* الاستشهاديات *

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
وفاء لذكراهن ----كان هذا العمل --- الإستشهاديات السبعة --- اللهم تقبل منهن هذه الدماء الطاهرة

أنشودة الاستشهاديات

علّوا الرايات علوا ... طلوا النجمات طلوا
هّلوا من الأقصى هلّوا وأجوا مزنارات
علّوا الرايات علّوا ...طلّوا النجمات طلّوا
هلّوا من الأقصى هلّوا وأجو مزناّرات
جابوا التاريخ لينا كادواا ياللي يعادينا
إحنا والله مانسينا الإستشهاديات


وإنت ياريم رياشي ياعبوة نار
أطفالك والرشاشة كانوا الشعار
بنت القسام ... ذات الألغام
بددي الأوهام ...علّي الرايات


بنت السرايا هنادي زين الأبطال
بالعزة تقاضي الأعادي والدم سال
بنت الجهاد ... شدّي الزيناد
صدّي الجلاد.....ياجردات


وإنتي أيات انزفيتي والحنة الدم
يا أمّ الكوفيه وفّيتي والعرس اللتم
بنت الفرسان ... ذاقوا الهوان
ومن القرآن .... كنتي الأيات


ياأهلي بساحي النزالي طلّت دارين
يا أبو عيشة مهرة اصالة يا أم الميادين
وبها الميدان ... يا أم الشجعان
ذاقا السجّان ... منك آهات


وفاء ادريس نادتلك يا أقصانا
خذ مني الروح ترخصلك يا مسرانا
خذ شبابي ...لأحلى ترابي
خلي شعبي ... يعلي الهامات


الاستشهادية ريم الرياشي (
أمومتي دعمت إيماني بقضيتي)





الاستشهادية هنادي جرادرات



الاستشهادية آيات الأخرس



الاستشهادية دارين أبو عيشة



الاستشهادية هبة ضراغمة



الاستشهاديات
لقد شهدت القدس أول عملية استشهادية قامت بها امرأة فلسطينية كانت في 28كانون الثاني(يناير)2001 نفذتها وفاء إدريس من مخيم الأمعري في رام الله ، وأسفرت عن مقتل صهيوني وجرح 140 آخرين، مما أضاف تعقيدات جديدة إلي قلب الحسابات الأمنية الصهيونية التي كانت تركز علي مراقبة الفلسطينيين الرجال فقط.

و أثارت تلك العملية والعمليات التي تبعتها حالة من الارتباك بين صفوف القوات والاستخبارات الصهيونية، اضطرتهم إلي فرض إجراءات أمنية جديدة وأخذ هذا العامل الجديد بعين الاعتبار.
وكانت ثاني امرأة استشهادية هي دارين أبو عيشة. ففي 27 شباط 2002، قامت هذه الطالبة التي تدرس الأدب الإنكليزي بتفجير نفسها علي حاجز صهيوني في الضفة الغربية ما أسفر عن جرح ثلاثة رجال شرطة صهاينة.

وفي 29 آذار 2002، عقب انتهاء القمة العربية في بيروت وبدء الاحتلال الصهيوني عمليته البربرية في الضفة الغربية؛ قامت الطالبة آيات الأخرس( 18 عاما) من مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم بتفجير نفسها في سوق في القدس الغربية ما أسفر عن مقتل شخصين. وتبنت العملية كتائب شهداء الأقصي.

وفي أوج حملة ما عرف بالسور الواقي في نيسان 2002 فجرت عندليب قطاقطة من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم جسدها الطاهر في القدس الغربية موقعة ستة قتلي من الصهاينة في ذات الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول يزور الكيان الصهيوني . ولم تمض فترة قصيرة حتي استشهدت نورا شلهوب من مخيم طولكرم علي أحد الحواجز العسكرية وهي تحاول تنفيذ هجوم استشهادي .

وفي 19/5/2003 كانت الاستشهادية هبه دراغمة علي موعد مع الشهادة ، حين تركت جامعتها في جنين ، وانطلقت من بيتها في طوباس إلي مغتصبة العفولة لتفجر جسدها الطاهر أمام أحد الملاهي حين طلب حارس الملهي تفتيش حقيبتها فقتلت ثلاثة من الصهاينة وجرحت العشرات .

أما الاستشهادية هنادي جرادات من جنين والتي قررت في أيلول 2003 أن تقتص لما أصاب شقيقها وابن عمها أمام ناظريها علي يد الجلادين الصهاينة فقد أذاقت 22 صهيونيا كؤوس المنايا في مطعم مكسيم في حيفا وقالت بالدم ما عجزت عن التعبير عنه طيلة سبعة من الشهور فصلت بين استشهاد شقيقها وهجومها الاستشهادي .

ولم يكن الفاتح من عام 2004 ليكون بأقل من سابقه حين دكت الاستشهادية ريم الرياشي أولي استشهاديات قطاع غزة حصون معبر ايرز ونفذت أول عملية استشهادية نسائية ضد جنود في موقع عسكري لتجندل أربعة منهم وتجرح عشرة آخرين.

اللهم تقبل منهن هذه الدماءالطاهرة
في الجنة الملتقى بإذن الله

31
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الفراشة الزهرية
الاستشهادية البطلة "هنادي جرادات" تروي التفاصيل الكاملة لجريمة اغتيال شقيقها وابن عمها.

للحظة واحدة لم تتوقف هنادي عن البكاء فلا زالت دموعها تنهمر بغزارة من عينيها فهي كما تقول دموع الحزن والقهر لأنها لم تتمكن من إنقاذ شقيقها وقريبها بعدما حاصرهما رصاص الوحدات السرية الخاصة يوم الخميس (13/6/2003) أمام منزلهم الواقع في حارة الدبوس في شرق مدينة جنين. ومنذ جريمة الاغتيال الجديدة التي طالت شقيقها الشهيد فادي تيسير جرادات وابن عمه المجاهد البطل صالح جرادات لم تتوقف هنادي عن البكاء والعويل وصور الجريمة البشعة تمر أمامها وترافقها لتزيد من حزنها وحسرتها فأخي تقول: كان أمامي ينزف أمسكت بيده والدماء تغمر جسده كان يطلب مني مساعدته وإنقاذه ولكنهم هاجموني والقوني أرضاً ونزعوا يدي من يده واقتادوه مع صالح لعدة أمتار وأطلقوا عليهما النار حتى استشهدا أمام أعيننا.

لم تكن هنادي الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من استشهاد زوجها.

بداية العملية:

لم تكن رواية التفاصيل سهلة بالنسبة لهنادي التي تربطها بشقيقها الأكبر علاقة مميزة خاصة وانه المعيل الوحيد للأسرة فوالدها يعاني من مرض خطير ولدى وقوع الجريمة كان موجوداً في الأردن مع زوجته يتلقى العلاج، والى جانب هنادي كان يوجد في البيت شقيقاتها وصالح ابن عمها وفادي يعيشون لحظات حزن وترقب بسبب قلقهم على مصير الوالد الذي تدهورت حالته الصحية.

مساء يوم الخميس (13/6/2003) حضرت زوجة المجاهد صالح جرادات التي تسكن قرية السيله الحارثية مسقط رأسه للاطمئنان عليه ومشاهدته فقد مر عليهما زمن طويل لم تشاهده وطفلها الوحيد فالاحتلال تقول هنادي يطارد زوجها ويلاحقه منذ فترة طويلة ويتهمه انه قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وتضيف يوميا كان يتعرض منزلهم للدهم وتلقت عائلته عشرات التهديدات بتصفيته مما حرمه ابسط حقوقه في الحياة وحتى طفله الوحيد لم يشاهده سوى مرات محدودة فحياتهم كانت صعبة.

التفاصيل:

في ذلك اليوم الأسود تتابع هنادي وهي تحاول التغلب على دموعها «حضر صالح للاطمئنان على زوجته وطفله ووالدي فجلسنا على بوابة المنزل بشكل طبيعي، وما كاد يداعب طفله ويقبله وبينما كنا نشرب القهوة تقدمت نحونا سيارة تحمل لوحة ترخيص عربية كانت تسير بشكل طبيعي لذلك لم نهتم واعتقدنا أنه أحد أصدقاء صالح».

وتتذكر هنادي «الظلام دامس وكنا نجلس ونتحدث وفجأة توقفت السيارة بيضاء اللون فكرت أنه صديق صالح ولكن ولم تكد تصلنا حتى خرج منها شخصان وأطلقوا النار فورا على صالح وبلمح البصر حضرت سيارة أخرى وهي أيضاً عربية وانضمت لإطلاق النار ارتمينا أرضاً وحملت زوجة صالح الطفل وهربت للبيت أما أخي فادي فوقع أرضاً شاهدته ينزف فأمسكت بيده وبدأت اسحبه خلف الكنبة التي كنا نجلس عليها لنتقي الرصاص وبدأت اصرخ فادي صالح، سمعت فادي يتحدث بصعوبة ساعديني أنقذيني»، وتضيف «بعدما توقفت ربع ساعة لان الدموع خنقت كلماتها واصلت سحبه فإذا بأحد المسلحين منهم يهاجمني القاني أرضاً وانتزع فادي مني وقال لي ادخلي البيت وإلا سأقتلك...».

رفضت هنادي الانصياع لأوامرهم وتضيف «صرخت بهم اتركوني أريد إنقاذ أخي إنه ينزف فهاجموني كان صالح ممدد دون حراك ويبدو أنهم أصابوه برأسه أما فادي فلا زال يتحرك، ولكن ثلاثة منهم كانوا يتحدثون العربية بطلاقة هاجموني وسألوني أين سلاحه فقلت لا أعرف ولا يوجد سلاح الله اكبر عليكم سيموت».

قتلوهما بدم بارد:

صرخات ودموع هنادي لم تشفع لها أمام أفراد الوحدات الذين غادروا سياراتهم وانتشروا في كل مكان وتقول «أجبروني على النوم على وجهي وقال لي أحدهم يا كلبة يا إرهابية سنقتلك معهم، وضعوا سلاحهم في رأسي ثم قال أحدهم لمجموعة أخرى اسحبهم وكوِّمهم فثارت أعصابي ولم أتحمل فقلت أنتم إرهابيون كلاب اتركوهم فألقوني أرضاً وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجدداً وقتلوهما بدم بارد».

اشتباكات وإصابات

خلال ذلك ومع بداية الهجوم كانت أكثر من 10 آليات عسكرية اقتحمت جنين مع مختلف المحاور وانطلقت مسرعة نحو منطقه الدبوس، فقد اقتحمت الدوريات المنطقة لتوفر الغطاء للوحدات الخاصة وحاصرت الحي بأكمله بعضها أغلق محاور الطرق والبعض الآخر توجه لموقع العملية رغم الاشتباكات العنيفة التي اندلعت، ففور انتشار نبأ الهجوم اندلعت مواجهات عنيفة في جميع أرجاء المدينة واشتبك رجال المقاومة مع جنود الاحتلال الذين قصفوا المنازل والأحياء بالرشاشات الثقيلة مما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفله برصاص الاحتلال.

تصفيه متعمدة
" كان بإمكان الوحدات الصهيونية اعتقالهما ولكنهم أطلقوا النار عليهما بهدف التصفية"
الفراشة الزهرية
الشهيدة الاستشهادية البطلة
دارين أبو عيشة (22 عاماً)
بطلة العملية الاستشهادية على حاجز صهيوني قرب رام الله
بتاريخ 27/2/2002م


"لم تكن دارين بالإنسانة العادية ؛ فقد كانت شعلة من النشاط داخل الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح ، ملتزمة بدينها و على خلق عالٍ" . بهذه الكلمات وصفت "إبتسام" أختها الاستشهادية دارين محمد أبو عيشة - 22 عاما - الطالبة بالسنة الرابعة جامعة النجاح ، و تسكن قرية بيت وزن قضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية التي نفذت عملية استشهادية مساء الأربعاء 27/2/2002 أمام حاجز عسكري صهيوني في الضفة الغربية ، و هو ما أسفر عن إصابة ثلاثة من جنود الاحتلال و استشهاد منفذة العملية و اثنين من الفلسطينيين كانا معها .
و تضيف الشقيقة ابتسام : "لم يكن استشهاد "وفاء إدريس" هو دافع دارين للتفكير بالشهادة ؛ فمنذ أكثر من العام كانت تتحدث عن أمنيتها للقيام بعملية استشهادية ، و أخذت تبحث عمَّن يجهزها للقيام بذلك" .
و تقول إبتسام : "ذات مرة توجهت دارين إلى "جمال منصور" القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في أغسطس 2001 ، و طلبت منه الانضمام إلى الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، و أعربت عن عزمها القيام بعملية استشهادية" ، و تضيف : "و لكن وجدت صدودا من حركة حماس !!، و قال لها الشهيد جمال : (عندما ينتهي الرجال من عندنا سنستعين بكن للقيام بالعمليات الاستشهادية)" .
لم يقنع هذا الكلام دارين - كما تقول شقيقتها – و لم ينقطع حديثها عن الشهداء و الشهادة ، و كانت كثيرة المشاركة في تشييع جثامين الشهداء و المشاركة في المسيرات .
ويرجع المحللون المقربون من حماس سبب رد الشهيد لشيخ جمال أنه ليس مرتبطا بالجهاز العسكري لحماس ككل أعضاء المكتب السياسي للحركة كما أن مثل هذه الأعمال يختص بها ذاك الجهاز وهو المعني بتجنيد الاستشهاديين وليس موقفا سياسيا أو دينيا من تجنيد استشهاديات.
دارين تؤكد في شريط فيديو تم تصويره قبل تنفيذها العملية "أنها قررت أن تكون الشهيدة الثانية بعد وفاء إدريس لتنتقم لدماء الشهداء و انتهاك حرمة المسجد الأقصى" .
و أوضحت الشهيدة دارين أن المرأة الفلسطينية كانت و ما زالت تحتل الصدارة في الجهاد و المقاومة ، داعية كل النساء الفلسطينيات إلى مواصلة درب الشهداء ، و قالت : "و ليعلم الجبان شارون أن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشا من الاستشهاديين ، و لن يقتصر دورها على البكاء على الابن و الأخ و الزوج ، بل ستتحول إلى استشهادية" .
دارين كانت واحدة من ثماني أخوات لها و شقيقين ، و تقول والدتها : "لقد ذهبت و لم تودعني .. لكنني لم ألاحظ عليها أي تصرف غير عادي ، و إن كل ما أذكره منها أنها عندما دخلت البيت ظهر يوم الأربعاء قالت : "الله يا أمي ما أحلى طبيخك ، و ما أطيب رائحته"" .
و تشير الأم إلى أنها لاحظت في الليلة السابقة لاستشهاد دارين إكثارها من قيام الليل و قراءة القرآن حتى بزوغ الفجر ، و تضيف قائلة : "رغم أن دارين كانت متدينة جدا ، و لا تنقطع عن قراءة القرآن و الصيام و القيام فإنها زادت من ذلك في الليلة التي سبقت استشهادها ، و لقد خرجت من البيت و لم تودعني و كانت يومها صائمة" .




و تضيف شقيقتها قائلة : "عندما خرجت دارين من البيت قالت : (أنا ذاهبة لشراء كتاب) ، ثم عادت بعد عدة ساعات ، و بعدها خرجت ، و لم نعرف إلى أين" ، و تضيف أنها "في الساعة العاشرة مساء الأربعاء اتصلت عبر الهاتف ، و قالت : "لا تقلقوا عليَّ ، سأعود - إن شاء الله - ، لا تخافوا و توكلوا على الله و في الصباح سأكون عندكم" ، و كانت هذه آخر كلمات سمعتها منها ، و سمعتها والدتي أيضا" .
و تؤكد ابتسام أن دارين لم تكن عضوة في حركة فتح أو كتائب شهداء الأقصى ، و أنها كانت من أنشط طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح ، و تتابع قائلة : "بعدما وجدت دارين صدودا من حماس ، وجدت في كتائب شهداء الأقصى من يلبي رغبتها فقاموا بإعدادها للاستشهاد" . و كانت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح قد أعلنت مسئوليتها عن العملية الاستشهادية .


وصية الاستشهادية دارين أبو عيشة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المجاهدين سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أما بعــــد:



قال تعالى: "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ"
ولأن دور المرأة المسلمة الفلسطينية لا يقل في شأنه مكانة عن دور إخواننا المجاهدين، قررت أن أكون ثاني استشهادية تُكمل الدرب والطريق الذي بدأت به الشهيدة وفاء الإدريسي فأهب نفسي رخيصة في سبيل الله سبحانه وتعالى انتقاماً لأشلاء إخواننا الشهداء، وانتقاماً لحرمة ديننا ومساجدنا، وانتقاماً لحرمة المسجد الأقصى وبيوت الله التي حولت إلى بارات يُمَارسُ فيها ما حرّم الله نكايةً في ديننا وإهانةً لرسالةِ نبينا
ولأن الجسد والروح كل ما نملك، فإني أهبه في سبيل الله لنكون قنابل تحرق الصهاينة، وتدمر أسطورة شعب الله المختار، ولأن المرأة المسلمة الفلسطينية كانت وما زالت تحتفظ في مكان الصدارة في مسيرة الجهاد ضد الظلم، فإني أدعو جميع أخواتي للمضي على هذا الدرب، ولأن هذا الدرب درب جميع الأحرار والشرفاء، فإني أدعو كل من يحتفظ بشيء من ماء وجه العزة والشرف، للمضي في هذا الطريق، لكي يعلم كل جبابرة الصهاينة أنهم لا يساوون شيئاً أمام عظمة وعزة إصرارنا وجهادنا، وليعلم الجبان شارون بأن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشاً من الاستشهاديين، وإن حاول وأدهم في بطون أمهاتهم على حواجز الموت، وإن دور المرأة الفلسطينية لم يعد مقتصراً على بكاء الزوج والأخ والأب، بل أننا سنتحول بأجسادنا إلى قنابل بشرية تنتشر هنا وهناك، لتدمر وهم الأمن للشعب (الإسرائيلي)، وفي الختام أتوجه إلى كل مسلم ومناضل عشق الحرية والشهادة أن يبقى على هذا الدرب المشرف، درب الشهادة والحرية.

