stafa
stafa
ليوم الخامس والعشرون
عمل اليوم :اكتب في ورقة جميع الامنيات والاعمال التي تريد تحقيقها خلال السنة القادمة من نجاح في العمل , توفيق و هداية ,زيارة البيت الحرام ,مصالحة صديق ,مغفرة الذنوب ,ولا تنسى ان تلح في سؤال الله بدخول الجنة والعتق من النار ....الخ والدعاء الى الله بتحقيق ذلك واستجابة الدعاء لانها ايام مباركة متسجابة فيها الدعوة باذن الله والاستمرار على ذلك حتى نهاية رمضان وفي اواقت الغروب عند الفطر او وقت السحور قبل الفجر .و يجزي عن ذلك كلمات علمناها رسول الله محمد صلى عليه وسلم للعشر الاواخر من رمضان لانها دعاء ليلة القدر وهي (اللهم انك عفو كريم تحب العفو فعفو عني ) فان فيها من الخير الكثير اعرف معنى اسم الله العفو تتبع الرابط :
http://www.amrkhaled.net/articles/articles1687.html
درس اليوم :جزءي 22 و23 (دينك الاسلام فاستسلم لله تعالى )
سورة الأحزاب
الاستسلام لله في المواقف الحرجة:
وهذه السورة هي بالمناسبة من أكثر سور القرآن تصويراً لمواقف حرجة قد يمر بها الإنسان. فحادثة الأحزاب (أو غزوة الخندق) هي نفسها صورة لموقف بغاية الصعوبة (إِذْ جَاءوكُمْ مّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱلله ٱلظُّنُونَاْ & هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً) (10 – 11).
فتركّز السورة في كل آياتها على طاعة الله والاستسلام له في هذه المواقف.
مواقف اجتماعية
وبعد ذلك كان موقف محرج آخر وهو طلاق زيد رضي الله عنه من زينب بنت جحش رضي الله عنها ومن ثم زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها... (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَـٰكَهَا) (37)... ثم تحريم التبني وإلغاء هذه العادة المتأصلة في نفوس العرب: (ٱدْعُوهُمْ لأَبَائِهِمْ) (5)... وهذه القاعدة التي بدأت مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، عندما ألغي تبنيه لزيد، وعاد اسم زيد بن حارثة إليه بدلاً من زيد بن محمد... موقف محرج لزيد وللنبي... لذلك تقول الآيات تعقيباً على هذه الحادثة (مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِىّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱلله لَهُ) (38).
ويأتي موقف صعب: نساء النبي يطلبن زيادة في النفقة. وليس هذا ترفاً منهن، لأن الوضع الاقتصادي الذي كانوا عليه كان غاية في الشدة. لكن الله تعالى أراد اختبارهن بامتحان صعب، لأنهن أمهات المؤمنين، لذلك تقول الآية (يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأَزْوٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتّعْكُنَّ وَأُسَرّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً & وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلله وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلأَخِرَةَ فَإِنَّ ٱلله أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَـٰتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) (28-29).
حجابك قمة استسلامك
وهكذا نرى أن السورة تضمنت الكثير من المواقف الحرجة والصعبة التي قد يمر بها المسلم، إلى أن تصل بنا إلى أمر صعب على النساء، لكنه اختبار قوي لمدى استسلامهن لأوامر الله: الحجاب. (يأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأَزْوٰجِكَ وَبَنَـٰتِكَ وَنِسَاء ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ) (59). وهذه الآية - بالإضافة إلى الآية (31) من سورة النور - قد ذكرت تفاصيل حجاب المرأة المسلمة بشكل دقيق. ففي سورة النور، أتى تفصيل الجزء العلوي من اللباس (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ) أما في سورة الأحزاب، فقد وصفت الآية لباس المسلمة من تحت (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ). فهل ستستسلمي لله تعالى أيتها الأخت المسلمة، وترضخي لحكم الحجاب؟ أم أننا سنظل نسمع من يقول: أنا لم أقتنع بالحجاب بعد...
استسلم بلا تردد
فإذا أصر البعض على عدم تطبيق الأحكام الشرعية إلا بعد فهم الحكمة منها، فاسمعي أيتها الفتاة واسمع أيها الشاب الآية المحورية والقاعدة الهامة في الاستسلام لله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱلله وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (36).
فلا يجوز أن يأمرك الله أمراً ثم تعترض وتقول: أقنعني أولاً. يا شباب، ويا بنات، إستسلموا لله تعالى، فقد ظلت الآيات على مدى عشرين جزءاً تبين لك حكمة الله وتدبيره في خلقه وإعجازه في تشريعه (مما يثبت أن ديننا ليس فيه اتباع أعمى أو دعوة لتعطيل العقل). أما الآن، فقد آن الأوان أن تستسلم..
وكأن المعنى: أن الله تعالى يفرض علينا نوعين من الأوامر: أوامر تأتي مقرونة بالسبب والحكمة، كتحريم الخمر وأكل لحم الميتة وما إلى هنالك، فيطبّقها المؤمنون ويزدادوا معها إيماناً بحكمة الله في شرعه. وهناك أوامر أخرى لا تذكر معها العلة أو السبب، فيريدنا الله من خلالها أن نطيعه سواء فهمنا الحكمة من ذلك أم لم نفهم، حتى يمتحن استسلامنا له من غير شروط ومن غير تردد.
طاعة الله في السورة
ولأن محور السورة هو طاعة الله سبحانه وتعالى والاستسلام لأمره، نرى أن كلمة الطاعة ذكرت في السورة 7 مرات، والصدق مع الله 8 مرات. وليس هذا فحسب، فإن أول آية في السورة أمرت النبي بالطاعة الخالصة لله دون سواه:
(يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىّ ٱتَّقِ ٱلله وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَـٰفِرِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ). وأتت آيات كثيرة بنفس المعنى : (وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَـٰفِرِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱلله) (48).
والآية الرابعة تركز على إخلاص الطاعة لله دون غيره: (مَّا جَعَلَ ٱلله لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ) لأن من يطيع العباد من دون الله، فسوف يكون مصيره في الآخرة مع من يقول: (وَقَالُواْ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ) (67).
وتثبت لنا السورة أن هذا الأمر لم يكن مختصاً بالنبي وحده، بل شمل كل الأنبياء: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مّيثَاقًا غَلِيظاً) (7).
استسلام السماوات والأرض
وتختم السورة بمعنى لطيف، وهو قوله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (72).
