Fajer AlEid
Fajer AlEid
درس مؤثر مازلت مديناً لتلك الفتاة بكلمات شكر وعرفان،ولصاحبها باعتذار لتصنيفي له،وبشكر يوازي شكر صاحبته. أنا مدين لهما بالشكر كثيرا ً...لا لكونهم ا ساعداني في محنة مزعجة فقط،بل لكونهما علماني أن الإنسان لا يجب أن يصنف الناس باعتبار أشكالهم أبدا ً.لست أدري ربما وفقاً لما كنت عليه قبل تعلمي هذا الدرس،قابلت من يقول ولو في نفسه :ماذا ترجو من سمين لم يستطيع أن يحل مشكلته مع بدنه؟ !إذا كان كذلك،فكيف سيتعاطى مع غيرها؟! أزعم أن أبلغ الدروس أثراً،تلك التي يصلك المعنى فيها بالممارسة لا بالاستماع إلى الخطب والتوجيهات والنصائح الملقاة على قارعة كل طريق! كانت هذه الحادثة وغيرها مفتاحاً مختلفاً لي للتعاطي مع الولايات المتحدة إجمالاً،ولعل من العناصر التي جعلتني أغير وجهة نظري ذاك المشهد الذي ما زال عالقاً في ذهني إبان مغادرتي وعائلتي الولايات المتحدة قافلين عودةً إلى بلادنا بعد عامين من الدراسة. كان المشهد صورة ناطقة لزوجتي النجدية المحافظة المحجبة،وهي تعانق جارتها سيندي البروتستانتية المنفتحة،ذات الشعر الأصفر المتناثر،في مشهد وداع كان مكسواً بدموع صادقة ولحظات حزن عارمة على الفراق...كل ذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بثمانية أشهر! كان الصدق طاغياً،والموقف حقيقياُ لا تمثيل فيه ولا مجاملة. سيندي وأشواق،لم تعبئا في صدق عناقهم ا،بصعود اليمين المتطرف في إدارة بوش،ولا باليمين البن لادني أو الزرقاوي في ادعاء تمثيل العالم الإسلامي... كان الحضور طاغياً للإنسان،ذلك الذي يغيب في كل صراع!
درس مؤثر مازلت مديناً لتلك الفتاة بكلمات شكر وعرفان،ولصاحبها باعتذار لتصنيفي له،وبشكر يوازي...
-٢-
دك المراحيض!
عندما تكون بدينا في العالم العربي يغشاك إحساس دائم بأن لا أحد يحفل بك،وكثيراً ما يصل تفاعلك
الجمعي منتهاه،حتى تبلغ مدى لا تحفل فيه أنت بنفسك،ولو فعلت،لربما لم تكتنز أرتالاً من الشحوم تنثرها
بخيلاء وعدم اكتراث في أرجائك!
سلسلة المعاناة،وأحاديث الإحراج،بحر لا ساحل له.
وإن كنت تحدثت في الفصل الأول عن معاناة السمين بين السماء والأرض،فإن الإخلاد إلى الأرض
يحمل هماً أشد،إذ هو في النهاية نزول،وليس سام كمن هبط.
اذكر أنني كنت في رحلة استجمام مع ثلة من الأصدقاء إلى بيروت في منتصف التسعينيات .يممنا
وجوهنا صوب الشرقية،وهناك التأم شملنا في فندق جميل محاذ للشاطئ.
بعد ساعات من الوصول،ولفرط إنسانيتي وجدتني مضطراً لاستخدام دورة الميا ه.هناك صنف من
المراحيض،أجلكم الله،لا يتكئ في ثقله على الأرض بل على الجدار .اعتقد أن أفضل وصف يمكن أن أسديه
لمرحاض كهذا،هو أنه غبي،وفي التفاصيل بيان للسبب.
جلست على المرحاض لأقضي حاجتي،لكنني قبل أن أفعل قضيت عليه!
وجدتني أنا،والمرحاض في درجة واحدة متساويين على الأرض إلا أنه انتثر أشلاً،وليتني كنت
مثله،فربما تخلصت من بعض أشلائي بدعوى نسيانها!
سمع الرفاق صوت الدوي فظنوه انفجارا ً.كان الطيران الإسرائيلي قبلها بليال معدودة يخترق الأجواء
اللبنانية،لكن الصحاب لم يتخيلوا أن طيران جسدي حطم المرحاض تحطيماً.
حجماً وليس في القدرات بطبيعة الحال. ،(B بدا لي الآن،أني لو كنت حينها طائرة لما جاوزت ال( 52
ضحك الأصدقاء علي طويلاً،وكان هذ ا ما جرت به عادتهم،حفظ الله لهم جميل عاداتهم وخلصني
وإياهم من قبيحها.
ترى صديقك صغيراً عندما يقهقه عليك،وأنت في حالة مأساوية،ثم تتخلل ضحكاته المجلجلة عبارة
عسى ما تعورت؟)،أي أرجو أنك لم تصب؟! L فاترة يقول فيها
-لا يا شيخ!(عسى ما تكلفت يا اللطيف!).هذا لسان حالي.
في البداية كنت ألومهم كثيراً،ومع الوقت خففت عن نفسي كل ذلك،عندما تصورت نفسي مكانهم وأرى
حادثاً كهذا،لا بد أن أضحك،فلحظات البهجة تضمحل يوماً بعد آخر.
هذا درس جديد تعلمته مع الوقت .قبل أن ألوم غيري،أحاول أن أضع نفسي مكانه،فإن ك نت سأفعل مثله
أو نحوه،فلا داعي للوم بتاتاً،وبخاصة أن المرء لو سلم نفسه للعتب لأفنى سني عمره ولحظات حياته يعتب
على هذا ويعاتب ذاك،وقديما قيل:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك،لم تلق،الذي لا تعاتبه
١١
لم أعبأ كثيراً بتصريف رفاقي بالقدر الذي حملت فيه هم العاملين في الفندق.
كنت أتمنى لو جاءني مدير الفندق بفاتورة المرحاض،ولو ضاعف قيمته ثلاث مرات،لأدفع القيمة
وأتخلص بالمال من الحرج.لكنه لم يفعل،وليته فعل!
خرجنا للتنزه ساعات في بيروت،عدت بعدها إلى الغرفة فابتدأت نشاطي بدورة المياه،لأرى ماذا حدث؟
وجدتهم أصلحوا المرحاض،وأبدلوه جديدا ً! لم ينبس أحد من العاملين في الفندق ببنت شفة، ولا تفوه
بكلمة واحدة.جميل أن يكون العمل هو المتحدث!
فكرت جدياً أن أقترح عليهم أن يعتمدوا مستقبلاً على مراحيض تستند على الأرض لا إلى الجدار،لكني
بعد هنيهة تفكير،قلت لنفسي:"يا بجاحتك يا أخي .تقتل القتيل وتمشي في جنازته!".
توقفت عن فكرة إسداء النصائح بالمجان،هذه التي بدأت أستهجنها كما لم أكن من قبل.
المتبرعون بالنصائح،يسدونها ذات اليمين وذات الشمال،هم أناس ثقلاء،وإن خفت أوزانهم .يمارسون في
العقل الباطن من خلال نصائحهم التافهة هذه إقناعاً لأنفسهم بأنهم أفضل ممن ينصحون ."من كان منكم بلا
خطيئة،فليرمها بحجر"!.
كانت حاتي مريرة عندما أدخل الفندق،وأمخر عباب بهوه متجهاً إلى المصاعد،أو حتى عندما أهم
بالخروج منه.
نظراتي لا تفارق الأرض كالمنكسر،مع أني أنا من كسر!
كنت أنظر في الأرض،مع أن لبنان بلد يلزمك بأن تبقي عينيك مفتوحتين حتى لا تفوت جميلا ولو
بمجرد أن ترمش.
لم أكتشف قيمة الشماغ كما فعلت في تلك الأيام،وددت لو كنت منخرطاً في الحرس الوطني السعودي
لأعتمر شماغاً فوق بدلتي، لا لشي إلا لأتلطم(أتلثم بالشماغ موارياً به وجهي) حياًء في الدخول وفي الخروج.
بعد جولة تفكير أخرى،قلت لنفسي :ما أعظم سذاجتك !الشماغ سيواري وجهي،لكن من لي بمن يواري
هذا الجسد المترامي،حتى لا يعرفوا أن صاحبه هو من كسر المرحاض...فقط،بالجلوس عليه!
تذكرت أن هناك أنواعاً من العقاب النفسي أشد أثراً من العقاب الجسدي.
استحضرت مرحلة الصبا يوم كان والدي -حفظه الله-يتعاطي مع خطئي بالتجاهل .كم تمنيت لو
ضربني،أو وبخني،لأسلم من سيوف سكوته وسياط تجاهله،ربما ورث ذلك من جدتي -رحمها الله -فقد كانت
تكرر بلهجتها القصيمية:"الخسران يقطع المصران".أي أن تجاهل المرء،يجعل ألمه كتقطيع مصرانه!
ولأن الشيء بالشيء يذكر،فقد كنت أيام الدراسة أسرح بتفكيري كلما جاء درس الجغرافيا،ذات الحالة
استمرت عندما أستمع إلى تحليلات بعض المعلقين،أو أشاهدها قراء ة.فهم عندما يتحدثون عن مساحة
السعودية يشيرون إلى أنها مترامية وشاسعة .كان أول شيء يقفز إلى ذهني هو جسدي أكثر الأشياء التي
عرفتها ترامياً وأقرب المناطق الشاسعة لي.
شكلت هذه الحالة الشعورية الخاصة،ارتفاعاً عميقاً في حسي الوطني،وأرجو أ ّ لا يؤثر ضمور جسمي
في فقد هذا الإحساس.

Fajer AlEid
Fajer AlEid
-٢- دك المراحيض! عندما تكون بدينا في العالم العربي يغشاك إحساس دائم بأن لا أحد يحفل بك،وكثيراً ما يصل تفاعلك الجمعي منتهاه،حتى تبلغ مدى لا تحفل فيه أنت بنفسك،ولو فعلت،لربما لم تكتنز أرتالاً من الشحوم تنثرها بخيلاء وعدم اكتراث في أرجائك! سلسلة المعاناة،وأحاديث الإحراج،بحر لا ساحل له. وإن كنت تحدثت في الفصل الأول عن معاناة السمين بين السماء والأرض،فإن الإخلاد إلى الأرض يحمل هماً أشد،إذ هو في النهاية نزول،وليس سام كمن هبط. اذكر أنني كنت في رحلة استجمام مع ثلة من الأصدقاء إلى بيروت في منتصف التسعينيات .يممنا وجوهنا صوب الشرقية،وهناك التأم شملنا في فندق جميل محاذ للشاطئ. بعد ساعات من الوصول،ولفرط إنسانيتي وجدتني مضطراً لاستخدام دورة الميا ه.هناك صنف من المراحيض،أجلكم الله،لا يتكئ في ثقله على الأرض بل على الجدار .اعتقد أن أفضل وصف يمكن أن أسديه لمرحاض كهذا،هو أنه غبي،وفي التفاصيل بيان للسبب. جلست على المرحاض لأقضي حاجتي،لكنني قبل أن أفعل قضيت عليه! وجدتني أنا،والمرحاض في درجة واحدة متساويين على الأرض إلا أنه انتثر أشلاً،وليتني كنت مثله،فربما تخلصت من بعض أشلائي بدعوى نسيانها! سمع الرفاق صوت الدوي فظنوه انفجارا ً.كان الطيران الإسرائيلي قبلها بليال معدودة يخترق الأجواء اللبنانية،لكن الصحاب لم يتخيلوا أن طيران جسدي حطم المرحاض تحطيماً. حجماً وليس في القدرات بطبيعة الحال. ،(B بدا لي الآن،أني لو كنت حينها طائرة لما جاوزت ال( 52 ضحك الأصدقاء علي طويلاً،وكان هذ ا ما جرت به عادتهم،حفظ الله لهم جميل عاداتهم وخلصني وإياهم من قبيحها. ترى صديقك صغيراً عندما يقهقه عليك،وأنت في حالة مأساوية،ثم تتخلل ضحكاته المجلجلة عبارة عسى ما تعورت؟)،أي أرجو أنك لم تصب؟! L فاترة يقول فيها -لا يا شيخ!(عسى ما تكلفت يا اللطيف!).هذا لسان حالي. في البداية كنت ألومهم كثيراً،ومع الوقت خففت عن نفسي كل ذلك،عندما تصورت نفسي مكانهم وأرى حادثاً كهذا،لا بد أن أضحك،فلحظات البهجة تضمحل يوماً بعد آخر. هذا درس جديد تعلمته مع الوقت .