--------------------------------------------------------------------------------
· وقد أجرت جريدة المسلمون بتاريخ 27/ 10/ 1414 هـ في عددها 479 تحقيقا صحفيا عن الخادمات في الخليج ويوضح سوء المعاملة والتجني على الخادمة.
· وتقول "نورة" للأسف الشديد أغلب من أعرف من الأسر تعامل خادماتها معاملة قاسية وتنسى أنهم بشر لهم أحاسيسهم ومشاعرهم مثلنا.
· إن كثيرا من الأسر تعامل الخادمة معاملة سيئة فلا تخصص لها مكانا للنوم أو حتى لملابسها وحاجياتها.. وتمنعها من الأكل أو الجلوس خارج المطبخ، وتقفل عليها البيت مع احتمال وقوع حادث ما في البيت وهي سجينة كما تؤكد "فاطمة أحمد".
· وتقول "وداد سالم " سمعت الكثير عن الاضطهاد الذي تلاقيه تلك الفئة لكن ما رأيته بعيني كان لا يصدق، إحدى المخدومات شهرت سكينها وكادت تطعن بها الخادمة في ثورة غضب.
وأخرى رمت خادمتها بحديدة فكادت تكسر ضلوعها لولا لطف الله. حوادث لا تصدق، لكنها وقعت. ولكم أن تتخيلوا نفسية
تلك الخادمة وكيف ستتعامل مع أهل البيت بعد ذلك.
· وتقول إحدى الخادمات: وصلت من الفلبين قبل ثلاث سنوات للعمل كخادمة لدى إحدى الأسر. وفي البداية كانت مخدومتي تعاملني معاملة حسنة، ثم بدأت العلاقة تسوء شيئا فشيئا، فهي عصبية وتصرخ دائما برغم أنني أقوم بواجبي كاملا. ولكن بمرور الأيام بدأت أفقد أعصابي وأرد عليها لشعوري بأنها تهينني وتوجه لي كلمات نابية، وهي تعتبرني محظوظة لأنني أعمل في بيتها لاعتقادها بأن تقديم الطعام لإنسان يمكن أن يجعله يتخلى عن إحساسه ومشاعره
ذلك هو الوجه الآخر للمشكلة، فالخادم إنسان له من الحقوق مثل ما عليه من الواجبات.. ومن واجبنا أن نعامله باحترام وأن نتقي الله فيه وأن نتجنب مايؤذي مشاعره، حتى تسلم نفسه مر الشعور بالظلم ولا يتولد لديه شعور بالقهر ورغبة في الانتقام.
· إن الخادمة تلك المرأة العاملة في كثير من منازلنا والتي قل أن يرضى عن أداء عملها أحد.. وكثيرا ما تكون محل حوار وانتقاد أليس من المنصف أن نستمع إلى "ردها على الاتهامات لها بالتخاذل والتكاسل في أداء عملها داخل المنزل.
وكما تقول إحدى الخادمات عن برنامجها اليومي:
استيقظ يوميا الساعة الخامسة صباحا برغبة من صاحبة المنزل لعمل وجبة الإفطار للأولاد قبل ذهابهم إلى المدرسة، وبعد إعداد تلك الوجبة وتجهيزها أقوم بدور الموقظ لهم من النوم وتغسيل الصغار منهم وإلباسهم الزي المدرسي. وبعد ذهابهم إلى المدرسة أقوم بتنظيف أواني الإفطار وإعداد وتجهيز وجبة إفطار أخرى للزوج والزوجة اللذين مازالا يغطان في نوم عميق. وبعد ذلك أقوم بتجهيز مستلزمات المطبخ من تقطيع للحوم والخضروات. وبعد ذلك أتوجه لعمل التنظيف اليومي لأرجاء المنزل.. وقبل أن استكمل عمل 50% من هذا العمل، إذا بصوت الزوجة يناديني بإحضار الفطور لها ولزوجها. وبعد ذلك الواجب أعود لاستكمال عمل التنظيف الذي قطعتني عنه الزوجة، وعند الانتهاء من ذلك العمل يكون الوقت قد حان لعمل وجبة الغداء والتي تأخذ مني الوقت الكثير.
وما أن يصل الأولاد من المدرسة إلا والغذاء جاهز، فأقوم بتقديمه لهم. وبعد ذلك يأتي دور تنظيف الأواني الخاصة بالطبخ وبالوجبة. وما أن يؤذن لصلاة العصر وأحيانا بعدها بساعة، إلا وقد انتهيت من أعمال المطبخ وما أن ينتهي هذا العمل حتى أجد أمامي عملاً آخر، ألا وهو كي الملابس وتوزيعها على غرف أصحابها. وعند الانتهاء يكون الموعد قد حان لإعداد وجبة العشاء للأبناء، يعقبها إعداد وجبة العشاء لربة المنزل وزوجها المصون والذي عادة ما يتناولانه بعد الساعة الحادية عشرة مساء وعلي أدن انتظرهم إلى هذا الوقت المتأخر من الليل، أؤدي واجب الخدمة لهما من تقديم طعام العشاء ثم تنظيف الأواني الذي يعقب تلك الوجبة فما أنهي هذا العمل إلا وقد أنهكني التعب وأخذ مني كل جهد لاتجه بكل صعوبة إلى غرفتي الخاصة بعينين مرهقتين يغالبهما النعاس، ألقي نظرة على ساعتي الصغيرة وإذا
هي تشير إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وقد تزيد أحيانا فأستلقي طريحة الفراش من أثر التعب. وفي غمرة النوم فإذا بساعتي الصغيرة ذات الجرس المزعج تعلن بموعد استيقاظي ليوم جديد وعمل مرهق آخر!.
هذا هو برنامجي اليومي يا من يكيلون الذم وعدم الرضا على عملي. وقبل هذا كله يجب أن تعلموا أنني امرأة من دم ولحم لي من المشاعر كما هي من حقي أن أفرح وأن أزعل.
أليس من حقي أن أتذكر أمي وأولادي الذين هم في بلدي لطلب الرزق من هذا البلد الكريم وأهله الطيبين؟ فأنتم أعلم بما ينتاب الإنسان من مشاعر عندما يتذكر أهله وذويه الذين تبعدهم المسافات الطوال، وليس هناك من وسيلة للتواصل معهم سوى الرسائل القليلة التي تصل منهم بين حين وآخر.
ناهيك عما ألاقيه من سوء معاملة من الأطفال الصغار والشباب والشابات الموجودين معي بالمنزل والذين هم في عمر أبنائي أو اخوتي الصغار، وتطاولهم علي برفع الصوت والأوامر المتكررة، الواجب تنفيذها حتى لو أدى ذلك لتعطيل العمل الذي أقوم به.
إنني لا أطلب المستحيل، فطلباتي محدودة تتمثل في تحملكم لي بسبب انفعالاتي النفسية بسبب بعد أهلي.. وأخذ حقي من الراحة والنوم اللذين يحتاجهما الجسم لأقوم بالعمل الذي يرضيكم، وأن تزرعوا في أولادكم، صغارا كانوا أو كبارا احترام إنسانيتي وإعطائي الحد الأدنى من درجات الاحترام والتي يفرضها فارق السن بيني وبينهم، هذا كل ما أريده.
وللعلماء والأطباء والمفكرين رأيهم في الظاهرة
لقد أصبحت للأسف الشديد ظاهرة استقدام الخادمات عند الكثير من الناس ضربا من ضروب الوجاهة والمفاخرة دون أن يكون هناك حاجة ماسة لاستقدامهن.. ولا يخفى على الكثير من الناس ما حصل من مشاكل في المنازل من أسباب الخادمات، حيث إن جلب الخادمة للمنزل له سلبيات أكثر مما له إيجابيات. ويمكن تحديد بعض من هذه السلبيات:
1. تأثير الخادمة على الأطفال: الكثير من نسائنا عندما تأتي الخادمة للعمل عندها في البيت تسلم أمر المنزل وما فيه لهذه الخادمة، فتكون هذه الخادمة للأطفال هي الأم، وهي الأخت.. بل لا أبالغ إذا قلت إن الخادمة تحمل هذا الطفل وتحضنه طوال اليوم أكثر مما تفعل أمه معه، فتقدم له الخادمة الحليب وتلاعبه بترانيم وعبارات مستقاة من عاداتها وبيئتها، وتكون المصيبة الكبرى عندما تكون هذه الخادمة غير مسلمة.
2. تأثير الخادمة على المراهقين المتواجدين في المنزل، وهي نقطة شديدة الأهمية والحساسية وتحتاج لبحث مطول من رجال التربية.
3. في بعض المنازل، التي يوجد بها عدد من الخادمات، تترك ربات هذه المنازل أمر الطبخ وإعداد الطعام للخادمات. والكثير جدا من هؤلاء الخادمات، وإن كن مسلمات لا يعرفن الكثير من أمور النظافة.
· وللحد من ظاهرة انتشار الخدم يلزم اتباع الآتي:
1. يمنع منعا باتا استقدام خادمات غير مسلمات.
2. من لديه خادمة غير مسلمة يلزم بترحيلها فورا.
3. لا يعطى تصريح وتأشيرة خادمة لمن تكون زوجته ربة منزل "لا تعمل " وعمرها أقل من الخمسين عاما " 50 عاما" ويكون ذلك بأوراق ومستندات رسمية تثبت ذلك. ولو ظهر عكس ذلك بعد استقدام الخادمة، يلزم بترحيلها وبدفع غرامة باهظة "عشرين ألف ريال مثلا".
4. يقتصر إعطاء تأشيرات استقدام الخادمات على من تكون زوجته موظفة أو مصابة، لا سمح الله، بإعاقة تمنعها من مزاولة عملها في المنزل أو من يكون له والدان كبيران في السن ويحتاجان لرعاية خاصة.
5. يجب وضع رسوم مالية مضاعفة على استخراج تأشيرة الخادمة وكذلك مضاعفة الرسوم الحالية على تصاريح الإقامة ورخص العمل بخلاف المهن والعمالات الأخرى وذلك كمحاولة للتقليل من هذه الظاهرة التي لا يعلم مدى خطورتها وآثارها الخطيرة إلا الله وحده.

آراء العلماء
فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد آل الشيخ يقول: إن الخدم والخادمات يحملون الكثير من السلبيات والأضرار المدمرة للفرد والمجتمع. فهؤلاء الخدم يحملون إلى مجتمعنا إفرازات مجتمعاتهم الضارة والتي تمخضت عن عقائد واهية وأفكار مضللة وحضارات غابرة طرزتها أنامل الجهل. قال تعالى:{ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك }.