فالاستسلام لله تعالى نوعان: إما أن تستسلم لربك جل وعلا باختيارك وبإرادتك، وإما أن تكون عبداً له دون أي اختيار... والنوع الأول هو الذي أشفقت منه السماوات والأرض لما يعلمن من صعوبة حمل الأمانة، أمانة التكليف، ولذلك فضلن النوع الثاني من الاستسلام، وهو الخضوع لله تعالى دون أن يكونوا مخيرين في فعل الطاعات..
أما الإنسان، فقد حمل هذه الأمانة (إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)، والآية لا تعني أنه كان ظلوماً جهولاً لأنه حمل الأمانة، لكنه يكون كذلك إذا لم يستسلم لله بعد حمله لهذه الأمانة.
لذلك كان ختام سورة الأحزاب: استسلم لله تعالى، واعلم أن الله تعالى استأمنك على مسؤولية كبيرة، خافت منها مخلوقات عظيمة من مخلوقات الله، وفضلت الاستسلام لله دون أن يكون عندها خيار في ذلك...
سبب تسمية السورة:
ونصل إلى سبب تسمية السورة، وهو طبعاً يرجع إلى غزوة الخندق، حين أحاط الأحزاب بالمدينة من كل جانب... فماذا كان قول المسلمين في هذا الموقف الصعب؟ (وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱلله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱلله وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً) (22).
أرأيت كيف أن التسليم لله يتكرر دائماً معنا في هذه السورة؟
لكن هناك سبباً آخر لهذا الاسم بالذات غير أحزاب الخارج. فالمدينة المنورة قد انقسمت من الداخل أيضاً إلى أحزاب: من حزب المنافقين، إلى حزب المترددين الخائفين، إلى حزب ثالث لا يجب أن ننساه، وهو حزب النساء اللواتي نصرن الإسلام، ولهذا أتت آيات كثيرة عنهن، مثل الآية 35: (إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَـٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ...). وهناك حزب المؤمنين الواثقين بالله، والذين نالوا شهادة رائعة من الله تعالى في استسلامهم: (مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱلله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً) (23).
أصلح الأحزاب... لتقوم الحضارة
لقد سميت السورة بالأحزاب بسبب كثرة الأحزاب خارج المدينة وداخلها. ولا ريب أن إصلاح أحزاب الداخل والانتصار عليها أصعب بكثير من الانتصار على أحزاب الخارج. فالأولى قضى الله عليها بريح أرسلها عليهم، (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا) (9). وأما أحزاب الداخل، فإن تم إصلاحها، فستصبح أمتنا ذات حضارة قوية، كحضارة سبأ التي تحدثت عنها السورة التالية، وكأن العلاقة بين السورتين تختصر بالرسالة التالية: يا أحزاب الداخل انصهروا واستسلموا لله، لأن انصهار الداخل واستسلامه له تعالى هو سبيل بقاء الحضارات
سورة سبأ
استسلام الحضارات لله
سورة سبأ من السور التي تتناول قضية التفوق الحضاري، كسورة النمل، لكنها تأتي مكملة لها في المعنى ; فبينما ركزت سورة النمل على الأخذ بمقومات الحضارة، من علم وتفوق تكنولوجي وإدارة، تأتي سورة سبأ لتسأل كل من يريد بناء أمة وحضارة: على أي شي ء تقوم هذه الحضارة؟ وعلى أي أسس؟ فهدف السورة هو: حاجة الحضارة للإيمان
والسورة تتحدث عن نموذجين متناقضين للحضارات: حضارة مؤمنة مستسلمة لله، وهي حضارة داوود وسليمان عليهما السلام، وحضارة عاصية رافضة لطريق الله وهي حضارة سبأ.
ومجيء هذه السورة في ترتيب المصحف بعد سورة الأحزاب يشير - كما ذكرنا - إلى أن إصلاح أحزاب الداخل بالإيمان هو السبيل لبناء حضارة قوية.
حضارتان في الميزان:
فالنموذج الأول، والذي يتمثل بالحضارة المؤمنة، هو نبي الله داوود الذي آتاه الله الملك:
(وَلَقَدْ ءاتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوّبِى مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ) (10)، فلما استسلم لله تعالى وعبده حق عبادته، طوّع الله له الحديد، وسخّر له الكون كله بين يديه: (وَلِسُلَيْمَـٰنَ ٱلرّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ) (12). لاحظ كلمات(أَوّبِى) و(وَأَلَنَّا) و(وَأَسَلْنَا لَهُ)، فكلها تصور كيف سخّر الله تعالى الكون كله لهذه الحضارة المؤمنة. لذلك فإننا نرى في سورة أخرى من سور الاستسلام لله، سورة "ص"، كيف ثبت الله ملك سيدنا داوود: (وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ & وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ...) (ص: 19 – 20).
أما النموذج الثاني، فهي الحضارة التي لم تستسلم لله فعوقبت وانتهت، وسميت السورة باسمها لتكون عبرة لمن يعتبر: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءايَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ & فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَـٰهُمْ بِجَنَّـٰتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ & ذَلِكَ جَزَيْنَـٰهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِى إِلاَّ ٱلْكَفُورَ) (15 – 17).
الجن في السورة
وبين هاتين الحضارتين، تأتي السورة على ذكر الجن، وكيف كانت مستسلمين لامر الله ومطوعين لعمل نبي الله سليمان عليه السلام بشكل كامل: (وَمِنَ ٱلْجِنّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ) (12). هذه الحضارة لم تؤت قوة ولا سلطاناً ولا علماً، بدليل قوله تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ) (14).
فهم كانوا يعملون بجد خوفاً من سليمان الذي كان يراقبهم، لكنه - عليه السلام - مات وهو متكئ على كرسيه دون أن يلاحظ الجن ذلك، ولم يعرفوا هذه الحقيقة إلا بعد أن أكلت حشرات الأرض من عصا سليمان... حادثة بسيطة تظهر هذه الحضارة المستسلمة لكن دون أي علم أو معرفة...
سنة كونية
وتصل بنا السورة، بعد عرض المثالين، إلى تعميم القاعدة بأن تكذيب الحضارات وكفرها بالله تعالى هو سبب هلاكها: (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَا ءاتَيْنَـٰهُمْ فَكَذَّبُواْ رُسُلِى فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) (45) فبعد الحديث عن الأمم الغابرة، بينت السورة أن هناك أمماً كانت أقوى عشر مرات من قريش، ومع ذلك فقد انتهت حضارتها لأن القاعدة العامة قد جرت عليها.
ولذلك تأتي موعظة شديدة لكل من يريد أن ينشأ حضارة أو يبني أمة، افهموها يا مسلمين،واحفظوها يا من تريدون بناء مجد الإسلام: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)).
