نــــور
نــــور
رائعة يا هتان
نتابعك بكل لهفة وشوق
فلا تتأخري
اسيرة الحرمان
نتابعك ياهتان سلمت انامللك
نسمه الغدير
نسمه الغدير
قصه جميله ومحزنه فى نفس الوقت نحن بالانتظاااااااااااااااااااااااار..
htaan
htaan
بحور
نور
اسيرة الحرمان
نسمة الغدير

سعيده بمروركم جميعا

كما أن تفاعلكم مع القصه شجعني على اتمامها

لكم مني كل الشكر والتقدير

أختكم : هتان
htaan
htaan
اليوم الثلاثاء 17/6 ...الساعة 10.30صباحا

لقد طلبت من محمد أن يدع الهاتف هذا اليوم فقط لكي أتمكن من محادثة والدتي وأخبارها بأمر حملي لكنه لم يجبني بل بقي صامتا كعادته وخرج ومعه الهاتف....لا أدري ماذا أفعل؟؟...لا أدري.....

أحست برغبة شديدة في البكاء...فنهضت من على الكرسي واتجهت نحو سريرها و احتضنت وسادتها وأنزلت دموعا أبت إلا تروي وسادتها .... ..وكأن الزمن عاد إلى الوراء فعلا..فهي تشعر بحيرتها وشتاتها في ذلك الوقت ...لكنها لم تلبث إلا أن تخلت عن أفكارها حال سماعها إلى صوت ابنتها...لقد بدت وكأنها تريد أن تقول شيئا ما لكنها لم تستطع الحديث بوضوح...لكن سارة رأت الفرح في عيني ابنتها....كانت أمل تضحك وتحاول أن تتكلم وتصفق بيديها الصغيرتين ..لقد بدت في غاية السرور والنشاط ..حملتها والدتها واحتضنتها ثم نظرت إليها وهي تقول : ماذا تريدين يا أملي؟؟....ماذا هناك؟؟هل تريدين أن نلعب سوية؟؟..... لك ذلك
أحست سارة بأنها بلعبها مع ابنتها الصغير تشغل نفسها عن همومها التي أثقلت كاهلها .

لكن الوقت مر سريعا وانتهى الوقت المحدد للانشغال وبقيت الهموم وذلك بنوم ابنتها .
وضعت طفلتها في سريرها الصغير وذهبت إلى صديقها الذي انتظرها طويلا وسينتظرها إلى الأبد صديقها الذي عانى معها مصاعب الحياة.....



اليوم الأربعاء 18/6 الساعة 6 مساء

لقد انتهيت قبل قليل من مشاهدة مباراة رائعة في الحارة التي أسكن فيها فلقد اكتشفت أن نافذة غرفة تطل على ملعب كبير..لكن اللاعبين أطفال ..بصراحة ليس ملعب بالفعل بل هو أرض فضاء لكنهم اتخذوها ملعبا.... وأعمار اللاعبين لا تتجاوز الثانية عشرة ..كانوا يركضون ويقذفون الكره يمنة ويسرة حتى أني لم أعد أعرف من هم أعضاء الفريق الواحد ..أي لم أفرق بين الفريقين .
مع أنني لا أحب الكره واللعب بها.. لكني أعجبت بها اليوم وباللاعبين الصغار وهم يركضون ويبدعون في تسجيل الأهداف و....وبكل شي .

بصراحة ...أردت أن أعود طفله..... فقد أحسست برغبة جامحة للمشاركة معهم.... أردت أن أشاركهم اللعب و التسلية ..أردت أن أمرح مثلهم بدون قيود.....لكن الزمن لا يعود وإلا لكنت......

إني أسمع صوت مفاتيح لابد أنه محمد قد عاد ......يجب أن أذهب الآن.


اليوم الأربعاء 18/6 الساعة 11.30 مساء

لم أستطع النوم يا صديقي العزيز قبل أن أخبرك بما حدث معي هذا المساء لعلك تشاركني فرحتي.....فقد حادثت أمي ...قد لا تصدقني لكنه حقيقة ...فعندما عاد محمد إلى المنزل وأحضر معه الهاتف الذي أخذه في الصباح كعادته ..لكنه وضعه في مكانه ودعاني وقال لي :إذا كنت تريدين الاتصال بأهلك فاتصلي الآن ...
في البداية لم أصدق ووقفت واجمة أمامه لا أتحرك لكنه قال لي : هل غيرت رأيك ؟؟ أجبته بسرعة وكأني أخاف أن ينتهي الوقت المخصص للإجابة :لا ..لا... ما زلت أريد أن أحادثهم

لا تتصور مدى سعادتي في تلك اللحظة ....المهم ..أسرعت وجلست إلى جانب الهاتف وحينما وضعت يدي على سماعه الهاتف لأرفعها وضع يده فوق يدي وقال : لا ...
لقد جزعت من تصرفه الغريب..لقد حطم سعادتي بكلمته.... لقد أخذ قلبي يدق بشدة بحيث لم أعد أسمع إلا صوت دقاته.. قلت في نفسي: .يناديني ويسمح لي بمكالمة أهلي ومن ثم يقول : لا ....هل غير رأيه ..أم ماذا هناك؟؟
لكنه قطع علي أفكاري و مخاوفي بقوله : بمكبر الصوت ..
فقلت بتنبه : ماذا؟؟
فقال : بمكبر الصوت ستتحدثين مع والدتك ...وإلا...
أجبت بسرعة وبدون تفكير: موافقة.... فقد خفت من كلمة وإلا التي نطق بها

فضغطت على أرقام هاتف منزلنا بقلق فقد كانت عيناه محدقة بي وكأني سأسرق الهاتف أو حتى سأبتلعه ....وفجأة سمعت صوتا يصدر من الجهاز يقول : نعم
لقد تردد هذا الصوت في أذني وأنا أتذكر صاحبته فقد كنت أسمع صوتها كثيرا فيما مضى آآآآه على تلك الأيام....وسمعت صوتها مرة أخرى وهي تقول بشيء من العصبية : نعم
فردت بسرعة خوفا من أن تغلق السماعة :السلام عليكم
فأجابت: وعليكم السلام
فقلت هاتفه : من.. لينا؟؟
فأجابت بهدوء وان كان فيه شيء من الاستغراب : نعم ..من يتحدث ؟؟.....سارة
فقلت لها وأنا أتنهد: نعم ...كيف حالك وحال والدتي ومي وتركي وسعود؟؟؟
فقالت : نحن جميعا بخير..المهم أنت كيف حالك؟؟لقد انقطعتي عنا ولم تعودي تتحدثين معنا كما في السابق
أخذت أنظر إلى محمد ...ثم قلت في استدراك : لا عليك ..المهم أين أمي ؟؟
فأجابت : إنها هنا ..ماذا هل مللت من الحديث معي..لا.....لا لست أختي سارة التي اعرفها........ سارة ماذا هناك؟؟
- قلت في أسى: لا...لا شيء ...أرجوك يا لينا أعطيني أمي ...بسرعة لو سمحتي
- حسنا.. انتظري قليلا ..
رفعت رأسي وأخذت أنظر إلى محمد بإمعان ..وكأني أراه للمرة الأولى..كان جالسا كالحارس أو كالمراقب يرصد كل شيء ولا يتحرك أو يتكلم
وفجأة سمعت صوتا هاتفا لاهثا وكأنه انتهى للتو من سباق للجري : سارة
فأجبتها وأنا أتمنى أن أصرخ وأن أرتمي بحضنها الذي نشأت فيه : نعم يا أمي ..كيف حالك ؟؟ اشتقت لك كثيرا
- فأجابتني بقولها: وأنا أيضا ..كيف حالك يا بنتي ؟؟
- فقلت : الحمد الله .........أمي ....
- فقالت بلهفة : نعم يا بنتي
أحسست بغصة في حلقي... لم أستطيع متابعة حديثي بعدها ..فسمعت صوت والدتي وهي تقول بشيء من الجزع : سارة ....ماذا هناك؟؟
فقلت لها تجنبا لمزيد من القلق الذي قد أسببه لها : أمي... أردت أن أخبرك ...أنك....ستصبحين جده عما قريب
فأجابت بفرح طغى على صوتها الضعيف :حقا......حقا ما تقولين ..آآه الحمد الله ... لقد دعوت الله أن أسمع عنك خبرا مفرحا ..الحمد الله ..الحمد الله
غصت الدموع في عيني بسماع كلماتها التي دمع لها قلبي قبل عيني .....وحينئذ أشار محمد بإنهاء المكالمة
فقلت : أمي
فأجابت بلهفة زادت من بكائي : نعم
فقلت : يجب أن أنهي المكالمة الآن
فأجابت وكأنها قد صدمت بقولي : لكني لم أملل منك يا بنتي ...كما أن أختيك يريدون أن يباركون لك
فقلت والدموع قد ازداد انحدارها : آسفة يا أمي لكني مشغولة الآن
فأجابت :حسنا يا بنتي ...لكن في أي وقت تكونين ليس لديك عمل اتصلي بنا فنحن مشتاقون لسماع أخبارك ..والاطمئنان عليك
ازدادت دموعي حين سماع كلمات أمي التي لا أستطيع فعل شيء حيالها فودعتها سريعا وأغلق محمد الجهاز وأخذه معه وهو يسمع نحيبي وبكائي لكن للأسف مضى ولم يأبه بي.

صحيح أني بكيت عند محادثة والدتي لكني سعيدة لأنه سمح لي بمكالمتها ...... لقد تأخر الوقت حسنا أيها الدفتر الصغير سأذهب لأنام وأتمنى أن أحلم بأحلام سعيدة..

تصبح على خير

أخذت تمسح دموعها وهي تبتسم فلقد تذكرت أنها نامت تلك الليلة وهي سعيدة.