قبل أن ألوم غيري،أحاول أن أضع نفسي مكانه،فإن ك نت سأفعل مثله أو نحوه،فلا داعي للوم بتاتاً،وبخاصة أن المرء لو سلم نفسه للعتب لأفنى سني عمره ولحظات حياته يعتب على هذا ويعاتب ذاك،وقديما قيل: إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك،لم تلق،الذي لا تعاتبه ١١ لم أعبأ كثيراً بتصريف رفاقي بالقدر الذي حملت فيه هم العاملين في الفندق. كنت أتمنى لو جاءني مدير الفندق بفاتورة المرحاض،ولو ضاعف قيمته ثلاث مرات،لأدفع القيمة وأتخلص بالمال من الحرج.لكنه لم يفعل،وليته فعل! خرجنا للتنزه ساعات في بيروت،عدت بعدها إلى الغرفة فابتدأت نشاطي بدورة المياه،لأرى ماذا حدث؟ وجدتهم أصلحوا المرحاض،وأبدلوه جديدا ً! لم ينبس أحد من العاملين في الفندق ببنت شفة، ولا تفوه بكلمة واحدة.جميل أن يكون العمل هو المتحدث! فكرت جدياً أن أقترح عليهم أن يعتمدوا مستقبلاً على مراحيض تستند على الأرض لا إلى الجدار،لكني بعد هنيهة تفكير،قلت لنفسي:"يا بجاحتك يا أخي .تقتل القتيل وتمشي في جنازته!". توقفت عن فكرة إسداء النصائح بالمجان،هذه التي بدأت أستهجنها كما لم أكن من قبل. المتبرعون بالنصائح،يسدونها ذات اليمين وذات الشمال،هم أناس ثقلاء،وإن خفت أوزانهم .يمارسون في العقل الباطن من خلال نصائحهم التافهة هذه إقناعاً لأنفسهم بأنهم أفضل ممن ينصحون ."من كان منكم بلا خطيئة،فليرمها بحجر"!. كانت حاتي مريرة عندما أدخل الفندق،وأمخر عباب بهوه متجهاً إلى المصاعد،أو حتى عندما أهم بالخروج منه. نظراتي لا تفارق الأرض كالمنكسر،مع أني أنا من كسر! كنت أنظر في الأرض،مع أن لبنان بلد يلزمك بأن تبقي عينيك مفتوحتين حتى لا تفوت جميلا ولو بمجرد أن ترمش. لم أكتشف قيمة الشماغ كما فعلت في تلك الأيام،وددت لو كنت منخرطاً في الحرس الوطني السعودي لأعتمر شماغاً فوق بدلتي، لا لشي إلا لأتلطم(أتلثم بالشماغ موارياً به وجهي) حياًء في الدخول وفي الخروج. بعد جولة تفكير أخرى،قلت لنفسي :ما أعظم سذاجتك !الشماغ سيواري وجهي،لكن من لي بمن يواري هذا الجسد المترامي،حتى لا يعرفوا أن صاحبه هو من كسر المرحاض...فقط،بالجلوس عليه! تذكرت أن هناك أنواعاً من العقاب النفسي أشد أثراً من العقاب الجسدي. استحضرت مرحلة الصبا يوم كان والدي -حفظه الله-يتعاطي مع خطئي بالتجاهل .كم تمنيت لو ضربني،أو وبخني،لأسلم من سيوف سكوته وسياط تجاهله،ربما ورث ذلك من جدتي -رحمها الله -فقد كانت تكرر بلهجتها القصيمية:"الخسران يقطع المصران".أي أن تجاهل المرء،يجعل ألمه كتقطيع مصرانه! ولأن الشيء بالشيء يذكر،فقد كنت أيام الدراسة أسرح بتفكيري كلما جاء درس الجغرافيا،ذات الحالة استمرت عندما أستمع إلى تحليلات بعض المعلقين،أو أشاهدها قراء ة.فهم عندما يتحدثون عن مساحة السعودية يشيرون إلى أنها مترامية وشاسعة .كان أول شيء يقفز إلى ذهني هو جسدي أكثر الأشياء التي عرفتها ترامياً وأقرب المناطق الشاسعة لي. شكلت هذه الحالة الشعورية الخاصة،ارتفاعاً عميقاً في حسي الوطني،وأرجو أ ّ لا يؤثر ضمور جسمي في فقد هذا الإحساس.
-٢- دك المراحيض! عندما تكون بدينا في العالم العربي يغشاك إحساس دائم بأن لا أحد يحفل بك،وكثيراً...
إشكاليات ملابس البدين!


أما الحديث عن الملابس بالنسبة لسمين مثلي،فهو أيضاً،ليل ليس له آخر .فالأسوياء أجساداً،عندما
يتسوقون في محلات الملابس،يبحثون عن ما يعجبهم،ثم يسألون عن المقاس المناسب لهم .أما أنا فكنت اسأل
عن المقاسات التي تحتويني،ثم اختار منها،إن كان هناك مجال لخيارات،وما أقل ما يكون.
هذا في الزي الإفرنجي،أما في الثياب العربية،فثمن ثوبي يوازي ثوبين لشقيقي على سبيل المثال وذلك
بالنظر إلى عدد الأمتار المستخدمة في الخياطة.
مشكلة انعدام الخيارات في الملابس الجاهزة يجعلك تلجأ إلى التفصيل والحياكة أو الخياطة،وهذه مشكلة
أخرى،فليس كل خياط متقن،وان أتقن تصميماً لم يتقن الآخر،
(وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر).
Fajer AlEid
Fajer AlEid
إشكاليات ملابس البدين! أما الحديث عن الملابس بالنسبة لسمين مثلي،فهو أيضاً،ليل ليس له آخر .فالأسوياء أجساداً،عندما يتسوقون في محلات الملابس،يبحثون عن ما يعجبهم،ثم يسألون عن المقاس المناسب لهم .أما أنا فكنت اسأل عن المقاسات التي تحتويني،ثم اختار منها،إن كان هناك مجال لخيارات،وما أقل ما يكون. هذا في الزي الإفرنجي،أما في الثياب العربية،فثمن ثوبي يوازي ثوبين لشقيقي على سبيل المثال وذلك بالنظر إلى عدد الأمتار المستخدمة في الخياطة. مشكلة انعدام الخيارات في الملابس الجاهزة يجعلك تلجأ إلى التفصيل والحياكة أو الخياطة،وهذه مشكلة أخرى،فليس كل خياط متقن،وان أتقن تصميماً لم يتقن الآخر، (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر).
إشكاليات ملابس البدين! أما الحديث عن الملابس بالنسبة لسمين مثلي،فهو أيضاً،ليل ليس له آخر...
المضطهدون في الأرض!


ولما سبق،فنحن مضطهدون معاشر البدناء وظيفيا ً،إذ نتساوى في الكوادر والسلالم الوظيفية مع
غيرنا،رواتبنا وغيرنا سواء بسواء،م ثلا بمثل، مع أننا نستهلك أضعافهم في الملبس والمأكل والمشرب
والمركب.وللندرة ثمنها،فلا بد من دفعه،وإلا اضطرانا إلى خدش الذوق العام عندما نخرج إلى الشوارع زلطاً
ملطاً،وأشهد أن الذوق حينها سيصاب بشرخ لا مجرد خدش.
ما زالت بعض المشاهد تتراءى أمامي،فعندما كنت أنوي السفر خارج السعودية،قبل أن أنتقل إلى
دبي،أشرع بالطواف على محلات الملابس بحثاً عن مقاساتي،وما أكثر ما أعود من المولد بلا حمص ولا
تبولة،ولا إيدام.
ذات يوم مررت ببائع شاطر،قال لي مرحباً بأسلوب تسويقي وطريقة دعائية،إن احتياجي عند ه، فتهللت
أساريري،وهششت به وبششت،ثم أخرج لي بنطالاً،فآخر،فثالثاً و رابعاً...وهكذا.
