ما علي زود
ما علي زود
الشخصية الحــــــــدية...


اضطراب الشخصية الحدية يشير الى نمط من الأنماط الشخصية يتميز بعلاقاته غير المستقرة بالآخرين...


وصورته الذاتية الدائمة التغيير ... وتقلباته المزاجية ... والصعوبة في السيطرة على نزواته...

والحياة من وجهة نظر الشخصية الحدية .. مجهدة للغاية .. ومليئة بالفوضى..والتشوش والاضطراب ...

وعلى الرغم من وجود بعض التجارب الناجحة في حياة هذه الشخصية ، فإن هذه التجارب تتخللها بشكل ثابت
لحظات عصبية تسببها التغيرات السريعة والهائلة في نظرته الى نفسه والى الآخرين..

ونتيجة ذلك ...

فقد يعتقد صاحب الشخصية الحدية أن زوجته هي أروع إنساانة قابلها في الوجود...

غير أن هذه النظرة من الممكن أن تتبدل بشكل عنيف إلى نظرة أخرى تحط من قيمتها أو حتى تزدريها وتحتقرها...

ويكون السبب الذي أوجد هذه النظرة الجديدة هو تعرضه لإحباط معين يثبت له بطريقة ما أن زوجته لا تهتم به بالشكل الكافي أو لا تفهم ما يحتاجه...

وهذا التغيير المفاجئ والمتهور يحير الضحية ويفقدها توازنها ويجعلها عرضة للإستغلال...

وأصحاب الشخصية الحدية تفزعهم فكرة أن يتخلى عنهم الآخرون...

ولذلك يبذلون اقصى جهد لتجنب انهاء العلاقات..

ويصبحون مفرطي الحساسية تجاه أي علامة للصد والرفض...

وسوف تثور ثائرتهم اذا احسوا ان امنهم مهدد..

ومن الجائز أن تنتابهم نوبات من الجيشان العاطفي..

ويكون ذلك في المعتاد عندما يواجهون رفضا أو صدا أو تهديدا بالتخلي عنهم...

أو من الجائز أن يظهر عليهم الإحباط..ولكنهم في الغالب يشعرون بالخزي والذنب بعد كل مرة يفقدون فيها السيطرة على عواطفهم وانفعلاتهم...

واضطراب الشخصية الحدية هو نمط يتحدد عندما تتوافر خمس سمات على الأقل من السمات التالية...

1- أن يبذل جهودا مضنة من أجل تجنب تخلي الآخرين عنه.. سواء كان هذا التخلي حقيقيا أو في خياله فقط...

2- أن تكون علاقته بالآخرين مضطربة ومتقلبة..

3- أن يكون لديه صعوبة في الإبقاء على الدوافع والنزوات المدمرة للذات تحت السيطرة..

4- أن يكون لديه احساس متغير بالهوية الذاتية ( أي بحقيقته ومعتقداته)..

5- ان تكون له أفكار انتحارية أو له محاولات للانتحار أو لتشويه جسده ( جرح وحرق الذراعين أو مناطق أخرى في الجسم)..

6- أن يكون لديه مزاج سريع التقلب والتبدل بين الحزن والنزق والقلق...

7- أن يكون لديه احساس عميق أن كل ما حوله عقيم وعديم الجدوى..

8- أن يكون غضبه زائدا عن الحد وغير متناسب مع الظروف ..

9- أن يشعر بالاضطهاد أو الانعزال عندما يكون واقعا تحت ضغوط شديدة ( أن يشعر كما لو كان في حلم)

والاشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يستغلون الآخرين بصفة رئيسية عن طريق إثارة استجابات عاطفية سلبية بداخلهم...

والذين يتورطون في علاقات مع اصحاب الشخصية الحدية يكتشفون بسرعة إلى حد ما أن المشاعر المزمنة بالشك والقلق والإحباط والخصومة تصبح هي ردود الأفعال المميزة تجاه السلوك الممزق والمتقلب لهذا الشخص..

هؤلاء الذين يتورطون في علاقات مع أصحاب الشخصية الحدية يشعرون في الغالب بأنهم واقعون تحت السيطرة أو أنهم يتعرضون للاستغلال من خلال وسائل مثل التهديدات ، ومواقف عدم الفوز ، والمعاملة الصامتة ، وثورات الغضب ، وغيرها من الوسائل الأخرى التي يراها ضحايا أصحاب الشخصية الحدية على انها غير عادلة...

