بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الفاضلات:
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
فيما يلي ملخص لبرنامج "خواطر قرآنية "للداعية الإسلامي:"عمرو خالد "، الذي يعرض على قناة إقرأ في حوالي الحادية عشر صباحاً ، ويعاد في حوالي الرابعة مساءً بتوقيت القاهرة...وأرجو أنأكون قد وُفِّقتث فيه،وأن ينفعنا الله تعالى به.
1- الفاتحة:
سُمِّيَت بالفاتحة لأن كتاب الله مُفتَتَح بها،كما أنها تعتبر مفتاح القرآن،لأنها تحتوي على الأهداف الرئيسة التي يهدف إليها القرآن أو المحاور الرئيسة به،وهي:
العقيدة
العبادة
منهج الحياة(أو المعاملات)
وللفاتحة عند الله شأنٌ عظيم، فقد قال الله تعالى:" ولقد آتَيناكَ سبْعاً من المثاني والقرآن العظيم"،فنراه يذكرها بمفردها ،ثم يذكر القرآن كله بمفرده... أي أن الفاتحة شيء عظيم بمفرده،ولها قدرها الكبير كما أن القرآن شيء عظيم وله قدره الكبير !!
والقرآن الكريم وحدة كاملة متكاملة من الأفكار المترابطة،أي أن كل سورة مرتبطة بما قبلها وما بعدها ...إلا الفاتحة، فهي الوحيدة التي يمكن أن تأخذ مكانها بين أي سورة وأخرى،فتكون حلقة وصل، دون أن يختل هذا الترابط لأنها –كما ذكرنا – تحتوي على كل ما يحتويه القرآن من الأفكار.
ومن الفاتحة نتعلم:
1- أهمية أن نحمد الله تعالى على نِعَمِهِ،فالإنسان من كثرة ما يألَف النعم ينسى المُنعِم، أوقد ينسيه الشيطان ،وهنا تذكرة له.
2- أن أساس علاقة الله بالإنسان ، أنه رحمن ورحيم ،فإن استقام وأطاعه فهو من الفائزين ، وإن لم يستقِم...فإن الله" مالك يوم الدين" يحاسبه حساباً شديداً.
3-إخلاص العبودية لله تعالى ،حيث نلاحظ أن كلمة" إيَّاكَ" جاءت قبل "نعبد" ولم يقُل مثلاً:" نعبدك"
4- أن العبودية لله وطاعته والاستقامة على أمره لن تتم إلا بمعونة الله تعالى ،حيث قرن العبودية بالاستعانة به تعالى .
5-أن الهداية نعمة من الله تعالى ويجب أن نشكره عليها ، فكم من الضالين حولنا والعياذ بالله.
6- أن المؤمن لو استقام على منهج الله(وهو الصراط المستقيم في الدنيا)فإنه سيجوز الصراط في الآخرة كالبرق،إلى الجنة...والعكس صحيح.
7-أهمية الصحبة الصالحة(الذين أنعمتَ عليهم)،و تذكِّرنا بمن سبقونا من الصالحين من الأنبياء والتابعين وغيرهم من الصالحين
8-أن أعداء الإسلام الأساسيين هم: المغضوب عليهم، والضالين.
ويُلاحَظ أن الفاتحة تخلو من أحكام التجويد الصعبة كالإدغام والغُنَّة وكثرة المُدود ،لتكون سهلة القراءة بالنسبة لكل مسلم مهما كانت درجة تعليمه،ومهما كانت لغته التي يتحدثها.
فتذكر هذه المعاني وانت تصلي بالفاتحة ،فنحن نقرأها 17 مرة على الأقل كل يوم،فلنقرأها كل مرة بإحساس جديد،لعل الله يفتح علينا فيلهمنا من أسرارها
rainyheart @rainyheart
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بتول2004
•
بارك الله فيكي اختي ولكن كم تمنيت لو وضعت ايضا رابط سورة الفاتحة لأنها فاتتني ( واحدة طماعة ) وهل ستستمري في وضع روابط الدروس كلها ام لا أسأل الله لك العتق من النار انت وكل أمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
بتول2004
•
بارك الله فيكي اختي وهل لديكي خواطر سورة الفاتحة لأني لم احضرها وهل ستستمري في انزال الدروس أسأل الله لنا ولك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل
سورة النساء
لعلنا نذكر أن هدف سورة "البقرة" هو توضيح المنهج الواجب اتباعه لخلافة الأرض.
وأن هدف سورة "آل عمران" هو النصيحة بالثبات على هذا المنهج والمسؤولية التي استودعها الله المسلمين .
ثم تأتي سورة النساء لتقول: لكي يستأمنك الله على خلافة الأرض مطلوب منك العدل والرحمة، خاصة بالضعفاء!!!
ولعلنا نلاحظ أنه ما من آية من آيات سورة النساء إلا وتتحدث حول هذا الهدف: (العدل والرحمة)!!!!
