
balqees_88
•
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا:26::26::26:

عروس الشام :
لن استطيع الرد على الجميع اليوم, فاعذرنني. سأعود غداً بإذن اللهلن استطيع الرد على الجميع اليوم, فاعذرنني. سأعود غداً بإذن الله
في هذا الصباح استيقظت على نسمة خريفية لطيفة فقمت لأوقظ أبنائي و أحضر الفطور. بعدما ذهبوا أحضرت القهوة و دلفت إلى غرفتي لاستمتع بطعم القهوة العربية مع زوجي على الشرفة.
كانت شرفتي تطل على شارع فرعي قلما يمر به أحد و حديقة صغيرة جميلة يعتني بها سكان البناء بالتناوب. ما أجمل الجلوس بين ربوع الوطن و تنشق هوائه العبق مع أنه مليء بالدخان و الغبار فبلدنا تحتل المركز الأول في التلوث بجدارة. و لكنه هواء بلدي و لا أبدله بأي هواء آخر.
ثم أنني لم أجلس مع زوجي وحدنا منذ زمن طويل. كانت حياته مشحونة دائماً و إن لم يكن بالعمل فإنه يتحدث بالهاتف عن العمل. و إن لم يتحدث بالهاتف, فإنه يكتب أو يقرأ تقاريراً عن العمل. جعلني أكره عمله بشدة لأنني أصبحت أماً وحيدة أربي أبنائي وحدي بينما لا يعرف هو شيئاً عنهم. تمنيت لو يعرف على الأقل عن دراستهم و لكنه كان يكتفي بالتقرير السنوي مني, هل نجحوا و ماذا أحرزوا من شهادات. كان هذا التقرير يكفيه و كأن التربية بالنسبة له لا تتعدى ذلك. حتى عندما بدأ ابننا يأخذ دروس في السباحة لم يجد تشجيعاً منه. كنت أحضر كل المسابقات وحدي و أصفق له وحدي عندما يفوز. بينما كان أبوه يكتفي بالنظر إلى الميدالية و الابتسام قائلاً: أحسنت يا ولدي.
هل أظلمه عندما أتحدث بهذه الطريقة عنه؟ ألم يكن يسعى جاهداً لتوفير الحياة الكريمة لنا؟ ألم يحرق أعصابه لدرجة أن شرايينه سدت في النهاية و توقف قلبه عن العمل؟ هل أكون جاحدة و ناكرة للجميل عندما أقول له بأنه لم يساعدني في التربية؟ أوليس تأمين لقمة العيش جزءاً من التربية؟
مضت تلك الأيام بهدوء و أحسست بأنني استعدت سيطرتي على عائلتي و على نظام حياتنا. و قلت زيارات الأهل كثيراً, يبدو بأن الترحيب بنا كزوار جدد مضى وقته و أصبحنا الآن جزءاً من الحياة اليومية العادية الرتيبة. لم ألمهم, فهم أيضاً لديهم أبناء و المدارس تستنزف قواهم و اهتمامهم. و بدأ زوجي يشعر بالملل, فبعد كل هذه السنين التي قضاها لاهثاً في العمل, لم يعد بإمكانه تحمل البقاء في المنزل و مساعدتي في المطبخ!!
فكر كثيراً بمشروع يبدأ به هنا ليقضي وقته و ليدر علينا دخلاً معقولاً, فمدخراتنا لم تكن لتكفينا العمر كله بكل تأكيد, خصوصاً مع أسعار المدارس الخيالية هنا.
درسنا عدة عروض من أقربائه و أقربائي, فهم حالما سمعوا بنيتنا البدء بمشروع حتى انهمروا على منزلنا مثل المطر من كل حدب و صوب و بيد كل منهم دراسة جدوى لمشروع طالما حلم به.
وقع اختيارنا أخيراً على فتح شركة صغيرة للاستيراد و التصدير فبحكم علاقاتنا في المهجر سيتسنى لنا استيراد بضائع ممتازة بأسعار جيدة و بيعها في السوق المحلي و العكس.
و هكذا عاد زوجي للعمل و التأخير و العصبية و البعد عني. كل هذا بحجة أنه الآن في طور التأسيس و ما أن تقف الشركة على قدميها حتى يصبح لديه وقت لي مرة أخرى.
كنت قد شبعت من الوعود التي لا تغني و لا تسمن من جوع, لذلك قررت أن أعمل أنا على مشروع آخر, تزويج ابنتي.
بدأت أولاً بدعوة كل صديقاتي اللواتي لديهن شبان في عمر الزواج. أردت أن يتعرفن على ابنتي و إن لم يكن لها تصيب مع ابن أحداهن, فهن كفيلات بنشر الخبر و إعلام كل المدينة بأن لدي ابنة جميلة في عمر الزواج.
و فعلاً نجحت الخطة و أخذت إحدى صديقاتي مني موعداً لتحضر ابنها لرؤية ابنتي. سعدت جداً لهذا الخبر فهذه من أعز صديقاتي و أعلم بأن ابنها شاب مستقيم طموح و يعمل بوظيفة مرموقة.
