

بارلا :
للفاااااائدة:27:للفاااااائدة:27:
وقفة طويلة
مضى على القضية الفلسطينية نحوٌ من ستين سنة، وقد تستمر ستين سنة أخرى، ومن ثم فإن التعامل معها من
قِبَل عموم المسلمين ينبغي أن يكون على النفَس الطويل. وإذا أردنا أن نتحدث على نحو صريح ومباشر؛ فإن في
إمكاننا القول: إن قِصَر النفَس في العمل مع القضايا الاستراتيجية يشكِّل واحدة من العِلَل الكبيرة في حياتنا. ومن
الثابت ابتداءً أن من علامات امتلاك الروح الحضارية القدرة على تصميم المشاريع الكبيرة وتوظيف الطاقات فيها، أو
بعبارة أخرى: تحويل العواطف الفوارة والمتأججة إلى وقود روحي لعمل منهجي بعيد المدى، والعكس صحيح؛ فإذا رأيت
عواطف الناس تتفجر يوماً في السنة، وتخمد في باقيها، أو تثور عند رؤية شيء فظيع، ثم يعود كل شيء إلى ما كان
عليه؛ فاعلم أن الأمور تسير في غير الطريق الصحيح وإلى غير هدف.. ولعلِّي هنا أذكر على وجه الإجمال شيئاً مما
ينبغي تأصيله في الموقف من القضية الفلسطينية عبر المفردات الآتية:
1 ـ إن مشكلتنا مع الصهاينة الغاصبين لا تكمن في امتلاكهم للنُّظم والتقنية المتطورة، ولا في امتلاكهم للأموال
الطائلة... إنما تكمن في أننا نعيش في أوضاع سيئة، فقدنا معها روح المقاومة وإرادة الممانعة، وحين تمتلك هذه
الروح نسبة ضئيلة من هذه الأمة يظهر عجز اليهود وتتبدَّى نقاط ضعفهم. إن المقاومة الباسلة التي أظهرها إخواننا
الفلسطينيون غيَّرت في طموحات الدولة العبرية وفي نظرتها للمستقبل، وهذا واضح للعيان؛ فقد كان اليهود قبل
عشرين سنة يحلمون بدولة تمتد من الفرات إلى النيل، وهم من أجل ذلك يحاولون إيجاد ظروف تحول دون ترسيم حدود
دولتهم مع الدول المجاورة، لكن هذا الأمر اختلف على نحو جذري، وأكبر مؤشر عملي على هذا هو جدار الفصل
العنصري الذي يقيمونه على أنفسهم اليوم خوفاً من هجمات الفدائيين الأبطال.
2 ـ نحن نحتاج في نظرتنا إلى القضية الفلسطينية إلى أمرين مهمين:
أ ـ أن نجعل التفكير فيها والمساعدة على نجاحها جزءاً من مشاغلنا الشخصية؛ فكما أن الواحد منا يعصر عقله من أجل
تأمين مصالحه، ويفكِّر في تحسين وضعه الشخصي؛ فإن عليه أن يمنح جزءاً من وقته واهتمامه وجهده لمساندة
إخواننا الفلسطينيين في معركتهم الدامية ضد الصهاينة المجرمين، ولــو كــان ذلــك عبــارة عن دفع ريال في الشهر أو
التفكير في تلك القضية خمس دقائق في الأسبوع... وإنما أقول هذا الكلام لأننا نعرف أن الشيء يرتقي ويتحسَّن إذا
كَثُر المهتمون به والمتحركون من أجله.
ب ـ العمل وَفْق شعار: (أقل القليل من كل مسلم، ولكن على المدى الطويل).
إذا كان في إمكان الواحد منا أن يكفل ثلاثة أيتام من أيتامهم؛ فلا يُقْدِم على ذلك، وإنما يكفل واحداً، لكن مع قطع العهد
على نفسه أن يستمــر فــي ذلك مــا دام حياً وما دامت هناك حاجة إليه. وإذا كان في إمكانه أن يدفع مئة ريال في
الشهر؛ فلا يفعل، ولكن يلتزم بدفع ثلاثين ريالاً مهما كان وضعه، ومهما كانت ظروفه وأحواله.