كما نجدها أيضاً تتحدث عن النماذج التي قد تتعرض للظلم والقسوة بسبب ضعفها: مثل اليتامى والعبيد والإماء، والأقليات غير المسلمة التي تعيش بين المسلمين، والوَرَثة ، والنساء.
وكأن الله تعالى يقول لنا: تريدون أن تكونوا مسؤولون عن الأرض؟!!إذن أروني منكم الرحمة والعدل!!!!
وإذا تأمَّلنا آيات هذه السورة نجدها منذ البداية تقول:إن أول مظاهر الرحمة أن تكون رحيماً في بيتك مع زوجتك وأولادك ،فإذا استطعتَ تحقيق ذلك، فسوف تستطيع أن تعدل مع بقية النماذج من المستضعفين في المجتمع .
وكأن سورة آل عمران كانت تمهِّد لتكريم المرأة في سورة النساء، حين ذكرت نموذجين رائعين للثبات على الطاعة والعفة والعبادة،ثم جاءت سورة النساء لتبدأ أول آية منها بتذكير الرجل بأن أصله وأصل المرأة واحد،فكيف يتجبر أحدهما على الآخر؟؟!!!
وتأتي الآية الثانية لتقول:" إعدلوا في التعامل مع اليتامي وارحموهم.
والآية الثالثة: إن خفتم من عدم العدل بين الزوجات فاكتفوا بواحدة.
والآية الرابعة: إياكم ألَّا تعطوا المرأة مهرها!!!
والآية الخامسة: وارزقوهم فيها واكسوهم (رحمة)
الآية السادسة: وصية بالرحمة والعدل مع اليتامى.
والآية السابعة: العدل في القِسمة ثم الرحمة.
الآية التاسعة: إذا كنتَ تخشى على أولادك بعد موتك، فاتَّقِ الله، وقُل الحق، واعدِل!!!
بعد ذلك يأتي تحذير شديد من ظلم اليتامى في حقوقهم.
ثم أحكام الميراث،وفيه وصية بالأولاد وهم أحد نماذج المستضعفين الذين يحتاجون إلى الرحمة.
ثم تذكرة بحقوق الزوج والزوجة بعد وفاة أحدهما قبل الآخر.
ثم آية تبشِّر الذين يعاملون المستضعفين بالعدل والرحمة...ثم تحذِّر تحذيراً شديداً من عدم العدل.
نرى بعد ذلك وصية بالرحمة بالمرأة والعدل في التعامل معها،ويتجسد ذلك في الكلمتين :
" وعاشِروهُنَّ بالمعروف" اللتان يفسرهما عامة الناس بحسن المعاملة،بينما فسرهما العلماء على أنهما:
عدم ظلم الزوجة
وتحمُّل الأذى منها
وترقيق قلبها حتى يذهب عنها الغضب.
وللنساء المسلمات أقول: إذا قال لكِ أحدٌ أن الإسلام ظلم المرأة ، فأَريهِ سورة النساء !!!!
نرى بعد ذلك الخطاب موجَّهاً للرجال قائلاً : إذا كرهتم النساء فاصبروا عسى أن يكون بهن خيرا، فإن لم تستطيعوا وعزمتم على الطلاق،فلا تأخذوا منهن المهور...ويحذِّرهم تحذيراً شديدا،ثم يذكِّرهم بالعلاقة الطيبة التي كانت بينهم في الأيام الخوالي،وبالميثاق الغليظ الذي بينهم منذ أن خطبها من وليِّها على كتاب الله وسُنّّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم يوصي بالإماء ، فإن همَّ رجل بالزواج من إحداهن فإن الله يأمره أن يستأذن سيِّدها،ولكنه عبَّر عن سيدها بكلمة (أهلها) تكريما للأَمَة وعدم جرح لمشاعرها!!!!
ثم يأمر المرأة بعدم مصاحبة الرجال بدون زواج رحمةً بهن لأن أول ما ينكسر بسبب هذه العلاقات هي قلوبهن الضعيفة!!!
ثم من رحمة الله جل جلاله أن يفسِّر أسباب الأوامر التي سلفت في الآيات (28،27،26) ،بأنه يريد بهذه التشريعات،فيخاطب المؤمنين قائلاً:" إنه يريد أن يوضِّح لكم معالم دينه القويم وشرعه الحكيم، ويدلُّكم على طريق الأنبياء والصالحين من قبلكم في الحلال والحرام، ويتوب عليكم بالرجوع بكم إلى الطاعات((رحمةً بكم ))فهو سبحانه عليم بما يُصلح شأن عباده،حكيم فيما شرعه لهم ...كما أن الله تعالى يريد أن يتوب عليكم ويتجاوز عن خطاياكم بينما يريدون الذين ينقادون لشهواتهم أن تنحرفوا عن المنهج انحرافاً شديداً، فهو -سبحانه - يريد بما شرعه لكم التيسير(الرحمة) ،وعدم التشديد عليكم لأنكم خُلِقتم ضعفاء.
