
بارلا
•
للفائدة والقراءة^^

بارلا
•
بارلا :
للفائدة والقراءة^^للفائدة والقراءة^^
من الاسلام اليوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... كيف الخلاص من الرياء والإعجاب بالنفس والكبر واحتقار أعمال الآخرين (وتعظيم أعمالك القليلة) واختلاف الظاهر عن الباطن أود منكم إجابة دقيقة وواضحة تبين علاج لكل صفة بالتفصيل. وشكرا:
الجواب: محمد بن ابراهيم الحمدعضو هيئة التدريس
الحمد لله أما بعد:
فإن مثل هذه الأحوال قد تعتري بعض الناس خصوصاً في بداية استقامته وجدِّه في توبته وإقباله على لله - عز وجل -، حيث يتسلط عليه الشيطان، ويلقي في قلبه الوساوس.والذي يعين على التخلص منها أن يستعيذ الإنسان من الشيطان الرجيم، وأن يقبل على ربه - جل وعلا - وأن يكثر من الدعاء، ويستحضر عظمة الرب، وأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها حيث يشاء.
ومما يعين على التخلص من الرياء أن يعلم المبتلى بذلك أن الناس لا ينفعون ولا يضرون، بل النافع الضار هو الله وحده.ومن أعظم ما يعين على ذلك أن يعلم الإنسان أن الرياء يحبط العمل كما جاء في صحيح مسلم (2985) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: " يقول الله - تبارك وتعالى - أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ". وخرجه ابن ماجه (4202) ولفظه: " فأنا بريءٌ، وهو للذي أشرك ".والأحاديث، والآثار في هذا يطول ذكرها، والمقام لا يتسع للإطالة، وأدلك على شروح حديث "إنما الأعمال بالنيات" وخصوصاً شرح الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في كتابه (جامع العلوم الحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم). والحديث المذكور هو أول حديث في ذلك الكتاب، وفيه من الفوائد واللطائف ما يكفي ويشفي.أما الإعجاب بالنفس فعلاجه بالنظر في عيوبها، وبالإكثار من الأعمال الصالحة، والتزود من العلم النافع؛ لأن الإعجاب، نتيجة للنقص؛ فإذا حرص الإنسان على تكميل نفسه سلم من هذه الآفة.وأما احتقار الآخرين فلا يليق بالعاقل، بل اللائق أن يحسن الظن بهم، وأن ينزلهم منازلهم قال التابعي الجليل - أبو حازم - رحمه الله -:
" أرجى خصلة للمؤمن أن يكون أخوف الناس على نفسه، وأرجاهم لغيره ".
وأما اختلاف الظاهر عن الباطن فإنه نفاق، ولكن قد يكون وسوسة تشعر بها.
وقد يكون شعورك وخوفك من النفاق دليل إيمان وصدق؛ لأن النفاق لا يخافه إلا مؤمن، ولا يأمنه إلا منافق كما قال الحسن البصري - رحمه الله -.
:time:
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من النفاق والرياء والعجب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... كيف الخلاص من الرياء والإعجاب بالنفس والكبر واحتقار أعمال الآخرين (وتعظيم أعمالك القليلة) واختلاف الظاهر عن الباطن أود منكم إجابة دقيقة وواضحة تبين علاج لكل صفة بالتفصيل. وشكرا:
الجواب: محمد بن ابراهيم الحمدعضو هيئة التدريس
الحمد لله أما بعد:
فإن مثل هذه الأحوال قد تعتري بعض الناس خصوصاً في بداية استقامته وجدِّه في توبته وإقباله على لله - عز وجل -، حيث يتسلط عليه الشيطان، ويلقي في قلبه الوساوس.والذي يعين على التخلص منها أن يستعيذ الإنسان من الشيطان الرجيم، وأن يقبل على ربه - جل وعلا - وأن يكثر من الدعاء، ويستحضر عظمة الرب، وأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها حيث يشاء.
ومما يعين على التخلص من الرياء أن يعلم المبتلى بذلك أن الناس لا ينفعون ولا يضرون، بل النافع الضار هو الله وحده.ومن أعظم ما يعين على ذلك أن يعلم الإنسان أن الرياء يحبط العمل كما جاء في صحيح مسلم (2985) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: " يقول الله - تبارك وتعالى - أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ". وخرجه ابن ماجه (4202) ولفظه: " فأنا بريءٌ، وهو للذي أشرك ".والأحاديث، والآثار في هذا يطول ذكرها، والمقام لا يتسع للإطالة، وأدلك على شروح حديث "إنما الأعمال بالنيات" وخصوصاً شرح الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في كتابه (جامع العلوم الحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم). والحديث المذكور هو أول حديث في ذلك الكتاب، وفيه من الفوائد واللطائف ما يكفي ويشفي.أما الإعجاب بالنفس فعلاجه بالنظر في عيوبها، وبالإكثار من الأعمال الصالحة، والتزود من العلم النافع؛ لأن الإعجاب، نتيجة للنقص؛ فإذا حرص الإنسان على تكميل نفسه سلم من هذه الآفة.وأما احتقار الآخرين فلا يليق بالعاقل، بل اللائق أن يحسن الظن بهم، وأن ينزلهم منازلهم قال التابعي الجليل - أبو حازم - رحمه الله -:
" أرجى خصلة للمؤمن أن يكون أخوف الناس على نفسه، وأرجاهم لغيره ".
وأما اختلاف الظاهر عن الباطن فإنه نفاق، ولكن قد يكون وسوسة تشعر بها.
وقد يكون شعورك وخوفك من النفاق دليل إيمان وصدق؛ لأن النفاق لا يخافه إلا مؤمن، ولا يأمنه إلا منافق كما قال الحسن البصري - رحمه الله -.
:time:
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من النفاق والرياء والعجب


بارلا
•
بارلا :
للفائدةللفائدة
سلمان العودة: إهدار المال العام أصبح الداء المستحكم في بلاد المسلمين
الإسلام اليوم- أيمن بريك 19/9/1429
19/09/2008
كشف فضيلة الدكتور سلمان بن فهد العودة - المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم) عن عدة تجليات ومظاهر لضياع المال العام، مؤكداً أن الحفاظ على المال العام هو أحد مقاصد الشريعة.
جاء ذلك تعقيباً على مداخلة - من أحد المشاركين في برنامج (حجر الزاوية) والذي يُبثّ على قناة (mbc) الفضائية - تقول: إن كثيرًا من المؤسسات والمصالح الحكومية تساهم في جعل الموظفين يفكرون في اختلاس المال العام من خلال الرشوة والتزوير والسرقة، إما لانخفاض الأجور، أو للتسيب الموجود في هذه المصالح، أو المحاباة.