ونحن بمحض إرادتنا أحضرنا الشر إلى منازلنا، في صورة خادم أو خادمة حتى إذا ما وقع الفأس في الرأس لمنا أنفسنا وندمنا يوم لا ينفع الندم. وكثير من الأسر تشردت أو فقدت أحد أربابها، الأم أو الأب أو حدث بها ما لا يحمد عقباه من شر، كالطلاق وغيره بسبب الخدم وما يجلبونه معهم من كفريات والعياذ بالله. أولا وجود المرأة الأجنبية مع الأسرة المسلمة حرام خصوصا في حالة وجود عدد من الرجال البالغين الراشدين بداخلها، فما بالكم بوجود طباخ أو سفرجي أو خادم أو سائق رجل داخل الأسرة! أليس هو من البشر وعنده شهوة وغريزة؟ أليست الخادمة امرأة لها احتياجات نفسية وجسدية وفوق هذا كله صاحبة عقيدة مشوشة وعندها الاستعداد للانحراف وفعل أي شيء من أجله؟
فماذا ننتظر من امرأة شابة غير محصنة تعيش مع عدد من الرجال العزاب في منزل واحد، أو مع رجل متزوج من امرأة عاملة تقضي جل وقتها في خلوة معه؟ فهذه الخادمة عندها الاستعداد لنسف أي امرأة تقف في طريقها وتحول بينها وبين تحقيق مآربها من شهوة ومال وغيره. وقد سمعنا قصصا من صميم الواقع عن خادمات تزوجن من مخدوميهن، ونساء لاقين حتفهن على يد خادماتهن، إلى جانب إقامة علاقة محرمة مع الزوج أو الابن أو الأخ أو استخدام السحر بكافة أصنافه. إن النساء جبرن أزواجهن وآباءهن وإخوانهن على إحضار الخادمات والسائقين دونما حاجة ماسة، بحجة العمل والانشغال أو ادعاء المرض. ومن ثم تقع الطامة الكبرى فوق رؤوسهن، من خيانة أو إلحاق ضرر بهن أو بأبنائهن. والحل يكمن في التقليل من الاعتماد على هؤلاء الخدم والاستعانة بهم في ظروف خاصة كالعجز والمرض.
وتعويد هؤلاء الخدم على أداء العبادات الدينية وغرس المبادئ السامية في نفوسهم وعدم القسوة عليهم بأي حال من الأحوال الحذر منهم وتفتيش أغراضهم وأجسادهم فور وصولهم، اتقاء لشرهم وشر ما معهم، وكسر حاجز الخلوة في المنزل برب الأسرة، وذلك بإحضار خادمتين معا أو بملازمة الزوجة للخادمة في حلها وترحالها.
وعلى الأزواج وجميع الرجال البالغين الراشدين ضرورة التشديد على زوجاتهم ونسائهم في أخذ الخادمات معهن أثناء الخروج اتقاء لشر الخلوة أو عزلهن في مكان ما في المنزل مخصص للخادمة فقط، لا علاقة له بأفراد الأسرة مع وضع ضوابط وأنظمة في إحضار الخدم من الجهات المختصة في حالات الضرورة فقط، كوجود عدد كبير لأفراد الأسرة يصعب على الأم رعايتهم وحدها أو في حالة المرض أو كبر السن.
· ويقول الشيخ محمد فيصل السباعي، بجريدة عكاظ العدد 11781 فيما يتعلق بجرائم السحر الذي تمارسه الخادمات.
"إن لكل نوع من السحر نفرا من الجن يخدمه بإيذاء المعمول له. ولما كانت الخادمة تعمل السحر وهي ممسكة بأرجل مخدومتها التي سحرتها، فإن الجن آذى الخادمة ظنا منه أنها "المسترقية" مع مخدومتها وكان يجب تقديم هذه الخادمة للشرع لتنال جزاءها وتكون عبرة لغيرها ممن يتعمدون إيذاء الناس.
وأوصي إخواني المسلمين والمسلمات بتقوى الله عز وجل واللجوء إليه في الشدائد والكروب، فجل شأنه صدق في قوله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }.
كما أحذرهم من اللجوء للدجالين والمشعوذين ومن يستخدمون الجن أو يأمرون بالذبح لغير الله أو بإيهام الناس بالعلاج عن طريق البخور والصرافة والحلتيت وإيقاد الشموع وغيرها من الأعمال المنافية لشرع الله.
وليعلم الجميع أن السحر فاعله كافر وطالبه كافر، وهو من المحرمات، لأنه لجوء إلى الشيطان.
ويلزم عدم الثقة المفرطة في الخادمات والسائقين حتى لا يقعوا فيما وقع فيه ضحايا الخادمات، ويجب ألا نعمم ذلك على كل الخادمات، فهناك فئة جيدة تتقي الله وتؤدي عملها بإخلاء فعلينا ألا نظلمهم وأن نعاملهم بالحسنى وكما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "إخوانكم خدمكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم مالا يطيقون وإن كلفتموهم بشيء فأعينوهم عليه "، فالمهم ألا يكون هناك إفراط في الثقة ولا تفريط وخير الأمور الوسط. "
· يرى الشيخ عبد الله الحملاوي الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض في مجلة الدعوة بتاريخ 24/ 2/ 1414هـ: "أنه يلزم عدم استقدام الخادمة، مسلمة كانت أو غير مسلمة، ولا يلجأ لذلك رب الأسرة إلا عند الحاجة الماسة والملحة جدا. وإذ استقدمها يجب أن تكون مسلمة، ولا تكون صغيرة السن أو جميلة وأن يأتي بها مع محرمها وهو إما الزوج أو الأب أو الأخ ونحوهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم " وأن تلتزم بالحجاب الشرعي الساتر لجميع بدنها بما فيه وجهها، وألا يسمح لها بالتبرج وإظهار الزينة أمام أولاده الذكور، وألا يخلو هو ولا أولاده بها، وألا يتركها في البيت وحدها، وأن يجعل لها سكنا خاصا في بيته بعيدا عن أفراد الأسرة وألا يفتح لها المجال بحيث تلتصق بأطفاله ونسائه، لأن لها تأثيرا واضحا عليهم. أما عن الخادمة غير المسلمة في البيت المسلم، فإنه لا يجوز استقدام الكفار، لأن الخادمة الكافرة لها تأثيرها السلبي المؤكد في دين وأخلاق وثقافة أهل البيت، وخصوصا الأطفال الصغار.
· ويقول الشيخ سعد بن ضيف الله الحارثي الداعية الإسلامي "الخطر أشد- الخطر في استقدام الخدم غير المسلمين والنساء على وجه التحديد، لأن الخادمة تربي الأطفال وأحيانا كثيرة تقوم بكل أعمال الأم، حتى تصبح في مقام الأم ويتأثر بها الأبناء، وقد تربى الأبناء حسب ديانتها، وهنا يقع المحظور، ونحن نحذر من الخدم عموما فما بالك بغير المسلمات؟ "
· ويدلي الشيخ أبو الفدا مصطفى محمد، صاحب "الرسائل العاجلة" بقوله "نود أن نبين أن وجود الخادمة لعملها المنوط بهما داخل البيت أمر ليس فيه حرج، لكن ما ينبغي أن نقف عنده هو، هل يقتصر دورها على مساعدة أهل البيت في شئونهم المنزلية فقط؟ أم أن لها دورا آخر أخطر وأعظم؟ إن مكمن الخطر في هذا الأمر أننا نرى بعض الآباء والأمهات والأسر قد أوكلوا أمر رعاية أبنائهم وتربيتهم إلى هذه الخادمة الوافدة من بلاد لها عقائد وعاداتها وتقاليدها التي كثيرا ماتخالف ما نحن عليه من دين وأخلاق وقيم وعادات، فتنقل إليهم ما تحمل من سموم لتخرج لنا جيلا، بعد حين من الدهر، ينتسب إلى الإسلام اسما، لكنه مشوه مفرغ القلب والوجدان من كل ما يربطه بدينه وأمته، وعلينا أن نستشعر مسئوليتنا كاملة تجاه أولادنا وألا نتركهم للخدم دون وعي ومراقبة وتحديد للدور المنوط بهم. "
أراء علماء التربية
· وحول ظاهرة الخدم يقول الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
أولا: جواز استقدام واستخدام الخدم من المسلمين وعدم جواز استقدام واستخدام الخدم من الكفار.
ثانيا: يجب أن نتحرى الدقة عند اختيار الخدم ولابد من توافر مواصفات أساسية فيهم، منها الإسلام، وحسن السيرة والأمانة، والقوة والمهارة في أداء العمل.
ثالثا: يجب علينا أن نحسن معاملة الخدم، وأن نتقي الله فيهم ونعينهم على العمل وأن نمكنهم من أداء الشعائر الإسلامية.
رابعا: خطورة استخدام الخدم من الكفار، وتتمثل في إضعاف العقيدة في نفوس المختلطين بهم، وإذهاب البغض للكفار من قلب المسلم، وتشويه عقيدة الطفل المسلم وكذلك السرقة وصناعة وتعاطي الخمور سرا والانحراف الخلقي والإيذاء المتعمد لأفراد الأسرة، خاصة إذا كان الخدم يعانون من سوء التكيف مع الأسرة، إفساد الطفل تربويا، التجسس وإفشاء أسرار الأسر، إفساد العلاقة بين الزوجين، الفتنة
نتيجة الخلوة المحرمة شرعا، نشر الأمراض السرية ونقل كثير من العادات الشخصية السيئة من الخدم للأسرة.
· وتقول الدكتورة ليلى الشديد، من قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية، حول ظاهرة الخدم: "ديننا الإسلامي لم يحرم الاستعانة بالخدم إذا دعت الحاجة. وفي ظل الظروف الاجتماعية الحاضرة ألزمت ربة البيت أن تعطي الخادمة مسئوليات كبيرة، من تربية وإشراف على الأبناء، وهنا تكمن الخطورة.. فعلى الأسرة أن تحدد بموضوعية تامة احتياجها للعمالة، فإذا كان المنزل كبيرا وعدد أفراد الأسرة كبيرا فلا بأس من ذلك، وإلا فلا داعي لوجود الخادمة. "
· ويرى الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الطيار أن من قواعد الإسلام المقررة شرعا "إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " وقد حصل لبعض المواطنين في بلادنا الغالية الطاهرة كثير من الابتلاء الذي اختاره لنفسه في كثير من الأحيان، و فهناك من تصيبه القارعة بنفسه ولا يتعظ.والرسول صلى الله عليه وسلم وصف المؤمن بأنه لا يلدغ من جحر مرتين. والبعض لدغ مرات ومرات ومع ذلك تبلد الإحساس وضعفت الغيرة وترك الذئب بجانب الماشية.. بل جعل هو الراعي لها. وهل يكون الراعي للغنم " عدوها اللدود؟ كيف يكودن السائق وحيدا في البيت مع النساء بل كيف يكون الخادم وقت الصباح في البيت في حين أن الرجال والأولاد بين الأعمال والدراسة ولا يوجد في الغالب في البيت إلا النساء والصغار؟ ويمكن تحديد أضرار الخدم والسائقين في:
1. فتنة الإغراء والإغواء، ذلك أن ترك النار بجانب الوقود يجعلها تشتعل. فما رأيك بشاب وسيم يتكرر دخوله على البيت، بل تأمره المرأة وتنهاه، بل ولا تحتجب عنه في بعض الأحيان، لأن كثرة الإحساس تقلل الإحساس.وكم سمعنا بحوادث مفزعة، ذلك أن السائق أو الخادم يتفجر حيوية ونشاطا وقوة والمرأة تخرج أمامه بكامل زينتها، والشيطان يركض بخيله ورجله والمثيرات كثيرة، علاوة على أن الزوج للمرأة قد يكون كبيرا أو دميما أو مريضا أو غائبا. فما الظن بشاة مسالمة عند ذئب شرس؟
2. ما حدث من هؤلاء من أضرار كثيرة في الشعوذة والدجل، حيث يؤذون أهل البيت وغيرهم ومتى حدث أي خلاف بينهم وبين صاحب البيت فزعوا إلى الشعوذة والدجل وأخذوا يراسلون بعض السحرة في بلادهم من أجل إيقاع الضرر بكفيلهم. ومن كان معدوم الضمير ولا يردعه إيمان، فما ظنك به إذا لاحت له فرصة الانتقام من خصمه؟
3. الإضرار بممتلكات أهل البيت، وقد وقفت على حالة خادم أخذ ما قيمته عشرون ألف ريال من الذهب خلال عام عن طريق طفل صغير لا يتجاوز عمره الخامسة، ليعطيه الحلوى والعلك ويطلب منه إحضار قطعة ذهب. وبعد مضي مدة على هذه الفعلة يكررها مرة ثانية. وهكذا حتى فضحه الله عن طريق عقد ثمين فقدته الزوجة، وبعد التحري أخبرهم الطفل بكل شيء.