ثم ينتقل بعد ذلك للحديث عن عدم الظلم في الأموال والأنفُس(الآية رقم 29)
ثم يتحدث عن ضوابط العدل حتى يتحقق التوازن بعدم المبالغة في العدل فتكون النتيجة عكسية، فالعدل مع النساء هو الأصل، ولكن يجب أن تكون القِوامة للرجل،فيوصي المرأة بالرجل خيراً،ثم يوضِّح كيفية تأديب الرجل لزوجته إذا كانت ناشِزاً،وهنا أتوقف عند كلمة (ناشز) فهذا يعني أنها أحدثت مصيبة كبيرة،وليس كما يظن الرجال فيضربون زوجاتهم لأتفه الأسباب ثم يقولون أن القرآن يبيح ضربهن!!!
وإنما يجب معالجتهن بالتدريج:
الموعظة،
فإن لم يتَّعِظن فالهجر في الفراش،
فإن لم يُجدي ذلك فالضرب غير المبَرِّح.
بعد ذلك يأتي الحديث عن نماذج تحتاج مِنَّا إلى العدل والرحمة في الآية 36، وهم: الوالدين و الأقربين،واليتامى والمساكين، والجيران بأنواعهم ،وابن السبيل والعبيد والإماء .
ثم يلفت الانتباه إلى عاملَين سلبيين يؤثِّران على قدرة الإنسان على تحقيق الرحمة والعدل،وهما:
البخل(في الآية 36) ..فالبخيل غالباً ما يكون ظالماً ،وقاسي القلب.
والرياء(في الآية 37)لأن المُرائي يتعامل بوجهين: وجه يظهر به أمام الناس ، ووجه آخر يخلو به بزوجته ،أو بالضعيف فيظلمهم ويقسو عليهم!!!
ثم يوضح لهؤلاء أن الله تعالى يعاملنا بالفضل وليس بالعدل، و لو عاملنا بالعدل لهَلَكنا جميعا!!!!
وتأتي الآية (رقم 41) لتحَذِّر من أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يشهد يوم القيامة علينا جميعا...إذن فيفرح العادلون بعدلهم ، وليَنْتَهِ الظالمون عن ظُلمهم.
ثم تأتي آية محورية هي الآية رقم 58تأمر بالعدل والأمانة ،وتؤكِّد على أن العدل هو أفضل ما يمكن أن يعظنا به الله سبحانه.
وبعد ذلك نجد نَقلة عجيبة!!!
نجد حديثاً عن القتال...فما علاقة ذلك بالعدل؟!!!
إن العلاقة وثيقة فالإسلام يتميز بأنه الدين الذي يضع أخلاقاً للحرب ،لذلك نجد كل أحكام الحرب والقتال في سورة النساء!!
لماذا؟!!
لأن النساء هُنَّ مصانع المقاتلين ،كما أن المرأة التي تتحمل مساوىء زوجها وتصبر عليه تُعَدُّ من المقاتلين أيضاً !!!
ونعود لنتحدث عن أخلاق الحرب التي بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان يوصي المجاهدين قبل بدء الحرب:" لا تقتلوا شيخاً ،ولا طفلاً ، ولا امرأة، ولا تَهدموا بَيتاً،ولا تحرِقوا زَرعاً ،ستجدون رُهباناً قد تفرَّغوا للعبادة في الصوامع ،فاتركوهم وما هُم فيه !!!!
بعد ذلك يأتي الحديث في رُبع كامل عن المنافقين ليلفت نظرك إلى أنهم أكثر شيء يُفسد العدل!!
وبعد ذلك نرى التوازن الذي يتميز به الإسلام، فبعد أن أوصى بالمستضعفين، نراه يوجِّه الحديث (في الآية رقم 97)إلى المستضعفين قائلاً لهم:" إذا استُضعِفتُم في الأرض،فلا تستكينوا وتكونوا سَلبيين، بل أرض الله واسعة ،فهاجروا إلى أرض لا تُستَضعَفون فيها"!!
ثم يأتي الحديث عن رحمة الله تعالى بالمسلمين المتمثلة في القَصر في الصلاة ،وصلاة الخوف.
وعن المستضعفين في الأرض الذين يعيشون بين المسلمين نزلت الآية (105)لتوصي بهم خيرا،ثم نزلت الآية (113)في يهودي اتهمه شخص مسلم بالسرقة ظُلماً وعدواناً ،فبرَّأَته هذه الآية لتؤكِّد سماحة الإسلام وعدله ورحمته حتى بغير المسلمين!!!!
ونلاحظ أن سورة النساء هي أكثر سورة في القرآن تُختَتَم آياتُها بأسماء الله الحُسنى (فقد جاء بها 42 اسماً)،و إذا فحصنا هذه الأسماء لوجدناها تدور حول تركيبة العدل ، وهي الأسماء: عليم ،حكيم،غفور ،رحيم...لأن العلم مع الحكمة والقُدرة ،ثم الرحمة يؤدُّون جميعاً إلى العدل!!!!
