*عيــ الكوون ــون*
كانوا ينظرون لذلك المكان المشئوم وكأنه العقاب لمن لا يمتثل أوامر أبيه ويزعجه بالعصيان والتمرد .. وكانوا يحسون أن أباهم ظالم بحكمه على سندس الفتاة الصغيرة الرقيقة ذات الخمسة عشر عاما إذ يزوجها لبدوي لا يعرفه وغير متحضر ويسكن في خيمة لقد نفذ وعيده فيها مما جعل أخوتها يمشون على الصراط لا يحيدون ويصدقون تهديدات والدهم لقد كرهوا كل ما يذكرهم بزواج أختهم .. حتى السفر كرهوه وكرهوا طريق الأردن وكرهوا الأردن التي لم يعد لها طعم بلا أختهم .. كرهوا أقاربهم الذين يسألونهم عن سندس .. أو حتى يباركون لهم زواجها كانوا يتمنون فقط البقاء في بيتهم في المدينة حتى لا يتذكروا ذلك السفر المشئوم الذي فقدوا فيه سندس .. وكأنها ماتت فيه 00000000000000000000000000000000000000 في الأردن هناك كانت فرحة أقاربهم كبيرة بقدومهم ولكنهم لم يكونوا يبادلونهم تلك الفرحة .. كان مجرد تغيير جو أو نزهة عادية .. وكان هناك ابن خالتهم فارس الذي صعق بزواج سندس في الشتاء الماضي .. واستشاط غضبا من أبيها هذا الأحمق الذي يزوج ابنته من بدوي ليس كفؤ لها وكان كلما رآها ود لو فجر رأسه هذا المتيبس أو المتخلف في نظره .. لماذا سندس بالذات يزوجها؟ لماذا سندس الجميلة الناعمة؟ لماذا سندس الذكية المتوقدة وكأنها شعلة نشاط؟ هل كان يريد أن يكسر آماله عليها وأن يحطم قلوب الشباب من عائلتها .. والذين كانوا ينتظرون اكتمال زهرتهم القادمة من السعودية وها هي الآن تبقى هناك ولا أمل في مجيئها .. لقد دفنها أبوها .. !! 000000000000000000000000000000000000 عندما عاد عامر بالحقيبة كان حزينا ولا يعرف كيف يخبر سندس بمرور أبيها الذي رفض رؤيتها وأعطاه هذه الهدايا لها وأمره أن يوصل لها سلامه وسلام أمه وأخوتها دخل الخيمة حاملا الحقيبة والكيس ولم تكن موجودة فقد ذهبت إلى أمه لتساعدها في بعض شأنها .. تركها جانبا ثم جلس إلى عمود الخيمة منتظرا عودتها كان ينظر للشمس تغرب في الأفق وسندس لم تعد بعد .. فقام ليتوضأ ويصلي مع الجماعة .. وعادت سندس إلى خيمتها بعدما خرج .. أول ما لفت نظرها هي تلك الحقيبة وذلك الكيس .. اقتربت منها وقد عرفت تلك الحقيبة الجلدية .. انحنت لتلمسها وتتأكد منها ثم تلفتت حولها .. من أتى بها؟ إنها من أمي ولكن... أين أمي؟ هل جاءت؟ وأبي؟ هل جاء ؟ لم تفتحها وإنما قامت لتبحث عن أهلها فربما قدموا للسلام عليها وجلبوا معهم هذهـ الأغراض لها خرجت من الخيمة وجالت ببصرها في المكان ولكن لا أثر نظرت للأفق الغربي حيث طريق الحجاز .. ولم تحس بنفسها إلا وهي تركض هناك باحثة عنهم عندما عاد عامر للخيمة .. تعجب من تأخر زوجته فهي لم تعد بعد .. فخرج ليرى ما الذي أخرها في خيمة أمه؟ سأل أمه عنها فقالت: لقد خرجت وقت الصلاة إلى خيمتها ولا بد أنها تتوضأ أو تصلي عاد عامر وبحث عنها داخل وخارج الخيمة فلم يجدها .. واحتار في أمرها .. أين ذهبت؟؟ تذكر الحقيبة لا بد أنها عرفتها .. ثم خطر في باله أنها خرجت للبحث عن أهلها فأسرع خارجا يتبعها حيث الطريق العام كان الظلام قد حل وعامر يدور في المكان صارخا باسمها : سندس ... سندس ولا مجيب ... حتى اقترب من الطريق العام فوقف هناك يبحث عنها 00000000000000000000000000000000000000000000000 وللحديث بقية
كانوا ينظرون لذلك المكان المشئوم وكأنه العقاب لمن لا يمتثل أوامر أبيه ويزعجه بالعصيان والتمرد .....
دائما انت راااااااائعة يامناير


انتظر التكمله بكل شوق ,,,
قصه مبتوره
قصه مبتوره
دائما انتي رائعه يامناير _لك اسلوب ينتظرفيه القارئ البقيه بشوق اكبرمن سابقه_جاري الانتظار_ تحياتووو
رونق الحياة
رونق الحياة
رائع رائع رائع
و لا نملك الا الانتظار


بوركت اناملك
مناير العز
مناير العز
عيون الكون - فراولة حامضة - رونق الحياة

ألفتكم وألفتوني وأحببتكم وأحببتوني ولا طعم لقصتي بدون طلاتكم الحلوة

-----------------------------------------------------
دخل عامر خيمته حاملا سندس بين يديه بعد أن وجدها على مقربة من الطريق العام وقد أغمي عليها .. ثم مددها على فراشها وأتى ببعض الماء ليمسح وجهها لعلها تستيقظ .. ثم فتحت عينيها عندما أحست ببرودة الماء

سألها: هل ذهبت لتبحثين عن أهلك؟

لم ترد عليه فقد بلغ منها التعب مبلغا عظيما فأغمضت عينيها من جديد .. عندما رآها عامر بهذا الشكل قام ليحضر لها بعض الطعام واللبن لعله يعيد إليها حيويتها ..

لكنها عزفت عن هذا كله وضمت إليها لحافها ثم استغرقت في نوم عميق .. تركها عامر وخرج من خيمته وقد ضاق صدره بما حصل .. نظر إلى الغرب حيث الطريق وحيث كان يقف أبوها بسيارته وقال في نفسه: ألا يحن هذا الأب إلى ابنته .. يمر من المكان ويمتنع عن رؤيتها .. لماذا؟

هو قال أن هناك قصة؟ وما هي هذهـ القصة؟ لم أعرف منها سوى أنه يريد أن يؤدبها ..!

هل أخطأت أو .. ماذا فعلت بالضبط؟ .. هل لها حبيب يريد أن يبعدها عنه؟

مشى عامر بخطوات واسعة وهو يحاول أن يطرد هذهـ الأفكار والتساؤلات التي أرهقته

وجلس يفكر بسندس القادمة إلى بيئة غير بيئتها ولم تعتد عليها ... ومع ذلك تأقلمت مع مرور الوقت

تذكرها عندما كانت تستحم يوما بعد يوم حتى نبهها إلى قلة الماء وإسرافها سوف يرهقهم في نقله .. فغضبت وقالت هل أبقى متسخة مثلكم وسبت قبيلته ومع ذلك تغاضى عنها وقال : ظروفنا غيركم في المدينة .. ولا يعني ذلك أننا لا نحب النظافة

تذكرها عندما كانت تعزف عن بعض مأكولاتهم وعندما تسد أنفها إذا شمت سمن الغنم أو إذا خرجت وجاءتها رائحتها .. ثم لم تلبث شهرا حتى اعتادت كل ذلك

ابتسم عندما تذكرها وهي تعيره بالحفيان الذي لا يلبس نعله إلا قليلا .. ثم هي تراخت في تالي الوقت فصارت تخرج من خيمتها أحيانا حافية وكان يعجبها منظر قدميها الحافيتين البضتين على التراب تلمعان بياضا وجمالا

وصل عامر للطريق العام وجلس على صخرة مرتفعة قليلا وهو يتذكر الأربعة شهور التي مرت بهما والتي تغيرت فيها سندس الحضرية كثيرا .. وهي الآن كأنها واحدة منهم .. ترعى معه الغنم وتحلبها بعد أن كانت تقرف من الاقتراب منها .. ثم ابتسم عندما تذكرها وهي تحلب لأول مرة .. وكانت الشاة تهرب منها وهو يعيدها لها

وعندما ذاق حليب الشاة صرخ بسندس .. ماذا كنت تحلبين من اليوم ؟ إنه ليس حليب؟

فزعت ثم سألته بخوف: ليس حليبا؟ إذن ماذا يكون؟؟

أجابها ضاحكا إنه عسل يقطر من يديك الساحرتين .. عندها ضحكت معه وعرفت أنه يمازحها

أحس بالنعاس ثم عاد أدراجه لخيمته ليجد سندس كما تركها تغط في نومها ولم تتناول عشاءها

000000000000000000000000000000000000000

بقيت سندس على تلك الحال يومين آخرين .. والتعب ملازمها .. ولا تستطيع الخروج ولا العمل كثيرا .. فقلق عليها عامر وخرج يحدث أمه بما حصل لزوجته فقالت له: لا تقلق سأنادي أم سالم لتراها فهي كما تعلم خبيرة في النساء

لم يمض كثيرا من الوقت حتى كانت أم عامر وأم سالم في خيمة سندس وقد قامت أم سالم بفحصها ثم قالت لأم عامر: أين زوجها؟
- في الخارج
- أريد أن أكلمه
- وهل انتهيت؟
- نعم .. إنها تشكو من بعض الإرهاق فقط وستتحسن قريبا

