



ابتسمت وأنا أخفي داخل عيني الدموع كي لا يراني




ثالث المواقف جاءت امرأة عجوز بالكاد أنها تمشي



سمعتها تنادي عليه فخرج لها وبعد دقائق عاد لي



وقال أتعرف من هذه العجوز قلت له لا والله



قال هذه العجوز دائما تسأل عني فكلما سمعت بمرضي



تأتي إلى البيت وهي تبكي تحتضنني كأني من أحد أبنائها



رغم أنها مريضة إلا أنها تأتي ولا أعرف بماذا أجازيها .




بعد ذلك ودعته فقال لي أرجوك بلغ سلامي واحترامي للجميع



وقل لهم أني بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل دعائهم لي سأنتصر



وسأهزم المرض مهما طال في غيه وقسوته .




لله درك يا أستاذ غازي راشد



في قمة التعب وإعصار الألم تبتسم



يا الله يا واهب النعم اشفيه وعافيه



وقر أعيوننا بعودته سالماً ومعافى



رجونك ووقفنا عند بابك



فلا تردنا خائبين



فأنت أرحم الراحمين




أخوكم المحب



سفير الحب