فيا رجال المسلمين اقرأوا سورة النساء واعدِلوا في بيوتِكم!!
ويا نساء المسلمين افرحوا بهذه السورة!!!
ويا مجتمع المسلمين: اسمعوا ما جاء بهذه السورة ،واعدلوا بينكم !!!:27:
لعلنا نذكر أن هدف سورة "البقرة" هو توضيح المنهج الواجب اتباعه لخلافة الأرض.
وأن هدف سورة "آل عمران" هو النصيحة بالثبات على هذا المنهج والمسؤولية التي استودعها الله المسلمين .
ثم تأتي سورة النساء لتقول: لكي يستأمنك الله على خلافة الأرض مطلوب منك العدل والرحمة، خاصة بالضعفاء!!!
ولعلنا نلاحظ أنه ما من آية من آيات سورة النساء إلا وتتحدث حول هذا الهدف: (العدل والرحمة)!!!!
كما نجدها أيضاً تتحدث عن النماذج التي قد تتعرض للظلم والقسوة بسبب ضعفها: مثل اليتامى والعبيد والإماء، والأقليات غير المسلمة التي تعيش بين المسلمين، والوَرَثة ، والنساء.
وكأن الله تعالى يقول لنا: تريدون أن تكونوا مسؤولون عن الأرض؟!!إذن أروني منكم الرحمة والعدل!!!!
وإذا تأمَّلنا آيات هذه السورة نجدها منذ البداية تقول:إن أول مظاهر الرحمة أن تكون رحيماً في بيتك مع زوجتك وأولادك ،فإذا استطعتَ تحقيق ذلك، فسوف تستطيع أن تعدل مع بقية النماذج من المستضعفين في المجتمع .
وكأن سورة آل عمران كانت تمهِّد لتكريم المرأة في سورة النساء، حين ذكرت نموذجين رائعين للثبات على الطاعة والعفة والعبادة،ثم جاءت سورة النساء لتبدأ أول آية منها بتذكير الرجل بأن أصله وأصل المرأة واحد،فكيف يتجبر أحدهما على الآخر؟؟!!!
وتأتي الآية الثانية لتقول:" إعدلوا في التعامل مع اليتامي وارحموهم.
والآية الثالثة: إن خفتم من عدم العدل بين الزوجات فاكتفوا بواحدة.
والآية الرابعة: إياكم ألَّا تعطوا المرأة مهرها!!!
والآية الخامسة: وارزقوهم فيها واكسوهم (رحمة)
الآية السادسة: وصية بالرحمة والعدل مع اليتامى.
والآية السابعة: العدل في القِسمة ثم الرحمة.
الآية التاسعة: إذا كنتَ تخشى على أولادك بعد موتك، فاتَّقِ الله، وقُل الحق، واعدِل!!!
بعد ذلك يأتي تحذير شديد من ظلم اليتامى في حقوقهم.
ثم أحكام الميراث،وفيه وصية بالأولاد وهم أحد نماذج المستضعفين الذين يحتاجون إلى الرحمة.
ثم تذكرة بحقوق الزوج والزوجة بعد وفاة أحدهما قبل الآخر.
ثم آية تبشِّر الذين يعاملون المستضعفين بالعدل والرحمة...ثم تحذِّر تحذيراً شديداً من عدم العدل.
نرى بعد ذلك وصية بالرحمة بالمرأة والعدل في التعامل معها،ويتجسد ذلك في الكلمتين :
" وعاشِروهُنَّ بالمعروف" اللتان يفسرهما عامة الناس بحسن المعاملة،بينما فسرهما العلماء على أنهما:
عدم ظلم الزوجة
وتحمُّل الأذى منها
وترقيق قلبها حتى يذهب عنها الغضب.
وللنساء المسلمات أقول: إذا قال لكِ أحدٌ أن الإسلام ظلم المرأة ، فأَريهِ سورة النساء !!!!
نرى بعد ذلك الخطاب موجَّهاً للرجال قائلاً : إذا كرهتم النساء فاصبروا عسى أن يكون بهن خيرا، فإن لم تستطيعوا وعزمتم على الطلاق،فلا تأخذوا منهن المهور...ويحذِّرهم تحذيراً شديدا،ثم يذكِّرهم بالعلاقة الطيبة التي كانت بينهم في الأيام الخوالي،وبالميثاق الغليظ الذي بينهم منذ أن خطبها من وليِّها على كتاب الله وسُنّّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم يوصي بالإماء ، فإن همَّ رجل بالزواج من إحداهن فإن الله يأمره أن يستأذن سيِّدها،ولكنه عبَّر عن سيدها بكلمة (أهلها) تكريما للأَمَة وعدم جرح لمشاعرها!!!!
ثم يأمر المرأة بعدم مصاحبة الرجال بدون زواج رحمةً بهن لأن أول ما ينكسر بسبب هذه العلاقات هي قلوبهن الضعيفة!!!
ثم من رحمة الله جل جلاله أن يفسِّر أسباب الأوامر التي سلفت في الآيات (28،27،26) ،بأنه يريد بهذه التشريعات،فيخاطب المؤمنين قائلاً:" إنه يريد أن يوضِّح لكم معالم دينه القويم وشرعه الحكيم، ويدلُّكم على طريق الأنبياء والصالحين من قبلكم في الحلال والحرام، ويتوب عليكم بالرجوع بكم إلى الطاعات((رحمةً بكم ))فهو سبحانه عليم بما يُصلح شأن عباده،حكيم فيما شرعه لهم ...كما أن الله تعالى يريد أن يتوب عليكم ويتجاوز عن خطاياكم بينما يريدون الذين ينقادون لشهواتهم أن تنحرفوا عن المنهج انحرافاً شديداً، فهو -سبحانه - يريد بما شرعه لكم التيسير(الرحمة) ،وعدم التشديد عليكم لأنكم خُلِقتم ضعفاء.
ثم ينتقل بعد ذلك للحديث عن عدم الظلم في الأموال والأنفُس(الآية رقم 29)
ثم يتحدث عن ضوابط العدل حتى يتحقق التوازن بعدم المبالغة في العدل فتكون النتيجة عكسية، فالعدل مع النساء هو الأصل، ولكن يجب أن تكون القِوامة للرجل،فيوصي المرأة بالرجل خيراً،ثم يوضِّح كيفية تأديب الرجل لزوجته إذا كانت ناشِزاً،وهنا أتوقف عند كلمة (ناشز) فهذا يعني أنها أحدثت مصيبة كبيرة،وليس كما يظن الرجال فيضربون زوجاتهم لأتفه الأسباب ثم يقولون أن القرآن يبيح ضربهن!!!
وإنما يجب معالجتهن بالتدريج:
الموعظة،
فإن لم يتَّعِظن فالهجر في الفراش،
فإن لم يُجدي ذلك فالضرب غير المبَرِّح.
بعد ذلك يأتي الحديث عن نماذج تحتاج مِنَّا إلى العدل والرحمة في الآية 36، وهم: الوالدين و الأقربين،واليتامى والمساكين، والجيران بأنواعهم ،وابن السبيل والعبيد والإماء .
ثم يلفت الانتباه إلى عاملَين سلبيين يؤثِّران على قدرة الإنسان على تحقيق الرحمة والعدل،وهما:
البخل(في الآية 36) ..فالبخيل غالباً ما يكون ظالماً ،وقاسي القلب.
والرياء(في الآية 37)لأن المُرائي يتعامل بوجهين: وجه يظهر به أمام الناس ، ووجه آخر يخلو به بزوجته ،أو بالضعيف فيظلمهم ويقسو عليهم!!!
ثم يوضح لهؤلاء أن الله تعالى يعاملنا بالفضل وليس بالعدل، و لو عاملنا بالعدل لهَلَكنا جميعا!!!!
وتأتي الآية (رقم 41) لتحَذِّر من أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يشهد يوم القيامة علينا جميعا...إذن فيفرح العادلون بعدلهم ، وليَنْتَهِ الظالمون عن ظُلمهم.
ثم تأتي آية محورية هي الآية رقم 58تأمر بالعدل والأمانة ،وتؤكِّد على أن العدل هو أفضل ما يمكن أن يعظنا به الله سبحانه.
وبعد ذلك نجد نَقلة عجيبة!!!
نجد حديثاً عن القتال...فما علاقة ذلك بالعدل؟!!!
إن العلاقة وثيقة فالإسلام يتميز بأنه الدين الذي يضع أخلاقاً للحرب ،لذلك نجد كل أحكام الحرب والقتال في سورة النساء!!
لماذا؟!!
لأن النساء هُنَّ مصانع المقاتلين ،كما أن المرأة التي تتحمل مساوىء زوجها وتصبر عليه تُعَدُّ من المقاتلين أيضاً !!!
ونعود لنتحدث عن أخلاق الحرب التي بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان يوصي المجاهدين قبل بدء الحرب:" لا تقتلوا شيخاً ،ولا طفلاً ، ولا امرأة، ولا تَهدموا بَيتاً،ولا تحرِقوا زَرعاً ،ستجدون رُهباناً قد تفرَّغوا للعبادة في الصوامع ،فاتركوهم وما هُم فيه !!!!
بعد ذلك يأتي الحديث في رُبع كامل عن المنافقين ليلفت نظرك إلى أنهم أكثر شيء يُفسد العدل!!
وبعد ذلك نرى التوازن الذي يتميز به الإسلام، فبعد أن أوصى بالمستضعفين، نراه يوجِّه الحديث (في الآية رقم 97)إلى المستضعفين قائلاً لهم:" إذا استُضعِفتُم في الأرض،فلا تستكينوا وتكونوا سَلبيين، بل أرض الله واسعة ،فهاجروا إلى أرض لا تُستَضعَفون فيها"!!
ثم يأتي الحديث عن رحمة الله تعالى بالمسلمين المتمثلة في القَصر في الصلاة ،وصلاة الخوف.
وعن المستضعفين في الأرض الذين يعيشون بين المسلمين نزلت الآية (105)لتوصي بهم خيرا،ثم نزلت الآية (113)في يهودي اتهمه شخص مسلم بالسرقة ظُلماً وعدواناً ،فبرَّأَته هذه الآية لتؤكِّد سماحة الإسلام وعدله ورحمته حتى بغير المسلمين!!!!
ونلاحظ أن سورة النساء هي أكثر سورة في القرآن تُختَتَم آياتُها بأسماء الله الحُسنى (فقد جاء بها 42 اسماً)،و إذا فحصنا هذه الأسماء لوجدناها تدور حول تركيبة العدل ، وهي الأسماء: عليم ،حكيم،غفور ،رحيم...لأن العلم مع الحكمة والقُدرة ،ثم الرحمة يؤدُّون جميعاً إلى العدل!!!!
فيا رجال المسلمين اقرأوا سورة النساء واعدِلوا في بيوتِكم!!
ويا نساء المسلمين افرحوا بهذه السورة!!!
ويا مجتمع المسلمين: اسمعوا ما جاء بهذه السورة ،واعدلوا بينكم !!!:27:
الصفحة الأخيرة
فضل سورة البقرة:قال صلى الله عليه وسلم:" يُؤتَى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعمَلونَ به في الدنيا تَقْدُمُهُ سورة البقرة وآل عِمران تُحاجَّان عن صاحبهما (وفي رواية: كأنَّهُما غَمامتان أو ظُلَّتان )" رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم:" البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"رواه البخاري
هدف السورة :
هو الاستخلاف في الأرض.
فهي تكلم الأمة تقول لهم: أنتم مسؤولون عن الأرض،ولأنك يا مؤمن مسؤول عن الأرض فيجب أن تنفِّذ ما جاء بها من تعليمات ليتحقق مراد الله منك.
،وهذا يعني أن تعيش على الأرض كما تشاء ولكن بتعليمات الله حتى تُذَلَّل لك هذه الأرض.
مكوِّنات السورة:
إن سورة البقرة مقسمة إلى :
مقدمة
قسمين
خاتمة
المقدمة:يرد فيه نماذج من الناس كانوا يعيشون قبلنا وكانوا مسؤلون عن الأرض مثلنا، منهم من نجح،ومنهم مَن فشل.
فالربع الأول من السورة عبارة عن مقدمة،والثاني يتحدث عن آدم،والثالث حتى السابع عن بني إسرائيل،والثامن نموذج ناجح للاستخلاف وهو إبراهيم عليه السلام.
فنرى في الربع الأول أصناف الناس :
المتقين(في الآيات 1-5)
الكافرين(في الآيات6-7)
المنافقين(في الآيات 8-20)
ونرى في الربع الثاني: تجربة آدم , وهي الاستخلاف
ونجد آية محورية وهي:" وعلَّمَ آدم الأسماءَ كُلَّها " أي علَّمه تكنولوجيا لحياة،أي كيف يكون مسؤولاً عن الأرض ،وقد جاءت بعد" إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفة" أأنه بدون علم وتكنولوجي مع العبادة الن تستطيع أن تقود الأرض ،فالعبادة بدون علم لا تصلح،والعلم بدون عبادة لا يصلح !!!
بينما في الربع الثالث نرى تجربة بني إسرائيل: كأن أول آية في قصتهم " أنِّي فضَّلتُكُم على العالَمين"مع أن أول آية في قصة آدم" إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خليفة"أي أنتم يا بني آدم مسؤولون عن الأرض، وأنتم يا بني إسرائيل أنعمت عليكم بنعم كثيرة،ونرى هذه النعم في آياتٍ متتالية: وهي الآيات أرقام: 57،52،50،49 .
وهذا يعني : لماذا لا تشكروني وتعبِّدوا الأرض لي رغم كل هذه النِّعَم التي أنعمتُ عليكم بها؟
وتقول الآية(60-61) يا أُمَّة محمد: إعتبروا مِمَّا حدث مع موسى ، والأخطاء الشديدة لبني إسرائيل التي جاءت في قصة البقرة،فهم أُناس ماديون لا يعترفون إلا بالماديات الملموسة،لذلك أوضح الله تعالى لهم أنه يستطيع إحياء النوتي بالمَوتى.
وفي هذه القصة تتضح بعض صفاتهم و هي:
الجدل الشديد
العند الشديد
عدم تنفيذ أوامر الله تعالى
والتحايل على شَرع الله
ولقد سُمِّيَت هذه السورة بسورة البقرة لتقول لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:يا أمة محمد أنتم مسؤولون عن الأرض فإيَّاكُم والوقوع في مثل هذه الأخطاء التي وقع فيها مَن قبلكم ،فيستبدلكم
ثم تأتي الآية رقم 104 "يا أيها الذين آمنوا " هذه أول مرة يُذكر فيها المؤمنين،أي أنه أول نداء للمؤمنين،وهنا يحدث المسلمين فيقول لهم:" تميَّزوا عنهم لا ترددوا مصطلحاتهم ،قولوا" انظُرنا "،ولا تقولوا "راعِِنا"
وفي أول الربع الثامن تأتي آخر تجربة في الخلافة وهي تجربة إبراهيم عليه السلام
،لاحظوا:
كانت تجربة آدم تمهيدية
ثم جاءت تجربة بني إسرائيل الفاشلة
ثم تجربة إبراهيم وهي تجربة ناجحة وكأن تجربة إبراهيم تقول لنا:" يريدكم الله تعالى مسؤولون عن الأرض ولكن بشكل متميز عن الكفار،وحين أختبركم يجب أن تكونا على قَدر المسؤولية،كما أ، الاستخلاف في الأرض ليس فيه محاباه،وإنما هو للطائعين فقط،فحينما طلب إبراهيم الخلافة لذريته،قال له الله تعالى " لا ينالُ عهدي الظالمين"
وتأتي الآية:" قولوا آمَنَّا بالله وما أُنزل إلى إبراهيم و...." وهي توضِّح مَن هم "الذين أنعمتَ عليهم" التي وردت في الفاتحة!!!!!
لاحظوا أيضاً:
بدايات القصص الثلاث:
قصة آدم"إنِّي جاعل ٌفي الأرض خَليفة" فقد خُلق آدم للخلافة وليس للبقاء في الجنة.
بداية قصة بني إسرائيل:" اذكُروا نعمتي التي أنعمتُ عليكم" رغم كل النعم فقد قابلوها بالجحود والكفر
بداية قصة إبراهيم:" إنِّي جاعلُكَ للناسِ إماماً" لأنه يستحق ذلك لأنه نجح في الاختبار.
ولاحظوا أن الاختبار للثلاثة كان في طاعة الله تعالى : الشجرة، وأوامر بني إسرائيل،وذبح إسماعيل.
ثم يقول الله تعالى : يا مَن رأيتم هذه التجارب تعلموا منها ثم تعالوا نعطيكم أوامر ونواهي للأمة المسؤولة عن خلافة الأرض.فنجد في الربع الأول من الجزء الثاني: غيِّروا القِبلة(وهو اختبار عملي في الطاعة)،والدليل:" وما جعَلنا القِبلة التي كُنتَ عليها إلا لِنعلمَ مَن يتَّبعُ الرسولَ مِمَّن ينقلبُ على عَقِبَيه"!!!!
وهدف آخر هو أن تتميز هذه الأُمة حتى في قِبلتها.
وهنا يجب أن نتوقف: يا شباب الأُمَّة إيَّاكُم أن تُقَلِّدوا الكفار في تصرفاتهم وعاداتهم تقليداً أعمى فأنتم من أمة ميَّزها الله وجدير بكم أن تفخروا بانتمائكم لهذه الأُمة!!!!
هل تريدون الدليل على تميُّزكم؟!!! يقول الله تعالى :"وكذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطاً لتكونوا شُهداء على النَّاس ويكونَ الرسول ُعلَيكُم شهيداً" فأنتم ستشهدون على الخلائق يوم القيامة فكيف لا تكونوا متميزين وتتمسكوا بهذا التميُّز؟؟؟!!!
ثم تأتي أول آية في الربع الثاني:" إنَّ الصَفا والمَروة من شعائر الله" لماذا؟!!!
لأن المسلمين حين سمعوا آيات التميُّز قالوا:" لن نسعى بين الصفا والمروة بعد الآن لنختلف عن الكفار الذين كانوا يسعون بينهما وعليهما الصنمين: إساف، ونائلة!!! فقال لهم الله تعالى : " عودوا إلى هذه الشعيرة بعد تحطيم الأصنام، ولا بأس من السعي ،فهو تذكرة للأجيال القادمة بهاجَر وإسماعيل ومعجزتهما "
وهنا نلاحظ التوازن ، فالمؤمن متميز ولكنه متوازن، فلا يخالف الكفار في كل شيء وإنما يتَّبع تعليمات ربه في ذلك.
بعد ذلك نقرأ الآية:" ليسَ البِرَّ أن تُوّلُّوا وجوهَكُم قِبَلَ المَشرق والمغرب .." هذه الآية تشمل الإسلام كله: عقيدة وأخلاق وعبادات...فيعد التميز يا أمة محمد أطيعوني،فليست القضية هي تغيير اتجاه القِبلة ولكن المهم هو التقوى والإصلاح الشامل لحياتكم.
ثم تبدأ الآيات في سَرد الأوامر والنواهي المطلوبة لتشرح معالم هذا الإصلاح الشامل:
1- التشريع الجنائي (الآية179)
2-التَرِكات والوصية(الآية 180)
3-التشريع التَعَبُّدي(الآية 183)
4- الجهاد (للمحافظة على المنهج وحمايته)
5-الإنفاق.