أسرعت بزف الخبر إلى ابنتي فوجمت ثم تململت في جلستها و قالت لي: " لا أريد رؤيته يا أمي"
- " و ما الذي لا تريدين رؤيته؟ أنتي لا تعرفين عن شيئاً بعد و قد يكون مناسباً لك و قد يعجبك"
- " و لكني مرتبطة"
- ---------------------------------
خيم علينا السكون و أنا أضرب أخماساً بأسداس. مرتبطة؟ من و كيف؟
لم تدعني لأفكاري كثيراً و قطعت تساؤلاتي بقولها:
- " أحد الموظفين معي بالسفارة صارحني بحبه منذ فترة و صددته. و لكني بدأت ألاحظ نبل أخلاقه و تفانيه في إسعادي لذلك مال قلبي باتجاهه و وافقت أخيراً على أن أدعه يتقدم لخطبتي"
- " تقصدين بأنه مسلم عربي و يعمل بالسفارة مثلك؟"
- " لا ليس عربياً. إنه من نفس جنسيتنا, أقصد جنسية بلد اغترابنا و هو ليس مسلماً و لكنه وعدني بأن يسلم قبل أن نتزوج"
- ----------------------------------------
خيم الصمت مرة أخرى علينا. ليس عربياً و ليس مسلماً؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
متى حدث كل هذا؟ و لماذا؟ و كيف ارتضت ابنتي لنفسها بأن تحب شخصاً مثله؟
لم أستوعب الموضوع و لذلك لم أعرف كيف أناقشها. ربما كان يجب أن أنهرها و أصرخ في وجهها. و لكن المشكلة بأنني لم أصدق أذني و ظننت بأنني أتخيل الموقف كله. لا يمكن لابنتي أن تفعل هذا بي و بأبيها. لم أربيها على هذا.
خرجت من غرفتها قبل أن أجهش بالبكاء حسرة على عمري الذي أفنيته في تربيتها. بل حسرة على كل ما حرمت نفسي منه لأجلها و أخيها. أين أخطأت و لماذا ارتد عملي الطيب علي هكذا؟
تبعتني ابنتي إلى غرفتي و هي تشعر بالذنب لصمتي. يبدو أن صمتي أثر فيها أكثر مما لو أزبدت و أرعدت و توعدت و هددت.
- " لم أقصد أن أضايقك يا أمي الحبيبة" قالتها و ارتمت في أحضاني. " صدقيني لم أفعل شيئاً يغضبك, كل ما في الأمر أنه صارحني بمشاعره و قبلت أن يتقدم لي. لا أكثر و لا أقل"
- " و لكن لماذا هو؟ هل انقرض الشبان العرب من حولك؟ عندما قررنا العودة شعرت بالفرحة لأنه ستتاح لك الفرصة لتتعرفي على الكثير من الشبان المناسبين لك و لنا, فلماذا تربطين مصيرك بمصير شاب لا من دينك و لا من جنسيتك؟"
- " و لكنه سيسلم يا أمي. و قال لي بأنني أنا من فتحت عيناه على الاسلام. ألم ترددي لنا دائماً حديثه عليه الصلاة و السلام: أن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم؟"
- "أعينيه على الهداية و لكن لا تتزوجيه!"
- "الموضوع يا أمي بأنني لم أجد أحداً يفهمني منذ وصلنا إلى هنا سواه. كل من حولي يعيشون في عالم مختلف. على الأقل في غربتنا كان العرب حولنا يعيشون نفس ظروفنا و لذلك سهل علي التواصل معهم و الشعور بالانتماء لهم. أما هنا فأشعر و كأنني أتكلم بلغة أهل الفضاء, فلا أحد يفهمني و لا أحد يشعر بوحدتي. وحده اقترب مني و تحدث معي و لمست تشابه ظروفنا. فكلانا نشتاق لبلدنا الأجنبي و كلانا نعيش هنا و نشعر بالوحدة. و هو من ساعدني على التسجيل في الجامعة فقد درس فيها أيضاً. معه أشعر بأن صوتي له معني و أفكاري أصبح لها صدى. حتى عندما حدثته عن ديني وجدته و قد زاد إعجابه بي لتمسكي بديني و حبي له. و هو ما شجعه على أن يقرأ الكتب التي أحضرتها له عن الإسلام و يقرأ ترجمة للقرآن الكريم. صدقيني يا أمي, هو إنسان طيب القلب و متفتح الفكر و ذا شخصية رائعة"
- " كل هذا الكلام لا يقنعني. أنت لا زلت غضة و أي رجل يعجب بك ستجدين نفسك منقادة له. تجربتك في هذه الحياة لا زالت متواضعة و تفكيرك لن يسعفك في اتخاذ القرار الحكيم. لن تتزوجي هذا الرجل مهما نظمتِ فيه شعراً و مهما ذرفتِ من الدموع. لن أبيعك له فأنتِ درتي المكنونة و قطتي المدللة. لن أعطيكِ إلى إلا رجل يستحقك"
- " و من أين لك أن تعرفي ماذا أريد و من يستحقني؟"
- " أعرف أكثر منك فأنا من ربيتك على يدي. انتهى الكلام في الموضوع و ستسقيلي من السفارة منذ الغد. و إلا سأتحدث مع السفير. لماذا لا تكونين مثل أخيك؟ انظري له كيف اندمج بسرعة في المجتمع و أصبح له أصدقاء. لا أجده يتذمر أبداً"
- " حسناً سأستقيل. و لكن قبل ذلك خذي عنوان هذا الموقع الإلكتروني و انظري إلى المجتمع الذي اندمج ابنك فيه"
ناولتني ورقة مكتوب عليها عنوان موقع إلكتروني و مضت و هي تبكي بصمت.
