المشتاقة الى الجنه
وفي اليوم الثالث في القلعة الموافق يوم الاثنين 12 / 9 / 1422 هـ

وجد الشباب خيلاً مقتولة فأخذوا من فخذه وطبخوه على بعض أغصان الشجر ووزعوه على الشباب، طبعاً كان أغلب الإخوان مصابون منهم المكسور والمبطون والمضروب في رأسه فقال الأمير عبدالعزيز النعمان أدخلوا الإخوان الجرحى داخل القبو لشدة البرد عليهم في الخارج، وأما الذين لم يصب من الشباب فإما أن يخرج مع . إخوانه يقاتل وإما أن يبقى مع الجرحى داخل القبو لكي يخدمهم وعلى هذه الحالة

وفي اليوم الرابع يوم الثلاثاء 13 / 9 / 1422 هـ

وفي الليل جاء أمر الله المحتوم فاصطفى كثيراً من الشباب فنزلت قريباً من القبو والأشجار التي حوله طائرات أمريكية تحمل صواريخ موجهه وبدأوا بضرب القبو فقتلوا كثيراً من الشباب الذين كانوا يقاتلون في الخارج وكان بعض الإخوان الجرحى الذين مازالوا في الساحة من بعد الانقلاب في أول يوم ولم يكن الشباب يستطيعون أن يصلوا إليهم لأن الساحة كانت مكشوفة فقُتلوا بسبب القصف، وكانت القذائف التي قصفوا بها عجيبة كانت تحمل مادة تمحي كل شيء حتى الأشجار الكبيرة منها، فكل شيء خارج القبو مًسح تماماً ولم يبق إلا القبو متحصن فيه الشباب الذين بقوا بعد القصف، وقبل الفجر بقليل حاول الشباب أن يجدوا لهم حلاً ومكاناً ليتحصنوا فيه قبل أن يهجم العسكر ويحاصروا الشباب في القبو، ففكروا وفكروا ولم يجدوا حلاً وعندها تذكرنا قول الله تعالى: ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك أًبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ) عندها قام أحد الأسود الفلسطينيين وألقى كلمة رفع بها همم الشباب وحرصهم على القتال وشوقهم إلى الجنان والحور ( طبعاً هو جريح ويخاطب شباباً أغلبهم جرحى ) فالحل الذي وجدوه الشباب أنهم يخرجون في الخارج ويختبئون في مجاري المياة وبعض الغرف المهدمة وينتظروا العسكر حتى يهجوا عليهم.

وفعلاً ففي اليوم الخامس يوم الأربعاء الموافق 14 / 9 / 1422 هـ في الساعة الثامنة صباحاً

دخل العسكر وتقاتل معهم الإخوان والجرحى ولكن مع الآسف الشديد أن الشباب كانوا لا يملكون سوى كلاشين، واحد كان مع أخ في مكان قريب من العسكر فلم يستطيع الشباب أن يحضروه، والثاني بقي مع بعض الشباب وعددهم أربعة ففكروا وقالوا: ما لنا إلا أن ندخل القبو ونبقي هذا السلاح معنا لكي نحرس الشباب فيه، فدخلوا وعندها استطاع العسكر أي يسيطروا على القلعة إلا القبو فكانوا يحضرون من الصباح إلى المغرب ويتجمعون على القبو وبدأوا بقذف القنابل وسكب البنزين ومن دون رحمه لأنهم يرون أن هؤلاء الشباب أغضبوا أمهم أمريكا فهم ينتقمون لها، فتأثر الشباب من القنابل فقُتل كثير من الشباب منها وجُرح الكثير، أما البنزين فلا نعلم أنهم سكبوه إلا إذا سمعنا صوت شيء يسيل أو لمس أحد
الشباب أن الأرض رطبه أو شممنا رائحة فعندها نعلم أنهم سكبوه فيبدأ الشباب بالخروج من الغرفة، بعضهم يحمل أخوه الجريح الذي لا يستطيع أن يمشي ولكن الحمد لله لم يحترق أي أخ من البنزين، وأعيد وأقول لعلك يا أخي القارئ تظن وتشعر أن الشباب في ذلك الوقت مهمومين ومغمومين ولكن صدقني أنه العكس فقد كان الشباب وبكب سكينة وطمأنينة يتضاحكون حتى أنهم إذا رأوا البنزين ينزل يقول بعض الشباب: يا شباب تعالوا هنا نريد مويه يطفيها لنا ويضحك. طبعاً لا يوجد مع الشباب أي قطرة ماء ولكن يقصد ماء البول أكرمكم الله، وعلى هذه الحالة، طبعاً وجوه الشباب أسودت من الدخان الذي يخرج من البنزين ، فكان . الشباب بعضهم يقول: أيه متى تأتيني الحورية وتظمني، يالله كيف بيكون جمالها وبعضهم يقول: متى يأتيني الملك صاحب الوجه الأبيض والثوب الأبيض ويأخذ . روحي ويذهب بها إلى ربي .

وفي يوم الجمعة تقريباً اليوم السابع 16 / 9 / 1422 هـ

كان أحد الشباب أبو حبيب القصيمي ياسر الرميح قد قُتل زميله في أول الأيام نجم الدين، ففي الصباح رآها أبو حبيب في المنام وقال له: كيف حالك يا نجم ؟ قال أنا بخير وعافية وأنت يا أبا حبيب ستزورنا اليوم إن شاء الله وفعلاً، ففي الساعة الثالثة عصراً كان هناك فتحة للهواء في أعلى الجدار فسكب العسكر منها الماء فظن الشباب أنهم سيسكبون قليلاً من الماء ثم يضعون الكهرباء فقام الشباب يودعون بعضهم ويقولون: دقائق يا شباب وثم نجتمع في جنة الخلد فمنهم من قام وشرب الماء وارتوى وتوضأ وبدأ يصلي ويقول: أقاتل وأنا أصلي، ومنهم من استلقى على ظهره وقال: ما أشد لسعة الكهرباء أريدها أن تقتلني بسرعة لذلك استلقيت على ظهري، ولكن الماء لم يتوقف فبدأ يرتفع إلى الساق ثم إلى الركبة ثم إلى أعلى ولم يأتي الكهرباء ولكن في الحقيقة لم يكن هناك كهرباء ولا شيء كانت خطتهم أنهم يسكبون الماء حتى يصل إلى حد البطن وبهذه الطريقة لا يستطيع الشباب البقاء في الماء لبرودته ولأنهم لم يأكلوا فلن يستطيعوا الوقوف ولن يستطيعوا أن يروا أنفسهم في الماء فيقتلوا أنفسهم فبدأ الماء يرتفع حتى وصل إلى حد الصدر فلا أستطيع أن أصف لكم كيف كان الموقف، كانت الجثث تطفح على الماء والمكان مظلم جداً وأكثر الشباب جرحى لا يستطيعون الوقوف فكانت هذه هي البشرى التي بشر بها أخونا نجم الدين لأخينا أبو حبيب القصيمي
فقد كان مصاب فحمله أحد الشباب وعندها بدأ يكلم الشباب ويقول: يا شباب هل تعرفون سكرات الموت؟ ولسان حاله يقول: أين سكرت الموت التي نسمع عنها ؟
ثم سقط في الماء، وكان سقوطه في آخر ساعة من يوم الجمعة في 16 رمضان . سقط غريقاً فيالها من كرامات ويا لها من شهادات .

كرامات :
عندما حُوصر الشباب في القبو لم يكن هناك معهم سوى كلاشن معطل وقديم جداً فنظر يا أخي الحبيب شباب بكلاشن معطل يواجهون أمريكا وأذنابها مع القصف الشديد والدبابات والجنود المسلحين كل هذا مقابل كلاشن معطل فما بالك لو كان معنا . الجزء اليسير من الأسلحة التي مع عبّاد الصليب ولكن معنا قوة الله جل جلاله .
عندما كان الشباب مقيدين كان أحد قادة دوستم يضرب الشباب كثيراً وعندما هاجم الشباب على المعسكر أًصيب هذا القائد وسقط في حفرة فهجم عليه الشباب وضربوه وأخذا بثأرهم منه حتى في رأسه ووجهه مملوءاً بالدماء وبعض الشباب معه ظرف فارغ لطلقة الديشكا ويقطع عروقة التي في حلقة فالحمد لله الذي مكن جنود الله . من عدو الله .
ومن هذه الكرامات أن العسكر عندما كانوا يسكبون البنزين ويشعلونه كان الدخان يكتم الشباب فأخذ الشباب لحافاً ( أسمه بتو ) ووضعوه على الفتحة وكان اللحاف يشرب البنزين فإذا أشعلوه كان الدخان يخرج إلى الخارج فانظر حتى البتو اللحاف يدافع عن المجاهدين .
عندما سيطر الشباب على القبو تسلل أحد العسكر إلى داخل القبو وأراد أن يضع شريحة لكي يقصف الأمريكان الموقع جيداً فقبض عليه الشباب وضربوه ونكّلوا . به فأعترف أنه جاسوس فكان جزاؤه طلقات في جسده ثم كانت آخر محاوله لهم وهي أنهم سكبوا الماء علينا حتى وصل الماء إلى الترقوة حتى سقط إخوة كثيرين لم يستطيعوا أن يقفوا في الماء على أقدامهم فسقطوا وغرقوا في الماء وبعدها بدأ الماء ينزل قليلاً قليلاً علماً أنه لا يوجد أي فتحات جانبية أو أرضية للقبو ، ولكن حكمه الله ورحمته بنا ، كان بعض الشباب يريد الاستمرار في القتال ولكن الإخوة تعبوا كثيراً فقرروا الاستسلام ثم أخذونا من القلعة من مدينة مزار الشريف إلى سجن في مدينة ثانية غير مزار الشريف

إلى هنا انتهت القصة والحمد لله رب العالمين
وهاهي قصة مذبحة قلعة جانجي الشهيرة التي سطر فيها المجاهدون أروع الأمثلة في التضحية والبذل والعطاء والصدق مع الله ، وأن هذه القلعة القليل من الشباب الذين نجوا منها وأستطاع أن يروي لكم قصصها المؤثرة منهم الأخ المجاهد عبدالهادي العراقي الذي لم يكن معنا في القلعة بخلاف صاحب هذه القصة الذي عشتها وتذوقت مرارتها وحزنها ، الله يا حي يا قوم تقبل من شهدائنا وأغفر لنا ولم وألحقنا . بهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وهؤلاء الشباب الآن أغلبهم في سجن غوانتانامو في كوبا ، حيث أني تابعت أخبارهم . ووجدت أسمائهم نسأل الله أن يفك أسرهم وأن يرد كيد الكافرين إلى نحورهم وإن شاء الله سوف أرسل لكم أسماء المجاهدين الشهداء في قلعة جانجي وكناهم وأسم مدينتهم بإذن الله .

اللهم هذا جهد مقل من عبدك الفقير إليك أبو سليمان الفارسي اللهم إن كنا قد أصبنا فمن نعمتك علينا وإن أخطاءنا فمن أنفسنا والشيطان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .

أخوكم / أبو سليمان الفارسي
شاهد على مذبحة الأسرى في قلعة جانجي
__________________
عيون عموري
عيون عموري
اختي الغاليه المشتاقه للجنه نظر الله عيونك وعيوننا برؤيتها بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع
والله كم تشرق النفس فرحا وارتياحا عند قراءة هذه القصص الرائعة على طول حطيتها في المفضله حتى استمتع بها
وياليت لو تقدرين تجيبين لنا من قصص المجاهدين في الشيشان امثال خطاب وابو الوليد لأننا تابعنا لهم بعض الاشرطه فيها تحركاتهم وتعاونهم وجهادهم واسمحيلي ان اكتب هنا مااستطيع من مما رأيت وحتى ذلك الحين لي عوده ان شاء الله ....