سورة فاطر
الاستسلام سبيل العزّة:
وتكمل سورة فاطر محور الاستسلام لله تعالى. فبعد أن رأينا في سورة سبأ أن الاستسلام لله هو سبيل بقاء الحضارات، تأتي سورة فاطر لتقول: بل أكثر من ذلك، فهو سبيل العزة والرفعة في الدنيا. فبعض الناس يعتقدون أن استسلامهم لرب العاملين وخضوعهم له هو مذلة وانتقاص من قدرهم، لكن السورة توضح أن العزة الحقيقية لا تأتي إلا من الله: (مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلله ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرْفَعُهُ..) (10)
كيف لا تستسلم؟
ثم تنتقل السورة إلى ما هو أقوى من ذلك: كيف لا تستسلمون لله وأنتم فقراء إليه فقراً مطلقاًً، وهو الغني عنكم وعن العالمين: (يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء إِلَى ٱلله وَٱلله هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ & إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ & وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱلله بِعَزِيزٍ) (15 - 17).
والسورة ابتدأت أصلاً بذكر الملائكة، وأنهم رغم عظم خلقهم وقوتهم، خاضعون لله مستسلمون له في كل أمورهم (ٱلْحَمْدُ لله فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ) (1).
فاطر السماوات والأرض
فلماذا سميت السورة بأحد أسماء الله الحسنى، "فاطر"؟
إن سورة فاطر ترينا آيات الله في كونه، حتى نعرفه حق المعرفة، ونوقن أن العزة لله جميعاً، فنستسلم له ولا نخضع لسواه. فلماذا كان التركيز على اسم الله "فاطر"؟
إن مرادف كلمة "فاطر" هي كلمة "خالق". وفي اللغة، نقول "فطر الشيء" أي شقه إلى نصفين. لذلك فإن الآيات الكونية في السورة تركز على عظمة الله من خلال ازدواجية الكون: (ٱلْحَمْدُ لله فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ & مَّا يَفْتَحِ ٱلله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ) (1-2)، (وَمَا يَسْتَوِى ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) (12)، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلله أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ & وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَابّ وَٱلأَنْعَـٰمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوٰنُهُ كَذَلِكَ) (27-28)
. وتأتي آيات أخرى بذكر الأضداد: (وَمَا يَسْتَوِى ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ & وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ & وَلاَ ٱلظّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ & وَمَا يَسْتَوِى ٱلأَحْيَاء وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ...) (19-22).
وكأنها تقول لنا: من يستطيع أن يقيم الكون على هذه الأضداد إلا الله؟ فاخضعوا له واستسلموا لعظمته...
لذلك ترينا السورة في أكثر آياتها قدرة الله تعالى في الكون، حتى نعرف ربنا حق المعرفة ونوقن أن العزة لله جميعاً، ومنها قوله تعالى (إِنَّ ٱلله يُمْسِكُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مّن بَعْدِهِ ....) (41).
سورة يس
الاستسلام في الدعوة إلى الله .
وسورة يس تظهر أن هناك نوعاً آخر من الاستسلام لا بد للمسلم من القيام به، وهو الاستسلام لله تعالى وتفويض الأمر إليه أثناء الدعوة إلى الله، بأن يبقى المرء مصراً على الدعوة إلى الله سواء اهتدى الناس أم لم يهتدوا، لأن الدعوة إلى الله عبادة لله، وأنت تتقرب إلى الله بهذه العبادة سواء أرأيت النتائج أمامك أم لم ترها...
ولذلك فإن سورة يس تصوّر لنا نموذجين من الناس: نموذج لأشخاص ما تزال قلوبهم تنبض بالحياة، ونموذج آخر لأشخاص ماتت قلوبهم. ولأن المرء لا يعلم ما في قلوب الناس فهو بالتالي لا يعلم من يرجى هدايته ممن لا يرجى فوجب عليه دعوة الجميع سواء اهتدوا أو لم يهتدوا.
سبب نزول السورة:
فتبدأ السورة بذكر الذين لا ترجى هدايتهم (وَسَوَآء عَلَيْهِمْ أَءنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ) (10) ثم مباشرة تذكر من ترجى هدايته (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِكْرَ وَخشِىَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ فَبَشّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) (11). فالسورة تصوّر الفئتين كما ذكرنا، مما يوضح لنا سبب نزولها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة مباشرة، عندما توقف انتشار الإسلام وبدأ المسلمون يشعرون باليأس من دعوتهم. لذلك نرى آيات كثيرة تثبت النبي بأنه على الحق وتقوي عزيمته للاستمرار في طريق الدعوة.: (إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ & عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ & تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ & لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَـٰفِلُونَ) (3 – 6).
فالسورة تسأل الدعاة إلى الله، وتسألنا أيضاً: هل ستطيعون الله وتستسلمون له وتستمرون بدعوتكم؟ فالله وحده هو الذي يعلم ما في صدور الناس، ولذا وجب عليكم الاستمرار بالدعوة حتى لو كان ظاهر الناس لا يبشّر بالخير.
نموذج للاستسلام:
ونرى في هذه السورة القصة الشهيرة، قصة القرية التي أرسل الله لها ثلاثة من المرسلين (وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا ٱلْمُرْسَلُونَ & إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ) (13 – 14). فهذه القرية قد أرسل إليها ثلاثة أنبياء، لكن هناك رجلاً أحس بمسؤوليته عن هذا الدين وكان موقفه رائعاً: (وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ & ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ & وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (20 – 22) إنها قصة رجل لم يقف مكتوف اليدين دون أن يدعو إلى الله، بحجة وجود الأنبياء في هذه القرية، لكنه أصر على الاستمرار في دعوة قومه رغم أنهم لم يستجيبوا للأنبياء الذين هم أفضل منه بكثير... وهكذا نرى أن هذه القصة تصب في محور السورة مباشرة: إياك واليأس من دعوة الناس إلى الله.
الآيات الكونية ونهاياتها
وقد ركزت السورة على الموت والبعث، حتى نتذكر أننا جميعاً سنموت، مؤمنين وكافرين، طائعين وعاصين.. لذلك ينبغي الاستمرار في الدعوة، لعل الله تعالى يحيي قلب رجل عاص قبل الموت. وهذا المحور يأتي مقروناً بالآيات الكونية المذكورة في السورة، التي ركزت على نهايات الأمور، وكأنها تذكر الكافرين بالموت الذي هو نهاية التكذيب ونهاية كل الخلائق. إسمع قوله تعالى: (وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ & وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ) (38 – 39). أي أن للشمس والقمر نهاية وكل شيءمن المخلوقات بالكون حتما له نهاية ويبدا كبيرا وينتهي صغيرا الا عمل الخير فانه يزيد لاينقص ويكبر لا يصغر .
إقرأوا يس على موتاكم:
ومن هنا نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إقرؤا يس على موتاكم". وليس المقصود من الحديث أن تقرأ في المقابر كما يفعل الكثير من الناس، بل أن تقرأ على الميت حال احتضاره. وكأن المعنى: إقرأ هذه السورة على كل حي، حتى أولئك الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة، لأن الحياة لا تزال موجودة فيهم فإذاً لا بد من توجيه الدعوة إليهم وعدم اليأس منهم... معنى جميل ومهم لكل الدعاة إلى الله.
سورة الصافات
سورة الصافات تسلّط الضوء على معنى واحد: استسلم لأوامر الله حتى لو لم تدرك الحكمة منها. لذلك تأتي السورة بمثل رائع: سيدنا إبراهيم، لما طلب منه ذبح ابنه إسماعيل، فتلقى الأمر دون أي تردد أو سؤال عن الحكمة والغاية من هذا الطلب، وكأن السورة تقول لنا: سيأتيكم يا مسلمون عدد من الأوامر التي لن تفهموا الحكمة منها، فاقتدوا بسيدنا إبراهيم في تنفيذه للأوامر الربانية...

استسلام الأب والابن:
وبالعودة لسيدنا إبراهيم، فإننا نرى في قصته استسلاماً كاملاً لله تعالى.
فهو قد ترك قومه وهاجر إلى الغربة في سبيل الله (وَقَالَ إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى سَيَهْدِينِ) (99).
ثم تصوّر لنا السورة اشتياقه وحاجته للولد: (رَبّ هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينِ) (100). فاستجاب الله لدعائه (فَبَشَّرْنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِيمٍ) (101). تخيل فرحة قلبه...! رجل كبير عجوز مهاجر وبعيد عن بلده... تخيّل تعلّقه بهذا الولد، الذي ليس غلاماً عادياً، بل أنه "غلام حليم"... فماذا بعد؟ نرى في الآية (102). (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ) لما كبر الولد أمام عيني والده، رأى إبراهيم في منامه رؤيا صعبة (قَالَ يٰبُنَىَّ إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ) ليس أمراً مباشراً من الله أو عن طريق جبريل، بل عن طريق الرؤيا. ومع ذلك لم يتذرع إبراهيم بذلك، لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق...
ولم يطلب إبراهيم معرفة الحكمة من هذا الطلب، بل لم يسأل عنها أصلاً، لكنه قال لابنه بكل استسلام: (إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ) وهذا السؤال ليس تردداً لأنه سيذبحه أصلاً، لكن إبراهيم، ذاك النبي المستسلم لله تعالى في كل أوامره، أراد أن يشارك ابنه في الأجر. فماذا قال إسماعيل؟ إن أباه تركه وهو طفل في صحراء قاحلة، ويأتي اليوم ليخبره أنه سيذبحه..(قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱلله مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ). وهنا تأتي الآية المحورية: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) (103)، وهنا يأتي سؤال: ألم يكونا مسلمين قبل هذا الطلب؟ طبعاً، لكن (أَسْلَمَا) هنا تصور معنى الإسلام الكامل، وهو الاستسلام لله تعالى دون أي تردد...
لماذا سميت السورة بالصافات؟
ما هي الصافات؟ هي الملائكة التي تصطف بين يدي الله تعالى استسلاماً له. لذلك بدأت السورة بداية رائعة بذكر هؤلاء العباد المخلصين.
وإننا نلاحظ في القرآن أن بدء كل سورة بالحديث عن الملائكة يعني أن محور هذه السورة يتعلق بالاستسلام لله أو الخضوع له، لأن الملائكة هم قدوة ورمز في هذا المعنى.
الاستسلام لله طوعاً أو كرهاً:
فإذا أبى المرء الاستسلام في الدنيا، فإن السورة تحذرنا من هول يوم القيامة: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ & مَا لَكُمْ لاَ تَنَـٰصَرُونَ & بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) (24 – 26).
كأنها تقول: استسلم في الدنيا طوعا قبل أن تستسلم في الآخرة كرها..
أرأيت كيف أنك ستستلم لله رغماً عنك يوم القيامة دون أن يفيدك ذلك في شيء؟
فاخضع له بإرادتك في الدنيا، واستسلم لأحكامه وشرعه حتى لو لم تعلم الحكمة منها. فلا ينبغي لأحد أن يمتنع عن تنفيذ حكم ما إلا إذا اقتنع أولاً... ومع ذلك فإن من كرم الله أنه جعل للغالبية الكبرى من أوامره تعليلات وحكم مقنعة، لكنه أبقى بعض الأوامر دون أن يطلعنا على الحكمة منها، حتى يعلم من سيطيع ويستسلم ومن سيعصي ويتكبر...
سورة ص
وبعد أن عرضت كل سور الجزئين 22 و23 محوراً واحداً وهو الاستسلام لله تعالى، تأتي سورة ص بمعنى جميل: رغم أنك أيها المسلم مستسلم لأوامر الله، لكنك قد تخطئ وتعصي، والسؤال هو: هل ستعود إلى الله؟ أم أنك ستتكبر وتصر على رأيك.. وهكذا يكون محور السورة: الاستسلام لله بالعودة إلى الحق دون عناد.
العودة إلى الحق بلا عناد
ولذلك تتحدث السورة عن ثلاثة أنبياء، حصلت أمامهم خصومات أو تسرّعوا في اتخاذ قراراتهم، لكنهم عادوا إلى الحق بسرعة. وهذه العودة إلى الله من أهم أنواع الاستسلام لله تعالى، لأن المتكبر لا يعود إلى الحق، وإذا رأى نفسه على خطأ فسوف يصر على موقفه عناداً واستكباراً. ولذلك فإننا نرى في ختام السورة قصة إبليس، الذي كان رمزاً للاستكبار والعناد وعدم العودة إلى الله.
عودة داوود
وأول قصة ذكرت في السورة هي قصة سيدنا داوود حين اختصم أمامه خصمان، وقالا له: (... فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقّ وَلاَ تُشْطِطْ وَٱهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاء ٱلصّرٰطِ) (22) فتعجّل سيدنا داوود في الفتوى وحكم لأحدهما. لكن عودته كانت سريعة (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ & فَغَفَرْنَا لَهُ ذٰلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَـئَابٍ) (24 – 25).( كَانَتْ خَطِيئَةَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام ; لِأَنَّهُ قَالَ : لَقَدْ ظَلَمَك مِنْ غَيْر تَثَبُّتٍ بِبَيِّنَةٍ )
عودة سليمان
والقصة الثانية هي قصة سليمان بن داوود عليهما السلام: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَـٰنَ نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (30).
