لُبْس السَّواد كان مَعْرُوفا من زَمَن الصحابة رضي الله عنهم ، فقد كانت نِساء الصحابة يَلْبَسْن السَّوَاد .
روَى أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لَمَّا نَزَلَتْ : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) خَرَج نِسَاء الأنْصَار كأن على رُؤوسهن الغِرْبَان مِن الأكْسِيَة .
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : لَمَّا نَزَلَتْ : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ) انْقَلَب رِجَال مِن الأنصار إلى نِسَائهم يَتْلُونَها عَليهن ، فَقَامَتْ كُلّ امْرأة مِنْهُنّ إلى مُرْطِها فَصَدَعَتْ مِنه صَدْعَة فاخْتَمَرَتْ بِها ، فأصْبَحْنَ مِن الصُّبْح وكأن على رُؤوسهن الغِرْبَان .
قال ابن قُتيبة في غريب الحديث : " فأصبحن على رُؤوسهن الغِرْبَان " تُرِيد أنَّ الْمُرُوط كانت من شَعْرٍ أسْود ، فَصَار على الرُّؤوس مِنها مِثْل الغِرْبَان .
أما النقاب حاليا بالأشكال التي نراها مثل التي في الصورة التي وضعتها لاتجوز لبسها لأنها واسعة وسعا يصف البشرة وكانت الصحابيات يبدين عينا واحدة فقط فتغطية الوجه كاملا هو الذي يستر .
ثبت عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - في أكثر من موضع - أنه قد فسر قوله تعالى : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ بقوله : " أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها
وقال أيضا في هذه الآية : " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب يبدين عينا واحدة "
أولا : إستيعاب جميع البدن :
قوله تعالى : " يدنين عليهن من جلابيبهن " و الجلباب هو الثوب السابغ الذي يستر البدن كله و معنى الإدناء هو الإرخاء .
و السدل و الجلباب لغة هو الثوب للمرأة و في لغة العرب هو كساء كثيف تشتمل به المرأة من رأسها إلى قدميها ساتراً لجميع بدنها و ما عليه من ثياب و زينة
ثاناً : ألا يشف ما تحته برقته و شفافيته :
و ذلك إنه لو كان شفافاً ما حقق إسمه كونه حجاباً يحجب ما تحته و في ذلك حديث عن أسامة بن زيد قال كساني رسول الله صلى الله عليه و سلم قُبطية كثيفة كانت مما أهدى له لحية الكلبي فكسوتها لإمرأتي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مالك لا تلبس القُبطية فقلت يا رسول الله كسوتها إمرأتي ، فقال مرها أن تجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها
ثالثاُ : ألا يكون ضيقاً يصف ما تحته :
و معنى لا يصف ليس فقط لا يصف حجم الذراعين ولا الساقين و إنما لا يصف أي تفاصيل من جسد المرأة إذ إنها كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " كلها عورة " فلا يصف حجم ذراعيها أو ساقيها أو حدود أكتافها . و في الحديث السابق وضح رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أمره بالغلالة حتى لا يصف عظام المرأة ، فما بالك أختي المسلمة و الثياب التي تلبسها المحجبات الأن تصف حجم و شكل كل جزء في جسمها ( أكتافها .. و صدرها .. و وسطها .. و ساقيها
رابعاً : ألا يشبه ثوب الرجال :
في الحديث عن أبي هريرة إن النبي صلى الله عليه و سلم لعن الرجل يلبس لبس المرأة و المرأة تلبس لبس الرجل " رواه أحمد .
و عن ابن عباس رضي الله عنه " لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء " رواه البخاري .
خامساً : ألا يكون شجراً ملوناً يجذب الأنظار أي زينه في نفسه :
قال تعالى : " وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ "
فأبى الشيطان من الجن و الإنس إلا أن يلبس علينا فإذا بالمرأة المحجبة تلبس الحجاب ثم تغطيه بكل أنواع الزينة من التطريز و الزخارف و العلامات ثم تقول هي سوداء و التطريز أسود فما الفتنة في ذلك و هل يترك الرجال كل النساء العاريات و يفتن في تطريز على كم عبائتي ؟؟
لُبْس السَّواد كان مَعْرُوفا من زَمَن الصحابة رضي الله عنهم ، فقد كانت نِساء الصحابة يَلْبَسْن...
<<<
http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=2217