نصر
نصر
هذه القصيدة من واقع قصة لإحدى بنات مجتمعنا والتي ذهبت فريسة الإهمال الأسري والترف الغير منضبط والإعلام المتمرد على أخلاقيات الدين ومبادئ مجتمعنا المسلم، والذي كان ضحيته عقول الشباب وأروقة العفّة والحياء...والقصيدة على لسان الفتاة..

دعني أكسّــر أغلالـــي وأوضاري! فالهـــمُّ أعلن بين النّاس أســراري

دعني أسحُّ دمــــوعا أشـــربتْ بدمٍ وأرسم الحزن في قرطاس أشعاري

أصحــو وأغـفـو ولكن بين أجنحــتي قلباً تقلبـــه الشـــكوى على نـــار

أصبـــو الى روضــةٍ بالحــب وارفـةٍ كبــلبل ٍ موجــع ٍ يهفــو الى دار

غيري تربّت على القــــرآن باســـقةً فأثمرت وازدهت في طاعـــة البـاري

كأنــها وردة ٌ شـــماء زاهـــــية ٌ في دوحة الطهر أو في روض أزهـار

في قلب راضـية ٍ، فـي ثوب زاكــــيةٍ في طهر غــادية ٍ في حسن أقمـــار

أمّا أنا فادْلهمّ الخطـــب في كــبدي و ســـودت سـيئاتي لوح تـذكاري

أمّـي لها في بحــــور الفن ملحمـــة ٌ قد اعــتلتْ في المآسي كلّ تيـــار

الزيـــف أتعــبها ، و السوق غـــيبّها ياليت لي عطف أم ٍ ذات أطــمار!!

