لماذا نقرأ القرآن؟
إن القرآن يحيى القلوب كما يحيى الماء الأرض ..قال الله تعالى {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، وقد جاءت هذه الآية بعد قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
وفي هذا إشارة إلى أن حياة القلوب تكون بذكر الله تعالى وما نزل من الحق، وهو القرآن .. مثل ما أن حياة الأرض الميتة يكون بالماء، قال مالك بن دينار: " ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض" ..
ومن المشاهدات في هذا الأمر ما نشاهده من زكاة القلوب ورقتها في رمضان حين يتوالى عليها سماع القرآن وقراءته، ويكثر القيام به في لياليه .. ثم إنك ترى هذه الحياة التي حصلت للقلوب في رمضان تبدأ بالتلاشي بالتدريج بعد رمضان حين تنقطع عن القيام بالقرآن الكريم.
فمن أراد حياة قلبه، عليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة لإحداث الحياة ..
بنــــا نتابع بقية الأهداف التي نقرأ القرآن من أجلها؛ لتكون في قرائتنا له حياة قلوبنا ..
الهدف الثاني: قراءة القرآن بقصد العمل به
ينبغي لقاريء القرآن أن يقرأه وهو يستحضر نية العمل به، فيقف عند آياته وينظر ماذا تطلب منه: هل أمر يُؤمر به؟ أو شيءٍ يُنهى عنه؟، أو فضيلة يُدعى للتحلي بها؟، أو خطر يحيط به يُحذر منه؟ ...
وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها. ينبغي أن يكون قريبًا من كل مسلم، يربي به نفسه و يهذبها.
عن الحسن البصري قال "أُمِرَ الناس أن يعملوا بالقرآن، فاتخَذوا تلاوته عملا" .
وعن أبي عبد الرحمن السلمي: عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم: أن رسول الله كان يقرؤهم العشر، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، "فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا"
ويقول الآجُرِّي "يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته: متى أكون من المتقين؟، متى أكون من الخاشعين؟، متى أكون من الصابرين؟، متى أزهد في الدنيا؟، متى أنهى نفسي عن الهوى؟"
كيفية تطبيق هدف العمل
أن تقرأ القرآن بنية وقصد من يبحث عن حل لمشكــلة أو إصلاح خـــلل .. يبحث عن تفسير لظاهرة أو علاج لمرض، أو تحليل لحالة من الحالات.
أما إذا كنا نبحث عن علاج مشكلاتنا التربوية في الكتب أو في المجلات والصحف، أو القنوات الفضائية، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد المهم من مقاصد القرآن.
إن كل تربية لا تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة، ولو أثمرت بعض الثمار مؤقتًا استدارجًا وابتلاءً .. إن تربية الناشئة وتربية الشباب لا بد أن تُبنى مباشرة على القرآن بأساليب ووسائل مناسبة.
الهدف الثالث: قراءة القرآن بقصد مناجاة الله
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ "مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ"، ومعنى أَذِنَ: أي استمع.
وعن عبد الله بن المبارك قال: سألت سفيان الثوري قلت: الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شيء ينوي بقراءته وصلاته؟، قال: "ينوي أنه يناجي ربَّه " .
قال ابن القيم: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله "
كيفية تطبيق مقصد المناجاة
تذكَّر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس معان مجموعة في قولك:(حرس مع):
الحاء: أن الله يحبك حين تقرأ القرآن .. الراء: يراك .. السين: يسمعك .. الميم: يمدحك .. العين: يعطيك
فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذه المعاني جميعًا؛ لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين.
إن أحدنا لو ظن أن رئيسه، أو والده أو أميرًا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ..
فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ؟!
فيستشعر أن الله يخاطبه مباشرة، وأن الله تعالى يسمع قراءته .. فإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بآية فيها وعيد استعاذ، وإذا مر بسؤال سأل.
إن تربية النفس على هذة المقاصد حين تلاوة القرآن الكريم، يقوي فيها مراقبة الله تعالى فيكون حافظًا لها عند الفتن.
الهدف الرابع: قراءة القرآن بقصد الثواب
ورد في ترتيب الثواب على قراءة القرآن نصوص كثيرة نذكر طرفاً منها للتذكير بهذا الأمر المهم:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول (آلم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله "كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض" .. وقال "من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف"
عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة"
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" .. ولا يتصور أبدًا أن مؤمن يقدر على قراءة القرآن ويهجر قراءته، ولكن المقصود في الحديث أنه أمي لا يقدر على القراءة، وهو حريص على قراءة القرآن بدليل وصفه بالإيمان.
وقال أبو هريرة : "البيت الذي يتلى فيه كتاب الله كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة" .
وقد ذخرت كتب السنة بما لذ وطاب من الكلام المستطاب عن ثواب قراءة القرآن والعمل به؛ مما يدل على أهمية هذا الهدف في حياة كل مسلم،،
الهدف الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به
فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشهوات والشبهات والوساوس كلها التي تُحدِث القلق والاكتئاب، وشفاء للأبدان من الأسقام .. فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان: الشفاء العلمي المعنوي، والشفاء المادي البدني بإذن الله تعالى.
إن الناس بأمس الحاجة للاستشفاء بالقرآن الكريم .. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} .. وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} .