وقال الشيخ سلمان - في حلقة اليوم من البرنامج، والتي جاءت تحت عنوان "المال العام" -: إن إهدار المال العام أصبح الداء المستحكم في بلاد المسلمين بشكل عام، والمال العام غالباً أصبح دولة بين الأغنياء منا، وفي أيدي أهل النفوذ، مشيراً إلى أن المجتمعات العربية والإسلامية بحاجة إلى مشروع حضاري للحفاظ على المال العام.
مظاهر الإهدار!
و أوضح فضيلته: إن هناك عدة مظاهر لإهدار المال العام، منها:
1 - الجرأة على الاختلاس من المال العام بحجة ضعف الرقابة عليه، فبعض الموظفين يتغاضى عن بعض إيرادات المال العام بما يُبذل له من رشوة في سبيل ذلك، والرشوة هي السحت، يقول الله سبحانه وتعالى: (سمّاعون للكذب أكّالون للسحت).
2 - الاستخدام الشخصي للأشياء المملوكة للدولة، والتي ما سلمت للموظف إلا من أجل استخدامها في العمل؛ كالسيارات والهواتف وغير ذلك .
3 - الصرف غير الرشيد لأموال بيت المال، فقد يُصرف على ما هو أقل أهمية وأقل أولوية. كثير من الدول والأحزاب تصرف من المال العالم على الانتخابات وعلى الحملات وعلى دعايات وعلى أشياء من هذا القبيل.
4 - ترسية مقاولات المشروعات الحكومية بأكثر من تكلفتها الفعلية بأضعاف مضاعفة، وأحياناً على شركة ليست بالأكفأ ولا بأكثر جودةً وإتقاناً؛ ولكنها المحاباة التي جعلتها تُقدّم على غيرها.
5 - عدم الوفاء بشروط الجودة والإتقان في مشروعات الدولة، وهذه وإن لم تكن سرقة مباشرة لكنها في حكمها؛ لأن جزءاً من المال العام بُذل من أجل مواصفات الجودة والاتقان
7 - التساهل في المطالبة بما لبيت المال من قروض أو ديون على الناس، من الموظفين وغيرهم، فبعض المسؤولين يحمل بيت المال فاتورة هاتفه او كهرباء من-زله، ويستغل في ذلك جاهه ونفوذه ولا يبالي أن يسددها للخزينة.
8 - تكلف صرف ما تبقى من الميزانيات: فتجد بعض الجهات الحكومية تحاول صرف ما بقي من ميزانيتها المعتمدة، وحجتهم في ذلك التخوف من أن يُنقص من ميزانية دائرتهم في السنة المالية القادمة، ولا شك أن هذا العمل ليس فيه إحساس بالوطنية الصادقة.
9 - إتلاف المرافق العامة: كالحدائق، والشوارع، ودورات المياه، فهذا إتلاف للمال العام أيضاً.
10 - فرض الضرائب الباهظة على الناس.
مشيراً إلى أن هذه بعض مظاهر ضياع المال العام، وهي بلا شك تقلل من إحساس الناس بالمسؤولية، و يتوسع الناس في التأول في استحلال الأخذ من بيت المال بأي صورة، وهو بلا شك من ضعف الوازع الديني، وقد يُتهم الفقيه أحياناً إذا أفتى بالتحريم بأنه يحرّم على الضعيف ويسكت عن القوي، فلا يستجيب الناس لفتواه وحكمه.
خاص وعام
وقال الشيخ سلمان: إن المال هو عصب الحياة كما يقولون، فالمال منه الخاص: وهو مال الأشخاص، والعام والذي يُقصد به ما ليس له مالك خاص، وإنما مالكه هو الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)، ويقول أيضاً: (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم)، فالمال العام هو المال الذي يملكه المجتمع كله أو الشعب بكامله وليس له مالك خاص، ولهذا فإن أموال المؤسسات والشركات في نظري أنها من المال الخاص، وإن كان الملاك فيها شركاء، ولكن المال العام هو ما يكون في بيت المال، أياً كانت مصادر هذا المال. قد تكون من الزكاة من الضرائب، من الفيء، من المغانم كما كان في الماضي، من الأموال المصادرة. في الإسلام مثلاً مصادرة الهدايا التي تُهدى للعمال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هدايا العمال غلول". فإذا أُهدي للعامل أو الموظف أو المسؤول هدية في حدود معينة فينبغي أن تُصادر وتوضع في بيت المال، إضافة إلى الأموال التي لا يعرف لها مالك، فيكون مردها لبيت المال.
وأضاف فضيلته: و يدخل في المال العام أيضاً ما يُسمّى بالبنية التحتية التي تخدم المصالح العامة، كما يدخل فيه أيضاً المال الموجود في الأرصدة الحكومية، والمواد الخام والنفط والمعادن الموجودة في باطن الأرض أو في ظاهرها.
مفهوم فطري
وأوضح الشيخ سلمان: إن مفهوم المال العام هو مفهوم فطري، ولهذا الإنسان أياً كان سواء كان مثقفاً أو عالماً أو جاهلاً أو أمياً يفهم بعفويته وفطرته معنى المال العام؛ فهو المال الذي للناس جميعاً وليس لأحد دون أحد.. فهو من المفاهيم الفطرية التي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل، كما أنه من المفاهيم الضرورية أيضاً؛ لأن الحفاظ على المال العام هو من المقاصد الكلية للشريعة، والناس كلهم يغضبون للمال.. المتدين وغيره، وأكثرنا قد سمع بما يسمى بثورة الجياع الذين يثورون من أجل لقمة العيش.
والواقع أن بعض هذه الثورات التي حصلت كانت موظّفة موجهة من قبل أطراف معينة لها مصلحة فيها، فعلى سبيل المثال كان لأمريكا استثماراً وتوجيهاً لثورة رابطة (تضامن) في بولندا، وزعيمها هو (ليش فاليسا)، ثم تفاجأ الناس بعد سنوات بظهور (فاليسا) في التلفاز يعلن عن مكائن "الحلاقة" الكهربائية، بعدما كان رمزاً قومياً وبطلاً عالمياً؛ ولهذا كلما كان هناك عدالة في توزيع الثروة، كان هذا مدعاة لاستقرار المجتمع والحفاظ عليه.
align="center">بيت وتأصيل
وأكد الدكتور العودة أن لفظ بيت المال هو مصطلح تاريخي، لكن يقابله الآن وزارات المالية في العالم الإسلامي. أما فيما يتعلق بالتأصيل الشرعي للمال العام... فبين فضيلته أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً) فهنا نلاحظ كيف نهى عن إيتاء المال للسفهاء، وهذا فيه إيحاء إلى ضرورة ترشيد الأموال كلها؛ حتى الأموال العامة، وأن يكون التصرف فيها بعيداً عن السفه والتبذير والإسراف، كما أن قوله تعالى: (الذي جعل الله لكم قياماً) يشير إلى أن قيام المجتمعات إنما يكون بالمال؛ فالمال هو سر من أسرار النهوض، وسر من أسرار القوة والحضور، وإذا وُجد المال تسهّلت كثير من الأمور؛ فيمكن شراء المعلومات والعقول والخبرات، فقوله سبحانه: ولفت نظري أن الكلمة نفسها وردت في شأن الكعبة (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس) إذن هناك قيام دنيوي وهناك قيام ديني بالمقدسات الدينية الشرعية، وهذان يتكاملان.
كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول -في الحديث الذي رواه البخاري-: "إن رجالاً يتخوّضون في مال الله عز وجل فلهم النار يوم القيامة". وهم الذين يأخذون ما ليس لهم، ويعتدون على حق الآخرين في المال.
وكما أن المال العام والحفاظ عليه هو صلاح للدنيا كذلك هو صلاح للآخرة، في القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى: (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم). فيجب أن يتداوله الجميع، وليس حكراً على طبقة دون أخرى.
رسالة سلبية!
وتعقيباً على مداخلة تقول: إن إجراءات للوقاية والتدابير لحفظ المال العام شاملة لكل أحد وليس بالضرورة للمسؤول.. يعبث الطفل بمحتويات المنزل، فتنهره أمه، وتقول: هل أنت جالس في الشارع أو في حديقة الحي؟ فهذه في حد ذاتها رسالة سلبية، تربي الطفل على استرخاص المال العام والمرافق العامة، أليس كذلك؟ فأجاب الشيخ سلمان: إن المرافق سواء كانت مرافق عامة أو خاصة، هي جزء من المال. المرافق العامة هي جزء من المال العام الذي يصرف في مصالح الناس العامة، وفي دعم السلع الضرورية، وفي توفير السكن والمرتبات والعلاج والأشياء الضرورية، وعلى وجه الخصوص للفقراء والمحتاجين، ولكل نصيبه في هذا المال.
تدابير وإجراءات
وأردف فضيلته قائلاً: أما فيما يتعلق بالتدابير أو الإجراءات التي تُفعّل من أجل الحفاظ على المال العام، فنقول: أولاً إن من ولّاه الله الأمر مسؤول عن هذه الأمانة، "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". ويدخل في هذا المسؤولية عن المال العام وعن المحافظة عليه، والمسؤولية عن اختيار الأكفاء لأن المال مغرٍ ، فكثير من الناس قد يبدو أنهم مثاليون، لكنهم إذا احتكوا بالمال وتدخلوا بالمال تغيّرت نفسياتهم، وأصبح لديهم نوع من التطلع، أو توسّعوا في التأويل لاستحلال المال بأدنى الحيل. كما أن تعيين الأكفاء لا يكفي أيضاً، إذ لا بد من الرقابة عليهم سراً وعلانية، وفي هذا الباب لا بد من تفعيل مبدأ من أين لك هذا.
إفصاح وتوثيق
وأكد الشيخ سلمان أيضاً على أهمية ما يسمى ب-"الإفصاح" باللغة المعاصرة، لافتاً إلى أن عمر -رضي الله عنه- كان إذا عيّن عاملاً يسأله عن أمواله حتى يعرف عمر من أين جاء المال. كما أن أبا هريرة -رضي الله عنه- وهو صحابي جليل لما جاء من البحرين قام عمر وصادر الأموال التي معه، وقال له: يا عدو الله وعدو رسوله!! قال له أبو هريرة: لست عدو الله ولا عدو رسوله. هذه أموالي نميتها وثمرتها، فلم يرض عمر إلا بمصادرتها. فمسألة الإفصاح مهمة .. أن يبين الإنسان- خاصة الذي عنده مسؤولية عامة- ماذا عنده من الأموال حتى يُعرف ما كان من قبيل تجاراتها وما كان من قبيل استغلاله لنفوذه، أو اختلاسه من بيت المال.
كما أشار فضيلته أيضاً إلى مسألة التوثيق... وهي قضية في غاية الأهمية؛ خاصة في عصرنا الحاضر لما يتميز به هذا العصر من توافر التكنولوجيا والتقنية ؛ فالله تعالى أمر بكتابة الديون، وأمر بضبطها وتوثيقها. وكذلك يجب أن يكون الحال فيما يتعلق بالمال العام، أن يحصى مورده ومصروفه منعاً للتلاعب والاختلاس.
عقوبات رادعة
وشدد الشيخ سلمان على أن مسألة العقوبات مهمة في حفظ بيت المال ولو بالتشهير أحياناً. وضرب فضيلته لذلك مثالاً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه ابن اللتبية وقال له: هذا لك وهذا أهدي إلي، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وتوعد بالوعيد الشديد، وأنكر على ابن اللتبية فعله وقال : هلا جلس في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له ؟
وأشار إلى مثال آخر؛ فقد كان عمر -رضي الله عنه- يصادر الأموال حتى من أولاده، وكان أحياناً لا يصادر لكنه يناصف أو يشارك، يأخذ نصف المال لبيت المال والنصف الثاني يعطيه صاحبه.
وطالب الدكتور العودة بضرورة وجود قوانين واضحة وصارمة فيما يتعلق ببيت المال. كان عمر رضي الله عنه يقول: ليس لي في بيت المال حق إلاّ ما لولي اليتيم من مال اليتيم.. إن استغى استعفف عن أكل الحرام والمشتبه، وإن افتقر أخذ بالمعروف، كما أنه يجب أيضاً تحديد الصلاحيات، ونوعية الصرف، وحقوق المسؤول الذي يصرف، فضلاً عن تنمية الوعي الرقابي عند الناس..
وعي ورقابة
كما أكد فضيلته على ضرورة بث الوعي الديني والإيماني؛ لأن خير ما يردع الإنسان هو مراقبة الله وخشيته، وكان عمر رضي الله عنه يقول "من ليس عنده فقه فلا يتاجر في أسواقنا"، وكذلك من ليس عنده فقه فلا يشتغل في الأموال التي تحتاج إلى وعي وفقه..
وتعقيباً على مداخلة من أحد المشاركين في البرنامج يقول: نحن لا نربي أطفالنا ومجتمعاتنا على أهمية ومسؤولية المال العام، وما يتبعه من مرافق.. أوضح الشيخ سلمان: إن هذا هو الوعي الرقابي، ومراقبة الله سبحانه وتعالى، والإحساس بالمسؤولية، وتربية الناس على هذا الأمر، لكن من الملاحظ أن الوعي الرقابي قد يخون الإنسان أحياناً، تحت سيطرة الحاجة أو إغراء المال؛ ولذا فإن وجود وسائل قوية في المراقبة والتوثيق والتفتيش في العقاب تجعل ضعاف النفوس يرتدعون عن هذه الجرائم.
صمام أمان
وأكد الشيخ سلمان على أن المال العام هو من أهم صمامات الأمان في أي مجتمع يريد أن يستقر في البداية، لافتاً النظر إلى ضرورة أن يشعر الإنسان بالانتماء إلى الدولة، وأن الشعب قريب من الدولة، وأن الدولة قريبة من الشعب.
