
المغتربه2
•
جزاك الله الف خير

--------------------------------------------------------------------------------
آراء متنوعة
ويقول الكاتب عبد الرحمن السماري في مقالة بجريدة الجزيرة: إننا نسمع الكثير من مشاكل الخدم مما يؤكد أن وجودهن لا خير فيه تحت أي ظروف.. فالمشاكل والأضرار كثيرة لا تحصى ومشكلة البعض من الناس أن يجلب هؤلاء الشغالات أو الخادمات بشراهة متناهية، دون أن تكون هناك حاجة فعلية لوجودهن، بل هو لا يفكر مطلقا إلا في جلبهن فقط.
فالبعض يذهب ويتحايل على الجهات المعنية ويكذب.. وربما يضطر إلى التزوير، حتى يحصل على أكثر من خادمة. وعندما يحصل على الفيزا اللازمة تبرق أساريره ويسعد ويكون في غاية الانبساط، وما يدري أنه ربما جلب الشر والدمار إلى منزله.. أو على أحسن حال جلب الخسارة والمصاريف والمشاكل الكثيرة في عدة مجالات "دينية.. نفسية.. تربوية".
جلبها لنفسه ولمنزله ولأسرته ولمجتمعه.. وهو يعتقد أنه حقق نصرا كبيرا بحصوله على "الفيزا" ولكنه في الحقيقة اقترب من المشاكل أكثر وأكثر. إنه بعد وصول هذه الخادمة المسكينة تبدأ المشاكل في البيت.. وتبدأ القضايا، ابتداء من المشاكل اليومية البسيطة والتي أبسط ما فيها حرق الأعصاب وارتفاع ضغط الدم وانتهاء بمشاكل أكبر، قد تؤدي إلى عقاب أكبر وأكبر من أن نتصوره.
كما أن قضايا ومشاكل الخادمات في المنازل جاءت على أكثر شكل وأكثر من قضية، حتى أصبحت شرا لابد منه ولا يوجد مبرر لوجوده.. فبوسع أي منزل أن يستغني عن هذه الخادمة فكيف كانت أمهاتنا وجداتنا؟ لقد كانت الواحدة منهن تعمل طوال اليوم مع زوجها وكانت تطبخ وتغسل وتدير شئون المنزل وفوق كل ذلك قد يكون لها من الأبناء عشرة أو أكثر ومع ذلك تستنجد بأحد ولم تطلب من الزوج أن يبحث لها عمن يساعدها تشتكي من تزايد العمل. أما بنت اليوم فلأنها تعمل في المدرسة ثلاث ساعات تحت المكيف وهي مستريحة، فإنها تريد ثلاث خادمات، واحدة للغسيل وواحدة للطبخ وواحدة للأولاد. لأنها تنام طوال اليوم وتسهر طوال الليل. وتذهب ساعتين للمدرسة وخمس ساعات للتسوق وثلاث ساعات زيارات خاطفة.
إنه يلزم وضع إجراءات جديدة لضبط الاستقدام ووضع الأمور في نصابها الصحيح، لتقضي على هذا التلاعب وهذا الإسراف غير المحمود في جلب الخادمات.. وعلى هذه الزوجة أن تكف عن مطاردة هذا المسكين وتحميله فوق طاقته.
· ويقول الأستاذ وفقي حامد أبو علي- ماجستير أصول تربية تحت عنوان "الخادمة تقتل لغة أطفالنا وهويتهم ": "قد أثبتت الدراسات والأبحاث أن مجرد تعلم لغة أجنبية أو أكثر إلى جانب اللغة القومية، من شأنه أن يحدث تداخلا بين هذه اللغات. فإذا كان ذلك من مجرد التعلم لبعض الوقت، فما بالنا بمعايشة الطفل كلية في هذه السن الخطرة لمربية تجهل اللغة العربية؟ وما الآثار المدمرة التي ستحدث لهذه البيوت التي دأب أصحابها على استقدام مربيات أجنبيات؟ إن الموضوع خطير ويحتاج إلى وقفة جادة من أجل مستقبلنا ومستقبل أمتنا وأبنائنا".
· وفي مقال للأستاذ مندل عبد الله القباع بجريدة المدينة عددها 1329 1 بتاريخ 26/ 5 1/ 414 أهـ يقول: "هكذا استشرت عدوى التقليد بين الكثير من بيوتنا وأصبح بعض الزوجات يطالبن بالخادمة، ويفكرن فيها قبل أن يفكرن في أثاث غرفة النوم.. وإن كانت الواحدة منهن عروسا فهي تفكر في اختيار خادمة قبل تفكيرها في فستان زفافها، حيث تراها واحدة من مكونات البيت العصري وشرطا جوهريا لإتمام الزواج. علينا أن نعترف بأننا سلمنا بوجود المربيات والخادمات في بيوتنا لتتحمل عن الزوجة مختلف مسئوليات الأعمال المنزلية وتقوم بدور الزوجة في تربية الأطفال وأحيانا تلبية حاجات الزوج من مأكل وملبس. ولكن إحقاقا للحق، نستثني بعض الظروف الملحة التي تفرض وجود خادمة في المنزل، إذا لم يكن هناك بديل غير ذلك، كوجود مريض لدى الأسرة أو مقعد أو معاق يحتاج لخدمة ورعاية مستمرة وعناية خاصة أو لاضطرار المرأة للخروج لميدان العمل لدعم الجانب الاقتصادي للأسرة. ونأمل ألا يكون هناك أكثر مز ذلك طلبا للخادمة. وفي هذا الصدد أود أن أنوه إلى التجاوزات التي تقوم بها بعض مكاتب الاستقدام الأهلية والمغالاة في المصاريف المطلوبة لاستقدامها، ثم نأتي لمشكلة العقود المتباينة من عقد لآخر ومن بلد لآخر، فإذا كان العقد شريعة المتعاقدين فلم لا ينظر من قبل الجهات المسئولة لأن يكون هناك عقد موحد، أو تخضع الخادمة لنظام العمل والعمال، طالما أنها تحضر للمملكة بصفة "عاملة منزلية" ويجب أن تطلع الخادمة على شروط العقد. وتعرف واجباتها المطلوبة منها لتؤديها على أكمل وجه بكامل المسئولية وأن تلتزم بالتقاليد المتبعة في مجتمعنا، وإنه في حالة الرغبة في إنهاء العقد من جانبها قبل حلول موعده. عليها إعادة كافة النفقات التي صرفت في سبيل قدومها وتسفيرها.. وأنها تتحمل مسئولية خطئها في عملها.. على أن توح مبلغا لدى مكتب الاستقدام قبل حضورها للعمل، يوازي هذه التكاليف يعوض الكفيل منه بنسبة 50% من النفقات التي دفعها، وأن تمتد فترة الاختبار إلى ستة شهور حتى يمكن لكلا الطرفين التأقلم مع ظروف الآخر، وتفهم الوضع، حتى يكون هناك التزام أكثر في الحقوق والواجبات، وفقا لنظام رسمي يعمل به، بدلا من الاجتهادات الشخصية، وبدلا من أن يقتصر عمل مكاتب الاستقدام على إيصال الخادمة للمطار.. وبهذا الآن بين الخادمات وكفلائهن في مكاتب مكافحة التسول بالمئات.