و لي أب ٌ لم أذق في ظــل مهجــته معنى الأبــــوة من عطــف ٍ وإيثـــار

أحلامـــه في رؤى الصفْقات لاهـــثةٌ في بؤس سمسرة ٍ أو طيش أسفار

على لســـاني سؤال عنه محـــترق ٌ قد باع حبّـــي و تحــــناني بدينــار

ضاع الرقيب فهان العِرض في زمني حتى استوى فيه إقبـــالي وإدبــاري

تسطو الذئــــاب على شــاة مغفــلة فاستسلمت بين أنيـــــاب ٍ وأظـــفار

الـدار من روعـة الآلاء مـترعـــة ٌ و للهـدى في رُبــاها نــوح إقـفار

قد فتّحـوا للـبلايــا ألـف نافــذة ٍ و دون صـوت التّقى أسـوار أسـوار

جاءوا "بـدش ٍ" على فحواه مهلكتي يودي بدينــي و أخلاقــــي و أفـكاري

ويلي على أخوتــي إذ هـدّ وازعـهم ليــزرع السُّـم مــن دار ٍ إلى دار

و استأســروني بأفــــلام ٍ مـــهدمــةٍ عن سجدةٍ في الدجى أو أُنس أذكار

أو دعوة ٍ في ظلام الليـل صـادقةٍ إذا تنــزّل مـولانـا بأسحـــار

ثغر الزنا من حديث " الفلم" مبتسمٌ و الشــــرّ يشــدو علــى أنغـام أوتــار

يا ويحــنا من لجيـل الحق إن تُركت.. نُهــــى الشــباب لكفــار ٍ وفجـار

ناب المسلسل عن أمي وعطف أبي فاستحكمتْ غربتي واحْمرّ إعصــاري

الزيف أرّقــني ، و الخوف أقــلقني من صـولة الزيغ ، أو من وصمـة العار

جـاءوا بحـريةٍ مزعـومـة ٍ بَئِســتْ فاستـعبدت بالـرّدى أعنــاق أحرار

أودوا حيــائي وجـــدّوا في مـحاربتي و أخـــفتوا بسـفور الغـرب أنواري

" ولا تبرجن " أمــر الله..نبــع تقــى فما لنـا نســـتقي من خـبث أوكار

لا غـيرةٌ جللتني من ذوي رحـمي و ما رفعْـــتُ بتــاج الديـن مقــداري

أبكي على زهـرة التقــوى وقد ذبلت في القـلب ما بيـن آثـامـي وأوزاري

يا بــؤس قلبي من الدنيـا و زخـرفها إني أعـيش علـى جـرف ٍ لها هاري

لاتتعــب النفــس في الدنيــا و بهجتها فما السـعادة إلا فــي رضا البـاري

يا رب هـب لى مـتابا أستنير به يجـلو فــؤادي و يمـحو كـل آثاري

يا من أنار على المـختار غـــربتـــه في رحـلة العــمر أو في ظلمـة الغار

جعلتَ يثـربَ فــي لقيــاه باســـمةً تشدو ، و أيـدته فـــــيها بأنـصار

أيـّد فـــــؤادي بفــضل ٍ منــك مـنهمر ٍ وصحــبة ٍ في مجـال الخير أخيار

بـرئت لله ربـّي مـن غـنى بـطـر ٍ يُطــغي فــؤادي و يهوي بي إلى النار

ربــّاه تاقـت الـى رحمـاك ناصــيتي و أنت تعـلم إقـلالي و إكثـاري

إن لم تجـرني بنـور ٍ مـنك يغـمرني يحيـا به القلـب أو يسـري به السّـاري

فالقلـب ذاوٍ..ولكـن إن ذوى جـسدي فكــتّموا يا نُعـــاتي بعــــض أخبـاري

وانســـوا فتاةً روت للـكـون قصـــتها وامـتد حبر الأسى من دمعها الجـاري!
نــــور
نــــور
نصر نصر :
هذه القصيدة من واقع قصة لإحدى بنات مجتمعنا والتي ذهبت فريسة الإهمال الأسري والترف الغير منضبط والإعلام المتمرد على أخلاقيات الدين ومبادئ مجتمعنا المسلم، والذي كان ضحيته عقول الشباب وأروقة العفّة والحياء...والقصيدة على لسان الفتاة.. دعني أكسّــر أغلالـــي وأوضاري! فالهـــمُّ أعلن بين النّاس أســراري دعني أسحُّ دمــــوعا أشـــربتْ بدمٍ وأرسم الحزن في قرطاس أشعاري أصحــو وأغـفـو ولكن بين أجنحــتي قلباً تقلبـــه الشـــكوى على نـــار أصبـــو الى روضــةٍ بالحــب وارفـةٍ كبــلبل ٍ موجــع ٍ يهفــو الى دار غيري تربّت على القــــرآن باســـقةً فأثمرت وازدهت في طاعـــة البـاري كأنــها وردة ٌ شـــماء زاهـــــية ٌ في دوحة الطهر أو في روض أزهـار في قلب راضـية ٍ، فـي ثوب زاكــــيةٍ في طهر غــادية ٍ في حسن أقمـــار أمّا أنا فادْلهمّ الخطـــب في كــبدي و ســـودت سـيئاتي لوح تـذكاري أمّـي لها في بحــــور الفن ملحمـــة ٌ قد اعــتلتْ في المآسي كلّ تيـــار الزيـــف أتعــبها ، و السوق غـــيبّها ياليت لي عطف أم ٍ ذات أطــمار!! و لي أب ٌ لم أذق في ظــل مهجــته معنى الأبــــوة من عطــف ٍ وإيثـــار أحلامـــه في رؤى الصفْقات لاهـــثةٌ في بؤس سمسرة ٍ أو طيش أسفار على لســـاني سؤال عنه محـــترق ٌ قد باع حبّـــي و تحــــناني بدينــار ضاع الرقيب فهان العِرض في زمني حتى استوى فيه إقبـــالي وإدبــاري تسطو الذئــــاب على شــاة