يا سارحة بمغبات التحليل والتأويل مهلك طريق التـقدير بـ( الظنون ) ...!

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله


بعد أرق التحايا والاحترام والتـقدير , أستأذنكم تـقبل هذا الموضوع ... وأتمنى أن يحوز على رضاكم ويرتـقي الى مدارككم , وتجدوا به فائدة .

نستوطن ونوطن أنـفسنا بمجتمعات متفاوتة متضاربة ... لحد التـناحر واقعة ...!

هالك أنت ... هش القاعدة ..
. ما أنت فاعل ؟؟

تجتاحنا الخواطر ... تسلب " الضعيف " لعالم التحليل - التأويل ثم التقدير فيقع – يغرق ... فـتـغرغرهـ مغبات الظنون ... يخدع – يهلك نفسه بأنه فاهم – مخلص – مرشد ... فيكلف نفسه مالا تطيق ... أغرقها - ظلمها بالظن ... بفئة – فرد من هاك المجتمع ( الوردي أم المظلم ...؟! ) فيشمر عن ساعدية ... يستل قلمه ... ليبدد – يهدد – يهمز ويلمز بلواء العاطفة ( الجاهلة – المهلكة ) ...!

جاهل – ظالم لنفسك ... كشفت هذا حيرتك ...!

كف – عف نـفسك كن كما تُبدي ... محباً للخير لنـفسك قبل غيرك ... ترفع عن الخوض بمقاصد البشر ...!

(( فــاصل – إضاءة ))
المسلم يبحث عن رضا الله ومحبته ( في المقام الأول ) ... وأن تـتحقق الخيرية في نفسه ويكون من خير الناس أو خيرهم ... قال الرسول صلى الله عليه وسلم " خير الناس أحسنهم خُلُقاً "
فالمسلم لايُحسِّنُ خلقه ليكسب مصلحة ... إنما لكسب رضا الله عز وجل أولاً ... وهنا تستمر الأخلاق سواءاً رضي الناس أم لم يرضوا , تحسنت العلاقة أم لم تتحسن , كسب الود أم لم يكسب ,فالأجر ثابتٌ على أيَّة حالٍ ... وهذا هو ضمان الاستمرارية ... يقول صلى الله عليه وسلم :" إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار " ,ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"المؤمن يألف ويؤلف ولاخير فيمن لا يألف ولا يؤلف , وخير الناس أنفعهم للناس " .

( لا تـغـتر )
جميل أن تحس – تـتفكر بما حولك ... والأجمل أن تطبق إستـنـتاجك على نـفسك ... لا تعترض الغير بدافع الظنون الثائرة المستـفزة من العاطفة ... فـتـقع تـغرق بما ساءك ...!
عجبت لمن يبكي على موت غيره
دموعاً ولا يبكي على موته دما

وأعجب من ذا أن يرى عيب غيره
عظيماً وفي عيته عن عيبه عمى


تزود بالعلم والتـقوى ... كل نفس بما كسبت رهينة ...!
كف نزف قلمك ... ترفع – انج بنـفسك ... راجعها – وبخها – ثبتها ... بعلم يقين
( لا عاطفة ثم ظنون ) علم يقين مرتكز على قواعد شرعية ... لا أوهام – تحليلات عقيلية – عاطفية ... لا تكن نفسك تلك السارحة – الغارقة بغرور ظنها – تحليلها – فعلها ... !
أفق راجع نفسك - علمك ... إنها هاوية بك – لك مهلكة ...!

تـظن – تصر أنك ذاك الباخص المصلح – المرشد ...؟!
حسناً أنت وماعزمت ...!

أنظر – إليك بعض الومضات – القطرات من محيطات الثابتات :

إن كان الأصل أن الداعية إلى الله يجعل الكلام الذي لا يعطل مسيرته دبر أذنيه ، ولا يشغل نفسه بتـتبع مقولة فلان وفلان ... وما أجمل قول الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي :

وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم
تحـية ذي الحسى فقد يرقع النقل

