بارلا
بارلا
الشيخ سلمان العودة: تَوَقُّف العدوان الإسرائيلي لا يعني نهايته الإسلام اليوم/ أيمن بريك السبت 27 محرم 1430الموافق 24 يناير 2009 قال : إن هذا يُوجِبُ على الفلسطينيين أن يتدبروا أمرهم، كما يوجب على المسلمين أن يقفوا معهم الشيخ سلمان العودة: تَوَقُّف العدوان لا يعني نهايته أكّد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" أنّ تَوَقُّفَ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لا يعني نهايته، مشيرًا إلى أنه يجب على الفلسطينيين أن يتدبروا أمرهم، كما يجب على المسلمين والعرب بصفةٍ خاصةٍ أن يقفوا معهم . وقال الشيخ سلمان -في حلقة اليوم من برنامج "الحياة كلمة" والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "الفعل والنتيجة" -: إننا لا بُدَّ أن نُشِيدَ بهذا الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية، بعد أن وضعت الحرب أوزارها، فقد رَدَّ الله عز وجل الكافرين بغيظهم لم ينالوا خيرًا، وحفظ المسلمين، واتَّخذ منهم شهداء. ومع ذلك، فهو سبحانه تعالى يقول عن هؤلاء الأعداء:{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ}، فَهُمْ أَوْقَدُوا نَارَ الْحَرْبِ، وَأْطَفَأَهَا اللَّهُ وَ{يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}، فالتعبير بالفعل المضارع ( وَيَسْعَوْنَ)، يَدُلُّ على تَكْرَارِ هذا الأمر منهم، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، فهم يفرغون من حرب لِيُحَضِّرُوا لأخرى، وما زالت تهديداتُهُم جاريةً في الأيام الماضية . بعيدا عن الإثارة !! وأضاف فضيلته: إن هذا يُوجِب على الفلسطينيين أن يتدَبَّرُوا أمرهم جيدًا، كما يجب على المسلمين أن يقفوا معهم- والعرب على وجه الخصوص- حينما تقوم معركتهم ضد الصهيونية، بينما حينما تكون معركتهم سجالًا إعلاميًّا فيما بينهم، فعلينا أن نبتعد عن أي إثارة أو تصعيد، وأن ندعو الجميع إلى الجنوح للسلم فيما بينهم، وإلى الحوار، وعدم الاستجابة للاستفزازات الإعلامية التي أصبحنا نشاهدها، أحيانًا، بدوافع قد تكون لما كان في وقت الحرب. مشيرًا إلى أن من الأشياء التي كثيرا ما تُطِلُّ علينا في أوقات الأزمات التلاوُمَ والتراشُقَ، وهذا قد يكون مفهومًا أحيانًا وقت الأزمة. ما المستحيل إذن ؟!! وتعقيبًا على رسالةٍ وصلت فضيلتَهُ من أحد الغيورين، يخاطب فيها علماء العالم الإسلامي، ودعاة العالم الإسلامي وفقهاءه بكلام طويل، وقال : إنكم لم تصنعوا شيئًا، وما