مغفــلة فاستسلمت بين أنيـــــاب ٍ وأظـــفار الـدار من روعـة الآلاء مـترعـــة ٌ و للهـدى في رُبــاها نــوح إقـفار قد فتّحـوا للـبلايــا ألـف نافــذة ٍ و دون صـوت التّقى أسـوار أسـوار جاءوا "بـدش ٍ" على فحواه مهلكتي يودي بدينــي و أخلاقــــي و أفـكاري ويلي على أخوتــي إذ هـدّ وازعـهم ليــزرع السُّـم مــن دار ٍ إلى دار و استأســروني بأفــــلام ٍ مـــهدمــةٍ عن سجدةٍ في الدجى أو أُنس أذكار أو دعوة ٍ في ظلام الليـل صـادقةٍ إذا تنــزّل مـولانـا بأسحـــار ثغر الزنا من حديث " الفلم" مبتسمٌ و الشــــرّ يشــدو علــى أنغـام أوتــار يا ويحــنا من لجيـل الحق إن تُركت.. نُهــــى الشــباب لكفــار ٍ وفجـار ناب المسلسل عن أمي وعطف أبي فاستحكمتْ غربتي واحْمرّ إعصــاري الزيف أرّقــني ، و الخوف أقــلقني من صـولة الزيغ ، أو من وصمـة العار جـاءوا بحـريةٍ مزعـومـة ٍ بَئِســتْ فاستـعبدت بالـرّدى أعنــاق أحرار أودوا حيــائي وجـــدّوا في مـحاربتي و أخـــفتوا بسـفور الغـرب أنواري " ولا تبرجن " أمــر الله..نبــع تقــى فما لنـا نســـتقي من خـبث أوكار لا غـيرةٌ جللتني من ذوي رحـمي و ما رفعْـــتُ بتــاج الديـن مقــداري أبكي على زهـرة التقــوى وقد ذبلت في القـلب ما بيـن آثـامـي وأوزاري يا بــؤس قلبي من الدنيـا و زخـرفها إني أعـيش علـى جـرف ٍ لها هاري لاتتعــب النفــس في الدنيــا و بهجتها فما السـعادة إلا فــي رضا البـاري يا رب هـب لى مـتابا أستنير به يجـلو فــؤادي و يمـحو كـل آثاري يا من أنار على المـختار غـــربتـــه في رحـلة العــمر أو في ظلمـة الغار جعلتَ يثـربَ فــي لقيــاه باســـمةً تشدو ، و أيـدته فـــــيها بأنـصار أيـّد فـــــؤادي بفــضل ٍ منــك مـنهمر ٍ وصحــبة ٍ في مجـال الخير أخيار بـرئت لله ربـّي مـن غـنى بـطـر ٍ يُطــغي فــؤادي و يهوي بي إلى النار ربــّاه تاقـت الـى رحمـاك ناصــيتي و أنت تعـلم إقـلالي و إكثـاري إن لم تجـرني بنـور ٍ مـنك يغـمرني يحيـا به القلـب أو يسـري به السّـاري فالقلـب ذاوٍ..ولكـن إن ذوى جـسدي فكــتّموا يا نُعـــاتي بعــــض أخبـاري وانســـوا فتاةً روت للـكـون قصـــتها وامـتد حبر الأسى من دمعها الجـاري!
هذه القصيدة من واقع قصة لإحدى بنات مجتمعنا والتي ذهبت فريسة الإهمال الأسري والترف الغير منضبط...
قصيدة رائعة
بارك الله بك
نصر
نصر
قال الأصمعي: أخبرني رجل من بني أسد , أنه خرج في طلب إبل له قد ضلت , فبينا هو يسير في بلاء وتعب , وقد أمسى في عشية باردة , إذ رفعت له أعلام , قال فقصدت بيتا منها , فإذا أنا بامرأة جميلة ذات جزالة , فسلمت , فردت السلام . ثم قالت : ادخل , فدخلت , فبسطت لي , ومهدت , وإذا في حجرها صبي أطيب ما يكون من الولدان , فبينا هي تقبله , إذ أقبل رجل أمام الإبل , دميم المنظر ضئيل الجسم , كأنه بعرة دمامة واحتقارا . فلما بصر به الصبي , هش إليه وعدا في تلقائه , فاحتمله , وجعل يقبله ويفديه , فقلت في نفسي : أظنه عبدا لها . فجاءني ووقف بباب الخيمة وسلم , فرددت عليه السلام فقال : " من ضيفكم هذا " فأخبرته , فجلس إلى جانبها , وجعل يحادثها . فطفقت أنظر إليها تارة وإليه أخرى , أتعجب من اختلافهما " كأنها الشمس حسنا , وكأنه القرد قبحا " , ففطن لنظري , وقال : "يا أخا بني أسد , أترى عجبا ؟ تقول : أحسن الناس وجها وأقبح الناس وجها , فليت شعري كيف جمع بينهما ؟؟ أخبرك كيف كان ذلك ؟
قلت ما أحوجني إلى ذلك . قال : كنت سابع أخوتي , كلهم لو رأيتني معهم ظننتني عبدا لهم , وكان أبي وأخوتي كلهم أصحاب إبل وخيل , وكنت من بينهم مطروحا لكل عمل دنيء , للعبودية تارة , ولرعي الإبل أخرى , فبينا أنا ذات يوم تعب مكتئب , إذ ضل لنا بعير , فتوجه أخوتي كلهم في بغائه , فلم يقدروا عليه , فأتوا أبي وقالوا : " ابعث فلانا ينشد لنا هذا البعير " فدعاني أبي وقال : " اخرج فانشد هذا البعير " فقلت : " والله ما أنصفتني ولا بنوك . أما إذا درت الإبل ألبانها , وطارت ركوبها , فأنتم جماعةَ أهل البيت أربابها , وإذا ندت ضلالها فأنا باغيها " فقال أبي " قم يا لكع , فإني أراه آخر يوم لك " .