وكلما جربت أحدها في غرفة القياس وجدته مناسباً للساقين لا لما فوقهم ا!فقلت له إنها لا تصلح بعد
عناء قال لي بلهجة شامية:"يا خيي إنتا كمان بدك تخس لك شويتين"!.
أصابني خجل العذارى في مقتل،ووافقته قبل أن أخرج مطأطئ الرأس،وما أكثر ما كنت أفعل .تذكرت
فندق بيروت ولازمتني حالة البهو وأفكاره من جديد.
Fajer AlEid
Fajer AlEid
المضطهدون في الأرض! ولما سبق،فنحن مضطهدون معاشر البدناء وظيفيا ً،إذ نتساوى في الكوادر والسلالم الوظيفية مع غيرنا،رواتبنا وغيرنا سواء بسواء،م ثلا بمثل، مع أننا نستهلك أضعافهم في الملبس والمأكل والمشرب والمركب.وللندرة ثمنها،فلا بد من دفعه،وإلا اضطرانا إلى خدش الذوق العام عندما نخرج إلى الشوارع زلطاً ملطاً،وأشهد أن الذوق حينها سيصاب بشرخ لا مجرد خدش. ما زالت بعض المشاهد تتراءى أمامي،فعندما كنت أنوي السفر خارج السعودية،قبل أن أنتقل إلى دبي،أشرع بالطواف على محلات الملابس بحثاً عن مقاساتي،وما أكثر ما أعود من المولد بلا حمص ولا تبولة،ولا إيدام. ذات يوم مررت ببائع شاطر،قال لي مرحباً بأسلوب تسويقي وطريقة دعائية،إن احتياجي عند ه، فتهللت أساريري،وهششت به وبششت،ثم أخرج لي بنطالاً،فآخر،فثالثاً و رابعاً...وهكذا. وكلما جربت أحدها في غرفة القياس وجدته مناسباً للساقين لا لما فوقهم ا!فقلت له إنها لا تصلح بعد عناء قال لي بلهجة شامية:"يا خيي إنتا كمان بدك تخس لك شويتين"!. أصابني خجل العذارى في مقتل،ووافقته قبل أن أخرج مطأطئ الرأس،وما أكثر ما كنت أفعل .تذكرت فندق بيروت ولازمتني حالة البهو وأفكاره من جديد.
المضطهدون في الأرض! ولما سبق،فنحن مضطهدون معاشر البدناء وظيفيا ً،إذ نتساوى في الكوادر...
أمريكا تنتصر لي!


لم يتنصر لي أحد وأنا س مين كما فعلت أمريكا،فبين كل محل (همبرجر وسوبر ماركت)،محل ملابس
خاص بأصحاب المقاسات الضخمة .تجد محلات كهذه حتى في المدن الصغير ة.وهي مجهزة بما يكسوك من
رأسك حتى أخمص قدميك،وبتعددية يندى لها جبين أصحاب الطيف الواحد.
١٣
ومن فرط لطفهم، فإنهم لا يسمون المحلات -هذه-بأسماء محرجة للبدناء،فلم أر يافطة كتب عليه ا
"للأحجام غير الطبيعية "،أو"للبدناء فقط"،أو"إذا كنت سميناً فلا بد أن تدخل"!على العكس تماماً،إنها تسمى
محلات بيج آند تول،أي كبير وطويل،فكل من احتاج ملابس كبيرة أو طويلة،فنحن نخدمه.
لكن أمريكا التي انتصرت لي باتت تعتبر الخطر المحدق بها،ليس الإرهاب،ولا أسامة بن لادن،وليست
القاعدة،أو الزرقاوي،فقد ج اء في تقرير نشرته في العام ٢٠٠٤ م صحيفة "كريستيان ساينس مونتور "بعثة لي
الصديق الجليل عويضة،أن السمنة هي أكبر الأخطار المتربصة بالولايات المتحدة.
