الوائلي
الوائلي
الحمدُ لله حمداً حمداً ، والشكر له شكراً شكراً ، هو المسدد وهو الموفق والمعين ، لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : فقد اكتمل عدد مشاركاتي في هذه المنتديات ألف مشاركة بتوفيق الله سبحانه ، فما كان فيها من الخير والحق فهو من الله ، وما كان فيها من الإثم والشر فهو من نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان . ونعرض هنا بعض تلك المواضيع تحدثاً بنعمة الله عز وجل ، وطلباً للنقد والتوجيه ، ورغبة في إسداء النصيحة ، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ، والله الموفق والهادي إلى صراطه المستقيم :
الحمدُ لله حمداً حمداً ، والشكر له شكراً شكراً ، هو المسدد وهو الموفق والمعين ، لا حول لنا ولا...
بارك الله في الجميع ، وتقبل الله منا ما في كتاباتنا من الخير ، وغفر لنا ما فيها من الزلل .
الوائلي
الوائلي
رمضان رمـضـان أي سـنـا وأي سـنـاءِ بهمـا أهجـتَ خواطـرَ الشعـراءِ ؟ وعلـى رفيـف جنـاح أيـة فكـرة ٍ عـذراء جئـتَ بلهجـة عــذراءِ ؟ فتبرعمـتْ بيـديّ ألـفُ قصـيـدة ٍ في كـل يـوم ٍ منـك حـل إزائـي ****** رمضان .. لم يملك علـي مشاعـري قـدسٌ كقـدس بهـاك فـي الآنــاء ورؤاي ما اخضـرّ المُنـى بدروبهـا إلا بطلـعـة وجـهـك البـيـضـاءِ أطللـتَ والزمـن العنيـد يزيـدنـي رهقـا فكنـتَ وقايـتـي وشفـائـي ألاؤك الـنـوراء حـيـن تنـزّلـتْ بالخيـر مـن يـد أكـرم الكـرمـاء غمـر السـلامُ فهشّـتِ الدنيـا لـه وتزيـنـتْ ببـشـائـر الـسـعـداء فكأن هـذا الكوكـب الغافـي علـى زنـديـك زُف لـجـنـة فـيـحـاء ****** رمضان .. والقرآن مـلء حناجـر ٍ رويـتْ بـدفء فيوضـك السمحـاء ونسائـم الدنيـا تـفـوح بأسـرهـا بشـذى صـلاة ٍ أو عبيـر دعــاء أنفـاس خيـر المرسلـيـن محـمـد هذي التـي سلسلـتَ فـي الأنحـاء وحنانُـهُ هـذا الـذي عـمّ الــورى فتملكتـهـم شيـمـة ُ الـرحـمـاء فحنى القوي على الضعيف وغابت الـ شكـوى وذابـت سَـورة الشحـنـاء فكأن هلـذا الكوكـب الغافـي علـى زنـديـك زف لـجـنـة فـيـحـاء ****** رمضان إنْ لملمـتَ شملـك راحـلا عـنـا وهــذا ديــدن القـرنـاء فاتـرك لأفـئـدة الـذيـن تعلـقـوا بك بعـض مـا عشقـوا مـن الآلاء فـإذا استبـد بهـم فراقـك علـلـوا أرواحـهـم بظـلالـك الـزهـراء وترشـفـوك لطـائـفـا عـلـويـة تـنـهـل بـالأنــوار والأنـــداء فكأن هـذا الكوكـب الغافـي علـى ذكــراك زف لـجـنـة فـيـحـاء
رمضان رمـضـان أي سـنـا وأي سـنـاءِ بهمـا أهجـتَ خواطـرَ الشعـراءِ ؟ وعلـى رفيـف جنـاح...
قرأتُ ما كَتَبَنْ الأخت السجينة (( س . ف )) من سجن النساء بالشرقية في مجلة الإصلاح تبثُ همومها وتبدي شجونها ، تخاف حين الخروجِ من السجن ألاّ يتقبلها أهلها ، فتغلغلَ حديثها في فؤادي ، فصغتُ مشاعرها وأحاسيسها بهذه الأبيات :