4. كثيرا ما حدثت جرائم القتل المروعة من هؤلاء لحصول الخلاف بينهم وبين كفيلهم، فيتسلطون عليه وعلى أسرته، وكم من الضحايا راحوا بسبب هؤلاء العمال الخدم والسائقين.
5. اقتداء البنات بالخادمة في شكلها ولباسها، بل وعاداتها وكلامها واقتداء الشباب بالسائق. وكم حدثت من مآس لا يعلم مداها إلا الله، كم من امرأة طلقت بسبب السائق أو الخادم وكم من مرض خطير انتقل بسبب تساهل الكفيل أو تستر بعض المواطنين على بعض العمالة المتخلفة، الذين تحصل منهم المخالفات الكثيرة ثم يهربون، ويكون الضحية هذا المواطن الذي مكنهم أن يعملوا وتستر عليهم، وكان عليه أن يبلغ جهات الاختصاص، لأن ذلك من باب التعاون على الخير وهو طاعة لله، لأن فيه طاعة لولي الأمر الذي يؤكد على منعهم من العمل ومتابعتهم والإبلاغ عنهم.
· وفي مقال للدكتور أحمد محمد السناني تحت عنوان: "نحن.. في بيت شغالة" يقول: "كل منا عندما ينوي دخول منزله يعمل حساب الشغالة ويتحفظ في تصرفاته، لإحساسه بأن هناك كائنا غريبا له بالمرصاد.. يعيش لحظات وجوده في منزله في حصار.. يتوق إلى الخصوصية فلا يجدها. يأتي إلى المنزل وبمعيته ضيوف، فيجد أثاث غرفة الاستقبال في حالة استنفار، حيث تكون الخادمة قررت إعادة ترتيبها وغسل فرشها وعلى الضيوف الانتظار ربما لأيام.. يحلم بأمسية هادئة يشاهد فيها برنامجه المفضل، فينقطع التيار الكهربائي نتيجة التماس، حيث نسيت الخادمة أن غسالة الملابس 110 فولت.. يستيقظ من نومه باكرا على غير عادته ويفاجأ بالخادمة وهي ملتصقة بالجدار تسترق السمع.. يتسلم فاتورة الهاتف ويصعق بأرقامها الفلكية، يحتار في مكالمة الفلبين المجهولة.. يستيقظ من نومه على صراخ وعويل مصدره اشتباك بين ربة البيت والخادمة، تطلب الخادمة السفر ببلدها لوفاة والدتها، فيبدأ إجراءات السفر وينتظر عودتها بعد انتهاء الإجازة، فيكتشف أنها تعمل في منزل أحد جيرانه.
ويتساءل في مقاله: "هل وجد الخدم ليبقوا" ويجيب عن هذا التساؤل بالإيجاب في المستقبل المنظور لأسباب عديدة منها:
1. بقاء الطفرة المادية على زخمها.
2. التناقص التدريجي في معدلات الإنجاب.
3. استمرار اتجاه المرأة نحو العمل.
4. تفشي روح التقليد والمباهاة بين الأسر.
5. انتشار روح الاتكالية بين الشباب وتقصيرهم في سد لوازم أسرهم، مثل انشغال البنات بالدراسة ومتابعة التليفزيون وانشغال الشباب بالدراسة وارتباطات الشلة، مما يقلل من الوقت المخصص لقضاء لوازم الأسرة وخصوصا ما يتطلب منها استخدام وسيلة النقل.
· ويقول الدكتور محمد علي الطيب في هذا الشأن: "أن تأثير الخادمة يأتي بالدرجة الأولى من خلال التكوين الأسري بالنسبة للطالب. ومعروف أن تأثير الخادمة على الأسرة قد ينعكس على مجال نشأة الأطفال والثقافة واللغة.. فالطالب عادة يلعب دورا قياديا في الأسرة بحكم مستواه التعليمي ووعيه.
فوجود الخادمة أحيانا يجعلها تقدم خدمات لأفراد أسرته في بعض المجالات التي كان من المفترض أن يؤديها الطالب بنفسه، وهذا من شأنه أن يقلل من دور الطالب للأسرة وذلك لقيامها بأشياء كثيرة في المنزل. وهذا يخفف الأعباء عليه ويعطيه وقتا للمذاكرة والتحصيل العلمي الجيد. "
· ويرى الدكتور عشري عبد الحميد أستاذ المنهج وطرق التدريس بقسم التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن وجود الخادمة بجانب الطالب في سن المراهقة، في منتهى الخطورة، بحكم الإفصاح وبعض الجرأة. والمانع هنا هو الوازع الديني والضوابط الشرعية في الأسرة. وذلك موجود في بعض الأسر وغائب عند الكثير منها بحكم انشغال الرجل والمرأة الآن.. كما أن وجود الخادمة قد يؤثر على التحصيل العلمي لدى الطالب أن شغلته الخادمة. وغالبا ليست لها آثار إيجابية..
فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد آل الشيخ يقول: إن الخدم والخادمات يحملون الكثير من السلبيات والأضرار المدمرة للفرد والمجتمع. فهؤلاء الخدم يحملون إلى مجتمعنا إفرازات مجتمعاتهم الضارة والتي تمخضت عن عقائد واهية وأفكار مضللة وحضارات غابرة طرزتها أنامل الجهل. قال تعالى:{ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك }.
ونحن بمحض إرادتنا أحضرنا الشر إلى منازلنا، في صورة خادم أو خادمة حتى إذا ما وقع الفأس في الرأس لمنا أنفسنا وندمنا يوم لا ينفع الندم. وكثير من الأسر تشردت أو فقدت أحد أربابها، الأم أو الأب أو حدث بها ما لا يحمد عقباه من شر، كالطلاق وغيره بسبب الخدم وما يجلبونه معهم من كفريات والعياذ بالله. أولا وجود المرأة الأجنبية مع الأسرة المسلمة حرام خصوصا في حالة وجود عدد من الرجال البالغين الراشدين بداخلها، فما بالكم بوجود طباخ أو سفرجي أو خادم أو سائق رجل داخل الأسرة! أليس هو من البشر وعنده شهوة وغريزة؟ أليست الخادمة امرأة لها احتياجات نفسية وجسدية وفوق هذا كله صاحبة عقيدة مشوشة وعندها الاستعداد للانحراف وفعل أي شيء من أجله؟
فماذا ننتظر من امرأة شابة غير محصنة تعيش مع عدد من الرجال العزاب في منزل واحد، أو مع رجل متزوج من امرأة عاملة تقضي جل وقتها في خلوة معه؟ فهذه الخادمة عندها الاستعداد لنسف أي امرأة تقف في طريقها وتحول بينها وبين تحقيق مآربها من شهوة ومال وغيره. وقد سمعنا قصصا من صميم الواقع عن خادمات تزوجن من مخدوميهن، ونساء لاقين حتفهن على يد خادماتهن، إلى جانب إقامة علاقة محرمة مع الزوج أو الابن أو الأخ أو استخدام السحر بكافة أصنافه. إن النساء جبرن أزواجهن وآباءهن وإخوانهن على إحضار الخادمات والسائقين دونما حاجة ماسة، بحجة العمل والانشغال أو ادعاء المرض. ومن ثم تقع الطامة الكبرى فوق رؤوسهن، من خيانة أو إلحاق ضرر بهن أو بأبنائهن. والحل يكمن في التقليل من الاعتماد على هؤلاء الخدم والاستعانة بهم في ظروف خاصة كالعجز والمرض.
وتعويد هؤلاء الخدم على أداء العبادات الدينية وغرس المبادئ السامية في نفوسهم وعدم القسوة عليهم بأي حال من الأحوال الحذر منهم وتفتيش أغراضهم وأجسادهم فور وصولهم، اتقاء لشرهم وشر ما معهم، وكسر حاجز الخلوة في المنزل برب الأسرة، وذلك بإحضار خادمتين معا أو بملازمة الزوجة للخادمة في حلها وترحالها.
وعلى الأزواج وجميع الرجال البالغين الراشدين ضرورة التشديد على زوجاتهم ونسائهم في أخذ الخادمات معهن أثناء الخروج اتقاء لشر الخلوة أو عزلهن في مكان ما في المنزل مخصص للخادمة فقط، لا علاقة له بأفراد الأسرة مع وضع ضوابط وأنظمة في إحضار الخدم من الجهات المختصة في حالات الضرورة فقط، كوجود عدد كبير لأفراد الأسرة يصعب على الأم رعايتهم وحدها أو في حالة المرض أو كبر السن.
· ويقول الشيخ محمد فيصل السباعي، بجريدة عكاظ العدد 11781 فيما يتعلق بجرائم السحر الذي تمارسه الخادمات.
"إن لكل نوع من السحر نفرا من الجن يخدمه بإيذاء المعمول له. ولما كانت الخادمة تعمل السحر وهي ممسكة بأرجل مخدومتها التي سحرتها، فإن الجن آذى الخادمة ظنا منه أنها "المسترقية" مع مخدومتها وكان يجب تقديم هذه الخادمة للشرع لتنال جزاءها وتكون عبرة لغيرها ممن يتعمدون إيذاء الناس.
وأوصي إخواني المسلمين والمسلمات بتقوى الله عز وجل واللجوء إليه في الشدائد والكروب، فجل شأنه صدق في قوله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }.