واصحاب الشخصية الحدية لديهم نزعة الى استخدام طريقة خادعة ومستغلة أسمتها "سوزان فوروارد" "الابتزاز العاطفي"

في كتاب يحمل نفس الإسم ...

والابتزاز العاطفي يعرف بأنه تهديد مباشر أو غير مباشر من قبل شخص ما بمعاقبة الآخرين إذا لم يفعلوا ما يريده..

وهذا التهديد يكون بصفة رئيسية محددا ودقيقا :

إذا لم تتصرف بالطريقة التي أريدك أن تتصرف بها ..فسوف أجعلك تعاني...

والاطفال الصغار الذي تثور ثائرتهم يتقنون هذه اللعبة جيدا ، ويطبقون نفس هذا المبدأ ، على الرغم من أنهم أصغر من أن يصنفوا على أنهم أصحاب شخصية حدية...

والتورط في علاقة مع شخص يمتلك شخصية حدية يشبه تماما الوقوع في دوامة من العواطف فيها للدوران في دوائر لا تنتهي من المآسي والفوضى..

وتصبح عرضة للتأثر بكل تغيير يطرأ على حالته النفسية التي ربما تتغير من الحالة السوية إلى الاكتئاب...

ومن المرح إلى سرعة الانفعال.. ومن الهدوء الظاهر إلى الغضب العارم والقلق ، وكل هذا يحدث بدون سابق إنذار ، وغالبا بطرق لا يمكنك توقعها أو حتى فهمها..

وبمرور الوقت ، تتعرض إلى إحباطات مستمرة كنتيجة لحالاته النفسية الشاذة وحاجته النهمة إلى إحباطات مستمرة كنتيجة لحالاته النفسية الشاذة وحاجته النهمة إلى إعادة طمأنته ، وفي النهاية ، ربما تتراكم هذه الاحبطات المستمرة بداخلك وتتحول إلى الغضب من جانبك وربما إلى الرفض ، وهو أكثر ما يخشاه هذا الشخص ، ولكنه يساعد في نفس الوقت على ايجاده ....

والشعور بالوقوع ضحية للاستغلال هو رد فعل عام تقريبا يصدر عمن يتورطون في علاقات مع أصحاب الشخصية الحدية...

أما أصحاب الشخصية الحدية أنفسهم فيرون المسألة من منظور أنهم إن كانوا يتصرفون بشكل متهور فإن ذلك يكون بدافع الخوف والوحدة واليأس والعجز لا بدافع نية خبيثة أو قاسية ...

ومع ذلك ..

فعلى الرغم من أنهم ربما لا يتعمدون التلاعب بالآخرين أو التورط في أفعال مخادعة مقصودة تهدف إلى السيطرة أو التأثير على سلوكهم..

إلا أن النتيجة النهائية التي يجنيها الآخرون والأثر السلبي الكبير الذي يقع عليهم يظلان كما هما..
ما علي زود
ما علي زود
الشخصية الاتكالية..


الاشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاتكالية لديهم حاجة مفرطة الى أن يهتم بهم الآخرون ويرعونهم...

الأمر الذي يؤدي الى جعلهم خاضعين للآخرين وشديدي الاعتماد عليهم..

والشخصيات الإتكالية هي شخصيات بحاجة مستمرة الى الآخرين ، وخاضعة ، وخانعة ، وغير قادرة على العمل إلى اذا تلقت منهم الرعاية المستمرة والاستحسان والطمأنينة والمساندة العاطفية...

ولأنهم يواجهون صعوبة في اتخاذ القرارات الخاصة بهم سواء في الموضوعات الصغيرة أو الكبيرة ، فإن الآخرين الذين يتورطون معهم يتم خداعهم واستغلالهم لأنهم يأخذون على عاتقهم مسؤولية اتخاذ كل هذه القرارات أو تقديم المساعدة في اتخاذها..

وفي خلال ذلك ، يتولى الآخرون السيطرة والمسؤولية عن حياة هذه الأطراف الاتكالية في العلاقة..

ولأن هذه الشخصية تعتمد بشكل كبير على الآخرين ..

فإنهم يفشلون في صناعة القرار اللتي تناسب عمرهم...

وفي المقابل...

فإن ذلك يطيل ويعزز من شعورهم بعدم الكفاءة والصبيانية والاعتمادية على الآخرين...

ومن أجل أن يقللوا من توقعات الآخرين منهم ، فانهم سوف يتظاهرون بصفة مستمرة بالحماقة والسخف ويحاولون باستمرار حمل الآخرين على القيام بما يستطيعون هم أدائه بأنفسهم..

وهؤلاء الأشخاص يصبحون في غاية التوتر والقلق عندما يتركون بمفردهم...

انهم بحاجة الى أن يحدد لهم الآخرون الأشخاص الذين يصاحبونهم.....

والمكان الذين يقطنون فيه ، ونوع الوظيفة الذي يبحثون عنها ( إذا بحثوا عن وظيفة في الأصل) ..

والملابس التي يرتدونها .. والمكان الذي يمكنهم تناول الطعام فيه...

وما الذي يأكلونه بالضبط... والمكان الذين يقضون فيه اجازتهم .. وكيف ينفقون أموالهم وكيف يربون أولادهم .... الخ..

وهم يتقبلون النقد على حسب معناه الظاهري بدون دراسته الدراسة الكافية دليل صورتهم السلبية عن أنفسهم...

ولأنهم يرون فكرة فقدان الإرشاد الذي يتلقونه من الآخرين فكرة مخيفة تماما..

فإن أصحاب هذه الشخصية الاتكالية سوف لا يظهرون المعارضة أو الإختلاف في الرأي مع الآخرين حتى اذا كانوا بالفعل لا يوافقون على النصيحة التي قدمت لهم..

وعلاوة على ذلك..

فإنهم لن يظهروا أي غضب حتى لو تمت استثارتهم ...

وذلك لانهم لا يستطيعون المخاطرة بأن يتم رفضهم أو الصد عنهم أو فصلهم عن الأشخاص الذين يقومون هم باستغلالهم من أجل رعايتهم والاهتمام بهم...

والشخصية الاتكالية تتحدد عندما تتوافر في الشخص خمس سمات على الاقل من السمات التالية:

1- أن يكون عاجزا عن اتخاذ القرارت العادية بدون النصيحة التي يتلقاها من الآخرين في هذا الشأن..

2- أن يكون معتمدا على الآخرين في أن يتولوا المسؤولية عن معظم الجوانب المهمة في حياته..

3- أن تكون لديه صعوبة في معارضة الأشخاص الذين يحتاج الى مساعدتهم أو مساندتهم..

4- أن تكون لديه صعوبة في بدء العمل على مشروعات أومهام جديدة أو في أداء بعض الأشياء بنفسه بدون مساعدة الآخرين له..

5- أن يكون لديه الاستعداد لبذل اقصى جهد من أجل الحصول على الرعاية والمساندة من الآخرين..الأمر الذي يجعله في النهاية يتطوع لعمل أشياء غير مرضية ومزعجة من اجلهم ، حتى يحظى بهذه الرعاية والمساندة..

6- أن تنتابه مشاعر عدم الارتياح أو العجز عندما يترك بمفرده، وهذا راجع الى اعتقاده في أنه غير قتدر على الاعتناء بنفسه..

7- أن يسعى بشكل يتسم بالتهور الى تكوين علاقة جديدة على الفور بعد انتهاء علاقة حميمة ، لتكون بمثابة تعويض عنها ( علاقة تعويضية متسرعة بدون التفكير الكافي بمدى ملائمتها)

8- أن يسيطر عليه القلق المفرط بشأن ما يمكن أن يحدث اذا لم يجد من يهتم به ويرعاه..

إن السيطرة من قبل هؤلاء الاشخاص امر واضح على الرغم أنه لا يحدث بالضرورة بطريقة متعمدة أو واعية أو مخطط لها...

تماما كما هو الحال بالنسبة للشخصية الحدية..

وغالبا ما يكون هناك فرق بالنظر الى الكيفية التي تظهر بها الاتكالية في هذا النمط من أنماط الشخصية ...

فالنساء يملن الى الخضوع كوسيلة للسيطرة على الآخرين واستغلالهم ...

أو لحملهم على الاهتمام والرعاية لهن...

أما الرجال على الجانب الآخر...

فيكونون كثيري الطلبات وملحين تجاه الأشخاص الذين يحتاجونهم ...

وعلى الرغم من الإلحاح الواضح ...

فإن هؤلاء الرجال قد يكونون على نغس القدر من الاتكالية التي يميز النساء الآتي يظهرن الخضوع بشكل أوضح...
ما علي زود
ما علي زود
الشخصية المتكلفة..


كلمة متكلفة تعني التصرف بطريقة "مسرحية" للتعبير عن المشاعر غير الصادقة أو التي يتظاهر صاحب هذه الشخصية أنه يحس بها..

والاشخاص الذين لديهم هذا الاضطراب يحاولون لفت انتباه الآخرين اليهم بطرق غريبة..وغير مألوفة..

والسمة الأساسية لهذه الشخصية هي البحث عن الانتباه والعاطفية المفرطة، إن لم تكن الميلودراما الصريحة..

والعاطفية المفرطة التي تظهر بها هذه الشخصية المتكلفة كثيرا ما تظهر في صورة تحولات سريعة في العاطفة تبدو أنها ظاهرة أو مصطنعة..

والاشخاص المتكلفون لديهم رغبة ملحة في جذب انتباه الآخرين ، وهم يشعرون بعدم الارتياح عندما لا يكونون محور اهتمامهم ...

وهم غالبا ما يرتدون أزياء ذات ألوان صارخة.. أو يصففون شعرهم بطريقة غريبة.. من أجل لفت انتباه الآخرين..

ولأنهم يجب أن يكونوا في بؤرة الاهتمام بصفة مستمرة...

فإن هذه الشخصيات من الممكن أن تصبح مستغلة للغاية.. وتستخدم الانفجارات العاطفية لتحقيق رغباتها...

واصحاب الشخصية المتكلفة هم أشخاص حساسون للغاية وسؤيعو التأثر..

ولذلك فهم غالبا ما يثقون بالآخرين بشكل مفرط..

ويتسمون بالسذاجة الشديدة.. ومن ثم يسهل خداعهم ..

وهم يميلون إلى اتباع احدث صيحات الموضة ، وسماع احدث الاتجاهات في الموسيقى ، وفي غيرها من الأشياء الأخرى..

حتى عندما تكون اهتماماتهم هذه لا تناسب مرحلتهم العمرية ( بمعنى أنهم يجتهدون حتى يظهروا اصغر من عمرهم الحقيقي)

والشخصيات المتكلفة تكون في العادة شخصيات تافهة ومستغرقة في التفكير في شؤونها الذاتية..

وعلاقات أصحاب هذه الشخصية تكون علاقات سطحية ...

كما أن تعابيرهم وأحاديثهم العاطفية تبدو غير صادقة في الغالب أو تفتقر الى عمق المشاعر..

والشخصية المتكلفة تتحدد اذا كان في الشخص خمس سمات على الأقل من السمات التالية :

1- أن يشعر بعدم الارتياح في المواقف التي لا يكون فيها محور اهتمام الآخرين..

2- أن يظهر من المشاعر ما يبدو للآخرين أنه تحول سريع ، أو ما يبدو أنه مشاعر سطحية وظاهرية...

3- أن يستخدم مظهرة باستمرار كوسيلة لجذب الآخرين..

4- أن يتكلم بطريقة مؤثرة بشكل مفرط تهدف الى إثارة انطباع معين في السامعين ولكنها تفتقر الى التفاصيل...

5- عندما يتحدث عن نفسه أو يروي قصة فإنه يفعل ذلك بطريقة مسرحية أو درامية..

6- أن يكون به ميل إلى رؤية علاقاته بالآخرين بحميمية أكثر مما هي عليه بحقيقة الأمر..

وهذه الشخصيات تقوم في الغالب بأداء الدورين معا :

دور الشخص الذي يسعى الى السيطرة على الآخرين واستغلالهم..

ودور الشخص الذي يتعرض لذلك من قبل الآخرين..

فهو يسيطر على الآخرين عن طريق الإثارة ..

فهو يعمد الى اثارة ردود أفعال سلبية في الآخري استجابة منهم لما يظهره من بعض السمات المميزة...

ففي أي موقف يجتمع فيه مع مجموعة من الأشخاص ..

فإن الشخص المتكلف سوف يحاول أن يعترض طريق أي شخص آخر يتحدث أو يحظى بإنتباه الآخرين...

كذلك فإنه سوف يقوم باستغلال الآخرين من خلال ما يظهره من عاطفية مفرطة..

حتى يمنحوه اهتمامهم وانتباههم.. حتى اذا كانوا لا يرغبون بذلك...
ما علي زود
ما علي زود
الشخصية العدوانية السلبية


هؤلاء الأشخاص يكونون في غاية الاستغلال للآخرين وتتولد لديهم رغبة قوية بالسيطرة عليهم...

والأساس لفهم الأشخاص الذين يتسمون بالعدوانية السلبيةهو ادراك انهم يظهرون حقدهم أو عدوانيتهم من خلال وسائل سلبية مستترة (من تحت لتحت) وليس من خلال وسائل عدوانية صريحة بشكل فعلي...

ومع ذلك ...

فمن خلال مقاومتهم السلبية لمطالب وحاجات الآخرين... فإنهم يثيرون في أنفسهم إحباطا شديدا للغاية..

وفي النهاية..

يثيرون في داخلهم العداوة الصريحة..

وأكثر الحيل شيوعا التي يستخدمها الشخص الذي يتسم بالعدوانية السلبية..

هي المماطلة والتسويف..

وإهدار الوقت..

والعناد..

والتظاهر المتعمد بعدم الكفاءة وكثرة النسيان..

وهو عادة ما يشكو للآخرين كثرة المطالب التي يفرضها عليه رؤساؤه ومن يفوقونه سلطة..

على سبيل المثال...

إذا طلب منه رئيسه في العمل أن يعمل على مشروع ما..

فإنه لن يقاوم بطريقة مباشرة..

ولكنه بدلا من ذلك سوف يئن وينتحب ويعبس...

ويشكو لزملائه في العمل او افراد عائلته من الطلبات الزائدة عن الحد والغير معقولة التي فرضت عليه...

والوسيلة التي يقاوم من خلالها ستكون بأن"ينسى" الموعد النهائي لإتمام المشروع..

والتهرب من حظور الاجتماعات..

والتأجيل والمماطلة حتى يصاب هؤلاء الأشخاص الذين يعتمدون بالحنق والغضب..

أما في العلاقات الشخصية سوف يقاوم ما يطلب منه بطرق سلبية مستترة..

على سبيل المثال..

إذا طلب منه حضور مناسبة اجتماعية معينة..

فربما يذعن ويوافق على ذلك ولكنه سوف يبدي مقاومته بان يكون هادئا ومنطويا ومتجهم الوجه أثناء حظوره لهذه المناسبة..

وعندما يصبح الطرف الآخر في حال من الضيق والانزعاج بسبب هذا السلوك المتقوقع وغير المتواصل..

فانه سوف يعبر عن الاندهاش والحيرة من ردة فعله هذه..

باختصار الشخصية العداونية السلبية تخدع الآخرين ونسيطر عليهم وتستغلهم من خلال سلبيتها الشديدة...

عن طريق عدم الإذعان لما يطلب منها..

او عن طريق الاذعان الظاهري للمطالب التي تفرض عليها والتي يتم افسادها فيما بعد عن طريق المقاومة السلبية من جانبهم..

تخدع هذه الشخصيات الآخرين وتستغلهم عن طريق اثارة مشاعر الإحباط والعداوة في نفوسهم..

ومن غير المحتمل أن تتغير هذه الشخصية أو تظهر ولو حتى تفهما متواضعا للطريقة التي تؤثر بها مقاومتهم السلبية للآخرين..

وبالطبع..

سوف تخدع هذه الشخصية الآخرين وتخدعهم تستغلهم حتى تحملهم على تقليل ما يفرضونه عليه من مطالب...

وهذا لأن الثمن العاطفي الذي يدفعونه في مقابل الإعتماد على هذه الشخصية يكون باهضا للغاية..
ما علي زود
ما علي زود
الشخصية العصبية..


هي إسم يطلق على نمط الشخصية والسلوك المتوتر والقلق إلى حد كبير...


والشخصية العصبية تشير إلى شخص يعاني من "مرض السرعة"

ومثل هؤلاء الأشخاص مهتمون بالقيام بعديد من المهام بوقت أقل..

