Fajer AlEid
Fajer AlEid
الكراسي تجلب الصداع لرأسي! وإذا كان في الملابس قصصاً،ففي المقاعد والكراسي مثلها وأكثر،حتى أصبحت الكراسي ج البة الصداع والألم لرأسي. كم من كرسي دككته دكاً،حتى ظننت أن بيت الفخر العربي الشهير: إذا بلغ الرضيع لنا فطاما تخر له الجبابر صاغرين إنما قاله عمرو بن كلثوم في مثلي والكراسي! وكلما رجعت لنفسي اتهمت حصاتي،فيما يختص بدك الكراسي،فكرت أن المسؤولية تقع على من يستخدم كراس مصنوعة من البلاستيك! أيليق أن يجلس أكابر الناس،أو حتى أصاغرهم على البلاستيك؟أي استهتار هذا بمقامات الناس ومقاعدهم؟! وفي موضوع الكراسي،لطالما استهجنت صناعة كرسي صغير بجوانب محيطة به. لقد شطح بي خيالي لعدم توافقها مع زياداتي فاعتبرتها،محاولة لتقييد المطلق،لا يجدر بالأحرار الرضوخ لها! أقول ذلك بطبيعة الحال لأن دفتي الكراسي أو جانبيه المحيطين به يميناً وشمالاً تحول بيني وبين أن أجلس على الكراسي كما يفعل غيري ممن لم يحمل اللحم. كم حاولت أن أج لس على هذه الكراسي،فوجدت أني لا أسقط في كامل المقعد بل أبقى عالقاً بين الدفتين! ولذلك أقول بكل حسرة:كم من مطعم تمنيته ومنعتني منه كراسيه. وكم أكلة عفتها،لا صدوداً عنها بل منعني منها مقاعد المطعم الذي يقدمها! قبل أيام كنت أتابع قناة أمر يكية تعرض مقطعاً لفتاة في وزن طبيعي،ثم أجريت لها عمليات ماكياج سينمائية جعلتها تحمل أكثر من ١٥٠ كيلو جرام،وبدأت تمر بوسائل النقل العام،فتأخذ كرسياً وزيادة في القطارات،ولما ذهبت إلى مطعم صيني،لم تجد لها النادلة الصينية التي كانت عظماً بلا لحم كرسياً لتجلس عليه،ولما انصرفت من المطعم مكسورة الجناح،كانت الكاميرا الخفية تلتقط النادلة وهي تمد يديها يميناً وشمالاً لتصور أن هذه الفتاة سمينة بشكل لا يمكن تصوره،وهي تتندر على بدانتها. وفي السياق ذاته، ما زالت اذكر زميل دراسة أيام المرحلة المتوسطة،كان سميناً بشكل يصعب وصفه،ما يجعله يستخدم كرسيين بدلاً من واحد. مع الوقت اصطلحت مع بعض من يشاركني هم الأرطال المتراكمة والمتراكبة على استخدام مقولة غير مأثورة:"خير الكراسي القوي المتين".
الكراسي تجلب الصداع لرأسي! وإذا كان في الملابس قصصاً،ففي المقاعد والكراسي مثلها وأكثر،حتى...
التقديم...للسمنة!


ولا يزال الحديث عن المقاعد،ففي السعودية عادة ما يم نح مقعد السيارة الأمامي للشخص الأهم .وهي
عادة تخالف ما جرت عليه بقية الشعوب،حيث يجلس المعتنى به في المقعد الخلفي .وكم قدمت للمقعد الأمامي
على من هم أكبر مني سناً وقدراً ومقاماً ومهنية،للتخلص مني ومما أسببه لهم من ضيق أولاً،وتقديراً لظروفي
الفيزيائي ثانياً.
سافرت مر ة في رحلة صحافية،وكان ضمن الوفد الصحافي الأساتذ ة:تركي السديري،رئيس تحرير
جريدة الرياض،وخالد المالك،رئيس تحرير جريدة الجزيرة،والدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة
عكاظ،والثلاثة هم أكبر الصحافيين السعوديين سناً ووظيفة ومكانة،وكنت ألح على أن يتصدر أحدهم للمقعد
الأمامي،لكنهم كانوا يتفضلون علي بالمكان،لأكفيهم شر الزحام والالتحام .عندما انتابتني حالة الألم
حينها،رددت:"اللهم هذا قسمي فيما أملك،فلا تؤاخذني فيما لا أملك".