· لخصت الأستاذة فاطمة القحطاني سلبيات الاستعانة بالخدم فيما يلي:
1. السرقة، لاطلاع الخادمة على كل جوانب المنزل وخاصة عندما تحس أن رب وربة البيت ليسا من النوع دقيق الملاحظة.
2. التجسس واستراق السمع وإفشاء أسرار وخصوصيات الأسر، وتبادل هذه المعلومات مع الخدم الآخرين لتسهيل أعمال السرقة والخلوة غير المشروعة.
3. المشكلات اللاأخلاقية، نتيجة لاحتكاك الخدم من الرجال والنساء بأهل البيت، خاصة لو كان هناك مراهقون.
4. استخدام الخادمة كأداة مساومة من قبل أحد الزوجين للتأثير على الآخر، وذلك بتدليلها أو إطراء جمالها وعملها لاستثارة همة الزوجة والاهتمام بجمالها.
وأشارت الباحثة أيضا إلى سلبيات أخرى، مثل التصاق الطفل بالخادمة في الوقت الذي يقل فيه تقاربه مع والديه، وعدم وعي الخادمة بالنواحي الصحية وأسس التغذية السليمة، مما يعرض الأطفال أحيانا للإصابة بأمراض سوء التغذية، وإيذاء الطفل أحيانا انتقاما من والديه، وتعليم الطفل عادات وسلوكيات غير مستحبة واحتمال انتقال الأمراض المعدية للأطفال والأسر كلها.
العلاج
مع التسليم بأن "الخدم " أصبحت ظاهرة اجتماعية وضرورية تفرضها عوامل كثيرة، إذن لابد من التعايش معها رغم سلبياتها الكثيرة والعمل المستمر للتخفيف والتقليل من آثارها السلبية عن طريق:
· تعاون أفراد الأسرة على خدمة أنفسهم قدر الإمكان بإعادة تنظيم البيت السعودي من الداخل وتوزيع المسئوليات على أفراد الأسرة "مثلما يحدث في العديد من البيوت العربية العاملة".
· تغيير كثير من العادات السلبية "مثل كثرة الولائم واستقبال الضيوف كل أيام الأسبوع والحد من مظاهر البذخ والإسراف ".
· عدم تقليد الأغنياء في أنماط وأساليب معيشتهم وبالتالي عدم استقدام الخدم إلا لضرورة حقيقية وعدم توافر الحل البديل.
· عدم استقدام الخدم غير المسلمين مهما كانت الظروف والحرص على حسن الاختيار للنوعيات المؤهلة الملتزمة بشعائر الإسلام وبالزي الإسلامي وأن تتضمن عقود العمل الأعمال التي ستوكل إليهم بالتفصيل وأن تضمن لهم حقوقهم.
· أن يكون للخادم أو الخادمة داخل البيت غرفة أو مكان خاص يهيئ له معيشة إنسانية وأن يكون له ساعات عمل معينة.
· أن نقلل من فرص اختلاط الذكور بالإناث ونمنع الخلوة تماما.
· أن نحترم مشاعر الخدم ولا ننظر لهم نظرة دونية ونشجعهم بحوافز مادية للإخلاص والإجادة في العمل والاستقامة.
· المراقبة المستمرة، فلا نثق فيهم الثقة المطلقة ولا نخونهم أو نتهمهم بغير دليل وأن تحتفظ كل أسرة بأسرارها بعيدا عن الخادمة.
· يمكن الاستعاضة عن المربية بدور الحضانة التي يلزم التوسع في إنشائها والإشراف المستمر عليها وأن تكون العمالة بها مدربة علميا وعمليا لرعاية الطفولة.
· يمكن الاستغناء عن السائق الخصوصي بحافلات النقل الجماعي للأبناء والنساء وتكون المسئولية للجهة مالكة السيارات.
· ولقد حرصنا على الاقتراب من المقترحات والحلول التي يطرحها الكتاب والعلماء ورجال الدين للحد من مشكلات ظاهرة الخدم.
ولعلاج مشاكل الخدم يقترح الدكتور محمد بن عبد الرحمان الخميس الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
1. الحد من استقدام الخدم، ومنع استقدام الكفار تماما وإيجاد بدائل للمرأة العاملة كدور للحضانة، ووضع ضوابط شرعية على الاستقدام وضرورة التشدد من قبل الجهات المختصة، بحيث لا يتم الاستقدام إلا عند الضرورة القصوى فقط، وأن تعطى الأولوية للخدم كبار السن.
2. مراعاة المسئولين لظروف الأم الموظفة ومنحها بعض التسهيلات حتى يمكنها التوفيق بين عملها وواجباتها كزوجة وأم.
3. حسن معاملة الخدم، وتحديد ساعات معينة لعملهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، ومنحهم أجورهم في مواعيدها وعمل حوافز لهم على الإجادة في العمل والالتزام بشعائر الإسلام.
4. المراقبة المستمرة للخدم،وعدم التخلي عن مسئوليات الوالد في التربية أو إدارة شئون البيت لهم مع الكشف الطبي دوريا عليهم.
5. اتخاذ الإجراءات النظامية التي تمنع تحايل الخدم وانتحالهم لشخصيات المسلمين، والحد من ظاهرة هروب الخدم من كفلائهم.
· وقد طرحت ظاهرة الخدم أمام الرأي العام بجريدة عكاظ في عددها 10176 بتاريخ 9/ 1/ 1415هـ وجاء فيه بعض الوسائل للحد من مشاكل ظاهرة الخدم:.