وبلغة اليوم..

فهؤلاء هم القادرون على أداء العديد من المهام في وقت واحد..

والذين يصبحون في غاية الغضب والتوتر عندما يجدون أنفسهم عالقين في اختناق مروري ..

أو عندما يضطرون للوقوف في الطوابير ..

أو حتى عندما يضطرون إلى إنتظار شخص ما ليتم جملته أو فكرته وهو يتحدث معهم..

وبالإضافة إلى ضغوط مرض السرعة التي تولد نفسها بنفسها..

فإن الشخصية العصبية تتميز بأنها شخصية تنافسية بحد كبير وتهتم بمعايير النجاح الكمية ( مقدار ما يكسبه المرء من مل وعدد الترقيات التي حصل عليها ، ومقدار ما يحوزه من ممتلكات)

في مقابل معايير الحياة الكيفية (مدى ما يشعر به الانسان من صحة ، ومدى ما قد يكون عليه من رضا أو إشباع)....

كذلك فهذه الشخصية تهتم للغاية بالحفاظ على سيطرتها على محيط حياتها ، بما في ذلك الأشخاص الموجودين في هذا المحيط..

وطوال سنوات من الأبحاث على هذه الشخصية فقط اتضح أن السمة الحقيقية الأساسية التي تجعل هذا النمط من الشخصيات عرضة لأمراض القلب وغيرها من الأمراض هي الغضب والعدوانية التي يطلق لهما العنان..

فالعداوة بالنسبة لهذه الشخصيات من السهل جدا إثارتها ويتم ذلك بسرعة شديدة..

إن نمطهم المتطرف يضعهم ومن حولهم في حالة من التوتر والضغوط المستمرة..

وبالتالي..

فإن أي شيء من الممكن أن يفسد خططهم أو يعوق جدول أعمالهم أو بأي طريقه يحبط رغبتهم في الإحتفاظ بالسيطرة..

يؤدي إلى إظهار غضبهم ...

وما يلجأون اليه من غضب وعداء يصبح في غاية الخطورة عليهم ويتم ترجمته جسمانيافي النهاية إبى أمراض الشرايين التاجية..

وبالطبع...

فما تتميز به الشخصية العصبية من حدة وتوتر ليست مقصورة على الرجال ...

على الرغم من أن معظم الأبحاث اجريت عليهم..

ولكن لا يزل رأيي أن الكثير من السيدات اللاتي يقمن بأدوار عديدة ( أم - موضفة - سائقة سيارة - طاهية في البيت - زوجة ) يتعرضن الى نفس القدر أو حتى الى قدر أكبر من من الضغوط التي يتعرض لها الرجال الذين يصنفون تحت فئة الشخصية العصبية..

ولكن هذه الضغوط مختلفة وتتطلب معالجة وحلولا مختلفة..

ومع ذلك..

فالشخصية العصبية هي شخصية مسيطرة.. وسريعة الغضب..وتميل الى تخويف الاخرين ، وهم يستغلون الآخرين بصورة مباشرة عن طريق أساليب واضحة للسيطرة..

ولكنهم يستغلونهم بطريقة غير مباشرة عن طريق اثارة استراتيجيات الإجتناب...

فهم لا يرغبون أن يكونوا هدفا لعداوتهم..

ومن هنا فالأشخاص الذين يتعاملون معهم او لهم علاقة شخصية معهم غالبا ما يشعرون أنه يتحتم عليهم أن يكونوا في غاية الحرص والحذر حتى يتجنبوا مضايقتهم او إغضابهم..

فإن كان هؤلاء الأشخاص ممن يتجنبون الصراعات( جنوبيين) فمن المرجح أنهم يصبحون واقعين وبشكل كبير تحت سيطرتهم وأن يشعروا بالخوف الشديد منهم من مجرد التهديد بانفجار غاضب أو مواجهة..

إن الشخصيات المسيطرة الغاضبة من الممكن أن تقوم بإستغلال المحيطين بها بطرق أخرى كذلك..

فظاهرة انتقال القلق والتوتر بالعدوى منهم إلى المحيطين بهم هي ظاهرة واضحة تماما..

بعبارة أخرى مستوى ما يشعرون به من قلق وتوتر يجعل كل المحيطين بهم يشعرون بالقلق والتوتر كذلك...