ليل غربة ومطر
ليل غربة ومطر
تابعي يا هتان....
فلقد زاد عدد المتابعين....:27:
أنهار الجنة
أنهار الجنة
يا لها من قصة محزنة :(:44:

تابعي بارك الله فيك

من الآن ، أنا من المتابعين :26:
الامل المشرق
الامل المشرق
سلمت يمينيك يا هتان
تابعي انا بانتظار البقيه
لا عدمناكي :24:
htaan
htaan
ليل غربة ومطر
أنهار الجنه
الامل المشرق

لقد أسعدني مروركم

شكر لكم جميعا
htaan
htaan
اليوم السبت 21/6 الساعة 9 صباحا

آسفة يا صديقي فقد كنت مشغولة عنك اليومين الماضيين... فقد كان محمد ملازم للبيت .. ولا يخرج إلا نادرا .. ويعود سريعا ... فكما تعرف الخميس و الجمعة أجازه .
و بصراحة ... خفت أن يكتشفك ويحرمني منك ... كما حرمني من أشياء كثيرة ... وخاصة انك آخر صديقي لي في هذا البيت ... فإذا أخذك .. لا أعرف ماذا سيحدث لي ... كما أنني لا أستطيع تخيل ذلك .
ففضلت أن لا أحادثك في هذه اليومين إلا إذا تأكدت انه لن يعود سريعا .... ولم يحدث ذلك إلا اليوم فقد خرج ومنذ الصباح الباكر إلى عمله .

المهم هل تذكر تلك الليلة التي حادثت فيها أمي ؟؟
لقد حلمت فيها بحلم جميل مع أنه غريب بعض الشي ..... فقد رأيت أننا كنا في نزهه .. نعم نزهه وعلى ما اعتقد بأنها خارج المدينة ... أو على الأقل هذا ما ظننته في حلمي .... فقد كانت الأرض رمليه .. وبها بعض الأعشاب المتناثرة هنا وهناك والشي الغريب في الحلم .. أن محمد لا يبدو كعادته ... فقد كان يتكلم كثيرا ويضحك .... لقد كان مختلفا ...
أما أنا فقد كنت سعيدة بعض الشي .... لكن يتملكني شعور بالغربة .. والاستغراب ..
لم نكن في النزهة لوحدنا بل كان معنا طفل صغير أحمله بين ذراعي ... لم أتبين ملامح الطفل .. لكنه كان طفلي ...
إلى هنا ينتهي الجانب الجميل من حلمي ويبدأ الغريب
ففي منتصف نزهتنا البريه حدث أمر أحزنني كثيرا ... فقد توقف محمد عن الحديث فجأة ... ومن دون سابق إنذار ... ولم يكتفي محمد بذلك .. بل رفع رأسه إلى السماء وأخذ ينظر إليها وكأنه يراها لأول مره في حياته .. فقد كانت الدهشة تعلو ملامح وجهه .
لا أعرف المدة التي بقينا فيها على هذه الحال .. هو رافع رأسه وأنا خائفة.... لكني أحسست بأنها مده طويلة ..... وفجأة استدار باتجاهي وأخذ ينظر إلي والى طفلي بإمعان شديد ... لكني أحسست بأنه لا يراني ولا يرى طفلي ولا يرى سوى الكثبان الرملية التي خلفنا .... ثم استدار إلى الجهة المعاكسة لاتجاهي وذهب في اتجاهها وتركني في مكاني مع طفلي الصغير ..حاولت اللحاق به لكني لم أستطع ...لا أعرف ما السبب الذي كان يمنعني من اللحاق به .... فقد بدوت كالمقيدة .. في هذا المكان الموحش ..مع أنني لم أرى أي قيود ... لكني شعرت بها ..
أذكر أنني أخذت أصرخ وأنادي محمد .. لكنه لم يلتفت وكأنه لم يسمعني .. كم أنني لم أسمع صوتي .. أو حتى صداه...
ثم استيقظت من نومي