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله دخل عليها وامرأة تعالجها، أو ترقيها، فقال : "عالجيها بكتاب الله " .. وعن عبد الله بن مسعود قال "عليكم بالشفاءين العسل والقرآن"
أنواع الشفــــاء بالقرآن
الشفاء بالقرآن أربعة أنواع:
1) شفاء النفس من الشهوات.
2) شفاء القلب من الشبهات.
3) شفاء الصدر من الهم والحزن والقلق.
4) شفاء البدن.
كيف يحصل الشفاء بالقرآن؟
الاستشفاء بالقرآن يكون بأمرين:
الأول : الرقية به .. ولا أظن مسلمًا ينكر أثر النفث بالآيات في الشفاء والعلاج، ولكن ليس من أي أحد، وأيضًا هو ممكن لكل أحد، ممن يأخذ بالأسباب.
الثاني : القيام به آناء الليل وآناء النهار .. وخاصة في جوف الليل الآخر، وهذا يحقق شفاء القلب بسبب ما يحصل من عمق في فهم القرآن وفقه لآياته، وفهم للنفس والحياة، حيث يمتلئ القلب بنور الله تعالى وآياته فيتسع وينشرح فلا يبقى فيه مكان للشهوات أو الشبهات أو الوساوس المزعجة المقلقة.
وينبغي علينا أن نتعامل مع القرآن مباشرة .. فهو ميسر لكل من صدق في التعامل معه وجدَّ في القيام به، أما أن نجعل بيننا وبين القرآن وسطاء ونهمل التعامل المباشر معه فهذا غاية الحرمان.
تجد البعض حينما يصاب بمصيبة أو ينزل به مرض يجوب الآفاق ويطوف البلاد بين القراء والمعالجين، وما علم أن الأمر أقرب من ذلك وأيسر .. فالله سبحانه وتعالى حينما يبتلينا بالشدائد والمصائب يريد منا أن نتضرع وأن نستكين ونتذلل بين يديه سبحانه وتعالى كما قال عزَّ وجلَّ {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} .. والقيام الطويل بالقرآن هو من أهم صور التذلل لله تعالى والتضرع بين يديه ..
فالقيام بالقرآن من أقوى أسباب العافية والشفاء،،
لنرقى بالقران @lnrk_balkran
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شوشو المحبوبه
•
جزاكـِ الله خيراً...وجعلهـ في موازين حسناتكـِ..
جزاك الله خيــــــــــر
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
أستغفر الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته
سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكون
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
أستغفر الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته
سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكون
نووور البدر :جزاك الله خيــــــــــر اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات أستغفر الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكونجزاك الله خيــــــــــر اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم...
تدبُّر القرآن وعلاماته
إن مما يصرف كثيرًا من المسلمين عن تدبُّر القرآن والتفكُّر فيه وتذكُّر ما فيه من المعاني العظيمة؛ اعتقادهم صعوبة فهم القرآن .. وهذا خطأ في مفهوم تدبُّر القرآن، وانصراف عن الغاية التي من أجلها أُنزل، فالقرآن كتاب تربية وتعليم، وكتاب هداية وبصائر لكل الناس .. كتاب هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين، كتابٌ قد يسَّر الله تعالى فهمه وتدبره .. كما قال تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ..
وقال الشاطبي "فمن حيث كان القرآن معجزًا أفحم الفصحاء، وأعجز البلغاء أن يأتوا بمثله، فذلك لا يخرجه عن كونه عربيًا جاريًا على أساليب كلام العرب، ميسرًا للفهم فيه عن الله ما أمر به ونهى عنه" ] .. فعلى الرغم من إعجاز القرآن الذي أفحم الفصحاء، فإن لغته عربية سهلة ميسرَّة للفهم للجميع.
إن القرآن معظمه واضح، وبيِّن وظاهر لكل الناس ..
يدرك معناه الصغير والكبير، والعالم والأمي .. كما قال ابن عباس : "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله " .. ومعظم القرآن من القسمين الأولين.
فحينما سمع الأعرابي قول الله تعالى:{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}، قال: من ذا الذي أغضب الجليل حتى أقسم؟ ..
وحينما أخطأ إمام في قراءة آية النحل {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ}، قرأها: من تحتهم، صوَّب له خطأه امرأة عجوز لا تقرأ ولا تكتب.
مكــــائـــد الشيـطــان لصرفك عن تدبُّر القرآن والاهتداء به ..
قال ابن هبيرة "ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن، لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعا " ].. فمن تلبيس إبليس أن يحرمك من تدبُّر القرآن والتفكُّر في معانيه تورعًا، لأن المخاطرة تكون في أن تتكلم في القرآن بغير علم وليس في تدبُّره .. ولقد أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن، فقال عزَّ وجلَّ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
فلا تجعله يحوَّل بينك وبين فهم وتدبُّر كلام الله تبارك وتعالى، وإذا أشكل عليك معنى آية بادر وسارع إلى كتب التفسير للبحث عن معناها والمراد بها ..
لكن لا تُغْلِق عقلك فتقرأ دون تدبُّر أو تترك القراءة بالكلية!
ما المقصود بتدبر القرآن؟
هو التفكُّر والتـــــأمل في آيـــــــــات القرآن من أجل فهمه، وإدراك معانيــــه، وحكمه، والمراد منه.
وقد يطلق التدبر على العمل بالقرآن؛ لأنه ثمرته وللتلازم القوي بينهما ..