يا وحشة في خافقي وجناني
يا وحدة عصفت بكل كياني

وتواردُ الأفكار أرَّقَ أعيني
والخوفُ يا للخوفِ قد أضناني

ما بين يأسٍ قاتلٍ وتفاؤلٍ
تمضي كما الساعاتُ بعضُ ثواني

في داخلي ألمٌ يقطِّع مهجتي
وبهِ وميضٌ من سنا الإيمانِ

وأعودُ للماضي وأندمُ حينها
ما كانَ هذا السجنُ في الحسبانِ

ضيعتُ نفسي وافتقدتُ أحبتي
أمي الحبيبة والدي إخواني

وعصيتُ ربي واقترفتُ خطيئةً
ووقعتُ في حبلٍ من الشيطاني

واليومَ في سجني أُقِرُّ بتوبتي
صيَّرتُ أمري في رضا الرحمن

لكنَّ في نفسي هموماً أثقلتْ
صدري وراء السجن والقضبانِ

هل يا تُرَى بعد الخروجِ أعودُ في
أهلي كما قد كنتُ منذُ زمانِ ؟

هل يقبلوني أم ستبقى زلتي
سداً يصيرني بسجنٍ ثانِ

إني أخافُ من الخروجِ لأنني
أخشى بأن ألقى حياةَ هوانِ

أماهُ يا نوراً يشعُّ بخافقي
أشتاقُ ضمة رحمةٍ وحنانِ

أُلقي برأسي فوق صدرٍ طاهرٍ
ويُهِلُّ دمعُ العين بالجريانِ

أبتاهُ يا رأساً عزيزاً شامخاً
لطختهُ بدناسةِ العصيانِ

صفحاً جميلاً يا أبي فوخالقي
في داخلي لهبٌ من النيرانِ

والله لا أسطيعُ أنظرُ برهةً
لك يا أبي يا سيدي وأماني

خطأي عليكَ أبي يؤرقُ مرقدي
أقوى من القضبانِ والسَّجَّانِ

أبتاهُ هبني فرصة أبني بها
ما هدت الكفان من بنانِ

سترى بأني مثلما خفضتهُ
هاماً سأجعلهُ رفيع الشانِ

أنا لم أعد تلك السفيهةَ لعبةً
في كفِّ كل مخادعٍ خوَّانِ

أنا فقتُ يا أبتي وعدتُ إلى الهدى
أبتاهُ ذقتُ حلاوة الإيمانِ

سأعودُ للدنيا بوجهٍ آخرٍ
أمشي على نهجِ النبي العدنانِ


رابط الحفظ :

