فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ

مساؤكن خير إن شاء الله ...


ماقيل في معاتبة الأصدقاء :
ومن لم يغمض عينه عن صديقه
وعن بعض مافيه يمُت وهو عاتبُ
ومن يتتبع جاهداً كلّ عثرةٍ
يجدها ولم يسلم له الدهرُ صاحبُ


وأجمل ماقيل في اختيار الصديق ماقاله ..
عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
في صاحبه .. الفضل بن السائب :
رأيتُ فضيلاً كان شيئاً ملففاً
فكشّفه التمحيص حتى بدا ليا
آأنت أخي مالم تكن لي حاجة
فإن عرضت أيقنت أن لاأخا ليا
ولست براء عيب ذي الود كله
ولا بعض مافيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة
ولكنّ عين السخط تبدي المساويا


روى أياس بن معاوية :
خرجت في سفرٍ ومعي رجل من الأعراب،
فلما كان ببعض المناهل لقيه صاحب له فتعانقا ..
وإلى جانبهما شيخ كبير فقال لهما :
انعما عيشاً، إن المعاتبة تبعث التجني ،
والتجني يبعث المخاصمة ،
والمخاصمة تبعث العداوة :


فدع عنك العتاب فربّ شرٍّ
طويلٍ هاج أوّله .. العتابُ


وإلى لقاء آخر مع الأصدقاء ...
ة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
قال فيلسوف :
لكل جليلة دقيقة ، ودقيقة الموت الهجر .


وقال شاعر :
أحب من الإخوان كل مُواتِ ـ وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يساعدني في كل أمرٍ أحبه .. .. ويحفظني حيّاً وبعد وفاتي
فمن لي بهذا ؟ ليت أني وجدته ـ فقاسمته مالي من الحسناتِ




وقال فيلسوف آخر :
لايزال الإخوان مسافرين في المودة حتى يبلغوا الثقة
فتطمئنّ الدار ، ويقبل وفود التناصح ، وتؤمّن خبايا الضمائر،
وتلقى ملابس التخلّق، ويُحلّ عقد التحفّظ.









فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نواصل معكن الرحلة مع ( الصداقة والصديق ) لأبي حيان التوحيدي :
قال أفلاطون :
عمر الدنيا أقصر من أن تطاع فيها الأحقاد .


وقال شاعر :
والعمر أقصر مدّةً - من أن يُكدّر بالعتاب


قيل لديوجانس :
ماالذي ينبغي للمرء أن يتحفظ منه ؟
قال : من حسد إخوانه ، ومكر أعداءه .


وقيل للعباداني :
من الصديق ؟
قال : من شهد طرفه لك عن ضميره بالود والوفاء..
فإنّ العين أنطق من اللسان ..
وأوقد من النيران .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
قال روح أبو همام :
وعين السخط تبصر كل عيبٍ .. وعين أخى الرضا عن ذاك تعمى
ولو يُمنى يديَّ. تكرّهتني .. إذن لحسمتها بالنار حسما


قيل لأبي العريب المصري :
إذا كان الرجل يحب صاحبه ، ويمنعه ماله ،
أيكون صادقاً ؟
قال : يكون صادقاً في حبه .. مقصّراً في حقّه .


قال مالك بن دينار :
أخوّة هذا الزمان مثل مرقة الطباخ في السوق ،
طيبة الريح لاطعم لها .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
قال العوامي :
إن الصديق يرتفع عن الإنصاف ،
ويُجلُّ أيضاً عن الهجران ؛
لأنّ الإنصاف ينبغي أن يكون عامّاً مع الناس كلهم ،
وأمّا الهجران فالعاقل لايسرع إليه لعدم الإنصاف ،
بل يستأني ويقف ويكظم ويتوقع ،
ويرى أن العارض في الأمر لايزال به الأمر الثابت والعرق النابت :


إذا رأيت ازوراراً من أخي ثقةٍ
ضاقت عليّ برحب الأرض أوطاني
فإن صددتُ بوجهي كي أكافئه
فالعينُ غضبى وقلبي غير غضبان ..