كما في قول علي بن أبي طالب "يا حملة القرآن أو يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم"، وقول الحسن بن علي " اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فليست بقراءة".
علامـــــــات تدبُّر القرآن
وهي سبــــع علامــــــات كما ورد في كتـــــاب الله عزَّ وجلَّ:
1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا .. يقول سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}
2) البكاء من خشية الله .. يقول الله تعالى{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}
3) زيادة الخشوع .. يقول الله عزَّ وجلَّ{قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
4) زيـــادة الإيمان، ودليله التكرار العفوي للآيات .. يقول تعالى{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
5) الفرح والاستبشار .. قال تعالى {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
6) القشعريرة خوفا من الله تعالى ثمَّ غلبة الرجاء والسكينة .. يقول تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
7) السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ .. يقول جلَّ جلاله{.. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر،
أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره ..
قال إبراهيم التيمي "من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علما لأن الله نعت العلماء فقال: {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}"
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت "كان أصحاب النبي إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم"
إن كل يوم يمر بك ولا يكون لك نصيب ورزق من هذه العلامات، فقد فاتك فيه ربحٌ عظيم، وهو يوم حري أن يُبكى على خسارته.
إن مما يصرف كثيرًا من المسلمين عن تدبُّر القرآن والتفكُّر فيه وتذكُّر ما فيه من المعاني العظيمة؛ اعتقادهم صعوبة فهم القرآن .. وهذا خطأ في مفهوم تدبُّر القرآن، وانصراف عن الغاية التي من أجلها أُنزل، فالقرآن كتاب تربية وتعليم، وكتاب هداية وبصائر لكل الناس .. كتاب هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين، كتابٌ قد يسَّر الله تعالى فهمه وتدبره .. كما قال تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ..
وقال الشاطبي "فمن حيث كان القرآن معجزًا أفحم الفصحاء، وأعجز البلغاء أن يأتوا بمثله، فذلك لا يخرجه عن كونه عربيًا جاريًا على أساليب كلام العرب، ميسرًا للفهم فيه عن الله ما أمر به ونهى عنه" ] .. فعلى الرغم من إعجاز القرآن الذي أفحم الفصحاء، فإن لغته عربية سهلة ميسرَّة للفهم للجميع.
إن القرآن معظمه واضح، وبيِّن وظاهر لكل الناس ..
يدرك معناه الصغير والكبير، والعالم والأمي .. كما قال ابن عباس : "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله " .. ومعظم القرآن من القسمين الأولين.
فحينما سمع الأعرابي قول الله تعالى:{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}، قال: من ذا الذي أغضب الجليل حتى أقسم؟ ..
وحينما أخطأ إمام في قراءة آية النحل {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ}، قرأها: من تحتهم، صوَّب له خطأه امرأة عجوز لا تقرأ ولا تكتب.
مكــــائـــد الشيـطــان لصرفك عن تدبُّر القرآن والاهتداء به ..
قال ابن هبيرة "ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن، لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعا " ].. فمن تلبيس إبليس أن يحرمك من تدبُّر القرآن والتفكُّر في معانيه تورعًا، لأن المخاطرة تكون في أن تتكلم في القرآن بغير علم وليس في تدبُّره .. ولقد أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن، فقال عزَّ وجلَّ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
فلا تجعله يحوَّل بينك وبين فهم وتدبُّر كلام الله تبارك وتعالى، وإذا أشكل عليك معنى آية بادر وسارع إلى كتب التفسير للبحث عن معناها والمراد بها ..
لكن لا تُغْلِق عقلك فتقرأ دون تدبُّر أو تترك القراءة بالكلية!
ما المقصود بتدبر القرآن؟
هو التفكُّر والتـــــأمل في آيـــــــــات القرآن من أجل فهمه، وإدراك معانيــــه، وحكمه، والمراد منه.
وقد يطلق التدبر على العمل بالقرآن؛ لأنه ثمرته وللتلازم القوي بينهما ..
كما في قول علي بن أبي طالب "يا حملة القرآن أو يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم"، وقول الحسن بن علي " اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فليست بقراءة".
علامـــــــات تدبُّر القرآن
وهي سبــــع علامــــــات كما ورد في كتـــــاب الله عزَّ وجلَّ:
1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا .. يقول سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}
2) البكاء من خشية الله .. يقول الله تعالى{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}
3) زيادة الخشوع .. يقول الله عزَّ وجلَّ{قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
4) زيـــادة الإيمان، ودليله التكرار العفوي للآيات .. يقول تعالى{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
5) الفرح والاستبشار .. قال تعالى {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
6) القشعريرة خوفا من الله تعالى ثمَّ غلبة الرجاء والسكينة .. يقول تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
7) السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ .. يقول جلَّ جلاله{.. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر،
أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره ..
قال إبراهيم التيمي "من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علما لأن الله نعت العلماء فقال: {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}"
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت "كان أصحاب النبي إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم"
إن كل يوم يمر بك ولا يكون لك نصيب ورزق من هذه العلامات، فقد فاتك فيه ربحٌ عظيم، وهو يوم حري أن يُبكى على خسارته.