· وتقول مشاعل العتيق/ موظفة: يمكننا الاستغناء عن الخادمة في حال توافر دور الحضانة في أماكن عمل المرأة، مما يجعل الأم الموظفة أكثر اطمئنانا على أبنائها، ويوفر لها جوا نفسيا مريحاً للعمل، خصوصا أن معظم السيدات العاملات يستقدمن الخادمات للمكوث مع أطفالهن أثناء وجودهن في العمل.. إضافة إلى أن أعمال المنزل لا تشكل ضرورة ملحة لإحضار خادمة.
· وترى السيدة "سميرة محمد صالح/ ربة بيت " أن تعاون الزوجين والاتفاق على برنامج معين للحياة المشتركة من أهم الشروط للاستغناء عن العمالة المنزلية، وأنا وزوجي نظمنا حياتنا فيما بيننا وحددنا لكل منا دورا في الأعمال المنزلية وبذلك استغنينا عن السائق والخادمة.
· ويقول أحمد بن صالح/ موظف: لابد من طرح مشكلة العمالة الأجنبية على بساط البحث بعد تفاقم المشاكل التي يتسببون فيها. ومن هنا لابد من تعاون جميع أفراد المجتمع ومؤسساته للحد من تزايدهم العشوائي. فأنا استقدمت سائقا لاصطحاب أولادي للمدارس وإعادتهم، لأن ذلك يتعارض مع وقت وظروف عملي ولذلك اقترح أن تسمح جهات العمل للموظفين بتوصيل أولادهم للمدارس وإعادتهم للبيت دون أن يتعرضوا لأي لوم أو انتقاد من جهة العمل.
· وتشارك الأستاذة نورة الناصر رئيسة القسم النسائي بمكتبة الملك عبدالعزيز في علاج المشكلة: "إن عمل المرأة ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر لفاعليتها في تنمية المجتمع والرقي بأفراده، علاوة على الظروف الاقتصادية التي تلزمها مشاركة زوجها في تأمين احتياجات الأسرة. من هنا فإن على الجهات القائمة على توظيف المرأة أن تتعامل معها بمعرفة أكثر، من خلال تخفيف العبء عنها في العمل وعدم مساواتها بالرجل!!. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أنها زوجة وأم. ولذلك يجب توا دور الحضانة في أماكن العمل وتوظيف أكبر عدد ممكن من الخريجات واستحداث بند الموظفة المناوبة!وكذلك لابد من توفير المواصلات للحد من استقدام السائقين.بذلك لا تضطر المرأة الموظفة لاستقدام الخادمة في ظل ساعات عمل قليلة ووجود رياض أطفال ودور حضانة ووسائل مواصلات.
أما الباحثة الاجتماعية الأستاذة فيروز محمد، فترى أن الحل لعلاج المشكلة "هو أن يخضع استقدام الخادمات لشروط تقنن بعد دراسة متأنية وشاملة لظروف الأسرة.. فإذا كان هنا مثلا أسرة بها مقعدون أو كانت الأم مصابة بمرض يحول دون أدائها لواجبها كاملا، مع عدد كبير من الأطفال، فالخادمة و هذه الحالة ضرورة. ويجب أن تكون الخادمة مسلمة حسنة السيرة والسلوك وخالية من الأمراض حتى لا تنقل العدوى لمن تعمل عندهم.
· وتقترح الدكتورة فريدة عبد الوهاب آل مشرف أستاذة التربية بجامعة الملك سعود بعض الاقتراحات التي ستساعد على تقليل أثر الخادمة على أطفال الخليج:.
1. أن يقرر الآباء وبوعي القيام والالتزام بالدور التربوي وليس البيولوجي فقط تجاه الطفل.
2. تقليص دور الخادمة وقصره على مجال الخدمة المنزلية.
3. تفرغ الأم لتربية الطفل وخاصة في السنوات الأولى.
4. تقييد وجود خادمة متفرغة للأسرة إلا للضرورة القصوى وتشجيع وجود مؤسسات الخدمة بالساعات.
5. إقرار نظام الدوام الجزئي لكل أم موظفة حتى تسنح لها فرصة الوجود مع الطفل والأسرة فترة أطول.
6. إعداد برامج توعية للخادمات تتضمن توعية دينية وثقافية وتربوية وصحية.
· ويطالب الأستاذ عبده خال بجريدة عكاظ بسعودة مهنة الخادمات وأشار إلى أن سيدات سعوديات فاضلات عملن وكدحن في بيوت أسر سعودية، في غسل الملابس وكيها وبعضهن عملن في خياطة الملابس من أجل تربية أبنائهن وبناتهن تربية صالحة. فبعض هؤلاء الأبناء والبنات يتبوءون اليوم مراكز مرموقة في مجتمعنا.. وأعتقد أن هذا شرف لأبنائهن ولهن شخصيا.
فهؤلاء كن سيدات عهد ما قبل الفطرة يوم كانت الواحدة كل منهن تعمل في بيتها، من أجل بعلها وأولادها، بكل ما لديها من جهد وطاقة دون الاعتماد على الخادمات. فلم تحن لدينا يومها خادمات أجنبيات. وكانت بيوت الناس يومها رغم بساطتها وشعبيتها أنظف من بعض بيوت اليوم، استنادا لقول الإمام الشافعي "ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك ".
· ويرى د. فوزي بن فرج العبيدي أن العمل في حد ذاته ليس معيباً ولا مشينا، طالما كان عملا شريفا ليس فيه امتهان لكرامة الإنسان، ذكرا كان أم أنثى. إن تغيير مسمى المهنة من خادمات إلى مربيات قد يخفف، ولو قليلا، من حساسية قبول هذه المهنة من قبل بعض المواطنين والمواطنات ولا سيما الكبيرات في السن واللائي عشن بمفردهن دون زوج أو أولاد. فالعمل شرف وهو أفضل من سؤال الناس. وبهذه الطريقة سنكسب قبل المنظور المادي الطاقة المهدرة في الجانب النسائي، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تلافي بعض مشاكل الفراغ الوقتي والفكري. وهذا في حد ذاته نجاح.. هذا بالإضافة للجانب المادي. كما أننا شعب مسلم عرف بالكرم والرحمة والأخلاق الحميدة. وقيام المربية بتربية الأبناء والبنات يفرض عليهم نظرة احترام وتقدير لها، بل- وفي الغالب- لابد أن يبروها عندما يكبرون.