هل تعرف يا صديقي .. لكم أتمنى أن يصبح محمد كما في الحلم.. باسما ... ضاحكا .. سعيدا..
هل تتوقع أن يتغير حاله بعد إنجابي للطفل ..... أتمنى ذلك من كل قلبي


تنهدت سارة ... ثم أخذت تقلب صفحات دفترها الصغير

اليوم الأربعاء 25/6 الساعة 6 مساء

لقد عاد أولاد الحارة ولعبوا بالكره كما فعلوا في الأسبوع الماضي ...لكني في هذه المرة لم أقف مكتوفة اليدين .. بل أخذت بتشجيع أحد الفريقين مع أنني لا أعلم عنه شيء ... حتى أسمه لا أعرفه
المهم أنه فاز في المباراة ... لا تتصور يا صديقي ... كم كانت فرحتي حينما يسجل فريقي الأهداف ... وحزني حينما يسجل الآخر ... وبكائي حينما شارف فريقي على الهزيمة ... لكن الحمد الله لقد فاز وأفرحني ..

وداعا يا صديقي لقد حان موعد عودة محمد إلى البيت .. وأنا لا أريده أن يراك

مع السلامة

أخذت سارة تقلب الصفحات تلو الصفحات وكأنها تبحث عن شيء محدد

اليوم الخميس 2/10 الساعة 10 صباحا

اليوم ثاني من أيام عيد الفطر.. لقد خرج محمد وتركني .. ولا أتوقع عودته قبل الظهر.. أما أنا فلم أخرج ولم يزرني أحد ... فقد قضيت يوم العيد كالأيام الأخرى ... لا فرحه بالعيد ولا خروج لتهنئة الأقارب ولا أي شي.. اقترحت على محمد بأن نذهب ونهنئ والديه وأمي لكنه لزم الصمت.... حتى شهر رمضان أهل وانقضى وأنا لم أرى أحد... آآه لا أعرف ماذا أفعل.. أحس .. أحس بأني سجينه .. لكن بأي تهمه سجنت؟؟ بأي؟؟

اليوم الاثنين 6/10 الساعة 11.30

لن تصدق ما حدث اليوم يا صديقي.. ففي الساعة الخامسة عصرا تقريبا سمعت صوت الجرس لكني قلت لنفسي أنني أتخيل ثم سمعته مرة أخرى وأخرى وعندها فقط تأكدت ذهبت وأبلغت محمد بالجرس وأحمد الله أنه كان موجودا في البيت ذلك الوقت.. فخرج ليرى من بالباب ووقفت أنا في الردهة أنتظره لأعرف منه من بالباب وإن كنت أشك في أنه سيخبرني .. لكني قلت في نفسي لن يضرني السؤال فإن أجاب فهو المطلوب وإن لم يجب فهو المعتاد .. وفجأة فتح الباب المؤدي إلى الفناء الخارجي ودخلت على إثره والدة محمد ووالده وهو من خلفهم .. بصراحة لم أتوقع زيارتهم وخاصة وأنهم لم تطأ أقدامهم منزلنا منذ الأيام الأولى في زفافنا ..
لا تتصور مدى فرحتي بزيارتهم .. مع أنها كانت قصيرة.. لكن المهم أنهم جاءوا ..
وقفت مندهشة لا أتحرك حتى اقتربت مني والدته وقالت لي : ألا ترحبين فينا يا سارة أم أن زيارتنا غير مرغوبة
أجبتها على الفور : أبدا يا خالتي .. بل العكس ..لا تتصورين مدى فرحتي بهذه الزيارة التي كنت انتظرها منذ زمن ..
فأجابتني : الواجب أنكم أنتم الذين تأتون لتسلموا علينا وليس نحن
أخذت أنظر إلى محمد ثم قلت : معك كل الحق.. نحن مقصرين معكم لكن.. ليس بيدي شيء أفعله
ثم نظرت إلى محمد نظرة عتاب بأن وضعني في هذا الموقف المحرج مع والدته فوجدته غير مبال بما يحدث.. وشعرت بها أيضا تنظر إليه ثم قالت : لا عليك يا بنتي ..لا عليك ..المهم كيف حالك أنت وحال حفيدي المرتقب ؟؟
فأجبتها بشيء من البرود : الحمد الله
ثم أدخلتهم إلى المجلس وذهبت أنا لإحضار القهوة وبقي محمد معهم وعندما عدت كان الصمت يسود المكان صببت لهم القهوة ثم جلست ارقبهم .. محمد مرتبك قلق يغير جلسته في الدقيقة الواحدة أكثر من مره وكعادته بقي صامتا .. لقد أراحني صمته كثيرا فقد اكتشفت أنه لا يبقى معي فقط صامتا بل حتى مع والديه .
أما والده فقط كان ينظر إلى ابنه... بنظرة مليئة بالحزن والشفقة ثم ينظر إلى زوجته القابعة بجواره ثم يعود ينظر إلى ابنه .
أما والدته فكانت نظرها يجول بيني وبين ابنها .. وكأنها تحاول أن تستنتج شيء ما... لكني لا أدري هل حققت ما تصبو إليه أم لا ؟؟