لنرقى بالقران :تدبُّر القرآن وعلاماته إن مما يصرف كثيرًا من المسلمين عن تدبُّر القرآن والتفكُّر فيه وتذكُّر ما فيه من المعاني العظيمة؛ اعتقادهم صعوبة فهم القرآن .. وهذا خطأ في مفهوم تدبُّر القرآن، وانصراف عن الغاية التي من أجلها أُنزل، فالقرآن كتاب تربية وتعليم، وكتاب هداية وبصائر لكل الناس .. كتاب هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين، كتابٌ قد يسَّر الله تعالى فهمه وتدبره .. كما قال تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر: 17] .. وقال الشاطبي "فمن حيث كان القرآن معجزًا أفحم الفصحاء، وأعجز البلغاء أن يأتوا بمثله، فذلك لا يخرجه عن كونه عربيًا جاريًا على أساليب كلام العرب، ميسرًا للفهم فيه عن الله ما أمر به ونهى عنه" [الموافقات (3:805)] .. فعلى الرغم من إعجاز القرآن الذي أفحم الفصحاء، فإن لغته عربية سهلة ميسرَّة للفهم للجميع. إن القرآن معظمه واضح، وبيِّن وظاهر لكل الناس .. يدرك معناه الصغير والكبير، والعالم والأمي .. كما قال ابن عباس : "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله " [تفسير الطبري (1/75)، مقدمة ابن تيمية (115)] .. ومعظم القرآن من القسمين الأولين. فحينما سمع الأعرابي قول الله تعالى:{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}[الذاريات:23]، قال: من ذا الذي أغضب الجليل حتى أقسم؟ .. وحينما أخطأ إمام في قراءة آية النحل {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ}[النحل:26]، قرأها: من تحتهم، صوَّب له خطأه امرأة عجوز لا تقرأ ولا تكتب. مكــــائـــد الشيـطــان لصرفك عن تدبُّر القرآن والاهتداء به .. قال ابن هبيرة "ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن، لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعا " [ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (3-273)].. فمن تلبيس إبليس أن يحرمك من تدبُّر القرآن والتفكُّر في معانيه تورعًا، لأن المخاطرة تكون في أن تتكلم في القرآن بغير علم وليس في تدبُّره .. ولقد أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن، فقال عزَّ وجلَّ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: 24] فلا تجعله يحوَّل بينك وبين فهم وتدبُّر كلام الله تبارك وتعالى، وإذا أشكل عليك معنى آية بادر وسارع إلى كتب التفسير للبحث عن معناها والمراد بها .. لكن لا تُغْلِق عقلك فتقرأ دون تدبُّر أو تترك القراءة بالكلية! ما المقصود بتدبر القرآن؟ هو التفكُّر والتـــــأمل في آيـــــــــات القرآن من أجل فهمه، وإدراك معانيــــه، وحكمه، والمراد منه. وقد يطلق التدبر على العمل بالقرآن؛ لأنه ثمرته وللتلازم القوي بينهما .. كما في قول علي بن أبي طالب "يا حملة القرآن أو يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم"، وقول الحسن بن علي " اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فليست بقراءة". علامـــــــات تدبُّر القرآن وهي سبــــع علامــــــات كما ورد في كتـــــاب الله عزَّ وجلَّ: 1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا .. يقول سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}[الفرقان: 73] 2) البكاء من خشية الله .. يقول الله تعالى{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}[المائدة: 83] 3) زيادة الخشوع .. يقول الله عزَّ وجلَّ{قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}[الإسراء: 107,109] 4) زيـــادة الإيمان، ودليله التكرار العفوي للآيات .. يقول تعالى{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال: 2] 5) الفرح والاستبشار .. قال تعالى {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}[التوبة: 124] 6) القشعريرة خوفا من الله تعالى ثمَّ غلبة الرجاء والسكينة .. يقول تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر: 23] 7) السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ .. يقول جلَّ جلاله{.. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}[مريم: 58] فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر، أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره .. قال إبراهيم التيمي "من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علما لأن الله نعت العلماء فقال: {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}[الإسراء: 107,109]" [حلية الأولياء : 5-88] وعن أسماء بنت أبي بكر قالت "كان أصحاب النبي إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم" [تفسيرالقرطبي (15:149)] إن كل يوم يمر بك ولا يكون لك نصيب ورزق من هذه العلامات، فقد فاتك فيه ربحٌ عظيم، وهو يوم حري أن يُبكى على خسارته.تدبُّر القرآن وعلاماته إن مما يصرف كثيرًا من المسلمين عن تدبُّر القرآن والتفكُّر فيه وتذكُّر...
علامات النجاح في تدبُّر القرآن
كيف أعرف إن كنت نجحت في تدبُّر القرآن، أو لا؟ .. وما درجة نجاحي؟
الجواب: للنجاح في تدبر القرآن علامات علمية وعملية منها :
1) المحافظة على تحزيب القرآن مهما كانت الظروف .. وألا يقدم عليه أي عمل مهما كان.
2) الترقي والصعود في تحزيب القرآن حتى يصل آخر مستوى، وهو أن يختم القرآن: حفظًا، كل أسبوع، في صلاة، في ليل، بترتيل، وتكرار وتوقف، وجهر وتغنِّ .. وهذه هي المفاتيح السبعة العملية.
