<FONT color="#FF011B">اتخاذ الوسطاء من الأولياء وغيرهم من الأحياء :</FONT>
قال الله سبحانه وتعالى :
<FONT color="#6901FF">( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون )</FONT>
ومن هذه الآية الكريمة نلاحظ ان الله تعالى وجه نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى تعليم أمته هذا الأمر العقدى الخطير ألا وهو اتصال العباد بالله تعالى مباشرة من غير وساطة ....
ولعلنا نلاحظ أيضا ان الله تعالى فى مقام سؤال النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعرض الجواب على الأمة فى جميع مواطن القرآن الكريم يصدر الجواب بقوله تعالى : <FONT color="#6901FF">( قل )</FONT> وذلك قوله سبحانه :
<FONT color="#FF011B">( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ) .... ( و يسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) .... ( يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ) ... ( يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير منافع للناس ) </FONT> فلا يعنى قوله : <FONT color="#6901FF">( قل ) </FONT> توسطا بين العبد وربه ، ولكن هذا الأمر فى مقام التعليم ليجيب عن سؤال القوم عندما يسألونه للاستفسار أو التعرف على مقام نبوته ، أو أمر غامض عليهم ...
أما عندما يكون المقام مقام رجاء فى الله ، أو استعانة به ، أو طلب توبة ومغفرة منه ......... وغير ذلك مما يتصل بذات الله تعالى فقد حذف الأمر بقل ليكون الاتصال به سبحانه مباشرة .
<FONT color="#FF012E">ذلك لأن جعل الأولياء وسطاء بين الله وعبده يعد شركا بالله </FONT> وقد أفصح عن ذلك ربنا بقوله :
<FONT color="#FF011B"> ( أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادى من دونى أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ) </FONT>
وفى ضوء هذه الأصول وجه النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ إلى صفاء العقيدة لتقوى صلته بربه وهو صغير فنشأ نشأة إيمانية صادقة .. وذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ <FONT color="#3F00FF">( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ....... الحديث )</FONT>
فان من يتخذ وسيطا بينه وبين ربه فإنه يعد من دعاة الجاهلية المعاصرة إذ كانت الجاهلية الأولى تعبد الأوثان وتعتذر عن شركها بما حكاه القرآن الكريم فى قوله تعالى :
<FONT color="#FF011B">( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) </FONT> وهذا الاعتذار نفسه هو ما يردده سدنة الجاهلية الحديثة فى دفاعهم عن قصاد القبور طلبا للشفاعة و الفلاح ، والتماسا للنجدة و العون .
ـــ فماذا نقول لأولئك العوام الذين يتجهون إلى قبور بعض الصالحين يطلبون من أصحابها مالا يطلب إلا من الله تعالى ؟؟؟؟؟؟؟
ــــ وماذا نقول للذين يطوفون حول بعض القبور و الأضرحة طالبين الشفاعة من أصحابها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فى الوقت الذى نعلم ان النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : <FONT color="#6901FF">( لا طواف إلا حول الكعبة )</FONT>
ــــ وماذا نقول للذين يتقدمون بعرائض مكتوبة لبعض الصالحين ، ويرفقون بها بعض النقود لا أعلم هل على سبيل الرشوة ، أو هى أتعاب الولى ؟ ليقوم برفعها إلى ربه طلبا لحاجة السائل ؟؟؟
<FONT color="#FF012E">هل يجوز الاستعانة ببعض الأحياء لقضاء مصالح الدنيا :</FONT>
هذا أمر يقع فيه السواد الأعظم من المسلمين ، وهو أمر يهون الخطب فيه لو اتبعنا هدى الإسلام ، ذلك ، لأن الاستعانة لا تكون إلا بالله وحده عند طلب حاجات الدنيا و الآخرة ، وهذا أمر مقطوع به تعبدا .
ومن ثم فإذا كان للعبد حاجة يريد قضاؤها عند بعض الناس فيسن له ان يصلى ركعتين سنة قضاءالحاجة ، ثم يتضرع إلى الله سبحانه طالبا حاجته ...قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : <FONT color="#FF011B">( من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخرا )</FONT> وزاد عليه السلام فقال :
<FONT color="#FF011B">( من كانت له حاجة إلى الله ، أو إلى أحد من خلقه ، فليتوضأ ، وليصل ركعتين ، ثم يقول : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، أسألك ألا تدع لى ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة هى لك رضا إلا قضيتها لى ، ثم ليسأل من أمر الدنيا و الآخرة ما شاء ، فإنه يقدر ))))</FONT>
فأن العبد بهذا التوجه إلى الله ـ عز وجل ـ يكون قد استعان بربه على قضاء حاجته عند خلقه ، فالله يسخر الخلق لقضاء الحاجات ، ويكون ذلك بتيسير الله تعالى ، وبفضله ورحمته ..... على أنه لا بد للمسلم أن يعتز بكرامته التى اعزه الله بها فلا يذل نفسه لأحد من الخلق عند طلب الحاجات .... قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
<FONT color="#FF011B">( اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجرى بالمقادير )</FONT>
فيجب ان نعلم ونعى جيدا انه لا استعانة إلا بالله وحده ... ولا رجاء إلا فيه سبحانه ـ <FONT color="#FF011B">( إياك نعبد وإياك نستعين )</FONT> ومنه المدد ، فإنه لا يعلم حاجة عباده إل هو ـ جلت حكمته ـ وهو الرزاق ذو القوة المتين ، له الخلق و الأمر ، صنعا وتدبيرا ...................................................

جزاك الله خيرا اخى ابو الحسن على مشاركتك لنا اخى العزيز ..... وأرجو الاستمرار فى مشاركتك هذه ....

وفيك بارك أخيتي
وموضوعك لم أجد أهم منه وساتابعه إنشاءالله
تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد
محمد بن الأمير الصنعاني
وهذا مقطع منها ويخص البدع في العبادة
وقد كان المشركون منهم من يعبد الملائكة ويناديهم عند الشدائد ومنهم من يعبد أحجارا ويهتف بها عند الشدائد، فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى عبادة الله وحده وبأن يفردوه بالعبادة كما أفردوه بالربوبية، أي بربوبيته للسموات والأرض وان يفردوه بمعنى ومؤدى كلمة " لا إله إلا الله" معتقدين لمعناها عاملين بمقتضاها وأن لا يدعوا مع الله أحدا. وقال تعالى (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء) 13:14 وقال تعالى( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) 5:22، أي من شرط الصدق في الإيمان بالله أن لا يتوكلوا إلا عليه وأن يفردوه بالتوكل كما يجب أن يفردوه بالدعاء والاستغفار. وأمر الله عباده أن يقولوا (إياك نعبد) ولا يصدق قائل هذا إلا إذا أفرد العبادة لله تعالى، وإلا كان كاذبا منهيا عن أن يقول هذه الكلمة، إذا معناها: نخصك بالعبادة ونفردك بها دون كل أحد، وهو معنى قوله (فإياي فاعبدون) 29:56 (وإياي فاتقون) 2:41 كما عرف من علم البيان أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، أي لا تعبدوا إلا الله ولا تعبدوا غيره ولا تتقوا غيره كما في (الكشاف).
. </FONT><FONT color="#1800FF"> فإفراد الله تعالى بتوحيد العبادة لا يتم إلا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله له والنداء في الشدائد والرخاء لا يكون إلا لله وحده، والاستعانة بالله وحده واللجأ إلى الله والنذر والنحر له تعالى، وجميع أنواع العبادات من الخضوع والقيام تذللا لله تعالى والركوع والسجود والطواف والتجرد عن الثياب والحلق والتقصير كله لا يكون إلا لله عز وجل. </FONT>
<FONT color="#FF012E">ومن فعل شيئا من ذلك لمخلوق حي أو ميت أو جماد أو غير ذلك فقد أشرك في العبادة. وصار من تفعل له هذه الأمور إله لعابديه، سواء كان ملكا أو نبيا أو وليا أو شجرا أو قبرا أو جنيا أو حيا أو ميتا. وصار العابد بهذه العبادة أو بأي نوع منها عابدا لذلك المخلوق مشركا بالله، وإن أقر بالله وعبده، فإن إقرار المشركين بالله وتقربهم إليه لم يخرجهم عن الشرك وعن وجوب سفك دمائهم وسبي ذراريهم وأخذ أموالهم غنيمة. قال الله تعالى (أنا أغنى الشركاء عن الشرك) لا يقبل الله عملا شورك فيه غيره، ولا يؤمن به من عبد معه غيره.
