مناير العز
مناير العز
طلب منهم عامر أن يرتاحوا فجلس أبوها بجانب فراشها ثم حمل الصغير ليسلم عليه .. هنا تذكر حديث أولاده في السيارة عن ابن سندس فنظر إلى عامر ليستأذنه في أن يأتي بهم

قبل أن يتكلم عرف عامر أنه يريد أن يأتي بأولاده ليروا سندس فقال له عامر: هل آتي بهم يا عمي؟
- (سألته سندس بلهفة) من ؟ .. من هم؟
- (نظر إليها عامر مشفقا) إنهم ...
- (قاطعه والدها) أهلك .. أمك وأخوتك هناك في السيارة
- (قفزت من مكانها) أنا سأذهب
- (رد عامر بحزم) لا ... الجو ممطر وبارد وأنت نفاس ولا يصح أن تتعرضي للمطر
- أرجووك
- لا .. دقائق وسيدخلون عليك
- أريد أن أراهم هناك .. حتى السيارة أريد رؤيتها.. أرجوك
- (خرج عامر ثم وقف على باب الخيمة وقال) اجلسي بجوار والدك فهو ضيفك ولا يصح أن تتركيه لوحده

0000000000000000000000000000000000

في السيارة كانوا ينتظرون رجوع أبي محمد .. فإذا بشاب بدوي قادم نحوهم .. فقال محمد لأمه: ماما هذا زوج سندس؟
- لا أدري
- ماما شكله زوجها
- قلت لك لا أدري .. فلم أره قبل ذلك

وقف خارج السيارة يشير إليهم أن انزلوا فنزلت أم محمد من السيارة لترى ماذا يريد

فقال لها عامر: أنا عامر زوج سندس وقد جئت إليكم لأدلكم على خيمتنا
- (نظرت إليه مليا وتأملت وجهه الأسمر والوسيم في نفس الوقت وطوله وجسمه وسماحة وجهه ثم قالت) أهلا بك يا عامر .. مبروك المولد الجديد
- الله يبارك فيك
- هيا يا أولاد انزلوا

فنزلوا مسرعين ثم قالت لهم أمهم: سلموا على عمكم عامر زوج سندس .. فترددوا في ذلك .. ولكن خافوا من تأنيب والدتهم فسلم محمد عليه وسلمت أفنان وجنى بالكلام فقط

هنا قال عامر أسرعوا قبل أن تبتلوا بالمطر .. فمشوا خلفه مسرعين .. وكان محمد يهمس في أذن أفنان: والله شكله طيب
- اسكت ليس وقته
- كنت خائف أن تتزوج سندس واحد (مو حلو)
- قلت لك ليس وقته

فسكتوا وتابعوا مسيرهم إلى أن دخلوا الخيمة وبقي عامر خارجها ليأخذوا راحتهم في السلام على ابنتهم سندس

طبعا كان لقاءا لا يوصف فكلهم تكالبوا عليها ليضموها ويبكوا فرحة بلقائها .. ناهيك عن أمها التي كادت تنهار من شدة البكاء .. والتي تقطع قلبها شفقة على ابنتها الشاحبة بعد الولادة

قام أبو محمد ليلطف الجو فأمسك زوجته وأجلسها على طرف فراش سندس وقال لها : وحفيدك أليس له نصيب منك؟

أخذته جدته وتأملته فوجدته شديد الشبه بأمه فابتسمت .. وأحست أنه أبنها هي وليس حفيدها .. لقد ذكّرها بأولادها وهم صغار ثم قبلته وقالت: حتى رائحته مثل رائحة أبنائي وهم صغار

ضمته على صدرها وقد أحست أن تلك الضمة أطفأت نارا من القهر في قلبها كانت مشتعلة منذ أن تزوجت سندس

أحست أن هذا الطفل الجميل هو خير نتاج لهذا الزواج الذي لم يعجبها .. بل إنه يشفع لهذا الزواج أن يكون مقبولا في نفسها منذ الآن

كانت تضمه ثم تفكه لتنظر إلى وجهه ثم تضمه مرة أخرى .. وكانوا جميعا يتفرجون عليها ويبتسمون فقد عرفوا أن أمهم أغرمت حبا بهذا الصغير

حتى سندس تنهدت وارتاحت عندما رأت أمها تقبل وتضم جنينها .. فرحت ودمعت عيناها .. فهي لم تتوقع أن تتقبل أمها مولدها الصغير
مناير العز
مناير العز
قال أبو محمد: كفى يا أم محمد فنحن نغار من هذا الصغير (ونظر إلى أبنائه الذين يتابعون أمهم بشغف)

نظرت أم محمد إلى أفنان وقالت لها: هل تحبينه؟........ أو لا تحبينه لأنه بدوي؟
- اتركيني أنظر إليه أولا
- لا تنسي أنك خالته (وغمزت لها يعني يجب أن تحبيه)
- (محمد) حتى أنا خاله وأريد أن أحمله .. أنا أحبه
- (جنى) وأنا بعد أنا خالته .. أنا أحبه