3) توارد آيات القرآن على القلب آناء الليل والنهار بعفوية وتلقائية ..كما قال مطرف بن عبد الله "إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبَّر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة"
4) تكوُّن ملكة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم .. وذلك بأن يستطيع أن يجمع ذهنيًا آيات كل موضوع يريده ويستشهد بها دون عناء، وأن يوجد لديه الانتباه الدقيق لمفردات القرآن الكريم بحيث يحصل لديه الربط بينها بعفوية وتلقائية تامة مهما تعددت أو تباعدت مواضعها من القرآن الكريم.
وإذا أضيف إلى تدبُّر القرآن الكريم تدبُّر السُّنَّة، فإن هذه الملكة تجمع بين الآيات والأحاديث في آنٍ واحد .
ولا يشترط لتحصيل هذه الملكة تحصيل علوم الآلة، بل يمكن لأي مُكْثِر لقراءة القرآن والسُّنَّة متدبِّر لهما امتلاكها .. وهذا مشاهد عند عدد من العوام، وبعض الدعاة .
5) أن يكون خُلُقه القرآن في كل شأن من شؤون الحياة .. وأخلاق القرآن كثيرة وعظيمة، فمنها: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (*) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (*) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}، و{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، و{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (*) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، وغيرها كثير من الصفات العظيمة التي جاهد الصالحون في الوصول إليها، واجتهد الناجحون في تحقيقها .. وهي مطالب وأمنيات وأهداف، تحقيق أي واحدة منها يعتبر إنجازًا عظيمًا وفتحًا مبينًا.
إن التدريب على مفاتيح تدبُّر القرآن والسير في طريقها يحقق لك بعون الله تعالى كل ما تريد من تلك المكاسب العظيمة من أخلاق القرآن إلى أن توصلك إلى الهدف المنشود والغاية المقصودة:
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
5) دعوة الآخرين للنجاح في تدبُّر القرآن، وخاصة الأقربين .. لأنه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" .. فحماسه ونشاطه في دعوة الآخرين علامة على أنه فعلاً ذاق طعم النجاح ويتمنى لأهله وإخوانه ما وجد، أما من لم يُحصِّل هذه العلامة فنجاحه بالقرآن غير مؤكد.
وكل من هذه العلامات الخمس لها مراتب ودرجات ومستويات ..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لبلوغها وأن يجعل القرآن ربيــــع قلوبنـــا والقائد لنا في حياتنـــا،،
كيف أعرف إن كنت نجحت في تدبُّر القرآن، أو لا؟ .. وما درجة نجاحي؟
الجواب: للنجاح في تدبر القرآن علامات علمية وعملية منها :
1) المحافظة على تحزيب القرآن مهما كانت الظروف .. وألا يقدم عليه أي عمل مهما كان.
2) الترقي والصعود في تحزيب القرآن حتى يصل آخر مستوى، وهو أن يختم القرآن: حفظًا، كل أسبوع، في صلاة، في ليل، بترتيل، وتكرار وتوقف، وجهر وتغنِّ .. وهذه هي المفاتيح السبعة العملية.
3) توارد آيات القرآن على القلب آناء الليل والنهار بعفوية وتلقائية ..كما قال مطرف بن عبد الله "إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبَّر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة"
4) تكوُّن ملكة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم .. وذلك بأن يستطيع أن يجمع ذهنيًا آيات كل موضوع يريده ويستشهد بها دون عناء، وأن يوجد لديه الانتباه الدقيق لمفردات القرآن الكريم بحيث يحصل لديه الربط بينها بعفوية وتلقائية تامة مهما تعددت أو تباعدت مواضعها من القرآن الكريم.
وإذا أضيف إلى تدبُّر القرآن الكريم تدبُّر السُّنَّة، فإن هذه الملكة تجمع بين الآيات والأحاديث في آنٍ واحد .
ولا يشترط لتحصيل هذه الملكة تحصيل علوم الآلة، بل يمكن لأي مُكْثِر لقراءة القرآن والسُّنَّة متدبِّر لهما امتلاكها .. وهذا مشاهد عند عدد من العوام، وبعض الدعاة .
5) أن يكون خُلُقه القرآن في كل شأن من شؤون الحياة .. وأخلاق القرآن كثيرة وعظيمة، فمنها: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (*) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (*) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}، و{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، و{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (*) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، وغيرها كثير من الصفات العظيمة التي جاهد الصالحون في الوصول إليها، واجتهد الناجحون في تحقيقها .. وهي مطالب وأمنيات وأهداف، تحقيق أي واحدة منها يعتبر إنجازًا عظيمًا وفتحًا مبينًا.
إن التدريب على مفاتيح تدبُّر القرآن والسير في طريقها يحقق لك بعون الله تعالى كل ما تريد من تلك المكاسب العظيمة من أخلاق القرآن إلى أن توصلك إلى الهدف المنشود والغاية المقصودة:
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
5) دعوة الآخرين للنجاح في تدبُّر القرآن، وخاصة الأقربين .. لأنه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" .. فحماسه ونشاطه في دعوة الآخرين علامة على أنه فعلاً ذاق طعم النجاح ويتمنى لأهله وإخوانه ما وجد، أما من لم يُحصِّل هذه العلامة فنجاحه بالقرآن غير مؤكد.