3 ـ إن اليهود في كل العالم هم في حدود خمسة عشر مليوناً، والمسلمون يقتربون من أن يكونوا ألفاً وخمسمئة
مليون، وهذا يعني: لو أنه التزم بما نذكره واحد في المئة لوجدنا من المناصرين للقضية الفلسطينية من المسلمين
خمسة عشر مليوناً، أي: بعدد يهود العالم، وإخواننا في الأرض المباركة لا يحتاجون إلى أكثر من هذا.
4 ـ يجب أن نبدع في توفير أشكال الدعم والمؤازرة، وهذا سهل ـ بإذن الله تعالى ـ بشرط أن نمتلك فضيلة الاهتمام،
ولعلِّي أشير هنا إلى بعض ما هو ممكن في هذا:
أ ـ الدعوة المستمرة إلى أن تخصِّص كل أسرة مسلمة واحداً في المئة من دخلها الشهري لمساعدة الأسرة
الفلسطينية.
ب ـ إعداد كشوف بأسماء اليتامى والأرامل في فلسطين وتنظيم قنوات اتصال بهم ـ عبر الإنترنت مثلاً ـ من أجل
كفالتهم وتقديم الرعاية لهم من قِبَل من يرغب من المسلمين.
ج ـ توقيع عقود ـ توأمة ـ بين الجامعات والبلديات والمؤسسات الخيرية الفلسطينية... ونظيراتها في العالم الإسلامي،
وتخصيص جزء صغير من ميزانياتها لدعم ميزانيات تلك المؤسسات والدوائر في فلسطين.
د ـ بناء موقع عملاق على الإنترنت يستهدف توفير معلومات عن أوضاع إخواننا في فلسطين ونشر أخبار حياتهم
المدنية وأشكال المعاناة اليومية لهم، كما يتم فيه شرح احتياجاتهم وعرض عن المشروعات الخيرية القائمة هناك
وتوضيح كيفية المساهمة فيها.
إن القدس لنا، والمستقبل ـ بإذن الله تعالى ـ لنا، والمطلوب هو أن نبرهن على نحو دائم بأننا أهلٌ لذلك.
د. عبد الكريم بكار
مجلة البيان
مضى على القضية الفلسطينية نحوٌ من ستين سنة، وقد تستمر ستين سنة أخرى، ومن ثم فإن التعامل معها من
قِبَل عموم المسلمين ينبغي أن يكون على النفَس الطويل. وإذا أردنا أن نتحدث على نحو صريح ومباشر؛ فإن في
إمكاننا القول: إن قِصَر النفَس في العمل مع القضايا الاستراتيجية يشكِّل واحدة من العِلَل الكبيرة في حياتنا. ومن
الثابت ابتداءً أن من علامات امتلاك الروح الحضارية القدرة على تصميم المشاريع الكبيرة وتوظيف الطاقات فيها، أو
بعبارة أخرى: تحويل العواطف الفوارة والمتأججة إلى وقود روحي لعمل منهجي بعيد المدى، والعكس صحيح؛ فإذا رأيت
عواطف الناس تتفجر يوماً في السنة، وتخمد في باقيها، أو تثور عند رؤية شيء فظيع، ثم يعود كل شيء إلى ما كان
عليه؛ فاعلم أن الأمور تسير في غير الطريق الصحيح وإلى غير هدف.. ولعلِّي هنا أذكر على وجه الإجمال شيئاً مما
ينبغي تأصيله في الموقف من القضية الفلسطينية عبر المفردات الآتية:
1 ـ إن مشكلتنا مع الصهاينة الغاصبين لا تكمن في امتلاكهم للنُّظم والتقنية المتطورة، ولا في امتلاكهم للأموال
الطائلة... إنما تكمن في أننا نعيش في أوضاع سيئة، فقدنا معها روح المقاومة وإرادة الممانعة، وحين تمتلك هذه
الروح نسبة ضئيلة من هذه الأمة يظهر عجز اليهود وتتبدَّى نقاط ضعفهم. إن المقاومة الباسلة التي أظهرها إخواننا
الفلسطينيون غيَّرت في طموحات الدولة العبرية وفي نظرتها للمستقبل، وهذا واضح للعيان؛ فقد كان اليهود قبل
عشرين سنة يحلمون بدولة تمتد من الفرات إلى النيل، وهم من أجل ذلك يحاولون إيجاد ظروف تحول دون ترسيم حدود
دولتهم مع الدول المجاورة، لكن هذا الأمر اختلف على نحو جذري، وأكبر مؤشر عملي على هذا هو جدار الفصل
العنصري الذي يقيمونه على أنفسهم اليوم خوفاً من هجمات الفدائيين الأبطال.