ترى ما الذي يخبئه ابني عني و سأراه في هذا الموقع؟
فتحت جهاز الكمبيوتر و دقات قلبي تتسارع فكلام ابنتي زرع شكاً كبيراً في نفسي.
بدأت بتصفح الموقع فوجدت ابني و قد كتب بعض المعلومات عن نفسه و هواياته و دراسته و طموحه. و في الزاوية وجدت ملفاً يحوي عدداً من الصور. فتحتها لأجد عدة ملفات أحدها يحوي صوره و هو يرتدي الميداليات التي ربحها في مسابقات السباحة و أحدها يحوي صوراً له في الغربة مع أصدقائه هناك. أما ما فاجأني و سلب النوم من عيني فملف كتب عليه صور الحرية. فتحته لأجد صوراً لابني في حمام السباحة مع فتيات لا يرتدين سوى ما يغطي أقل القليل و قد لفت كل منهن ذراعها حول رقبته. و صور أخرى له مع بعض الأصدقاء و الصديقات في نادي ليلي و الجميع يمسك بكؤوس الشمبانيا!
انهمرت دموعي غصباً عني و شعرت بغصة في حلقي و لكن ما ريحني قليلاً أن ابني لم يكن يمسك بكأسٍ مثلهم, بل كان يمسك بسيجارة و يبدو الدخان حوله و كأنه كان يدخن بشراهة.
كل الصور جديدة و يبدو من أشكال الشبان و الشابات بأنهم من العرب. إذاً فقد التُقِطت هذه الصور هنا. و لكن متى و كيف؟ و أين كنت أنا؟
و للحديث بقية
كانت شرفتي تطل على شارع فرعي قلما يمر به أحد و حديقة صغيرة جميلة يعتني بها سكان البناء بالتناوب. ما أجمل الجلوس بين ربوع الوطن و تنشق هوائه العبق مع أنه مليء بالدخان و الغبار فبلدنا تحتل المركز الأول في التلوث بجدارة. و لكنه هواء بلدي و لا أبدله بأي هواء آخر.
ثم أنني لم أجلس مع زوجي وحدنا منذ زمن طويل. كانت حياته مشحونة دائماً و إن لم يكن بالعمل فإنه يتحدث بالهاتف عن العمل. و إن لم يتحدث بالهاتف, فإنه يكتب أو يقرأ تقاريراً عن العمل. جعلني أكره عمله بشدة لأنني أصبحت أماً وحيدة أربي أبنائي وحدي بينما لا يعرف هو شيئاً عنهم. تمنيت لو يعرف على الأقل عن دراستهم و لكنه كان يكتفي بالتقرير السنوي مني, هل نجحوا و ماذا أحرزوا من شهادات. كان هذا التقرير يكفيه و كأن التربية بالنسبة له لا تتعدى ذلك. حتى عندما بدأ ابننا يأخذ دروس في السباحة لم يجد تشجيعاً منه. كنت أحضر كل المسابقات وحدي و أصفق له وحدي عندما يفوز. بينما كان أبوه يكتفي بالنظر إلى الميدالية و الابتسام قائلاً: أحسنت يا ولدي.
هل أظلمه عندما أتحدث بهذه الطريقة عنه؟ ألم يكن يسعى جاهداً لتوفير الحياة الكريمة لنا؟ ألم يحرق أعصابه لدرجة أن شرايينه سدت في النهاية و توقف قلبه عن العمل؟ هل أكون جاحدة و ناكرة للجميل عندما أقول له بأنه لم يساعدني في التربية؟ أوليس تأمين لقمة العيش جزءاً من التربية؟
مضت تلك الأيام بهدوء و أحسست بأنني استعدت سيطرتي على عائلتي و على نظام حياتنا. و قلت زيارات الأهل كثيراً, يبدو بأن الترحيب بنا كزوار جدد مضى وقته و أصبحنا الآن جزءاً من الحياة اليومية العادية الرتيبة. لم ألمهم, فهم أيضاً لديهم أبناء و المدارس تستنزف قواهم و اهتمامهم. و بدأ زوجي يشعر بالملل, فبعد كل هذه السنين التي قضاها لاهثاً في العمل, لم يعد بإمكانه تحمل البقاء في المنزل و مساعدتي في المطبخ!!
فكر كثيراً بمشروع يبدأ به هنا ليقضي وقته و ليدر علينا دخلاً معقولاً, فمدخراتنا لم تكن لتكفينا العمر كله بكل تأكيد, خصوصاً مع أسعار المدارس الخيالية هنا.
درسنا عدة عروض من أقربائه و أقربائي, فهم حالما سمعوا بنيتنا البدء بمشروع حتى انهمروا على منزلنا مثل المطر من كل حدب و صوب و بيد كل منهم دراسة جدوى لمشروع طالما حلم به.
وقع اختيارنا أخيراً على فتح شركة صغيرة للاستيراد و التصدير فبحكم علاقاتنا في المهجر سيتسنى لنا استيراد بضائع ممتازة بأسعار جيدة و بيعها في السوق المحلي و العكس.
