فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الحنيــــــــــن





الحَنينْ..!
هذا النبض المشتاق.. حينما يستيقظ..
يسري تياره في أقصى مشاعر ..
الحب .. الفراق .. الذكرى
الألم ..الحرمان .. الحسرة...
في عنفوان جارف ..
يذيب جليد الصبر ..


الحنين ..!
كان ..
مسافر..تاهت قدماه عن الطريق ..
نأت به عواصف الأيام ..
سلبه الشعور المؤجل ادّكاراته ...
وحين وصل....
سقط في فراغ القلب ..
محركاً دوامات موجه الساكن
كمن يلقي حجراً تلو الآخر
في البحيرة الراكدة ...!


الحنين ..
بكاء القلب الصامت ..
وفقد الأمس الغارب ..
ورجاء الغد المؤطر بالخشية ..!
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


عبثاً نبحث عن سماوات سعادة دائمة ..
ونحن سجناء الأرض
شيء من الحزن يرافق خطواتنا..
حتى .. ونحن نعبر جسر السعادة القصير.

للسعادة صور ..
أصدقها وأقربها إلى الروح
سعادة من نوع لايهيج فيه الفرح ..
ولا تستحوذ فيه النشوة ..
ولا يطير به اللبٌ ..
سعادة مطمئنة هادئة تروي القلب أماناً..
نجدها بين دفتي القرآن..
تبحر بالروح .. فتطوف بناعالماً ذراته المسك
نرتشف طعمها فيه صفواً مرقرقاً..
وشفافية ورونقاً..

سعادة تغمرنا بالسلام ..
فنعيش لحظات الود المؤنس ، والرضى المطمئن ..
والقربى النديّة ..
تحلّق أرواحنا بالطهر .. ويسكن قلوبنا نور ....
تتلاشى سحب الكدر الملبدة ..
عن سمائنا .. فتصفو
نشعر أننا لذنا إلى ملجأ أمين .. وقرار مكين ..
و أننا في نعمة .. تبارك العمر وتزكيه ...
وأنناقد تزودنا ليومنا من معينٍ ثرٍّ لاينضب ..
مانواجه به جيوش هموم الغد ...!!
حنين المصرى
حنين المصرى
اﻷب
عندما تتفتح عينيك على الحياة تجده أمامك يداعبك ويضمك إلى صدره الحنون بحب وعندما تكبر قليلا تجده هو من يلبي لك رغباتك فتلجأ إليه كلما اشتاقت نفسك لشىء وانت مدرك انه سيحضره لك ولا تدرك مدى ما يتحمله من أجل أن يحضره لك
وعندما تعبر ذلك الجسر الذي تنتقل من خلاله الى الحياة العملية يكون هو الجدار الذي تستند إليه ويحمي ظهرك من الغدرات
ويمد إليك يده التي تعبتها اﻷيام لتمنعك من السقوط وتشعرك باﻷمان
تجده حولك في فرحك فيزيده ومعك في ضيقك فيزيله
إنه المعلم اﻷول
والحبيب اﻷول لكل فتاة
والمثل اﻷعلى لكل فتى
إنه ... أبي
أبي الحبيب مهما تحدثت فلن تفيك الكلمات
فقط ... أشتاقك
المحامية نون
المحامية نون
الفجر

الفجر أنفاس جديدة ....
يقظة الحياة
الفجر في قلب المؤمن يتفتح نور
وبركة وهو ساجد لله تعالى ....
هو لوحة من الجمال
وابتسامة ترتسم على ثغر السماء
الفجر إذا انبلج شيئاً فشيئا يموج فيه
لون السحر الوردي
فيضفي على السماء بهاءً يسلب الألباب
حتى يغيب آخر خيط من الظلام ويعم البياض

**********************
البحر



البحر صندوق الأسرار ...
والصديق الوفي
الذي لايمل مهما شكوت عنده
ومهما رميت له بهمومك
هو يلتقطها بهدوء مع كل موجة ~~~
ويودعها في قلب محارة

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
السّـــــــعادة ~



فتشت عنها خارج نفسي
فقرأتها في الطبيعة الوارفة ...
ورغم أن روحي مقترنة بروح الطبيعة الثرّة ..
إلا أنّها أبعد عنّي من بحار النجوم لمستوحد في الأرض
أحس بجزء مني .. منفصلٌ عنّي ..
فكأنني شقّان .. واحد في جسدي .. والأخر هناك ..
أتوق .. ماأن أشرع نافذتي أصافح نسائم وجهها المفتر ..
أهفو .. حين أفتح بابي أجدها :
خضرة ممتدة على مرمى القلب
مفعمة بجمال يختلب الفؤاد ويخطف اللب ..
سماء ترتدي أكاليل سحب بيضاء ..
عرائس في مهرجان الربيع
أنهاراً ملتوية .. متلألئة .. كعقود الماس ..
طيوراً مغرّدة .. وضفافاً معطّرة ،
أفقاً يندى عبر صحوٍ ماطر ..
لكن الصور التي تصافح أنظاري باهتة .. مضلّلة ..
لذا أقنع من زادي بالكفاف
وأدع هذا الجزء من السعادة لحلم خيالي ..

هناك .. جزء آخر من السعادة أختلسه ..
حين يتاح لي ..
فأسارع إلى أحضان البحر الغامض ..
أختلي بنفسي معه ..
أسجل في ذاكرة أيامي تلكم اللحظات ..
أضمها لمذكرة .. ( يابحر أيامي معك )..!
ولن يعود الزمان ...
فلكل أوان مكان .. يحفظه القلب ..!
نحن ربما تغيرنا الأيام ..
لكن البحر يبقى ثابتاً..!