خرجت أم سالم لتبشر عامرا بأن زوجته حامل .. وإنما أرهقت نفسها بالركض فزاد عليها تعب الحمل ويبدو أنها في الشهر الأول
7
مناير العز
مناير العز
فرح عامر ودخل إلى خيمته ليضم زوجته العزيزة والتي ستكون أما لولده القادم بإذن الله وقال لها مبروك يا حبيبتي
- على ماذا مبروك؟
- ألم تخبرك أم سالم؟
- لم تقل شيئا قالت بعض التعب وسيزول ..
- ولم تقل لك أنك حامل؟
- حامل؟
- نعم .. هي أخبرتني بذلك ولعلها تركت لي البشارة أن أبشرك وأمي
- (لمست بطنها ثم قالت) هل أنا حامل صحيح ؟ ولكن كيف تعرف هي بأني حامل
- إنها الطبيبة الشعبية الماهرة في قبيلتنا .. وتعرف بحكم خبرتها وتجربتها .. الحمد لله يا سندس .. ستنجبين ولدا جميلا يشبهك

قامت سندس من مكانها وقد أحست ببعض النشاط .. هل هذا الخبر أنساها حزنها على أهلها الذي أضناها كثيرا؟

أول ما اتجهت إلى الحقيبة لتفتحها وترى ما فيها : أمي كم أحبك فأنت تعرفين ما أحتاج إليه .. ها أنت أرسلتِ لي بالملابس والحذاء وما هذا؟

إنها علبة ذهب فتحتها فإذا بها طقم من الذهب ومعه كرت صغير .. وكتب عليه ..
--------------------------------------------
ابنتي العزيزة لقد تخيرت لك ما تحبين ومالا تستطيعين شراءه في البادية هناك .. وزودتك بطقم من الذهب وأنا أعرف أنك لا تحبينه ولا تهتمين للبسه ولكن .. ماذا تقول عنك النساء البدويات هناك؟ هل يقلن أنك مسكينة لا تملكين ذهبا وأن زوجك غير قادر على إلباسك وأن أهلك لم يلبسوك من قبل؟ ..

لا لن يقولوا ذلك إذا ما رأوك تتحلين به أمامهن .. وأمام زوجك الذي ستعدينني بطاعته وخدمته فهو جنتك ونارك

ابنتي وحبيبتي
أرجو أن تعذري أباك فيما فعل فلعل هناك حكمة من عمله هذا .. لن ندركها إلا فيما بعد .. مازلنا نذكرك ونحبك وننتظر أن يجمعنا الله بك
كم افتقدتك .. أمك
--------------------------------------------
وجدت أيضا بعض الهدايا لزوجها من ثوب وحذاء جديد ومن دهن العود .. أشياء يحبها الرجال عادة .. ففرحت بها لأنها لمست فيها تقديرا من أهلها لزوجها البدوي

في الكيس وجدت أنواعا من الطعام الذي تحبه .. فهذهـ علبة كبيرة من معمول التمر الذي تتقن صنعه أمها .. فتحتها وأكلت منها وهي تستلذ بطعم طبخ أمها الذي فقدته بفراقها

وهذهـ علبة فيها مقدوس وأخرى مخلل وهذهـ بعض الحلويات .. وهذا جبن المثلثات الذي لا تستغني عنه في فطورها حتى المربى والزيتون لم تنساه أمها

فرحت كثيرا وقالت يا لغبائي هذهـ الأغراض من يومين هنا ولم أفتحها .. ستفاجئ زوجها بغداء ليس كالمعتاد .. إنه مما أرسلت أمها

انتظرت مجيء عامر قبيل المساء بعد أن ينتهي من رعي الأغنام ووضعت له الأصناف التي أرسلتها أمها .. فقام بتذوقها وكأنها يختبر طعمها ثم استند وقال : أين الغداء؟
- هذا هو الغداء
- هل تمزحين؟
- ولماذا أمزح أنا جادة فيما أقول؟
- وأين اللبن؟
- إنه هنا .. لقد أرسلته أمك قبل قليل
- هاتي لي باللبن .. لعله يكفيني عن الغداء
- وهذا الطعام؟
- لم أعتد عليه .. تذوقته ولم يعجبني طعمه .. ما عدا هذا الذي فيه تمر
- تقصد المعمول؟
- نعم

قربت منه علبة المعمول فأكل منه حبات وشرب عليها اللبن ثم خرج ليتوضأ المغرب ويصلي .. قبل أن يغادر الخيمة وقف مبتسما وهو ينظر إلى سندس ثم قال: يا ليتك فتحتها من الأول حتى تشفين وتنشطين كما أراك الآن ..

ابتسمت وردت عليه: ولمِ لا ؟.. وقد أكلت من يدي أمي حماها الله
- إذن ترفقي .. ولا تأتي عليه كله في أيام .. أخاف أن ينتهي ولا أجد ما يجدد لك نشاطك وحيويتك

00000000000000000000000000000000000000000000
7