فخرجت مقهورا خلق الثياب , حتى أتيت بلادا لا أنيس بها , فطفقت يومي ذلك أجول في القفر , فلما أمسيت رفعت لي أبيات , فقصدت أعظمها بيتا .

فإذا بامرأة جميلة مخيلة للسؤدد والجزالة , فبدأتني بالتحية وقالت " انزل عن فرسك , وأرح نفسك " فأتتني بعشاء فتعشيت , وأقبلت هذه تسخر مني وتقول : " ما رأيت كالعشية . أطيب ريحا منك ولا أنظف ثوبا ولا أجمل وجها " . فقلت : يا هذه , دعيني وما أنا فيه , فإني عنك في شغل شاغل . فأبت عي وقالت : " هل لك أن تلج السجف إذا نام الناس " ؟ فأغراني والله الشيطان . فلما شبعت من القرى , وجاء أبوها وأخوتها فضجعوا أمام الخيمة , قمت فوكزتها برجلي , قالت : " ومن أنت ؟ " قلت : الضيف , قالت : لا حياك الله , اخرج عليك لعنة الله . فعلمت أني لست في شيء من أمرها فوليت راجعا , فواثبني كلب كأنه السبع لا يطاق , فأراد أكلي فأنشب أنيابه في مدرعة صوف كانت علي , وجعل يمزقني , فردني القهقرى , وتعذر علي الخلاص , فأهويت أنا والكلب من قبل عقبي في بئر , أحسن الله إلي أنه لا ماء فيه , فلما سمعت المرأة الواغية , أتت بحبل فأدلته , وقالت : " ارتق , لعنك الله , فوالله لولا أنه يقتص أثري غدا , لوددت أنها قبرك " فاعتنقت الحبل , فلما كدت أتناول يدها , قضي أن تهور ما تحت قدميها , فإذا أنا وهي والكلب في قرارة البئر, بئر أيما بئر , إنما هي حفرة لا طي لها , ولا مرقاة , كأشد بلية بنا عضا , الكلب ينبح من ناحية , وهي تدعو بالويل والثبور من ناحية , وأنا منقبع قد برد جلدي على القتل من ناحية .

