فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

{ الصّداقة والصّديق } لأبي حيّان التوحيدي

الأدب النبطي والفصيح




من هو أبو حيان التوحيدي ؟

*هو كما وصفه " ياقوت " في " معجم الأدباء " : إمام البلغاء ، محقق المتكلمين ، ومتكلم المحققين ، فرد الدنيا الذي لانظير له ذكاء وفطنة وفصاحة ومكنة .

*قال عنه البعض إنه " الجاحظ الثاني "

* جمع بين التراث اليوناني من جهة ، والثقافة العربية من جهة أخرى

* تتلمذ على يد كبار المفكرين والعلماء ، وأخذ عنهم علوم اللغة والنحو والفقه والحديث والفلسفة والمنطق ، فجعل ذلك منه العَلَم الفذ في ميدان الفكر والثقافة .

* هو أديب فيلسوف ، وظهر ذلك في أسلوبه الفريد الذي يجمع بين المحسوسات
الواضحة ، وبين العقليات البعيدة الغور..
فهو يعبر عن أخفى المعاني بالصور المحسوسة .. بالعبارات التي يعطرها
الأدب بعطره الشذي ..
73
11K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
مدخل : الصّــــداقة والصَّـــديق

كتاب أفاض في ذكر الصداقة والصديق،
وأورد أمثلة عدة للصداقة في مختلف حالاتها، شعراً ونثراً
وقد اتخذ هذا الكتاب مرجعاً للمعلمين والمتعلمين ..
وبُسّط شرحه والتعليق عليه على يد الأديب المحقق : على متولي صلاح
ليكون مستساغاً لكل قاريء..!



في مطلع الكتاب يقول أبو حيّان .. وكأنه يعلن رأيه في الصداقة:
" لقد صحبت الناس أربعين سنة ، فما رأيتهم غفروا لي ذنباً ، ولا ستروا لي عيباً
ولا قبلوا مني معذرة ، ولا فكوني من أسر ، ولاجبروا لي كسر ، ولا بذلوا لي من نصر ".



هلمّ بنا نسير على حذر بين سطور هذا الكتاب ،
ونأخذ قليلاً من كل باب
مانستطيب ، وما نستطيع، وما يبلغ بنا المقصود في الاستيعاب
سطور من هنا .. وسطور من هناك .. من هذه النفائس ..!
ونتجول على مهل في عالم يحفل باللفظ العميق
رغم تبسيط الشرح والتعليق ..
مخاطرة أدبية نستطيبها ..
ونتوغل في حروف سراديبها ..
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
مدخل : الصّــــداقة والصَّـــديق كتاب أفاض في ذكر الصداقة والصديق، وأورد أمثلة عدة للصداقة في مختلف حالاتها، شعراً ونثراً وقد اتخذ هذا الكتاب مرجعاً للمعلمين والمتعلمين .. وبُسّط شرحه والتعليق عليه على يد الأديب المحقق : على متولي صلاح ليكون مستساغاً لكل قاريء..! في مطلع الكتاب يقول أبو حيّان .. وكأنه يعلن رأيه في الصداقة: " لقد صحبت الناس أربعين سنة ، فما رأيتهم غفروا لي ذنباً ، ولا ستروا لي عيباً ولا قبلوا مني معذرة ، ولا فكوني من أسر ، ولاجبروا لي كسر ، ولا بذلوا لي من نصر ". هلمّ بنا نسير على حذر بين سطور هذا الكتاب ، ونأخذ قليلاً من كل باب مانستطيب ، وما نستطيع، وما يبلغ بنا المقصود في الاستيعاب سطور من هنا .. وسطور من هناك .. من هذه النفائس ..! ونتجول على مهل في عالم يحفل باللفظ العميق رغم تبسيط الشرح والتعليق .. مخاطرة أدبية نستطيبها .. ونتوغل في حروف سراديبها ..
مدخل : الصّــــداقة والصَّـــديق كتاب أفاض في ذكر الصداقة والصديق، وأورد أمثلة عدة للصداقة في...
في بداية تجوالنا بين سطور كتاب التوحيدي قرأناه ماكتب :