ابنتكم الشهيدة الحية : دارين محمد توفيق أبو عيشة

كتائــــب شهـــداء الأقصــــى

فلسطيــــــن
الفراشة الزهرية
وفاء إدريس طالما تمنت الانتقام لكل من جمعت أشلاءهم من ضحايا الانتفاضة خلال عملها كمسعفة مع الهلال الأحمر

منفذة عملية القدس كانت محبة للحياة مرحة وصاحبة نكتة ومقالب وذات شخصية قوية


«بدا الأمر كما لو أنه إشاعة تبحث عمن يصدقها، لكنه لم يلبث أن تأكد واكتسب صفة اليقين، وأخذ اسمها يظهر في صفحات الجرائد ويتردد في نشرات الأخبار... أخيراً ..ها نحن نعرف أين هي وفاء» قال خليل شقيق وفاء ادريس الأكبر لـ«الشرق الاوسط». واضاف الشقيق الذي يعمل سائقاً على سيارة تاكسي خصوصي «ما زلت لا أصدق. ما زلت أراها تدفع باب المنزل بقدمها ضاحكة راكضة وأصيح أنا بها لتكف عن هذه الحركات الصبيانية فينشب بيننا ذلك الجدال اليومي، لكن على الأقل، هذا أفضل من التفكير في الأسوأ».

ووفاء ادريس هو اسم الشابة الفلسطينية ابنة مخيم الامعري في رام الله التي فجرت نفسها يوم الاحد الماضي في شارع يافا في القدس الغربية فقتلت اسرائيليا وجرحت عددا يفوق المائة، وظلت هويتها مجهولة تحير اجهزة الامن الاسرائيلية الى ان كشفت عنها الاجهزة الامنية الفلسطينية مساء الثلاثاء الماضي.
ووفاء كانت شابة في مقتبل العمل تبلغ غدا عامها الثامن والعشرين وكانت تعمل متطوعة في إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني منذ سنتين وهي أخت وحيدة لثلاث أشقاء ينتمون لحركة فتح اكبرهم وهو خليل مطلوب لإسرائيل رغم انه امضى في معتقلاتها أكثر من أحد عشر عاماً متقطعة. وكانت تعيش مع أمها وإخوتها وعائلاتهم في بيت واحد منذ طلاقها من ابن خالتها قبل ثلاث سنوات. وتتحدر الاسرة من مدينة الرملة في مناطق .1948 زارت «الشرق الأوسط» صفية إدريس (أم خليل)، والدة وفاء، وهي سيدة ستينية تعاني انسداداً في شرايين القلب، تفترش الأرض في إحدى زوايا غرفتها في منزل الاسرة في احد زقاق مخيم الامعري. كانت الام المكلومة تجلس في الغرفة المفرغة من الأثاث، بينما تحيط بها نسوة باكيات ربما حزناً على حالها أكثر مما هو حزن على وفاء.
وسألت «الشرق الأوسط» ام خليل «قالوا انك أم وفاء». فردت بكلمات بالكاد مسموعة وتزيدها الحشرجات والنشيج غموضا «لا أريد أن أكون أم البطلة فقط أعيدوا لي ابنتي» ثم أجهشت بالبكاء وهي تحتضن صورة ابنتها وتحاورها كما لو كانت ابنتها أمامها «صدقيني يمّا، الظروف بتتغير بس تعالي وجربي» قالت متمتمة بينما ربتت امرأة أخرى على ظهرها قائلة "وحدي ربك... بنتك شهيدة».
أمضت وفاء أكثر من تسع سنوات متزوجة من ابن خالتها أحمد بعد قصة حب بدأت منذ الطفولة، بعد ذلك حكمت تقاليد المجتمع وضغوط الأهل بالتفريق بينهما لعجزها عن الإنجاب.
وقالت عمتها ام سعيد التي مازالت تقطن الرملة «لقد قتلها عندما تخلى عنها». واضافت «من شباك غرفتها هذه كانت شاهدة على زواجه (الثاني)، ووزعت الحلوى يوم سمعت أنه أصبح أباً، لقد حطمها لكنها كانت تكابر».
وامسكت بحبل الحديث رفعة أبو حميد، صديقة الطفولة، «لا شيء في حياة أو شخصية وفاء كان يوحي بالقتل أو بالدم. كانت شخصيتها قوية مرحة وأفضل من يروي النكات ويعمل المقالب». وأضافت بينما امتزجت ابتسامتها الحزينة بعبرات رسمت قناة صغيرة على وجهها الشاحب، «كانت أنيقة في لباسها تتابع الموضة رغم ضيق ذات اليد واضطراب حياتها الاجتماعية».
وأكملت رفعة «التجربة لم تكن سهلة عليها خاصة أنها تزوجت في سن السادسة عشرة، لكنها لم تكن من النوع الضعيف القابل للانهيار، لكن قلقها على مستقبلها دفعها للتطوع في الهلال الأحمر علها تتمكن من الحصول على عمل في هذا المجال لتعيل نفسها لانها لن تكون قادرة على الزواج ببساطة لأنها لا تنجب، ولن تتمكن من العمل في مكان آخر لأنها تزوجت صغيرة ولم تنه تعليمها، وإمكانية تحسين وضعها في البيت ربما تقل فرصه بمجرد وفاة الأم المريضة». لكن، اكملت رفعة، «ما زلت لا أصدق أن وفاء فعلت ذلك، كل ما أعرفه أنها كانت تحب الحياة وتعمل لأجلها».
كانت تتمنى لو تصبح مشهورة، حسب رفعة التي قالت «لطالما سألتني عن السبيل إلى الشهرة، أعتقد أن تجربتها مع طليقها، ومن ثم رفض المجتمع لها كمطلقة لا تنجب، أشعراها بنقص حاولت تعويضه بالعمل والعلاقات الاجتماعية الكثيرة التي بنتها بعد طلاقها».
لكن ذاكرة وفاء على ما يبدو كانت تضج بمشاهد وأصوات لأصدقاء وغرباء ذبحوا هنا وآخرين جرحوا هناك على مدار أكثر من سنتين قضتهما مع مسعفة متطوعة عند خطوط التماس. وقالت رفعة «كانت تتحدث كثيراً عما تشاهده في عملها. أكثر من مرة وصفت لي كيف بحثت عن ذراع مبتورة لأحدهم وكيف جمعت بقايا دماغ لشخص. آخر مرة روت لي قصة عن أحدهم أطلق الجنود النار عليه قرب الحاجز وتركوه ينزف لأكثر من ساعة ونصف. ووصفت كيف ضربها أحد الجنود بسلاحه على صدرها، متعمداً إهانتها كفتاة، عندما حاولت الاقتراب من الجريح. كانت تتفجر غضبا وهي تسرد هذه الاخبار. وتقول أتمنى لو كان بإمكاني الانتقام لكل هؤلاء الذين جمعت أشلاءهم».
وحسبما روت الوالدة، «كانت تركبها شياطين الدنيا عندما يمنعون سيارة الإسعاف من الوصول لمكان ما، حتى أنها في إحدى المرات رفضت الذهاب معنا إلى أريحا عبر الطرق الالتفافية لزيارة خالتها، كانت تقول لا أريد أن أراهم (الاسرائيليين)».
يبدو أن وفاء صقلت شخصيتها البسيطة فقط خلال السنوات الثلاث الماضية، أي بعد طلاقها. فقد عملت خلال هذه الفترة، جاهدة للحصول على شهادة الإسعاف الأولي رغم أن شروط الانتساب لم تنطبق عليها. وبنت لنفسها شبكة من العلاقات الاجتماعية سواء داخل المخيم أو خارجه «أصبحت اجتماعية لدرجة مزعجة» على حد قول رفعة التي استطردت «تتعرف على أي كان وعند الحديث تشعر محدثها أنها تعطيه نفس الأهمية التي تعطيها للوزير مما جعل الكل يحبها».
وكانت معلومات أمنية أولية قد قالت ان وفاء توجهت لبعض نشطاء تنظيم فتح المسلحين تطلب تزويدها بالسلاح، إلا أن هذه المعلومات لم يؤكدها أي مصدر رسمي رغم تبني كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لفتح ـ عملية التفجير. ورغم ذلك ما زالت علامات الاستفهام تدور حول ما إذا كانت تنوي فعلاً تفجير نفسها أو الاكتفاء بزرع العبوة المتفجرة.
لم يكن لوفاء أي توجه سياسي واضح المعالم. وقالت رفعة «لم يسبق لها أن أخبرتني أنها من فتح أو غيرها كانت تنشط في اللجان الاجتماعية في نادي الأمعري الذي تعود مرجعيته لفتح وليس من المشترط أن يكون المنتسب لهذا النادي من فتح حتى يشارك أو يستفيد من نشاطاته».
رافقتني رفعة إلى غرفة وفاء في بيتها المخلى منذ الإعلان عن اسم الفتاة كمنفذة للعملية في القدس خوفاً من القصف الإسرائيلي «علاقة وفاء بأمها باتت وثيقة جداً منذ طلاقها، تتشاركان في كل شيء حتى هذه الغرفة» قالت رفعة. الغرفة لا تزيد مساحتها عن اثني عشر مترا مربعا، بها سرير كبير وخزانة خشبية قديمة ومرآة مكسور طرفها معلقة على الحائط، وفي الجهة الأخرى من الغرفة رفان أحدهما يحمل مسجلا والآخر يعج بأدوات التجميل وشرائط تزيين الشعر وقارورتين من العطور «كانت تحب الاستماع للمواويل الحزينة والأغاني الهادئة» قالت رفعة عندما وجدتني أقلب أشرطة التسجيل.
ما يلفت الانتباه في الغرفة أكثر من شرائط التسجيل كانت جدران الغرفة التي تزينها أرقام هواتف وعناوين وأبيات من الشعر أو مقولات مأثورة، قرأت على أحد الجدران قرب المرآة: «إن دلال المغربي أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة» هذه الكلمات هزتني وقلبت كل ما ظننت أني فهمته في حياة وفاء «كانت تعشقها»، قالت رفعة، «وهي تحتفظ بصورة لها هنا لكن يبدو أن إخوتها أخفوها خشية المداهمة». انطلقت بعد ذلك أقطع الممرات الضيقة الموحلة في المخيم أبحث عن المخرج، أفكر في ما رأيت وسمعت، غير آبهة بمن حولي أو أين أخطو وإن كنت بالاتجاه الصحيح أم لا، ولا أدري وقتها ما الذي أعاد إلى ذاكرتي تلك المقولة القديمة: غناء بلبل واحد ليس كافياً لاستدعاء الربيع.
الفراشة الزهرية
الاستشهادية ريم الرياشي

الميلاد والنشاة

ولدت ريم بغزة العام 1982 لعائلة ميسورة الحال تعمل في مجال تصنيع بطاريات السيارات، و ظهر عليها النبوغ منذ صغرهاا، و حصلت علي معدل مرتفع في الثانوية العامة العلمية (96%)، وكانت تنوى إكمال تعليمها الجامعي وتدرس الهندسة. إلا ان زواجها حال دون ذلك.

و نشأت ريم في بيت متدين، و التزمت منذ صغرها بالزى الشرعي الإسلامي، و أحبت الجهاد في سبيل الله، و التزمت أثناء دراستها بالمرحلة الإعدادية مع الكتلة الإسلامية المقربة من حركة حماس، و تزوجت عقب إنهاءها الثانوية من الشاب زياد عواد و رزقت منه بطفلين. الطفلة ضحى التي تبلغ من العمر عامان ونصف والطفل محمد الذي لا يتجاوز العام وثلاثة اشهر.





المشوار الجهادى:----

كانت نشأة ريم ..تدين منذ الصغر والتزام بأحكام وتعاليم الإسلام في كافة مناحي الحياة، لتشق طريق حياتها على طاعة الله وحب رسوله ودينه والمؤمنين والتصاق بالمسجد مسجد المصطفى الواقع على شاطئ البحر الذي نهلت منه القيم وتشربت الأفكار والمبادئ التي كفلت لها الحياة الطيبة المستقيمة البعيدة عن الإسراف والشذوذ والانحرافات وانضوت تحت راية الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس أبان دراستها.

وفضلا عن ترددها على المساجد فان ريم كانت تواظب على قراءة الكتب الدينية على وجه الخصوص وكانت كثيرة الطاعات التعبدية كالصيام وصلاة النوافل لتصل حد إعطاء الدروس الدينية للنساء في مسجد المصطفى.

ومع بلوغ سن الزواج تقدم لخطبتها الكثير من الشباب الذي أعجبوا بالتزامها وأخلاقها وتدينها واصالتها إلا ان ريم لم تكن فتاة عادية تستهويها متع الحياة فلقد حملت ريم الى خاطبيها شرطا يبدو لأول وهله غريبا جدا في هذا الزمن العصيب الذي انتفخ فيه الباطل وعلت قيمه الزائفة قسرا تمثل في عدم الاعتراض على انخراطها في العمل الجهادي ومن ضمنه تنفيذ عملية استشهادية. ايضا من بين شروط زواجها التي تقدمت بها لزوجها ان يسمح لها بتنفيذ عملية استشهادية في يوم من الأيام .

وشيئا فشيئا كانت القيم والأفكار الإسلامية تكبر في نفس ريم وتكبر معها حبها لدينها وانتماؤها لوطنها وتغدو مؤهلة للالتحاق بصفوف الحركة الإسلامية حماس التي برزت فيها كإحدى ابرز ناشطاتها في المنطقة القاطنة بها

وكشفت مصادر خاصة ان الشهيدة ريم الرياشي حاولت في الماضي قبل زواجها تنفيذ عملية إستشهادية من خلال محاولة طعن جنود في منطقة إيرز وانها استعدت لذلك حتى آخر لحظة إلا أن العملية لم تنفذ بسبب عدم تمكنها من الوصول الى هدفها.



زوج الشهيدة:

قال عواد في حديث صحفي" ان الشهيدة كانت تساهم بأي مجهود جهادي تستطيعه ولو كان متواضعا.. فكانت دائما تقدم الطعام للمجاهدين وخاصة المرابطين الذين يقومون بأعمال الرصد والحراسات في المنطقة وكانت آخر مساهمة لها قبل تنفيذها العملية بيوم وذلك بتقديم الشاي والكعك للمجاهدين".

وكشف زياد ان الشهيدة ريم تدربت في حركة حماس على استخدام السلاح، مشيرا الى ان هذه التدريبات كانت من إرهاصات حبها للشهادة .

وأضاف :منذ ان كانت في المرحلة الإعدادية وهي تعشق الجهاد والاستشهاد في سبيل الله فلطالما زارت بيوت لشهداء والمجاهدين وطلبت من حماس ان تشارك في تنفيذ عمل جهادي فكانت تقابل بالرفض .

وظلت منذ ذلك اليوم وهي تلحّ حتى لبى الله لها مرادها فكان اسعد يوم في حياتها يوم ان أبلغت بأنها مرشحة لتنفيذ العملية.

اخر اللحظات:----

وحول كيفية اختيارها لتنفيذ العملية الاستشهادية بتاريخ 14/1/2004 أشار عواد الى ان الاختيار وقع عليها بعد ان وصل لقيادة كتائب القسام أنها تلح بشكل كبير وأنها تريد وجه الله من وراء ذلك الا ان الزوج اكد انه لم تكن للشهيدة مشاركة في خطة العملية سوى التنفيذ.

وأضاف منذ ذلك اليوم وهي في قمة السعادة وقد أكثرت رحمها الله من الصلاة و الصيام والقيام والعبادة الطاعة منذ ان تأكدت انه تم قبولها لتنفيذ العملية و تحديد موعدها حيث أنها قررت الصيام كل أيامها الأخيرة حتى يوم العملية وقد لاقت ربها وهي صائمة.

ويذكر زياد موقفها لها يوم العملية فيه من القوة والجرأة ما فأجا الجميع وهو عندما جئ بالحزام الناسف وكان وزنه 10 كجم فقد اعترضت ريم لأنها أرادت حزاما اكبر حجما لتقتل عددا اكبر من الجنود.



يشير زوج الشهيدة الى ان علاقاتها الاجتماعية كانت طبيعية جدا وعلاقاتها بطفليها مميزة جدا لكنها يوم العملية أظهرت جرأة وقوة لا يمكن تصورها او تخيلها فقد اكتفت بالمصافحة وتقبيل أولادها والطلب بالدعاء لها وكأنها ذاهبة الى رحلة.

وأضاف :لقد أوصت ان يربي أبناؤها تربية إسلامية وان يحفظوا القرآن وأوصت بثمن مصاغها الذي كانت قد باعته قبل استشهادها بألف دولار للبناء في المسجد ليكون صدقة جارية عنها وعن زوجها.

كذلك أوصت بألف وأربعمائة دينار ليخرج رجل ليحج عنها وسلمت النقود للقائمين على هذا العمل أما بالنسبة لتركتها لدى أهل الشهيدة وهي تقارب "ثلاثين الف دينار أردني" فقد أوصت بإنفاق خمسة ألاف منها صدقة عن روح والدها المتوفى ..والباقي يبني به مسجد ليبقى صدقة جارية عن روحها الطاهرة.



تنفيذ العملية :----

الهدف :حاجز بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة،

الوسيلة: عملية استشهادية تستهدف حشدا من الجنود في الموقع الذي يعد من اكثر المواقع تحصينا في فلسطين

التوقيت: الأربعاء 14/1/2004 حيث تخصص سلطات الاحتلال هذا اليوم للنساء في المعبر لعمل البطاقات الممغنطة خلال هذه الفترة .



تجهيز الخطة العملية: تم لدى المجموعة القسامية بالتنسيق مع شهداء الاقصى ومهندس من كتائب القسام جهز الحزام الناسف بشكل مختلف هذه المرة بحيث لا يعتمد عل وسط المجاهدة فقط بل يلتف أيضا على ساقيها لذا ستكون حركة المجاهدة صعبة ومثيرة للشبهة إلا ان هذه الثغرة تحولت الى عامل نجاح وتمويه جديد حيث تطلب الأمر تتظاهر الاستشهادية بأنها تعاني من أمراض او كسور في الساقين وتستخدم لذلك أيضا "عكاكيز"



التنفيذ:

تمنطقت ريم بالحزام حول جسدها وتم التأكد لآخر مرة من أن كافة النواحي التقنية في الحزام واليه التشغيل جاهزة وانطلقت ريم نحو الشمال حيث حاجز الذل والقهر وخلال ذلك كانت ريم تودع الناس في الشوارع وتودع غزة من نافذة السيارة تحفها الأدعية وآيات القرآن التي كانت تتلوها وتتهيأ للحظات الاخيرة لحظات اللقاء بمن تركت الدنيا كلها من اجله في الرفيق الأعلى.

وصلت ريم الى الحاجزو انطلقت على عكازيها ولكن بخطي ثابتة حيث اجتازت حاجز الامن الوطني ولم تتعرض لكثير من التدقيق بسبب حالتها كما ظهرت عليها وأصبحت على بعد امتار من الهدف كان عليها ان تمر عبر الجهاز الالكتروني الذي تستخدمه قوات الاحتلال لتفتيش العمال و المسافرين وعندما أطلق الجهاز الصوت الذي يشير الى وجود جسم مشبوه مع المارة استدركت ريم الموقف حسب الخطة وبكل رباطة جاش ثم اقتربت منها مجندة لتسألها عما تحمله. عندها ريم أخبرتها بان ساقها مكسورة وبها مسامير بلاتين من شانها ان تجعل جهاز الفحص يطلق صفارة الإنذار ..

المجندة أخبرت الضابط في الموقع ريم فأمر الضابط في الموقع بتحويلها الى غرفة التفتيش المركزية للتأكد من خلوها لأي معدن آخر غير البلاتين .

وفي الغرفة كان عدد من الجنود لهم مهام مختلفة وتم استدعاء خبراء متفجرات من الجيش الإسرائيلي لتفتيشها في تلك اللحظات

وما ان اكتمل حشد الجنود حتى وقع انفجار مدو هز أرجاء شمال قطاع غزة وليسقط 4 جنود قتلى مضرجين بدمائهم مع 15 جنديا اخرين من المصابين فيما دب الرعب في قلوب مواقع وأبراج المراقبة في الحاجز شلت حركتهم ومنعتهم حتى من إطلاق النار في الهواء لفترة من الزمن.

الفراشة الزهرية
وصية الاستشهادية ريم رياشي...........

إسمحوا لي أن أخاطبكم الخطاب الأخير قبل العملية التي أنوي تنفيذها راجية الله أن يتقبل مني شهادتي وأن يعينني على قتل أكبر عدد من جنود الصهاينة المحتلين .

أتوجه إليكم من دون الرجال لأنني لم أعد أرى رجالا في أمتنا سوى بقايا منهم في فلسطين والعراق , فأنتم الأمل الباقي لهذه الأمة بعد أن خلت من الرجال , وأنتم المسؤولون عن قيادة هذه الأمة إلى النصر وإلى العزة والكرامة بعد أن أوصلها أشباه الرجال إلى هذا الذل والعار الذي يجللها من مشرقها إلى مغربها , أنتم الذين ستحملون راية هذه الأمة وترفعونها خفاقة بين رايات الأمم التي تعيش فوق كوكبنا هذا بعد أن نكس راياتها أشباه الرجال من الحكام والعلماء والمثقفين ومن يسمون أنفسهم النخب . من أرحامكن يا نساء الأمة سيخرج الأطفال الذين سيعيدون مجد هذه الأمة يكتبونه بدمائهم وأشلائهم , من أطفال هذه الأمة سيخرج من تربى على رمي الحجارة ومواجهة الدبابات بصدره العاري ليخلص هذه الأمة أولا من حكامها ثم من المخذلين والمنافقين والمرائين والمعوقين وأخيرا ليخلصها من اليهود المغتصبين , ! ; وليعيد لها مكانتها أمام الحاقدين من الغربيين والشرقيين . أما أشباه الرجال فأوصيهم بأن يتخلوا عن الكلام الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع وعن المداراة والنفاق والدعاء للحكام بالصلاح والتوفيق , وأن يعتزلوا منابرهم التي يقفون عليها فهم ليسوا أهلا ً لها ," وأوصيهن بإلحاق نون النسوة بصفاتهن وأسمائهن وتاء التأنيث بأفعالهن , فهن أحق بها وأهلها" .

أدعوا الله لي يا إخوتي أن يتقبلني شهيدة غدا , فأنا أتمنى لقاءه , وأتشوق للشهادة أمامه على أمتي وعصري وزماني , أتحرق للشهادة على حكام الذل والخيانة . أريد أن أشهد أمامه سبحانه على كل حاكم تخلى عن قدسنا وفلسطيننا وعن أهلنا , أشهد أمامه سبحانه على كل من قطع المعونات البائسة الشحيحة عن أطفالنا طاعة لمولاه في البيت الأبيض , أشهد أمامه سبحانه على كل من مد يده ليهود وقطعها عن إخوانه من المسلمين , أشهد أمامه سبحانه على كل من حارب شعبه وترك حرب أعدائه , أشهد أمامه سبحانه على كل من عاش لعرشه بدل شعبه وكل من باع وطنه مقابل حكمه , أشهد أمامه سبحانه على كل من شرد الشرفاء من أمته ورعيته واستبدل بهم المطبلين والمزمرين والمسبحين بحمده ليستتب الأمر ليهود ومن والاهم , أشهد أمامه سبحانه على كل من يتحجج بعدم القدرة وهو يصفي الأمة من القادرين على التغيير خوفا! أن يطاله التغيير , أشهد أمامه سبحانه على كل من سرق أموال الأمة وحولها لحسابه الخاص وحساب أسرته وأقربائه وأعوانه وترك شعبه يلهث وراء الفتات حتى لا يستطيع أن يفكر في المصائب التي تنهال على رأس هذه الأمة .

أتوق لأن أصل إلى ربي شهيدة على علماء هذه الأمة الذين شغلتهم فتاوى الزواج والطلاق عن طلقات المدافع والصواريخ التي تهطل علينا كالمطر , وشغلتهم فتاوى الربا وتحليله عن تحليل اليهود لدمائنا وأعراضنا وبيوتنا وأشجارنا , وشغلتهم فتاوى طاعة الحاكم وعدم الخروج عليه والدعاء له بالصلاح عن خروج الأمر من يد الأمة وعن طاعة الحاكم وولايته للعدو . أريد أن أشهد عليهم بأنهم شياطين خرس لا يقولون إلا ما يديم عليهم مناصبهم ويديم عليهم رزقهم ويديم عليهم عافيتهم , يتأولون ما لم يعد فيه مجال للتأول , ويسكتون عن الحق حيث لا مجال للسكوت , ويدرؤون الفتنة بزعمهم حيث لم يعد هناك فتنة بل وصلنا إلى الكارثة وهم نيام ينظرون , ويحاربون بعضهم بعضا يكفرون ويفسقون ويبدعون ويضللون من شاؤوا من إخوانهم في العقيدة ثم يسكتون عن الحاكم وآثامه البغيضة ويأمرون الناس بالسمع والطاعة ويصرخون في وجوه المنتقدين : هذا أهون الشرين .

أريد أن أشهد شهادة خاصة بشيخ الأزهر طنطاوي عبد المبارك لن أطلعكم عليها لآنها سر بيني وبين خالقي .

أريد أن أشهد على من يسمون مثقفي هذه الأمة ونخبها , الذين تقوم قيامتهم ولا تقعد عندما يشير الحاكم بأصبعه فتنطلق ألسنتهم كألسنة العضاة يصل طولها إلى ثلاث أمثال طول جسمها ينهشون في لحوم المخلصين من أبناء الوطن الذين سولت لهم أنفسهم ذكر كلب كلب الحاكم بسوء , ثم تعود ألسنتهم إلى حلوقهم ليبتلعوها إذا أشار الحاكم إشارة أخرى . النخب التي ضاعت بين مداراة الحاكم وقول الحق , بين حفظ النفس وحفظ الكرامة .

بعد استشهادي غدا بإذن الله , ستسمعون كلاما كثيرا عن أنني ألقيت نفسي في التهلكة , وقد يخرج من يقول عني منتحرة , وقد يخرج من يقول عني حمقاء تركت أبناءها ولم ترع حرمة زوجها وأهلها ولهؤلاء أقول : دعوكم من لحمي المسموم ويكفيكم الفتات الذي يلقي به الحاكم إليكم لتأكلوه والنفايات التي تربون عليها أولادكم , أما أنا فمؤمنة بأن رازقي ورازق أولادي من بعدي هو ربي الذي رباني وسيتولى تربية أولادي من بعدي , أما أنتم فتعتقدون أن صاحب الجريدة التي تكتبون فيها هو الرزاق , وأن صاحب المحطة التي تتكلمون منها هو الرزاق , وأن وزير الأوقاف الذي عينكم هو الرزاق , وأن الحاكم الذي يدير مزرعة العبيد التي تعيشون فيها هو الرزاق , فهنيئا لكم عقيدتكم هذه وهنيئا لكم إيمانكم هذا وستعرفون يوما ما من هو الرزاق الحقيقي ومن هو المرب! ي الحقيقي ومن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه .

أخيراً أقول لشيراك الذي يريد منع الحجاب في فرنسا على المسلمين : أرجو منك بعد منع المسلمات من الحجاب أن تفرضه على رجال المسلمين, بدءا بحكامهم , وأن تفرض عليهم أيضا أن يغطوا وجوههم الذليلة لأنها أصبحت عورات لا يجوز أن يراها أحد لا في المشرق ولا في المغرب .

في الختام أرجو منكم دعوة صالحة في ظهر الغيب وأوصيكم بفلسطين وبالأقصى وبالعراق وببلاد المسلمين كلها فهي أمانة في اعناقكم جميعا .

والسلام عليكم ورحمة من الله وبركات