كما أحذرهم من اللجوء للدجالين والمشعوذين ومن يستخدمون الجن أو يأمرون بالذبح لغير الله أو بإيهام الناس بالعلاج عن طريق البخور والصرافة والحلتيت وإيقاد الشموع وغيرها من الأعمال المنافية لشرع الله.
وليعلم الجميع أن السحر فاعله كافر وطالبه كافر، وهو من المحرمات، لأنه لجوء إلى الشيطان.
ويلزم عدم الثقة المفرطة في الخادمات والسائقين حتى لا يقعوا فيما وقع فيه ضحايا الخادمات، ويجب ألا نعمم ذلك على كل الخادمات، فهناك فئة جيدة تتقي الله وتؤدي عملها بإخلاء فعلينا ألا نظلمهم وأن نعاملهم بالحسنى وكما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "إخوانكم خدمكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم مالا يطيقون وإن كلفتموهم بشيء فأعينوهم عليه "، فالمهم ألا يكون هناك إفراط في الثقة ولا تفريط وخير الأمور الوسط. "
· يرى الشيخ عبد الله الحملاوي الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض في مجلة الدعوة بتاريخ 24/ 2/ 1414هـ: "أنه يلزم عدم استقدام الخادمة، مسلمة كانت أو غير مسلمة، ولا يلجأ لذلك رب الأسرة إلا عند الحاجة الماسة والملحة جدا. وإذ استقدمها يجب أن تكون مسلمة، ولا تكون صغيرة السن أو جميلة وأن يأتي بها مع محرمها وهو إما الزوج أو الأب أو الأخ ونحوهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم " وأن تلتزم بالحجاب الشرعي الساتر لجميع بدنها بما فيه وجهها، وألا يسمح لها بالتبرج وإظهار الزينة أمام أولاده الذكور، وألا يخلو هو ولا أولاده بها، وألا يتركها في البيت وحدها، وأن يجعل لها سكنا خاصا في بيته بعيدا عن أفراد الأسرة وألا يفتح لها المجال بحيث تلتصق بأطفاله ونسائه، لأن لها تأثيرا واضحا عليهم. أما عن الخادمة غير المسلمة في البيت المسلم، فإنه لا يجوز استقدام الكفار، لأن الخادمة الكافرة لها تأثيرها السلبي المؤكد في دين وأخلاق وثقافة أهل البيت، وخصوصا الأطفال الصغار.
· ويقول الشيخ سعد بن ضيف الله الحارثي الداعية الإسلامي "الخطر أشد- الخطر في استقدام الخدم غير المسلمين والنساء على وجه التحديد، لأن الخادمة تربي الأطفال وأحيانا كثيرة تقوم بكل أعمال الأم، حتى تصبح في مقام الأم ويتأثر بها الأبناء، وقد تربى الأبناء حسب ديانتها، وهنا يقع المحظور، ونحن نحذر من الخدم عموما فما بالك بغير المسلمات؟ "
· ويدلي الشيخ أبو الفدا مصطفى محمد، صاحب "الرسائل العاجلة" بقوله "نود أن نبين أن وجود الخادمة لعملها المنوط بهما داخل البيت أمر ليس فيه حرج، لكن ما ينبغي أن نقف عنده هو، هل يقتصر دورها على مساعدة أهل البيت في شئونهم المنزلية فقط؟ أم أن لها دورا آخر أخطر وأعظم؟ إن مكمن الخطر في هذا الأمر أننا نرى بعض الآباء والأمهات والأسر قد أوكلوا أمر رعاية أبنائهم وتربيتهم إلى هذه الخادمة الوافدة من بلاد لها عقائد وعاداتها وتقاليدها التي كثيرا ماتخالف ما نحن عليه من دين وأخلاق وقيم وعادات، فتنقل إليهم ما تحمل من سموم لتخرج لنا جيلا، بعد حين من الدهر، ينتسب إلى الإسلام اسما، لكنه مشوه مفرغ القلب والوجدان من كل ما يربطه بدينه وأمته، وعلينا أن نستشعر مسئوليتنا كاملة تجاه أولادنا وألا نتركهم للخدم دون وعي ومراقبة وتحديد للدور المنوط بهم. "
أراء علماء التربية
· وحول ظاهرة الخدم يقول الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
أولا: جواز استقدام واستخدام الخدم من المسلمين وعدم جواز استقدام واستخدام الخدم من الكفار.
ثانيا: يجب أن نتحرى الدقة عند اختيار الخدم ولابد من توافر مواصفات أساسية فيهم، منها الإسلام، وحسن السيرة والأمانة، والقوة والمهارة في أداء العمل.
ثالثا: يجب علينا أن نحسن معاملة الخدم، وأن نتقي الله فيهم ونعينهم على العمل وأن نمكنهم من أداء الشعائر الإسلامية.
رابعا: خطورة استخدام الخدم من الكفار، وتتمثل في إضعاف العقيدة في نفوس المختلطين بهم، وإذهاب البغض للكفار من قلب المسلم، وتشويه عقيدة الطفل المسلم وكذلك السرقة وصناعة وتعاطي الخمور سرا والانحراف الخلقي والإيذاء المتعمد لأفراد الأسرة، خاصة إذا كان الخدم يعانون من سوء التكيف مع الأسرة، إفساد الطفل تربويا، التجسس وإفشاء أسرار الأسر، إفساد العلاقة بين الزوجين، الفتنة
نتيجة الخلوة المحرمة شرعا، نشر الأمراض السرية ونقل كثير من العادات الشخصية السيئة من الخدم للأسرة.
· وتقول الدكتورة ليلى الشديد، من قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية، حول ظاهرة الخدم: "ديننا الإسلامي لم يحرم الاستعانة بالخدم إذا دعت الحاجة. وفي ظل الظروف الاجتماعية الحاضرة ألزمت ربة البيت أن تعطي الخادمة مسئوليات كبيرة، من تربية وإشراف على الأبناء، وهنا تكمن الخطورة.. فعلى الأسرة أن تحدد بموضوعية تامة احتياجها للعمالة، فإذا كان المنزل كبيرا وعدد أفراد الأسرة كبيرا فلا بأس من ذلك، وإلا فلا داعي لوجود الخادمة. "
· ويرى الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الطيار أن من قواعد الإسلام المقررة شرعا "إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " وقد حصل لبعض المواطنين في بلادنا الغالية الطاهرة كثير من الابتلاء الذي اختاره لنفسه في كثير من الأحيان، و فهناك من تصيبه القارعة بنفسه ولا يتعظ.والرسول صلى الله عليه وسلم وصف المؤمن بأنه لا يلدغ من جحر مرتين. والبعض لدغ مرات ومرات ومع ذلك تبلد الإحساس وضعفت الغيرة وترك الذئب بجانب الماشية.. بل جعل هو الراعي لها. وهل يكون الراعي للغنم " عدوها اللدود؟ كيف يكودن السائق وحيدا في البيت مع النساء بل كيف يكون الخادم وقت الصباح في البيت في حين أن الرجال والأولاد بين الأعمال والدراسة ولا يوجد في الغالب في البيت إلا النساء والصغار؟ ويمكن تحديد أضرار الخدم والسائقين في:
1. فتنة الإغراء والإغواء، ذلك أن ترك النار بجانب الوقود يجعلها تشتعل. فما رأيك بشاب وسيم يتكرر دخوله على البيت، بل تأمره المرأة وتنهاه، بل ولا تحتجب عنه في بعض الأحيان، لأن كثرة الإحساس تقلل الإحساس.وكم سمعنا بحوادث مفزعة، ذلك أن السائق أو الخادم يتفجر حيوية ونشاطا وقوة والمرأة تخرج أمامه بكامل زينتها، والشيطان يركض بخيله ورجله والمثيرات كثيرة، علاوة على أن الزوج للمرأة قد يكون كبيرا أو دميما أو مريضا أو غائبا. فما الظن بشاة مسالمة عند ذئب شرس؟
2. ما حدث من هؤلاء من أضرار كثيرة في الشعوذة والدجل، حيث يؤذون أهل البيت وغيرهم ومتى حدث أي خلاف بينهم وبين صاحب البيت فزعوا إلى الشعوذة والدجل وأخذوا يراسلون بعض السحرة في بلادهم من أجل إيقاع الضرر بكفيلهم. ومن كان معدوم الضمير ولا يردعه إيمان، فما ظنك به إذا لاحت له فرصة الانتقام من خصمه؟
3. الإضرار بممتلكات أهل البيت، وقد وقفت على حالة خادم أخذ ما قيمته عشرون ألف ريال من الذهب خلال عام عن طريق طفل صغير لا يتجاوز عمره الخامسة، ليعطيه الحلوى والعلك ويطلب منه إحضار قطعة ذهب. وبعد مضي مدة على هذه الفعلة يكررها مرة ثانية. وهكذا حتى فضحه الله عن طريق عقد ثمين فقدته الزوجة، وبعد التحري أخبرهم الطفل بكل شيء.
4. كثيرا ما حدثت جرائم القتل المروعة من هؤلاء لحصول الخلاف بينهم وبين كفيلهم، فيتسلطون عليه وعلى أسرته، وكم من الضحايا راحوا بسبب هؤلاء العمال الخدم والسائقين.
5. اقتداء البنات بالخادمة في شكلها ولباسها، بل وعاداتها وكلامها واقتداء الشباب بالسائق. وكم حدثت من مآس لا يعلم مداها إلا الله، كم من امرأة طلقت بسبب السائق أو الخادم وكم من مرض خطير انتقل بسبب تساهل الكفيل أو تستر بعض المواطنين على بعض العمالة المتخلفة، الذين تحصل منهم المخالفات الكثيرة ثم يهربون، ويكون الضحية هذا المواطن الذي مكنهم أن يعملوا وتستر عليهم، وكان عليه أن يبلغ جهات الاختصاص، لأن ذلك من باب التعاون على الخير وهو طاعة لله، لأن فيه طاعة لولي الأمر الذي يؤكد على منعهم من العمل ومتابعتهم والإبلاغ عنهم.
· وفي مقال للدكتور أحمد محمد السناني تحت عنوان: "نحن.. في بيت شغالة" يقول: "كل منا عندما ينوي دخول منزله يعمل حساب الشغالة ويتحفظ في تصرفاته، لإحساسه بأن هناك كائنا غريبا له بالمرصاد.. يعيش لحظات وجوده في منزله في حصار.. يتوق إلى الخصوصية فلا يجدها. يأتي إلى المنزل وبمعيته ضيوف، فيجد أثاث غرفة الاستقبال في حالة استنفار، حيث تكون الخادمة قررت إعادة ترتيبها وغسل فرشها وعلى الضيوف الانتظار ربما لأيام.. يحلم بأمسية هادئة يشاهد فيها برنامجه المفضل، فينقطع التيار الكهربائي نتيجة التماس، حيث نسيت الخادمة أن غسالة الملابس 110 فولت.. يستيقظ من نومه باكرا على غير عادته ويفاجأ بالخادمة وهي ملتصقة بالجدار تسترق السمع.. يتسلم فاتورة الهاتف ويصعق بأرقامها الفلكية، يحتار في مكالمة الفلبين المجهولة.. يستيقظ من نومه على صراخ وعويل مصدره اشتباك بين ربة البيت والخادمة، تطلب الخادمة السفر ببلدها لوفاة والدتها، فيبدأ إجراءات السفر وينتظر عودتها بعد انتهاء الإجازة، فيكتشف أنها تعمل في منزل أحد جيرانه.
ويتساءل في مقاله: "هل وجد الخدم ليبقوا" ويجيب عن هذا التساؤل بالإيجاب في المستقبل المنظور لأسباب عديدة منها:
1. بقاء الطفرة المادية على زخمها.
2. التناقص التدريجي في معدلات الإنجاب.
3. استمرار اتجاه المرأة نحو العمل.
4. تفشي روح التقليد والمباهاة بين الأسر.
5. انتشار روح الاتكالية بين الشباب وتقصيرهم في سد لوازم أسرهم، مثل انشغال البنات بالدراسة ومتابعة التليفزيون وانشغال الشباب بالدراسة وارتباطات الشلة، مما يقلل من الوقت المخصص لقضاء لوازم الأسرة وخصوصا ما يتطلب منها استخدام وسيلة النقل.
· ويقول الدكتور محمد علي الطيب في هذا الشأن: "أن تأثير الخادمة يأتي بالدرجة الأولى من خلال التكوين الأسري بالنسبة للطالب. ومعروف أن تأثير الخادمة على الأسرة قد ينعكس على مجال نشأة الأطفال والثقافة واللغة.. فالطالب عادة يلعب دورا قياديا في الأسرة بحكم مستواه التعليمي ووعيه.
فوجود الخادمة أحيانا يجعلها تقدم خدمات لأفراد أسرته في بعض المجالات التي كان من المفترض أن يؤديها الطالب بنفسه، وهذا من شأنه أن يقلل من دور الطالب للأسرة وذلك لقيامها بأشياء كثيرة في المنزل. وهذا يخفف الأعباء عليه ويعطيه وقتا للمذاكرة والتحصيل العلمي الجيد. "
· ويرى الدكتور عشري عبد الحميد أستاذ المنهج وطرق التدريس بقسم التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن وجود الخادمة بجانب الطالب في سن المراهقة، في منتهى الخطورة، بحكم الإفصاح وبعض الجرأة. والمانع هنا هو الوازع الديني والضوابط الشرعية في الأسرة. وذلك موجود في بعض الأسر وغائب عند الكثير منها بحكم انشغال الرجل والمرأة الآن.. كما أن وجود الخادمة قد يؤثر على التحصيل العلمي لدى الطالب أن شغلته الخادمة. وغالبا ليست لها آثار إيجابية..

--------------------------------------------------------------------------------
آراء علماء الاجتماع
· ويعتقد الدكتور خليل المدني الأستاذ بقسم علم الاجتماع أنه من الصعب تحديد أثر الخادمة على الطالب، بمعنى هل يساعد وجود الخادمة الطالب على استذكار الدروس وعلى تحصيله العلمي؟ لأن هناك عوامل متعددة تؤثر على الطالب في المذاكرة والتحصيل العلمي، مثل مجموعة الأصدقاء وما تستطيع أن تقدمه أسرته من جوانب عاطفية ومادية، كما أنه لا نستطيع أن نقول وبشيء من الثقة إن الطلاب الذين لدى أسرهم خادمات أكثر تفوقا من الطلاب الذين لا تملك أسرهم خادمات. ومن المعروف أن مثل هذه القضايا تؤثر فيها عوامل متعددة ليس لها أثر مباشر على الطالب..
· ويحدد دكتور يسري عبد الحميد رسلان، أستاذ الاجتماع ، السلبيات والإيجابيات الناجمة عن عمل الخادمة في الأسرة فيما يلي:.
أ- فقدان الاتصال الجيد بينها وبين من حولها في الأسرة، مما يوجد عدم الاطمئنان، سواء من جانب الخادمة أو من جانب مستخدميها.
ب- اختلاف الدين واللغة والثقافة بين الخادمة والأسرة يجعلها تحاول نقل ما عندها من عقائد وأفكار وتقاليد إلى محيط الأسرة وخصوصا لصغار السن، حيث يسهل التأثير عليهم.
ج- الأسرة عالم صغير والمنزل سكن خاص بهم، لهم أفكارهم وبرامجهم وأسرارهم، وهذا يتأثر سلبيا بوجود خادمة
غير مسلمة أو مسلمة غير متمسكة بتعاليم الإسلام..
د- امرأة هذه ثقافتها وتلك بيئتها، لا أمانة لها،حيث لا دين لها ومن ثم يخشى على الزوج والأولاد البالغين الفتنة بها.
ومع كل ما سبق من سلبيات فلا ينتظر أن تكون هناك إيجابيات تذكر.
· ويقول الأستاذ الدكتور محمد سعيد فزح، أستاذ علم الاجتماع، في جريدة الجزيرة العدد 7674 "لا شك أن وجود الخادمة في المنزل يمثل ارتباطا بين مجتمع وآخر، حيث تأتي الخادمة إلينا وهي تحمل تراثا ثقافيا يتمثل في دينها، إذا كانت غير مسلمة، ثم في لغتها، بالإضافة إلى كم من العادات والتقاليد التي تختلف كل الاختلاف عن تقاليدنا وأعرافنا.. وأمام هذه العناصر الثقافية تصبح الرؤية أمامنا واضحة في اكتشاف الآثار التي قد تنجم عن مشاركة الخادمة في بناء وتربية الأبناء. وذلك عندما تتيح لها الأسرة، ذلك وهي لا تدرك الأثر الذي يهدد البناء الثقافي والتراث من جراء تلك المشاركة.. وعندما تتاح الفرصة للخادمة في هذه المشاركة التربوية، فإنه وأثناء تفاعلها مع الطفل فإننا نلاحظ أن طريقة نطقها للكلمات العربية تختلف إن لم تكن تجهل اللغة.. وبالتالي فالطفل في بداية حياته يتأثر بهذه الطريقة في النطق شاء أم رفض كذلك فإن معاني هذه الكلمات ومدلولها قد يكون غير واضح عند المربية وبالتالي عندما تلقن الطفل هذه الكلمات فإن معانيها يحيط بها الكثير من الغموض. وهنا نتطرق إلى دور الأب والأم والمدرسة، حيث تقوم تلك المؤسسات الاجتماعية الأسرية والتربوية بتنشئة الطفل وفق قيم المجتمع السعودي المسلم، ولكن عندما تأتي الخادمة الوافدة من بلاد غريبة ولها قيم معينة مختلفة، فتوجهها أثناء تفاعلها مع الطفل وتعاملها معه، وبالتالي يصبح الطفل حائرا بين قيم المجتمع الأساسية والقيم الوافدة ولذلك تتكون لديه ازدواجية في القيم.
· ويؤكد الدكتور محمد كميخ العتيبي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الملك سعود: "أن أهم واجبات الأسرة هو تربية النشء وفق معايير وقيم المجتمع، من الدين والثقافة والأخلاق والعادات فكيف يوكل هذا العمل المهم إلى مربية قدمت من بلاد غريبة، ولها خلفية دينية واقتصادية واجتماعية مختلفة تماما؟ أعتقد أن تولي المربية هذه المهمة غلطة كبيرة لا تغتفر في حق الأبناء والمجتمع ككل. أما الآثار السلبية للازدواجية في عملية التوجيه التي يتجاذبها الثلاثي المكون من الأب والأم والخادمة، فإن هذه مشكلة، بل طامة كبرى. فإن كان دور كل من الأب والأم فيما يتعلق بتربية الطفل غير واضح أو متضاربا، فما بالك بالخادمة؟ ويجب التأكيد على أن الطفل بلجوئه إلى المربية وترك والدته قد وجد بديلا لأمه. وذلك يؤكد مسئولية الأم في هذا الجانب بالذات، مما يشكل خطرا على علاقة الطفل بوالدته، وكلما زاد التصاق الطفل بالخادمة زاد ارتباطه بها عاطفاً، ويتعرض لهزة نفسية شديدة، عند عودتها لبلادها، تصل إلى حد شعوره باليتم. كأنما فقد أمه أرى أن يحجم دور المربية في تربية الأبناء إلى أقل قدر ممكن وأن تقوم الأم بتربية أبنائها. وإن كان لابد من وجود خادمة أو مربية، لأنني أعتبر وجود عاملة في المنزل بصفة عامة ظاهرة غير صحية.. وأرجو أن تزول هذه الظاهرة من مجتمعنا.. وإذا كانت شرا لابد منه أود أن ينحصر دورها في أعمال النظافة في المنزل فقط، لأن الطعام الذي تصنعه ربة البيت له مذاق أحسن طبعا من الطعام الذي تصنعه الخادمة... زد على ذلك ما تسببه الخادمة لأعضاء المنزل من اتكالية وخلق الاعتماد على الغير لديهم جميعا، من الطفل إلى أكبر فرد في الأسرة، وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها"..
دراسة علمية
· وفي دراسة علمية للدكتور إبراهيم خليفة بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج تحت عنوان: ((المربية الأجنبية في البيت العربي الخليجي.. عرض وتحليل لبعض الظواهر الميدانية)).
إن المربية الأجنبية في البيت الخليجي ظاهرة لها انعكاساتها السلبية على الأسرة بصفة عامة والطفل بصفة خاصة، وبالذات على نموه المعرفي واللغوي والنفسي والاجتماعي، بل وصلت آثارها السلبية إلى المدى الذي اعتبرت معه المربية من أكبر المعوقات التنموية المستقبلية.
وتبين نتائج الدراسة أيضا انخفاض نسبة المربيات اللاتي يتحدثن العربية، وتكون وسيلة التفاهم بين الأسرة والمربية هي اللغة الإنجليزية، وأن نسبة 65- 75% من المربيات غير المسلمات ينتمي بعضهن لديانات غير سماوية، وأن 5. 97% منهن يمارسن عقائدهن، مما يشكل خطورة على الناشئة المسلمة بالإضافة إلى اختلاف وتناقض قيم وعادات المجتمعات المصدرة للمربيات مع قيمنا وأخلاقنا، وتقلص دور الوالدين تجاه الطفل في وجود المربية.. مع خطورة استئثار المربية بعواطف ومشاعر الطفل في سن التكوين، وعدم اكتسابه لعادات وأخلاق وقيم الوالدين. وأوصت الدراسة بضرورة تكثيف الجهود في مجال البحث العلمي للحصول على بدائل عاجلة ووضع سياسات حازمة من شأنها إنقاذ الطفل والأسرة قبل فوات الأوان.
وأوصت بتشغيل العاملات المسنات من الوطنيات والعربيات المسلمات، لانتشال الأطفال من أيدي المربيات الأجنبيات والخادمات، وتمكينا لهؤلاء المسنات من استخدام خبراتهن في صالح المجتمع.
آراء علماء الاجتماع
· ويعتقد الدكتور خليل المدني الأستاذ بقسم علم الاجتماع أنه من الصعب تحديد أثر الخادمة على الطالب، بمعنى هل يساعد وجود الخادمة الطالب على استذكار الدروس وعلى تحصيله العلمي؟ لأن هناك عوامل متعددة تؤثر على الطالب في المذاكرة والتحصيل العلمي، مثل مجموعة الأصدقاء وما تستطيع أن تقدمه أسرته من جوانب عاطفية ومادية، كما أنه لا نستطيع أن نقول وبشيء من الثقة إن الطلاب الذين لدى أسرهم خادمات أكثر تفوقا من الطلاب الذين لا تملك أسرهم خادمات. ومن المعروف أن مثل هذه القضايا تؤثر فيها عوامل متعددة ليس لها أثر مباشر على الطالب..
· ويحدد دكتور يسري عبد الحميد رسلان، أستاذ الاجتماع ، السلبيات والإيجابيات الناجمة عن عمل الخادمة في الأسرة فيما يلي:.
أ- فقدان الاتصال الجيد بينها وبين من حولها في الأسرة، مما يوجد عدم الاطمئنان، سواء من جانب الخادمة أو من جانب مستخدميها.
ب- اختلاف الدين واللغة والثقافة بين الخادمة والأسرة يجعلها تحاول نقل ما عندها من عقائد وأفكار وتقاليد إلى محيط الأسرة وخصوصا لصغار السن، حيث يسهل التأثير عليهم.
ج- الأسرة عالم صغير والمنزل سكن خاص بهم، لهم أفكارهم وبرامجهم وأسرارهم، وهذا يتأثر سلبيا بوجود خادمة
غير مسلمة أو مسلمة غير متمسكة بتعاليم الإسلام..
د- امرأة هذه ثقافتها وتلك بيئتها، لا أمانة لها،حيث لا دين لها ومن ثم يخشى على الزوج والأولاد البالغين الفتنة بها.
ومع كل ما سبق من سلبيات فلا ينتظر أن تكون هناك إيجابيات تذكر.
· ويقول الأستاذ الدكتور محمد سعيد فزح، أستاذ علم الاجتماع، في جريدة الجزيرة العدد 7674 "لا شك أن وجود الخادمة في المنزل يمثل ارتباطا بين مجتمع وآخر، حيث تأتي الخادمة إلينا وهي تحمل تراثا ثقافيا يتمثل في دينها، إذا كانت غير مسلمة، ثم في لغتها، بالإضافة إلى كم من العادات والتقاليد التي تختلف كل الاختلاف عن تقاليدنا وأعرافنا.. وأمام هذه العناصر الثقافية تصبح الرؤية أمامنا واضحة في اكتشاف الآثار التي قد تنجم عن مشاركة الخادمة في بناء وتربية الأبناء. وذلك عندما تتيح لها الأسرة، ذلك وهي لا تدرك الأثر الذي يهدد البناء الثقافي والتراث من جراء تلك المشاركة.. وعندما تتاح الفرصة للخادمة في هذه المشاركة التربوية، فإنه وأثناء تفاعلها مع الطفل فإننا نلاحظ أن طريقة نطقها للكلمات العربية تختلف إن لم تكن تجهل اللغة.. وبالتالي فالطفل في بداية حياته يتأثر بهذه الطريقة في النطق شاء أم رفض كذلك فإن معاني هذه الكلمات ومدلولها قد يكون غير واضح عند المربية وبالتالي عندما تلقن الطفل هذه الكلمات فإن معانيها يحيط بها الكثير من الغموض. وهنا نتطرق إلى دور الأب والأم والمدرسة، حيث تقوم تلك المؤسسات الاجتماعية الأسرية والتربوية بتنشئة الطفل وفق قيم المجتمع السعودي المسلم، ولكن عندما تأتي الخادمة الوافدة من بلاد غريبة ولها قيم معينة مختلفة، فتوجهها أثناء تفاعلها مع الطفل وتعاملها معه، وبالتالي يصبح الطفل حائرا بين قيم المجتمع الأساسية والقيم الوافدة ولذلك تتكون لديه ازدواجية في القيم.
· ويؤكد الدكتور محمد كميخ العتيبي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الملك سعود: "أن أهم واجبات الأسرة هو تربية النشء وفق معايير وقيم المجتمع، من الدين والثقافة والأخلاق والعادات فكيف يوكل هذا العمل المهم إلى مربية قدمت من بلاد غريبة، ولها خلفية دينية واقتصادية واجتماعية مختلفة تماما؟ أعتقد أن تولي المربية هذه المهمة غلطة كبيرة لا تغتفر في حق الأبناء والمجتمع ككل. أما الآثار السلبية للازدواجية في عملية التوجيه التي يتجاذبها الثلاثي المكون من الأب والأم والخادمة، فإن هذه مشكلة، بل طامة كبرى. فإن كان دور كل من الأب والأم فيما يتعلق بتربية الطفل غير واضح أو متضاربا، فما بالك بالخادمة؟ ويجب التأكيد على أن الطفل بلجوئه إلى المربية وترك والدته قد وجد بديلا لأمه. وذلك يؤكد مسئولية الأم في هذا الجانب بالذات، مما يشكل خطرا على علاقة الطفل بوالدته، وكلما زاد التصاق الطفل بالخادمة زاد ارتباطه بها عاطفاً، ويتعرض لهزة نفسية شديدة، عند عودتها لبلادها، تصل إلى حد شعوره باليتم. كأنما فقد أمه أرى أن يحجم دور المربية في تربية الأبناء إلى أقل قدر ممكن وأن تقوم الأم بتربية أبنائها. وإن كان لابد من وجود خادمة أو مربية، لأنني أعتبر وجود عاملة في المنزل بصفة عامة ظاهرة غير صحية.. وأرجو أن تزول هذه الظاهرة من مجتمعنا.. وإذا كانت شرا لابد منه أود أن ينحصر دورها في أعمال النظافة في المنزل فقط، لأن الطعام الذي تصنعه ربة البيت له مذاق أحسن طبعا من الطعام الذي تصنعه الخادمة... زد على ذلك ما تسببه الخادمة لأعضاء المنزل من اتكالية وخلق الاعتماد على الغير لديهم جميعا، من الطفل إلى أكبر فرد في الأسرة، وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها"..
دراسة علمية
· وفي دراسة علمية للدكتور إبراهيم خليفة بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج تحت عنوان: ((المربية الأجنبية في البيت العربي الخليجي.. عرض وتحليل لبعض الظواهر الميدانية)).
إن المربية الأجنبية في البيت الخليجي ظاهرة لها انعكاساتها السلبية على الأسرة بصفة عامة والطفل بصفة خاصة، وبالذات على نموه المعرفي واللغوي والنفسي والاجتماعي، بل وصلت آثارها السلبية إلى المدى الذي اعتبرت معه المربية من أكبر المعوقات التنموية المستقبلية.
وتبين نتائج الدراسة أيضا انخفاض نسبة المربيات اللاتي يتحدثن العربية، وتكون وسيلة التفاهم بين الأسرة والمربية هي اللغة الإنجليزية، وأن نسبة 65- 75% من المربيات غير المسلمات ينتمي بعضهن لديانات غير سماوية، وأن 5. 97% منهن يمارسن عقائدهن، مما يشكل خطورة على الناشئة المسلمة بالإضافة إلى اختلاف وتناقض قيم وعادات المجتمعات المصدرة للمربيات مع قيمنا وأخلاقنا، وتقلص دور الوالدين تجاه الطفل في وجود المربية.. مع خطورة استئثار المربية بعواطف ومشاعر الطفل في سن التكوين، وعدم اكتسابه لعادات وأخلاق وقيم الوالدين. وأوصت الدراسة بضرورة تكثيف الجهود في مجال البحث العلمي للحصول على بدائل عاجلة ووضع سياسات حازمة من شأنها إنقاذ الطفل والأسرة قبل فوات الأوان.
وأوصت بتشغيل العاملات المسنات من الوطنيات والعربيات المسلمات، لانتشال الأطفال من أيدي المربيات الأجنبيات والخادمات، وتمكينا لهؤلاء المسنات من استخدام خبراتهن في صالح المجتمع.

--------------------------------------------------------------------------------
آراء الأطباء
· ويقول دكتور محمد العيسى مدير أحد المستشفيات المتخصص في الأمراض الصدرية إن أخطر الأمراض التي يحملها الوافد هي مرض الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، وهذان المرضان ليس لهما علاج قاطع. وهناك مرض الدرن "السل الرئوي " وهو قابل للعلاج. وخطر المرضين السابقين ليس على صاحبهما فقط، وقد تم الكشف عن حالات إصابة بمرض الإيدز. والتهاب الكبد الفيروسي من مختلف الجنسيات، وهي غالباً ما تصيب الأفارقة أكثر، ولكن يتم التعامل معها بحزم إذ يتم حجز المصاب ويتم ترحيله عن طريق وزارة الداخلية، حيث إنها كفيلة بالحجز وتسفيره حتى يغادر البلد.
· وهذه الأمراض تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي غير المشروع من شذوذ جنسي، والفاحشة التي هي أبعد ما تكون في مجتمعنا كما أنها تنتقل باستعمال أدوات الحقن بين مدمني المخدرات ونقل الدم من مصاب وهي لذلك ولله الحمد لا خوف ولا خطر علينا منها..
· وننصح المواطنين ألا يتركوا لهم الحبل على الغارب.
فهذه العمالة تأتي من بلاد مختلفة تطوريا، بل هي الفئة الأفقر في بلادها وتقطن في أكواخ أو مزارع، فلا يعرفون الوسائل العصرية ولم يروها إلا في بلادنا. ونسبة كبيرة منهم يأتون ورؤوسهم مليئة بالعمل ولا يعرفون الأجهزة الحديثة للعمل. وهذا يسبب مشاكل عديدة وهذا ناجم عن الجهل والفقر. ولذلك يجب مراقبتهم وتدريبهم. وهناك عنصر آخر، هو عنصر الحسد الذي يكنه مثل هؤلاء لمخدوميهم الذين يعيشون في بحبوحة العيش، فتتولد داخل نفوسهم ضغينة الحقد والحسد، فتراهم يسرقون ما يقع تحت أيديهم للتشفي وإنزال الضرر، لذلك يجب أن تكون ربة البيت يقظة ومتابعة وحريصة وحافظة لما هو ثمين ونادر من مجوهرات ونقود.
كما أن مكاتب العمالة في تلك الدول وأجهزة الخدمة الحكومية فيها لا تتحرى الدقة، فتتلاعب بالأسماء والأعمار والتخصصات ونوع الخدمة، ويترتب على ذلك وصول عمالة مريضة وغير فاهمة لنوع الخدمة التي تعملها والخسارة تقع على المواطن ونفس العامل الذي يدفع ما يملكه وتنتهي العملية بالفشل، والمستفيد من ذلك هو مكاتب الخطوط الناقلة والمكتب.
· ويقول دكتور محمد حرفوش استشاري السكري في التحقيق الذي نشر في أحد أعداد جريدة الجزيرة: إن النشاط الرياضي ضروري ومهم كجزء أساسي في برنامج معالجة مريض السكري وهذا النشاط يجب أن يتصف بالانتظام والاستمرارية، حيث ينصح الطبيب بالنشاط الملائم كالمشي والجري الخفيف والسباحة والتمارين السويدية حتى في المنزل وأحيانا بمساعدة بعض الأجهزة البسيطة. وبشكل عام ننصح بالابتعاد عن الرياضة العنيفة ومدة هذا النشاط حوالي 25- 30 دقيقة يوميا وعلى الأقل مرة واحدة أسبوعيا بنشاط أطول لمدة حوالي ساعة بشكل سباحة أو مشي.
إن النشاط الرياضي يزيد من استهلاك العضلات لسكر الدم وبالتالي له أثر كبير في تنظيم السكر واحتراق الزائد منه. بالإضافة إلى الفوائد الأخرى الكثيرة للرياضة مثل تنشيط الدورة الدموية والمساهمة في إنقاص الوزن والكتل الشحمية والمحافظة على وزن مثالي مما يزيد من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين، مساعدا بذلك على ضبط أفضل لسكر الدم وتفادي الاختلاطات التي يمكن أن تنجم عن ارتفاع السكر المزمن. وقلة الحركة والجلوس الطويل وعدم القيام بالعمل الذي يؤدي إلى ضعف حركة العضلات. كل ذلك يؤدي إلى نتيجة حتمية هر نقص احتراق السكر وتراكم الشحوم في الجسم وزيادة الوزن مما ينقص من حساسية الأنسجة لهرمون الأنسولين، وهذا يساهم مساهمة كبيرة، خصوصا في حالة وجود استعداد وراثي لمرض السكر، لإظهار هذا المرض بشكل سريري.. وللأسف فإن الحضارة المادية التي قدمت الكثير من سبل الراحة والرفاهية حملت معها ظواهر خطيرة جدا أيضا، متمثلة في ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المزمنة وبخاصة مرض السكر الذي تبلغ نسب الإصابة به أكثر من 10% من عدد السكان في المملكة العربية السعودية.
حيث يساهم نقص النشاط والحركة وزيادة الوزن مساهمة كبيرة في آلية حدوث هذا المرض.
· ويقول د. فايز فوار استشاري القلب إن كثيرا من الدراسات التي أجريت في الثلاثين سنة الماضية أظهرت علاقة كبيرة بين زيادة الوزن وحدوث الأمراض التي تؤدي للوفاة.
وأهم سبب للسمنة هو قلة الحركة وكثرة تناول الطعام، حيث إن الجسم البشري يستهلك جزءا معينا من الطاقة الناتجة عن الطعام الذي يتناوله والقسم الآخر يخزنه بشكل نسيج شحمي يتراكم مع الوقت ليشوه منظر أجسامنا ويسبب السمنة التي ينتج عنها مع مرور الوقت أمراض أخرى تتسبب في تضييق وانسداد شرايين الجسم وعجز الأعضاء.
هناك إذن علاقة مباشرة بين السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. فالقلب المسكين الذي خلق ليضخ الدم لحجم محدود من مساحة الجسم عندما يتواجد داخل جسم بدين يضطر أن يزيد من حجمه وعمله ليغذي المساحة الزائدة في الجسم، حيث أظهر فحص القلب لمرضى مصابين بالسمنة بعد الوفاة، أظهر وجود توسع في القلب مع ضخامة بجدار الأجوف، وعلى ذلك إذا اجتمعت زيادة الوزن مع ارتفاع ضغط الدم فإن تضخم القلب سيكون له سببان مجتمعان، مما قد يؤدي بشكل باكر إلى قصور القلب، حيث إن نسبة حدوث الضغط عند الأشخاص البدينين هي أعلى بنسبة 9. 2 مرة عن الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
وكذلك فإن السمنة في الغالب تؤدي وتكون مترافقة بقصور الشرايين في الجسم وتضييقها، وذلك بسبب ترافق السمنة مع ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع السكري، ارتفاع الدهنيات في الدم، وهذه العوامل هي أهم العوامل المؤدية إلى تضييق الشرايين. وأظهر الكثير من الدراسات أن إنقاص الوزن يؤدي لتراجع هذه الأمراض وتحسن في عمل القلب. فمثلا: إنقاص الوزن حوالي 8 كلغ يؤدي إلى هبوط الضغط الانبساطي إلى 13 ملم زئبق. وأن معظم البدينين هم من النساء، وذلك في غالبه يعود إلى الاعتماد على الخادمات في البيوت وعدم القيام حتى بأبسط النشاطات البيتية، ويكون هناك فارق كبير بين ما يتناوله جسمنا من سعرات وبين ما يستخدمه. والحل يكون بالعمل داخل البيت والقيام بالأعمال المنزلية واختيار نوعية الطعام الصحي والإكثار من الخضار والفاكهة الطبيعية.
آراء الأطباء
· ويقول دكتور محمد العيسى مدير أحد المستشفيات المتخصص في الأمراض الصدرية إن أخطر الأمراض التي يحملها الوافد هي مرض الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، وهذان المرضان ليس لهما علاج قاطع. وهناك مرض الدرن "السل الرئوي " وهو قابل للعلاج. وخطر المرضين السابقين ليس على صاحبهما فقط، وقد تم الكشف عن حالات إصابة بمرض الإيدز. والتهاب الكبد الفيروسي من مختلف الجنسيات، وهي غالباً ما تصيب الأفارقة أكثر، ولكن يتم التعامل معها بحزم إذ يتم حجز المصاب ويتم ترحيله عن طريق وزارة الداخلية، حيث إنها كفيلة بالحجز وتسفيره حتى يغادر البلد.
· وهذه الأمراض تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي غير المشروع من شذوذ جنسي، والفاحشة التي هي أبعد ما تكون في مجتمعنا كما أنها تنتقل باستعمال أدوات الحقن بين مدمني المخدرات ونقل الدم من مصاب وهي لذلك ولله الحمد لا خوف ولا خطر علينا منها..
· وننصح المواطنين ألا يتركوا لهم الحبل على الغارب.
فهذه العمالة تأتي من بلاد مختلفة تطوريا، بل هي الفئة الأفقر في بلادها وتقطن في أكواخ أو مزارع، فلا يعرفون الوسائل العصرية ولم يروها إلا في بلادنا. ونسبة كبيرة منهم يأتون ورؤوسهم مليئة بالعمل ولا يعرفون الأجهزة الحديثة للعمل. وهذا يسبب مشاكل عديدة وهذا ناجم عن الجهل والفقر. ولذلك يجب مراقبتهم وتدريبهم. وهناك عنصر آخر، هو عنصر الحسد الذي يكنه مثل هؤلاء لمخدوميهم الذين يعيشون في بحبوحة العيش، فتتولد داخل نفوسهم ضغينة الحقد والحسد، فتراهم يسرقون ما يقع تحت أيديهم للتشفي وإنزال الضرر، لذلك يجب أن تكون ربة البيت يقظة ومتابعة وحريصة وحافظة لما هو ثمين ونادر من مجوهرات ونقود.
كما أن مكاتب العمالة في تلك الدول وأجهزة الخدمة الحكومية فيها لا تتحرى الدقة، فتتلاعب بالأسماء والأعمار والتخصصات ونوع الخدمة، ويترتب على ذلك وصول عمالة مريضة وغير فاهمة لنوع الخدمة التي تعملها والخسارة تقع على المواطن ونفس العامل الذي يدفع ما يملكه وتنتهي العملية بالفشل، والمستفيد من ذلك هو مكاتب الخطوط الناقلة والمكتب.
· ويقول دكتور محمد حرفوش استشاري السكري في التحقيق الذي نشر في أحد أعداد جريدة الجزيرة: إن النشاط الرياضي ضروري ومهم كجزء أساسي في برنامج معالجة مريض السكري وهذا النشاط يجب أن يتصف بالانتظام والاستمرارية، حيث ينصح الطبيب بالنشاط الملائم كالمشي والجري الخفيف والسباحة والتمارين السويدية حتى في المنزل وأحيانا بمساعدة بعض الأجهزة البسيطة. وبشكل عام ننصح بالابتعاد عن الرياضة العنيفة ومدة هذا النشاط حوالي 25- 30 دقيقة يوميا وعلى الأقل مرة واحدة أسبوعيا بنشاط أطول لمدة حوالي ساعة بشكل سباحة أو مشي.
إن النشاط الرياضي يزيد من استهلاك العضلات لسكر الدم وبالتالي له أثر كبير في تنظيم السكر واحتراق الزائد منه. بالإضافة إلى الفوائد الأخرى الكثيرة للرياضة مثل تنشيط الدورة الدموية والمساهمة في إنقاص الوزن والكتل الشحمية والمحافظة على وزن مثالي مما يزيد من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين، مساعدا بذلك على ضبط أفضل لسكر الدم وتفادي الاختلاطات التي يمكن أن تنجم عن ارتفاع السكر المزمن. وقلة الحركة والجلوس الطويل وعدم القيام بالعمل الذي يؤدي إلى ضعف حركة العضلات. كل ذلك يؤدي إلى نتيجة حتمية هر نقص احتراق السكر وتراكم الشحوم في الجسم وزيادة الوزن مما ينقص من حساسية الأنسجة لهرمون الأنسولين، وهذا يساهم مساهمة كبيرة، خصوصا في حالة وجود استعداد وراثي لمرض السكر، لإظهار هذا المرض بشكل سريري.. وللأسف فإن الحضارة المادية التي قدمت الكثير من سبل الراحة والرفاهية حملت معها ظواهر خطيرة جدا أيضا، متمثلة في ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المزمنة وبخاصة مرض السكر الذي تبلغ نسب الإصابة به أكثر من 10% من عدد السكان في المملكة العربية السعودية.
حيث يساهم نقص النشاط والحركة وزيادة الوزن مساهمة كبيرة في آلية حدوث هذا المرض.
· ويقول د. فايز فوار استشاري القلب إن كثيرا من الدراسات التي أجريت في الثلاثين سنة الماضية أظهرت علاقة كبيرة بين زيادة الوزن وحدوث الأمراض التي تؤدي للوفاة.
وأهم سبب للسمنة هو قلة الحركة وكثرة تناول الطعام، حيث إن الجسم البشري يستهلك جزءا معينا من الطاقة الناتجة عن الطعام الذي يتناوله والقسم الآخر يخزنه بشكل نسيج شحمي يتراكم مع الوقت ليشوه منظر أجسامنا ويسبب السمنة التي ينتج عنها مع مرور الوقت أمراض أخرى تتسبب في تضييق وانسداد شرايين الجسم وعجز الأعضاء.