وترينا الآيات أيضاً سرعة إنابته: (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِىّ ٱلصَّـٰفِنَـٰتُ ٱلْجِيَادُ & فَقَالَ إِنّى أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ) (31-32) فلما رأى أن الخيل ألهته عن ذكر الله حتى غابت الشمس(عُرِضَتْ عَلَيْهِ بَعْد أَنْ صَلَّى الظُّهْر لِإِرَادَتِهِ الْجِهَاد عَلَيْهَا لِعَدُوٍّ فَعِنْد بُلُوغ الْعَرْض مِنْهَا تِسْعمِائَةِ غَرَبَتْ الشَّمْس وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى الْعَصْر فَاغْتَمَّ فقال لقد الهتني الخيل عن ذكر ربي فذَبْحهَا وَقَطْع أَرْجُلهَا تَقَرُّبًا إلَى اللَّه تَعَالَى حَيْثُ اشْتَغَلَ بِهَا عَنْ الصَّلَاة وَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا فَعَوَّضَهُ اللَّه خَيْرًا مِنْهَا وَأَسْرَعَ وَهِيَ الرِّيح تَجْرِي بِأَمْرِهِ كَيْفَ شَاءَ
، قال: (رُدُّوهَا عَلَىَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ) (33) فقرر ذبح الخيل كلها لهذا السبب.
وترينا الآيات مشهداً آخر من مشاهد إنابته عليه السلام: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَـٰنَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ) (34). (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَان" ابْتَلَيْنَاهُ بِسَلْبِ مُلْكه وَذَلِكَ لِتَزَوُّجِهِ بِامْرَأَةٍ هَوَاهَا وَكَانَتْ تَعْبُد الصَّنَم فِي دَاره مِنْ غَيْر عِلْمه وَكَانَ مُلْكه فِي خَاتَمه فَنَزَعَهُ مَرَّة عِنْد إرَادَة الْخَلَاء وَوَضَعَهُ عِنْد امْرَأَته الْمُسَمَّاة بِالْأَمِينَةِ عَلَى عَادَته فَجَاءَهَا جِنِّيّ فِي صُورَة سُلَيْمَان فَأَخَذَهُ مِنْهَا "وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدًا" هُوَ ذَلِكَ الْجِنِّيّ وَهُوَ صَخْر أَوْ غَيْره جَلَسَ عَلَى كُرْسِيّ سُلَيْمَان وَعَكَفَتْ عَلَيْهِ الطَّيْر وَغَيْرهَا فَخَرَجَ سُلَيْمَان فِي غَيْر هَيْئَته فَرَآهُ عَلَى كُرْسِيّه وَقَالَ لِلنَّاسِ أَنَا سُلَيْمَان فَأَنْكَرُوهُ "ثُمَّ أَنَابَ" رَجَعَ سُلَيْمَان إلَى مُلْكه بَعْد أَيَّام بِأَنْ وَصَلَ إلَى الْخَاتَم فَلَبِسَهُ وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيّه)
عودة أيوب:
وأخيراً قصة أيوب عليه السلام حين أقسم أن يضرب زوجته مئة ضربة فقال تعالى (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بّهِ وَلاَ تَحْنَثْ...) (44) فعاد إلى الحق، وأوجد الله تعالى له مخرجاً لكي لا يحنث، وأمره أن يأخذ مئة عود وأن يضرب بها زوجته ضرباً خفيفاً حتى يبر بقسمه دون أن يمنعه ذلك من العودة إلى الحق.
والملاحظ أن قصص الأنبياء في هذه السورة ركّزت على عبودية الأنبياء وإنابتهم لله تعالى:
- داوود (وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا ٱلأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (17) أي كثير الرجوع إلى الله وسريع العودة إلى الحق.
- سليمان: (نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (30).
- أيوب: (نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (44).
وهكذا نلاحظ أن معاني العبودية لله والإنابة إليه قد تكررت في السورة بشكل واضح...
إبليس والاستكبار
وفي مقابل الأنبياء الذين أنابوا لربهم، تعرض السورة نموذجاً عكسياً لإبليس: (فَسَجَدَ ٱلْمَلَـئِكَةُ كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ & إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ) (73-74) فكان استكبار إبليس هو السبب الأساسي لكفره وضلاله. لذلك يواجهه رب العزة بذلك: (قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَـٰلِينَ) (75). فماذا كانت نتيجة ذلك المتكبر؟ (قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ & وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدّينِ) (77-78).
هذا النموذج الرهيب لإبليس أتى في ختام سورة "ص"، وفي ختام سور الاستسلام لله تعالى، حتى نقارن بين من كان قدوة في الاستسلام لله، وبين إبليس عدو الله الذي قاده تكبره وعدم خضوعه إلى الكفر والطرد من رحمة الله...