فعلتموه هو ما فعله الحكام، وهو ما فعله غيركم، مجرد الشجب والإدانة والاستنكار! ثم قال: أنا لا أطلب المستحيل.. فقلتُ في نفسي: حسنًا، نحن نريد من يقول: اعملوا كذا وكذا، ويأتي بخطط عملية. فقال: لِيَذْهَبْ ألفُ عالم، ولْيَمُتْ ألفُ عالم، ولْيُقْتَلْ ألفُ عالم، وليُسْجَنْ ألفُ عالم، ولْيَهْلِكْ ألف عالم!! وبدأ يُعَدِّدُ من هذه الألوف المؤلفة! قال الشيخ سلمان: فوضعتُ يدي على رأسي، وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون! إذا لم يكن هذا هو المستحيل، فما هو المستحيل إذن؟! وحتى هؤلاء يذهبون في أي سبيل؟! فإذا كان أمامك أمر محدد واضح، ومخطط، وعليه بصمة الإيمان والتقوى، فإنه لا يوجد أَحَدٌ يستكثره مهما كان.. لكن أن يكون الأمر بهذه الطريقة، دون أن يكون هناك هَدَفٌ واضح، فهذا يُوحِي بأهمية أن نتكلم عن السبب والنتيجة! السبب والنتيجة وتعقيبًا على مُدَاخَلة تتحدث عن السبب والنتيجة بدءًا من التأصيل في تشريعنا الإسلامي، وكيف تكلم القرآن عن قصص الأنبياء عندما يقومون بدعواتهم، وهل كانوا ينتظرون نتيجة ما، أما أنهم كانوا يقومون بفعل قد أُمِرُوا به وفقط؟ أوضح الدكتور العودة: أن المنهج كان للأنبياء كما كان لغيرهم، من وجود سنن يلتزمون بها، وكانوا مأمورين بالعمل، ومأمورين بالفعل، وبالمحاولة والصبر والتخطيط . وضرب فضيلته مثالًا على ذلك بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام في مواجهة الأزمة الاقتصادية، يقول تعالى:{تَزْرَعُون سَبَعَ سنينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ ثمَُّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وفِيهِ يَعْصِرُونَ}. فهنا نلاحظ أن هناك أزمةً واجهها نبي الله يوسف بالتخطيط والترتيب، حتى بتحديد المراحل والسنوات. وضرب فضيلته مثالًا آخَرَ بيعقوبَ عليه الصلاة والسلام، عندما قال لِبَنِيه : {يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ واحِدٍ وادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ}. فكثيرٌ من العلماء يقول : كان هنا مقصد من وراء ذلك، وهو أنه كان يخاف عليهم من العين.. أو ربما فهمنا من هذا المقصد أنه كان يريد أن يبتعد عنهم قُطَّاع الطرق؛ لأنهم إذا رأوهم مجتمعين ظَنُّوا أن معهم شيئا كثيرٍا، فربما هاجموهم، أو خَطَّطُوا لهم . يتبع بإذن الله
الشيخ سلمان العودة: تَوَقُّف العدوان الإسرائيلي لا يعني نهايته الإسلام اليوم/ أيمن بريك السبت 27...
هَدْيُ الأنبياء