وكل من هذه العلامات الخمس لها مراتب ودرجات ومستويات ..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لبلوغها وأن يجعل القرآن ربيــــع قلوبنـــا والقائد لنا في حياتنـــا،،
لنرقى بالقران :علامات النجاح في تدبُّر القرآن كيف أعرف إن كنت نجحت في تدبُّر القرآن، أو لا؟ .. وما درجة نجاحي؟ الجواب: للنجاح في تدبر القرآن علامات علمية وعملية منها : 1) المحافظة على تحزيب القرآن مهما كانت الظروف .. وألا يقدم عليه أي عمل مهما كان. 2) الترقي والصعود في تحزيب القرآن حتى يصل آخر مستوى، وهو أن يختم القرآن: حفظًا، كل أسبوع، في صلاة، في ليل، بترتيل، وتكرار وتوقف، وجهر وتغنِّ .. وهذه هي المفاتيح السبعة العملية. 3) توارد آيات القرآن على القلب آناء الليل والنهار بعفوية وتلقائية ..كما قال مطرف بن عبد الله "إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبَّر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة" [حلية الأولياء (1:297)] 4) تكوُّن ملكة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم .. وذلك بأن يستطيع أن يجمع ذهنيًا آيات كل موضوع يريده ويستشهد بها دون عناء، وأن يوجد لديه الانتباه الدقيق لمفردات القرآن الكريم بحيث يحصل لديه الربط بينها بعفوية وتلقائية تامة مهما تعددت أو تباعدت مواضعها من القرآن الكريم. وإذا أضيف إلى تدبُّر القرآن الكريم تدبُّر السُّنَّة، فإن هذه الملكة تجمع بين الآيات والأحاديث في آنٍ واحد . ولا يشترط لتحصيل هذه الملكة تحصيل علوم الآلة، بل يمكن لأي مُكْثِر لقراءة القرآن والسُّنَّة متدبِّر لهما امتلاكها .. وهذا مشاهد عند عدد من العوام، وبعض الدعاة . 5) أن يكون خُلُقه القرآن في كل شأن من شؤون الحياة .. وأخلاق القرآن كثيرة وعظيمة، فمنها: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (*) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (*) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}[المؤمنون: 2,4]، و{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب: 35]، و{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (*) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 134,135]، وغيرها كثير من الصفات العظيمة التي جاهد الصالحون في الوصول إليها، واجتهد الناجحون في تحقيقها .. وهي مطالب وأمنيات وأهداف، تحقيق أي واحدة منها يعتبر إنجازًا عظيمًا وفتحًا مبينًا. إن التدريب على مفاتيح تدبُّر القرآن والسير في طريقها يحقق لك بعون الله تعالى كل ما تريد من تلك المكاسب العظيمة من أخلاق القرآن إلى أن توصلك إلى الهدف المنشود والغاية المقصودة: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) 5) دعوة الآخرين للنجاح في تدبُّر القرآن، وخاصة الأقربين .. لأنه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" [متفق عليه].. فحماسه ونشاطه في دعوة الآخرين علامة على أنه فعلاً ذاق طعم النجاح ويتمنى لأهله وإخوانه ما وجد، أما من لم يُحصِّل هذه العلامة فنجاحه بالقرآن غير مؤكد. وكل من هذه العلامات الخمس لها مراتب ودرجات ومستويات .. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لبلوغها وأن يجعل القرآن ربيــــع قلوبنـــا والقائد لنا في حياتنـــا،،علامات النجاح في تدبُّر القرآن كيف أعرف إن كنت نجحت في تدبُّر القرآن، أو لا؟ .. وما...
القرآن طوق النجاة
لو تأملنا في حال الناجحين في الحياة بدءًا من النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بالمعاصرين من الصالحين، لوجدنا أن القاسم المشترك بينهم هو القيام بالقرآن وفي صلاة الليل خاصة.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"..
إنه الحرص على عدم فواته مهما حالت دونه الحوائل أو اعترضته العوارض؛ لأنهم يعلمون يقينًا أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيا بدونه، وقد كانوا يحرصون على غذاء القلب قبل غذاء البدن.
والقرآن ظاهر وباطن ..
ظاهر .. يراه كل الناس وهو صور الحروف والسطور التي كتبت على صفحات المصحف الذي يباع في كل مكان، ويراه كل الناس مسلم وكافر مؤمن ومنافق بر وفاجر صغير وكبير ..
وله باطن .. لا يراه إلا المؤمنون الذين آمنوا بأنه كلام الله، وآمنوا بضرورة قراءته والقيام به فغاصوا في أعماق معانيه.
قال سهل بن عبد الله التُسْتَري " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه؛ لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه، وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله على قلبه. وكلام الله غير مخلوق، ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة " ..
فالناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم لآيات القرآن الكريم، وتنزيلها على أمور حياتهم.
ولابد من التدريب والمجاهدة للوصول لهذا الفهم ..
ففهم القرآن وتدبُّره مواهب من الله الكريم الوهاَّب، يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد .. أما المُشْتَغِل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
قال ثابت البناني "كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة " ..
فقف عند الباب حتى يُفتَح لك؛
إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإنه متى فُتِحَ لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا العبارات أن تصور حقيقته .. أما إن استعجلت وانصرفت، فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.
تذكَّر أن السفينة لا تجري على اليابس،
وأن المكارم لا تنال إلا بالمكاره،
وأن الجنة حفت بالمكاره،،
والقرآن هو طوق النجاة في هذه الحياة، وهو حبل طرفه بيد الله وطرفه بيدك ..