Fajer AlEid
Fajer AlEid
أمريكا تنتصر لي! لم يتنصر لي أحد وأنا س مين كما فعلت أمريكا،فبين كل محل (همبرجر وسوبر ماركت)،محل ملابس خاص بأصحاب المقاسات الضخمة .تجد محلات كهذه حتى في المدن الصغير ة.وهي مجهزة بما يكسوك من رأسك حتى أخمص قدميك،وبتعددية يندى لها جبين أصحاب الطيف الواحد. ١٣ ومن فرط لطفهم، فإنهم لا يسمون المحلات -هذه-بأسماء محرجة للبدناء،فلم أر يافطة كتب عليه ا "للأحجام غير الطبيعية "،أو"للبدناء فقط"،أو"إذا كنت سميناً فلا بد أن تدخل"!على العكس تماماً،إنها تسمى محلات بيج آند تول،أي كبير وطويل،فكل من احتاج ملابس كبيرة أو طويلة،فنحن نخدمه. لكن أمريكا التي انتصرت لي باتت تعتبر الخطر المحدق بها،ليس الإرهاب،ولا أسامة بن لادن،وليست القاعدة،أو الزرقاوي،فقد ج اء في تقرير نشرته في العام ٢٠٠٤ م صحيفة "كريستيان ساينس مونتور "بعثة لي الصديق الجليل عويضة،أن السمنة هي أكبر الأخطار المتربصة بالولايات المتحدة.
أمريكا تنتصر لي! لم يتنصر لي أحد وأنا س مين كما فعلت أمريكا،فبين كل محل (همبرجر وسوبر...
الكراسي تجلب الصداع لرأسي!


وإذا كان في الملابس قصصاً،ففي المقاعد والكراسي مثلها وأكثر،حتى أصبحت الكراسي ج البة الصداع
والألم لرأسي.
كم من كرسي دككته دكاً،حتى ظننت أن بيت الفخر العربي الشهير:
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما تخر له الجبابر صاغرين
إنما قاله عمرو بن كلثوم في مثلي والكراسي!
وكلما رجعت لنفسي اتهمت حصاتي،فيما يختص بدك الكراسي،فكرت أن المسؤولية تقع على من
يستخدم كراس مصنوعة من البلاستيك!
أيليق أن يجلس أكابر الناس،أو حتى أصاغرهم على البلاستيك؟أي استهتار هذا بمقامات الناس
ومقاعدهم؟!
وفي موضوع الكراسي،لطالما استهجنت صناعة كرسي صغير بجوانب محيطة به.
لقد شطح بي خيالي لعدم توافقها مع زياداتي فاعتبرتها،محاولة لتقييد المطلق،لا يجدر بالأحرار
الرضوخ لها!
أقول ذلك بطبيعة الحال لأن دفتي الكراسي أو جانبيه المحيطين به يميناً وشمالاً تحول بيني وبين أن
أجلس على الكراسي كما يفعل غيري ممن لم يحمل اللحم.
كم حاولت أن أج لس على هذه الكراسي،فوجدت أني لا أسقط في كامل المقعد بل أبقى عالقاً بين
الدفتين!
ولذلك أقول بكل حسرة:كم من مطعم تمنيته ومنعتني منه كراسيه.
وكم أكلة عفتها،لا صدوداً عنها بل منعني منها مقاعد المطعم الذي يقدمها!
قبل أيام كنت أتابع قناة أمر يكية تعرض مقطعاً لفتاة في وزن طبيعي،ثم أجريت لها عمليات ماكياج
سينمائية جعلتها تحمل أكثر من ١٥٠ كيلو جرام،وبدأت تمر بوسائل النقل العام،فتأخذ كرسياً وزيادة في
القطارات،ولما ذهبت إلى مطعم صيني،لم تجد لها النادلة الصينية التي كانت عظماً بلا لحم كرسياً لتجلس عليه،ولما انصرفت من المطعم مكسورة الجناح،كانت الكاميرا الخفية تلتقط النادلة وهي تمد يديها يميناً
وشمالاً لتصور أن هذه الفتاة سمينة بشكل لا يمكن تصوره،وهي تتندر على بدانتها.
وفي السياق ذاته، ما زالت اذكر زميل دراسة أيام المرحلة المتوسطة،كان سميناً بشكل يصعب
وصفه،ما يجعله يستخدم كرسيين بدلاً من واحد.
مع الوقت اصطلحت مع بعض من يشاركني هم الأرطال المتراكمة والمتراكبة على استخدام مقولة غير
مأثورة:"خير الكراسي القوي المتين".