امي حب دائم
امي حب دائم
تفسير السعدي للآيات من 15 الى 20 من سورة لقمان


يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
يا بني اعلم أن السيئة أو الحنسة إن كانت قدر حبة خردل- وهي المتناهية في الصغر- في باطن جبل؟ أو في أي مكان في السموات أو في الأرض, فإن الله يأتي بها يوم القيامة, ويحاسب عليها.
إن الله لطيف بعباده خبير بأعمالهم.
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ

يا بني أقم الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها, وأمر بالمعروف, وانه عن المنكر بلطف ولين وحكمة بحسب جهدك, وتحمل ما يصيبك من الأذى مقابل أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر, واعلم أن مذه الوصايا مما أمر الله به من الأمور التي ينبغي الحرص عليها.
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ


ولا تمل وجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك, احتقارا منك لهم واستكبارا عليهم, ولا تمش في الأرض بين الناس مختالا متبخترا, إن الله لا يحب كل مختال فخور متكبر في نفسه وقوله.
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ


وتواضع في مشيك, واخفض من صوتك, إن أقبح الأصوات وأبغضها لصوت الحمير.
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ

ألم تروا- أيها الناس- أن الله ذلل لكم ما في السموات من الشمس والقمر والسحاب وغير ذلك, وما في الأرض من الدواب والشجر والماء, وغير ذلك مما لا يحصى, وعمكم بنعمه الظاهرة على الأبدان والجوارح, والباطنة في العقول والقلوب, وما ادخره لكم مما لا تعلمونه؟ ومن الناس من يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له بغير حجة ولا بيان, ولا كتاب مبين يبين حقيقة دعواه

امي حب دائم
امي حب دائم
تابع لاسباب النزول من الغالية فيض :

الزهرة 🌸 الرابعة والثلاثون
من بستان
سورة لقمان:
🍃🍃
( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).

أسباب النزول :
عن مجاهد وعكرمة قالا :
أتى رجل يدعى عمرو بن حارثة ابن محارب بن حفصة
من أهل البادية الى النبي صلى الله عليه وسلم
فسأله :
أجبني يا محمد بما تعلم من علم الأنبياء
عن هذه الأمور التي لاأحد منا يعرفها :
متى تقوم الساعة ؟
ومتى سينزل الغيث على أرضي المجدبة ؟ ..
هذا وقد تركت امرأتي حبلى فأخبرني ماذا ستلد ؟
وقد علمت ما كسبت اليوم فأخبرني ماذا سأكسب غدا ؟
كما أني قد علمت بأي أرض ولدت ،
ولكن لاأدري بأي أرض سأموت ..
فأخبرني ..!!
***
فنزلت الآية تجيب أن هذه الأمور من مفاتح الغيب
التي استأثر الله بعلمها .
(رواه ابن أبي حاتم وابن جرير )
امي حب دائم
امي حب دائم
تابع اسباب النزول في سورة لقمان مشاركة من الغالية فيض


الزهرة 🌸 السابعة والعشرون
قال تعالى : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ
والبحر يمده من بعده سبعة أبحرٍ
ماتفدت كلماتُ الله إن الله عزيزٌ حكيم } .
قال المفسرون:
سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الروح،
فأنزل الله :
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}
فلما هاجر رسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
أتاه أحبار اليهود فقالوا:
يا محمد بلغنا عنك أنك تقول:
{ وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}
أفَتَعْنِينا أو قومَك؟
فقال: كُلاًّ قد عَنَيْتُ، قالوا:
ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة،
وفيها علم كل شيء؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هي في علم الله سبحانه قليل،
وقد آتاكم الله تعالى ما إن عملتم به انتفعتم به.
فقالوا: يا محمد، كيف تزعم هذا وأنت تقول:
{ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}
فكيف يجتمع هذا:
علم قليل وخير كثير؟
فأنزل الله تعالى:
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ...} الآية٢٧
‏‫نستمر في البحث عن أسباب نزول أخرى
إن شاء الله
امي حب دائم
امي حب دائم
لقمان الحكيم:

وصف الله عبد من عباده وهبه وآتاه الحكمة فقال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) ثم ذكرت الآيات بعضا من وصايا لقمان لابنه ، ومن تدبر وتفهم هذه الوصايا عرف حكمة هذا الرجل ورجاحة عقله

ما هي الحكمة ؟


عرفها ابن القيم في المدارج: "فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي."
والتعريف الجامع لها: الإصابة في الأقوال والأفعال ووضع كل شيء في موضعه.


بمعنى أن الحكيم : شخص مسدد في قراراته وأقواله وأفعاله ،عنده بُعد نظر ورجاحة عقل وعمق تفكير يجعله يستوعب الموقف الذي أمامه استيعابا صحيحا بحيث لا تصبح تصرفاته مجرد ردود أفعال سريعة ومتهورة ليست موزونة ولا محسوبة وتستغرقه اللحظة التي هو فيها ثم لايلبث أن يندم على ماقاله وفعله فهناك مواقف تمر على الإنسان من الحكمة أن يطأطئ لها رأسه حتى تمر ، وأخرى من الحكمة أن يتوارى قليلاً ويلتزم الصمت وثمت مواقف أخرى في الحياة الانسحاب الجيد فيها خيرٌ من المقاومة السيئة.


هل الحكمة موقوفة على الأنبياء والمرسلين؟


ليست الحكمة موقوفة على الأنبياء والرسل فقط بل هي هبة ومِنة وفضل من الله تبارك وتعالى يعطيها لمن شاء من عباده، في كل عصر وفي كل زمان ففضل الله ليس له حدود وباب الله مفتوح للعباد لكــــن المهم أن تكون أهلاً أن تلج هذا الباب.


الشخصية التي عرضتها السورة من هو لقمان؟
عبد من عباد الله الصالحين آتاها الله الحكمة فكان علماً بين الناس يتناقلون أخباره وحِكمه ، عاش زمن داوود عليه السلام ، كان عبدا حبشياً أسود أفطساً عظيم الشفتين مشقق القدمين . قيل أنه مرَّ على داوود عليه السلام وهو يصنع الدروع ولم تكن الدروع معروفة آنذاك فكان كلما مر عليه أحدٌ من الناس يستعجل ويسأله ماهذا الذي تصنعه ياداوود ؟ إلاّ لقمان لم يسأله التزم الصمت ووقف متأملاً متعجباً فلما انتهى داوود عليه السلام منها لبسها وقال نِعم لبوس الحرب أنتِ عندها قال لقمان " الصمت حكمة وقليل فاعله "
امي حب دائم
امي حب دائم
شرح الآيات من21 الى 26 من سورة لقمان "تفسير السعدي"


وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ
وإذا قيل لهؤلاء المجاهدين في توحيد الله وإفراده بالعبادة: اتبعوا ما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: بل نتبع ما كان عليه أباؤنا من الشرك وعبادة الأصنام, أيفعلون ذلك, ولو كان الشيطان يدعوهم, بتزيينه لهم سوء أعمالهم, وكفرهم بالله إلى عذاب النار المستعرة؟


وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ"
ومن يخلص عبادته وقصده إلى الله تعالى, وهو محسن في أقواله, متقن لأعماله, فقد أخذ بأوثق سبب موصل إلى رضوان الله وجنته وإلى الله وحده تصير كل الأمور, فيجازي المحسن على إحسانه, والمسيء على إساءته.


وَمَن كَفَرَ فَلا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
ومن كفر فلا بأس عليه- يا محمد- ولا تحزن لأنك أديت ما عليك من الدعوة والبلاغ, إلينا مرجعهم, ومصيرهم يوم القيامة, فنخبرهم بأعمالهم الخبيثة التي عملوها في الدنيا, ثم نجازيهم عليها, إن الله عليم بما تكنه صدورهم من الكفر بالله وإيثار طاعة الشيطان.
نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ
نمتعهم في هذه الدنيا الفانية مدة قليلة, ثم يوم القيامة نلجئهم ونسوقهم إلى عذاب فظيع, وهو عذاب جهنم.


وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
ولئن سألت- يا محمد- هؤلاء المشركين بالله: من خلق السموات والأرض؟ ليقولن الله, فإذا قالوا ذلك فقل لهم: الحمد لله الذي أظهر الاستدلال عليهم من أنفسكم, بل أكثر هؤلاء المشركين لا ينظرون ولا يتدبرون من الذي له الحمد والشكر, فلذلك أشركوا معه غيره.


لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
لله- سبحانه- كل ما في السموات والأرض ملكا وعبيدا وإيجادا وتقديرا, فلا يستحق العبادة أحد غيره.
إن الله هو الغني عن خلقه, له الحمد والثناء على كل حال.