وقد طرحت الدراسة القطرية حول ظاهرة الخدم مجموعة من التوصيات أهمها، تشجيع الاتجاه المتنامي لدى الشباب في التخلي عن الخادمة والسائق ووضع مصلحة الطفل والأسرة في المقام الأول والتوسع في إنشاء دور الحضانة القائمة على أسس تربوية وعلمية سليمة وتقديم تسهيلات إضافية للأم العاملة وتمديد فترة إجازة الوضع والرضاعة.. والفصل بين مهنة الخادمة والمربية.
علاج المشكلة
لقد أرشدنا المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى
ما هو أفضل من استقدام الخدم الذين لا نعرف حالهم من صلاح أو فساد في الدين أو في البدع التي يحملونها من بلادهم.
وذلك عندما أرشد عليا وزوجته فاطمة رصي الله عنهما إلى الذكر.. لما سألا النبي صلى الله عليه وسلم خادما. فقد روى البخاري في صحيحه عن علي أن فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي !ي! تسأله خادما. فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال!: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا. فذهبت أقوم، فقال: مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ((ألا أدلكم على ما هو خير لكما من خادم.. إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما محبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم )).
وعن شعبة عن خالد بن سيرين قال ((التسبيح أربع وثلاثون)).
آراء متنوعة
ويقول الكاتب عبد الرحمن السماري في مقالة بجريدة الجزيرة: إننا نسمع الكثير من مشاكل الخدم مما يؤكد أن وجودهن لا خير فيه تحت أي ظروف.. فالمشاكل والأضرار كثيرة لا تحصى ومشكلة البعض من الناس أن يجلب هؤلاء الشغالات أو الخادمات بشراهة متناهية، دون أن تكون هناك حاجة فعلية لوجودهن، بل هو لا يفكر مطلقا إلا في جلبهن فقط.
فالبعض يذهب ويتحايل على الجهات المعنية ويكذب.. وربما يضطر إلى التزوير، حتى يحصل على أكثر من خادمة. وعندما يحصل على الفيزا اللازمة تبرق أساريره ويسعد ويكون في غاية الانبساط، وما يدري أنه ربما جلب الشر والدمار إلى منزله.. أو على أحسن حال جلب الخسارة والمصاريف والمشاكل الكثيرة في عدة مجالات "دينية.. نفسية.. تربوية".
جلبها لنفسه ولمنزله ولأسرته ولمجتمعه.. وهو يعتقد أنه حقق نصرا كبيرا بحصوله على "الفيزا" ولكنه في الحقيقة اقترب من المشاكل أكثر وأكثر. إنه بعد وصول هذه الخادمة المسكينة تبدأ المشاكل في البيت.. وتبدأ القضايا، ابتداء من المشاكل اليومية البسيطة والتي أبسط ما فيها حرق الأعصاب وارتفاع ضغط الدم وانتهاء بمشاكل أكبر، قد تؤدي إلى عقاب أكبر وأكبر من أن نتصوره.
كما أن قضايا ومشاكل الخادمات في المنازل جاءت على أكثر شكل وأكثر من قضية، حتى أصبحت شرا لابد منه ولا يوجد مبرر لوجوده.. فبوسع أي منزل أن يستغني عن هذه الخادمة فكيف كانت أمهاتنا وجداتنا؟ لقد كانت الواحدة منهن تعمل طوال اليوم مع زوجها وكانت تطبخ وتغسل وتدير شئون المنزل وفوق كل ذلك قد يكون لها من الأبناء عشرة أو أكثر ومع ذلك تستنجد بأحد ولم تطلب من الزوج أن يبحث لها عمن يساعدها تشتكي من تزايد العمل. أما بنت اليوم فلأنها تعمل في المدرسة ثلاث ساعات تحت المكيف وهي مستريحة، فإنها تريد ثلاث خادمات، واحدة للغسيل وواحدة للطبخ وواحدة للأولاد. لأنها تنام طوال اليوم وتسهر طوال الليل. وتذهب ساعتين للمدرسة وخمس ساعات للتسوق وثلاث ساعات زيارات خاطفة.
إنه يلزم وضع إجراءات جديدة لضبط الاستقدام ووضع الأمور في نصابها الصحيح، لتقضي على هذا التلاعب وهذا الإسراف غير المحمود في جلب الخادمات.. وعلى هذه الزوجة أن تكف عن مطاردة هذا المسكين وتحميله فوق طاقته.
· ويقول الأستاذ وفقي حامد أبو علي- ماجستير أصول تربية تحت عنوان "الخادمة تقتل لغة أطفالنا وهويتهم ": "قد أثبتت الدراسات والأبحاث أن مجرد تعلم لغة أجنبية أو أكثر إلى جانب اللغة القومية، من شأنه أن يحدث تداخلا بين هذه اللغات. فإذا كان ذلك من مجرد التعلم لبعض الوقت، فما بالنا بمعايشة الطفل كلية في هذه السن الخطرة لمربية تجهل اللغة العربية؟ وما الآثار المدمرة التي ستحدث لهذه البيوت التي دأب أصحابها على استقدام مربيات أجنبيات؟ إن الموضوع خطير ويحتاج إلى وقفة جادة من أجل مستقبلنا ومستقبل أمتنا وأبنائنا".
· وفي مقال للأستاذ مندل عبد الله القباع بجريدة المدينة عددها 1329 1 بتاريخ 26/ 5 1/ 414 أهـ يقول: "هكذا استشرت عدوى التقليد بين الكثير من بيوتنا وأصبح بعض الزوجات يطالبن بالخادمة، ويفكرن فيها قبل أن يفكرن في أثاث غرفة النوم.. وإن كانت الواحدة منهن عروسا فهي تفكر في اختيار خادمة قبل تفكيرها في فستان زفافها، حيث تراها واحدة من مكونات البيت العصري وشرطا جوهريا لإتمام الزواج. علينا أن نعترف بأننا سلمنا بوجود المربيات والخادمات في بيوتنا لتتحمل عن الزوجة مختلف مسئوليات الأعمال المنزلية وتقوم بدور الزوجة في تربية الأطفال وأحيانا تلبية حاجات الزوج من مأكل وملبس. ولكن إحقاقا للحق، نستثني بعض الظروف الملحة التي تفرض وجود خادمة في المنزل، إذا لم يكن هناك بديل غير ذلك، كوجود مريض لدى الأسرة أو مقعد أو معاق يحتاج لخدمة ورعاية مستمرة وعناية خاصة أو لاضطرار المرأة للخروج لميدان العمل لدعم الجانب الاقتصادي للأسرة. ونأمل ألا يكون هناك أكثر مز ذلك طلبا للخادمة. وفي هذا الصدد أود أن أنوه إلى التجاوزات التي تقوم بها بعض مكاتب الاستقدام الأهلية والمغالاة في المصاريف المطلوبة لاستقدامها، ثم نأتي لمشكلة العقود المتباينة من عقد لآخر ومن بلد لآخر، فإذا كان العقد شريعة المتعاقدين فلم لا ينظر من قبل الجهات المسئولة لأن يكون هناك عقد موحد، أو تخضع الخادمة لنظام العمل والعمال، طالما أنها تحضر للمملكة بصفة "عاملة منزلية" ويجب أن تطلع الخادمة على شروط العقد. وتعرف واجباتها المطلوبة منها لتؤديها على أكمل وجه بكامل المسئولية وأن تلتزم بالتقاليد المتبعة في مجتمعنا، وإنه في حالة الرغبة في إنهاء العقد من جانبها قبل حلول موعده. عليها إعادة كافة النفقات التي صرفت في سبيل قدومها وتسفيرها.. وأنها تتحمل مسئولية خطئها في عملها.. على أن توح مبلغا لدى مكتب الاستقدام قبل حضورها للعمل، يوازي هذه التكاليف يعوض الكفيل منه بنسبة 50% من النفقات التي دفعها، وأن تمتد فترة الاختبار إلى ستة شهور حتى يمكن لكلا الطرفين التأقلم مع ظروف الآخر، وتفهم الوضع، حتى يكون هناك التزام أكثر في الحقوق والواجبات، وفقا لنظام رسمي يعمل به، بدلا من الاجتهادات الشخصية، وبدلا من أن يقتصر عمل مكاتب الاستقدام على إيصال الخادمة للمطار.. وبهذا الآن بين الخادمات وكفلائهن في مكاتب مكافحة التسول بالمئات.
· لخصت الأستاذة فاطمة القحطاني سلبيات الاستعانة بالخدم فيما يلي:
1. السرقة، لاطلاع الخادمة على كل جوانب المنزل وخاصة عندما تحس أن رب وربة البيت ليسا من النوع دقيق الملاحظة.
2. التجسس واستراق السمع وإفشاء أسرار وخصوصيات الأسر، وتبادل هذه المعلومات مع الخدم الآخرين لتسهيل أعمال السرقة والخلوة غير المشروعة.
3. المشكلات اللاأخلاقية، نتيجة لاحتكاك الخدم من الرجال والنساء بأهل البيت، خاصة لو كان هناك مراهقون.
4. استخدام الخادمة كأداة مساومة من قبل أحد الزوجين للتأثير على الآخر، وذلك بتدليلها أو إطراء جمالها وعملها لاستثارة همة الزوجة والاهتمام بجمالها.
وأشارت الباحثة أيضا إلى سلبيات أخرى، مثل التصاق الطفل بالخادمة في الوقت الذي يقل فيه تقاربه مع والديه، وعدم وعي الخادمة بالنواحي الصحية وأسس التغذية السليمة، مما يعرض الأطفال أحيانا للإصابة بأمراض سوء التغذية، وإيذاء الطفل أحيانا انتقاما من والديه، وتعليم الطفل عادات وسلوكيات غير مستحبة واحتمال انتقال الأمراض المعدية للأطفال والأسر كلها.
العلاج
مع التسليم بأن "الخدم " أصبحت ظاهرة اجتماعية وضرورية تفرضها عوامل كثيرة، إذن لابد من التعايش معها رغم سلبياتها الكثيرة والعمل المستمر للتخفيف والتقليل من آثارها السلبية عن طريق:
· تعاون أفراد الأسرة على خدمة أنفسهم قدر الإمكان بإعادة تنظيم البيت السعودي من الداخل وتوزيع المسئوليات على أفراد الأسرة "مثلما يحدث في العديد من البيوت العربية العاملة".
· تغيير كثير من العادات السلبية "مثل كثرة الولائم واستقبال الضيوف كل أيام الأسبوع والحد من مظاهر البذخ والإسراف ".
· عدم تقليد الأغنياء في أنماط وأساليب معيشتهم وبالتالي عدم استقدام الخدم إلا لضرورة حقيقية وعدم توافر الحل البديل.
· عدم استقدام الخدم غير المسلمين مهما كانت الظروف والحرص على حسن الاختيار للنوعيات المؤهلة الملتزمة بشعائر الإسلام وبالزي الإسلامي وأن تتضمن عقود العمل الأعمال التي ستوكل إليهم بالتفصيل وأن تضمن لهم حقوقهم.
· أن يكون للخادم أو الخادمة داخل البيت غرفة أو مكان خاص يهيئ له معيشة إنسانية وأن يكون له ساعات عمل معينة.
· أن نقلل من فرص اختلاط الذكور بالإناث ونمنع الخلوة تماما.
· أن نحترم مشاعر الخدم ولا ننظر لهم نظرة دونية ونشجعهم بحوافز مادية للإخلاص والإجادة في العمل والاستقامة.
· المراقبة المستمرة، فلا نثق فيهم الثقة المطلقة ولا نخونهم أو نتهمهم بغير دليل وأن تحتفظ كل أسرة بأسرارها بعيدا عن الخادمة.
· يمكن الاستعاضة عن المربية بدور الحضانة التي يلزم التوسع في إنشائها والإشراف المستمر عليها وأن تكون العمالة بها مدربة علميا وعمليا لرعاية الطفولة.
· يمكن الاستغناء عن السائق الخصوصي بحافلات النقل الجماعي للأبناء والنساء وتكون المسئولية للجهة مالكة السيارات.
· ولقد حرصنا على الاقتراب من المقترحات والحلول التي يطرحها الكتاب والعلماء ورجال الدين للحد من مشكلات ظاهرة الخدم.
ولعلاج مشاكل الخدم يقترح الدكتور محمد بن عبد الرحمان الخميس الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
1. الحد من استقدام الخدم، ومنع استقدام الكفار تماما وإيجاد بدائل للمرأة العاملة كدور للحضانة، ووضع ضوابط شرعية على الاستقدام وضرورة التشدد من قبل الجهات المختصة، بحيث لا يتم الاستقدام إلا عند الضرورة القصوى فقط، وأن تعطى الأولوية للخدم كبار السن.
2. مراعاة المسئولين لظروف الأم الموظفة ومنحها بعض التسهيلات حتى يمكنها التوفيق بين عملها وواجباتها كزوجة وأم.
3. حسن معاملة الخدم، وتحديد ساعات معينة لعملهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، ومنحهم أجورهم في مواعيدها وعمل حوافز لهم على الإجادة في العمل والالتزام بشعائر الإسلام.
4. المراقبة المستمرة للخدم،وعدم التخلي عن مسئوليات الوالد في التربية أو إدارة شئون البيت لهم مع الكشف الطبي دوريا عليهم.
5. اتخاذ الإجراءات النظامية التي تمنع تحايل الخدم وانتحالهم لشخصيات المسلمين، والحد من ظاهرة هروب الخدم من كفلائهم.
· وقد طرحت ظاهرة الخدم أمام الرأي العام بجريدة عكاظ في عددها 10176 بتاريخ 9/ 1/ 1415هـ وجاء فيه بعض الوسائل للحد من مشاكل ظاهرة الخدم:.
· وتقول مشاعل العتيق/ موظفة: يمكننا الاستغناء عن الخادمة في حال توافر دور الحضانة في أماكن عمل المرأة، مما يجعل الأم الموظفة أكثر اطمئنانا على أبنائها، ويوفر لها جوا نفسيا مريحاً للعمل، خصوصا أن معظم السيدات العاملات يستقدمن الخادمات للمكوث مع أطفالهن أثناء وجودهن في العمل.. إضافة إلى أن أعمال المنزل لا تشكل ضرورة ملحة لإحضار خادمة.
· وترى السيدة "سميرة محمد صالح/ ربة بيت " أن تعاون الزوجين والاتفاق على برنامج معين للحياة المشتركة من أهم الشروط للاستغناء عن العمالة المنزلية، وأنا وزوجي نظمنا حياتنا فيما بيننا وحددنا لكل منا دورا في الأعمال المنزلية وبذلك استغنينا عن السائق والخادمة.
· ويقول أحمد بن صالح/ موظف: لابد من طرح مشكلة العمالة الأجنبية على بساط البحث بعد تفاقم المشاكل التي يتسببون فيها. ومن هنا لابد من تعاون جميع أفراد المجتمع ومؤسساته للحد من تزايدهم العشوائي. فأنا استقدمت سائقا لاصطحاب أولادي للمدارس وإعادتهم، لأن ذلك يتعارض مع وقت وظروف عملي ولذلك اقترح أن تسمح جهات العمل للموظفين بتوصيل أولادهم للمدارس وإعادتهم للبيت دون أن يتعرضوا لأي لوم أو انتقاد من جهة العمل.
· وتشارك الأستاذة نورة الناصر رئيسة القسم النسائي بمكتبة الملك عبدالعزيز في علاج المشكلة: "إن عمل المرأة ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر لفاعليتها في تنمية المجتمع والرقي بأفراده، علاوة على الظروف الاقتصادية التي تلزمها مشاركة زوجها في تأمين احتياجات الأسرة. من هنا فإن على الجهات القائمة على توظيف المرأة أن تتعامل معها بمعرفة أكثر، من خلال تخفيف العبء عنها في العمل وعدم مساواتها بالرجل!!. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أنها زوجة وأم. ولذلك يجب توا دور الحضانة في أماكن العمل وتوظيف أكبر عدد ممكن من الخريجات واستحداث بند الموظفة المناوبة!وكذلك لابد من توفير المواصلات للحد من استقدام السائقين.بذلك لا تضطر المرأة الموظفة لاستقدام الخادمة في ظل ساعات عمل قليلة ووجود رياض أطفال ودور حضانة ووسائل مواصلات.
أما الباحثة الاجتماعية الأستاذة فيروز محمد، فترى أن الحل لعلاج المشكلة "هو أن يخضع استقدام الخادمات لشروط تقنن بعد دراسة متأنية وشاملة لظروف الأسرة.. فإذا كان هنا مثلا أسرة بها مقعدون أو كانت الأم مصابة بمرض يحول دون أدائها لواجبها كاملا، مع عدد كبير من الأطفال، فالخادمة و هذه الحالة ضرورة. ويجب أن تكون الخادمة مسلمة حسنة السيرة والسلوك وخالية من الأمراض حتى لا تنقل العدوى لمن تعمل عندهم.
· وتقترح الدكتورة فريدة عبد الوهاب آل مشرف أستاذة التربية بجامعة الملك سعود بعض الاقتراحات التي ستساعد على تقليل أثر الخادمة على أطفال الخليج:.
1. أن يقرر الآباء وبوعي القيام والالتزام بالدور التربوي وليس البيولوجي فقط تجاه الطفل.
2. تقليص دور الخادمة وقصره على مجال الخدمة المنزلية.
3. تفرغ الأم لتربية الطفل وخاصة في السنوات الأولى.
4. تقييد وجود خادمة متفرغة للأسرة إلا للضرورة القصوى وتشجيع وجود مؤسسات الخدمة بالساعات.
5. إقرار نظام الدوام الجزئي لكل أم موظفة حتى تسنح لها فرصة الوجود مع الطفل والأسرة فترة أطول.
6. إعداد برامج توعية للخادمات تتضمن توعية دينية وثقافية وتربوية وصحية.
· ويطالب الأستاذ عبده خال بجريدة عكاظ بسعودة مهنة الخادمات وأشار إلى أن سيدات سعوديات فاضلات عملن وكدحن في بيوت أسر سعودية، في غسل الملابس وكيها وبعضهن عملن في خياطة الملابس من أجل تربية أبنائهن وبناتهن تربية صالحة. فبعض هؤلاء الأبناء والبنات يتبوءون اليوم مراكز مرموقة في مجتمعنا.. وأعتقد أن هذا شرف لأبنائهن ولهن شخصيا.
فهؤلاء كن سيدات عهد ما قبل الفطرة يوم كانت الواحدة كل منهن تعمل في بيتها، من أجل بعلها وأولادها، بكل ما لديها من جهد وطاقة دون الاعتماد على الخادمات. فلم تحن لدينا يومها خادمات أجنبيات. وكانت بيوت الناس يومها رغم بساطتها وشعبيتها أنظف من بعض بيوت اليوم، استنادا لقول الإمام الشافعي "ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك ".
· ويرى د. فوزي بن فرج العبيدي أن العمل في حد ذاته ليس معيباً ولا مشينا، طالما كان عملا شريفا ليس فيه امتهان لكرامة الإنسان، ذكرا كان أم أنثى. إن تغيير مسمى المهنة من خادمات إلى مربيات قد يخفف، ولو قليلا، من حساسية قبول هذه المهنة من قبل بعض المواطنين والمواطنات ولا سيما الكبيرات في السن واللائي عشن بمفردهن دون زوج أو أولاد. فالعمل شرف وهو أفضل من سؤال الناس. وبهذه الطريقة سنكسب قبل المنظور المادي الطاقة المهدرة في الجانب النسائي، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تلافي بعض مشاكل الفراغ الوقتي والفكري. وهذا في حد ذاته نجاح.. هذا بالإضافة للجانب المادي. كما أننا شعب مسلم عرف بالكرم والرحمة والأخلاق الحميدة. وقيام المربية بتربية الأبناء والبنات يفرض عليهم نظرة احترام وتقدير لها، بل- وفي الغالب- لابد أن يبروها عندما يكبرون.
وقد طرحت الدراسة القطرية حول ظاهرة الخدم مجموعة من التوصيات أهمها، تشجيع الاتجاه المتنامي لدى الشباب في التخلي عن الخادمة والسائق ووضع مصلحة الطفل والأسرة في المقام الأول والتوسع في إنشاء دور الحضانة القائمة على أسس تربوية وعلمية سليمة وتقديم تسهيلات إضافية للأم العاملة وتمديد فترة إجازة الوضع والرضاعة.. والفصل بين مهنة الخادمة والمربية.
علاج المشكلة
لقد أرشدنا المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى
ما هو أفضل من استقدام الخدم الذين لا نعرف حالهم من صلاح أو فساد في الدين أو في البدع التي يحملونها من بلادهم.
وذلك عندما أرشد عليا وزوجته فاطمة رصي الله عنهما إلى الذكر.. لما سألا النبي صلى الله عليه وسلم خادما. فقد روى البخاري في صحيحه عن علي أن فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي !ي! تسأله خادما. فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال!: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا. فذهبت أقوم، فقال: مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ((ألا أدلكم على ما هو خير لكما من خادم.. إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما محبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم )).
وعن شعبة عن خالد بن سيرين قال ((التسبيح أربع وثلاثون)).

وتغيب الأمومة .. في زمن الخادمات ...
--------------------------------------------------------------------------------
تتهلل دموعنا ،، نبتهج حينما نسمع صرخات الطفل الوليد في مهاده ،،
تبدأ تباشير التهليلات والتبريكات ،، نأتي محملين بالورود وأطيب الهدايا
نهني تلك الأنثى التي حضيت بشرف الأمومة ،، الكل يتسابق ليكون اول من يصافح ذلك الوجيه البرئ ،، ولكن دوما شرف اللقاء لا تناله إلا أنثى أصبحت في تلك اللحظة أم ،، ما أجملها من لحظات ،، حينما تعانق الأم طفلها المعانقة الأولى ،،،
ويبدأ سر الإتصال الإلهي الذي تتفتق معه بوادر نمو ذلك الطفل ،، بغريزة الأمومة الإلهية ،،
ليست الأمومة البديلة ،، بل الأمومة الحقيقة ، في أحضان أمه
ولكن تلك الأنثى تخلت عن ذلك الشرف ورمت وسامه بعيداً وأعطته
لأم بديلة أخرى ،، ورمته وسط أحضان غريبة ،، وهي الخادمة ؟؟
هل نبارك للخادمة ، أم للأم التي فقط أدت دورها في الإنجاب واانتهت ؟
أم نبكي حزناً على ذلك الطفل ،، الذي أهدرت طفولته،،
لاذنب له إلا أنك أمه ؟؟
أمه ألقته وسط أيادي عابثة تعبث بطفولته الطاهرة تشوه برائته
أليس هو ملاكك الصغير ،، أليس هو فرحتك ،، ومصدر سعادتك ؟؟
أم كان هذا في الماضي فقط ،، والآن أصبحت الأمومة شيئا نسمع عنه ولانراه ؟؟
أليست الأم تلك التي قيل فيها بيت هز العالم ،،
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراقِ
آآه يا أحمد شوقي ، لو رأيت حال الأمومة ما آل عليه ،، لنسجت أبياتا وليس بيت تهجو فيه ،، كل أم فرطت في حقها،،
الأمومة هبة هدية ،، إذا لم تكوني جديرة بها فمن الأفضل ألا تنالي هذا الشرف !!
موضوع كتبته بنزف قلمي ،، ممتلئ بالآهات لمناظر ومواقف نشهدها يوميا
لأجمل مخلوق في هذه الدنيا ،، ألا وهو الطفل ،، أطرحه بين أيديكم للمناقشة ، عل وعسى أجد بينكم ما يجفف دمعي ،، ويثخن جرحي ،، للأمومة الضائعة ؟؟
كم اتمنى ان يجد كل صغير الحضن الدافيء لدى امه وليست خادمته او مربيته
اعجبني فنقلته لكم
--------------------------------------------------------------------------------
تتهلل دموعنا ،، نبتهج حينما نسمع صرخات الطفل الوليد في مهاده ،،
تبدأ تباشير التهليلات والتبريكات ،، نأتي محملين بالورود وأطيب الهدايا
نهني تلك الأنثى التي حضيت بشرف الأمومة ،، الكل يتسابق ليكون اول من يصافح ذلك الوجيه البرئ ،، ولكن دوما شرف اللقاء لا تناله إلا أنثى أصبحت في تلك اللحظة أم ،، ما أجملها من لحظات ،، حينما تعانق الأم طفلها المعانقة الأولى ،،،
ويبدأ سر الإتصال الإلهي الذي تتفتق معه بوادر نمو ذلك الطفل ،، بغريزة الأمومة الإلهية ،،
ليست الأمومة البديلة ،، بل الأمومة الحقيقة ، في أحضان أمه
ولكن تلك الأنثى تخلت عن ذلك الشرف ورمت وسامه بعيداً وأعطته
لأم بديلة أخرى ،، ورمته وسط أحضان غريبة ،، وهي الخادمة ؟؟
هل نبارك للخادمة ، أم للأم التي فقط أدت دورها في الإنجاب واانتهت ؟
أم نبكي حزناً على ذلك الطفل ،، الذي أهدرت طفولته،،
لاذنب له إلا أنك أمه ؟؟
أمه ألقته وسط أيادي عابثة تعبث بطفولته الطاهرة تشوه برائته
أليس هو ملاكك الصغير ،، أليس هو فرحتك ،، ومصدر سعادتك ؟؟
أم كان هذا في الماضي فقط ،، والآن أصبحت الأمومة شيئا نسمع عنه ولانراه ؟؟
أليست الأم تلك التي قيل فيها بيت هز العالم ،،
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراقِ
آآه يا أحمد شوقي ، لو رأيت حال الأمومة ما آل عليه ،، لنسجت أبياتا وليس بيت تهجو فيه ،، كل أم فرطت في حقها،،
الأمومة هبة هدية ،، إذا لم تكوني جديرة بها فمن الأفضل ألا تنالي هذا الشرف !!