على الجانب الآخر كان شعور غامر بالفرح يلامس شغاف قلبي .فجميل أن تكون كابن لهؤلاء
الكبار،عمراً ومهنية وتجربة، ويؤهلك وزنك للتميز عليهم في المقعد .أعترف الآن بحالة النشوة التي كانت
تعتريني.
لا أظن السمنة تمنحك الكثير من حالات الانتشاء،لكن هذه كانت إحداها.
Fajer AlEid
Fajer AlEid
التقديم...للسمنة! ولا يزال الحديث عن المقاعد،ففي السعودية عادة ما يم نح مقعد السيارة الأمامي للشخص الأهم .وهي عادة تخالف ما جرت عليه بقية الشعوب،حيث يجلس المعتنى به في المقعد الخلفي .وكم قدمت للمقعد الأمامي على من هم أكبر مني سناً وقدراً ومقاماً ومهنية،للتخلص مني ومما أسببه لهم من ضيق أولاً،وتقديراً لظروفي الفيزيائي ثانياً. سافرت مر ة في رحلة صحافية،وكان ضمن الوفد الصحافي الأساتذ ة:تركي السديري،رئيس تحرير جريدة الرياض،وخالد المالك،رئيس تحرير جريدة الجزيرة،والدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ،والثلاثة هم أكبر الصحافيين السعوديين سناً ووظيفة ومكانة،وكنت ألح على أن يتصدر أحدهم للمقعد الأمامي،لكنهم كانوا يتفضلون علي بالمكان،لأكفيهم شر الزحام والالتحام .عندما انتابتني حالة الألم حينها،رددت:"اللهم هذا قسمي فيما أملك،فلا تؤاخذني فيما لا أملك". على الجانب الآخر كان شعور غامر بالفرح يلامس شغاف قلبي .فجميل أن تكون كابن لهؤلاء الكبار،عمراً ومهنية وتجربة، ويؤهلك وزنك للتميز عليهم في المقعد .أعترف الآن بحالة النشوة التي كانت تعتريني. لا أظن السمنة تمنحك الكثير من حالات الانتشاء،لكن هذه كانت إحداها.
التقديم...للسمنة! ولا يزال الحديث عن المقاعد،ففي السعودية عادة ما يم نح مقعد السيارة الأمامي...
-٣-
الاستمتاع بالبدانة!
كتبت أجزاء من هذا الكتاب في مقالات متتابعة،وفي إحداها كنت فقدت من وزني،أكثر من ٦٠ كيلاً،أي
ما يعادل ١٣٢ باونداً!
وأذكر ما يعادل الكيلوات بالباوند،لأستمتع بكبر الرقم،كما كنت أستمتع بكبر الوجبات التي أمتع ناظري
برؤيتها سابقاً،وما عي إلا لحظات حتى أحيلها (قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا).
لا تبقى ولا تذر ) في إشارة إلى L وكم استحضر الزملاء عند الحديث عن شهيتي سابقاً الآية الكريمة
تقديري لكل أنواع الطعام،وتلذذي بما طاب منها وما لم يطب.
وعلى الرغم من كل ما يردده القاصي والداني عن مساوئ السمنة صحياً وبدنياً ونفسياً، إلا أنني كنت
أجد فيها ولو على صعيدي الشخصي تجسيداً حقيقياً لمعاني العولمة حتى قبل أن تكون هذه الأخيرة مطروحة
في الميدان وعلى كل لسان.
وأقول إن ذلك يأتي من جهة محبتي تجر يب أطعمة كل شعوب الأرض واستلذاذي بأطايبهم،وتفكهي
لمشهياتهم وفتكي بأطباقهم،على أن الشعوب التي تكتفي من الطعام بالقليل لم تجعلني أرفض ثقافاتها،وإن
اختلفت معها،متكئاً على اعتبار أنه(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)...
ولم يكن شيء يقربني من اليابانيين قبل أجهزتهم وتقنيتهم المتقدمة إلا السوشي
والساشيمي،والتابنياكي،ولم يحسسني شيء بالثراء مثل المقبلات اللبنانية التي تمتد من طرف المائدة ولا تنتهي
بطرفها،وما كان شيء ليحببني بالأردنيين كالمنسف،ولا الكويتيين كالمكبوس،ولا الإماراتيين كالهريس،ولا
البحرينيين والعمانيين كالحلوى،ناهيك عن البلاليط القطرية التي كنت ألتهمها نكاية بترصد (الجزيرة)لكل ما
هو سعودي،مروراً بالكشري المصري،والطواجن والحريرة المغربية،والسمك المسكوف العراقي،دون أن
أنسى الباستا الإيطالية،وما اغضبني شيء في الفرنسيين كصغر حجم كبد البط لديهم تلك التي
يسمونها"فواغرا"!
Fajer AlEid
Fajer AlEid
-٣- الاستمتاع بالبدانة! كتبت أجزاء من هذا الكتاب في مقالات متتابعة،وفي إحداها كنت فقدت من وزني،أكثر من ٦٠ كيلاً،أي ما يعادل ١٣٢ باونداً! وأذكر ما يعادل الكيلوات بالباوند،لأستمتع بكبر الرقم،كما كنت أستمتع بكبر الوجبات التي أمتع ناظري برؤيتها سابقاً،وما عي إلا لحظات حتى أحيلها (قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا). لا تبقى ولا تذر ) في إشارة إلى L وكم استحضر الزملاء عند الحديث عن شهيتي سابقاً الآية الكريمة تقديري لكل أنواع الطعام،وتلذذي بما طاب منها وما لم يطب. وعلى الرغم من كل ما يردده القاصي والداني عن مساوئ السمنة صحياً وبدنياً ونفسياً، إلا أنني كنت أجد فيها ولو على صعيدي الشخصي تجسيداً حقيقياً لمعاني العولمة حتى قبل أن تكون هذه الأخيرة مطروحة في الميدان وعلى كل لسان. وأقول إن ذلك يأتي من جهة محبتي تجر يب أطعمة كل شعوب الأرض واستلذاذي بأطايبهم،وتفكهي لمشهياتهم وفتكي بأطباقهم،على أن الشعوب التي تكتفي من الطعام بالقليل لم تجعلني أرفض ثقافاتها،وإن اختلفت معها،متكئاً على اعتبار أنه(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)... ولم يكن شيء يقربني من اليابانيين قبل أجهزتهم وتقنيتهم المتقدمة إلا السوشي والساشيمي،والتابنياكي،ولم يحسسني شيء بالثراء مثل المقبلات اللبنانية التي تمتد من طرف المائدة ولا تنتهي بطرفها،وما كان شيء ليحببني بالأردنيين كالمنسف،ولا الكويتيين كالمكبوس،ولا الإماراتيين كالهريس،ولا البحرينيين والعمانيين كالحلوى،ناهيك عن البلاليط القطرية التي كنت ألتهمها نكاية بترصد (الجزيرة)لكل ما هو سعودي،مروراً بالكشري المصري،والطواجن والحريرة المغربية،والسمك المسكوف العراقي،دون أن أنسى الباستا الإيطالية،وما اغضبني شيء في الفرنسيين كصغر حجم كبد البط لديهم تلك التي يسمونها"فواغرا"!
-٣- الاستمتاع بالبدانة! كتبت أجزاء من هذا الكتاب في مقالات متتابعة،وفي إحداها كنت فقدت من...
مراهقة مع الأطعمة!


وأشهد بالله،وأحسبني صادقأ،أنني خلال سني المراهقة لم أكن مراهقاً إلا في علاقتي مع الأطعمة
وأصناف الأكلات،وأظن وأرجو أن يكون هذا ظناً ليس من الإثم في شيء،أنها علاقة عذرية،فلم آكل يوماً
لحمة دون علم أهلها،ولا واعدت فطيرة على حين غرة من عشيرتها،ولا أنا الذي منيت صحن حمص،ولا
حساء،ولا إيدام،بما لم أحققه لهم،(وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين).
لطالما نظرت إلى محمر ومشمر فأطرقت صامتاً كحكيم،وسلهمت عيني كعاشق،أما قول السيدة أم كلثوم
رحمها الله :"أروح لمين؟وأقول يامين ينصفني منك؟ما هو أنت فرحي وأنت جرحي ..."فما رددته لغير صحن
كبسة كان يتزين لي كغانية تستدرج يافعاً أصابها شبابه وفتوته في مقتل!
وما أكثر ما حورت أبيات الشعر لصالح شهيتي ورغبتي باتجاه كل تلك النصائح السامجة،التي كان
بعض الناس يسديها لي بوجوب تخفيض وزني.
ذات يوم كنت على مائدة عائلية وقد استويت عليها بعد طول جهد مع ا لدسم،لأتفرغ للحلوى،فرمقتني
عين سيدة من قريباتي بما لم يعجبني من نظرات،فغضضت طرفي عنها كان لم يصبني منها بأس،حتى
أكثرت النظر إلى،ثم أتبعت تعليقاً على فتكي بأطباق الحلوى واحداً تلو الآخر،بأن ذلك لا يجدر بسمين مثلي!
لم أجد أنسب للرد عليها من إكمال الطبق بشهوة أكبر،واستطعام أكثر،وترديد لقول الشاعر وأنا أخاطب
الأطايب من الأطعمة:
أجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم
Fajer AlEid
Fajer AlEid
مراهقة مع الأطعمة! وأشهد بالله،وأحسبني صادقأ،أنني خلال سني المراهقة لم أكن مراهقاً إلا في علاقتي مع الأطعمة وأصناف الأكلات،وأظن وأرجو أن يكون هذا ظناً ليس من الإثم في شيء،أنها علاقة عذرية،فلم آكل يوماً لحمة دون علم أهلها،ولا واعدت فطيرة على حين غرة من عشيرتها،ولا أنا الذي منيت صحن حمص،ولا حساء،ولا إيدام،بما لم أحققه لهم،(وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين). لطالما نظرت إلى محمر ومشمر فأطرقت صامتاً كحكيم،وسلهمت عيني كعاشق،أما قول السيدة أم كلثوم رحمها الله :"أروح لمين؟وأقول يامين ينصفني منك؟ما هو أنت فرحي وأنت جرحي ..."فما رددته لغير صحن كبسة كان يتزين لي كغانية تستدرج يافعاً أصابها شبابه وفتوته في مقتل! وما أكثر ما حورت أبيات الشعر لصالح شهيتي ورغبتي باتجاه كل تلك النصائح السامجة،التي كان بعض الناس يسديها لي بوجوب تخفيض وزني. ذات يوم كنت على مائدة عائلية وقد استويت عليها بعد طول جهد مع ا لدسم،لأتفرغ للحلوى،فرمقتني عين سيدة من قريباتي بما لم يعجبني من نظرات،فغضضت طرفي عنها كان لم يصبني منها بأس،حتى أكثرت النظر إلى،ثم أتبعت تعليقاً على فتكي بأطباق الحلوى واحداً تلو الآخر،بأن ذلك لا يجدر بسمين مثلي! لم أجد أنسب للرد عليها من إكمال الطبق بشهوة أكبر،واستطعام أكثر،وترديد لقول الشاعر وأنا أخاطب الأطايب من الأطعمة: أجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم
مراهقة مع الأطعمة! وأشهد بالله،وأحسبني صادقأ،أنني خلال سني المراهقة لم أكن مراهقاً إلا في...
سمين سابق...سمين حالي؟!


كنت قلت ذات مرة خلال رحلة تخفيض الوزن،وخلال كتابتي لمذكرات سمين سابق،ونشر بعضها في
مقالات متب اعدة التوقيت،أني فقدت خمسين كيلاً من وزني فأضحى ناتجي آنذاك ١٣٠ كيلو غرام تمشي على
الأرض،وقد نسيت حينها أن أقول مثلاً أردده دوماً من باب التحدث بنعمة الله على،ألا وهو :"يا ارض أنهدي
ما عليكي أدي"،وهو يلفظ بالدراجة المصرية.
وقد غضب بعضهم غضبةً مضريةً على عنونتي لهذه السلسلة بذكريات سمين سابق،وأن ا-حينها-مازلت
عضواً في نادي المئة،فلا أدري أهو حرص عربي منهم على تحرير الألفاظ،وصيانة المصطلحات،أم أنهم
أركسوا في الفتنة مصداقا للآية: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)؟!
وقبل أن يتولاني أحد بتعليق أقول على نفسي إشارة إلى ما سبق أن من يقرأ كتابتي الآنفة يعتقدني
مارلين مونرو،لكني أركز على بيت الشعر العربي الشهير،وأشير إلى أن التشبيه لجهة الوزن ورشاقة
الجسد،ليس إلا:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح!
وأقول تحريراً للخلاف وح سماً لمادته الأصلية،وصيانة لدماء الأمة وحتى لا يقع الناس فيما لا يحسن
منهم، ولا يخوضوا فيما لا يجدر بهم،أني حررت هذه السلسلة من الموضوع على فترات متباعدة وقتاً،وأنا
أعلم أنها لن تتم قبل أن يتم مرادي،إلا أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً،وعنونت لها باعتبار ما سيكون،لا
باعتبار ما هو كائن،فتنبه إن كنت بصيراً،ودعك -رحمني الله وإياك-من مضلات الفتن ما ظهر منها وما
بطن.وقلت آنذاك!:بيننا وبينكم الوقت،وكل ما هو آت قريب،وأحسب أن البيع ربح!
Fajer AlEid
Fajer AlEid
سمين سابق...سمين حالي؟! كنت قلت ذات مرة خلال رحلة تخفيض الوزن،وخلال كتابتي لمذكرات سمين سابق،ونشر بعضها في مقالات متب اعدة التوقيت،أني فقدت خمسين كيلاً من وزني فأضحى ناتجي آنذاك ١٣٠ كيلو غرام تمشي على الأرض،وقد نسيت حينها أن أقول مثلاً أردده دوماً من باب التحدث بنعمة الله على،ألا وهو :"يا ارض أنهدي ما عليكي أدي"،وهو يلفظ بالدراجة المصرية. وقد غضب بعضهم غضبةً مضريةً على عنونتي لهذه السلسلة بذكريات سمين سابق،وأن ا-حينها-مازلت عضواً في نادي المئة،فلا أدري أهو حرص عربي منهم على تحرير الألفاظ،وصيانة المصطلحات،أم أنهم أركسوا في الفتنة مصداقا للآية: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)؟! وقبل أن يتولاني أحد بتعليق أقول على نفسي إشارة إلى ما سبق أن من يقرأ كتابتي الآنفة يعتقدني مارلين مونرو،لكني أركز على بيت الشعر العربي الشهير،وأشير إلى أن التشبيه لجهة الوزن ورشاقة الجسد،ليس إلا: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح! وأقول تحريراً للخلاف وح سماً لمادته الأصلية،وصيانة لدماء الأمة وحتى لا يقع الناس فيما لا يحسن منهم، ولا يخوضوا فيما لا يجدر بهم،أني حررت هذه السلسلة من الموضوع على فترات متباعدة وقتاً،وأنا أعلم أنها لن تتم قبل أن يتم مرادي،إلا أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً،وعنونت لها باعتبار ما سيكون،لا باعتبار ما هو كائن،فتنبه إن كنت بصيراً،ودعك -رحمني الله وإياك-من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.وقلت آنذاك!:بيننا وبينكم الوقت،وكل ما هو آت قريب،وأحسب أن البيع ربح!
سمين سابق...سمين حالي؟! كنت قلت ذات مرة خلال رحلة تخفيض الوزن،وخلال كتابتي لمذكرات سمين...
ظهور تلفزيوني مختلف


في إبريل (نيسان) ٢٠٠٤ م،ظهرت على شاشة التلفزيون في قنا ة"العربية"ضيفاً في برنامج السلطة الرابعة
الذي تقدمه الزميلة جيزيل حبيب أبو جودة،وهو برنامج يعرض تعليقات الصحافة الأجنبية حول القضايا
العربية وما يتعلق بالعالم العربي من قضايا العالم،ويستضيف صحافياً للتعليق على الأخبار.
كانت أبرز قضايا ذلك اليوم الذي و افق الثلاثاء ١٣ أبريل (نيسان) ٢٠٠٤ م مقالاً كتبه السيناتور جون
كيري المرشح -آنذاك-لانتخابات الرئاسة الأمريكية،ونشر في ال "واشنطن بوست "،وكان يعترض فيه على
سياسة الرئيس بوش في العراق،إضافة إلى افتتاحية "الاندبندنت" البريطانية التي تدعو أعضاء مجلس الحكم في
العراق إلى الاستقالة لأنهم أصبحوا في مرمي النيران بين قوات الاحتلال الأمريكية من جهة والشعب
العراقي الذي يرزح تحت وطأة الاحتلال من جهة أخرى،كما شمل الحديث زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي
أرييل شارون التي كان سيقوم بها إلى واشنطن لتحقيق مكاسب أكثر له خلال تفاوضه مع بوش.وقبل أن يظن
أحد أني تحولت من الحديث عن السمنة إلى الحديث في السياسة أذكر أن شارون يصنف في عداد البراميل
لجهة شحومه التي تحتاج إلى من يزيلها،وإن تفضل بإزالته من حياتنا السياسية فإنه يحقق خيراً،وذلك دون
شك(نور على نور،يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون).
بعد البرنامج تلقيت على هاتفي الجوال ما يزيد على عشرين مكالمة خلال أقل من ٢٤ ساعة .تفضل
المتصلون من الأصدقاء والأهل والمعارف،فأشادوا مجمعين على نقطة رئيسة،هي تغير شكلي،وقدرتي على
فقدان هذا الكم من الكيلوات،بحسب تعبيرهم!
قال لي أحد المتصلين بلهجة سعودية :"أيه يا أخي ...توك(الآن) تصير آدمي ".كان يعتقد أنه يمدحني،لأني
انضممت إلى ركبه،وانضويت تحت لواء آدميته!
نزولاً عند الآداب العامة، شكرته وأنا أصدر صوت صرير من أسناني.
قال لي الآخر :"شفت وش زين شكلك صار !"،وختم مازحا ً:"ما كان الأول !"،رددت عليه :"أن تأتي
متأخراً،خير من أن لا تأتي"!.
كل الاتصالات كانت تركز على شكلي،ولا أخفي متعتي بها،وتلذذي حد الثمالة بألفاظ الثناء
والمديح،والعبارات التي كانت تشيد بإنجازاتي.
وأصدقكم إني عندما كنت أتلقى اتصالاً في مكان أكون فيه وحيداً،كنت أقفز كالأطفال أحياناً،لأؤكد أني
بالفعل أصبحت رشيقاً،على الأقل مقارنة بما كنت عليه،وفي المثل :"ما قات ...مات"،عياذاً بالله من الموت
وذكره،وأحسن الله خواتمنا جميعاً.
إنه لأمر ممتع أن يتحدث المتصلون عن قدرتك على فقد وزنك،لكن المؤلم في الموضوع أني لم أكن
ضيفاً على البرنامج للصحة الجسدية،أو الحمية،أو حتى برنامج للطبيخ،بل كنت ضيفاً على برنامج يعرض
للصحافة السياسية الغربية،وقلت كلاماً ليس له علاقة من قريب ولا من بعيد بالسمنة أو التخسيس،إلا بالنظر
إلى ارتباط لفظة التخسيس بالخسة ومقارنتها بأفعال رئيس الوزراء الإسرائيلي سيء الذكر شارون،وأقول
بالمناسبة إني قلت في المقابلة أنه مع كل عدم احترامنا له يعرف من أين تؤكل الكتف،وأظن أني كان يجب
أن أضيف إلى الكتف شحم الإلية،لمناسبتها لشارون حالاً ومقاماً.
وأعود إلى البرنامج لأقول إنه من غير المم تع أن يتجنب الناس التعليق على حديثك في الموضوع
الأصلي ابتداء،لكني حتى لا اظلم أحداً أقول إن فيهم من راعى الذوق العام وختم مكالمته فقال إن حديثي
أعجبه أيضاً،لكن هؤلاء أيضاً،عاودا ليؤكدوا أن شكلي الجديد هو دافع الاتصال.
لم أحس قبل هذه الاتصالات بالح الة التي تشعر بها نانسي عجرم عندما يتصل بها معجبون للحديث عن
أثرها فيهم،وبالتأكيد فإن هذا الأثر لجهة ملاحتها،لكنهم سيقولون في ختام مكالماتهم بأنهم طربوا لأغنية من
أغنياتها!
أؤكد بأنه جميل جداً أن تتلقى ثناء، على قدرتك على التحول من كتلة كبيرة الحجم متحركة على
الأرض ولو بصعوبة،إلى كتلة أصغر بقليل متحركة بصعوبة أقل،لكن الناس كانوا يتحولون من الموضوع
الأساسي إلى موضوع فرعي،وما أكثر ما يشغلنا الهامش عن المتن،والفرع عن الأصل.