وأضاف فضيلته: أقول هناك عدد من الأعمال المعتبرة في المملكة باتجاه الحفاظ على المال العام، تجد الناس يتناقلونها باغتباط و مسرورون منها، وأعتقد أننا بحاجة إلى مشروع متكامل في ضبط المال العام والحفاظ عليه، وإغلاق جميع المنافذ والمسارب التي يتسرب المال منها حتى لا يذهب هذا المال إلا إلى مستحقيه.
وتابع: فنحن الآن في رغد من العيش وخير، والله أعلم ما تأتي به الأيام القادمة، والأجيال القادمة لها حقوق، فضلاً عن الأجيال الحاضرة، مشيداً بدعوة خادم الحرمين للقضاء على الفقر، وهذا يتتطلب خطة ناجزة ورشيدة لحصر المناطق النائية والبعيدة والتي يوجد بها فقراء، وإيجاد حلول عملية وعاجلة لذلك.
أسئلة الحلقة
أزمة اجتماعية
وتعقيباً على مداخلة من إحدى المشاركات في البرنامج، تحدثت عن صلة الرحم ومعاملة الناس، وأن الإنسان قد يمر بأزمات نتيجة لمعاملة الناس معه، صحيح أنه يزيد الصلابة ولكن تنكسر النفس، لما تقابل التنازلات بالرفض والحقد والكراهية لا شك أن أنفسنا تتهدم لماذا نفعل الخير ونقابل بالشر، من ناس نحبهم؟ لماذا نعطيهم وردة فيها شذى، يقولون لنا: هذا شوك.. شيء فينا ينهدم ويتحطم، أحس بغربة، كيف أتوافق مع نفسي، أنا لا أجد هذه النفس.. مرارة التجارب جعلتني أشرب الكأس كله، ولم أعد أراه إلاّ فارغاً.. لماذا لا يتحمل الناس بعضهم بعضاً؟ لماذا سوء الظن؟
عقّب الشيخ سلمان قائلاً: لا شك أن الأزمات الاجتماعية والنفسية التي تواجه الناس هي جزء من كينونة الحياة، والله قدرها على عباده في هذه الدنيا، وإذا كانت الصورة المثالية معروفة يعرفها الجميع، ويستطيعون أن يتحدثوا عنها، لكن أحياناً الإنسان لا يستطيع أن يملك نفسه، أو هو يحلم بأحلام جميلة قد يُصدم بأن الآخرين لا يتجاوبون معها كما يجب، أو لا يفهمونه بشكل صحيح، وبالتالي قد يشعر الإنسان بانكسار شيء في داخله..
وأضاف فضيلته: والذي أريد أن أقوله: إن هذا الإحساس بالانكسار الداخلي والشرخ النفسي هو قابل للترميم، لأن الله يقول (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم موده )، فإمكانية حصول الحب والمودة وإمكانية التئام هذا الجرح الداخلي محتملة وليست مستحيلة، وأقول: إن أفضل أسلوب لتلتئم هذه الجروح هو معالجته بتقديم المزيد من الإحسان. أغلق الباب وراءك خارجاً واذهب إلى فقير أو ضعيف أو محتاج أو مسكين أو يتيم أو مكروب، وأعطه وابذل له من مالك ومن جاهك ومن وقتك ومن قوتك البدنية، واستمر على هذا العطاء، فسوف تجد بقدر ما تعطي للآخرين، وتقدم لهم، أن الله سبحانه وتعالى يمنحك القوة و الصبر.
وأوضح فضيلته: فيما يتعلق بمشاعر الآخرين تجاهك...... فقد يكون الإنسان غير مضطر أن يتأمل ما هي مواقف الآخرين، نظروا لك باحتقار!! فقد لا يكون باحتقار، وأنهم لم يتفهموا هذه الموقف، ولذلك دائماً السعي في تحقيق النجاح، قدرتي على أن أبني بيتاً، أكون أسرة، أربي أولاداً، تقيم الأخت مع زوجها علاقة حميمية ودية، وتحرص على وجبة الطعام والجلسة وشرب الشاي والسفر والإقامة، أن يكون هناك علاقات نسعى جميعاً في تعميق هذا الأمر، ونعمل الخير على كل حال حتى لو كان الناس ينسونه. لافتاً إلى ضرورة أن يفعل الإنسان الخير مهما وجد من صد وسوء ظن
وأوضح فضيلته: يُفترض أن تكون مرارة التجارب قد أفرزت عندنا روحاً من الهدوء ومن الاستعداد، ومن الإصرار على مشاعر الحب والنجاح، في نهاية الطريق ربما يكون بينك وبين النجاح الذي تنشدينه ضربة معول، ولكنه يحتاج إلى قليل من الصبر... وكان عنترة يُسأل عن سر نجاحه فيقول: في كل لحظة أهم بأن أصرخ وأعلن فشلي، لكني كنت أتصبر وأقول: يمكن أن يعلنها الطرف الآخر، ويعلنها فعلاً، وأبدو أني قد نجحت وتفوقت، ولو تأخر هو لكنت أعلنتها قبله.. فربما قليل من الصبر هو ما نحتاجه الآن حتى نحصل على المطلوب.
مال اليتيم
وتعقيباً على مداخلة من أحد المشاهدين تقول: تكلمتم عن الحرام في أكل المال العام، لكن ماذا عن الحرام في أكل مال اليتيم..... أجاب الشيخ سلمان: إن هذا أيضاً من أشد الظلم وأعظمه، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا). ، وأكل مال اليتيم من الكبائر، كما في الحديث المتفق عليه "وأكل الربا وأكل مال اليتيم".
سخط وطلاق
ورداً على سؤال حول حكم من يُبكي أمه في رمضان.....أجاب الشيخ سلمان: إنه إذا كان أبكاها ظلماً، فلا شك أن هذا من العقوق، في شهر رمضان الذي من المفترض أن يتقرب الإنسان فيه إلى ربه بالطاعة، ومن أعظم الطاعات بر الوالدين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الزم قدمها فثم الجنة"، فإذا أبكاها قهراً وظلماً فيُخشى عليه أن يسخط الله عليه، وأن يحق عليه الوعيد في ألاّ يدخل الجنة قاطع رحم.