فلما أصبحت أمها , فقدتها , فلما لم ترها , أتت أباها , فقالت " يا شيخ , أتعلم أن أبنتك ليس لها أثر يحس ؟؟ وكان أبوها عالما بالآثار , فلما وقف على شفير البئر , ولى راجعا , فقال لولده : " يا بني , أتعلمون أن أختكم وضيفكم وكلبكم في البئر ؟ " فبادروا كالسباع , فمن آخذ حجرا , وآخذ سيفا أو عصا , وهم يريدون أن يجعلوا البئر قبري وقبرها , فلما وقفوا على شفير البئر , قال أبوهم " إن قتلتم هذا الرجل , طولبتم بدمه , وإن تركتموه افتضحتم , وقد رأيت أن أزوجها إياه , فوالله ما يقدح لها في نسب ولا في حسب " ثم قال لي : " أفيك خير " فلما شممت روح الحياة وثاب إلي عقلي , قلت " وهل الخير كله إلا في , فهات فاحتكم " فقال :" مائة بكرة وبكرة , وجارية وعبد " فقلت " لك ذلك وإن شئت فازدد " . فأخرجت أولا والكلب ثانيا , وأخرجتْ ثالثا . فأتيت أبي فقال :" لا أفلحت فأين البعير "؟ قلت :" أربع عليك أيها الشيخ , فإنه قد كان من القصة كيت وكيت " قال :" أفعل , والله لا أخذلك " .

فدعا بالإبل فعد منها مائة بكرة , وسقناها مع جارية وعبد , وأخذت منه هذه غرة نفسها . قال " والله كذلك , وجعلت تصدف عن حديث زوجها صدوف المرأة العربية سمعت لجامها , وربما قالت " لا أطاب الله خبرك " .