6-الحج(وهو أول تدريب على الجهاد لأن طبيعة الحج هو الاستسلام الكامل للأوامر والنواهي وتحمُّل كل الظروف،والصبر على الطاعة)...كم نلاحظ أن الحج هو استجابة الله تعالى لدعوة براهيم عليه السلام"و أرِنا مناسِكَنا"..زكما نلاحظ أن سورة البقرة هي لوحيدة لاتي شملت كل أركان الإسلام الخمسة بتفاصيلها:التوحيد " يُؤمِنون بالغَيب "،والصلاة، والزكاة ،والصيام ،والحج"
7-بناء و تكوين الأُسرة
8-المنهج الاقتصادي
نلاحظ أيضاً أن كل تشريع من التشريعات الثمانية مختوم بكلمة التقوى!!!
أي أنك لن تنفذ هذه التعليمات إلا إذا كُنتَ تَقِيَّاً
فالإطار العام لتنفيذ المهج هو: الطاعة- التميُّز- التقوى
والعجيب أن كل آية من آيات سورة البقرة نجدها مختومة بإحدى هؤلاء الثلاث!!!!!!!!
بعد ذلك تأتي آية مِحورية وهي:" يا أيُها الذينَ آمَنوا ادخُلوا في السِّلم كافَّة" والسِلم هو الإسلام،أي لا تُقلِّدوا الكفار الذين يؤمنون بِبَعضِ الكتاب ويكفرون ببعض...وإنما خُذوا دين الإسلام كما هو كاملاً مُتكاملاً !!!
وهنا ملحوظة للشباب الذين يلتزمون بالصلاة ثم يفعلون المعاصي، والفتيات اللاتي تقُلن أنا مؤمنة بقلبي وأخلاقي عالية،وأفعل الكثير من الطاعات ،إذن فالحجاب غير ضروري!!!!
بعد ذلك تأتي آيات الأسرة وكلٌ منها مختومة بالتوصية بالتقوى!!! أي أن إقامة الأسرة والحفاظ عليها يحتاج إلى التقوى كأساس،وقد تأخر ذكر الأسرة بعد الحج والصيام،وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا: إن تنفيذ أحكام الأسرة يحتاج إلى تقوى عالية لتنفيذها،فأقيموا الصلاة وصوموا وحجُّوا،لعل ذلك يصل بكم إلى التقوى،فتُنفِّذوا أحكام الأسرة كما يريدها الله سبحانه.
جاءت بعد ذلك قصة طالوت وجالوت وهما اثنان من بني إسرائيل تخلَّوا عن نُصرة الدين والجهاد في سبيل الله ،ليقول لنا: هذا الدين شديد،يحتاج للجهاد من أجل الحفاظ عليه.
بعد ذلك جاءت أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكُرسي .
ومكانها هنا يدل على أن هذا المنهج الذي رسمه لنا المَولى جل جلاله ثقيل وشديد،لذلك فالمؤمن يحتاج لأن يستشعر جلال الله لكي يعينه على التنفيذ وعدم الانحراف عن المنهج.
بعدها جاءت الكلمات:" لا إكراهَ في الدين"
فمَن أراد أن يؤمن فَبِها ونِعمَت ،ومن أراد أن يكفر فله مُطلق الحرية،ولكن لا يلومنَّ بعد ذلك إلا نفسه!!!!
ثم يروي لنا القرآن ثلاث قصص لإبراهيم مع النمرود، وعُزَير،وإحياء المتى أمام إبراهيم،وكيف يا مؤمن بعد هذه القصص التي تؤكِّد حياة الله ، و َقيُّوميَّته لا تستشعر جلال الله وقُدرته؟!!!!!
ويأتي بعد ذلك المنهج الاقتصادي ومحاربة الربا بشكل شديد:
"فَأذَنوا بِحَربٍ من اللهِ ورسوله"
ليس ذلك فحَسب وإنما كعادة الإسلام حين يُحَرِّم شيئاً فهو يقدم البديل،يقول أن البديل هو الإنفاق.
وتُختَتَم السورة بأحلى ما فيها بعد التعليمات والتكاليف:" آمَن الرسول"،وقالوا سمِعنا وأطَعنا" وهي كلمة كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر: سمعاً وطاعةً لك يارب.
ثم الاستغفار: "غُفرانَك ربَّنا" (إن قصَّرنا يا رب فاغفر لنا)
ثم الدعاء:" لأن الاستمرار في الطاعة والثبات عليها يحتاج طلب المعونة من الله تعالى
"لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إلَّا وُسعها"(رحمة بعد التكاليف)
يا رب أعِنَّا على الالتزام بهذا المنهج لأن هناك أعداء سيتربصون بنا ويبذلون جهدهم ليحيدون بنا عنه ،ويحيلون بيننا وبين تنفيذ بنوده "فانصُرنا على القوم الكافرين"
:27: