سَيَطْلَعُ النّهار
ياطِفْلِيَ الرّاجفُ في الظّلامْ
يازَهْرَةً تَرْفُضُ أنْ تَنامْ
تَرْعبُها الْأشْباح
تَعْبَثُ في بَتْلاتِها الرّياحْ
وَتَنْحُرُ السّلامْ.
سَيَطْلَعُ النّهارْ
وَإنْ تَمَشّى الْحُزْنُ لِلْقَرارْ
تَبْحَثُ في الضّياعِ عَنْ رَفيقْ
مِثلُكَ طِفْلٌ يَفْرِشُ الرّحيقْ
في دَرْبهِ ظِلٌّ منَ السّرورْ
وَيَأْفَلُ النَّهارْ
وَلَمْ تَزَلْ ... مَراجِحُ الشَّوْقِ بِلا عُطورْ
ولا ابْتِساماتٍ
ولا ثُغورْ
تَمْضي وَحيْداً تَلْعَقُ الجّراحْ
تَأمَلُ أنْ يُذيْبَ حُزْنُك الصّباحْ
الصفحة الأخيرة
تَراتيْلُ مِنْ طُهْرِ الْقَلْبِ
كمَزاميرُ داوود.. الّتي
يَتَرَدَّدُ صَداها في وَادي الرُّوحِ
خَضَعَتْ لَها رِقابَ الطَّيْرِ
وَوَحْشِ الْفلاةِ
كَذا يَعنو الْقَلْبَ
وَتَخْشَعُ الْجَوارِحُ
وَتَقْشَعِرُّ جُلودُ الَّذيْنَ آمَنوا
ثُمَّ تَلينُ جُلودُهُم وَقُلوبُهُم بِذِكْرِ الله
تُطْلِقُهُ رِئَةٌ نَقِيَّةٌ
وَ تُرَتّلُهُ حُنْجُرَةٌ غَنِيَّة
تَضْرِبُ أَوْتارُها الصّافية
عَلى خُشوعَ الْقَلْبِ
في بيْتٍ أذِنَ اللهُ أنْ يُرْفَعَ
وَيُذْكَرَ فيهِ اسْمُه ...
فَتَهْوي جِباهُ الْوَرَعِ ساجِدَة..!