فإن دحسوا بالشـر فاعــف تكرما
وإن كتموا عنك الحـــديث فلا تسل

فـإن الذي يؤذيك منــه سمــــاعه
وإن الذي قالوا وراءك لم يقـل**


-عقد الإمام النووي –رحمه الله –في كتابه (الأذكار) بابا بعنوان "الغيبة بالقلب" وفيه قال " اعلم أن سوء الظن حرام مثل القول فكما يحرم أن تحدّث غيرك بمساوئ إنسان ، يحرم أن تحدّث نفسك بذلك وتسيء الظن به "(الأذكار، ص464)
وقد ذكر الإمام الغزالى في إحيائه كلاما قريبا من هذا , وإذا وقع في قلبك ظن السوء فهو من وسوسة الشيطان يلقيه إليك ، فينبغي أن تكذبه فإنه أفسق الفساق ، وقد قال تعالى ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )( الحجرات ، آية 7) فلا يجوز تصديق إبليس ، فإن كان هناك قرينة تدل على فساد واحتمال خلافه ، فتنفر منه ، وتستثقله وتفتر عن مراعاته وإكرامه والاغتمام بسيئته فإن الشيطان قد يقرب إلى القلب بأدنى خيال مساوئ الناس ، ويلقي إليه أن هذا من فطنتك وذكائك وسرعة تنبهك ، وإن المؤمن ينظر بنور الله ، وإنما هو على التحقيق ناطق بغرور الشيطان وظلمته .... ومهما خطر لك سوء في مسلم فزد في مراعاته وإكرامه ؛ فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه عنك فلا يلقي إليك مثله خيفة اشتغالك بالدعاء له.
وهذا معنى لطيف أتمنى أن يفطن إليه الدعاة والمربون ، وأن يغرسوه في نفوسهم ، وفي نفوس أبنائهم ، بدلا من طغيان نفسية الكراهية التي تجتاح بعض النفوس وتشعل حرائق البغضاء في أرجائها.

وجوب إشاعة منهجية التثبت عند الحكم على الأشخاص أو الهيئات أو المؤسسات عموما، ومما يؤسف له أن هذه المنهجية تتوارى عند التطبيق لدى بعض فئات الدعاة خاصة عندما تكثر الإشاعات ، ويعز المصدر الموثوق به ، لكن المسلم له منهجية تميزه عن غيره ، فهو لايتمضمض بأعراض البرءاء ، ولا ينقل من الأخبار إلا ما تيقن منه.

المسلم يأوي إلى جبل من اليقين بأن الأصل في المسلم البراءة ، والسلامة ، والعدالة ، وحسبك أن الله لم يكلفك –أخي المسلم – أن تنقب عن صدور الخلق فتعلم أن فلانا قال كذا أو فعل كذا ، او ينوي كذا , فكل نفس بما كسبت رهينة ، لكنك تكون في أعظم الحرج إن نجح الشيطان بأن يجعلك مطية لقول الزور ، وخاصة حينما يكون القائل في مكانة مرموقة من محبيه وسامعيه .

يقولون أقــــــوالا ولا يعلمونها
ولو قيل هاتوا حققوا لم يحققوا




ومن الأسف أن كثيرا من الأخبار التي تلاك في أوساط أهل الخير هي في القائمة الضبابية بين اليقين والشك ، ومما يزهد الكثير من الناس في التثبت رغبته في السبق بنشر الخبر ، أو التمدح بسعة العلم ، والإحاطة بالأمور ، وسعة العلاقات التي تتيح أن يطلع على ما لم يطلع عليه غيره .

الانسياق وراء الظنون والشكوك له آثار مدمرة على العمل الإسلامي ( المجتمعات ) ومنها توهين الصف المسلم ، بنشر الإشاعات ، وأحيانا تكون هذه الإشاعات موجهة إلى رموز الخير ممن لهم في النفوس مكانة وتقدير ، فتحدث البلبلة ، والشقاق ، وسوء الظن , وعندها يرقص الشيطان فرحا على أشلاء وحدتنا , ومن الآثار كذلك إضعاف الثقة في أهل الدعوة وأهل الإصلاح والتوجيه .
ومن آثار الانسياق وراء الشكوك أن الباب يبقى مفتوحا لأعداء الدين ممن يسعدهم اشتغال أهل الحق ببعضهم البعض فيبقون في مأمن من تماسكهم ووحدتهم ، فيضعون الأحابيل ويروجون الإشاعات التي مهر فيها الأعداء من لدن ابن سبأ وحتى اليوم :

لا أنــــت قلت ولا سمــــعت أنا
هذا كــــــلام لا يليـــــــق بنــــا

إن الكــــرام إذا صحبتهمــــــوا
ستروا القبيح وأظهروا الحسنا


اعتماد منهجية الحقائق الموثقة بالدلائل والإحصائيات والأرقام عند اتخاذ أي قرار أو تصرف ، بعيدا عن الانفعالات العاطفية ، وردود الأفعال التي لا تعني حل المشكلة بمقدار ما تعني الانفعال بالمشكلة وأثرها على النفس . وبعض الحلول التربوية للمشكلات –أو ما يتوهم حلا- تكرس المشكلة وتزيدها تفاقما .

