فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


طاب مساؤكــــن ..
لنا اليوم لقاء متجدد مع التوحيدي و.. الأصدقاء :



أنشد ثعلب:


ولقد بلوتُ الناس ثم خبرتهم - وعلمت مافيهم من الأسبابِ
فإذا القرابة لاتقرّب قاطعاً - وإذا المودة أشبك الأنســابِ



وقال ابن دريد - فيما روى المرزباني عنه - :

قال حكيم : المودة تعاطف القلوب ، وائتلاف الأرواح ،
وحنين النفوس إلى مباثّة السرائر ، والاسترواح للمستكنّات في الغرائز ،
من وحشة الأشخاص عن تباين الالتقاء ، وظاهر السرور يكثر التزاور .



قال بكر بن الناصح :
بعثت إليك نصائحي ومودتي - قبل اللقاء مشَاهدُ الأرواحِ



وقال الحارث بن خالد :
ووجدي بالأحبة يوم بانوا - كوجد الصــاد بالماء النُّقاخِ
ووجدي دائم لهمِ وعهدي - متينٌ ، مايعود إلى انفساخِ



كتب عمارة بن حمزة إلى محمد بن زياد الحارثي يطلب إخاه..
وأقتطف من كتابه هذه الفقرات :

أما بعد : فإنّ أهل الفضل في اللبّ ، والوفاء في الود، والكرم في الحقّ،
لهم من الثناء الحسن في الناس لسان صدق يشيد بفضلهم ، ويخبر عن
صحة ودّهم ، وثقة مؤاخاتهم ، فتجوز لهم بذلك رعيّة الإخوان ، وتصطفي لهم
سلامة الصدور ، وتجتني لهم ثمرة القلوب ....

وقد رأيت أن آخذ بنصيبي من ودك ، وأصل حبلي بحبلك ،
وقد علمت أن تركي ذاك غبن ، وإضاعتي إياه جهل .


وإلى لقاءٍ آخر .. إن شاء الله .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
وعودة أخرى مع التوحيدي وأخبار الأصدقاء :



قال شاعر :

إذا أنت لم تغفر ذنوباً كثيرةً - تريك لم يسلم لك الدهر صاحبِ
ومن لايغمّض عينه عن صديقه - وعن بعض مافيه يمتوهو عاتبُ




قال الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة :

إذا التقى المسلمان فتصافحا ، وتبسم كل واحد منهما لصاحبه ،
تحاتت خطاياهماكما يتحات ورق الشجر ..
فقلت : إن هذا ليسير ..
فقال : لاتقل ذاك ؛ فإن الله تعالى يقول :
( لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ماألفت بين قلوبهم ).
فعلمت أنه أفقه منّي ..



وقال أحدهم :

إلى الله أشكو من خليلٍ أودّهُ. - ثلاث خلالٍ كلها لي غائضُ
فمنهنّ ألا يجمع الدهر تلعة - بيوتاً لنا ياتلع سيلك غامضُ
ومنهنّ ألّا أستطيع كلامه. - ولاودّه حتى تزول عوارضُ
ومنهنّ ألّا يجنع الغزو بيننا - وفي الغزو مايلقى العدو المباغض
كفى بالفتور صارماً لو رعيته - ولكنّ ناأعلنتَ بادٍ وخافضُ



وقال بعض السلف :

من أحب أن يحبه الناس صنع مايحبه الناس ..

وقال معاذ بن جبل :

خير الرجال الألوف .. وشرّهم العزوف ..



وقال آخر :

عليك سلام الله ، أمّا قلوبنا - فمرضى ، وأمّا ودّنا فصحيحُ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ

.في هذا الحيز نسطر لكن بعض ماقيل
في عودة مع التوحيدي
رغم أن روضه ضاق وسعها ..

سئل يحي بن معاذ :
ماالفرق بين الصداقة والعلاقة ؟
قال :
الصداقة أذهب في مسالك العقل
وأدخل في باب المروءة ،
وأنزه عن آثار الطبيعة ،
وأشبه بذوي الشيب والكهولة ،
وأرمى إلى حدود الرشاد ،
وآخذ بأسباب السداد ،
وأبعد عن عوارض الغرارة والحداثة .

أما العلاقة فهي ..
من قبيل العشق والمحبة ،
والكلف والشغف ،
والتتيم والتهيم ،
والهوى والصبابة ،
والتداني والتشاجي ،
وهذه كلها أمراض أو كالأمراض،
تصيب النفس ،
وليس للعقل فيها ظل ولا شخص
ولهذا تسرع هذه الأعراض
إلى الشباب من الذكران والإناث،
وتنال منهم ،
وتملكهم
وتحول بينهم وبين أنوار العقول ،
وآداب النفوس ،
وفضائل الأخلاق ،
وفوائد التجارب .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نعود مجدداً لنتصفح في كتاب الصداقة والصديق



قال ثامسطيوس : الإنسان بلا أصدقاء

كالشمال بلا يمين ..



وقال أرسطوطاليس :

أخلص الإخوان مودة ،

من لم تكن مودته عن رغبة

ولا رهبة ..



وقال هرمس :

القرابة تحتاج إلى المودة ،

والمودة لاتحتاج إلى القرابة ..



وقال سقراط :

مما يدل على عقل صديقك ونصيحته ،

أنه يدلك على عيوبك ويدفعها عنك
ويعظك بالحسنى ويتعظ بها منك ،
ويزجرك عن السيئة وينزجر عنها لك ..



وقال خالد بن صفوان يصف رجلاً:

ليس له صديق في السر ،

ولا عدو في العلانية ..






وقال عبد الرحمن بن حسان :

ومتخّذٍ ودّاً لمن لا يودّه

كمعتذرٍ عذراً إلى غير عاذرٍ .




وإلى لقاء آخر ...
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
لقاء بعد غياب
حياكم الله في جولة جديدة

مع .. الأصْدقــــاء


قال أحدهم يعاتب صديقه :
أجفوتني فيمن جفاني ؟
وجعلت شانك غير شاني ؟
ونسيت منّي موضعاً
لك، لم يكن لك فيه ثاني
وسررت يوماً واحدا..
أن لاأراك ، ولا تراني ؟
وهجرتني ، وقطعتني
وقليتني فيمن قلاني ؟
أفعلتها ؟ فالمستعان
الله أفضل مستعانِ..



قال أفلاطون :
صديق كل امرئٍ عقله ، وعدوّه جهله .


وقال سقراط :
لاتكون كاملاً حتى يأمنك عدوك ،
فكيف بك إذا كنت لايأمنك صديقك ؟



قال الشاعر :
وبي برحُ شوقٍ لو بثثتك كنهه
لأيقنت أني في ودادك مخلصُ
ولا تأس من روح اجتماعٍ يضمنا
إلى برد أيامٍ بقربك يخلُص



وإلى لقاء آت ..