أخذته أفنان ثم ابتسمت له وقبلته وضمته ثم قالت: لو كنت عارفة أنه هكذا لما قلت ما قلت في السيارة ..
سألتها سندس: وما قلت؟

ردت أمها: كانت تقول أنها غير متحمسة لرؤيته .. بقدر ما هي متحمسة لرؤيتك أنت

قالت أمها ذلك حتى لا تعرف سندس ما كان يقوله أخوانها وما كانت تقوله أفنان بالذات من أنها لن تحب الصغير .. وفي نفس الوقت لم تكذب أمها في كلامها بل لفت الإجابة لفا

بعد برهة من الوقت استأذن عامر بالقهوة التي صلحها في خيمة والدته وأحضر بعض التمر لهم .. جلس عامر يمد لهم القهوة .. ثم طلب أبو محمد من أم محمد أن تكشف وجهها فهذا زوج ابنتها

فكشفته على استحياء .. وابتسمت لذلك سندس ..

كانت أم محمد تتأمل عامر وأخلاقه وكرمه وتسمع لحديثه مع أبي محمد وترى ابتسامته عندما ينظر إلى زوجته سندس .. فعرفت أنه يحب ابنتها ويهتم بها ويفرح لفرحتها

فارتاحت لذلك وقالت في نفسها: أنت خير من يتزوج ابنتي .. لو أنك غير بدوي ..

لم تكن تعيبه على بداوته ولكنها كانت تريد رجلا لابنتها من ثوبهم أو على الأقل من جنسيتهم .. يعني أردني

في تلك الليلة ذبح لهم عامر خروفا وشواه لهم في خيمة والدته ثم قدم العشاء بمساعدة والدته التي جاءت بعد صلاة العشاء لتسلم على أهل سندس

تسامروا ليلا بعد العشاء .. وجلست سندس تحكي لأمها عن كل شيء .. عن عامر وعن البادية وعن الرعي وعن القبيلة ونسائها وعن الربيع وعن الحر في الصيف

كانت تحكي لها عن كل ذلك وكأنها تستمتع بالحديث عنه .. فالحياة في البادية ليست سيئة كما يظنون .. إنها رغم افتقارها لأشياء كثيرة إلا أنها مريحة نفسيا
7
مناير العز
مناير العز
ابتسمت والدتها لحديثها ثم قالت في نفسها: كم تغيرتِ يا سندس .. أين الفتاة التي كانت تبكي إن نقصها شيء ما؟ أين تلك الفتاة المغرمة بالتسوق؟

أين تلك الفتاة التي لا تلبس إلا البناطيل رغم تحذير والدها لها .. ولكنها لا تهتم لتحذيراته

أين تلك الفتاة التي ترفض تغطية وجهها؟ .. وهي الآن تضع طرحتها عليها حتى وهي في خيمتها وحيدة

أين هي عندما طلبت من والدها أن يسافروا لسوريا ولبنان ..أو تركيا .. ؟ والآن هي لا تتحدث إلا بالبادية والجبال والمرابع

أين تلك الفتاة التي تساير زميلاتها في المدرسة فتسمع الأغاني .. وتتابع المسلسلات؟ وهي الآن لا تسمع لغير الراديو

أين الحضارة ومغرياتها؟ هل نسيتها يا سندس واقتنعت بهذهـ العيشة البسيطة الخالية من كل التعقيدات

هل نسيتِ يوم كنت تبكين وتقولين يجب أن أذهب لأقص شعري وأصبغه مثل المعلمة الفلانية .. ورفض أبوك .. وكنت تبكين طوال الوقت حتى ضاق بك أبوك ذرعا وهو يقول أنك صغيرة على ذلك .. ولكن كنت لا تفهمين ..

نعم فحب التقليد وحب الموضة سيطرا على عقلك حتى جننت بهما وحتى زوجك والدك ليرتاح من ذلك كله

زوجك لبدوي حتى يكسر كل ذلك في نفسك الثائرة..

وها أنت قد نسيتِ كل شيء .. أو ربما تناسيته .. أو ربما تلقيت درسا قويا ولن تنسينه ما حييت

لم تنتبه أمها من أفكارها وذكرياتها تلك إلا على صوت سندس وهي تقول: أمي هل معكم مزيد من الفرش؟ فالبرد قوي ويجب أن تتغطوا جيدا
- آه .. نعم فقد نبهني أبوك لذلك

0000000000000000000000000000000000000

قبل أن تنام سندس سألتها والدتها عن اسم ابنها فقالت: نحن مختلفون .. أنا أريد اسما وهو يريد اسما بدويا
- وماذا يريد؟؟
- أنا أود تسميته حسام .. وهو يريد سليمان على اسم أبيه
- وماذا ستفعلون غدا ؟.. وهو يوم سابعه .. يجب أن تحسموا الأمر
- لا أدري

ما اسم الصغير هذا ما سنعرفه غدا مع بقية الأحداث
قصه مبتوره
قصه مبتوره
هاه يا مناير بسرعه كملي انا في انتظاااارك
حبيبة الجميع
حبيبة الجميع
سليمان احسن من حسام <<تحمست بقوووه

ننتظر التكمله