فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
:: ارْقُبِ البَيْتَ من راقبِه~ أي احفظ بيتك من حافظه ، وانظر من تخلف فيه. وأصله أن رجلاً خلّف عبده في بيته فرجع وقد ذهب العبد بجميع أمتعته، فقال هــذا الكلام ، فذهب مثلاً
:: ارْقُبِ البَيْتَ من راقبِه~ أي احفظ بيتك من حافظه ، وانظر من تخلف فيه. وأصله أن رجلاً خلّف...


ونعود للأمثال ..

إنّما هُوَ الفَجْرُ أو البَجْرُ~
إنك إذا انتظرت حتى يضيء لك الفجر الطريق
أبصرت قدرك ،
وإن خبطْت الظلماء وركبت العشواء
هجما بك على المكروه.

ضرب هذا المثل في الحوادث التي لاامتناع منها .






إنّما نُعْطي الّذي أُعْطينا~
أصل هذا المثل كما رواه الأعرابي عن ابن شبيل قال :
كان عندنا رجلٌ مئناث ( ينجب الإناث)
فولدت له امرأته جارية. فصير،
ثم ولدت له جارية أخرى فصبر ،
ثم ولدت له ثالثة فهجرها وتحول عنهاإلى بيتٍ قريبٍ منها،
فلما رأت ذلك أنشأت تقول:
مالأبي الذٌلفاء لا يأتينا
وهو في البيت الذي يلينا
يغضب إن لم نلد البنينا
وإنما نعطي الذي آعطينا
فلما سمع منها ذلك طابت نفسه
ورجع إليها ..

يضرب المثل في الاعتذار عما لايملك ..
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
يطيب لنا أن نعود فنتصفح هذا الكتاب القيّم لنغرف من معاني أمثاله:




أمْرُ اللهُ بَلْغٌ يسْعٓدُ بهِ السُّعداءُ ويَشْقى بهِ الأَشْقِياءُ~

بلغٌ : أي بالغ بالسعادة والشقوة ،
أي نافذ بهما حيث يشاء.

يضرب المثل لمن اجتهد في مرضاة. صاحبه فلم ينفعه ذلك عنده.






إذا أخْصبَ الزَّمانُ جاءَالغاوِي والهاوِي~

يقال : الغاوي الجراد ، والغوغاء منه ،
والهاوي: الذباب تهوي المجيء إلى الخصب .

يضرب في ميل الناس إلى حيث المال .





إذا شَبِعَتِ الدَّقيقَةُ لَحِسَتْ الجَليلَة~

الدقيقة : الغنم ،
الجليلة : الإبل ، وهي لايمكنها أن تشبع بالقليل ،
بينما الغنم يشبعها القليل من الكلأ فهي تفعل ذلك .

يضرب للفقير يخدم الغني .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


إنّما هُوَ كَبرْقِ الخُلَّبِ ~


يقال : برقٌ خلّبٌ ، وبرقُ خُلّبٍ بالإضافة ،
وهما البرق الذي لاغيث معه كأنّه خادع .
والخلّب أيضاً : السحاب الذي لامطر فيه،
وإذاقيل : برق الخلّب ، فمعناه برقُ السحاب الخلب .

المثل يضرب لمن يعدُ ثمّ يخلف ولا ينجز .




إمّا عليْها وإمّا لها ~

أي اركب الخطر على أي الأمرين وقعت من نجْح أو خيبة،
والهاء في (( عليها )) و(( لها )) راجعة إلى النفس ،
أي : إمّا أن تحمل عليها وإمّا أن تتحمل الكدّ لها .




أخذَني بأطْيرِ غيْري ~


الأطير : الذنب ، قال مسكين الدارمي :
أتضربني بأطير الرجال
وكلّفتني مايقول البشر .





آمنُ منْ حَمامِ مكّةَ~


حمام مكة. لاتُثار ولا تُهاج
قال شاعر الحجاز وهو النابغة :
والمؤمنِ العائذات الطير يمسحها
ركبان مكة بين الغيلِ والسّندِ




بلَغَ السّيْلُ الزُّبى ~


هي جمع زبية ، وهي حفرة تحفر للأسد إذا أرادوا صيده،
وأصلها الرابية لايعلوها الماء،
فإذا بلغها السيل كان جارفاً مجحفاً.
يُضربُ المثل لمن جاوز الحد.
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نواصل معكن الأمثال العربية وماترمي إليه :


أخَفُّ مِنْ فَراشَةٍ~
الفراشة أكبر من الذباب الضخم،
فإن أخذتها بين يديك صارت بين أصابعك مثل الدقيق.
قال الشاعر :
سفاهةُ سنّورٍ وحلمُ فراشةٍ
وإنّك من كلب المهارشِ أجهلُ




أخفُّ حلماً منْ عُصفورٍ ~
تضرب العرب المثل بالعصفور لأحلام السخفاء،
قال حسّان :
لابأس بالقومِ من طولٍ ومن عِظمٍ
جسم البغالِ وأحلام العصافيرِ



أخْلفُ منْ شُربِ الكمُّونِ ~
لأن الكمّون يُمنَّى السقي فيقال له :
أتشرب الماء ؟
ويقال أيضاً: مواعيد الكمون،
كما يقال مواعيد عرقوب ،
إلّا أن الكمون مفعول لافاعل ،
وعرقوب في ( مواعيد عرقوب ) فاعلاً
يقول الشاعر:
إذا جئته يوماً أحال على غدٍ
كما يوعَد الكمّونَ ماليس يصدقُ .



أخْيَبُ منَ القابِضِ على الماءِ~

مثل لمن لايعود بشيءٍ مما يرجو
وفي ذلك قال الشاعر :
وما أنسَ من أشياءَ لاأنسَ قولها
تقدّم فشيّعنا إلى ضحوة الغدِ
فأصبحتُ مما كان بيني وبينها
سوى ذكرها كالقابضِ الماءَ باليدِ .

~ ~ ~
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
طولُ التّنائي مَسْلاةٌ للتصافي~

مسلاة : مفعلة من السلو والسلوان ،
يقال : الخمر مسلاة للهم ، أي مذهبة للحزن
وأنشد الرياشي:
يُسلي الحبيبين طول النأي بينهما
وتلتقي طرقٌ أخرى فتأتلفُ
فيحدث الواصل الأدنى مودّتهُ
ويصرم الواصل الأنأى فينصرفُ




اطْمَئنّ عَلى قَدْرِ أرْضِكَ ~


هذا قريب من قول العامة : مدّ رجلك على قدر الكساء
( مدّ رجلك قدر لحافك )

يضرب في الحث على اغتنام الاقتصاد .




أطيرُ مِنْ حُبارى ~

لأنها تُصاد بالبصرة فتوجد في حواصلها
الحبة الخضراء الغضة الطرية ،
وبينها وبين ذلكبلاد وبلاد.





أطْيَبُ نَشْراً مِنَ الصِّوار ~

الصّوار : المسك ، وفيه قال الشاعر :
إذا لاح الصوار ذكرت ليلى
وأذكرها إذا نفح الصوارُ..





طَرْفُ الفَتى يُخَبِرُ عَنْ لٍسانِهِ~


ويُروى ( عن ضميره )
وقال بعض الحكماء : لا شاهد على غائب
أعدل من طرفٍ على قلب .