و هكذا عاد زوجي للعمل و التأخير و العصبية و البعد عني. كل هذا بحجة أنه الآن في طور التأسيس و ما أن تقف الشركة على قدميها حتى يصبح لديه وقت لي مرة أخرى.
كنت قد شبعت من الوعود التي لا تغني و لا تسمن من جوع, لذلك قررت أن أعمل أنا على مشروع آخر, تزويج ابنتي.
بدأت أولاً بدعوة كل صديقاتي اللواتي لديهن شبان في عمر الزواج. أردت أن يتعرفن على ابنتي و إن لم يكن لها تصيب مع ابن أحداهن, فهن كفيلات بنشر الخبر و إعلام كل المدينة بأن لدي ابنة جميلة في عمر الزواج.
و فعلاً نجحت الخطة و أخذت إحدى صديقاتي مني موعداً لتحضر ابنها لرؤية ابنتي. سعدت جداً لهذا الخبر فهذه من أعز صديقاتي و أعلم بأن ابنها شاب مستقيم طموح و يعمل بوظيفة مرموقة.
أسرعت بزف الخبر إلى ابنتي فوجمت ثم تململت في جلستها و قالت لي: " لا أريد رؤيته يا أمي"
- " و ما الذي لا تريدين رؤيته؟ أنتي لا تعرفين عن شيئاً بعد و قد يكون مناسباً لك و قد يعجبك"
- " و لكني مرتبطة"
- ---------------------------------
خيم علينا السكون و أنا أضرب أخماساً بأسداس. مرتبطة؟ من و كيف؟
لم تدعني لأفكاري كثيراً و قطعت تساؤلاتي بقولها:
- " أحد الموظفين معي بالسفارة صارحني بحبه منذ فترة و صددته. و لكني بدأت ألاحظ نبل أخلاقه و تفانيه في إسعادي لذلك مال قلبي باتجاهه و وافقت أخيراً على أن أدعه يتقدم لخطبتي"
- " تقصدين بأنه مسلم عربي و يعمل بالسفارة مثلك؟"
- " لا ليس عربياً. إنه من نفس جنسيتنا, أقصد جنسية بلد اغترابنا و هو ليس مسلماً و لكنه وعدني بأن يسلم قبل أن نتزوج"
- ----------------------------------------
خيم الصمت مرة أخرى علينا. ليس عربياً و ليس مسلماً؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
متى حدث كل هذا؟ و لماذا؟ و كيف ارتضت ابنتي لنفسها بأن تحب شخصاً مثله؟
لم أستوعب الموضوع و لذلك لم أعرف كيف أناقشها. ربما كان يجب أن أنهرها و أصرخ في وجهها. و لكن المشكلة بأنني لم أصدق أذني و ظننت بأنني أتخيل الموقف كله. لا يمكن لابنتي أن تفعل هذا بي و بأبيها. لم أربيها على هذا.
خرجت من غرفتها قبل أن أجهش بالبكاء حسرة على عمري الذي أفنيته في تربيتها. بل حسرة على كل ما حرمت نفسي منه لأجلها و أخيها. أين أخطأت و لماذا ارتد عملي الطيب علي هكذا؟
تبعتني ابنتي إلى غرفتي و هي تشعر بالذنب لصمتي. يبدو أن صمتي أثر فيها أكثر مما لو أزبدت و أرعدت و توعدت و هددت.
- " لم أقصد أن أضايقك يا أمي الحبيبة" قالتها و ارتمت في أحضاني. " صدقيني لم أفعل شيئاً يغضبك, كل ما في الأمر أنه صارحني بمشاعره و قبلت أن يتقدم لي. لا أكثر و لا أقل"
- " و لكن لماذا هو؟ هل انقرض الشبان العرب من حولك؟ عندما قررنا العودة شعرت بالفرحة لأنه ستتاح لك الفرصة لتتعرفي على الكثير من الشبان المناسبين لك و لنا, فلماذا تربطين مصيرك بمصير شاب لا من دينك و لا من جنسيتك؟"
- " و لكنه سيسلم يا أمي. و قال لي بأنني أنا من فتحت عيناه على الاسلام. ألم ترددي لنا دائماً حديثه عليه الصلاة و السلام: أن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم؟"
- "أعينيه على الهداية و لكن لا تتزوجيه!"
- "الموضوع يا أمي بأنني لم أجد أحداً يفهمني منذ وصلنا إلى هنا سواه. كل من حولي يعيشون في عالم مختلف. على الأقل في غربتنا كان العرب حولنا يعيشون نفس ظروفنا و لذلك سهل علي التواصل معهم و الشعور بالانتماء لهم. أما هنا فأشعر و كأنني أتكلم بلغة أهل الفضاء, فلا أحد يفهمني و لا أحد يشعر بوحدتي. وحده اقترب مني و تحدث معي و لمست تشابه ظروفنا. فكلانا نشتاق لبلدنا الأجنبي و كلانا نعيش هنا و نشعر بالوحدة. و هو من ساعدني على التسجيل في الجامعة فقد درس فيها أيضاً. معه أشعر بأن صوتي له معني و أفكاري أصبح لها صدى. حتى عندما حدثته عن ديني وجدته و قد زاد إعجابه بي لتمسكي بديني و حبي له. و هو ما شجعه على أن يقرأ الكتب التي أحضرتها له عن الإسلام و يقرأ ترجمة للقرآن الكريم. صدقيني يا أمي, هو إنسان طيب القلب و متفتح الفكر و ذا شخصية رائعة"
- " كل هذا الكلام لا يقنعني. أنت لا زلت غضة و أي رجل يعجب بك ستجدين نفسك منقادة له. تجربتك في هذه الحياة لا زالت متواضعة و تفكيرك لن يسعفك في اتخاذ القرار الحكيم. لن تتزوجي هذا الرجل مهما نظمتِ فيه شعراً و مهما ذرفتِ من الدموع. لن أبيعك له فأنتِ درتي المكنونة و قطتي المدللة. لن أعطيكِ إلى إلا رجل يستحقك"
- " و من أين لك أن تعرفي ماذا أريد و من يستحقني؟"
- " أعرف أكثر منك فأنا من ربيتك على يدي. انتهى الكلام في الموضوع و ستسقيلي من السفارة منذ الغد. و إلا سأتحدث مع السفير. لماذا لا تكونين مثل أخيك؟ انظري له كيف اندمج بسرعة في المجتمع و أصبح له أصدقاء. لا أجده يتذمر أبداً"
- " حسناً سأستقيل. و لكن قبل ذلك خذي عنوان هذا الموقع الإلكتروني و انظري إلى المجتمع الذي اندمج ابنك فيه"
ناولتني ورقة مكتوب عليها عنوان موقع إلكتروني و مضت و هي تبكي بصمت.
ترى ما الذي يخبئه ابني عني و سأراه في هذا الموقع؟
فتحت جهاز الكمبيوتر و دقات قلبي تتسارع فكلام ابنتي زرع شكاً كبيراً في نفسي.
بدأت بتصفح الموقع فوجدت ابني و قد كتب بعض المعلومات عن نفسه و هواياته و دراسته و طموحه. و في الزاوية وجدت ملفاً يحوي عدداً من الصور. فتحتها لأجد عدة ملفات أحدها يحوي صوره و هو يرتدي الميداليات التي ربحها في مسابقات السباحة و أحدها يحوي صوراً له في الغربة مع أصدقائه هناك. أما ما فاجأني و سلب النوم من عيني فملف كتب عليه صور الحرية. فتحته لأجد صوراً لابني في حمام السباحة مع فتيات لا يرتدين سوى ما يغطي أقل القليل و قد لفت كل منهن ذراعها حول رقبته. و صور أخرى له مع بعض الأصدقاء و الصديقات في نادي ليلي و الجميع يمسك بكؤوس الشمبانيا!
انهمرت دموعي غصباً عني و شعرت بغصة في حلقي و لكن ما ريحني قليلاً أن ابني لم يكن يمسك بكأسٍ مثلهم, بل كان يمسك بسيجارة و يبدو الدخان حوله و كأنه كان يدخن بشراهة.
كل الصور جديدة و يبدو من أشكال الشبان و الشابات بأنهم من العرب. إذاً فقد التُقِطت هذه الصور هنا. و لكن متى و كيف؟ و أين كنت أنا؟
و للحديث بقية

عروس الشام :
في هذا الصباح استيقظت على نسمة خريفية لطيفة فقمت لأوقظ أبنائي و أحضر الفطور. بعدما ذهبوا أحضرت القهوة و دلفت إلى غرفتي لاستمتع بطعم القهوة العربية مع زوجي على الشرفة. كانت شرفتي تطل على شارع فرعي قلما يمر به أحد و حديقة صغيرة جميلة يعتني بها سكان البناء بالتناوب. ما أجمل الجلوس بين ربوع الوطن و تنشق هوائه العبق مع أنه مليء بالدخان و الغبار فبلدنا تحتل المركز الأول في التلوث بجدارة. و لكنه هواء بلدي و لا أبدله بأي هواء آخر. ثم أنني لم أجلس مع زوجي وحدنا منذ زمن طويل. كانت حياته مشحونة دائماً و إن لم يكن بالعمل فإنه يتحدث بالهاتف عن العمل. و إن لم يتحدث بالهاتف, فإنه يكتب أو يقرأ تقاريراً عن العمل. جعلني أكره عمله بشدة لأنني أصبحت أماً وحيدة أربي أبنائي وحدي بينما لا يعرف هو شيئاً عنهم. تمنيت لو يعرف على الأقل عن دراستهم و لكنه كان يكتفي بالتقرير السنوي مني, هل نجحوا و ماذا أحرزوا من شهادات. كان هذا التقرير يكفيه و كأن التربية بالنسبة له لا تتعدى ذلك. حتى عندما بدأ ابننا يأخذ دروس في السباحة لم يجد تشجيعاً منه. كنت أحضر كل المسابقات وحدي و أصفق له وحدي عندما يفوز. بينما كان أبوه يكتفي بالنظر إلى الميدالية و الابتسام قائلاً: أحسنت يا ولدي. هل أظلمه عندما أتحدث بهذه الطريقة عنه؟ ألم يكن يسعى جاهداً لتوفير الحياة الكريمة لنا؟ ألم يحرق أعصابه لدرجة أن شرايينه سدت في النهاية و توقف قلبه عن العمل؟ هل أكون جاحدة و ناكرة للجميل عندما أقول له بأنه لم يساعدني في التربية؟ أوليس تأمين لقمة العيش جزءاً من التربية؟ مضت تلك الأيام بهدوء و أحسست بأنني استعدت سيطرتي على عائلتي و على نظام حياتنا. و قلت زيارات الأهل كثيراً, يبدو بأن الترحيب بنا كزوار جدد مضى وقته و أصبحنا الآن جزءاً من الحياة اليومية العادية الرتيبة. لم ألمهم, فهم أيضاً لديهم أبناء و المدارس تستنزف قواهم و اهتمامهم. و بدأ زوجي يشعر بالملل, فبعد كل هذه السنين التي قضاها لاهثاً في العمل, لم يعد بإمكانه تحمل البقاء في المنزل و مساعدتي في المطبخ!! فكر كثيراً بمشروع يبدأ به هنا ليقضي وقته و ليدر علينا دخلاً معقولاً, فمدخراتنا لم تكن لتكفينا العمر كله بكل تأكيد, خصوصاً مع أسعار المدارس الخيالية هنا. درسنا عدة عروض من أقربائه و أقربائي, فهم حالما سمعوا بنيتنا البدء بمشروع حتى انهمروا على منزلنا مثل المطر من كل حدب و صوب و بيد كل منهم دراسة جدوى لمشروع طالما حلم به. وقع اختيارنا أخيراً على فتح شركة صغيرة للاستيراد و التصدير فبحكم علاقاتنا في المهجر سيتسنى لنا استيراد بضائع ممتازة بأسعار جيدة و بيعها في السوق المحلي و العكس. و هكذا عاد زوجي للعمل و التأخير و العصبية و البعد عني. كل هذا بحجة أنه الآن في طور التأسيس و ما أن تقف الشركة على قدميها حتى يصبح لديه وقت لي مرة أخرى. كنت قد شبعت من الوعود التي لا تغني و لا تسمن من جوع, لذلك قررت أن أعمل أنا على مشروع آخر, تزويج ابنتي. بدأت أولاً بدعوة كل صديقاتي اللواتي لديهن شبان في عمر الزواج. أردت أن يتعرفن على ابنتي و إن لم يكن لها تصيب مع ابن أحداهن, فهن كفيلات بنشر الخبر و إعلام كل المدينة بأن لدي ابنة جميلة في عمر الزواج. و فعلاً نجحت الخطة و أخذت إحدى صديقاتي مني موعداً لتحضر ابنها لرؤية ابنتي. سعدت جداً لهذا الخبر فهذه من أعز صديقاتي و أعلم بأن ابنها شاب مستقيم طموح و يعمل بوظيفة مرموقة. أسرعت بزف الخبر إلى ابنتي فوجمت ثم تململت في جلستها و قالت لي: " لا أريد رؤيته يا أمي" - " و ما الذي لا تريدين رؤيته؟ أنتي لا تعرفين عن شيئاً بعد و قد يكون مناسباً لك و قد يعجبك" - " و لكني مرتبطة" - --------------------------------- خيم علينا السكون و أنا أضرب أخماساً بأسداس. مرتبطة؟ من و كيف؟ لم تدعني لأفكاري كثيراً و قطعت تساؤلاتي بقولها: - " أحد الموظفين معي بالسفارة صارحني بحبه منذ فترة و صددته. و لكني بدأت ألاحظ نبل أخلاقه و تفانيه في إسعادي لذلك مال قلبي باتجاهه و وافقت أخيراً على أن أدعه يتقدم لخطبتي" - " تقصدين بأنه مسلم عربي و يعمل بالسفارة مثلك؟" - " لا ليس عربياً. إنه من نفس جنسيتنا, أقصد جنسية بلد اغترابنا و هو ليس مسلماً و لكنه وعدني بأن يسلم قبل أن نتزوج" - ---------------------------------------- خيم الصمت مرة أخرى علينا. ليس عربياً و ليس مسلماً؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! متى حدث كل هذا؟ و لماذا؟ و كيف ارتضت ابنتي لنفسها بأن تحب شخصاً مثله؟ لم أستوعب الموضوع و لذلك لم أعرف كيف أناقشها. ربما كان يجب أن أنهرها و أصرخ في وجهها. و لكن المشكلة بأنني لم أصدق أذني و ظننت بأنني أتخيل الموقف كله. لا يمكن لابنتي أن تفعل هذا بي و بأبيها. لم أربيها على هذا. خرجت من غرفتها قبل أن أجهش بالبكاء حسرة على عمري الذي أفنيته في تربيتها. بل حسرة على كل ما حرمت نفسي منه لأجلها و أخيها. أين أخطأت و لماذا ارتد عملي الطيب علي هكذا؟ تبعتني ابنتي إلى غرفتي و هي تشعر بالذنب لصمتي. يبدو أن صمتي أثر فيها أكثر مما لو أزبدت و أرعدت و توعدت و هددت. - " لم أقصد أن أضايقك يا أمي الحبيبة" قالتها و ارتمت في أحضاني. " صدقيني لم أفعل شيئاً يغضبك, كل ما في الأمر أنه صارحني بمشاعره و قبلت أن يتقدم لي. لا أكثر و لا أقل" - " و لكن لماذا هو؟ هل انقرض الشبان العرب من حولك؟ عندما قررنا العودة شعرت بالفرحة لأنه ستتاح لك الفرصة لتتعرفي على الكثير من الشبان المناسبين لك و لنا, فلماذا تربطين مصيرك بمصير شاب لا من دينك و لا من جنسيتك؟" - " و لكنه سيسلم يا أمي. و قال لي بأنني أنا من فتحت عيناه على الاسلام. ألم ترددي لنا دائماً حديثه عليه الصلاة و السلام: أن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم؟" - "أعينيه على الهداية و لكن لا تتزوجيه!" - "الموضوع يا أمي بأنني لم أجد أحداً يفهمني منذ وصلنا إلى هنا سواه. كل من حولي يعيشون في عالم مختلف. على الأقل في غربتنا كان العرب حولنا يعيشون نفس ظروفنا و لذلك سهل علي التواصل معهم و الشعور بالانتماء لهم. أما هنا فأشعر و كأنني أتكلم بلغة أهل الفضاء, فلا أحد يفهمني و لا أحد يشعر بوحدتي. وحده اقترب مني و تحدث معي و لمست تشابه ظروفنا. فكلانا نشتاق لبلدنا الأجنبي و كلانا نعيش هنا و نشعر بالوحدة. و هو من ساعدني على التسجيل في الجامعة فقد درس فيها أيضاً. معه أشعر بأن صوتي له معني و أفكاري أصبح لها صدى. حتى عندما حدثته عن ديني وجدته و قد زاد إعجابه بي لتمسكي بديني و حبي له. و هو ما شجعه على أن يقرأ الكتب التي أحضرتها له عن الإسلام و يقرأ ترجمة للقرآن الكريم. صدقيني يا أمي, هو إنسان طيب القلب و متفتح الفكر و ذا شخصية رائعة" - " كل هذا الكلام لا يقنعني. أنت لا زلت غضة و أي رجل يعجب بك ستجدين نفسك منقادة له. تجربتك في هذه الحياة لا زالت متواضعة و تفكيرك لن يسعفك في اتخاذ القرار الحكيم. لن تتزوجي هذا الرجل مهما نظمتِ فيه شعراً و مهما ذرفتِ من الدموع. لن أبيعك له فأنتِ درتي المكنونة و قطتي المدللة. لن أعطيكِ إلى إلا رجل يستحقك" - " و من أين لك أن تعرفي ماذا أريد و من يستحقني؟" - " أعرف أكثر منك فأنا من ربيتك على يدي. انتهى الكلام في الموضوع و ستسقيلي من السفارة منذ الغد. و إلا سأتحدث مع السفير. لماذا لا تكونين مثل أخيك؟ انظري له كيف اندمج بسرعة في المجتمع و أصبح له أصدقاء. لا أجده يتذمر أبداً" - " حسناً سأستقيل. و لكن قبل ذلك خذي عنوان هذا الموقع الإلكتروني و انظري إلى المجتمع الذي اندمج ابنك فيه" ناولتني ورقة مكتوب عليها عنوان موقع إلكتروني و مضت و هي تبكي بصمت. ترى ما الذي يخبئه ابني عني و سأراه في هذا الموقع؟ فتحت جهاز الكمبيوتر و دقات قلبي تتسارع فكلام ابنتي زرع شكاً كبيراً في نفسي. بدأت بتصفح الموقع فوجدت ابني و قد كتب بعض المعلومات عن نفسه و هواياته و دراسته و طموحه. و في الزاوية وجدت ملفاً يحوي عدداً من الصور. فتحتها لأجد عدة ملفات أحدها يحوي صوره و هو يرتدي الميداليات التي ربحها في مسابقات السباحة و أحدها يحوي صوراً له في الغربة مع أصدقائه هناك. أما ما فاجأني و سلب النوم من عيني فملف كتب عليه صور الحرية. فتحته لأجد صوراً لابني في حمام السباحة مع فتيات لا يرتدين سوى ما يغطي أقل القليل و قد لفت كل منهن ذراعها حول رقبته. و صور أخرى له مع بعض الأصدقاء و الصديقات في نادي ليلي و الجميع يمسك بكؤوس الشمبانيا! انهمرت دموعي غصباً عني و شعرت بغصة في حلقي و لكن ما ريحني قليلاً أن ابني لم يكن يمسك بكأسٍ مثلهم, بل كان يمسك بسيجارة و يبدو الدخان حوله و كأنه كان يدخن بشراهة. كل الصور جديدة و يبدو من أشكال الشبان و الشابات بأنهم من العرب. إذاً فقد التُقِطت هذه الصور هنا. و لكن متى و كيف؟ و أين كنت أنا؟ و للحديث بقيةفي هذا الصباح استيقظت على نسمة خريفية لطيفة فقمت لأوقظ أبنائي و أحضر الفطور. بعدما ذهبوا أحضرت...
نأتي الآن إلى الردود
شام أشكر لك كلامك الجميل عني :) و أعتذر عن دموعك التي انهمرت و لكن لأصدقك القول فأنا بعد كل هذه الفترة في الغربة أصبحت أشعر بأنني كالغراب الذي قلد الحجلة. لم أعد أعرف كيف أمشي كالغراب و لم أتقن مشي الحجلة.
أتعرفين إلى من أنتمي حقاً و أين أجد راحتي؟ بين من عاشوا نفس ظروفي و تغربوا مثلي.. هؤلاء الأقرب إلى قلبي و الأكثر فهماً لمشاعري.
ربما علينا أن نعلن قيام وطن هجين ما بين الوطن الأم و الغربة, لنجتمع نحن المغتربين فيه. ألم ينشؤوا وزارةً للمغتربين في بلدنا؟ إذن أصبحنا كثر و فئة منفصلة عن المجتمع لدرجة أن هناك وزارة كاملة خصيصاً لنا. مشاكلنا مختلفة عن أبناء الوطن و متطلباتنا مختلفة. حتى في الجامعة أصبحوا يعترفون بنا و يجرون لنا مسابقة منفصلة (مفاضلة) لدخول الجامعة. لأن ظروفنا مختلفة عن الطلاب العاديين. كل حياتنا ليست عادية و من الصعب أن نجعلها عادية فجأة.
رواء الإسلام شكراً لك على تعليقك و ها هو ابنك ابن الخمس سنوات يعترض, فما بالك بمن عاش عشر أو عشرين أو ثلاثين سنة في الغربة؟ ما رأيك بمن ولد هناك و لم يعرف وطناً آخر؟ هل من حقنا انتزاعه من وطنه الذي يعرفه إلى وطنه الذي لا يشعر به؟
نايس سميل. ما أجمل أن أرى وجوهاً مألوفة في موضوعي :) أشكرك على المدح الرقيق و الدعاء الجميل و أتمنى أن تتابعيني.
تامو أنت أيضاً هنا :) شكراً لك. و بما أنك من رواد اللغة العربية, فما رأيك بلغتي العربية؟ أعتقد بأنني أرتكب الكثير من الجرائم اللغوية هنا و هناك بسبب السرعة في الكتابة لئلا تطير مني الأفكار.
ست الحسن شكراً لك
وسطية :) أضحكتني عندما توقعت النهاية. و لكني لن أحرق القصة و سأدعك تتابيعنها معي لتعرفي ما ستؤول إليه الأحداث.. قد تصدق توقعاتك و قد لا تصدق.
نجوم شكراً لك أختي و أسعد بمتابعتك لي
الأميرة الدمشقية إذن استطعت أن أجذبك إلى هنا و بانتظار أن أجذبك إلى ملتقانا :) شكراً لك
بلقيس شكراً جزيلاً و أتمنى أن تظلي من المتابعات

محجبه
•
ماشا الله رائعة جدا في طريقة كتابة للقصة
تدرين اسلوبك شدني كثير
لدرجة اني كل شوي ادخل واشوف هل اضفتي شيى جديد
تدرين اسلوبك شدني كثير
لدرجة اني كل شوي ادخل واشوف هل اضفتي شيى جديد

اختى الحبيبه
كنت اتمنى ان احدثكم بما يجول فى صدرى هذه الايام ولكنى كنت اعتقد انها مشكله شخصيه ولكنى عندما قرات موضوعك احسست انى انا التى تتكلم
بعد 4 ايام سنعود الى وطننا من غربه استمرت 6 سنوات كان اكبر ابنائى عند وصولنا عمره 8 سنوات والبنت 5 سنوات والصغير لم يتجاوزالسنتين
فى البدايه كانوا متضايقين من الغربه وينتظرون العوده الى الوطن وبعدها تأقلموا مع حياتهم واصبح لهم حياه جديده فى الغربه
وعندما اعلن لهم زوجى برغبته فى العوده وعلى الرغم من انها من الممكن الا تكون عوده نهائيه الا انهم قابلوها بالاعتراض الشديد وسمعنا نفس الكلام هنا هو الوطن والوطن اصبح هو الغربه وكل كلامك واكثر منه عن الحياه المرتبه والمستقره وعدم الرغبه فى العوده الذى وصل لحد البكاء
اصبحت نفسيتى غايه فى السوء ولا انام من التفكير فى امرنا بعد العوده واقول ياليتنا لم نغادر من الاصل
دعواتكم لى يااخواتى العزيزات
كنت اتمنى ان احدثكم بما يجول فى صدرى هذه الايام ولكنى كنت اعتقد انها مشكله شخصيه ولكنى عندما قرات موضوعك احسست انى انا التى تتكلم
بعد 4 ايام سنعود الى وطننا من غربه استمرت 6 سنوات كان اكبر ابنائى عند وصولنا عمره 8 سنوات والبنت 5 سنوات والصغير لم يتجاوزالسنتين
فى البدايه كانوا متضايقين من الغربه وينتظرون العوده الى الوطن وبعدها تأقلموا مع حياتهم واصبح لهم حياه جديده فى الغربه
وعندما اعلن لهم زوجى برغبته فى العوده وعلى الرغم من انها من الممكن الا تكون عوده نهائيه الا انهم قابلوها بالاعتراض الشديد وسمعنا نفس الكلام هنا هو الوطن والوطن اصبح هو الغربه وكل كلامك واكثر منه عن الحياه المرتبه والمستقره وعدم الرغبه فى العوده الذى وصل لحد البكاء
اصبحت نفسيتى غايه فى السوء ولا انام من التفكير فى امرنا بعد العوده واقول ياليتنا لم نغادر من الاصل
دعواتكم لى يااخواتى العزيزات
الصفحة الأخيرة