2 ـ نحن نحتاج في نظرتنا إلى القضية الفلسطينية إلى أمرين مهمين:
أ ـ أن نجعل التفكير فيها والمساعدة على نجاحها جزءاً من مشاغلنا الشخصية؛ فكما أن الواحد منا يعصر عقله من أجل
تأمين مصالحه، ويفكِّر في تحسين وضعه الشخصي؛ فإن عليه أن يمنح جزءاً من وقته واهتمامه وجهده لمساندة
إخواننا الفلسطينيين في معركتهم الدامية ضد الصهاينة المجرمين، ولــو كــان ذلــك عبــارة عن دفع ريال في الشهر أو
التفكير في تلك القضية خمس دقائق في الأسبوع... وإنما أقول هذا الكلام لأننا نعرف أن الشيء يرتقي ويتحسَّن إذا
كَثُر المهتمون به والمتحركون من أجله.
ب ـ العمل وَفْق شعار: (أقل القليل من كل مسلم، ولكن على المدى الطويل).
إذا كان في إمكان الواحد منا أن يكفل ثلاثة أيتام من أيتامهم؛ فلا يُقْدِم على ذلك، وإنما يكفل واحداً، لكن مع قطع العهد
على نفسه أن يستمــر فــي ذلك مــا دام حياً وما دامت هناك حاجة إليه. وإذا كان في إمكانه أن يدفع مئة ريال في
الشهر؛ فلا يفعل، ولكن يلتزم بدفع ثلاثين ريالاً مهما كان وضعه، ومهما كانت ظروفه وأحواله.
3 ـ إن اليهود في كل العالم هم في حدود خمسة عشر مليوناً، والمسلمون يقتربون من أن يكونوا ألفاً وخمسمئة
مليون، وهذا يعني: لو أنه التزم بما نذكره واحد في المئة لوجدنا من المناصرين للقضية الفلسطينية من المسلمين
خمسة عشر مليوناً، أي: بعدد يهود العالم، وإخواننا في الأرض المباركة لا يحتاجون إلى أكثر من هذا.
4 ـ يجب أن نبدع في توفير أشكال الدعم والمؤازرة، وهذا سهل ـ بإذن الله تعالى ـ بشرط أن نمتلك فضيلة الاهتمام،
ولعلِّي أشير هنا إلى بعض ما هو ممكن في هذا:
أ ـ الدعوة المستمرة إلى أن تخصِّص كل أسرة مسلمة واحداً في المئة من دخلها الشهري لمساعدة الأسرة
الفلسطينية.
ب ـ إعداد كشوف بأسماء اليتامى والأرامل في فلسطين وتنظيم قنوات اتصال بهم ـ عبر الإنترنت مثلاً ـ من أجل
كفالتهم وتقديم الرعاية لهم من قِبَل من يرغب من المسلمين.
ج ـ توقيع عقود ـ توأمة ـ بين الجامعات والبلديات والمؤسسات الخيرية الفلسطينية... ونظيراتها في العالم الإسلامي،
وتخصيص جزء صغير من ميزانياتها لدعم ميزانيات تلك المؤسسات والدوائر في فلسطين.
د ـ بناء موقع عملاق على الإنترنت يستهدف توفير معلومات عن أوضاع إخواننا في فلسطين ونشر أخبار حياتهم
المدنية وأشكال المعاناة اليومية لهم، كما يتم فيه شرح احتياجاتهم وعرض عن المشروعات الخيرية القائمة هناك
وتوضيح كيفية المساهمة فيها.
إن القدس لنا، والمستقبل ـ بإذن الله تعالى ـ لنا، والمطلوب هو أن نبرهن على نحو دائم بأننا أهلٌ لذلك.
د. عبد الكريم بكار
مجلة البيان

بارلا
•
إن القدس لنا، والمستقبل ـ بإذن الله تعالى ـ لنا،
والمطلوب هو أن نبرهن على نحو دائم بأننا أهلٌ لذلك.
شكرا لنقلك الهام سلمت يداك يا غالية
والمطلوب هو أن نبرهن على نحو دائم بأننا أهلٌ لذلك.
