


شكرا غاليتي
فلقد خططتى دررا ... اشرق نورها في نفوسنا
ما اجملها من حياه
قوم باعو ارواحهم لله
ان لله عبادا فطنا
تركو الدنيا وعافو الفتنا
نظرو فيها فلما ادركو
انها ليست لحي سكنا
جعلوها لجه واتخذو
صالح الاعمال فيها سفنا
فلقد خططتى دررا ... اشرق نورها في نفوسنا
ما اجملها من حياه
قوم باعو ارواحهم لله
ان لله عبادا فطنا
تركو الدنيا وعافو الفتنا
نظرو فيها فلما ادركو
انها ليست لحي سكنا
جعلوها لجه واتخذو
صالح الاعمال فيها سفنا

قصة المجاهدين الأسرى والشهداء كاملة في قلعة جانجي بمزار الشريف
رواية أكثر تفصيلا كما عاشها / الأخ أبو سليمان الفارسي
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم أجمعين وبعد .
إلى إخواننا المسلمين في كل مكان أكتب لكم هذه القصة والمأساة التي عشتها منذ سنتين وفي الحقيقة أنني أعتذر لكم على تأخيري في نشرها حيث أني بعد أن خرجت من قلعة جانجي وذهبت إلى المستشفى لأتعالج استطعت أن أهرب من المستشفى مقابل مبلغ من المال حتى خرجت إلى حدود أفغانستان وقد استطعت أن أهرب وأدخل إلى أحد الدول المجاورة حيث أن الإصابة كانت بليغة فمكثت في أحد البيوتالأفغان على الحدود لإتعالج هناك وكان الأفغاني يشتري لي الدواء ويأتي لي بالطبيب في بيته لكي يعالجني المهم بعد أن تحسنت حالتي ذهبت إلى خارج أفغانستان وكنت أتابع أخبار الأخوة مع بعض العرب الذين كانوا مثلي هاربون من أفغانستان فكتبت لهم قصة القلعة على أن يرسلوها عن طريق الإنترنت ثم خرجت بعد ما أعطوني الشباب المال لكي أذهب للعراق للدفاع عن إخواننا المسلمين ودخلت بعد عيد الفطر وإن شاء الله أن القصة تصلكم قريباً على صفحات الإنترنت . أخوكم / أبو سليمان الفارسى .
قبل أحداث سبتمبر رأى أحد الشباب الأفغان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمروعثمان وعلي رضي الله عنهم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنهlأذهب إلى منطقة كذا ، وقال لعمر رضي الله عنه أذهب إلى منطقة كذا ، وقال لعثمان وعلي رضي الله عنهما كذلك ، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد الأخ الأفغاني وقال له هيا بنا إلى الشمال . ففُسرت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثال ثم الأمثال .) وبعد أحداث سبتمبر بدأ الأمريكان بالقصف على أفغانستان, ثم الشمال حاولوا إسقاط الخط لكن لم يستطيعوا فبدأوا بالهجوم على مركز الباكستانيين، المخالفين من الأسفل والأمريكان يقصفون من فوق بدأوا بعد الظهر إلى قبل المغرب تقريباً : وأخذوا مراكز الباكستانيين بعد أن قتلوا بعض الأخوان منهم حيدر المكي صاحب النظارة المشهورة بقصيدته طلع كرت البعير ) ( وأبو الحسن الأبيني من طالبان تقريباً لمده نصف ساعة فأعادوا 100 ) وعلى هذا الحال إلى أن حضر المركز .
وفي اليوم الثاني وفي الساعة الحادية عشر ظهراً سقطت منطقة طلقان وحاول الأعداء محاصرة الشباب في منطقتهم ( خواجة غار ) وفي الساعة الخامسة ومع آذان المغرب هـ . فتحرك 25 / 8 / 1422 جاء الأمر بالانسحاب إلى قندوز وكان ذلك بتاريخ الشباب منهم في السيارات ومنهم على الأقدام ، فبدأت المسيرة وأضطر الشباب للانحياز إلى الجبال العالية ومنهم من يتدحرج ومنهم من ألقى سلاحه وجعبته في البرد الشديد وأصوات الدبابات تمر من جانبهم والطائرات من فوقهم ، وبعدها سار الشباب إلى قندوز منهم من وصل بعد يوم ونصف ومنهم بعد ثلاثة أيام ووقعت . بعض الإشتباكات وبعض الكرامات .
