قبــل أن تكوني جاهزة لإعطاء عملية السيطرة والإستغلال صفتها الحقيقية في حضور الشخص الذي يقوم بذلك سوف تكونين بحاجة إلى بعض التحضير والتدريب..
إبــدأي بأن تختاري مثالا قريبا من الذاكرة..
من الممكن أن تستخدمي مثالا من الذي استخدمتيه في التدريب على أسلوب إضعاف المشاعر أو أي مثال آخر أجبرك فيه الشخص الذي يقوم باستغلالك على الخضوع والاستسلام له..
وأفضل طريقة لتحليل عملية السيطرة والاستغلال هي أن تستخدمي
صيغة " أ ب ج د "
وهذا النموذج سوف يساعدك على تحديد الصلات الموجودة بين أساليب الشخص المستغل ومشاعرك..
كما أنه يبين ويشير بشكل واضح إلى بديل عن الأسلوب المخادع والمستغل الحالي..
عودي إلى الموقف أو المثال الذي حدث فيه أن تعرضت للسيطرة والاستغلال من قبل أحد الأشخاص..
وقومي باستبدال الجمل الموجودة بين الأقواس بما يناسبها :
" عندما تقوم ب ( صفي ما يفعله هذا الشخص وتجدينه أنت بغيضا او ضارا أو غير مريح "
" أشعر ب ( أذكري الإحساس الذي تشعرين به ) "
" فإذا ما توقفت عن القيام ب ( السلوك أ ) وقمت بدلا من ذلك ب ( صفي سلوكا جيدا بديلا ) "
" فسوف أشعر ساعتها ب ( اذكري الإحساس المرغوب ) "
وإليك مثالا من تحليل إحدى العميلات ، وكان زوجها مستغلا إلى حد كبير ، وفيما يلي ما قالته له :
( أ ) " عندما ترفع صوتك وتصرخ بوجهي "
( ب ) " أشعر بالخوف والقلق "
( ج ) " فإذا ما إستطعت فقط أن تتوقف عن الصراخ وتطلب مني ما تريده بصوت هادئ "
( د ) " فسوف أشعر وقتها بمزيد من الإحترام والتقدير "
باستخدام نموذج " أ ب ج د "
قومي بتحديد السلوك المخادع المستغل ، ورد فعلك تجاهه والسلوك البديل الذي تفضلينه ورد فعلك للسلوك البديل..
انتبهي للصيغه واختيار الكلمات بالجمل التي تعبر عن المشاعر فباستخدام الصيغه " أشعر ب ( احساس معين ) بدلا من استخدام صيغة أنت تشعرني ب ( إحساس معين )
فأنت تتحملين المسئولية عن مشاعرك الخاصة بدلا من إلقاء اللوم على الشخص المستغل على الرغم من أنك تشعرين بقوة أن هذا الشخص و المسئول في الواقع عن مشاعرك السيئة الى أن الصيغة التي أنصحك بها وباستخدامها تعد فعالة جدا..
تدربي أن تحتفظي بصوتك هادئ نسبيا ومنخفض الشدة..
إن هدفك هو أن تظهري القوة الهادئة ولذلك اتركي الصراخ للأشخاص المستغلين..
التزمي بصيغة " أ ب ج د " أنت لست بحاجة أن تقولي أو تفسري شيئا أكثر من ذلك..
وتذكري ان الغرض من ذلك أن تعطي لعملية السيطرة والاستغلال صفتها الحقيقية..
سوف تحتاجين إلى أن تتعلمي جملة واحدة أخيرة حتى تختمي هذه الخطوة..
عودي إلى السلوك أ وقولي بطريقة مباشرة وغير مستفزة ولا تنطوي على اتهام :
" أدرك أنك ( تقدم على السلوك أ ) باختيارك والآن أنت تعرف كيف تكون مشاعري عندما تقدم على السلوك أ "
من ناحية ما
هذه الجملة الختامية تعطي الشخص المستغل ميزة الشك..
بمعنى أنها تجعلك تفسرين شكه في صالحك ..
ففي حالة ما إذا لم تشرحي ردود أفعالك العاطفية لسيطرته عليك واستغلاله لك ، او اذا كان هناك احتمال بسيط أنه لا يعرف بالفعل كيف أن سلوكه يؤثر عليك ، فان هذه الجملة تبطل هذه الأعذار والتبريرات..
بمجرد أن تعطي ما تتعرضين له من سيطرة واستغلال اسمه او وصفه الحقيقي وتطلعي الشخص الآخر على مشاعرك ، تعود الكره الى ملعبه مرة اخرى ..
الآن اذا ما استمر هذا الشخص في سلوكه الضار يمكنك ان تستنتجي أن هدفه هو أن يجعلك تشعري بالمشاعر الغير مريحة التي دفعتك فيما مضى للاستسلام والخضوع له..
عندما تقومين بهذه الخطوة سوف تكونين مستعدة تماما للخطوة القادمة وهي ..
تعطيل عملية السيطرة والإستغلال...
الصفحة الأخيرة
سوف تقطعين شوطا كبيراعلى طريق تعطيل أغراض هذا الشخص واحباطها وهزيمتها في النهاية..
عليك أن تنظري إلى التواصل المباشر والواضح -وخصوصا عندما يتعلق بعملية السيطرة والاستغلال نفسها - على اعتبار انه هو المعادل النفسي لما يقوم به رجال الشرطة عندما يرفعون شارتهم في مواجهة المجرمين لإيقافهم..
إن مععضم المسيطرين والمستغلين يتراجعون عندما يجدون من يواجههم بحقيقتهم ، وعندئذ تتسرب الفعالية من الضغوط التي يحاولون توليدها ، بنفس السهولة التي يتسرب بها الهواء من بالون مثقوب..