بقينا صامتين طوال الوقت.. وما أن انتهوا من القهوة حتى حملتها وخرجت ووضعتها على طاولة صغيره تتوسط مطبخي الصغير وحينما استدرت وجدت والدته تقف خلفي مباشرة فقلت بشيء من الجزع : خالتي ... هل هناك شيء ؟؟.. هل تريدين شيء ؟؟
فأجابت بهدوء : لا.. لاشيء
ثم أخذت تتجول في المطبخ وأنا أتابعها بنظراتي المندهشة من تصرفها الغريب ثم استدارت فجأة وسألتني : هل أنت سعيدة مع محمد؟؟
ماذا أقول لها ؟؟ بماذا أجيبها على سؤالها الذي لو نظرت إلى عيني فقط لعرفت إجابته وأظنها تعرفها أو تتوقعها على الأقل.. ففضلت الصمت على الإجابة.. فهو أبلغ أحيانا من الكلام
ثم قالت : لا عليك يا بنتي
ثم استدركت قائله : في الواقع لا تخلو عائله من المشاكل لكن البيوت أسرار... فلا تجعلي بعض الأشياء الصغيرة تخرب عليكم حياتكم
حين سمعت كلماتها السابقة أحسست بغصة في حلقي وبترقرق الدموع في عيني التي حاولت جاهدة بأن أبقيها حبيسة عيني
وحينما رأت حالتي توقفت عن الكلام قليلا ثم قالت : الله يصلح ما بينكم
ثم استدارت خارجه فقلت بصوت متقطع : خالتي..
فاستدارت وأخذت تنظر إلي بنظرات متسائلة فقلت لها : خالتي ... إذا سمحتي... يعني.. أقصد.. ممكن تطلبين من محمد أن يذهب بي لرؤية أمي.. فأنا لم أرها منذ عدة شهور
فأجابت : ألم تطلبي منه؟..أم أنه رفض؟؟
فقلت لها وقد فرت إحدى دموعي : لقد طلبت منه لكنه لم يرفض ولم يوافق بل...
لم أستطع متابعة كلماتي وعوضا عنها أجهشت بالبكاء
فقالت : لا تحزني يا بنتي.. سأحاول ووالده إقناعه
أخذت أمسح دمعات كانت على وجنتي وقلت لها : شكرا... شكرا لك يا خالتي.. لن أنسى لكي هذا المعروف ما حييت .
ابتسمت وخرجت من المطبخ وبقيت فيه قليلا حتى يخف قليلا احمرار وجهي.. وعندما ذهبت إلى المجلس لم أجد أحد فسألت محمد الذي كان أتي من الخارج للتو : هل ذهبوا ؟؟ فأجابني بالإجابة المعتادة.....