انتهت .....
بحور 217
بحور 217
نصر نصر :
قال الأصمعي: أخبرني رجل من بني أسد , أنه خرج في طلب إبل له قد ضلت , فبينا هو يسير في بلاء وتعب , وقد أمسى في عشية باردة , إذ رفعت له أعلام , قال فقصدت بيتا منها , فإذا أنا بامرأة جميلة ذات جزالة , فسلمت , فردت السلام . ثم قالت : ادخل , فدخلت , فبسطت لي , ومهدت , وإذا في حجرها صبي أطيب ما يكون من الولدان , فبينا هي تقبله , إذ أقبل رجل أمام الإبل , دميم المنظر ضئيل الجسم , كأنه بعرة دمامة واحتقارا . فلما بصر به الصبي , هش إليه وعدا في تلقائه , فاحتمله , وجعل يقبله ويفديه , فقلت في نفسي : أظنه عبدا لها . فجاءني ووقف بباب الخيمة وسلم , فرددت عليه السلام فقال : " من ضيفكم هذا " فأخبرته , فجلس إلى جانبها , وجعل يحادثها . فطفقت أنظر إليها تارة وإليه أخرى , أتعجب من اختلافهما " كأنها الشمس حسنا , وكأنه القرد قبحا " , ففطن لنظري , وقال : "يا أخا بني أسد , أترى عجبا ؟ تقول : أحسن الناس وجها وأقبح الناس وجها , فليت شعري كيف جمع بينهما ؟؟ أخبرك كيف كان ذلك ؟ قلت ما أحوجني إلى ذلك . قال : كنت سابع أخوتي , كلهم لو رأيتني معهم ظننتني عبدا لهم , وكان أبي وأخوتي كلهم أصحاب إبل وخيل , وكنت من بينهم مطروحا لكل عمل دنيء , للعبودية تارة , ولرعي الإبل أخرى , فبينا أنا ذات يوم تعب مكتئب , إذ ضل لنا بعير , فتوجه أخوتي كلهم في بغائه , فلم يقدروا عليه , فأتوا أبي وقالوا : " ابعث فلانا ينشد لنا هذا البعير " فدعاني أبي وقال : " اخرج فانشد هذا البعير " فقلت : " والله ما أنصفتني ولا بنوك . أما إذا درت الإبل ألبانها , وطارت ركوبها , فأنتم جماعةَ أهل البيت أربابها , وإذا ندت ضلالها فأنا باغيها " فقال أبي " قم يا لكع , فإني أراه آخر يوم لك " . فخرجت مقهورا خلق الثياب , حتى أتيت بلادا لا أنيس بها , فطفقت يومي ذلك أجول في القفر , فلما أمسيت رفعت لي أبيات , فقصدت أعظمها بيتا . فإذا بامرأة جميلة مخيلة للسؤدد والجزالة , فبدأتني بالتحية وقالت " انزل عن فرسك , وأرح نفسك " فأتتني بعشاء فتعشيت , وأقبلت هذه تسخر مني وتقول : " ما رأيت كالعشية . أطيب ريحا منك ولا أنظف ثوبا ولا أجمل وجها " . فقلت : يا هذه , دعيني وما أنا فيه , فإني عنك في شغل شاغل . فأبت عي وقالت : " هل لك أن تلج السجف إذا نام الناس " ؟ فأغراني والله الشيطان . فلما شبعت من القرى , وجاء أبوها وأخوتها فضجعوا أمام الخيمة , قمت فوكزتها برجلي , قالت : " ومن أنت ؟ " قلت : الضيف , قالت : لا حياك الله , اخرج عليك لعنة الله . فعلمت أني لست في شيء من أمرها فوليت راجعا , فواثبني كلب كأنه السبع لا يطاق , فأراد أكلي فأنشب أنيابه في مدرعة صوف كانت علي , وجعل يمزقني , فردني القهقرى , وتعذر علي الخلاص , فأهويت أنا والكلب من قبل عقبي في بئر , أحسن الله إلي أنه لا ماء فيه , فلما سمعت المرأة الواغية , أتت بحبل فأدلته , وقالت : " ارتق , لعنك الله , فوالله لولا أنه يقتص أثري غدا , لوددت أنها قبرك " فاعتنقت الحبل , فلما كدت أتناول يدها , قضي أن تهور ما تحت قدميها , فإذا أنا وهي والكلب في قرارة البئر, بئر أيما بئر , إنما هي حفرة لا طي لها , ولا مرقاة , كأشد بلية بنا عضا , الكلب ينبح من ناحية , وهي تدعو بالويل والثبور من ناحية , وأنا منقبع قد برد جلدي على القتل من ناحية . فلما أصبحت أمها , فقدتها , فلما لم ترها , أتت أباها , فقالت " يا شيخ , أتعلم أن أبنتك ليس لها أثر يحس ؟؟ وكان أبوها عالما بالآثار , فلما وقف على شفير البئر , ولى راجعا , فقال لولده : " يا بني , أتعلمون أن أختكم وضيفكم وكلبكم في البئر ؟ " فبادروا كالسباع , فمن آخذ حجرا , وآخذ سيفا أو عصا , وهم يريدون أن يجعلوا البئر قبري وقبرها , فلما وقفوا على شفير البئر , قال أبوهم " إن قتلتم هذا الرجل , طولبتم بدمه , وإن تركتموه افتضحتم , وقد رأيت أن أزوجها إياه , فوالله ما يقدح لها في نسب ولا في حسب " ثم قال لي : " أفيك خير " فلما شممت روح الحياة وثاب إلي عقلي , قلت " وهل الخير كله إلا في , فهات فاحتكم " فقال :" مائة بكرة وبكرة , وجارية وعبد " فقلت " لك ذلك وإن شئت فازدد " . فأخرجت أولا والكلب ثانيا , وأخرجتْ ثالثا . فأتيت أبي فقال :" لا أفلحت فأين البعير "؟ قلت :" أربع عليك أيها الشيخ , فإنه قد كان من القصة كيت وكيت " قال :" أفعل , والله لا أخذلك " . فدعا بالإبل فعد منها مائة بكرة , وسقناها مع جارية وعبد , وأخذت منه هذه غرة نفسها . قال " والله كذلك , وجعلت تصدف عن حديث زوجها صدوف المرأة العربية سمعت لجامها , وربما قالت " لا أطاب الله خبرك " . انتهت .....
قال الأصمعي: أخبرني رجل من بني أسد , أنه خرج في طلب إبل له قد ضلت , فبينا هو يسير في بلاء وتعب ,...
قصة غريبة فعلا وفيها عبرة ..
نصر
نصر
وصية لابنه
للشاعر/سليمان الشريم (رحمه الله)