كان العسجدي يقول كثيراً : الصداقة مرفوضة ، والحفاظ معدوم ،
والوفاء اسم لاحقيقة له، والرعاية موقوفة على البذل ، والكرم فقد مات، والله يحيي الموتى .
ويعلق ابو حيان :
إن استرسال الكلام في هذا النمط شفاء للصدر ، وتخفيف من البرحاء " شدة الأذى"
وبرد للغليل ، وتعليلٌ للنفس .


ويستطرد :
فأما الذي قال في أصدقائه وجلساءه الخير ، وأثنى عليهم ، ووصف جدّه " حظه" بهم
ودلّ على محبته لهم ، فغريب :


أنتم سروري وأنتم مشتكى حزني - وأنتم في سواد الليل سمّاري
أنتم وإن بعدت عنّا منازلكم - نوازلٌ بين أسراري وتذكــــــاري
فإن تكلّمت .. لم ألفظ بغيركمُ - وإن سكتُّ فأنتم عقد إضمــاري
الله جاركمُ .. ممّا أحاذرهُ - فيكم وحبي لكم من هجركم جــاري

وقال رجلٌ لضيغم العابد : أشتهي أن أشتري داراً في جوارك حتى ألقاك كل وقت .
قال ضيغم : المودة التي يفسدهاتراخي اللقاء مدخولة " معيبة "..!

وكتب آخر إلى صديق له : مثلي هفا ، ومثلك عفا !
فأجابه : مثلك اعتذر ، ومثلي اغتفر

وقال آعرابيٌ: الغريب ، من لم يكن له حبيب .

وقيل لأعرابي: من أكرم الناس عشرة ؟
قال : من إن قرُب منح ، وإن بعُد مدح ، وإن ظُلِم صفح ، وإن ضويُق سمح ،
فمن ظفر به فقد أفلح ونجح .


هذه أولى جولاتنا مع / الصداقة والأصدقاء .. لأبي حيان التوحيدي
سلاماً .. حتى نلتقي ..!!
صمت الحب**
صمت الحب**
في بداية تجوالنا بين سطور كتاب التوحيدي قرأناه ماكتب : كان العسجدي يقول كثيراً : الصداقة مرفوضة ، والحفاظ معدوم ، والوفاء اسم لاحقيقة له، والرعاية موقوفة على البذل ، والكرم فقد مات، والله يحيي الموتى . ويعلق ابو حيان : إن استرسال الكلام في هذا النمط شفاء للصدر ، وتخفيف من البرحاء " شدة الأذى" وبرد للغليل ، وتعليلٌ للنفس . ويستطرد : فأما الذي قال في أصدقائه وجلساءه الخير ، وأثنى عليهم ، ووصف جدّه " حظه" بهم ودلّ على محبته لهم ، فغريب : أنتم سروري وأنتم مشتكى حزني - وأنتم في سواد الليل سمّاري أنتم وإن بعدت عنّا منازلكم - نوازلٌ بين أسراري وتذكــــــاري فإن تكلّمت .. لم ألفظ بغيركمُ - وإن سكتُّ فأنتم عقد إضمــاري الله جاركمُ .. ممّا أحاذرهُ - فيكم وحبي لكم من هجركم جــاري وقال رجلٌ لضيغم العابد : أشتهي أن أشتري داراً في جوارك حتى ألقاك كل وقت . قال ضيغم : المودة التي يفسدهاتراخي اللقاء مدخولة " معيبة "..! وكتب آخر إلى صديق له : مثلي هفا ، ومثلك عفا ! فأجابه : مثلك اعتذر ، ومثلي اغتفر وقال آعرابيٌ: الغريب ، من لم يكن له حبيب . وقيل لأعرابي: من أكرم الناس عشرة ؟ قال : من إن قرُب منح ، وإن بعُد مدح ، وإن ظُلِم صفح ، وإن ضويُق سمح ، فمن ظفر به فقد أفلح ونجح . هذه أولى جولاتنا مع / الصداقة والأصدقاء .. لأبي حيان التوحيدي سلاماً .. حتى نلتقي ..!!
في بداية تجوالنا بين سطور كتاب التوحيدي قرأناه ماكتب : كان العسجدي يقول كثيراً : الصداقة...
الصداقة والصديق .. جميل جداً يافيض إختيارك للموضوع
فلعلنا ننتفع بتجارب من سبق ..
فإن أثنوا عليها قلنا لازال الخير بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
وإن ذموا وقدحوا نعلل النفس بمايقولون فتنشرح الصدور بالمشاركة ..


وبرأيي أن نفس الإنسان هي أقرب صديق له لا تخون لا تتخلى لا تكتفي لا تمل رغم طول الصحبة ..
لا بأس أن تصحب الناس وتشاركهم العطاء
لكن احفظ أسرارك ولا ترهقهم وتكلفهم مالا يطيقون ..
اعطهم اهتم بهم لأنك تحب الخير ,لا تنتظر منهم شيء ولا تسعى لكسب ودهم
فإن أحبوك فذاك لمزاياك وإن كرهوك فذاك لنظرتهم ومايرون وليس لعيب فيك ..
إصحبهم طالما رأيت منهم قبولاً فإن صدوك وجفوا فاحفظ كرامتك واتركهم غير مأسوفاً عليهم ..والقادم أجمل لا شك ..
أخيراً علينا أن نفرق بين الصاحب والصديق ...

الصاحب من يصحبك لفترة معينة يستأنس بك وبه تستأنس ثم يأتي زمان لا تجده ولا يجدك ..
هكذا بلا أسباب تفرقكم الحياة, ويظل الوفاء والدعاء باقيان ..

أما الصديق وما ألذّ كلمة الصديق هو من لا يطيب يومه إلا بالسؤال عنك
ومعرفة أخبارك ..
هو من يجد لك فراغاً بزحمة مشاغله فيسأل عنك لو دقائق معدودة
ليمضي يومه بسلام وقد اطمأن على صنو الروح ..
هو من لا يصدك إن أردته ويوقعك بالحرج مع نفسك ,
ولا تصده أنت بل تعطيه القليل من وقتك فيكتفي به ,
لا تكلف بينكما في أي وقت تطلبه تجده أو يعتذر بأدب لوقت آخر إن لم يكن أمراً لازماً ..
الصديق روحه معك وروحك معه ,
الإهتمام والعطاء بينكما متبادل لا فرق من يبدأ بالسؤال ...
ويطول الحديث بمقام الصديق ولكن اكتفي بهذا ولو أن قلمي لم يكتفي ..

فقط لنفرق بين كلمة الصاحب والصديق ..


بوركت يافيض ... ننتظر بقية الجولات ..

رعاك الله
حنين المصرى
حنين المصرى
بوركت يافيض على اختيارك لهذه النفائس
وتقديمها لنا على طبق من فضة
بورك المجهود الطيب وما احوجنا لاحياء تراثنا
والغوص فيه والتعلم منه
معك غاليتى وعلى استعداد للغوص معك فهلمي بنا
المحامية نون
المحامية نون
بورك لك أختنا العزيزة فيض ....
على فتحك هذا الباب من أبواب الأدب
لندخل ونشاهد هذه السطور البديعة
التي نحن فعلاً بحاجة لها ....
وموضوع الصداقة غني بالعبر
لأنها شجرة مثمرة لها أغصان متفرعة
تحمل معاني عميقة
ومفهومها الحقيقي أن كل صديق يكون للأخر
مرآة حقيقة بعيداً عن التكلف والأنانية البعيضة
دون أن ينتظر أحداً من الاخر مقابل أوفائدة
سلمت الأنامل والجهد المبذول
وبأنتظار جولات أخرى ***