stafa
stafa
جزاك الله كل خير
جزاك الله كل خير
وجزاك الله خير
stafa
stafa
اليوم السادس والعشرون
عمل اليوم :الاعتكاف في المسجد يوم وليلة وذلك بالتسبيح و بالتهليل والذكر والدعاء للنفس وللامة بنية احياء ليلة القدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قام ليلةالقدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) تتبع الرابط لتعرف قدرها
درس اليوم :سورة الزمر وغافر وسور الحواميم
سورة الزمر
وهي سورة مكية عدد اياتها 75
هدف السورة
الاخلاص لله تعاليى بالاعمال والنيات والافعال والعبادات وفي كل شيء تقديم النية لله
الايات التي تبين ذلك
(إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2 .) (لَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3] ..[بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ (66)
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)
مكافئة للصحبة الصالحة
الزمر يعني الصحبة من الناس لتكون مجموعة ذات منهج واحد و الصحبة الصالحة تعين على الاخلاص وصحبة السوء تعين على الاهواء والمنكرات .لذلك ابى الله ان يدخل الناس الى الجنة او النار فرادى ولكن مجموعات
(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)
وجعل جزاء الاخلاص والتقى زمرة المتقين
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)
مقارنة بين الزمرتين
وبعد الفصل بين هذه الزمر جعل الله عقاب زمرة الكافرين المشركين بالله جهنم .حتى انهم يمشون تاهين بغير طريق او هداية فتفتح لهم ابواب جهنكم فجئة ليدخلو فيها (حذفت الواو قبل كلمة فُتِحَتْ)
اما اصحاب الجنة فانهم يتوجهون اليها و يعرفون طريقها بعد علم من الله فيمشون اليها حتى اذا جاءوها وفتحت لهم ابوابها دخلوها (الواو موجودة قبل كلمة فُتِحَتْ)
الخاتمة
ختمت السورة بالملائكة المخلصين لله في عبادتهم وهم حافين حول العرش بالتسبيح والتحميد لله تعالى وحده
(وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)

سورة غافر
سورة مكية عدد اياتها 58 اية
الهدف
الدعوة وتفويض الامر لله
الايات التي تبين الهدف
تتكلم السورة عن نماذج من الناس اللذين دعو الى الله بالحكمة والموعضة الحسنة وبعض اساليب الدعوة الى الله ومواجهة جميع المشاكل التي قد يلاقيها الداعية من الاستهزاء والطعن بالصبر والاناة وتفويض الامر لله تعالى فذكر موسى عليه السلام مع فروعون حينما هدده بالقتل لكن موسى استعان بالله عليه لان موسى لم تكن معه قوة كافية لمواجهة فرعون ورده
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)
(وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)
اداب الدعوة الى الله بمثل
لذلك الله سخر له رجل من اهل فرعون وقرابته يكتم ايمانه فكلمهم باالعقل
(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)
اسااليب الدعوة
• اللطف والخضوع وحسن الخطاب (خاطبهم بملوك الدنيا )
(يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)
• وبالخوف عليهم والحرص على عذابهم مثل ما حصل للاقوام السابقة
(وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) .
• وبعدها بدا يذكر يوم القيامة وماذا سيحدث في الاخرة وهي مصير كل ما على الارض وكيف انه يريد لهم النجاة ويريدون له الخراب والنار ( وهذه ايضا من وسائل الدعوة المهمة ).والايات من (38-43) تبين ذلك
• وانتهى بالتفويض الامر لله بعد ان ادى الذي عليه من التبليغ والدعوة فكان جزاه ان انجاه الله مما اصاب فرعون وقومه من سوء العقاب
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)
حسن عاقبة تفويض الامر لله
فانجاه الله من الغرق بعد ان خسف الله البحر بفرعون من شليعه
(فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)
بعض ميزات السورة
هي من اكثر السور التي ذكر بها الدعاء لان الدعاء هو من اهم وسائل تفويض الامر الى الله عز وجل حيث بدات السورة بالدعاء للمؤمنين وفيها اية الدعاء والاستجابة من الله كل من دعا له بشيء
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)
سبب التسمية
سميت سورة غافر لان الله هو غافر الذنوب جميعا وقابل التوبة والعودة السريعة اليه لمن اخطء
(غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
سور الحواميم(جزء 25 )
سور الحواميم وهي سبع سور يبدا بها الاية الاولى ب حم وهي (غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والاحقاف )وهذه الحروف هي تحدي و اعجاز للعرب وهو انه نفس الحروف التي تنطقون بها وتتكلمونها حنكتب بها الكتاب ونجعل فيه من الاعجاز اللفضي واللغوي ما ليس انتم بقادرين على تنظيمه وكتابته
الاهداف المشتركة بالحواميم
1- كلها سور مكية
2-كلها افتتحت بقيمة القران
3-كلها ذكرت موسى وبني اسرائيل
4- كلها تركز على الوحدة وخطورة الفرقة
5-كلها تركز على انتقال الرسالة من بني اسرائيل الى امة محمد (صلى الله عليه وسلم )
6- كلها تركز على الصفح والامهال
الهدف الاول كلها افتحت بقيمة القران
(تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ) اية 2 ) ) (فصلت )
(كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم )ُاية 3 ( الشورى )
(وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ( اية 2 )(الزخرف )
(وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ( اية 2 )(الدخان )
(تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (اية 2 )( الجاثية
(تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) اية 2 )(الاحقااف)
الهدف الثاني كلها ذكرت قصة موسى مع بني اسرائيل
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ )فصلت45)
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (اية 46 )(الزخرف )
(وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (اية 17)(الدخان )
(وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ( اية 16 )(الجثية )
وقد ذكرت قصة موسى كثير بالقران حتى كادت ان تاخذ ثلث القران لانها ذكرت قصة موسى عليه السلام بفرعون وقصته مع بني اسرائيل وكيف انهم لم يلتزمو بالكتاب فانتقل الرسالة الى امة اخرى هي امة محمد صلى الله عليه وسلم
الهدف الثالث الوحدة وخطورة الفرقة
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (فصلت45)
(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} الشورى10)
(وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }الشورى14)
(وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ )(الزخرف63)
(وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )(الجاثية17)
الهدف الرابع انتقال الرسالة
وهذه الايات تؤكد الى انتقال الرسالة الى امة محمد من بني اسرائيل
(شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ( الشورى 13)
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ( الجاثية )18)
(وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ )(الأحقاف12)
الهدف الخامس العفو والامهال
(ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ( الشورى 23)
(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( الزخرف 89)
(قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ ( الجاثية 14)
(فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ ( الدخان 59)
(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ( الاحقاف 35)
ومن هذا يعني انه انتم يا محمد اصبحتو مسؤلين عن الرسالة وهذا يتم بالوحدة والصفح والامهال حتى تنالو ما تريدون وبيلغ لهذا الدين ولهذه الامة الشان والاهمية

الشورى
هدف السورة
انتم مسؤلون عن الرسالة بالتشاور فيما بينكم وتقديم ما هو افضل فالاختلاف طبيعي وفطري عند البشر لتعدد الافكار واختلاف الاراء لذلك جاءت الاية برجوع الامر الى الله {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }الشورى 10
ولكن الحذر من الفرقة وعدم التوحد ولكن التشاور هو افضل الطرق لتوحد الاراء واختيار ما هو افضل وسميت كذلك لاهمية الشورى
سورة الزخرف
من المحاذير التي توكد عليها السورة هي الانخداع بالمضاهر المادية لانها سبب الضياع
وسميت بالزخرف لما ذكر فيها من مضاهر مادية خادعة من الذهب والفضة كما ذكرت بها الجنة كثير لانها الزخرف الحقيقي الباقي وما فيها لا يفنى {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }الزخرف71)
لذلك تاتي الايات تذكر ان سبب التكذيب هي مظاهر مادية
ثم تذكر الاية مثل (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )الزخرف31)