ورداً على سؤال حول حكم من طلقها زوجها قبل أن يدخل بها...... أجاب الشيخ سلمان: أصدقك القول: يستفزني مثل هذا السؤال وهو يحصل كثيراً ، فيلقي الطلاق وكأنه الحل الأخير ، أمامه الهجر، والعتاب والتأديب وكثير من الحلول، أما أن يكون فقط حل واحد واحد هو الطلاق، ومما يستفز أنه لم يدخل بها، ولا يزال مشوار الحياة طويلاً وقد ترى من الأمور مالا يرضيك. وعن مسألة أن يحلف عليها قبل الدخول بألا تخرج مع أهلها فليس من حقك أن تطيعك قبل الدخول عليها، ومن حقها أن تخرج مع أهلها، وبعض الفقهاء يقولون لا يلزمها استئذان الزوج في الخروج إلاّ بعدما يدخل بها وتكون في بيته، والطلاق إذا وقع قبل الدخول فهي طلقة واحدة بائنة، يلزم لمراجعتها عقد جديد. أما وإذا كان الغضب شديداً جداً، مستحكماً بحيث لا يتحكم الإنسان في نفسه و في أعصابه فلا طلاق في إغلاق. أما إن كان الغضب معقولاً من قبيل ما يقع من أكثر الناس فهو محل اجتهاد، وكثير من الفقهاء يوقعونه.
الفضائيات ورمضان
وتعقيباً على مداخلة من أحد المشاركين في البرنامج ينتقد ما تشيعه قنوات التليفزيون من العلاقات الغرامية الخاطئة.. أجاب الدكتور العودة: نعم.. خاصة في شهر رمضان، الأغاني وغيرها،واستعراض أجساد الفتيات، والواجب أن يتدرب الناس في رمضان على العفاف، بينما يقع في بعض هذه القنوات، لا أقول ما يخدش حرمة الشهر والصيام، مع وجود بعض القنوات الأخرى حتى غير العربية ربما غيّرت برامجها احتراماً لقدسية الشهر الكريم، فأعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك تنادٍ من وزراء الإعلام من أصحاب النفوذ والقادرين، وحتى رسائل يبعثها الناس جميعاً، تدعو إلى ترشيد الشاشة سيما خلال شهر رمضان بحيث تكون نموذجاً لما بعده بإذن الله تعالى.
وأضاف فضيلته: في نفس الوقت نقول للإخوة إن المتلقي نفسه مسؤول، وأصحاب تلك القنوات في كثير من الأحوال يقولون: هذه رغبة المشاهد؛ فالمتلقي هو مسؤول أيضاً أن يراعي حرمة الشهر وأن يختار المادة الجيدة. العصر الحاضر هو عصر العولمة الذي فيه كل شيء متاح، في الإنترنت أو في القنوات الفضائية، وحتى في الشارع في كثير من البلاد، فهنا يأتي دور الإنسان في ضميره وخوفه من الله وتربيته، واختياره للشيء الجميل الجيد حتى لو كان فيه صعوبة، و عليه ترك الشيء الرذيل حتى لو كان متاحاً له.
كتاب اليوم
وفي هذا الإطار أشاد فضيلته بكتاب "حرمة المال العام في ضوء الشريعة الإسلامية" للدكتور حسين شحاتة، مشيراً إلى أنه كتاب لطيف جداً، يمكن تنزيله من الإنترنت، وهو مختصر وموضوعه المال العام وحرمته.
الإسلام اليوم- أيمن بريك 19/9/1429
19/09/2008
كشف فضيلة الدكتور سلمان بن فهد العودة - المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم) عن عدة تجليات ومظاهر لضياع المال العام، مؤكداً أن الحفاظ على المال العام هو أحد مقاصد الشريعة.
جاء ذلك تعقيباً على مداخلة - من أحد المشاركين في برنامج (حجر الزاوية) والذي يُبثّ على قناة (mbc) الفضائية - تقول: إن كثيرًا من المؤسسات والمصالح الحكومية تساهم في جعل الموظفين يفكرون في اختلاس المال العام من خلال الرشوة والتزوير والسرقة، إما لانخفاض الأجور، أو للتسيب الموجود في هذه المصالح، أو المحاباة.
وقال الشيخ سلمان - في حلقة اليوم من البرنامج، والتي جاءت تحت عنوان "المال العام" -: إن إهدار المال العام أصبح الداء المستحكم في بلاد المسلمين بشكل عام، والمال العام غالباً أصبح دولة بين الأغنياء منا، وفي أيدي أهل النفوذ، مشيراً إلى أن المجتمعات العربية والإسلامية بحاجة إلى مشروع حضاري للحفاظ على المال العام.
مظاهر الإهدار!
و أوضح فضيلته: إن هناك عدة مظاهر لإهدار المال العام، منها:
1 - الجرأة على الاختلاس من المال العام بحجة ضعف الرقابة عليه، فبعض الموظفين يتغاضى عن بعض إيرادات المال العام بما يُبذل له من رشوة في سبيل ذلك، والرشوة هي السحت، يقول الله سبحانه وتعالى: (سمّاعون للكذب أكّالون للسحت).
2 - الاستخدام الشخصي للأشياء المملوكة للدولة، والتي ما سلمت للموظف إلا من أجل استخدامها في العمل؛ كالسيارات والهواتف وغير ذلك .
3 - الصرف غير الرشيد لأموال بيت المال، فقد يُصرف على ما هو أقل أهمية وأقل أولوية. كثير من الدول والأحزاب تصرف من المال العالم على الانتخابات وعلى الحملات وعلى دعايات وعلى أشياء من هذا القبيل.
4 - ترسية مقاولات المشروعات الحكومية بأكثر من تكلفتها الفعلية بأضعاف مضاعفة، وأحياناً على شركة ليست بالأكفأ ولا بأكثر جودةً وإتقاناً؛ ولكنها المحاباة التي جعلتها تُقدّم على غيرها.
5 - عدم الوفاء بشروط الجودة والإتقان في مشروعات الدولة، وهذه وإن لم تكن سرقة مباشرة لكنها في حكمها؛ لأن جزءاً من المال العام بُذل من أجل مواصفات الجودة والاتقان
7 - التساهل في المطالبة بما لبيت المال من قروض أو ديون على الناس، من الموظفين وغيرهم، فبعض المسؤولين يحمل بيت المال فاتورة هاتفه او كهرباء من-زله، ويستغل في ذلك جاهه ونفوذه ولا يبالي أن يسددها للخزينة.
8 - تكلف صرف ما تبقى من الميزانيات: فتجد بعض الجهات الحكومية تحاول صرف ما بقي من ميزانيتها المعتمدة، وحجتهم في ذلك التخوف من أن يُنقص من ميزانية دائرتهم في السنة المالية القادمة، ولا شك أن هذا العمل ليس فيه إحساس بالوطنية الصادقة.
9 - إتلاف المرافق العامة: كالحدائق، والشوارع، ودورات المياه، فهذا إتلاف للمال العام أيضاً.
10 - فرض الضرائب الباهظة على الناس.
مشيراً إلى أن هذه بعض مظاهر ضياع المال العام، وهي بلا شك تقلل من إحساس الناس بالمسؤولية، و يتوسع الناس في التأول في استحلال الأخذ من بيت المال بأي صورة، وهو بلا شك من ضعف الوازع الديني، وقد يُتهم الفقيه أحياناً إذا أفتى بالتحريم بأنه يحرّم على الضعيف ويسكت عن القوي، فلا يستجيب الناس لفتواه وحكمه.
