اختي الغاليه شهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اختي الحبيبه وجزاك عني خير الجزاء ووالله لقد ذرفت عيوني الدمع فرحا بكلماتك (والله الحديث ذو شجون عن الجهاد ..ذروة سنام الدين .. اللهم لا تحرمنا من جهاد وشهادة في سبيلك ..)
يعلم الله ان من امثالك القليل وانت دره من الدرر .
احبك الله الذي احببتيني من اجله .
الله يوفقك ويسعدك ويزرقني واياك الشهاده في سبيله مقبلات غير مدبرات .
الله يجمعنا بالشهداء في جنات النعيم اللهم آمين .
وانا مواصله اخيتي قصصهم فتابعيني وفقك الله وزادك من فضله وثبت قلبك على طاعته انه ولي ذلك والقادر عليه .

دايمي بمبونه......
في احد الأيام الخوالي ....
الغالية ذكراها على قلبي ونفسي ....
انطلقنا إلى احد الجبهات الأمامية مع الصرب ....
كان طريقنا يمر عبر قرية صغيره بها عدة منازل.....
مسافة الطريق مشيا على الأقدام حتى الجبهة ما يقارب الساعة والنصف.....
لا نستطيع ركوب السيارات لانكشاف المنطقه ولصوت المحركات.....
كنا تسعة أشخاص عرب......
كنت في ساقة المسيره .....
ومن عادتنا ان نشتري لبان وحلويات للأطفال ...
كل مانرى طفلا نمد له لبان او قطعة حلويات......
حتى اذا مررنا على القريه خرج اطفالها كلهم لاستقبالنا.....
كان مرورنا على القرية بعد الفجر بساعة تقريبا .....
خرج علينا من احد المنازل طفلة كأنها الشمس والله .....
عمرها اربع سنوات مثل الوردة المتفتحه......
وقفت بجانبها قبلتها حملتها لاعبتها ...
والاخوة المجاهدون يستقون الماء من صنبور قريب.......
اتاني اخوها البالغ من العمر سبع سنوات ....
قالت لي الطفلة بكل براءه (دايمي بمبونه)...
أي اعطني علكة لبان......
أخرجت لها اللبان والحلويات لها ولأخيها.......
مكثت معهم ما يقارب الربع ساعة وامهم ترقبني وهي تغسل الثياب....
وتدعو لنا وهي فرحة بملاعبتي لأبنائها.....
ودعتهم ورمقتني البنت الصغيرة بنظرات غريبة.....
كاد ان يختلع قلبي لها وكأن شيئا غريبا بدا منها .....
ابتعدنا عن المنزل قليلا وانا اودعهم ويودعونني بصوت مرتفع.....
واذا يقذيفة قريناي تسقط بالقرب منا ...
وقعنا جميعنا على الأرض ولم يصب منا احد ....
ثم سقطت قذيفة اخرى قريناي وتعالى الغبار وارتفع.....
وانا اسمع أصوات صراخ واستغاثات......
نهضت مسرعا نحو المنزل الذي به الصغيرة حبيبتي....
واذ بي ارى منظرا لازالت ذكراه محفورة في ذاكرتي.....
أصابت رقبتها الطريه شظية ورجلها وبطنها .....
وهي ترمقني وتبكي من الالم .....
قبلتها واحتضنتها وحملتها مسرعا نحو مكان آمن.....
والله لقد غسلت دمها بدموعي المسكوبة عليها بحرارة المنظر....
فارقت الحياة وخمد صوتها العذب ......
انكببت عليها باكيا والله كأنها ابنتي الصغيرة.......
ولما رفعني عنها الاخوه تحركت جثتها الصغيره......
وسقط منها علكة اللبان التي اعطيتها لها وقطعة الحلويات......
رجعت مسرعا صوب منزل اهلها .....
واذ بالأم قد أصيبت إصابة بالغة ولكنها لم تقتل.....
وكذا ابنها الصغير إصابة بالغة....
احتملناها على نقالة كانت معنا ....
نزلنا بهما سريعا نحو القريه تبعد نصف ساعه جريا ...
اعطيناها الدكتور صلاح السوري ......
فعالجها وضمد جراحها وجراح ابنها......
ومازالت ذكراها في ذاكرتي ....
دايمي بمبونه......
م. حمد القطري
في احد الأيام الخوالي ....
الغالية ذكراها على قلبي ونفسي ....
انطلقنا إلى احد الجبهات الأمامية مع الصرب ....
كان طريقنا يمر عبر قرية صغيره بها عدة منازل.....
مسافة الطريق مشيا على الأقدام حتى الجبهة ما يقارب الساعة والنصف.....
لا نستطيع ركوب السيارات لانكشاف المنطقه ولصوت المحركات.....
كنا تسعة أشخاص عرب......
كنت في ساقة المسيره .....
ومن عادتنا ان نشتري لبان وحلويات للأطفال ...
كل مانرى طفلا نمد له لبان او قطعة حلويات......
حتى اذا مررنا على القريه خرج اطفالها كلهم لاستقبالنا.....
كان مرورنا على القرية بعد الفجر بساعة تقريبا .....
خرج علينا من احد المنازل طفلة كأنها الشمس والله .....
عمرها اربع سنوات مثل الوردة المتفتحه......