وموضوعك لم أجد أهم منه وساتابعه إنشاءالله
تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد
محمد بن الأمير الصنعاني
وهذا مقطع منها ويخص البدع في العبادة
وقد كان المشركون منهم من يعبد الملائكة ويناديهم عند الشدائد ومنهم من يعبد أحجارا ويهتف بها عند الشدائد، فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى عبادة الله وحده وبأن يفردوه بالعبادة كما أفردوه بالربوبية، أي بربوبيته للسموات والأرض وان يفردوه بمعنى ومؤدى كلمة " لا إله إلا الله" معتقدين لمعناها عاملين بمقتضاها وأن لا يدعوا مع الله أحدا. وقال تعالى (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء) 13:14 وقال تعالى( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) 5:22، أي من شرط الصدق في الإيمان بالله أن لا يتوكلوا إلا عليه وأن يفردوه بالتوكل كما يجب أن يفردوه بالدعاء والاستغفار. وأمر الله عباده أن يقولوا (إياك نعبد) ولا يصدق قائل هذا إلا إذا أفرد العبادة لله تعالى، وإلا كان كاذبا منهيا عن أن يقول هذه الكلمة، إذا معناها: نخصك بالعبادة ونفردك بها دون كل أحد، وهو معنى قوله (فإياي فاعبدون) 29:56 (وإياي فاتقون) 2:41 كما عرف من علم البيان أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، أي لا تعبدوا إلا الله ولا تعبدوا غيره ولا تتقوا غيره كما في (الكشاف).
. </FONT><FONT color="#1800FF"> فإفراد الله تعالى بتوحيد العبادة لا يتم إلا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله له والنداء في الشدائد والرخاء لا يكون إلا لله وحده، والاستعانة بالله وحده واللجأ إلى الله والنذر والنحر له تعالى، وجميع أنواع العبادات من الخضوع والقيام تذللا لله تعالى والركوع والسجود والطواف والتجرد عن الثياب والحلق والتقصير كله لا يكون إلا لله عز وجل. </FONT>
<FONT color="#FF012E">ومن فعل شيئا من ذلك لمخلوق حي أو ميت أو جماد أو غير ذلك فقد أشرك في العبادة. وصار من تفعل له هذه الأمور إله لعابديه، سواء كان ملكا أو نبيا أو وليا أو شجرا أو قبرا أو جنيا أو حيا أو ميتا. وصار العابد بهذه العبادة أو بأي نوع منها عابدا لذلك المخلوق مشركا بالله، وإن أقر بالله وعبده، فإن إقرار المشركين بالله وتقربهم إليه لم يخرجهم عن الشرك وعن وجوب سفك دمائهم وسبي ذراريهم وأخذ أموالهم غنيمة. قال الله تعالى (أنا أغنى الشركاء عن الشرك) لا يقبل الله عملا شورك فيه غيره، ولا يؤمن به من عبد معه غيره.

الصفحة الأخيرة
وهذه أول مرة أدخل هذا الموضوع المهم
وسأتابع لأستفيد
أخي الكريم مميز
تعقيبك مفيد
ولي تعقيب من شرح الطحاوية
وليس المراد نفي الصفات كما يقول أهل البدع فمن كلام أبي حنيفة رحمه الله في الفقه الاكبر..
لا يشبه شيئا من خلقه ولا يشبهه شىء من خلقه
ثم قال بعد ذلك وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين
يعلم لا كعلمنا ويقدر لا كقدرتنا ويرى لا كرؤيتنا انتهى
وقال نعيم بن حماد من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه وقال اسحاق بن راهوية من وصف الله فشبه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم ..