تغريد حائل
تغريد حائل
غاليتي فيض:
سبائك فكركِ فاضت علينا بهاءً
وأهدتنا دروساً نغوص في معانيها بتمعن
ونجدف في بحورها بشغف..!
روائع سكبكِ لاتوفيها آيات الشكر -يارائعة-
لاحرمنا الله إبجديات حرفكِ الماسي..!
حفظكِ الله شمعة تضيء فضاء واحتنا!!
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
وما أروعها من جولة ( الصداقة والصديق )
ننتظر باقي جولاتك بفارغ الصبر لنبحر معك
في بحور اللآلئ والمرجان ..
سلم الفكر الهادف يافيض
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
وما أروعها من جولة ( الصداقة والصديق ) ننتظر باقي جولاتك بفارغ الصبر لنبحر معك في بحور اللآلئ والمرجان .. سلم الفكر الهادف يافيض
وما أروعها من جولة ( الصداقة والصديق ) ننتظر باقي جولاتك بفارغ الصبر لنبحر معك في بحور اللآلئ...
يقول أبو حيان التوحيدي في مطلع كتابه :
سمع مني في وقت بمدينة السلام " بغداد " كلام في الصداقة والعشرة والمؤاخاة
والألفة وما يلحق بها من الرعاية والحفاظ والوفاء والمساعدة والنصيحة والبذل
والمواساة والجود والتكرّم ، مما قد ارتفع رسمه (1) بين الناس ،
وعفي أثره عند العام والخاص، وسُئلتُ إثباته ففعلت ،
ووصلت بذلك بجملة مما قال أهل الفضل والحكمة وأصحاب الديانة والمروءة ؛
ليكون ذلك رسالة تامة يمكن أن يستفاد منها، وينتفع بها في المعاش والمعاد.

رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل تمراً ومعه جليس له،
فكان النبي إذا رأى حشفةً (2) عزلها .
فقال جليسه : يارسول الله أعطني الحشفة حتى آكلها .
قال : لاأرضى لجليسي إلا ماأرضاه لنفسي .

قال جعفر بن محمد رضي الله عنهما :
لِنْ لمن يجفو ، فقلّ من يصفو .

كتب رجلٌ إلى صديقٍ له :
أمّا بعد، فإن كان إخوان الثقة كثيراً فأنت أولهم ،
وإن كانواقليلاً فأنت أوثقهم ،
وإن كانوا واحداً فأنت هو .

وقال شاعر :
وأعرِضُ عن ذي المال حتى يُقالُ لي - لقد جاء هذا جفوةً وتعظّما
وما بي جفاءٌ عن صديق ولا أخٍ - ولكنّه فعلي إذا كنتُ مُعدما
والمعنى : أنه يعرض عن ذي المال ويصدّ عنه
حتى أن الناس يتهمونه بالتكبر وماهو بالجافي ولكنه معدمٌ فقير..

يقول التوحيدي : وكتب يحي بن زياد الحارثي لابن المقفع يلتمس معاقدة الإخاء
والاجتماع على المخالصة والصفاء، فلمّا لم يجبه كتب إليه يعاتبه، فردّ عليه بن المقفع:
إنّ الإخاء رِقٌ ، وكرهت إن أمَلِّككَ رقّي قبل أن أعرف حسْن ملْكتك.

وأورد أبو حيان هذا الشعر عن لسان أبو رشيد الطائي
يوصي بالتوفيق بين الصاحب والمنصب :
إذا نلت الإمارة فاسمُ فيها - إلى العلياء بالحســــب الوثيقِ
فكلّ إمارةٍ ..إلاّ قلـــــيلاً ـ مغيّرة الصديق على الصّـــديقِ
ولا تكُ عندها حلواً فتُحبى - ولا مُرّاً فتنشب في الحِــلوقِ
وأغمِضْ للصديق عن المساوي- مخافةَ أن تعيش بلا صديقِ


قال موسى بن جعفر رضي الله عنهما:
خير إخوانك المُعين لك على دهرك ،
وشرّهم من هو لك ..لسوق يوم .
والمعنى : من يكون معك لربح يوم ، أو قضاء حاجة .


وحتى لقاء آخر ..
نختم بدعاء أبي حيان :
اللهم ارزقنا الألفة التي تصلح بها القلوب ..
وتنقّي الجيوب ..!

_____________________________________
(1) الرسم ماكان لاحقاً بالأرض من آثار الديار ، ويطلق على مايقابل الحقيقة.
قال الشاعر : أرى ودكم رسماً وودي حقيقةً..
(2) الحَشَفُ: أردأ أنواع التمر .
مناير العز
مناير العز
فيض وعطر


فرحت لما رأيت موضوعك
ما أحوجنا إلى مثل هذه المواضيع الجميلة المنتقاة من أدبنا العربي في العصور السابقة لنا
نتجول فيها بين رفيع المعاني وجزالة الأساليب
كل الشكر لكِ فقد أمتعتنا بهذا الانتقاء الجميل
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيض وعطر فرحت لما رأيت موضوعك ما أحوجنا إلى مثل هذه المواضيع الجميلة المنتقاة من أدبنا العربي في العصور السابقة لنا نتجول فيها بين رفيع المعاني وجزالة الأساليب كل الشكر لكِ فقد أمتعتنا بهذا الانتقاء الجميل
فيض وعطر فرحت لما رأيت موضوعك ما أحوجنا إلى مثل هذه المواضيع الجميلة المنتقاة من أدبنا العربي...

يقول أبو حيان التوحيدي في سطور كتابه الأولى :
اللهم خذ بأيدينا فقد عثرنا ،
واستر علينا فقد أعورنا " ظهرت مواطن ضعفنا "،
وارزقنا الألفة التي تصلح بها القلوب، وتنقي الجيوب ،
حتى نعيش في هذه الدار مصلحين " متفقين " على خير ،
مؤثرين للتقوى ، عاملين شرائط الدين،آخذين بأطراف المروءة...

والآن ..
مع جولة جديدة لنرشف من معين الصداقة مع أبو حيان التوحيدي :

قال عبد الله بن جعفر: كمال المرء ثلاث:
معاشرة أهل الرأي والفضيلة،
ومداراة الناس بالمخالقة الجميلة،
واقتصادٍ من غير بخل في القبيلة.
فذو الثلاث سابق ، وذو الإثنين زاهق ، وذو الثلاثة لاحق.
فمن لم تكن فيه واحدة من الثلاث ..
لم يسلم له صديق،
ولم يتحنن عليه شفيق ،
ولم يتمتع به رفيق .

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أصدقاؤك ثلاث : صديقك ، وصديق صديقك ، وعدو عدوّك .
وأعداؤك ثلاث : عدوك ، وعدو صديقك ، وصديق عدوّك .

وقال أحدهم :
أخوك أخوك من تدنو وترجو - مودّته، وإن دُعِيَ استجابا

وقال الخليل بن أحمد :
الرجل بلا صديق كاليمين بلا شمال.

وقيل للخليل : استفساد الصديق أهونُ من استصلاح العدو.
قال : نعم ، كما أن تخريق الثوب أهون من نسجه.

قال شاعر يكشف حقيقة من كان يظنهم أصدقاء :
تحالف الناس والزمان - فحيث كان الزمان كانــــــــوا
عادانيَ الدهرِ نصف يومٍ - فانكشف الناس لي وبانوا
ياأيها المعرضون عني - عودوا فقد عاد لي الزمـــانُ


قال ابن شبة:
التقى أخوان في الله ، فقال أحدهما لصاحبه:
والله ياأخي إني لأحبك في الله ..
فقال الآخر: لو علمت منّي ماأعلمه من نفسي لأبغضتني في الله .
فأجابه : والله ياأخي ، لوعلمت منك ماتعلمه من نفسك لمنعني من بغضك
ماأعلمه من نفسي .



قال عيسى بن مريم عليه السلام لتلميذه يوشع :
إن الصديق تحبه لنفسك
والنفس تحبها لربك
فإذا صنت صديقك فلنفسك تصون
وإذا جدت لنفسك فلربك تجود.



وكتب ابن الزهيري وكان في بغداد ، لصديقه ابن السكن بالأهواز:

لئن غبت عن عينيّ بالبعد والنوى * لما غبت عن فكري وعن ناظر القلبِ
أراك على بعد المسافة بيننا * كما تبصر العينان منّي على القربِ


وكتب آخر لصديقه :
وبي برْح شوقٍ لو بثثتك كنهه ـ لأيقنت أني في ودادك مخلصٌ





ولازال في كتاب الأصدقاء
الكثير من الحديث الذي يمتع الأرواح
والغزير من الأشعار التي تروي ظمأ القلوب
والفيض من الروايات التي تقود الصديق إلى نزهة
يأنس لها .. ويستريح في ظلال روضها ..!