www.j00f.com/msha3r.rar
kamilla Ahmed
kamilla Ahmed
أحمد الله زادني في يقيني وأُصَلِي على النبي الأمينِ إنَّ في النفسِ يا أُهَيْلِي حديثاً ذا شجونٍ فلتقرأوها شجوني فأَنَا إِخْوَتِي وأُمِي صدوقٌ أتبعُ الحقَّ أنتمُ تعرفوني أكرهُ الظلمَ من زمانٍ قديمٍ فلماذا بربكمْ تظلموني لستُ يا لُحْمَتِي بِغَضْبَانَ منكمْ إنَّما عاتبٌ بقلبٍ حنونِ إنَّنِي مشفقٌ وربي عليكم يومَ جمعِ الورى وسدِّ الديونِ ْ يومَ لا دِرْهمٌ يفيدُ ولكنْ يؤخذُ الحقُّ مِنْ أُجورِ المدينِ قالَ ربي (( وَعِزَّتِي وجَلالِي )) لا يجوزُ الظلومُ جسري المتينِ تأخذُ الحقَ عَجْفُ لا قرنَ فيها نطحتها بالظُلْمِ ذاتُ القرونِ كلُّ حقٍّ يُعادُ في يومِ حقٍّ كلُّ دَيْنٍ يُسَدُّ في يومِ دِيْنِ فاتقوا الله قبل يومٍ عبوسٍ قمطريرٍ مِنْ قبلِ يومٍ غَبُونِ وأَزِيحُوا عن العقولِ غشاءً مِنْ هوى النَّفْسِ عَلَّكٌمْ تفهموني أيُّ سِحْرٍ رميتموا فيه زوجي وحياتي ومُهْجَتِي وحَنِيْني وقذفتمْ حياةَ قلبي بقولٍ باطلٍ خاطىءٍ وسوءِ الظنونِ وأسأتمْ جوارها وعصيتمْ هاديَ الحقِّ في الحديثِ المبينِ كادَ جبريلُ يورث الجارَ حقاً إنهُ الحقُّ شرعٌ ربي وديني لو رأيتمْ دموعها وهيَ تدعو يا إلهي وناصري ومعيني أَنتَ ربي وعالمٌ ما بقلبي مِنْ همومٍ عظيمةٍ مِنْ طعونِ أَنتَ ربي وإنَّهمْ أهلُ زوجي ناصبوني العداءَ لَمْ يرحموني حاكموني بغيرِ ذنبٍ وجُرْمٍ حاكموني من دونِ أَنْ يسمعوني صَدَّقُوا بي حديثَ زورٍ وكيدٍ وعلى الفورِ كلهمْ عاقبوني ليتَ أهلي تَثَبَّتُوا من كلامِ جاءَ مِنْ حاسدٍ ولَمْ يُتْهِموني ليتَ أهلي أهلَ الحبيبِ تأنوا حَكَّموا عقلَهمْ لكي ينصفوني لو سمعتمْ دعاءها جوفَ ليلٍ بخشوعٍ وذِلَّةٍ وأنينِ يا إلهي سامَحْتُهُمْ فاعفُ عنهمْ وأَجِبْنِي ولا تُخَيِّبْ ظنوني يا إلهي أُحِبُهمْ أهلَ زوجي قُرْبُهُمْ غايتي وإِنْ أبْعَدُوني أظهرْ الحقَّ يا إلهي وربي مِثْلَ شمسٍ تُطِّلُ فوقَ الغصونِ أنتَ برأتَ أُمَّنَا في كتابٍ جاءَ جبريلُ باليقينِ اليقين كادَ يقضي على الحُمَِيْرَاءِ إفكٌ ِوأرى ما بها غدا يعتريني في فراشي كأنَّ بالجسمِ حمى باتهامٍ وظُلْمِهمْ أَسْقَمُوني أَظْهِرْ الحقَّ يا رحيماً بحالي وانْتَشِلْنِي برحمةٍ تحتويني إن تصلني يا خالق الكونِ حسبي مِنْكَ وصلاً وإِنْ همُ قاطعوني لَمْ يَعُدْ لي مِنَ الأنامِ خليلاً غيرَ زوجٍ أسكنتُهُ في عيوني غيرَ زوجٍ أُحبهُ فوق نفسي إيوربي أبرُّ فيها يميني ثُمَّ أُختٍ عرفتُ في جالياتٍ ذاتِ دينٍ وعِفَّةٍ ومصونِ منحتني وأمها كلَّ خيرٍ في بلائي وغربتي آنسوني كيفَ ألقى من البعيدِ وفاءً والقريبون للأسى أسلموني لو رأيتمْ نحيبها فوق صدري يا حبيبي أخافُ أَنْ يُبْعِدوني كيفَ أحيا بعالمٍ لستَ فيهِ إِنْ تَدعْني فذاكَ يومُ المنونِ أيها اللائمونَ رفقاً فإني لا أُطيقُ الملامَ فَلْتَسْمَعوني أُشْهِدُ الله أَنَّها سحرتني مَلَكَتْنِي بربطِ سحرٍ مكينِ عُقَدُ السِحْرِ في فؤادي وعيني في دمائي في مسمعي في وتيني سحرتني بِخُلْقِها بِحَياءٍ بصفاءٍ وذاتِ عقلٍ رزينِ سحرتني بِسِتْرِها في زمانٍ فيه تزهو النسا بعرضِ المتونِ سحرتني جلبابها ساحَ شبراً يا لِسترٍ بها رأته عيوني سحرتني بقلبها أيُّ قلبٍ يُعْجِزُ الوصفَ قلبُها صدقوني سحرتني بجودها حين تُعْطي رغمَ فقرٍ وقلِّ ذاتِ اليمينِ هَمُهَا القُدسُ كيفَ أضحى أسيراً دنَّستهُ يدُ اليهودِ العُفُونِ هَمُهَا الروسُ كيف عاثوا فساداً فوقَ شيشانِ بالعِداءِ المشينِ يا إلهي كمْ هزها وكواها موتُ خطَّاب ليثِ ذاكَ العرينِ هَمُهَا الدينُ أَنْ تراهُ عزيزاً وترى الذلَّ للكفورِ الخؤونِ هلْ تُساوي بربكمْ مَنْ نراها تُسْبِلُ الدمعَ مِنْ غِناءِ الفنونِ تُسْبِلُ الدمعِ مِنْ مُسَلْسَلِ حُبِ يا لِرُخصٍ لدمعِ تلك العيونِ هل تٌساوي مَنْ همها في لباسٍ في ملاهٍ في مأكلٍ في صحونِ لا وربي لا يُشبهُ الحيَّ مَيْتٌ أَيْنَ بدرُ السماءِ مِنْ أَرضِ طينِ اسمعوني وأسمعوا من سواكم قولةَ الحقِّ بالبيانِ المبينِ نصفُ روحي بحثتُ عنها طويلاً جِدْتُ بالظعنِ علها في ظعوني لَمْ أجدها في دار قومي ولكنْ في ديارٍ بعيدةٍ من سنينِ لكنْ الله لم يشأ باجتماعٍ لقلوبٍ تلتفُّ مثلَ الغصونِ فرضينا بقَسْمِنا من إلهٍ هو أدرى بخير تلك الشئونِ فجزانا أن ساقها من خليجٍ دونَ وعدٍ ولمْ تكنْ في ظنوني فأضاءتْ بنورها ظُلْمَ ليلٍ وأغاثتْ مواتَنَا بالمزونِ وإليها سكنتُ روحاً وجسماً وأرى السعدَ خارجاً من عيوني وأرى صبيتي ينادونَ ماما وينامون في حُضينٍ حنونِ وتنادي (( أحبتي وعيالي )) وأنادي يا حُزنُ قُمْ من عريني فاهموني لو قامت الأرض ضدي لن أُفَرِّط بها ولو قاتلوني سوف نحيا على الجهادِ سوياً نبذلُ الخيرَ نقتدي بالأمينِ ودعونا إلهنا أن سوياً نقطفُ الأجرَ في عناقِ المنونِ
أحمد الله زادني في يقيني وأُصَلِي على النبي الأمينِ إنَّ في النفسِ يا أُهَيْلِي حديثاً ذا...
جدأ وائع يحفظكي الله
الوائلي
الوائلي
الموضوع للأخت حشرجة الصمت بمنتدى رواء للأدب الأسلامي بعضُ قصائد .. تستحقّ التأمّل و الوقوف الطويل .. لشعراءٍ مختلفين .. منهم من ظهر و عُرف .. و صار معرفة في زمن النكرات !! و منهم من كان كابن زُريق البغدادي .. فلم تُكتشف شاعريته و فصاحته و بقيَ مغمورا " مطمورا " .. فإليكم هذه القصائد " المفرّقة "
الموضوع للأخت حشرجة الصمت بمنتدى رواء للأدب الأسلامي بعضُ قصائد .. تستحقّ التأمّل و الوقوف...
وتسيرْ...