يقول الله تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} ..
فمتى أردت أن تدخل في رحمة الله وأن تُهدى إلى الصراط المستقيم، جاهد نفسك في تدبُّر القرآن الكريم، وفرِّغ وقتك وجهدك وركز اهتمامك على هذا الأمر العظيم .
ونحن نؤمن ونصدق بقول الله تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، وموقنين بقوله سبحانه {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.
فهذا هو القرآن .. ونحن نقرؤه،
ولكن ما أخبر الله تعالى عنه من تأثير فإننا لا نجده! .. فلماذا؟
القرآن هو القرآن، وقد وصل والحمد لله إلينا محفوظًا تامًا مصونًا من الزيادة والنقص .. فلا شك أن الخلل في قرائتنا وقلة تدبُرنا، وقلوبنا التي لا تُحسِن استقبال كلام الرحمن ..
ولقد كان لسلفنا الصالح قواعد ووسائل عملية في تعاملهم مع القرآن الكريم، لكن بسبب غفلة الكثيرين عنها أصبحوا لا يتأثرون بما فيه من الآيات والعظات والأمثال والحكم ... ومن أخذ بهذه الوسائل فإنه سيجد بإذن الله تعالى أن معاني القرآن تتدفق عليه حتى ربما يمضى عليه وقت طويل لا يستطيع تجاوز آية واحدة بسبب كثرة المعاني التي تفتح عليه ..
مفاتيح تدبر القرآن عشرة ..
مجموعة في قولك : ( لإصلاح ترتجِ )
(ل) لب وهو القلب .. والمعنى أن حب القرآن هو المفتاح الأول للتدبُّر، فالقلب هو آلة فهم القرآن، والقلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء، والعبد مفتقر إلى ربِّه ليفتح قلبه للقرآن فيطلع على خزائنه وكنوزه.
(أ) أهداف، أو أهمية .. أي استحضار أهداف قراءة القرآن.
(ص) صلاة .. أن تكون القراءة في صلاة.
(ل) ليـــل .. أن تكون القراءة والصلاة في ليل، أي وقت الصفاء والتركيز.
(أ) أسبوع .. أن يكرر ما يقرؤه من القرآن كل أسبوع، حتى لو لجزء منه.
(ح) حفظًا .. أن تكون القراءة حفظًا عن ظهر قلب، بحيث يحصل التركيز التام وانطباع الآيات عند القراءة.
(ت) تكرار .. تكرار الآيات وترديدها لتحقيق مزيد من التثبيت.
(ر) ربط .. ربط الآيات بواقعك اليومي وبنظرتك للحياة.
(ت) ترتيل .. الترتيل والترسل في القراءة، وعدم العجلة .. إذ المقصود هو الفهم وليس الكم، وهذه مشكلة الكثيرين، وهم بهذا الاستعجال يفوتون على أنفسهم خيرًا عظيمًا.
(ج) جهرًا .. الجهر بالقراءة؛ ليقوى التركيز ويكون التوصيل بالصورة والصوت معًا.
فهذه وسائل وأدوات يُكمِّل بعضها بعضًا في تحقيق وتحصيل مستوى أعلى وأرفع في تدُّبر آيات القرآن الكريم، والانتفاع والتأثر بها.. هذه المفاتيح هي التي تفتح الطريق للقرآن ليصل إلى قلب الإنسان وروحه.
ومما يتأكد التنبيه عليه عدم قصر وحصر النجاح في تدبُّر القرآن على هذه المفاتيح،
فما هي إلا أسباب والنتائج بيد الله تعالى يعطيها من شاء ويمنعها من شاء ..
فاسلك هذه الأسباب لعل الله إذا رأى مجاهدتك في هذا الأمر وعَلِم منك صدقك
أن يفتح لك خزائن كتابه تتنعم فيها في الدنيا قبل الآخرة.
فإيـــاك - أخي المسلم - أن ترحل من هذه الدنيا ولم تذق ألذ وأطيب ما فيها، إنه القرآن كلام الله الذي لا يشبه التنعم به أي نعيم على الإطلاق ..
وهو حاصلٌ بإذن الله تعالى لمن أخذ بهذه المفاتيح التي هدي إليها سلفنا الصالح، ففُتِحَت لهم كنوز القرآن وبها فُتِحَت لهم كنوز الأرض وخيراتها فكانوا خير أمة أخرجت للناس،،
لو تأملنا في حال الناجحين في الحياة بدءًا من النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بالمعاصرين من الصالحين، لوجدنا أن القاسم المشترك بينهم هو القيام بالقرآن وفي صلاة الليل خاصة.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"..
إنه الحرص على عدم فواته مهما حالت دونه الحوائل أو اعترضته العوارض؛ لأنهم يعلمون يقينًا أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيا بدونه، وقد كانوا يحرصون على غذاء القلب قبل غذاء البدن.
والقرآن ظاهر وباطن ..
ظاهر .. يراه كل الناس وهو صور الحروف والسطور التي كتبت على صفحات المصحف الذي يباع في كل مكان، ويراه كل الناس مسلم وكافر مؤمن ومنافق بر وفاجر صغير وكبير ..
وله باطن .. لا يراه إلا المؤمنون الذين آمنوا بأنه كلام الله، وآمنوا بضرورة قراءته والقيام به فغاصوا في أعماق معانيه.