وقفت بجانبها قبلتها حملتها لاعبتها ...
والاخوة المجاهدون يستقون الماء من صنبور قريب.......
اتاني اخوها البالغ من العمر سبع سنوات ....
قالت لي الطفلة بكل براءه (دايمي بمبونه)...
أي اعطني علكة لبان......
أخرجت لها اللبان والحلويات لها ولأخيها.......
مكثت معهم ما يقارب الربع ساعة وامهم ترقبني وهي تغسل الثياب....
وتدعو لنا وهي فرحة بملاعبتي لأبنائها.....
ودعتهم ورمقتني البنت الصغيرة بنظرات غريبة.....
كاد ان يختلع قلبي لها وكأن شيئا غريبا بدا منها .....
ابتعدنا عن المنزل قليلا وانا اودعهم ويودعونني بصوت مرتفع.....
واذا يقذيفة قريناي تسقط بالقرب منا ...
وقعنا جميعنا على الأرض ولم يصب منا احد ....
ثم سقطت قذيفة اخرى قريناي وتعالى الغبار وارتفع.....
وانا اسمع أصوات صراخ واستغاثات......
نهضت مسرعا نحو المنزل الذي به الصغيرة حبيبتي....
واذ بي ارى منظرا لازالت ذكراه محفورة في ذاكرتي.....
أصابت رقبتها الطريه شظية ورجلها وبطنها .....
وهي ترمقني وتبكي من الالم .....
قبلتها واحتضنتها وحملتها مسرعا نحو مكان آمن.....
والله لقد غسلت دمها بدموعي المسكوبة عليها بحرارة المنظر....
فارقت الحياة وخمد صوتها العذب ......
انكببت عليها باكيا والله كأنها ابنتي الصغيرة.......
ولما رفعني عنها الاخوه تحركت جثتها الصغيره......
وسقط منها علكة اللبان التي اعطيتها لها وقطعة الحلويات......
رجعت مسرعا صوب منزل اهلها .....
واذ بالأم قد أصيبت إصابة بالغة ولكنها لم تقتل.....
وكذا ابنها الصغير إصابة بالغة....
احتملناها على نقالة كانت معنا ....
نزلنا بهما سريعا نحو القريه تبعد نصف ساعه جريا ...
اعطيناها الدكتور صلاح السوري ......
فعالجها وضمد جراحها وجراح ابنها......
ومازالت ذكراها في ذاكرتي ....
دايمي بمبونه......
م. حمد القطري

أيُّ فتى أضاعوا ... !!
لم أكن أعرف سهيل السهلي من قبل
كانت تلك أول مرة أراه فيها .. في الديوانية
قدموه لي باسم (ياسين) على أنه مندوب عن أخواننا أنصار الإسلام في كردستان العراق
كان قادماً لتوه من كردستان و يريد العودة مرة أخرى .. جاء ليقضي بضعة أيام يرتب فيها أمور الأخوة هناك و الطريق و الإمدادات و التمويل و غيرها من أمور الجبهة و المعسكرات ..
كان جاداً في طرح القضية ملما بكل تفاصيلها متحمساً لها . حماساً جعلني أظن أنها أول جبهة يذهب إليها.
كان ذقنه يلمع من أثر الموسى فهو بالطبع لم يدخل بأوراق رسمية و لم يكن مرغوبا به في البلاد
و لكنه رغم ذلك كان هادئا بسّاماً واثقاً لا يبدو عليه أي أثر للخوف ..
و أظن أنه من نافلة القول أن نقول أن هؤلاء القوم لا تقف أمامهم أي حدود في العالم
و لا تضطرهم نقاط التفتيش لتغيير وجهتهم التي عزموا على قصدها.
الأطلس عندهم غير الذي كنا نأخذه في المدرسة .. أطلسهم بلا حدود الدولية أو الإقليمية.
يدخلون أي بلد شاءوا متى شاءوا و يخرجون متى شاءوا و هذا ما يقض مضجع أمريكا الخرقاء.
عرفت عن سهيل بعد مقتله ما لم أعرفه عنه تلك الليلة . بل اتضح أني لم أعرف عنه شيئا تلك الليلة
سبحان ربي .. أفغانستان طاجكستان البوسنة داغستان الشيشان السجن كردستان .. آلة حرب متنقلة..
هذا ما تبحث عنه أمريكا .. سلاح دمار شامل يمشي على الأرض ..
سبحان ربي .. عرف الأعداء قدرهم و خطرهم .. و ما زلت الأمة ترفض الإعتراف بهم
و تصر على تهميشهم و تحييدهم و تجاهلهم و تسفيه آرائهم ..
لم أتفاجأ عندما علمت أنه ينتمي إلى ذلك الجيل الأول ..
الجيل الذي أراد الله أن يعده عبر عدة جبهات مختلفة .. ليكون طليعة الأمة في زمن الملاحم و الفتن .
أولئك الرجال اختارهم الله لحمل راية الجهاد في هذا العصر .. و رسم لهم طريقاً مليئا بالمحن و البلاءات
ليخرجوا بعد كل أزمة و محنة أصلب عوداً و أشد حرداً و أدق فهماً و علماً و حكمة و دراية.
جيل الإعداد .. الذي رسم الله له خطة الإعداد و يسرها له ..
عشرون عاماً من الإعداد المتواصل في مختلف التضاريس و الأجواء
قاتلوا في زمهرير الثلوج و في شدة القيظ .. قاتلوا فوق ذرى الجبال و في السهول و في المدن ..
قاتلوا في الصحارى و الخنادق .. و في المنتجعات و الفنادق .. حتى نضجوا .. و تمرسوا
و تأهلوا لقيادة الأمة .. عسكريا .. في ملحمتها القادمة ..
وما زالوا ..يعدون و يقاتلون .. لا يضرهم من خذلهم أو من خالفهم ..
حتى يقاتل آخرهم الدجال ..
لا تسقط الراية من يد أحدهم .. حتى يرفعها أخوه ..
يقتل أحدهم .. فتحيا بمقتله أمة .. حياتهم خير للأمة .. و مقتلهم خير للأمة ..
أينما نظرت ..
في أي جبهة تقام بها راية الجهاد من البوسنة إلى الشيشان إلى كشمير و أندونيسيا حتى العراق ..
وجدتهم .. رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه .. ربما ظهروا جليا من خلال أفراد على رأس القيادة ..
فإذا لم تجدهم في القمة .. وجدتهم في الساقة
وراء الكواليس يديرون أمور الإمداد و التموين و الإتصالات و الدعم اللوجستي المادي والمعنوي
في التحريض و نسف العوائق و تذليل الصعوبات و تمهيد الطرق و حل المعضلات و فتح المضافات.
المجهولون منهم أضعاف المعروفون . لا يعرف أحدهم حتى يقتل أو يؤسر ..
و عندئذ .. يتضح جليا حجم الثغر الذي كان يرابط عليه ..
فيظن الناس أنه آخرهم و خيرتهم .. فإذا الجعبة ما تزال ملأى .. بفضل الله ثم ساحات الجهاد .
هذا الجيل .. كان الأولى بالعلماء و المصلحين و الدعاة من هذه الأمة ..
احتوائه و ادخاره للملمات فهو بحق ذخر الأمة .. و هو سلس القياد سهل الانقياد ..
بدلا من مصادمته و محاولة تهميشه و تحييده و إقصاءه عن المشاركة في طرح رأيه على أقل تقدير
و تجاهل حقه في تقديم اقتراحاته و آرائه في إيجاد حلول لمشاكل الأمة ..
إذا كانت الأمة فعلا تستعد ليوم المواجهة المحتومة.. و ترى الأعداء يحيطون بها من كل جانب
فبأي جيش ستلاقي الأعداء ..و بأي إعداد ؟ ..
إذا لم يكن هذا الجيش الذي ثبت أنه الجيش الذي لا يقهر بإذن الله
و لا يجتث من أصله رغم شدة الضربات التي توجه إليه
و يعود بعد كل ضربة موجعة فيلملم شعثه و يضمد جراحه و ينظم صفوفه ويتشكل ثانية
و يرجع أقوى مما كان و أكثر عددا و عدة .. ليعيد الكرة و يضرب .. و يقاتل ..
قال تعالى : و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ..
إن أهم ما يجب أن تسعى إليه الأمة في هذا الوقت .. هو رص الصفوف و توحيد الجبهة الداخلية
و هذا لا يتم إلا بالإتحاد ..
نعم .. الأمة الآن أحوج ما تكون إلى الإتحاد و جمع قوى الأمة و قدراتها في صف واحد ..
على مختلف مجالاتها و تنوع حقولها .. و اختلاف توجهاتها .. اختلاف التنوع و ليس اختلاف التضاد
و عليها أن تأخذ بأسباب القوة من جميع نواحيها ..
الدينية الإيمانية .. و العسكرية القتالية .. و السياسية الفكرية .. و الإجتماعية التكافلية ..
و لا يستغني بعضها عن بعض ..
هذا ما نقوله و يقوله علماء الأمة وعامتها و كل عاقل .. الإتحاد .. بين جميع القوى ..
نسمعه في المحاضرات و الندوات و الخطب و نقرأه في المقالات و البيانات ..
لقد علمت الأمة إذاً موضع الخلل .. بفضل الله عرفت الداء .. و عرفت الدواء.
لكن .. هل يكفي مجرد المعرفة ؟
ماذا تغني معرفتك للدواء إذا لم تتعاطاه ؟ ..
إذا كنا متفقين على وجوب الإتحاد .. مالنا لا نتحد ؟ ..
مالنا نرى الأمة تأخذ بالإعداد من جوانبه الدينية الإيمانية و السياسية والفكرية و تهمل الجانب العسكري
و هو الذي عناه الله تعالى تحديدا في قوله و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل .
لماذا نغفل هذا الجانب الخطير .. خاصة و أن في الأمة رجال يتقنون هذا الفن
كما يتقن المفكرون الإسلاميون التفكير للإسلام .. أو أكثر
و لماذا تحتوى جميع شرائح الأمة ..و يطرد المجاهدون ؟
و هم يقاتلون باسم الأمة .. و تسفك دماؤهم من أجل الأمة و للدفاع عن حرمات الأمة ..
و بعد أن رأينا بأم أعيننا و على الواقع الحسي المشاهد .. عجز الجيوش النظامية عن حماية حوزة الدين
و عمالتها و خيانتها و سرعة انهيارها و سقوطها و عدم صمودها وقت الجد أمام الأعداء ..
و بعد أن رأينا كذلك .. قوة المجاهدين و قدرتهم على الصمود و المقاومة و القتال و النكاية في الأعداء رغم الطعن في الظهر و رغم قلة الدعم و ضعف الإمدادت
ألا ينبغي على الأمة أن تحتوي و تدعم و تساند و تغذي هذا الجيش المعد و المتمرس الجاهز ليكون ذراعها الضاربة و درعها الحصين يذود عن بيضتها و يحمي حوزتها و يدفع عنها عدوها و يكسر شوكته ..
أنا لا أزعم بعد المجاهدين عن العلماء أو بعد العلماء عن المجاهدين
بل أعلم يقينا أن علاقتهم ببعضهم طيبة جدا .. رغم ما يروج له الذين لا يعقلون ..
و أعلم أن المجاهدين لا يصدرون إلا عن آراء العلماء و فتاواهم و رضاهم
لكن نحتاج لمزيد من التلاحم و الإندماج .. لنكون جسدا واحدا ..
العلم بلا سيف .. قد يضعف عن أداء رسالته
و السيف بلا علم .. قد يجهل رسالته
و كلاهما محتاج للآخر .. فلمصلحة من يقصى المجاهدين عن العلماء و يحذَّر العلماء من المجاهدين ؟
أيها العلماء الأفاضل .. المجاهدون بحاجة إلى علمكم و أنتم بحاجة إلى قوتهم و شوكتهم
فلا يحول بينكم و بينهم الذين لا يعقلون ..
استمعوا لهم و حاوروهم .. و ربّي لن تجدوهم سذجا و لا حمقى و لا قليلي أدب و وعي و إدراك
كما يصورهم الذين لا يعقلون ..
بل عقلاء مؤدبون يحبون العلم و أهله و يتوقون للإنطلاق من تحت عباءة العلماء
المجاهدون يرحبون بالإتحاد .. و ينادون به
و لكن ليس الإتحاد الذي يعني .. إلغاء الآخر
الإتحاد لا يعني الإلغاء ..
الإتحاد يعني التناصر و التعاضد و التكامل ..
خاصة إذا لم يكن هناك تعارض و لا تناقض و لا تضارب بين أعمال المتحدين ..
فعندما ننادي باتحاد الدعاة مع المجاهدين مع العلماء مع المثقفين مع عامة الناس و توحيد جهودهم ..
فهذا لا يعني أننا نطلب من الدعاة أن يتركوا دعوتهم و نشاطهم المبارك و يلحقوا بالمجاهدين
و لا أن يترك العلماء .. تعليمهم و دروسهم إرشادهم و فتاواهم .. و ينفروا للجهاد ..
و لا نطلب من (أصحاب المشاريع) .. أن يتركوا مشاريعهم و ينفروا للقتال ..
و كذلك أيضا .. لا نطلب من المجاهدين أن يتركوا جهادهم و يضعوا سلاحهم .. و يوقفوا القتال
كيف و العدو على الأبواب و قد اقتحم بلاد المسلمين و عاث فيها و عربد.
بل نتكامل .. و نتواصى .. و نتراص .. و يعين بعضنا بعضاً ..
أيها الأحباب .. علماءنا الأفاضل و دعاتنا المباركين .. و مثقفينا و مفكرينا المخلصين
ضعوا أيديكم في أيدينا .. أو اسمحوا لنا أن نضع أيدينا في أيديكم ..
و لنتحد و نوحد الجبهة الداخلية .. قبل فوات الأوان
آخر كلام :
أي فتية أضاعت الأمة .. .. .. ليومِ كريهةٍ و سدادِ ثغرِ
همام....
لم أكن أعرف سهيل السهلي من قبل
كانت تلك أول مرة أراه فيها .. في الديوانية
قدموه لي باسم (ياسين) على أنه مندوب عن أخواننا أنصار الإسلام في كردستان العراق
كان قادماً لتوه من كردستان و يريد العودة مرة أخرى .. جاء ليقضي بضعة أيام يرتب فيها أمور الأخوة هناك و الطريق و الإمدادات و التمويل و غيرها من أمور الجبهة و المعسكرات ..
كان جاداً في طرح القضية ملما بكل تفاصيلها متحمساً لها . حماساً جعلني أظن أنها أول جبهة يذهب إليها.
كان ذقنه يلمع من أثر الموسى فهو بالطبع لم يدخل بأوراق رسمية و لم يكن مرغوبا به في البلاد
و لكنه رغم ذلك كان هادئا بسّاماً واثقاً لا يبدو عليه أي أثر للخوف ..
و أظن أنه من نافلة القول أن نقول أن هؤلاء القوم لا تقف أمامهم أي حدود في العالم
و لا تضطرهم نقاط التفتيش لتغيير وجهتهم التي عزموا على قصدها.
الأطلس عندهم غير الذي كنا نأخذه في المدرسة .. أطلسهم بلا حدود الدولية أو الإقليمية.
يدخلون أي بلد شاءوا متى شاءوا و يخرجون متى شاءوا و هذا ما يقض مضجع أمريكا الخرقاء.
عرفت عن سهيل بعد مقتله ما لم أعرفه عنه تلك الليلة . بل اتضح أني لم أعرف عنه شيئا تلك الليلة
سبحان ربي .. أفغانستان طاجكستان البوسنة داغستان الشيشان السجن كردستان .. آلة حرب متنقلة..
هذا ما تبحث عنه أمريكا .. سلاح دمار شامل يمشي على الأرض ..
سبحان ربي .. عرف الأعداء قدرهم و خطرهم .. و ما زلت الأمة ترفض الإعتراف بهم
و تصر على تهميشهم و تحييدهم و تجاهلهم و تسفيه آرائهم ..
لم أتفاجأ عندما علمت أنه ينتمي إلى ذلك الجيل الأول ..
الجيل الذي أراد الله أن يعده عبر عدة جبهات مختلفة .. ليكون طليعة الأمة في زمن الملاحم و الفتن .
أولئك الرجال اختارهم الله لحمل راية الجهاد في هذا العصر .. و رسم لهم طريقاً مليئا بالمحن و البلاءات
ليخرجوا بعد كل أزمة و محنة أصلب عوداً و أشد حرداً و أدق فهماً و علماً و حكمة و دراية.
جيل الإعداد .. الذي رسم الله له خطة الإعداد و يسرها له ..
عشرون عاماً من الإعداد المتواصل في مختلف التضاريس و الأجواء
قاتلوا في زمهرير الثلوج و في شدة القيظ .. قاتلوا فوق ذرى الجبال و في السهول و في المدن ..
قاتلوا في الصحارى و الخنادق .. و في المنتجعات و الفنادق .. حتى نضجوا .. و تمرسوا
و تأهلوا لقيادة الأمة .. عسكريا .. في ملحمتها القادمة ..
وما زالوا ..يعدون و يقاتلون .. لا يضرهم من خذلهم أو من خالفهم ..
حتى يقاتل آخرهم الدجال ..
لا تسقط الراية من يد أحدهم .. حتى يرفعها أخوه ..
يقتل أحدهم .. فتحيا بمقتله أمة .. حياتهم خير للأمة .. و مقتلهم خير للأمة ..
أينما نظرت ..
في أي جبهة تقام بها راية الجهاد من البوسنة إلى الشيشان إلى كشمير و أندونيسيا حتى العراق ..
وجدتهم .. رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه .. ربما ظهروا جليا من خلال أفراد على رأس القيادة ..
فإذا لم تجدهم في القمة .. وجدتهم في الساقة
وراء الكواليس يديرون أمور الإمداد و التموين و الإتصالات و الدعم اللوجستي المادي والمعنوي
في التحريض و نسف العوائق و تذليل الصعوبات و تمهيد الطرق و حل المعضلات و فتح المضافات.
المجهولون منهم أضعاف المعروفون . لا يعرف أحدهم حتى يقتل أو يؤسر ..
و عندئذ .. يتضح جليا حجم الثغر الذي كان يرابط عليه ..
فيظن الناس أنه آخرهم و خيرتهم .. فإذا الجعبة ما تزال ملأى .. بفضل الله ثم ساحات الجهاد .
هذا الجيل .. كان الأولى بالعلماء و المصلحين و الدعاة من هذه الأمة ..
احتوائه و ادخاره للملمات فهو بحق ذخر الأمة .. و هو سلس القياد سهل الانقياد ..
بدلا من مصادمته و محاولة تهميشه و تحييده و إقصاءه عن المشاركة في طرح رأيه على أقل تقدير
و تجاهل حقه في تقديم اقتراحاته و آرائه في إيجاد حلول لمشاكل الأمة ..
إذا كانت الأمة فعلا تستعد ليوم المواجهة المحتومة.. و ترى الأعداء يحيطون بها من كل جانب
فبأي جيش ستلاقي الأعداء ..و بأي إعداد ؟ ..
إذا لم يكن هذا الجيش الذي ثبت أنه الجيش الذي لا يقهر بإذن الله
و لا يجتث من أصله رغم شدة الضربات التي توجه إليه
و يعود بعد كل ضربة موجعة فيلملم شعثه و يضمد جراحه و ينظم صفوفه ويتشكل ثانية
و يرجع أقوى مما كان و أكثر عددا و عدة .. ليعيد الكرة و يضرب .. و يقاتل ..
قال تعالى : و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ..
إن أهم ما يجب أن تسعى إليه الأمة في هذا الوقت .. هو رص الصفوف و توحيد الجبهة الداخلية
و هذا لا يتم إلا بالإتحاد ..
نعم .. الأمة الآن أحوج ما تكون إلى الإتحاد و جمع قوى الأمة و قدراتها في صف واحد ..
على مختلف مجالاتها و تنوع حقولها .. و اختلاف توجهاتها .. اختلاف التنوع و ليس اختلاف التضاد
و عليها أن تأخذ بأسباب القوة من جميع نواحيها ..
الدينية الإيمانية .. و العسكرية القتالية .. و السياسية الفكرية .. و الإجتماعية التكافلية ..
و لا يستغني بعضها عن بعض ..
هذا ما نقوله و يقوله علماء الأمة وعامتها و كل عاقل .. الإتحاد .. بين جميع القوى ..
نسمعه في المحاضرات و الندوات و الخطب و نقرأه في المقالات و البيانات ..
لقد علمت الأمة إذاً موضع الخلل .. بفضل الله عرفت الداء .. و عرفت الدواء.
لكن .. هل يكفي مجرد المعرفة ؟
ماذا تغني معرفتك للدواء إذا لم تتعاطاه ؟ ..
إذا كنا متفقين على وجوب الإتحاد .. مالنا لا نتحد ؟ ..
مالنا نرى الأمة تأخذ بالإعداد من جوانبه الدينية الإيمانية و السياسية والفكرية و تهمل الجانب العسكري
و هو الذي عناه الله تعالى تحديدا في قوله و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل .
لماذا نغفل هذا الجانب الخطير .. خاصة و أن في الأمة رجال يتقنون هذا الفن
كما يتقن المفكرون الإسلاميون التفكير للإسلام .. أو أكثر
و لماذا تحتوى جميع شرائح الأمة ..و يطرد المجاهدون ؟
و هم يقاتلون باسم الأمة .. و تسفك دماؤهم من أجل الأمة و للدفاع عن حرمات الأمة ..
و بعد أن رأينا بأم أعيننا و على الواقع الحسي المشاهد .. عجز الجيوش النظامية عن حماية حوزة الدين
و عمالتها و خيانتها و سرعة انهيارها و سقوطها و عدم صمودها وقت الجد أمام الأعداء ..
و بعد أن رأينا كذلك .. قوة المجاهدين و قدرتهم على الصمود و المقاومة و القتال و النكاية في الأعداء رغم الطعن في الظهر و رغم قلة الدعم و ضعف الإمدادت
ألا ينبغي على الأمة أن تحتوي و تدعم و تساند و تغذي هذا الجيش المعد و المتمرس الجاهز ليكون ذراعها الضاربة و درعها الحصين يذود عن بيضتها و يحمي حوزتها و يدفع عنها عدوها و يكسر شوكته ..
أنا لا أزعم بعد المجاهدين عن العلماء أو بعد العلماء عن المجاهدين
بل أعلم يقينا أن علاقتهم ببعضهم طيبة جدا .. رغم ما يروج له الذين لا يعقلون ..
و أعلم أن المجاهدين لا يصدرون إلا عن آراء العلماء و فتاواهم و رضاهم
لكن نحتاج لمزيد من التلاحم و الإندماج .. لنكون جسدا واحدا ..
العلم بلا سيف .. قد يضعف عن أداء رسالته
و السيف بلا علم .. قد يجهل رسالته
و كلاهما محتاج للآخر .. فلمصلحة من يقصى المجاهدين عن العلماء و يحذَّر العلماء من المجاهدين ؟
أيها العلماء الأفاضل .. المجاهدون بحاجة إلى علمكم و أنتم بحاجة إلى قوتهم و شوكتهم
فلا يحول بينكم و بينهم الذين لا يعقلون ..
استمعوا لهم و حاوروهم .. و ربّي لن تجدوهم سذجا و لا حمقى و لا قليلي أدب و وعي و إدراك
كما يصورهم الذين لا يعقلون ..
بل عقلاء مؤدبون يحبون العلم و أهله و يتوقون للإنطلاق من تحت عباءة العلماء
المجاهدون يرحبون بالإتحاد .. و ينادون به
و لكن ليس الإتحاد الذي يعني .. إلغاء الآخر
الإتحاد لا يعني الإلغاء ..
الإتحاد يعني التناصر و التعاضد و التكامل ..
خاصة إذا لم يكن هناك تعارض و لا تناقض و لا تضارب بين أعمال المتحدين ..
فعندما ننادي باتحاد الدعاة مع المجاهدين مع العلماء مع المثقفين مع عامة الناس و توحيد جهودهم ..
فهذا لا يعني أننا نطلب من الدعاة أن يتركوا دعوتهم و نشاطهم المبارك و يلحقوا بالمجاهدين
و لا أن يترك العلماء .. تعليمهم و دروسهم إرشادهم و فتاواهم .. و ينفروا للجهاد ..
و لا نطلب من (أصحاب المشاريع) .. أن يتركوا مشاريعهم و ينفروا للقتال ..
و كذلك أيضا .. لا نطلب من المجاهدين أن يتركوا جهادهم و يضعوا سلاحهم .. و يوقفوا القتال
كيف و العدو على الأبواب و قد اقتحم بلاد المسلمين و عاث فيها و عربد.
بل نتكامل .. و نتواصى .. و نتراص .. و يعين بعضنا بعضاً ..
أيها الأحباب .. علماءنا الأفاضل و دعاتنا المباركين .. و مثقفينا و مفكرينا المخلصين
ضعوا أيديكم في أيدينا .. أو اسمحوا لنا أن نضع أيدينا في أيديكم ..
و لنتحد و نوحد الجبهة الداخلية .. قبل فوات الأوان
آخر كلام :
أي فتية أضاعت الأمة .. .. .. ليومِ كريهةٍ و سدادِ ثغرِ
همام....

استقبال مهيب وحزين.....
شاب من شباب الأمة الإسلامية.....
خرج من بلاده من سوريا ......
يسكن قرية حدوديه مع العراق وتغلب عليه لهجة العراقيين....
من عائلة متدينة محافظه .....
ومن قبيلة عربية أصيلة تمتد جذورها في كل الخليج تقريبا.....
انهى الدراسة الثانوية وله قريب يدرس في ايطاليا .....
استطاع قريبه ان يجد له منحة دراسية للقدوم إلى ايطاليا....
وفعلا رتب نفسه واستأذن أهله في السفر فأذنوا لولدهم ....
كانوا فرحين جدا بذهاب ابنهم مثل حزنهم على فراقه ...
نعم ذهب ليدرس الطب ويعود إليهم طبيبا خبيرا له مكانته ووجاهته.....
وصل في عام 1992م إلى ايطاليا ....
وبحكم محافظته الدينية كان يتردد على جامع مدينة ميلانو....
هناك التقى بفضيلة الشيخ أنور شعبان رحمه الله وتقبله....
وكان يستمع باهتمام إلى خطب الشيخ عن الجهاد ومآسي البوسنة والهرسك....
عندها قرر الذهاب إلى البوسنة لنصرة إخوانه هناك....
وفعلا طار الى هناك ويسر الله له الدخول إلى البوسنة عام 1992م....
واستمر مرابطا مجاهدا مصابرا ....
حتى تزوج من امرأة بوسنويه ورزق منها بابناء ....
وكله شوق الى قريته وبلده ووالدته وابوه ...
ولكن سبقت اخباريه الى المخابرات السوريه انه من المجاهدين فطلب بالاسم.....
والدته كانت تتصل به وكلها شوق لرؤية ابنها وزوجة ابنها وابناء ابنها ....
انتهت أحداث البوسنة واخينا صابرا محتسبا أمره إلى الله ...
ذهبت في زيارة الى البوسنة عام 1997م وقدر الله لي ان رأيته في مطار سراييفو....
المطار عباره عن صالة صغيره وواجهتها زجاج بحيث تستطيع رؤية القادم من الطائره .....
رأيته متشبثا بيديه ورجليه وقلبه وبصره على احدى هذه الزجاجات ...
يرقب وكله أمل ان تستطيع والدته الكبيرة من الوصول إليه ...
حيث اتصلت به وأخبرته انها في الطريق إليه ....
رأيته وسلمت عليه وعانقته ودموعه تهطل بغزاره ....
وصدره ينفث الزفرات املا بلقاء والدته الحبيبة....
وما هي الا لحظات حتى حطت طائرة الخطوط الجوية التركية.....
اخذ قلبه يرجف وانا معه وانا اعلم شوق الأم لابنها والابن لامه بعد غيبة وانقطاع......
نزل الركاب من الطائرة الواحد بعد الآخر.....
حتى نزل جميع الركاب ......
نزل طاقم الطائره وصاحبي دمعت عيناه ....
أين أمي؟؟؟؟؟ لم تأتي؟؟؟؟ لعل مكروه حصل لها ؟؟؟....
وبينما هو يسترجع ويذكر الله اذ فتح باب خلفي للطائره وصعد رجل عسكري ....
ومعه عربة واخرج عجوزا طاعنة في السن ووضعها في العربة وانزلها .....
ونحن نشاهد من خلف زجاج المطار .....
صاح صاحبي ..أمي...أمي....الله اكبر ....
انهمرت الدموع الحارة واخذ يركض الى مدخل المطار ....
وصلت أمه الكبيرة في السن ودموعها تنهمر بغزاره .....
سقط الابن الكبير بحضن والدته كطفل ذو عام واحد....
وهو يبكي وهي تبكي وكلنا نبكي وهي تمسح رأسه وتتمتم....
تقول بلهجتها وفطرتها الطيبه....
حرموني منك الله يحرمهم عيشتهم....
والله يا عيني الزاد ماله طعم من دونك.....
والله ياغاتي ماتريقت من يومين وما اكلت ولاحاجه مشتاقه إلك....
غمر المطار حزن عارم ودموع هاطله ....
وحين هم بالتحرك بوالدته الكل فسح له المجال وكأنه رئيس دوله.....
شيعناه الى سيارته واركب والدته وذهبا ......
تذكرت هذا الموقف حين رأيت رابطا في منتدى انا المسلم .....
وفيه قصيده لابنها المأسور بعد رجوعه من الجهاد.....
الله اكبر....
كم من ام تنتظر ابنها على أحر من الجمر .....
كم من ام مكلومة في بلادنا تبكي ابنها ليلا نهارا....
كم من ابن يبكي والدته وهو في كوبا ....
كم من امة مظلومة ترزح تحت وطأة السجون الظالمة .....
آه لو علموا عن الحساب والعقاب لما تجرأوا بسجن هؤلاء الصالحين....
اللهم فك قيد اخواننا المأسورين في كل مكان ....
اللهم فك قيد أسرهم ....
اللهم ردهم سالمين إلى أوطانهم وأهلهم...
اللهم اجمع شملهم بأمهاتهم ...
اللهم اقر عيون الأمهات المكلومات برؤية أبنائهم....
يا ارحم الراحمين....
حمد القطري
شاب من شباب الأمة الإسلامية.....
خرج من بلاده من سوريا ......
يسكن قرية حدوديه مع العراق وتغلب عليه لهجة العراقيين....
من عائلة متدينة محافظه .....
ومن قبيلة عربية أصيلة تمتد جذورها في كل الخليج تقريبا.....
انهى الدراسة الثانوية وله قريب يدرس في ايطاليا .....
استطاع قريبه ان يجد له منحة دراسية للقدوم إلى ايطاليا....
وفعلا رتب نفسه واستأذن أهله في السفر فأذنوا لولدهم ....
كانوا فرحين جدا بذهاب ابنهم مثل حزنهم على فراقه ...
نعم ذهب ليدرس الطب ويعود إليهم طبيبا خبيرا له مكانته ووجاهته.....
وصل في عام 1992م إلى ايطاليا ....
وبحكم محافظته الدينية كان يتردد على جامع مدينة ميلانو....
هناك التقى بفضيلة الشيخ أنور شعبان رحمه الله وتقبله....
وكان يستمع باهتمام إلى خطب الشيخ عن الجهاد ومآسي البوسنة والهرسك....
عندها قرر الذهاب إلى البوسنة لنصرة إخوانه هناك....
وفعلا طار الى هناك ويسر الله له الدخول إلى البوسنة عام 1992م....
واستمر مرابطا مجاهدا مصابرا ....
حتى تزوج من امرأة بوسنويه ورزق منها بابناء ....
وكله شوق الى قريته وبلده ووالدته وابوه ...
ولكن سبقت اخباريه الى المخابرات السوريه انه من المجاهدين فطلب بالاسم.....
والدته كانت تتصل به وكلها شوق لرؤية ابنها وزوجة ابنها وابناء ابنها ....
انتهت أحداث البوسنة واخينا صابرا محتسبا أمره إلى الله ...
ذهبت في زيارة الى البوسنة عام 1997م وقدر الله لي ان رأيته في مطار سراييفو....
المطار عباره عن صالة صغيره وواجهتها زجاج بحيث تستطيع رؤية القادم من الطائره .....
رأيته متشبثا بيديه ورجليه وقلبه وبصره على احدى هذه الزجاجات ...
يرقب وكله أمل ان تستطيع والدته الكبيرة من الوصول إليه ...
حيث اتصلت به وأخبرته انها في الطريق إليه ....
رأيته وسلمت عليه وعانقته ودموعه تهطل بغزاره ....
وصدره ينفث الزفرات املا بلقاء والدته الحبيبة....
وما هي الا لحظات حتى حطت طائرة الخطوط الجوية التركية.....
اخذ قلبه يرجف وانا معه وانا اعلم شوق الأم لابنها والابن لامه بعد غيبة وانقطاع......
نزل الركاب من الطائرة الواحد بعد الآخر.....
حتى نزل جميع الركاب ......
نزل طاقم الطائره وصاحبي دمعت عيناه ....
أين أمي؟؟؟؟؟ لم تأتي؟؟؟؟ لعل مكروه حصل لها ؟؟؟....
وبينما هو يسترجع ويذكر الله اذ فتح باب خلفي للطائره وصعد رجل عسكري ....
ومعه عربة واخرج عجوزا طاعنة في السن ووضعها في العربة وانزلها .....
ونحن نشاهد من خلف زجاج المطار .....
صاح صاحبي ..أمي...أمي....الله اكبر ....
انهمرت الدموع الحارة واخذ يركض الى مدخل المطار ....
وصلت أمه الكبيرة في السن ودموعها تنهمر بغزاره .....
سقط الابن الكبير بحضن والدته كطفل ذو عام واحد....
وهو يبكي وهي تبكي وكلنا نبكي وهي تمسح رأسه وتتمتم....
تقول بلهجتها وفطرتها الطيبه....
حرموني منك الله يحرمهم عيشتهم....
والله يا عيني الزاد ماله طعم من دونك.....
والله ياغاتي ماتريقت من يومين وما اكلت ولاحاجه مشتاقه إلك....
غمر المطار حزن عارم ودموع هاطله ....
وحين هم بالتحرك بوالدته الكل فسح له المجال وكأنه رئيس دوله.....
شيعناه الى سيارته واركب والدته وذهبا ......
تذكرت هذا الموقف حين رأيت رابطا في منتدى انا المسلم .....
وفيه قصيده لابنها المأسور بعد رجوعه من الجهاد.....
الله اكبر....
كم من ام تنتظر ابنها على أحر من الجمر .....
كم من ام مكلومة في بلادنا تبكي ابنها ليلا نهارا....
كم من ابن يبكي والدته وهو في كوبا ....
كم من امة مظلومة ترزح تحت وطأة السجون الظالمة .....
آه لو علموا عن الحساب والعقاب لما تجرأوا بسجن هؤلاء الصالحين....
اللهم فك قيد اخواننا المأسورين في كل مكان ....
اللهم فك قيد أسرهم ....
اللهم ردهم سالمين إلى أوطانهم وأهلهم...
اللهم اجمع شملهم بأمهاتهم ...
اللهم اقر عيون الأمهات المكلومات برؤية أبنائهم....
يا ارحم الراحمين....
حمد القطري
الصفحة الأخيرة
موضوع رائع ومميز ..واصلي اسعدك الله ويسّر لك سبل الخير والرشاد ..
والله الحديث ذو شجون عن الجهاد ..ذروة سنام الدين .. اللهم لا تحرمنا من جهاد وشهادة في سبيلك ..
أشهد الله اني احبك في الله يا اخيّه ..
ننتظر المزيد ..
اختك في الله شهد ..