من قلبِ أزْمِنَةِ الضَّبابِ على مَعَابِرِ دمعِكَ المَصْلوبِ محزوناً كَسيرْ

تسيرْ

من عَهْدِ بابِلَ والمَسِيحْ


من ْعَصْرِ ذي قارٍ وتَدْمُرَ إذْ تَرَبَّعْتَ الحَضَارَةَ شارِداً...


لِِتُغَرْبِلَ الأفقَ الفسيحْ...


وَتُعَتِّقَ الأحلامَ في ليلِ الأبَاطِرَةِ الكَسِيحْ


وَلِتُغْمِضَ العينينِ في حِضْنِ الخَلِيْجِ


وَقَدْ مَضَوا نَحوَ الصَّفِيحْ...


وَلِتتبَعَ الأطْفَالَ فِي حقلِ السنابِلِ جائِعَاً


من أجلِ أن تُعْطِي الرَّغِيفَ وَتَسْتَرِيحْ...

.................................................. .........

ألْقَيْتُ مِن دَمعِي عَلى أسمَالِ ثوبِكَ يافراتُ لكَي تَصِيحْ


فمَتى تَصِيحْ؟


ومضيْتُ مِثْلَكَ في الزَّمانِ معَ الغرُوبِ


معَ انكفَاءِ الشَّمعِ إذ ولَّى بآخِرِ ليلَةٍ عبِثَ الهواء بثوبِها


ليُكَشِّفَ الماضِي القبيحْ


والرِّيحُ قَد وَارَتْ قَنَادِيْلَ الشُّعُوْرِ وَرَاءَ أزْمِنَة الخَرَابِ وَبينَ أجرَاسِ المَدِيحْ

.................................................. ........