خاص وعام
وقال الشيخ سلمان: إن المال هو عصب الحياة كما يقولون، فالمال منه الخاص: وهو مال الأشخاص، والعام والذي يُقصد به ما ليس له مالك خاص، وإنما مالكه هو الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)، ويقول أيضاً: (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم)، فالمال العام هو المال الذي يملكه المجتمع كله أو الشعب بكامله وليس له مالك خاص، ولهذا فإن أموال المؤسسات والشركات في نظري أنها من المال الخاص، وإن كان الملاك فيها شركاء، ولكن المال العام هو ما يكون في بيت المال، أياً كانت مصادر هذا المال. قد تكون من الزكاة من الضرائب، من الفيء، من المغانم كما كان في الماضي، من الأموال المصادرة. في الإسلام مثلاً مصادرة الهدايا التي تُهدى للعمال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هدايا العمال غلول". فإذا أُهدي للعامل أو الموظف أو المسؤول هدية في حدود معينة فينبغي أن تُصادر وتوضع في بيت المال، إضافة إلى الأموال التي لا يعرف لها مالك، فيكون مردها لبيت المال.
وأضاف فضيلته: و يدخل في المال العام أيضاً ما يُسمّى بالبنية التحتية التي تخدم المصالح العامة، كما يدخل فيه أيضاً المال الموجود في الأرصدة الحكومية، والمواد الخام والنفط والمعادن الموجودة في باطن الأرض أو في ظاهرها.
مفهوم فطري
وأوضح الشيخ سلمان: إن مفهوم المال العام هو مفهوم فطري، ولهذا الإنسان أياً كان سواء كان مثقفاً أو عالماً أو جاهلاً أو أمياً يفهم بعفويته وفطرته معنى المال العام؛ فهو المال الذي للناس جميعاً وليس لأحد دون أحد.. فهو من المفاهيم الفطرية التي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل، كما أنه من المفاهيم الضرورية أيضاً؛ لأن الحفاظ على المال العام هو من المقاصد الكلية للشريعة، والناس كلهم يغضبون للمال.. المتدين وغيره، وأكثرنا قد سمع بما يسمى بثورة الجياع الذين يثورون من أجل لقمة العيش.
والواقع أن بعض هذه الثورات التي حصلت كانت موظّفة موجهة من قبل أطراف معينة لها مصلحة فيها، فعلى سبيل المثال كان لأمريكا استثماراً وتوجيهاً لثورة رابطة (تضامن) في بولندا، وزعيمها هو (ليش فاليسا)، ثم تفاجأ الناس بعد سنوات بظهور (فاليسا) في التلفاز يعلن عن مكائن "الحلاقة" الكهربائية، بعدما كان رمزاً قومياً وبطلاً عالمياً؛ ولهذا كلما كان هناك عدالة في توزيع الثروة، كان هذا مدعاة لاستقرار المجتمع والحفاظ عليه.
align="center">بيت وتأصيل
وأكد الدكتور العودة أن لفظ بيت المال هو مصطلح تاريخي، لكن يقابله الآن وزارات المالية في العالم الإسلامي. أما فيما يتعلق بالتأصيل الشرعي للمال العام... فبين فضيلته أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً) فهنا نلاحظ كيف نهى عن إيتاء المال للسفهاء، وهذا فيه إيحاء إلى ضرورة ترشيد الأموال كلها؛ حتى الأموال العامة، وأن يكون التصرف فيها بعيداً عن السفه والتبذير والإسراف، كما أن قوله تعالى: (الذي جعل الله لكم قياماً) يشير إلى أن قيام المجتمعات إنما يكون بالمال؛ فالمال هو سر من أسرار النهوض، وسر من أسرار القوة والحضور، وإذا وُجد المال تسهّلت كثير من الأمور؛ فيمكن شراء المعلومات والعقول والخبرات، فقوله سبحانه: ولفت نظري أن الكلمة نفسها وردت في شأن الكعبة (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس) إذن هناك قيام دنيوي وهناك قيام ديني بالمقدسات الدينية الشرعية، وهذان يتكاملان.
كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول -في الحديث الذي رواه البخاري-: "إن رجالاً يتخوّضون في مال الله عز وجل فلهم النار يوم القيامة". وهم الذين يأخذون ما ليس لهم، ويعتدون على حق الآخرين في المال.
وكما أن المال العام والحفاظ عليه هو صلاح للدنيا كذلك هو صلاح للآخرة، في القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى: (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم). فيجب أن يتداوله الجميع، وليس حكراً على طبقة دون أخرى.
رسالة سلبية!
وتعقيباً على مداخلة تقول: إن إجراءات للوقاية والتدابير لحفظ المال العام شاملة لكل أحد وليس بالضرورة للمسؤول.. يعبث الطفل بمحتويات المنزل، فتنهره أمه، وتقول: هل أنت جالس في الشارع أو في حديقة الحي؟ فهذه في حد ذاتها رسالة سلبية، تربي الطفل على استرخاص المال العام والمرافق العامة، أليس كذلك؟ فأجاب الشيخ سلمان: إن المرافق سواء كانت مرافق عامة أو خاصة، هي جزء من المال. المرافق العامة هي جزء من المال العام الذي يصرف في مصالح الناس العامة، وفي دعم السلع الضرورية، وفي توفير السكن والمرتبات والعلاج والأشياء الضرورية، وعلى وجه الخصوص للفقراء والمحتاجين، ولكل نصيبه في هذا المال.
تدابير وإجراءات
وأردف فضيلته قائلاً: أما فيما يتعلق بالتدابير أو الإجراءات التي تُفعّل من أجل الحفاظ على المال العام، فنقول: أولاً إن من ولّاه الله الأمر مسؤول عن هذه الأمانة، "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". ويدخل في هذا المسؤولية عن المال العام وعن المحافظة عليه، والمسؤولية عن اختيار الأكفاء لأن المال مغرٍ ، فكثير من الناس قد يبدو أنهم مثاليون، لكنهم إذا احتكوا بالمال وتدخلوا بالمال تغيّرت نفسياتهم، وأصبح لديهم نوع من التطلع، أو توسّعوا في التأويل لاستحلال المال بأدنى الحيل. كما أن تعيين الأكفاء لا يكفي أيضاً، إذ لا بد من الرقابة عليهم سراً وعلانية، وفي هذا الباب لا بد من تفعيل مبدأ من أين لك هذا.
إفصاح وتوثيق
وأكد الشيخ سلمان أيضاً على أهمية ما يسمى ب-"الإفصاح" باللغة المعاصرة، لافتاً إلى أن عمر -رضي الله عنه- كان إذا عيّن عاملاً يسأله عن أمواله حتى يعرف عمر من أين جاء المال. كما أن أبا هريرة -رضي الله عنه- وهو صحابي جليل لما جاء من البحرين قام عمر وصادر الأموال التي معه، وقال له: يا عدو الله وعدو رسوله!! قال له أبو هريرة: لست عدو الله ولا عدو رسوله. هذه أموالي نميتها وثمرتها، فلم يرض عمر إلا بمصادرتها. فمسألة الإفصاح مهمة .. أن يبين الإنسان- خاصة الذي عنده مسؤولية عامة- ماذا عنده من الأموال حتى يُعرف ما كان من قبيل تجاراتها وما كان من قبيل استغلاله لنفوذه، أو اختلاسه من بيت المال.
كما أشار فضيلته أيضاً إلى مسألة التوثيق... وهي قضية في غاية الأهمية؛ خاصة في عصرنا الحاضر لما يتميز به هذا العصر من توافر التكنولوجيا والتقنية ؛ فالله تعالى أمر بكتابة الديون، وأمر بضبطها وتوثيقها. وكذلك يجب أن يكون الحال فيما يتعلق بالمال العام، أن يحصى مورده ومصروفه منعاً للتلاعب والاختلاس.
عقوبات رادعة
وشدد الشيخ سلمان على أن مسألة العقوبات مهمة في حفظ بيت المال ولو بالتشهير أحياناً. وضرب فضيلته لذلك مثالاً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه ابن اللتبية وقال له: هذا لك وهذا أهدي إلي، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وتوعد بالوعيد الشديد، وأنكر على ابن اللتبية فعله وقال : هلا جلس في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له ؟
وأشار إلى مثال آخر؛ فقد كان عمر -رضي الله عنه- يصادر الأموال حتى من أولاده، وكان أحياناً لا يصادر لكنه يناصف أو يشارك، يأخذ نصف المال لبيت المال والنصف الثاني يعطيه صاحبه.
وطالب الدكتور العودة بضرورة وجود قوانين واضحة وصارمة فيما يتعلق ببيت المال. كان عمر رضي الله عنه يقول: ليس لي في بيت المال حق إلاّ ما لولي اليتيم من مال اليتيم.. إن استغى استعفف عن أكل الحرام والمشتبه، وإن افتقر أخذ بالمعروف، كما أنه يجب أيضاً تحديد الصلاحيات، ونوعية الصرف، وحقوق المسؤول الذي يصرف، فضلاً عن تنمية الوعي الرقابي عند الناس..
وعي ورقابة
كما أكد فضيلته على ضرورة بث الوعي الديني والإيماني؛ لأن خير ما يردع الإنسان هو مراقبة الله وخشيته، وكان عمر رضي الله عنه يقول "من ليس عنده فقه فلا يتاجر في أسواقنا"، وكذلك من ليس عنده فقه فلا يشتغل في الأموال التي تحتاج إلى وعي وفقه..
وتعقيباً على مداخلة من أحد المشاركين في البرنامج يقول: نحن لا نربي أطفالنا ومجتمعاتنا على أهمية ومسؤولية المال العام، وما يتبعه من مرافق.. أوضح الشيخ سلمان: إن هذا هو الوعي الرقابي، ومراقبة الله سبحانه وتعالى، والإحساس بالمسؤولية، وتربية الناس على هذا الأمر، لكن من الملاحظ أن الوعي الرقابي قد يخون الإنسان أحياناً، تحت سيطرة الحاجة أو إغراء المال؛ ولذا فإن وجود وسائل قوية في المراقبة والتوثيق والتفتيش في العقاب تجعل ضعاف النفوس يرتدعون عن هذه الجرائم.
صمام أمان
وأكد الشيخ سلمان على أن المال العام هو من أهم صمامات الأمان في أي مجتمع يريد أن يستقر في البداية، لافتاً النظر إلى ضرورة أن يشعر الإنسان بالانتماء إلى الدولة، وأن الشعب قريب من الدولة، وأن الدولة قريبة من الشعب.
وأضاف فضيلته: أقول هناك عدد من الأعمال المعتبرة في المملكة باتجاه الحفاظ على المال العام، تجد الناس يتناقلونها باغتباط و مسرورون منها، وأعتقد أننا بحاجة إلى مشروع متكامل في ضبط المال العام والحفاظ عليه، وإغلاق جميع المنافذ والمسارب التي يتسرب المال منها حتى لا يذهب هذا المال إلا إلى مستحقيه.
وتابع: فنحن الآن في رغد من العيش وخير، والله أعلم ما تأتي به الأيام القادمة، والأجيال القادمة لها حقوق، فضلاً عن الأجيال الحاضرة، مشيداً بدعوة خادم الحرمين للقضاء على الفقر، وهذا يتتطلب خطة ناجزة ورشيدة لحصر المناطق النائية والبعيدة والتي يوجد بها فقراء، وإيجاد حلول عملية وعاجلة لذلك.
أسئلة الحلقة
أزمة اجتماعية
وتعقيباً على مداخلة من إحدى المشاركات في البرنامج، تحدثت عن صلة الرحم ومعاملة الناس، وأن الإنسان قد يمر بأزمات نتيجة لمعاملة الناس معه، صحيح أنه يزيد الصلابة ولكن تنكسر النفس، لما تقابل التنازلات بالرفض والحقد والكراهية لا شك أن أنفسنا تتهدم لماذا نفعل الخير ونقابل بالشر، من ناس نحبهم؟ لماذا نعطيهم وردة فيها شذى، يقولون لنا: هذا شوك.. شيء فينا ينهدم ويتحطم، أحس بغربة، كيف أتوافق مع نفسي، أنا لا أجد هذه النفس.. مرارة التجارب جعلتني أشرب الكأس كله، ولم أعد أراه إلاّ فارغاً.. لماذا لا يتحمل الناس بعضهم بعضاً؟ لماذا سوء الظن؟
عقّب الشيخ سلمان قائلاً: لا شك أن الأزمات الاجتماعية والنفسية التي تواجه الناس هي جزء من كينونة الحياة، والله قدرها على عباده في هذه الدنيا، وإذا كانت الصورة المثالية معروفة يعرفها الجميع، ويستطيعون أن يتحدثوا عنها، لكن أحياناً الإنسان لا يستطيع أن يملك نفسه، أو هو يحلم بأحلام جميلة قد يُصدم بأن الآخرين لا يتجاوبون معها كما يجب، أو لا يفهمونه بشكل صحيح، وبالتالي قد يشعر الإنسان بانكسار شيء في داخله..