هناك إذن علاقة مباشرة بين السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. فالقلب المسكين الذي خلق ليضخ الدم لحجم محدود من مساحة الجسم عندما يتواجد داخل جسم بدين يضطر أن يزيد من حجمه وعمله ليغذي المساحة الزائدة في الجسم، حيث أظهر فحص القلب لمرضى مصابين بالسمنة بعد الوفاة، أظهر وجود توسع في القلب مع ضخامة بجدار الأجوف، وعلى ذلك إذا اجتمعت زيادة الوزن مع ارتفاع ضغط الدم فإن تضخم القلب سيكون له سببان مجتمعان، مما قد يؤدي بشكل باكر إلى قصور القلب، حيث إن نسبة حدوث الضغط عند الأشخاص البدينين هي أعلى بنسبة 9. 2 مرة عن الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
وكذلك فإن السمنة في الغالب تؤدي وتكون مترافقة بقصور الشرايين في الجسم وتضييقها، وذلك بسبب ترافق السمنة مع ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع السكري، ارتفاع الدهنيات في الدم، وهذه العوامل هي أهم العوامل المؤدية إلى تضييق الشرايين. وأظهر الكثير من الدراسات أن إنقاص الوزن يؤدي لتراجع هذه الأمراض وتحسن في عمل القلب. فمثلا: إنقاص الوزن حوالي 8 كلغ يؤدي إلى هبوط الضغط الانبساطي إلى 13 ملم زئبق. وأن معظم البدينين هم من النساء، وذلك في غالبه يعود إلى الاعتماد على الخادمات في البيوت وعدم القيام حتى بأبسط النشاطات البيتية، ويكون هناك فارق كبير بين ما يتناوله جسمنا من سعرات وبين ما يستخدمه. والحل يكون بالعمل داخل البيت والقيام بالأعمال المنزلية واختيار نوعية الطعام الصحي والإكثار من الخضار والفاكهة الطبيعية.
الصفحة الأخيرة
تحدث العميد مرزوق بجاد الروقي مدير جوازات أن عملية قدوم الخادمات تخضع للعديد من الأنظمة والقوانين المحددة التي نحرص على الالتزام بها لأنها تعني المصلحة العامة وعلى المواطن أن يعي دوره ويكثف تعاونه لتنفيذ هذه التعليمات التي هدفها حماية مجتمعنا وخدمة المواطن. وفروع الجوازات مجهزة بصالات لاستقبال الخادمات ولا يتم تسليم الخادمات إلا للكفيل أو وكيله الشرعي بعد التأكد من ذلك بموجب الأوراق الثبوتية الرسمية ويتم الاتصال هاتفيا بالكفيل لإبلاغه بضرورة حضوره لاستلام خادمته، وعند عدم التمكن من الاتصال بالكفيل أو عدم حضوره لاستلام مكفولته يتم تحويلها لمكتب التسول في المنطقة الذي يحاول تسليمها لمكفولها وفق إجراءات معتمدة".
· ويؤكد المسئولون في مكتب التسول أن دور المكتب يبدأ من لحظة استلام الخادمات اللاتي تجاوزن مدة إقامتهن لدى الجوازات، حيث يعاود المكتب الاتصال بالكفيل المستقدم وبعد أسبوع من إقامتها لدينا دون مراجعة كفيلها وبعد محاولات مكثفة يتم تحويلها إلى لجنة مختصة لبحث إمكانية تحويلها إلى كفيل آخر وفق إجراءات خاصة.. وهذه الإجراءات تهدف لخدمة المواطن وكذا رعاية شئون السيدات القادمات للعمل كخادمات.
· ويتحدث أحد المسئولين عن استقدام العمالة الذي أكد أن المكتب عند إجراء عقد الاستقدام يطلب أرقام هواتف المواطن لتسجيلها وإرفاقها مع أوراق الاستقدام إلى البلد المستقدم. منه لوضع هذه الأرقام على ملصق مثبت على جواز السفر لسهولة الاتصال بالكفيل أو أحد أقاربه.
· وأشاد المواطنون بنظام التسليم وعبروا عن تقديرهم لهذه الإجراءات الهادفة للتأكد من شخصية الكفيل، خدمة للمواطن وحماية للخادمة، ولكنهم أكدوا أن البعض منهم قد يكون خارج المنزل أو مسافرا سفرا قصيرا يتزامن مع قدوم الخادمة مما يتعذر معه الاتصال به من الجوازات، خصوصا وان مكاتب الاستقدام لا تعطي موعدا معينا لوصول الخادمة.
· ويقترح المواطن عبد الحميد محمد اقتراحا بأن يتم تحوير الخادمات المستقدمات إلى مكتب الاستقدام الذي يستقدمهن ليقوم بدوره بتسليم كل خادمة إلى كفيلها بدلا من تسليمهن لمكتب التسول.. ويضع مكتب الاستقدام في العقد مبلغا رمزيا كل يوم مقابل إقامة الخادمة لديه حتى تسليمها لكفيلها.
· ومن جانبه قال حامد العامري: إننا نقدر جهود الجوازات في تسليم الخادمات إلى مكفوليهن، إلا أن المواطن المقيم في القرى والمدن البعيدة عن المدن الرئيسية التي بها مطارات وله خادمة يجد صعوبة في استلام خادمته لبعد مكان إقامته وكذا صعوبة الاتصال الهاتفي به.. وعلاج ذلك بتحديد الموعد المناسب للكفيل قبل القدوم الفعلي للخادمة بيومين على الأقل، حتى يتمكن المواطن من الحضور في الموعد المحدد وحتى لا تتعرض الخادمة للبقاء مدة طويلة في المطار أو مكتب التسول قبل أن يتسلمها الكفيل.
الخادمة في عيون الآخرين
يفهم البعض كلمة خادمة بمعنى أنها تجلب له الأشياء التي !يتمناها والأمور التي يطلبها.. وهي التي تدخل السرور على نفسه والسعادة على قلبه، فيأمرها بالحسن والسيئ فتلبيه دون تأخير وإلا كان لها الويل والثبور.
وبعض أفراد المجتمع ينظرون لها أنها ليست لها قيمة ولا وزن من أجل أنها أتت من بلاد بعيدة نائية وفقيرة وامتهنت هذه المهنة الصعبة.
وعند البعض الآخر أنها ليست لها كرامة وأنها تحت تصرفه متى شاء وكيف شاء، يجعلها تعمل ليل نهار ويريد هذا العمل دون كلل أو ملل ويحملها فوق طاقتها ويأمرها بما لا يستطاع.
وفي بعض الظروف يؤنبها على فعل فعلته خطأ أو دون خطأ وقد يصل الأمر إلى الشتم والسب، ناسيا أو متناسيا أنها تحت يده ضعيفة مغلوبة على أمرها وسوف يحاسبه الله عز وجل عن كل صغيرة وكبيرة عملها ضد هذه المسكينة.
ويقول الله في محكم كتابه الكريم في سورة الزلزلة: }فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره {.
وقال تعالى في سورة آل عمران: }و يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد{
فأين نحن من خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك الخلق الرفيع والأدب العظيم والرحمة والطيبة في المعاملة.
وهل- حقا- أننا نتأسى به عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
· فعن أنس رضي الله عنه قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا.. فأرسلني يوما لحاجة. فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد قبض بقفاي. من ورائي. قال فنظرت إليه وهو يضحك. فقال: يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله!.
قال أنس "والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لم فعلت كذا أو كذا، أو لشيء تركته هلا فعلت كذا أو كذا "رواه مسلم (0 231/ 9 230)،.
· قال أنس "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف، ولا صنعت ولا ألا صنعت " رواه البخاري، ويتضح حسن خلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في معاملته مع خدمه، فلم يكن الرسول لواما ولا لائما ولا متعنفا ولا متسخطا فإذا أخطأ الخادم غفر له وإذا أساء أحسن إليه. فاللوم مدعاة للشعور بعقدة الذنب.. وبخاصة إذا تكدر والتسخط مدعاة لإحباط النفس والتعالي عليها والكبر على عباد الله. فما منا من أحد إلا ويخطئ، وما منا من أحد إلا ويذنب.. كما أن ترك اللوم والتسخط هو ثمرة الإيمان بالقضاء والقدر. فإذا أخطأ الخادم فكسر حاجة ما، أو أغفل أمرا ما وكان
رب البيت مؤمنا بالقضاء والقدر لم ير في اللوم والزجر وسيلة لإصلاح ما قد فسد. وهذا لا يعني ترك النصيحة والتوجيه، فالنصيحة والتوجيه شيء. واللوم والسب شيء آخر.
· ومن الأنصاف أن نذكر أن الخادم مظلوم في كثير من الأحيان. فكثيرا ما يكون انحراف الخدم نتيجة طبيعية للمعاملة غير الإنسانية التي يعانون منها وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان، ومنحهم أجورا متدنية لا تفي بمتطلبات حياتهم الأساسية ولا تكافئ جهودهم.. والنظر إليهم غالبا على أنهم خونة ولصوص وبلا مشاعر أو قيم، وجعلهم مثار سخرية!؟ أفراد الأسرة وتكليفهم من العمل فوق ما يطيقه البشر، وتهديدهم المستمر بتقديمهم للجهات الرسمية بتهم غير حقيقية على سبيل الانتقام وليس أدل على ذلك من تلك الحوادث الواقعية التي تنشرها الصحف باستمرار وقد نشرت جريدة الاقتصادية بتاريخ 6/ 2/ 1414 هـ العدد.19 خبرا بعنوان "سبع سنوات سجنا لكويتي وزوجته لقتلهما الخادمة" حيث قام الزوجان بضرب وتعذيب خادمتهما الفلبينية حتى الموت.
· ونشرت جريدة عكاظ العدد 9973 بتاريخ 9/ 6/ 1414 هـ رسالة زوجة بعنوان "زوجي الوضيع يتحرش بالخادمات " حيث تؤكد فيها أن الزوج حاول الاعتداء جنسيا على أكثر من خادمة مما جعل الزوجة تكرهه ولا ترغب في البقاء معه لولا وجود الأبناء وما ينتظرهم إذا تركتهم من ضياع.
· وينظر بعض المخدومين إلى "الشغالة" وكأنها آلة يأمرها متى شاء وبما شاء.. وربما يلزمها بما يفوق طاقاتها وقدراتها.. وبعضهم لا يوفيها حقها إلا عن طريق السلطات.. ومن الخادمات من تعمل داخل البيت أكثر من الساعات المقررة عليها بموجب العقد. إن كل هذه الأمور ليست هينة في نظر الشرع والعرف والمروءة. إن ظلم الخادم و التجني عليه في كثير من الأحيان يتنافى مع أبسط مبادئ الدين الحنيف والعلاقات الإنسانية والمروءة والرحمة.