شكرا لنقلك الهام سلمت يداك يا غالية

بارلا
•
تابع : توقف العدوان لايعني نهايته للشيخ سلمان العودة
خطة لعام
وأكد فضيلته أنه يجب علينا أن نكون شجعانَ وصُرَحَاءَ مع أنفسنا، مشيرًا إلى أنه مع بداية العام يحب أن يكون لدينا ، أفرادَا، وأُسَرًا، ومجموعاتٍ، ومؤسساتٍ، وأيضا حكوماتٍ، ووزراءَ، وأيضا كأمة، على صعيد الأمة كلها، أنّ الأمر يتطلب أنْ يكون هناك خِطَّةٌ، ولتكن هذه الخطة لسنةٍ واحدة، وقابلة للقياس، فنحدد الأهداف التي نريد أن نحصل عليها خلال هذا العام، إن كان هناك أهدافٌ ثقافية، في القراءة والاطلاع والكتابة، وأهداف فيما يتلعق بالعمل التطوعي، ومساعدة المسلمين، كما تحدثنا مرارًا، وربما يكون الحديث عن غزة حاضرًا الآن: في أن تحمل كل أسرة على عاتقها، أن يكون هناك مجهود لمواصلة أهلنا في غزة هذا العام، والتعاون معهم في بناء بيوتهم، وتوفير معاشهم، كذلك ما يتعلق بتربية الأسرة وأعدادها، إلى غير ذلك.
وصية واجبة
وَرَدًّا على سؤال من إحدى المشاركات في البرنامج تقول: إن والدتها توفيت، ولها وصية معينة في المال، ولكنها ترى أن مصلحة إخوتها- أبناء هذه المتوفاة- أن تغير الوصية إليهم .
فأجاب الشيخ سلمان: المنصوص في الوصية ينبغي إنفاذه، بنص الْمُوصِي، أو الواقف، إلا إذا تعطلت منفعته من هذا الشيء، وانتقلتْ إلى غيره، ولكن في الغالب أنّ الْمُوصِي يكون عنده وصية عامة، يوصي فيها بأعمال الخير، وهذه يدخل فيها الأقربون، ويدخل فيها الأبعدون، والأقربون أَوْلَى بالمعروف أحيانًا .
نهاية الضعف
وَرَدًّا على سؤال من أحد المشاركين في البرنامج يقول: هل نستطيع خوض حرب مع إسرائيل، نسبةً إلى ما نقوله عن نصر معنوي داخل غزة؟
ونريد منكم توجيه رسالة إلى الفرقاء الفلسطينيين، وما رأي فضيلتكم في مسألة التراشق الإعلامي الحاصلة حاليا ؟
أجاب الشيخ سلمان: لا شك، أنه إذا كان السؤال يتعلق بالمقاييس المادية، فأنا أعتقد أن هناك تفوقًا في ترسانة الأسلحة الإسرائيلية، ويكفي وجود المئات من الرءوس النووية، ويكفي وجود الخط الساخن بين أمريكا وإسرائيل، والتزام أمريكا بدعم إسرائيل وأمنها وتَفَوُّقِها أيضًا عسكريا على مُجْمَلِ دول المنطقة!
وأضاف فضيلته: لكن دائما "من نهاية الضعف تبدأ القوة"، فالميزان أحيانًا لا يخضع للسلاح فقط، كما في حرب غزة، فهناك قضية القدرة على التضحية، والقدرة على الصمود، وأن يكون ثمة استعدادٌ، خاصة عند الفلسطينيين.
ومن خلال حرب غزة، تبين أن هناك جوانبَ تفَوَقُّ ٍللمقاومة، وهناك جوانب قصور أيضًا؛ فبعض الناس يتساءلون عن تحليق طائرات من مسافة قريبة، وهذا يعني أنه لم يكن عند المقاومة مضادات للطائرات.. وهذا صحيح أنه صعبٌ، ولكن ليس بمستحيل، ولذلك أقول: دورس هذه الحرب ينبغي أنْ تُدْرَسَ بعناية .
الصفحة الأخيرة
وابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك,
أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور
صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي, إلا أذهب الله همّه وغمّه, وأبدله مكانه فرحا".. قالوا يا رسول الله أفلا
نتعلّمهن؟ قال: "بلى, ينبغي لمن سمعهن أن يتعلّمهن".
نور الله قلبك ودربك وقمك بكتابه الكريم
وثبتك أختي نسائم وتقبل منك
وأعانك على ما يحبه سبحانه ويرضاه