وأضاف فضيلته: والذي أريد أن أقوله: إن هذا الإحساس بالانكسار الداخلي والشرخ النفسي هو قابل للترميم، لأن الله يقول (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم موده )، فإمكانية حصول الحب والمودة وإمكانية التئام هذا الجرح الداخلي محتملة وليست مستحيلة، وأقول: إن أفضل أسلوب لتلتئم هذه الجروح هو معالجته بتقديم المزيد من الإحسان. أغلق الباب وراءك خارجاً واذهب إلى فقير أو ضعيف أو محتاج أو مسكين أو يتيم أو مكروب، وأعطه وابذل له من مالك ومن جاهك ومن وقتك ومن قوتك البدنية، واستمر على هذا العطاء، فسوف تجد بقدر ما تعطي للآخرين، وتقدم لهم، أن الله سبحانه وتعالى يمنحك القوة و الصبر.
وأوضح فضيلته: فيما يتعلق بمشاعر الآخرين تجاهك...... فقد يكون الإنسان غير مضطر أن يتأمل ما هي مواقف الآخرين، نظروا لك باحتقار!! فقد لا يكون باحتقار، وأنهم لم يتفهموا هذه الموقف، ولذلك دائماً السعي في تحقيق النجاح، قدرتي على أن أبني بيتاً، أكون أسرة، أربي أولاداً، تقيم الأخت مع زوجها علاقة حميمية ودية، وتحرص على وجبة الطعام والجلسة وشرب الشاي والسفر والإقامة، أن يكون هناك علاقات نسعى جميعاً في تعميق هذا الأمر، ونعمل الخير على كل حال حتى لو كان الناس ينسونه. لافتاً إلى ضرورة أن يفعل الإنسان الخير مهما وجد من صد وسوء ظن
وأوضح فضيلته: يُفترض أن تكون مرارة التجارب قد أفرزت عندنا روحاً من الهدوء ومن الاستعداد، ومن الإصرار على مشاعر الحب والنجاح، في نهاية الطريق ربما يكون بينك وبين النجاح الذي تنشدينه ضربة معول، ولكنه يحتاج إلى قليل من الصبر... وكان عنترة يُسأل عن سر نجاحه فيقول: في كل لحظة أهم بأن أصرخ وأعلن فشلي، لكني كنت أتصبر وأقول: يمكن أن يعلنها الطرف الآخر، ويعلنها فعلاً، وأبدو أني قد نجحت وتفوقت، ولو تأخر هو لكنت أعلنتها قبله.. فربما قليل من الصبر هو ما نحتاجه الآن حتى نحصل على المطلوب.
مال اليتيم
وتعقيباً على مداخلة من أحد المشاهدين تقول: تكلمتم عن الحرام في أكل المال العام، لكن ماذا عن الحرام في أكل مال اليتيم..... أجاب الشيخ سلمان: إن هذا أيضاً من أشد الظلم وأعظمه، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا). ، وأكل مال اليتيم من الكبائر، كما في الحديث المتفق عليه "وأكل الربا وأكل مال اليتيم".
سخط وطلاق
ورداً على سؤال حول حكم من يُبكي أمه في رمضان.....أجاب الشيخ سلمان: إنه إذا كان أبكاها ظلماً، فلا شك أن هذا من العقوق، في شهر رمضان الذي من المفترض أن يتقرب الإنسان فيه إلى ربه بالطاعة، ومن أعظم الطاعات بر الوالدين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الزم قدمها فثم الجنة"، فإذا أبكاها قهراً وظلماً فيُخشى عليه أن يسخط الله عليه، وأن يحق عليه الوعيد في ألاّ يدخل الجنة قاطع رحم.
ورداً على سؤال حول حكم من طلقها زوجها قبل أن يدخل بها...... أجاب الشيخ سلمان: أصدقك القول: يستفزني مثل هذا السؤال وهو يحصل كثيراً ، فيلقي الطلاق وكأنه الحل الأخير ، أمامه الهجر، والعتاب والتأديب وكثير من الحلول، أما أن يكون فقط حل واحد واحد هو الطلاق، ومما يستفز أنه لم يدخل بها، ولا يزال مشوار الحياة طويلاً وقد ترى من الأمور مالا يرضيك. وعن مسألة أن يحلف عليها قبل الدخول بألا تخرج مع أهلها فليس من حقك أن تطيعك قبل الدخول عليها، ومن حقها أن تخرج مع أهلها، وبعض الفقهاء يقولون لا يلزمها استئذان الزوج في الخروج إلاّ بعدما يدخل بها وتكون في بيته، والطلاق إذا وقع قبل الدخول فهي طلقة واحدة بائنة، يلزم لمراجعتها عقد جديد. أما وإذا كان الغضب شديداً جداً، مستحكماً بحيث لا يتحكم الإنسان في نفسه و في أعصابه فلا طلاق في إغلاق. أما إن كان الغضب معقولاً من قبيل ما يقع من أكثر الناس فهو محل اجتهاد، وكثير من الفقهاء يوقعونه.
الفضائيات ورمضان
وتعقيباً على مداخلة من أحد المشاركين في البرنامج ينتقد ما تشيعه قنوات التليفزيون من العلاقات الغرامية الخاطئة.. أجاب الدكتور العودة: نعم.. خاصة في شهر رمضان، الأغاني وغيرها،واستعراض أجساد الفتيات، والواجب أن يتدرب الناس في رمضان على العفاف، بينما يقع في بعض هذه القنوات، لا أقول ما يخدش حرمة الشهر والصيام، مع وجود بعض القنوات الأخرى حتى غير العربية ربما غيّرت برامجها احتراماً لقدسية الشهر الكريم، فأعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك تنادٍ من وزراء الإعلام من أصحاب النفوذ والقادرين، وحتى رسائل يبعثها الناس جميعاً، تدعو إلى ترشيد الشاشة سيما خلال شهر رمضان بحيث تكون نموذجاً لما بعده بإذن الله تعالى.
وأضاف فضيلته: في نفس الوقت نقول للإخوة إن المتلقي نفسه مسؤول، وأصحاب تلك القنوات في كثير من الأحوال يقولون: هذه رغبة المشاهد؛ فالمتلقي هو مسؤول أيضاً أن يراعي حرمة الشهر وأن يختار المادة الجيدة. العصر الحاضر هو عصر العولمة الذي فيه كل شيء متاح، في الإنترنت أو في القنوات الفضائية، وحتى في الشارع في كثير من البلاد، فهنا يأتي دور الإنسان في ضميره وخوفه من الله وتربيته، واختياره للشيء الجميل الجيد حتى لو كان فيه صعوبة، و عليه ترك الشيء الرذيل حتى لو كان متاحاً له.
كتاب اليوم
وفي هذا الإطار أشاد فضيلته بكتاب "حرمة المال العام في ضوء الشريعة الإسلامية" للدكتور حسين شحاتة، مشيراً إلى أنه كتاب لطيف جداً، يمكن تنزيله من الإنترنت، وهو مختصر وموضوعه المال العام وحرمته.

بارلا
•
هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟؟؟
شجعونا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شجعونا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الصفحة الأخيرة