لذا فعف قلمك المنساق المهلك ... إن أنت لا تستحضر القواعد الشرعية , وهو يمارس نزفه على الصفحات ... خائضاً بمقاصد البشر ... !
وهي أمور لا علم لنا فيها ... وخصوصاً الشرعية منها , فقول بلا علم، قد توعد الله على ذلك
بقوله تعالى (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) (النحل:116)

فلا يخفاك قوله تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
وقوله عزوجل ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )
يعني يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير وشر كما قال تعالى " ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر " فما رأى من أعماله حسنا سره ذلك وأفرحه وما رأى من قبيح ساءه وغصه وود لو أنه تبرأ منه وأن يكون بينهما أمد بعيد كما يقول لشيطانه الذي كان مقرونا به في الدنيا وهو الذي جرأه على فعل السوء " يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين " ثم قال تعالى مؤكدا ومهددا ومتوعدا " ويحذركم الله نفسه " أي يخوفكم عقابه ثم قال جل جلاله مرجيا لعباده لئلا ييأسوا من رحمته ويقنطوا من لطفه " والله رءوف بالعباد " قال الحسن البصري : من رأفته بهم حذرهم نفسه وقال غيره : أي رحيم بخلقه يحب لهم أن يستقيموا على صراطه المستقيم ودينه القويم وأن يتبعوا رسوله الكريم
هذا والله اعلم

فتجنبوا الخوض في مقاصد البشر ...!

اللهم أتي نفسي تـقواها وزكها أنت خير من زكاها , اللهم أرنا الحق حق وارزقنا إتباعه والباطل باطل وارزقنا إجتـنابه .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب أليك
.

والمعذرة على الإطالة ... ولكم جل تحايا الإحترام والتـقدير .
دمتم بنـقاء وسعادة بتقوى الله .
20
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الغنية بالله
الغنية بالله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

جزاك الله خيراً ... تسجيل مرور ولي عدوة بعد قراءة الموضوع ... لكني بمجرد أن رأيت اسمك عرفت بأن الموضع هادف ...

:26: :26: :26:
متفائلة2
متفائلة2
أهلاً بك أخيتي الغنية بالله , اللهم آمين يثيبنا جميعاً .
شاكرة لك تكرمك بتسجيل مرورك العطر , والله يجعلني عند حسن ظنك .
والله يسهل لك العودة المرتقبة من قبلنا متطلعين للفائدة .
لك تحايا الاحترام والتـقدير اخيتي .
القمورة أمورة
بالفعل دائماً مواضيعك هادفه..
جزاك الله خير غاليتي..
:26::26::26:
الواثقة من نفسها
رائعـــــــــــــــة كما عهدناك... كلماتك حبيبتي في الصميم

والفائدة رجوناها ولله الحمد... فلك فائق إحترامي لأناملك

الذهبية.....على ماخطك .... أثابك المولى عزوجل
سكارلت
سكارلت
بسم الله الرحمن الرحيم

أخيتي متفائلة 2

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرح قيم يستحق الوقوف أمامه والتأمل



لو أذنت لي غاليتي :

أحيانا نضطر إلى الخوض في مقاصد البشر بسبب سوء فهم لهم

فقد تكون تصرفاتهم أو كلامهم غير واضح المغزى بالنسبة لنا , بمعنى قد ينطوي على شيء من الغموض وعدم الوضوح والترتيب وتسلسل الأفكار , مما يجعل تصرفهم أو كلامهم يحتمل أكثر من معنى الأمر الّذي يؤدي إلى الشكوك والحيرة في المقاصد

هذا رأيي الشخصي ولا يشترط أن يكون سليما

جزاك المولى كل خير وبارك فيك وفي نبض قلمك الجميل