يا مل عينٍ في محاجيرها شوك
والقلب به عن لذة النوم iiتكاك
لا دك في قلبي من الهم داكوك
جاوبت طربات الحمايم على iiالراك
عزي لحالك يا عزيز وأنا iiابوك
.كان الزمان اللي توطاني iiتوطاك
إفهم وصاتي يا عزيز وأنا iiابوك
.دامك صغير وغاية العلم iiيقراك
تراه ما ينفعك خالك ولا iiأخوك
لا صار ما تقضي لزومك iiبيمناك
وربعك ليا بان الخلل فيك iiعافوك
أقرب قريب ٍ لك من الناس iiيشناك
إن كثر مالك صدقواّ لك iiوطاعوك
وإن قل ما بيديك شانت حلاياك
لو تطلب الما عندهم كان ما iiأسقوك
إبعد مزارك عن وطنهم iiومرباك
وإن طاب حظك صدقوّا لك iiوحبوك
وإن بار كلن ما يبي غير iiفرقاك
وإلا إعترض لك من صروف النيا صوك
كلن تبرا منك ماهوب iiوياك
هراجة المجلس إلى جيت iiوروك
منازل ٍ تطرب نظيرك iiبدنياك
وإللا قضى منك اللوازم iiوخلوك
تفرقوا وأنت إحتمل كل ما iiجاك
كنك سراج البيت للنور iiشبوّك
.وإلى إنقضى اللازم حدا الربع طفاك
وألا كما ليمونة الحمض iiمصوك
وإلا قضى منها الطعم فرغوا ذاك
واللي يجي من رفقته ريب iiوشكوك
إحذر عنه لياك تصدف iiبمسراك
وإلا جفوك أهل الوطن iiوإستخفوك
قلّع غريسك منه وإهدم iiركاياك
تراك لو تنجع على الربع صعلوك
أحسن من اللي نلتجي به iiوياطاك
عطهم وضيفهم إلا منهم iiجوك
وإغلق ضميرك لا تعلم iiبقصياك
إن طبت ما حبوّك وإن عبت iiزالوك
تمضي حياتك ناقل ٍ داك iiبرياك
وإلى نفوك إمن الوظيفه iiوعافوك
خفتّ موازينك وكلن iiتهقواك
وإصحى لخلان الرخا لو تغالوك
إعرف ترى أطيبهم إلى إحتجت iiيجفاك
كنك خوي مقيط دهووك وأغووك
وحقك عطاك رشاك وأقفى iiوخلاك
وإحذر عن العلة ترى الحق iiمدروك
مثل العمل يدركك ما منه iiفكاك
وإن كان عدوانك على الضيق iiحدوك
فإخصم طلابتهم بعجفاك iiوقداك
وإن كانهم لمشرّف الحق iiماشوك
ناظر مطاليع الفرج قبل iiمبداك
وإن طاوعوا شيطان الأنفس iiوهانوك
فإصبر على البلوى ودفنك رزاياك
زرهم تراك إليا تونيت iiزاروك
إن ما بديت لصاحب السو يبداك
ما دامهم ما طاوعوا لك iiوعرفوك
إضرب على الكايد إلى عمست iiرياك
لو هذبوك إمن المصاوب وضدوك
ما يذبحونك قبل تدني iiمناياك
وإحلم على الجاهل ترى الحلم iiمبروك
وقم للضعيف اللي من الظيم iiينخاك
وإدمح خطاجيران بيتك إلى iiأوذوك
ترى القصير وحرمة الجار بحماك
عطهم لوازم حقهم لو تناسوك
في كل ما يصلح لدينك iiودنياك
وقم للضيوف اللي لفوا لك iiوضافوك
أغلى كرامتهم حجاجك وبشراك
وإعرف ترا مالك للأضياف مشروك
لولاه يطلب حاجته منك ما iiجاك
وقم للرجال إن رايعوا لك iiوحبوك
وإحشم خويك وأكرمه عند ملفاك
وإلى إعتبرت بسيرة الناس كفوك
ما كثر من شي أتعبك ثم iiعناّك
ولولا تبات بهمّ دنياك iiمظنوك
ما طاب لك ما دام لك وإفتهم iiذاك
لو يطلبون إخفايك الناس ما iiأخفوك
الرجل مثل النجم في كل iiالأفلاك
وصلاة ربي عدّ الأوراق والشوك
أو ناض براق ٍ وما هل iiسفاك
على الذي ما فيه ريب ٍ ولا iiشكوك
امحمد ٍ ما دك بالقلب iiدكاك