الكرامات :
25 أخ تقدموا مع غريب الصنعاني ليحضروا السيارات لنقل الشباب إلى قندوز لكن أخطأوا في جهة الطريق ولم يكن معهم لا أكل ولا ماء، فوجدوا وهم في وسط التلال البعيدة عن المدن والقرى وجدوا حماراً ومعه خبزاً وماءً كثير، ولم يكن هناك راعي أ وأي شخص، وهذه القصة استحلفت فيها أحد الذين كانوا معهم وهو نجم الدين اليمني ( ابن الصامت رحمه الله ) وقال لي: نعم هذه القصة صحيحة، وأكل الشباب في هذه المسيرة العشب والطين، ووجدوا بعض السيارات القديمة جداً فقطعوا أنابيب الرديتر وشربوا إلى أن جاءهم الفرج وأستطاع الشباب أن يعرفوا موقعهم. اهـ
فبعد 28 / 8 / 1422هـ إلى 1/ 9 / 1422 هـ ثم أخذوهم إلى قندوز هذا وقع من الوصول إلى قندوز كانت محاصرة أفراد دوستم من جه وأفراد مسعود من جه ، والأمريكان كان يقصفون على البيوت والأسواق ومكان تجمع الناس لكي يجبروا الناس على إخراج العرب وكان الأمريكان يرسلون أوراقاً فيها صور الشيخ أسامة بن لادن ومعه العرب ويكتبون فيها بالبشتون : نحن الأمريكان لا نريدكم يا أفغان فقط نحن نريد العرب فإذا أخرجتم العرب فأنتم أصدقائنا ومن هذا الكلام . لكن الشعب الأفغاني في قندوز رفضوا هذا الكلام وقالوا: لن نسلم أي عربي مجاهد. فإن بعض الشباب العرب إذا خرجوا لسوق لكي يشتري بعض الأغراض فإذا عرف البائع أن هذا عربي رفض أن يأخذ الأموال ويقول: أجعلها صدقة في سبيل الله. مع أنهم من أحوج الناس لها، وبعضهم إذا عرفوا أنه عربي حن عليه وقال له: أنتم مساكين يا عرب مطاردين في كل مكان لأنكم تجاهدون أعداء الله ولكن كما تراني إني شيخ كبير فالسن لا أستطيع مساعدتكم ولكن خذ هذه الأموال واجعلوها في . سبيل الله
اليوم السادس من القصف الشديد
أحتار الطلبة ماذا يفعلون لأنهم محاصرون من جهتين كما ذكرنا سابقاً، فاضطروا إلى أن يعاقدوا مع دوستم بواسطة قائد بشتوني كان مع الطالبان وتركهم وذهب عند دوستم وكان متعاطفاً مع طالبان فتعاقدوا على أن يمر الطلبة من قندوز إلى مزار الشريف وكان مزار مع دوستم وذهبوا إلى مدينة هرات وكانت مع الطلبة قبل أن تسقط فوافق دوستم بشروط منها: أن يترك الطالبان مدينة قندوز لدوستم ولا يأخذها أفراد مسعود وأيضاً أن يمر فقط الأفغان والباكستانيين والأوزبك أما العرب فلا فقال الطلبة: ليس عندنا أي عربي، فقال دوستم: إذاً لا بأس فكانت خطة الطلبة أن يمر العرب مع أول دفعة لكونها بعيده عن الشبهة وأن يغير العرب أشكالهم ويقلدوا أشكال الأفغان بالباس والعمايم ويحلقوا رؤوسهم ويجعلوا
: في كل شاحنة نصفها عرب ونصفها الذي بجانب الباب أفغان ومن شروط الطالبان أن يحمل المارون أسلحتهم الشخصية ويتركوا الأسلحة الثقيلة في مدينة قندوز ليأخذها دوستم، فأنطلق الشباب إلى مزار الشريف بعد المغرب يوم الجمعة الموافق هـ مشياً على الأقدام حتى وصلنا إلى القلعة، أي مكثنا تسعة 9 / 9 / 1422 أيام في قندوز. ولكن سنة المنافقين ومكرهم للمؤمنين فالمنافقين كما تعلمون آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم وحلفائه من بعده وإلى هذه الساعة وهم العدو الأول للمؤمنين فالذي حصل أن بعض المنافقين قاتلهم الله أخبروا دوستم أن هذه الشاحنة فيها عرب، فدوستم سكت حتى وصل الشباب إلى مدينة مزار الشريف فقال الثعلب المكار الخائن دوستم: إنني ما زلت على عهدي معكم ولكن عددكم
كبير وأنا أخاف أنكم إذا دخلتم المدينة تعملوا انقلاباً وتأخذوها وأنا لا آمنكم، فطلب من الشباب أن يسلموا أسلحتهم حتى يخرجوا من مزار الشريف ثم يعيدها لهم، طبعاً هو لم يتكلم عن العرب حتى الآن فرفض الطلبة هذه الفكرة، ولكن احتاروا وقالوا: إذا نحن لم ننفّذ طلبات دوستم سيقطع علينا الطريق وهناك الألوف من الطلبة سيمرون من هذا الطريق فانخدعوا بكلام دوستم، وطلبوا من العرب أن يسلموا أسلحتهم فرفض العرب هذا الكلام ودامت المفاوضات من الساعة الثالثة فجراً إلى الساعة الثانية عشر ظهراً، وبعدها قال أمير العرب سلموا
أسلحتكم ولكن طلب من البعض أن يجعلوا معهم القنابل فسلموا الأسلحة إلا بعض القنابل وكنا نرى في وجوه العسكر الخيانة، وبعد أن سلم الشباب الأسلحة مرت طائرة أمريكية فوق الشباب ووضعت علامة دائرة على شكل سحابة بمعنى أنكم محاصرون وفعلاً كان الشباب محاصرون في ذلك المكان، فتحركوا أمامنا وسيارات الشباب خلفهم، وقد كنا نرى الدبابات وآلاف الجنود ينتشرون حولنا على رؤوس التلال فتحرك الشباب إلى داخل مزار الشريف وكان الناس بانتظارهم بالصراخ و النياح ينوحون كالكلاب لفرحتهم بتسليم الشباب أنفسهم، طبعاً الشباب ليسوا متأكدين حتى الآن بالخيانة، وبعدها أدخلوا الشباب في القلعة قُبيل المغرب، لها بوابات كبيرة وجدرانها عالية جداً فلما أدخلونا وأوقفوا الشاحنات عرفوا الشباب أنها
خيانة بعد أن رأوا بعض الأمريكان المدنيين المخابرات فبدأوا بإنزال الشباب وتفتيشهم، طبعاً كانت فكرة أخونا غريب الصائبة عندما طلب من بعض الشباب أن يبقوا القنابل معهم، فتشاور الشباب بينهم ماذا يفعلون وعندها سمعنا صوت صاعقة القنبلة يضرب ( يعني بعد أربع ثواني ستنفجر قنبلة ) لكن أين هي ؟ لا أعلم، فانفجرت بعيداً عنا، فتحها أبو أحمد السوداني فذهب هو وقائد كبير من قادة دوستم كان هذا القائد مطلوب عند الطالبان منذ زمن بعيد لأنه قتل كثير من الطلبة فجاء حظ أبو أحمد السوداني، فرأيناهم يبكون عليه ويصيحون وهو يرفس كالبعير ومات لا رحمه الله، وبعدها أدخلوا الشباب في غرفة تحت الأرض ( القبو )
الليلة الأولى :
كان مع أحد الشباب قنبلة في قذيفة يارجاك ، فنفجرت منه من دون عمد فقُتل هو وباكستاني وحكيم التعزي المدرب مقاتل ، وفي نفس الليلة تكلموا مع الشباب وقالوا لهم لماذا تقتلون أنفسكم نحن بيننا وبينكم عهد أنتم ستخرجون غداً إلى هرات ، فقط أنتم هنا لتفتيش من مصدق ومن مكذب ، هـ وفي الصباح الباكر 10 / 9 / 1422 وفي يوم السبت بدأوا بإخراج الشباب أثنين أثنين ، طبعاً كانوا يأخذون الأخ أمام الشباب ويفتشونه أمام الشباب تفتيشاً بسيطاً ، ثم يأخذونه بكل احترام ويًخرجونه إلى الخارج ، طبعاً الشباب في الداخل لا يعرفون ماذا يحدث في الخارج فقط يرون أخوهم يخرج من عندهم بكل أدبٍ واحترام ولكن في الخارج فلا يعلم إلى الله ، فالذي كان يحدث في الخارج أن الأخ عندما يخرج من الباب ويغيب عن أنظار الشباب يهجم عليه خمسة قرود ( جنود دوستم ) ويضربونه ويخلعون منه كل شيء إلا ملابسه الساترة فقد ( يعني السروال الأفغاني والثوب الذي عليه ) ويقيدونه مع يده من الخلف حتى أن بعض العسكر كانوا يأخذون حذاء الأخ ويلبسها أمامه يعني حرامي عيني عينك ، يخرجونهم من القبو إلى الساحة الخارجية داخل القلة ، وعلى هذا الحال إلى أن أخرجوا أغلب الشباب ولكن الأسود الأوزبكية كانت تشم رائحة الخيانة من أول لحظة ولكنهم لم يتكلموا ويخالفوا الأفغان العرب . لتوحيد الكلمة وترك الفرقة ففي الساعة التاسعة في نفس اليوم رأى أحد الشباب الأزوبك أن الأوزبكيين تجمعوا عند أميرهم وتبايعوا على الموت طبعاً هذه الرواية حقيقة وليست في المنام، فعندما كنا في الخارج مقيدين كان تقريباً ما يقارب أربع مائة شخص مقيدين عرب وباكستانيين ، والأوزبك كانوا قليلين لأنهم لم يخرجوا حتى الآن ، وكان هناك اثنين من المخابرات الأمريكية أحدهم قائد كبير يسمى ثعلب أفغانستان وفي الساعة الواحدة تقريباً بعد الظهر فجاءة سمعنا صوت القنابل والتكبيرات من جهة القبو وبعدها رأينا إخواننا الأوزبك قد هجموا بعد أن قتلوا عسكرياً دوستمياً وأخذوا سلاحه وبتوفيق الله استطاعوا أن يقتلوا منهم الكثير والكثير وأما الشباب المقيدين في الساحة فبعد أن رأوا إخوانهم قد هجموا بدأ كل أخ يفك قيد أخوه لأن القيود من الحبال والعمائم، واتفقنا على أن نقوم قومه رجل واحد فقمنا وكبرنا، علماً أنه لا يوجد لدينا طلقة واحدة وكان في القلعة مخازن للأسلحة من عهد طالبان فأخذنا الأسلحة، وبعدا هجم الشباب الذين في الساحة على العسكر، وكنا نرى بطولات مشرفة والله فأخونا المثنى الحربي ( شاب صغير في السن ) هجم على جندي والجندي موجه عليه السلاح وهو يهجم عليه فقتلوه قتلهم الله، وأخونا طلحة المكي أيضاً هجم على عسكري وهو مقيد والعسكري معه سلاحه فقتله قتله الله، وأحد الإخوان أبو العطاء اليمني ( طالب علم يركب على الخيل ) كان موجوداً في القلعة فهجم بالخيل على الجنود فقتلوه وغيرها من القصص، وبعدها تجمع العسكر على جدار القلعة وكلهم يحملون الرشاشات الأر بي جي والكلاشين وغيرها وبدأوا بالرماية على الشباب فحصلت مجزرة عظيمة قُتل فيها الكثيرون من الأخوان ولكن بفضل الله الشباب استطاعوا أن يسيطروا على القبو وما حوله من الغرف وساعدهم من بعد الله سبحانه وتعالى الأشجار الطويلة والكثيفة ووجدوا ومدفع هاون وذخيرة تكفي لمدة شهر، فنصب الشباب BM مخزناً فيه دشكا وسبطانه الديشكا أمام بوابة القلعة وأي عسكري يفكر فقط، أقول يفكر فقط أنه يقترب فوضعوها أمام البوابة أيضاً BM من عند الباب يمسحه الشباب مسحاً وأما الــ لإن الشباب سمعوا أصوات دبابات قادمة تريد الدخول من البوابة فكان الشباب BM BM يرمون بالـ لكي يخيفوا الدبابات فلا تدخل، وبفضل الله ثم بفضل الـأحرق الشباب سيارة جيب كانت لصليب الأحمر أقصد لصليب الأسود، وفي العصر بدأ القصف الأمريكي علينا وجرح كثير من الأخوة من جراء القصف وطلقات النار من قبل العدو حتى المغرب، وبعد ذلك أخذ الشباب الجرحى ورجعوا إلى القبو لأن المكان شبه مكشوف عليهم ولا يستطيعون المواجهة وهم على ذلك، فازداد عدد الجرحى ولكن في خضم هذه المأساة وفي مواجهة الطيران الأمريكي والجيش الدوستمي ظهرت آيات الله وظهرت معادن الرجال، فما أن فك الأسود تلك الأربطة إلا علت التكبيرات وتلقى العدو دروساً لن ينساها من فتية آمنوا بربهم، فهم صغار في الأعمار كبار في الأعمال، نعم والله لقد رأينا الشجاعة والبسالة من أُناس لم نحسب لهم حساب أخذ الأسود يواجهون هذه القوى بقوة الله ثم ببعض الأسلحة الثقيلة التي تكبد العدو منها خسائر فادحة، استمر المجاهدون في المحاولة لفك هذا الحصار ولكن المشكلة أننا في منطقة مسوّرة ولو كنا في غير هذا لأستطاع المجاهدون فك هذا الحصار. وحاول العدو أن يعيدوا السيطرة على المكان لكن بفضل الله حل الظلام فلم يستطيعوا ، وفي الليل رتب الشباب أوضاعهم وتقسموا مجموعات والباكستانيين والأوزبك كل منهم تجمعوا على أميرهم وهم تحت إمره أخينا عبدالعزيز النعمان يمني لأن أخونا غريب قُتل في أول الإشتباكات جاءته قذيفة آر بي جي وقتلته رحمه الله
رواية أكثر تفصيلا كما عاشها / الأخ أبو سليمان الفارسي
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم أجمعين وبعد .
إلى إخواننا المسلمين في كل مكان أكتب لكم هذه القصة والمأساة التي عشتها منذ سنتين وفي الحقيقة أنني أعتذر لكم على تأخيري في نشرها حيث أني بعد أن خرجت من قلعة جانجي وذهبت إلى المستشفى لأتعالج استطعت أن أهرب من المستشفى مقابل مبلغ من المال حتى خرجت إلى حدود أفغانستان وقد استطعت أن أهرب وأدخل إلى أحد الدول المجاورة حيث أن الإصابة كانت بليغة فمكثت في أحد البيوتالأفغان على الحدود لإتعالج هناك وكان الأفغاني يشتري لي الدواء ويأتي لي بالطبيب في بيته لكي يعالجني المهم بعد أن تحسنت حالتي ذهبت إلى خارج أفغانستان وكنت أتابع أخبار الأخوة مع بعض العرب الذين كانوا مثلي هاربون من أفغانستان فكتبت لهم قصة القلعة على أن يرسلوها عن طريق الإنترنت ثم خرجت بعد ما أعطوني الشباب المال لكي أذهب للعراق للدفاع عن إخواننا المسلمين ودخلت بعد عيد الفطر وإن شاء الله أن القصة تصلكم قريباً على صفحات الإنترنت . أخوكم / أبو سليمان الفارسى .
قبل أحداث سبتمبر رأى أحد الشباب الأفغان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمروعثمان وعلي رضي الله عنهم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنهlأذهب إلى منطقة كذا ، وقال لعمر رضي الله عنه أذهب إلى منطقة كذا ، وقال لعثمان وعلي رضي الله عنهما كذلك ، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد الأخ الأفغاني وقال له هيا بنا إلى الشمال . ففُسرت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثال ثم الأمثال .) وبعد أحداث سبتمبر بدأ الأمريكان بالقصف على أفغانستان, ثم الشمال حاولوا إسقاط الخط لكن لم يستطيعوا فبدأوا بالهجوم على مركز الباكستانيين، المخالفين من الأسفل والأمريكان يقصفون من فوق بدأوا بعد الظهر إلى قبل المغرب تقريباً : وأخذوا مراكز الباكستانيين بعد أن قتلوا بعض الأخوان منهم حيدر المكي صاحب النظارة المشهورة بقصيدته طلع كرت البعير ) ( وأبو الحسن الأبيني من طالبان تقريباً لمده نصف ساعة فأعادوا 100 ) وعلى هذا الحال إلى أن حضر المركز .
وفي اليوم الثاني وفي الساعة الحادية عشر ظهراً سقطت منطقة طلقان وحاول الأعداء محاصرة الشباب في منطقتهم ( خواجة غار ) وفي الساعة الخامسة ومع آذان المغرب هـ . فتحرك 25 / 8 / 1422 جاء الأمر بالانسحاب إلى قندوز وكان ذلك بتاريخ الشباب منهم في السيارات ومنهم على الأقدام ، فبدأت المسيرة وأضطر الشباب للانحياز إلى الجبال العالية ومنهم من يتدحرج ومنهم من ألقى سلاحه وجعبته في البرد الشديد وأصوات الدبابات تمر من جانبهم والطائرات من فوقهم ، وبعدها سار الشباب إلى قندوز منهم من وصل بعد يوم ونصف ومنهم بعد ثلاثة أيام ووقعت . بعض الإشتباكات وبعض الكرامات .
الكرامات :
25 أخ تقدموا مع غريب الصنعاني ليحضروا السيارات لنقل الشباب إلى قندوز لكن أخطأوا في جهة الطريق ولم يكن معهم لا أكل ولا ماء، فوجدوا وهم في وسط التلال البعيدة عن المدن والقرى وجدوا حماراً ومعه خبزاً وماءً كثير، ولم يكن هناك راعي أ وأي شخص، وهذه القصة استحلفت فيها أحد الذين كانوا معهم وهو نجم الدين اليمني ( ابن الصامت رحمه الله ) وقال لي: نعم هذه القصة صحيحة، وأكل الشباب في هذه المسيرة العشب والطين، ووجدوا بعض السيارات القديمة جداً فقطعوا أنابيب الرديتر وشربوا إلى أن جاءهم الفرج وأستطاع الشباب أن يعرفوا موقعهم. اهـ
فبعد 28 / 8 / 1422هـ إلى 1/ 9 / 1422 هـ ثم أخذوهم إلى قندوز هذا وقع من الوصول إلى قندوز كانت محاصرة أفراد دوستم من جه وأفراد مسعود من جه ، والأمريكان كان يقصفون على البيوت والأسواق ومكان تجمع الناس لكي يجبروا الناس على إخراج العرب وكان الأمريكان يرسلون أوراقاً فيها صور الشيخ أسامة بن لادن ومعه العرب ويكتبون فيها بالبشتون : نحن الأمريكان لا نريدكم يا أفغان فقط نحن نريد العرب فإذا أخرجتم العرب فأنتم أصدقائنا ومن هذا الكلام . لكن الشعب الأفغاني في قندوز رفضوا هذا الكلام وقالوا: لن نسلم أي عربي مجاهد. فإن بعض الشباب العرب إذا خرجوا لسوق لكي يشتري بعض الأغراض فإذا عرف البائع أن هذا عربي رفض أن يأخذ الأموال ويقول: أجعلها صدقة في سبيل الله. مع أنهم من أحوج الناس لها، وبعضهم إذا عرفوا أنه عربي حن عليه وقال له: أنتم مساكين يا عرب مطاردين في كل مكان لأنكم تجاهدون أعداء الله ولكن كما تراني إني شيخ كبير فالسن لا أستطيع مساعدتكم ولكن خذ هذه الأموال واجعلوها في . سبيل الله
اليوم السادس من القصف الشديد
أحتار الطلبة ماذا يفعلون لأنهم محاصرون من جهتين كما ذكرنا سابقاً، فاضطروا إلى أن يعاقدوا مع دوستم بواسطة قائد بشتوني كان مع الطالبان وتركهم وذهب عند دوستم وكان متعاطفاً مع طالبان فتعاقدوا على أن يمر الطلبة من قندوز إلى مزار الشريف وكان مزار مع دوستم وذهبوا إلى مدينة هرات وكانت مع الطلبة قبل أن تسقط فوافق دوستم بشروط منها: أن يترك الطالبان مدينة قندوز لدوستم ولا يأخذها أفراد مسعود وأيضاً أن يمر فقط الأفغان والباكستانيين والأوزبك أما العرب فلا فقال الطلبة: ليس عندنا أي عربي، فقال دوستم: إذاً لا بأس فكانت خطة الطلبة أن يمر العرب مع أول دفعة لكونها بعيده عن الشبهة وأن يغير العرب أشكالهم ويقلدوا أشكال الأفغان بالباس والعمايم ويحلقوا رؤوسهم ويجعلوا
: في كل شاحنة نصفها عرب ونصفها الذي بجانب الباب أفغان ومن شروط الطالبان أن يحمل المارون أسلحتهم الشخصية ويتركوا الأسلحة الثقيلة في مدينة قندوز ليأخذها دوستم، فأنطلق الشباب إلى مزار الشريف بعد المغرب يوم الجمعة الموافق هـ مشياً على الأقدام حتى وصلنا إلى القلعة، أي مكثنا تسعة 9 / 9 / 1422 أيام في قندوز. ولكن سنة المنافقين ومكرهم للمؤمنين فالمنافقين كما تعلمون آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم وحلفائه من بعده وإلى هذه الساعة وهم العدو الأول للمؤمنين فالذي حصل أن بعض المنافقين قاتلهم الله أخبروا دوستم أن هذه الشاحنة فيها عرب، فدوستم سكت حتى وصل الشباب إلى مدينة مزار الشريف فقال الثعلب المكار الخائن دوستم: إنني ما زلت على عهدي معكم ولكن عددكم
كبير وأنا أخاف أنكم إذا دخلتم المدينة تعملوا انقلاباً وتأخذوها وأنا لا آمنكم، فطلب من الشباب أن يسلموا أسلحتهم حتى يخرجوا من مزار الشريف ثم يعيدها لهم، طبعاً هو لم يتكلم عن العرب حتى الآن فرفض الطلبة هذه الفكرة، ولكن احتاروا وقالوا: إذا نحن لم ننفّذ طلبات دوستم سيقطع علينا الطريق وهناك الألوف من الطلبة سيمرون من هذا الطريق فانخدعوا بكلام دوستم، وطلبوا من العرب أن يسلموا أسلحتهم فرفض العرب هذا الكلام ودامت المفاوضات من الساعة الثالثة فجراً إلى الساعة الثانية عشر ظهراً، وبعدها قال أمير العرب سلموا
أسلحتكم ولكن طلب من البعض أن يجعلوا معهم القنابل فسلموا الأسلحة إلا بعض القنابل وكنا نرى في وجوه العسكر الخيانة، وبعد أن سلم الشباب الأسلحة مرت طائرة أمريكية فوق الشباب ووضعت علامة دائرة على شكل سحابة بمعنى أنكم محاصرون وفعلاً كان الشباب محاصرون في ذلك المكان، فتحركوا أمامنا وسيارات الشباب خلفهم، وقد كنا نرى الدبابات وآلاف الجنود ينتشرون حولنا على رؤوس التلال فتحرك الشباب إلى داخل مزار الشريف وكان الناس بانتظارهم بالصراخ و النياح ينوحون كالكلاب لفرحتهم بتسليم الشباب أنفسهم، طبعاً الشباب ليسوا متأكدين حتى الآن بالخيانة، وبعدها أدخلوا الشباب في القلعة قُبيل المغرب، لها بوابات كبيرة وجدرانها عالية جداً فلما أدخلونا وأوقفوا الشاحنات عرفوا الشباب أنها
خيانة بعد أن رأوا بعض الأمريكان المدنيين المخابرات فبدأوا بإنزال الشباب وتفتيشهم، طبعاً كانت فكرة أخونا غريب الصائبة عندما طلب من بعض الشباب أن يبقوا القنابل معهم، فتشاور الشباب بينهم ماذا يفعلون وعندها سمعنا صوت صاعقة القنبلة يضرب ( يعني بعد أربع ثواني ستنفجر قنبلة ) لكن أين هي ؟ لا أعلم، فانفجرت بعيداً عنا، فتحها أبو أحمد السوداني فذهب هو وقائد كبير من قادة دوستم كان هذا القائد مطلوب عند الطالبان منذ زمن بعيد لأنه قتل كثير من الطلبة فجاء حظ أبو أحمد السوداني، فرأيناهم يبكون عليه ويصيحون وهو يرفس كالبعير ومات لا رحمه الله، وبعدها أدخلوا الشباب في غرفة تحت الأرض ( القبو )
الليلة الأولى :
كان مع أحد الشباب قنبلة في قذيفة يارجاك ، فنفجرت منه من دون عمد فقُتل هو وباكستاني وحكيم التعزي المدرب مقاتل ، وفي نفس الليلة تكلموا مع الشباب وقالوا لهم لماذا تقتلون أنفسكم نحن بيننا وبينكم عهد أنتم ستخرجون غداً إلى هرات ، فقط أنتم هنا لتفتيش من مصدق ومن مكذب ، هـ وفي الصباح الباكر 10 / 9 / 1422 وفي يوم السبت بدأوا بإخراج الشباب أثنين أثنين ، طبعاً كانوا يأخذون الأخ أمام الشباب ويفتشونه أمام الشباب تفتيشاً بسيطاً ، ثم يأخذونه بكل احترام ويًخرجونه إلى الخارج ، طبعاً الشباب في الداخل لا يعرفون ماذا يحدث في الخارج فقط يرون أخوهم يخرج من عندهم بكل أدبٍ واحترام ولكن في الخارج فلا يعلم إلى الله ، فالذي كان يحدث في الخارج أن الأخ عندما يخرج من الباب ويغيب عن أنظار الشباب يهجم عليه خمسة قرود ( جنود دوستم ) ويضربونه ويخلعون منه كل شيء إلا ملابسه الساترة فقد ( يعني السروال الأفغاني والثوب الذي عليه ) ويقيدونه مع يده من الخلف حتى أن بعض العسكر كانوا يأخذون حذاء الأخ ويلبسها أمامه يعني حرامي عيني عينك ، يخرجونهم من القبو إلى الساحة الخارجية داخل القلة ، وعلى هذا الحال إلى أن أخرجوا أغلب الشباب ولكن الأسود الأوزبكية كانت تشم رائحة الخيانة من أول لحظة ولكنهم لم يتكلموا ويخالفوا الأفغان العرب . لتوحيد الكلمة وترك الفرقة ففي الساعة التاسعة في نفس اليوم رأى أحد الشباب الأزوبك أن الأوزبكيين تجمعوا عند أميرهم وتبايعوا على الموت طبعاً هذه الرواية حقيقة وليست في المنام، فعندما كنا في الخارج مقيدين كان تقريباً ما يقارب أربع مائة شخص مقيدين عرب وباكستانيين ، والأوزبك كانوا قليلين لأنهم لم يخرجوا حتى الآن ، وكان هناك اثنين من المخابرات الأمريكية أحدهم قائد كبير يسمى ثعلب أفغانستان وفي الساعة الواحدة تقريباً بعد الظهر فجاءة سمعنا صوت القنابل والتكبيرات من جهة القبو وبعدها رأينا إخواننا الأوزبك قد هجموا بعد أن قتلوا عسكرياً دوستمياً وأخذوا سلاحه وبتوفيق الله استطاعوا أن يقتلوا منهم الكثير والكثير وأما الشباب المقيدين في الساحة فبعد أن رأوا إخوانهم قد هجموا بدأ كل أخ يفك قيد أخوه لأن القيود من الحبال والعمائم، واتفقنا على أن نقوم قومه رجل واحد فقمنا وكبرنا، علماً أنه لا يوجد لدينا طلقة واحدة وكان في القلعة مخازن للأسلحة من عهد طالبان فأخذنا الأسلحة، وبعدا هجم الشباب الذين في الساحة على العسكر، وكنا نرى بطولات مشرفة والله فأخونا المثنى الحربي ( شاب صغير في السن ) هجم على جندي والجندي موجه عليه السلاح وهو يهجم عليه فقتلوه قتلهم الله، وأخونا طلحة المكي أيضاً هجم على عسكري وهو مقيد والعسكري معه سلاحه فقتله قتله الله، وأحد الإخوان أبو العطاء اليمني ( طالب علم يركب على الخيل ) كان موجوداً في القلعة فهجم بالخيل على الجنود فقتلوه وغيرها من القصص، وبعدها تجمع العسكر على جدار القلعة وكلهم يحملون الرشاشات الأر بي جي والكلاشين وغيرها وبدأوا بالرماية على الشباب فحصلت مجزرة عظيمة قُتل فيها الكثيرون من الأخوان ولكن بفضل الله الشباب استطاعوا أن يسيطروا على القبو وما حوله من الغرف وساعدهم من بعد الله سبحانه وتعالى الأشجار الطويلة والكثيفة ووجدوا ومدفع هاون وذخيرة تكفي لمدة شهر، فنصب الشباب BM مخزناً فيه دشكا وسبطانه الديشكا أمام بوابة القلعة وأي عسكري يفكر فقط، أقول يفكر فقط أنه يقترب فوضعوها أمام البوابة أيضاً BM من عند الباب يمسحه الشباب مسحاً وأما الــ لإن الشباب سمعوا أصوات دبابات قادمة تريد الدخول من البوابة فكان الشباب BM BM يرمون بالـ لكي يخيفوا الدبابات فلا تدخل، وبفضل الله ثم بفضل الـأحرق الشباب سيارة جيب كانت لصليب الأحمر أقصد لصليب الأسود، وفي العصر بدأ القصف الأمريكي علينا وجرح كثير من الأخوة من جراء القصف وطلقات النار من قبل العدو حتى المغرب، وبعد ذلك أخذ الشباب الجرحى ورجعوا إلى القبو لأن المكان شبه مكشوف عليهم ولا يستطيعون المواجهة وهم على ذلك، فازداد عدد الجرحى ولكن في خضم هذه المأساة وفي مواجهة الطيران الأمريكي والجيش الدوستمي ظهرت آيات الله وظهرت معادن الرجال، فما أن فك الأسود تلك الأربطة إلا علت التكبيرات وتلقى العدو دروساً لن ينساها من فتية آمنوا بربهم، فهم صغار في الأعمار كبار في الأعمال، نعم والله لقد رأينا الشجاعة والبسالة من أُناس لم نحسب لهم حساب أخذ الأسود يواجهون هذه القوى بقوة الله ثم ببعض الأسلحة الثقيلة التي تكبد العدو منها خسائر فادحة، استمر المجاهدون في المحاولة لفك هذا الحصار ولكن المشكلة أننا في منطقة مسوّرة ولو كنا في غير هذا لأستطاع المجاهدون فك هذا الحصار. وحاول العدو أن يعيدوا السيطرة على المكان لكن بفضل الله حل الظلام فلم يستطيعوا ، وفي الليل رتب الشباب أوضاعهم وتقسموا مجموعات والباكستانيين والأوزبك كل منهم تجمعوا على أميرهم وهم تحت إمره أخينا عبدالعزيز النعمان يمني لأن أخونا غريب قُتل في أول الإشتباكات جاءته قذيفة آر بي جي وقتلته رحمه الله
الصفحة الأخيرة
يسألوني لماذا لا تكتب ..
و ماذا أكتب ؟ و كيف أبوح ؟؟ ..
و قلبي يتقطع ألما و حزناً ..
و هل هناك كلمات في قواميس لغات العالم تكفي للتعبير عما نراه اليوم و نسمعه ..
إن الواقع يجل عن الوصف ..
يعربد الروم و يسكرون في أرض الأفغان علانية ..
أشجار عيد الميلاد المزينة تباع في شوارع كابل ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
الفضائيات الأمريكية تنقل احتفال الناس بعيد الفطر .. على أنها احتفالات بالكريسماس ..
المذيعة الشقراء تتمشى بالجينز و تسلم و تقابل الرجال طوال اللحى ..
و يبادلونها السلام و الابتسامات ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
و البرقع الأفغاني رمز الإيمان و الحشمة و الحياء .. اصبح محل سخرية
هل رحل الإسلام عن أفغانستان برحيل طالبان ..
جاءت أمريكا .. كعادتها .. لتزرع الكفر في قلوب الناس بهدية و ابتسامة ..
عادت معهم السينما و الخمور و الرقص و الطرب و الخنا .. و الكفر ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
الجنود الأمريكان يتصلون على عائلاتهم و أطفالهم و يبادلونهم التهاني بالعيد
و هم الذي سحقوا عوائل المجاهدين عن قصد و قتلوا زوجاتهم و أطفالهم بلا رحمة ..
لأول مرة في تاريخ الحروب البشرية .. لا يجد جرحى الحرب من يعالجهم ..
و يجبر الجريح على القتال بأطراف مقطعة و عظام مهشمة .. يقاتل حتى الموت ..
و عليه أن يختار بين أمرين ..إما الموت .. أو الموت ..
و هل حصل في التاريخ أن يقاتل الجريح و هو على السرير الأبيض !! ..
أخواننا .. أحبابنا هناك .. يا من نصحو و نغفو و ليس على بالنا غيركم ..
أيها العرب الأفغان .. أيها الأفغان العرب .. نعم أنتم القاعدة .. أنتم القاعدة ..
أنتم أساس البنيان المرصوص .. الذي يقف سداً منيعاً يحول بين أعداء الأمة و بين ما يشتهون ..
لن أقول سوف يخلد التاريخ ذكركم .. فليس ذلك راجع إليه .. ( مو بكيفه يعني )
و لكن أقول .. على التاريخ أن يطوي أوراقه و يغض بصره حياءً منكم ..
على التاريخ أن يقف على قدميه و يصمت .. هيبة لكم
على التاريخ أن ينشر نفسه بين أيديكم .. أوراقاً بيضاء تكتبون فيها ما تشاءون ..
تسطرون بدمائكم ملحمة من أروع الملاحم التي عرفها تاريخ البشرية ..
ملحمة أذهلت العالم .. و وقف أمامها التاريخ مشدوهاً .. لا يدري ما يكتب ..
و هل يجرؤ التاريخ أن يسجل ما تفعلون و ما يفعل بكم ؟ ..
لن يقدر .. لأنكم سابقة في تاريخ الصمود و البسالة .. لم يمر عليه شبهاً لكم عبر العصور ..
و هل شهد التاريخ عصابة مثلكم .. اجتمع عليها الكون بأسره ..
و هل وجدت عصابة في التاريخ اجتمع عليها المسلمين و الكفار
و العرب و العجم و الترك و الصين و البربر ..
و السود و البيض و الحمر و الصفر ..
حتى الخطيب .. في آمن بقعة على وجه الأرض .. في المكان الذي يأمن فيه الطير .. يخاف ..
يخاف .. أن تتحرك شفتاه بالدعاء لكم .. أو أن يزل لسانه بذكركم …
أيها المرضى النفسيين
أيها البطالين
أيها الخوارج
أيها الشباب السذج المغرر بهم ..
أيها المتطرفين المتهورين المغسولة أدمغتهم ..
أفقكم ضيق .. و نظرتكم سوداء .. و بصيرتكم عمياء .. و فقهكم أعوج ..
و مع ذلك كله .. أحبكم .. أحبكم .. أحبكم ..
أحبك لا تسأل لماذا لأنني .. أحبك هذا الحب ديني و مذهبي
فليقولوا عنكم ما يشاءون ..
أما أنا ..
فسأبكيكم ما جادت بذاك عيني ..
و سأدعو لكم ما طاوعني لساني ..
و سأدعمكم .. ما تحركت جوارحي ..
و سأذكركم .. ما دام في جسدي عرقاً ينبض ..
و سألعن من يلعنكم ..
همام