قال سهل بن عبد الله التُسْتَري " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه؛ لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه، وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله على قلبه. وكلام الله غير مخلوق، ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة " ..
فالناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم لآيات القرآن الكريم، وتنزيلها على أمور حياتهم.
ولابد من التدريب والمجاهدة للوصول لهذا الفهم ..
ففهم القرآن وتدبُّره مواهب من الله الكريم الوهاَّب، يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد .. أما المُشْتَغِل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
قال ثابت البناني "كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة " ..
فقف عند الباب حتى يُفتَح لك؛
إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإنه متى فُتِحَ لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا العبارات أن تصور حقيقته .. أما إن استعجلت وانصرفت، فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.
تذكَّر أن السفينة لا تجري على اليابس،
وأن المكارم لا تنال إلا بالمكاره،
وأن الجنة حفت بالمكاره،،
والقرآن هو طوق النجاة في هذه الحياة، وهو حبل طرفه بيد الله وطرفه بيدك ..
يقول الله تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} ..
فمتى أردت أن تدخل في رحمة الله وأن تُهدى إلى الصراط المستقيم، جاهد نفسك في تدبُّر القرآن الكريم، وفرِّغ وقتك وجهدك وركز اهتمامك على هذا الأمر العظيم .
ونحن نؤمن ونصدق بقول الله تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، وموقنين بقوله سبحانه {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.
فهذا هو القرآن .. ونحن نقرؤه،
ولكن ما أخبر الله تعالى عنه من تأثير فإننا لا نجده! .. فلماذا؟
القرآن هو القرآن، وقد وصل والحمد لله إلينا محفوظًا تامًا مصونًا من الزيادة والنقص .. فلا شك أن الخلل في قرائتنا وقلة تدبُرنا، وقلوبنا التي لا تُحسِن استقبال كلام الرحمن ..
ولقد كان لسلفنا الصالح قواعد ووسائل عملية في تعاملهم مع القرآن الكريم، لكن بسبب غفلة الكثيرين عنها أصبحوا لا يتأثرون بما فيه من الآيات والعظات والأمثال والحكم ... ومن أخذ بهذه الوسائل فإنه سيجد بإذن الله تعالى أن معاني القرآن تتدفق عليه حتى ربما يمضى عليه وقت طويل لا يستطيع تجاوز آية واحدة بسبب كثرة المعاني التي تفتح عليه ..
مفاتيح تدبر القرآن عشرة ..
مجموعة في قولك : ( لإصلاح ترتجِ )
(ل) لب وهو القلب .. والمعنى أن حب القرآن هو المفتاح الأول للتدبُّر، فالقلب هو آلة فهم القرآن، والقلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء، والعبد مفتقر إلى ربِّه ليفتح قلبه للقرآن فيطلع على خزائنه وكنوزه.
(أ) أهداف، أو أهمية .. أي استحضار أهداف قراءة القرآن.
(ص) صلاة .. أن تكون القراءة في صلاة.
(ل) ليـــل .. أن تكون القراءة والصلاة في ليل، أي وقت الصفاء والتركيز.
(أ) أسبوع .. أن يكرر ما يقرؤه من القرآن كل أسبوع، حتى لو لجزء منه.
(ح) حفظًا .. أن تكون القراءة حفظًا عن ظهر قلب، بحيث يحصل التركيز التام وانطباع الآيات عند القراءة.
(ت) تكرار .. تكرار الآيات وترديدها لتحقيق مزيد من التثبيت.
(ر) ربط .. ربط الآيات بواقعك اليومي وبنظرتك للحياة.
(ت) ترتيل .. الترتيل والترسل في القراءة، وعدم العجلة .. إذ المقصود هو الفهم وليس الكم، وهذه مشكلة الكثيرين، وهم بهذا الاستعجال يفوتون على أنفسهم خيرًا عظيمًا.
(ج) جهرًا .. الجهر بالقراءة؛ ليقوى التركيز ويكون التوصيل بالصورة والصوت معًا.
فهذه وسائل وأدوات يُكمِّل بعضها بعضًا في تحقيق وتحصيل مستوى أعلى وأرفع في تدُّبر آيات القرآن الكريم، والانتفاع والتأثر بها.. هذه المفاتيح هي التي تفتح الطريق للقرآن ليصل إلى قلب الإنسان وروحه.
ومما يتأكد التنبيه عليه عدم قصر وحصر النجاح في تدبُّر القرآن على هذه المفاتيح،
فما هي إلا أسباب والنتائج بيد الله تعالى يعطيها من شاء ويمنعها من شاء ..
فاسلك هذه الأسباب لعل الله إذا رأى مجاهدتك في هذا الأمر وعَلِم منك صدقك
أن يفتح لك خزائن كتابه تتنعم فيها في الدنيا قبل الآخرة.
فإيـــاك - أخي المسلم - أن ترحل من هذه الدنيا ولم تذق ألذ وأطيب ما فيها، إنه القرآن كلام الله الذي لا يشبه التنعم به أي نعيم على الإطلاق ..
وهو حاصلٌ بإذن الله تعالى لمن أخذ بهذه المفاتيح التي هدي إليها سلفنا الصالح، ففُتِحَت لهم كنوز القرآن وبها فُتِحَت لهم كنوز الأرض وخيراتها فكانوا خير أمة أخرجت للناس،،
الصفحة الأخيرة