فرعون و الزخرف
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الزخرف51)
(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)
( فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53)
ثم تركز ان الشرف الحقيقي والعزة والجاه والسلطان ليس بالمال بل هو بهذا الدين
(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ )(الزخرف44)
الحكمة خير وسيلة لللاقناع
ثم تاتي الاية بذكر عيسى عليه السلام البعيد كل البعد عن المظاهر المادية وكيف انه جاء بالحكمة والعقل لحل الخصومات والمخالفات وليس بالمظاهر المادية الخادعة {وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }الزخرف63
صحبة المصالح
و لان اغلب العلاقات والاصحاب تتحكم بها المظاهر المادية او قد تكون طريق للوصول اليها فيبين الله بانها علاقات واهية ذات عداء يوم القيامة باسثناء الصحبة الصالحة من المتقين {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67
سورة الدخان
تتكلم على نوع ثاني من المظاهر المادية مظاهر الجاه والسلطة فتبدا الاية بذكر قوم فرعون وكيف الله خسف بهم البحر لما تمادم بظلمهم على بني اسرائيل واورث بي اسرائيل جنانهم
( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)
(وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26)
(وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27)
(كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)
الجاثية
حيت تركز على خطورة التكبر بالارض
قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )فقال رجل :ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ,ونعله حسناا؟قال "ان الله جميل يحب الجمال "الكبر بطر الحق وغمظ الناس )
الاستهزاء بايات الله من انواع الكبر
(وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (الجاثية9)
(يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( الجاثية 8)
الكبرياء لله وحده
تختم الاية بان العظمة والكبرياء لله وحده فقط فهو الخالق للخلق المتدبر بامورهم
(وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الجاثية37)
سورة الاحقاف
بعد عرض هذا القران ان هناك من سيسمع وان هناك من سيرفض ولكن هذا مرده الى الله تعالى
مسالة الهداية من الله عز وجل
يذكر الله تعالى مقارنات عجيبة للهدية والضلال وان الواجب على الواحد التبليغ ولكن الامر في ذلك عائد الى الله تعالى
فضرب الله مثل للهداية بالجن. ياتي الجن فيسمع القران فيؤمن به ويمرون قومهم بالايمان والاستغفار لله والتحذير من عذابه فيؤمنو و به
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ }الأحقاف29)
(قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30)
(يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)
ومثل اخر للضلال بالولد العاق لوالده والمتبع لاهواه فلا يسمع لوالديه اللذان يدعوانه للايمان
(وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)
وهذه السور الست بها من اللين والتمهيل الشيء الكثير للدخول في الاسلام واعتناقة اما ما تليها من سورة محمد فسوف تكون بها مواجهة شديدة بين المسلمين والكفار وبعدها سورة الفتح بفتح الله على المؤمنين بالخير الكثير بزيادة عدد المسلمين تمهيدا لفتح مكة المكرمة و النصر على الكفار ونشر الدين الاسلامي الى كافة الناس على وجه الارض
stafa
stafa
ارجوا المعذرة على تاخير يوم بسبب عطل
stafa
stafa
stafa stafa :
ارجوا المعذرة على تاخير يوم بسبب عطل
ارجوا المعذرة على تاخير يوم بسبب عطل
اليوم السابع والعشرون
عمل اليوم :التصدق لله تعالى بمبلغ من المال على حسب مقدرة المنفق فاذا كان ميسور الحال تصدق للفقراء والمساكين من اقاربه وجيرانه الاولى فالاولى وان كان غنينا فلينفق من ماله الكثي فما نقص مال من صدقة كعمل وجبة افطار لعدد من الفراء والمساكين المساهمة بالجمعيات الاسلامية الخيرية للمرضى واليتمى . ومن لطيف لطفه بنا الله انه حتى اذا اقرضت محتاجا مبلغ من المال ليسد حاجته فان لك في ذلك صدقة قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : (من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة قال ثم سمعته يقول : من أنظر معسرا له بكل يوم مثليه صدقة قلت سمعتك يا رسول الله تقول من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة قال : له بكل يوم صدقة ، قبل أن يحل الدين ، فإذا حل الدين فأنظره ، فله بكل يوم مثليه صدقة )
وحيبذا من ان تكون الصدقة جارية يعني طول العمر وحتى بعد الموت تبقى تاخذ من حسناتها ويضعفاها الله لك كالمساهمة في بناء مسجد او التطوع بعدد من المصاحف للمسجد او شراء براد للماء ووضعه في مكان حار .... .الخ
اما الفقير الذي لا يملك ما ينفق فان رحمة الله واسعة فارفع اذى من طريق كالحجارة او غير فان لك بذلك صدقة او ادخل على اولادك وزوجتك وانت مبتسم فلك بذلك صدقة او حتى لو تشح بذلك فسبح لله وحمده وكبره وهلله فان لك بكل تسبيحة صدقة
درس اليوم ؛سورة محمد والفتح والحجرات (جزء 26 )
كل هذه السور لها محور واحد وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم
هدفها
اتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مقياس لقبول الاعمال
سورة محمد
وهي سورة مدنية عدد اياتها 38 اية , وقد عرفت بين الصحابة بسورة القتال وردت فيها مسالة قبول الاعمال و احباط الاعمال اكثر من 12 مرة و ذكرت طاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كثير, وتركيز العلاقة بين قبول الاعمال وطاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فالمعنى ان اتباع منهج الرسول وسنته طريق لقبول الاعمال لان تباع سنته هو اتباع شرع الله المنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم )
هدفها
اتباع الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم )باتباع سنته وهديه حتى لو كان الامر شاق .سميت باسم سورة القتال ايضا حيث ان اصعب حاجة على النفس البشرية الرضوخ للقتال ولكن عندما امر النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان الصحابة على اتم الاستعداد للجهاد وتحمل مشاقه في سبيل الله ونصرة هذا الدين وطاعة لرسول الله الايات التي جاءت تركز على قبول العمل واحباط العمل
لذلك جاءت الايات توضح ذلك
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ( اية 1 ))
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ( اية 2 ))
وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )(8) )
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )(9)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )( اية 28)
وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ )(30)
وجاءت الاية محورية وسط السورة
فَأَوْلَى لَهُمْ) (20)
طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) (21)
يقول الامام بن حنبل "نظرت بالقران فوجدت اطيعوا الرسول اكثر من 33 مرة ثم قرا (لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63
واخر السورة تحذير الى امة محمد من الابتعاد عن سنته صلى الله عليه وسلم والا استبدل القوم بغيرهم ولا يكون امثالكم ولكن خير منكم (ِ وان تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38
اللهم اجعلنا على هديه وسنته ابدا ما ابقيتنا
سبب التسمية
سميت بسورة محمد نسبة الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) وذلك للتاكيد على طاعته واتباع سنته والحفاظ على هديه صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
سورة الفتح
وهي سورة الفتوحات والتجاليات الاسلامية التي فرج بها الله عن المؤمنين بالفتح والنصر على الكفار وهي سورة مدنية عدد اياتها 29
فتح من غير قتال
نزلت السور في صلح الحديبة , حيث بعد ان وصل المسلمون الى منطقة الحديبية للحج ودخول مكة لاول مرة بعد هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد ست سنين من الخروج منها وكان المسلمون متلهفون لدخول مكة واداء مناسك الحج ورؤية اهاليهم ممن لم يغادر مكة بعد .وكانو مستعدين لدخولها بالقتال اذا لم تاذن لهم قريش بدخولها سلما .لكن قريش رفضت دخول المسلمين لمكة وكانت تخشى الحرب بها , فخرج من قريش من يدعو لعقد الصلح بين قريش ومحمد صلى الله عليه وسلم في نفس المكان وهي منطقىة تدعى الحديبية .ووضعت قريش اربعة من الشروط كان من ضمنها عودة الرسول واصحابه هذه السنة الا المدينة والحج في العام المقبل ودخول مكة بالسلم لا بالحرب .
فوافق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعقد الصلح ايثارا للسلام ومنعنا للحرب والقتال .ولكن على الرغم من ان الصحابة كانو يريدون الدخول الى مكة وكانو قد استعدو لذلك ولكن تبقى الطاعة لله ولرسوله فرجعو الى المدينة ولقد اثنت عليهم هذه السورة كثيرا . لطاعتهم لللرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتزام باوامرة واليقين بان ذلك من مصلحته ونصرهم . فانزلت هذه السورة لتبشيرهم بالنصر والعزة في الارض الى يوم الدين .
فتوحات سورة الفتح
على الرغم من رجوع المسلمين الى المدينة بدون دخول مكة الا ان الله بشر رسوله والمؤمنون بالفتوحات الكثيرة في هذه السورة ومنها :
مغفرة الذنوب
اتمام النعمة
الهداية الاعداد الكبيرة من اهل مكة
النصر على الكفار
السكينة وقد ذكرت ثلاث مرات في هذه السورة
الوعد بالجنة
كشف المنافقين رضا من الله تعالى على المؤمنين
مغانم كثيرة
وعد بان تفتح مكة وانتشار الدين اللى كل العالم
الوعد بالمغفرة والنصر العضيم
كثرة عدد المسلمين
بالاضافة الى اية الرضوان (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)
اسباب الخير
ويذكر من اسباب هذا الفتح الكبير والخير الكثير على محمد (صلى الله عليه وسلم )واصحابه انهم رجال حق صبروا مع الرسول محمدصلى الله عليه وسلم على الايذاء وصدقوا الرسول بان العزة والنصر بالنهاية سوف تكون لهم بهذا الدين وهذه الرسالة فقدمو له الرخيص والغالي فثابهم الله على ذلك خير الثواب {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب اية 23
على من ينزل الفتح
تاتي نهاية السورة للوصف المؤمنين الذين كان لهم شرف الجهاد وفتح مكة وصفتهم بكتب الله السابقة التوراة والانجيل مثل الزرع الذي يبدا بالبذرة الوحيدة الضعيفة ثم ينمو ويتكاثر فيقوى ويشتد ليعجب الزارع وهو مثل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا ضعفاء قليل بداية الدعوة , ضعفاء فقواهم الله وكانو فقراء فاغناهم الله وجعل الفتح على ايديهم وجعل له الكثرة والقوة والغلبة بعد ذلك حتى انتشر الاسلام من مشرق الارض الى مغربها وهو باقي باذن الله الىزوال الارض ومن عليها , ليغظ بهم الكفار ويغفر للمؤمنين ويجزيهم اجرا عظيما
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)
مقارنة
وهناك مقارنة بين الاية الاخيرة من سورة الفتح وسورة محمد وهي ان في سورة محمد اذكر القتال والجهاد لفتح مكة فان تتولوا عن طاعة الرسول والجهاد لفتح مكة فان الله عز وجل سوف يتبدل غيركم من البشر يحملون الرسالة ويستخلفون بالارض . ولكن كنت غير ذلك وهذه صفاتكم في كتب السابقة فكنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
اما في سورة الفتح اخر اية ذكر نعت المسلمين بالتوراة والانجيل ليبين انكم انتم يا امة محمد نجحتم في حمل الرسالة بقوتكم و نصرتكم لهذا الدين وطاعتكم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لذلك فضلكم الله عليهم واختاركم لتكونوا اخر امة لحمل هذا الدين ونشره .
سورة الحجرات
هدفها
ادب العلاقات مع كل الاطراف
الايات التي تبين ذلك
تبدا بداية بادب التعامل مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الايات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الحجرات1
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)
الايات اللي بعدها تؤكد على اداب تلقي الاخبار والتحقق من مدى صحتها( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6
اداب التعامل مع المؤمنين (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)
النهي عن (السخرية واللمز والنبز بالالقاب والغيبة و الظن) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12
فالسورة كلها تركز على ادب التعامل والاخلاق الحميدة للمسلم فبعد ان يستكمل المسلم كل هذه الاخلاق ويتعامل بها مع الناس يستطيع من ان يكون قدوة للاخرين فتاتي اخر السورة بادب التعامل مع الله عز وجل والمن له بالنعمة والفضل الكبير لانه اكرم علينا بالاسلام وجعلنا مسلمين وهو الخالق والرازق المتدبر بامورنا كلها (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17
سبب التسمية
نسبة الى حجرات النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجاته رضا الله عنهم اجمعين ولبيان اهمية الاداب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ ان مجرد رفع الاصوات من قبل بعض الصحابة امام بيته ونادئه صلى الله عليه وسلم نزلت السورة لمعاتبتهم فكيف اذن ممن يتناسى سننه ويعصي اوامره ولا يذكره بالصلاة والخير صلى الله عليه وسلم ؟؟ فكيف سوف يكون عقاب الله له !!!ارجوا ان تسال نفسك الان اين انت من سنن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومن ذكر خيره والصلاة عليه ؟ . كما تركز الاية على اهمية اخلاق المسلم عندلزيارة اخيه المسلم في بيته .فعلى المسلم ان يرعي ادب الزيارة وادب التعامل مع الاخرين لان ذلك من حسن الخلق .