وأردف الشيخ سلمان: وهكذا أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، جميعًا، كانوا يعملون، ويرتبون، ويُخَطِّطُون، والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. لكن كان يأمرهم ويتعَبَّدُهم بفعل السنن والنواميس، أما الاستثناءات، فهي عبارة عن آيات، أو معجزات، مثل ما وَقَع لموسى عليه الصلاة والسلام، أو ما وَقَعَ لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، فهذه استثناءات فيها جانب الآية والإعجاز، حتى عندما وضع إبراهيم أولادَهُ وأسرته في مكة، ولحقت به زوْجُهُ تقول: آللهُ أَمَرَكَ بهذا؟ فأشار برأسه أنْ نَعَم. قالتْ : إذنْ لَا يُضَيِّعُنا .
وذكر فضيلته أن هذا يدعونا إلى ملاحظة أن اتباع الأنبياء هو في اتباع النواميس والسنن التي عملوها، وأما الاستثناءات التي هي عبارة عن معجزاتٍ أو آياتٍ، فإن الناس لم يُتَعَبَّدوا بها، بل كان كل الأنبياء عليهم السلام يعملون بذلك، فلنبي صلى الله عليه وسلم.
فالأنبياء كان منهاجهم اتباع السنن والنواميس، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا ذكر الأنبياء الذين رآهم ليلةَ أُسْرِيَ به، أو عُرِضُوا له، قال: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ ومَعَهُ الرَّهْطُ، والرُّهَيْطُ، والنَّبِيَّ معه الرَّجُلُ والرَّجُلَانِ، والنَّبِيَّ وليس معه أَحَدٌ، ورُفِعَ لي سَوَادٌ عظيمٌ، فقلتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هَذَا مُوسَى وقَوْمُهُ، ثُمَّ رأى أُمَّتَه، وقال : إنّ فيهِمْ سَبْعِينَ أَلْفٍا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ، هُمُ الذين لا يَسْتَرْقُون، ولا يَكْتَوُون، ولا يَتَطَيَّرُونَ، وعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون" .
درس عظيم
وأشار فضيلته إلى أن البعض يحتج فيقول: هذا نَبِيٌّ بُعِثَ ولم يَتْبَعْهُ أحد! ولكن الأمرَ ليس كذلك؛ لأن عليه فِعْلَ السَّبَبِ، وأما النتيجة فعلى الله، كما يقول بعضهم!
وهذا الكلام غير صحيح، فلماذا تحتج بِنَبِيٍّ ليس معه أحد، وتنسى النبي الذي معه الرهط، والنبيَّ الذي معه السواد العظيم، والنبي الذي معه أُمَمٌ لا يحيط بعلمها وعددها إلا الله عز وجل؟!
وأما ذاك النبي فقد عمل كل الأسباب، واستخدم كل الإمكانيات، ولم يجد اتباعًا من الناس، وهذا يعطينا درسًا عظيمًا في الحياة؛ وهو: أن بعض الناس يؤثرون أَلَّا يعملوا، وجحتهم: ما الفائدة من العمل، إذا كان هذا العمل سيأتي عليه أمر يعوقه، أو يُفْشِلُهُ؟! فتجد البعض يعذر لنفسه بعدم العمل؛ لأنه يقول: ما الفائدة أن أزرع، وأنا أعرف أن الجليد سوف يقتل زرعي، أو أن الحشراتِ سوف تقتله؟! ما الفائدة أن أعمل وأنا أعلم أن الفشل ينتظرني!
حسن الظن
وأوضح الدكتور العودة أننا في مثل نَرُدُّ عليهم بمثل هذا الحديث، بأنّ النَّبِيَّ يأتي وليس معه أحد، ونرد عليهم بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا قامَتِ السَّاعَةُ وبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فاستطاع أَلَّا تقومَ حتى يَغْرِسَهَا، فَلْيَغْرِسْهَا، فله بذلك أَجْرٌ"، أما الفعل فهو مُكَرَّرٌ.
والنبي صلى الله عليه وسلم، يقول أيضًا في الحديث الذي رواه الترمذي:" لو أنَّكُمْ تَتَوَكَّلُون على اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ، كما يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغدُوا خِمَاصًا وتَرُوحُ بِطَانًا".
فالنبي صلى الله عليه وسلم تحدث هنا عن التوكل، "فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"، ولكنه مع ذلك تَكَلَّمَ عن الطير التي تغدو وتروح، ولم تجلس في وُكُنَاتِها وفي أعشاشها تنتظر الرزق، وإنما غدت وراحت وبحثت، وحصلتْ على النتيجة، فهذا وَعْدٌ من النبي صلى الله عليه وسلم- وهو وَعْدٌ من اللَّهِ- أنه من يَعْمَلْ يُصِبْ : {مَنْ يَعْمَلْ سُوْءًا يُجْزَ بِهِ ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} .
وذَكَّرَ فضيلته بقول الله سبحانه وتعالى، في الحديث القدسي : ، مشيرًا إلى أن الذي يعمل ويَظُنُّ بربه خيرًا؛ أنّ الله سوف يُنْجِحُ مسعاه، فعليه أن ينتظرَ نتيجةً جميلةً ورائعةً .


يتبع بإذن الله
بارلا
بارلا
هَدْيُ الأنبياء وأردف الشيخ سلمان: وهكذا أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، جميعًا، كانوا يعملون، ويرتبون، ويُخَطِّطُون، والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. لكن كان يأمرهم ويتعَبَّدُهم بفعل السنن والنواميس، أما الاستثناءات، فهي عبارة عن آيات، أو معجزات، مثل ما وَقَع لموسى عليه الصلاة والسلام، أو ما وَقَعَ لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، فهذه استثناءات فيها جانب الآية والإعجاز، حتى عندما وضع إبراهيم أولادَهُ وأسرته في مكة، ولحقت به زوْجُهُ تقول: آللهُ أَمَرَكَ بهذا؟ فأشار برأسه أنْ نَعَم. قالتْ : إذنْ لَا يُضَيِّعُنا . وذكر فضيلته أن هذا يدعونا إلى ملاحظة أن اتباع الأنبياء هو في اتباع النواميس والسنن التي عملوها، وأما الاستثناءات التي هي عبارة عن معجزاتٍ أو آياتٍ، فإن الناس لم يُتَعَبَّدوا بها، بل كان كل الأنبياء عليهم السلام يعملون بذلك، فلنبي صلى الله عليه وسلم. فالأنبياء كان منهاجهم اتباع السنن والنواميس، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا ذكر الأنبياء الذين رآهم ليلةَ أُسْرِيَ به، أو عُرِضُوا له، قال: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ ومَعَهُ الرَّهْطُ، والرُّهَيْطُ، والنَّبِيَّ معه الرَّجُلُ والرَّجُلَانِ، والنَّبِيَّ وليس معه أَحَدٌ، ورُفِعَ لي سَوَادٌ عظيمٌ، فقلتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هَذَا مُوسَى وقَوْمُهُ، ثُمَّ رأى أُمَّتَه، وقال : إنّ فيهِمْ سَبْعِينَ أَلْفٍا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ، هُمُ الذين لا يَسْتَرْقُون، ولا يَكْتَوُون، ولا يَتَطَيَّرُونَ، وعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون" . درس عظيم وأشار فضيلته إلى أن البعض يحتج فيقول: هذا نَبِيٌّ بُعِثَ ولم يَتْبَعْهُ أحد! ولكن الأمرَ ليس كذلك؛ لأن عليه فِعْلَ السَّبَبِ، وأما النتيجة فعلى الله، كما يقول بعضهم! وهذا الكلام غير صحيح، فلماذا تحتج بِنَبِيٍّ ليس معه أحد، وتنسى النبي الذي معه الرهط، والنبيَّ الذي معه السواد العظيم، والنبي الذي معه أُمَمٌ لا يحيط بعلمها وعددها إلا الله عز وجل؟! وأما ذاك النبي فقد عمل كل الأسباب، واستخدم كل الإمكانيات، ولم يجد اتباعًا من الناس، وهذا يعطينا درسًا عظيمًا في الحياة؛ وهو: أن بعض الناس يؤثرون أَلَّا يعملوا، وجحتهم: ما الفائدة من العمل، إذا كان هذا العمل سيأتي عليه أمر يعوقه، أو يُفْشِلُهُ؟! فتجد البعض يعذر لنفسه بعدم العمل؛ لأنه يقول: ما الفائدة أن أزرع، وأنا أعرف أن الجليد سوف يقتل زرعي، أو أن الحشراتِ سوف تقتله؟! ما الفائدة أن أعمل وأنا أعلم أن الفشل ينتظرني! حسن الظن وأوضح الدكتور العودة أننا في مثل نَرُدُّ عليهم بمثل هذا الحديث، بأنّ النَّبِيَّ يأتي وليس معه أحد، ونرد عليهم بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا قامَتِ السَّاعَةُ وبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فاستطاع أَلَّا تقومَ حتى يَغْرِسَهَا، فَلْيَغْرِسْهَا، فله بذلك أَجْرٌ"، أما الفعل فهو مُكَرَّرٌ. والنبي صلى الله عليه وسلم، يقول أيضًا في الحديث الذي رواه الترمذي:" لو أنَّكُمْ تَتَوَكَّلُون على اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ، كما يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغدُوا خِمَاصًا وتَرُوحُ بِطَانًا". فالنبي صلى الله عليه وسلم تحدث هنا عن التوكل، "فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"، ولكنه مع ذلك تَكَلَّمَ عن الطير التي تغدو وتروح، ولم تجلس في وُكُنَاتِها وفي أعشاشها تنتظر الرزق، وإنما غدت وراحت وبحثت، وحصلتْ على النتيجة، فهذا وَعْدٌ من النبي صلى الله عليه وسلم- وهو وَعْدٌ من اللَّهِ- أنه من يَعْمَلْ يُصِبْ : {مَنْ يَعْمَلْ سُوْءًا يُجْزَ بِهِ ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} . وذَكَّرَ فضيلته بقول الله سبحانه وتعالى، في الحديث القدسي : [أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي ما شَاءَ]، مشيرًا إلى أن الذي يعمل ويَظُنُّ بربه خيرًا؛ أنّ الله سوف يُنْجِحُ مسعاه، فعليه أن ينتظرَ نتيجةً جميلةً ورائعةً . يتبع بإذن الله
هَدْيُ الأنبياء وأردف الشيخ سلمان: وهكذا أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، جميعًا، كانوا...


وتعقيبا على مُدَاخَلةٍ تقول : إن من لا يعمل لديه إشكاليةٌ كبيرةٌ جِدًّا؛ لأنه يخاف من النتيجة، فلا يعمل، لكن ما بالك بمن يعمل ويَجِدّ، لكنه يتعلق بقضية اعتماده أن النتيجة من الله، فهذه أحيانا تكون كَعَصا في دُولَابِ العمل، فَتُثَبِّطُه أحيانًا، أو توجه عمله إلى اتجاه آخر، لأنه أصلا لا ينتظر نتيجةً منه، فأوضح الشيخ سلمان: أن العمل يمكن قَسْمُهُ إلى نوعين :
1 ـ عمل إلهي رباني محض:
وضرب فضيلته مثالًا لذلك بمن صلى صلاة تامة، فيما يتعلق بأركان الصلاة، ووقتها، هل يجزم هنا أنّ صلاتَهُ مقبولةٌ، أو غير مقبولة؟ إنه يقول: النتيجة على الله، والله يقول : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} .. ولكنه يتفاءَلُ أنّ الله سيَقْبَلُ منه، حتى يكون هذا حافزًا له على المواصلة؛ لأنه لا شَيْءَ يحفز الإنسان على العمل مِثْلُ شعوره بأنه حَقَّقَ ما يهدف إليه، وحَصَلَ منه على نتيجةٍ.
2 ـ عمل فيه الجانب البشري:
حتى لو كان دعوةً أو جهادًا، أو اقتصادًا وتجارة، أو كان تربيًة، أو إعلامًا، فهذا العمل فيه جانب التوكل على الله، وفيه جانب الفعل البشري.
ولنأخذ مثالًا على ذلك بالدعوة : هل أنت دعوتَ دعوةً صحيحةً ملتزمةً بالحكمة والموعظة الحسنة، ومراعاة الأولويات، ونَفْسِيَّات المدعويين، والمنطق السليم، والأدلة الصحيحة؟ هل التزمت بكل هذه الأشياء؟
لا نستطيع أن نقول ذلك، فقد أكون اجتهدت، لكن قد يكون عندي خطأ، ولذلك إذا لم يستجب الناس لي، لا ينبغي لي أن أقول: إني دَعَوْتُ والنتيجة على الله.. وإنما عَلَيَّ أن أعيد النظر في نفسي، فربما عدم الاستجابةِ راجِعٌ إلى وجود خلل في طريقتي، أو في أولوياتي، أو في خطابي.
وهكذا فيما يتعلق بالتجارة، فلعل الفشل يكون راجعًا إلى عدم دراسة الجدوى بشكل صحيح، أو عدم اختيار الوقت المناسب، أو ضَعْفِ الخبرة، أو عدم مراعاة الظروف المحيطة.
كلمة خادعة
وأضاف فضيلته: إن من الكلمات المخادعة أن نقول:" فعلنا السبب، والنتيجة على الله"! فكل شيء من الله وإليه سبحانه، والله على كل شيء قدير، لكنه سبحانه وضع النواميس والقوانين.
فالإنسان الذي يتزوج، مَثَلًا، سواءٌ كان مسلمًا أو نصرانيًّا يهوديًّا أو وثنيًّا، أو بوذيًّا أو هندوسيًّا، كائنًا من كان..فإنه في العادة يُنْجِبُ، ، لأنه عمل بالأسباب، كما أن العادة كذلك أن الإنسان الذي يُعْمِلُ عقلَهُ، يحصلْ على نتائج معرفية، وكشوفٍ واختراعاتٍ، كما نلاحظه في أمم الأرض، فالإنسان الذي يُخَطِّطُ أيضًا يصل إلى ما يريد، والمجموعة التي تُرَتِّبُ أمورها بشكل جيدٍ، تَنْجَحْ . والدولة حينما يوضع لها مَشْرُوعٌ نهضويٌّ، وتسعى فيه بكامل طاقتها، سواء كانت هذه الدولة يابانية بوذية، أو غربية مسيحية، أو كانت صهيونية، أو كانت عربيةً، أو تركيةً، أو فارسية، أو إسلامية، كائنةً ما كانت، فإنها تصل إلى ما تريد، وتحقق ما تهدف إليه .
وتابع الدكتور العودة: بل إننا يمكن أن نقول: إنه من الْمُتَوَقَّعِ للمسلم أن يكون حصوله على النتيجة أَفْضَلَ من غيره؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي: " مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذراعًا، ومَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إليه باعًا"..فلعل الشيء الذي قطعه غيرنا في سنوات طويلة، نستطيع نحن أن نقطعه في مدة أقل.
مسلمون .. ولكن ؟
ولفت فضيلته إلى أن ن أنأن هذا لا يعني، أننا نعتقد أننا ما دمنا مسلمين نُصَلِّي، فلابد أن نحصل نحن على التقنية العالية، وعلى الاقتصاد القوي، وعلى النضج السياسي.. فليس هذا بصحيح، فالصلاة يُمْكِنُ أن تُحَفِّزَك إيمانِيًّا ورُوحَانِيٍّا، وتَرْبِطُكُ بالله سبحانه وتعالى، وتجعل الطريق راشدا، لكن يلزم أن تستخدم عقلك، في التفكير الناضج الفعَّال، بحيث لا نكرر الأخطاء، ولا أن تقول: أنا فعلت السبب والنتيجة على الله .. لا .. أنت قد لا تكون فعلت السبب على الوجه الكامل، بل فعلتَ جزءًا من السبب، أو فعلت ما تَظُنُّ أنه السَّبَبُ..فلابد من وجود مراجعة مستمرةٍ للعمل، وتحفيزٌ، وإعادةُ نَظَرٍ في برامجك، وآلياتك، وأولوياتك، وخططك، وفي التوقيت.. في كل هذه الاعتبارات.. حتى في صفة العمل، وينبغي أن تتساءل مفكرًا في الصفة التي قمت بالعمل فيها: هل هي صفة مكتملة، أم مُخْتَلَّة؟

يتبع بإذن الله
عبايه فوق الراس
للفائدة
للفائدة
بارك الله فيك ..
نسائم الاقصى
نسائم الاقصى
الغالية بارلا

بارك الله فيكِ وفي جهودكِ ونفع الله بكِ الإسلام والمسلمين

تعجبني مواضيعك دائما

المقالات رائعة

لي عودة بإذن الله لإضيف شيئا هنا

أنتظريني : )
بارلا
بارلا
عباية فوق الراس الحبيبة أسعدني تواجدك والله ...نورت ...



نسائم الغالية ميت أهلا وسهلا ...هاذا من ذوقك ولطفك وفهمك


أنا بانتظار اختياراتك القيمة