ألقَيْتُ مِنْ دَمْعِي عَلَى أظْفَارِ حزْنِكَ يافراتُ لتَحْفُرَ الماضِي البَعِيدْ


لأرى قليْلاً مِنْ بنَفْسَجِ أمسِيَ المَفْقُوْدِ في رَمْلِ العَبِيدْ


وأرى الملوْكَ يرَدِّدونَ بِكلِّ زاويةٍ من الصَّحراءِ آمال السراب لكي ينَامُوا...


واللحَافُ يطَلْسِمُ العَهْدَ الجرِيحْ


ورَأيتُ صالِبَةَ التَّمَنِّي تقتُلُ الذِّكرى لِتَصْرُخَ يافراتُ وَتَطْحَنَ الحلمَ القبيحْ

.................................................. .........

وحدي عَرَفْتُكَ يافْراتْ


وَحدِي مَضَيتُ بِدَربِ أمسِكَ خاوِياً


كي أكشِفَ الحلُمَ المُخَبَّأ تحْتَ أحجارِ الطَّريقْ


فالكُلُّ قد ذبَحوا حَمَامَ خوَاطِريْ ...والكلُّ قَدْ ذابواعَلَى اللَّهَبِ العَتِيقْ


والصَّمتُ بي قد راحَ يَهْتِفُ غاضِباً كي يَنْشُلَ الحُلُمَ الغَريْقْ


ويُعِيدَ صَرْخَةَ أدمُعِي من بَعْدِ أن لُجِمَت بِقَيْدِ الحرْفِ لَمَّا خانَها جنْدُ اللغاتْ


وَحْدِيْ عَرَفْتُكَ يافُرَاتْ


أطْرَقْتُ أنْشُلُ بَعْضَ أصْدَافٍ تَوَارَى رَسْمُهَا تَحْتَ الترابْ


وأعودُ كَي أرنو إلى الحُلُم العتيقِ مهَلِّلا عند الغروبْ


أدري بِأنَّكَ يافُراتُ تعِبْتَ من طولِ التعطُّشِ والمسيرْ


أدري بأنَّ الصُّبْحَ فيكَ سَيَرْتَمِيْ يَومَاً عَلى ليلي الكَسِيرْ


كتفَاكَ قد كَلَّت فألقت مقلتاكَ عَلَيْهِما بَعضَ الدُّموعِ لتَسْتَرِيحْ


ولترْقُبَ الأمَلَ الفَسِيحْ

.................................

الصَّمتُ فيكَ حروفُ حُبٍّّ للوجودْ


والهمسُ منكَ سنابِلٌ تغْفُوْ على حَقْلِ الخُلُودْ


أو نجمَةٌ سَطعَتْ بليلِ القَهْرِ في الأفُقِ البعِيدْ


ولأنتَ تحفظُ كُلَّ ألعابِ الطُّفولَةِ إذْ تَذُوبُ على الجلِيدْ!!


وَرَسَمتَ فوق دَفاتِرِ الأيام كُلَّ عيونِ أطْفَالِ المَنَامِ وَهُمْ يعِيدُونَ اللهَاثَ وَرَاءَ لُعْبَةِ حُلْمِهِمْ


كي يرتجُوا منهَا المَزِيدْ


والدَّمعُ فوقَ وُجوهِهِم منكَ اضمَحَلَّ بريحِ فرحَتِهمْ إذِ ازدانَتْ على ألَقِ الخُدُودْ


من قبلِ أن تمضِيْ حَلاوَةُ أمسِهِم نَحْوَ الخُلودْ


بَلْ أنتَ تَذكُرُ كُلَّ صَرْخَاتِ الدِّماء وقد تَشَرَّبَ صمتَها كَفنُ المُعنَّى يالسِّلاحِ وبالحديدْ


وَتَعِي عِرَاكَ الأمسِ بينَ أصابعِ الولدانِ فوقَ ذِرَاعِ أمِّهِمُ الوَدودْ


من أجل أن يحموا الحدود!!


والليلُ ماضٍ يافراتْ


وَعََلَتْ بُعيدَ الحرب أنَّاتُ الغروبِ على صراخِ النَّصْلِ في صَدْرِ الوليدْ


وَمَضَوْا جَمِيْعَاً في سَرَادِيبِ الغِوايَةِ والجُحُودْ


والصبحُ آتٍ مِنْ جَديدْ


وَلأنتَ تَحْفَظُ كُلَ أغنِيَةٍ تَمَشَّت بينَ أحْلامِ العَشِيقِ


إذِ الهوى قَد لَفَّ بَدْرَاً يَعْتَلِي صَهْوَ الثُّريَّا مِن جَديدْ


كي يَهمِسَ الكَلِمَ القديمَ على ضِفافكَ إذ تَهُزَّ الرَّأسَ مُبْتَسِمَاً:


أياقَمَرُ استَرَحنا...لَن نَعودْ...


أنت المعتَّقُ يافراتْ...


فتعالَ أسمعْنِيْ أغاني أمسِنا...وحِكَايَةَ الماضِي البَعِيدْ...


فأنَا الطَّعِينُ بِلَيْلِيَ البَاغِيْ العَنِيدْ


وأنَا الطَّرِِيدْ


وَلَقَدْ تَلَظَّى قلبيَ الثَّاوِِيْ على جَمْرِ المَدَى...وَيُرِيْدُ أنْ يَنْسَى الغَلِيلْ


وَيُريْدُ أنْ يَرْوِيْ الظَّمَا...فَُخُذِ اليَدَيْنَ إلَى السَّبيلْ


كَيْ أمْسِكَ الغَيْمَ البهيَّ قبيْلَ أن يذويْ على لَهَبِ الطُّلولْ


فَخُذِ اليَدَين إلى هناك لأرْتَوِِيْ مِنْ عَالَمِ الحُلُمِ الجَمِيلْ

.................................................. ..............

مِنْ دَمعِ سُهْدِكَ يافُرَاتُ سَقَيتُ كُلَّ بناتِ شِعْرِي كي تَبُوحْ


فأنا وأنتَ على طَرِيقِ الأمسِ مازِلنَا نَسيرُ ونَسْتَرِيحْ


وكلا فُؤَادَيْنَا يرَتِّشُ شِعْرَ ماضيْهِ الجَريحْ


والصَّمتُ فينا يافُراتُ هُوَ اللغاتْ


والشَّيخُ فيكَ هُوَ الذي يثوي بهذا القَلبِ


كي يَبْكي على صَوتِ الدِّماءِ وَجُوعِ آمالِ المَسِيحْ...

عمر سليمان

6/12/2005
الوائلي
الوائلي
ما أروع ما سكبت هنا من إبداعات أخي الكريم بارك الله بك وجزاك خيرا
ما أروع ما سكبت هنا من إبداعات أخي الكريم بارك الله بك وجزاك خيرا
هذه قصيدة للشاعرة زينب بنت محمد الحسنية الشهارية ، وهي أديبةٌ أريبةٌ عفيفة ، ونشأت بمدينة شهارة باليمن ، وتزوجت علي بن المتوكل ، ثم فارقته فعاشت في عزلةٍ وتصوف حتى ماتت سنة 1114هـ .

تقول في قصيدتها :






شجا القلب من ذاتِ الجناحِ سجوعها=ولم تصطلِ حرَّ الغرامِ ضلوعُها

وأشجتْ وأبكت وهي غير شجيَّةٍ=وقد بان في جُنح الظلام هجوعُها

ولو أنَّ فيها بعضُ مابي لما شَجَتْ=ولو تشتكي وجدي لسالت دموعُها

وباتَ يـحنُّ الرَّعدُ من حرِّ لوعتي=وظلّت عهادُ المُزن تُبدي خشوعها

ويبتسم البرقُ اليماني تعجُّباً=للوعةِ نفسٍ طال منها وقوعها

بمن قد قسا قلباً وأعرضَ مُعجباً=وأضحى بسوط البين يوماً يروعها

فيا ويح نفسي كم تذل لعزِّهِ =وليس يُراعي ذُلَّها و خضوعها

تلوذُ بصبرٍ كي تصونَ كمينها=فآونةً تُعصى و طوراً يُطيعها

أفي الحكم أنَّ النفس تبذل وُدَّها=وليس يُكافا في الغرام صنيعها

إليه بطول الاشتياق تشفَّعَتْ=فلم تتلقَّ بالقبول شفيعها

وما سلكت يوماً سوى منهج الوفا=وهيهاتَ عن تلك الطريق رجوعها

حفظتُ له سرَّ الغرامِ فلم أكن=لأسراره في الحب يوماً أذيعها

و كلَّفني الواشون عنه تسلياً =وأين لقلب سلوةٌ يستطيعها

غرستُ له في روضة القلب صبوةً=فقد ثبتت أصلاً وطالَ فروعها