موضوع كتبته بنزف قلمي ،، ممتلئ بالآهات لمناظر ومواقف نشهدها يوميا
لأجمل مخلوق في هذه الدنيا ،، ألا وهو الطفل ،، أطرحه بين أيديكم للمناقشة ، عل وعسى أجد بينكم ما يجفف دمعي ،، ويثخن جرحي ،، للأمومة الضائعة ؟؟
كم اتمنى ان يجد كل صغير الحضن الدافيء لدى امه وليست خادمته او مربيته
اعجبني فنقلته لكم

الصراحة كثرة هذه الظاهر في هذا العصر
حيث من المستحيلات أن تجد أم تمسك بطفلها في الملاهي و في الأسواق و في كل مكان بل من يمسكهم الخادمات الذي أتو من خارج البلاد و الأدهى و الأمر أن يكون هؤلاء الخادمات غير مسلمات و هو الأمر الذين يزيد الطين بلة .
حتى أن بعض الأطفال إذا تركتهم الخادمة يبكون كما لو أن هذه الخادمة هي التي حملتهم في بطنها 9 أشهر .
وترى أن بعض الأطفال يستطيعون أن يتحدثون بطلاقة لغة الخادمة بكل يسر و سهولة .
ترى الأم تضرب الخادمة و تصرخ عليها و في الأخير تطلب منها أرضاع الطفل أو تلعيبة أو تنويمة
هل هذا يعقل ؟؟؟
لا و الله لا يعقل فجميع هذه المشاكل التي تحصل لصغارنا لأبناء المستقبل مع الخادمات أنما هو أحتقان الغضب لدى الخادمة بسبب الأم .
هل وصلت الأم إلى هذه الدرجة من التعب و الأرهاق حتى تقوم الخادمة بواجبات الأم ؟؟؟
هل الأم راضية بما تقوم به الخادمة من تأكيل الطفل و غيره من الأعمال ؟؟
كل ما هنالك هو أن الخادمة في هذا الزمان أصبحت موضة لا أكثر و لا أقل
أصبح الرجل بعد الزواج بخمسة أشهر أو ستة أشهر يستقدم الخادمة للمتابعة عمل البيت .
عسى الله أن يهدينا لطاعتة و أن يصلح نساء الأمة و أن يوجههم لما يحب و يرضى
حيث من المستحيلات أن تجد أم تمسك بطفلها في الملاهي و في الأسواق و في كل مكان بل من يمسكهم الخادمات الذي أتو من خارج البلاد و الأدهى و الأمر أن يكون هؤلاء الخادمات غير مسلمات و هو الأمر الذين يزيد الطين بلة .
حتى أن بعض الأطفال إذا تركتهم الخادمة يبكون كما لو أن هذه الخادمة هي التي حملتهم في بطنها 9 أشهر .
وترى أن بعض الأطفال يستطيعون أن يتحدثون بطلاقة لغة الخادمة بكل يسر و سهولة .
ترى الأم تضرب الخادمة و تصرخ عليها و في الأخير تطلب منها أرضاع الطفل أو تلعيبة أو تنويمة
هل هذا يعقل ؟؟؟
لا و الله لا يعقل فجميع هذه المشاكل التي تحصل لصغارنا لأبناء المستقبل مع الخادمات أنما هو أحتقان الغضب لدى الخادمة بسبب الأم .
هل وصلت الأم إلى هذه الدرجة من التعب و الأرهاق حتى تقوم الخادمة بواجبات الأم ؟؟؟
هل الأم راضية بما تقوم به الخادمة من تأكيل الطفل و غيره من الأعمال ؟؟
كل ما هنالك هو أن الخادمة في هذا الزمان أصبحت موضة لا أكثر و لا أقل
أصبح الرجل بعد الزواج بخمسة أشهر أو ستة أشهر يستقدم الخادمة للمتابعة عمل البيت .
عسى الله أن يهدينا لطاعتة و أن يصلح نساء الأمة و أن يوجههم لما يحب و يرضى

عكاظ – العدد 13290
د. محمد الحربي – جدة
يجلبن السحر من الخارج ويطلقنه في بيوتنا
ضحايا الخادمات ..علاقات مهدمة وأسر منكوبة
تنتشر في مجتمعنا حكايات مأساوية تعاني منها كثير من الأسر التي تستخدم في منازلها الخادمات . تتمحور معظم هذه الحكايات حول معاناة هذه الأسر على المستوى الجماعي أو الفردي من حالات مرضية ونفسية يتعرضون لها نتيجة قيام هؤلاء الخادمات بأعمال سحرية ضارة ضد أفراد هذه الأسرة أثناء وجودهن في بلادنا أو بعد سفرهن إلى بلادهن بعد انتهاء مدة خدمتهن لدى هذه الأسر .
البعض من أفراد هذه الأسر يكتشفون دلائل أكيدة على قيام الخادمات بهذه الأعمال أثناء خدمتهن والبعض يكتشفون هذه الدلائل بعد سفر الخادمات ، والبعض الآخر لا يكتشفون هذه الدلائل ولكنهم يعرفون حقيقة ما يحدث لهم من أمراض عضوية أو نفسية أو خلافات أسرية بعد أن يؤكد بعض من يذهبون لهم من المعالجين بالقرآن أو الرقية الشرعية ما تعرضوا له من أعمال سحرية قامت بعملها الخادمات .
وفي هذه الحلقة من " المسكوت عنه " وزعت " عكاظ " استبانه على ( 500 ) أسرة للوقوف على حقيقة هذه الحكايات التي نسمع عنها ، وعرضنا هذه المشكلة على بعض المختصين وأصحاب الاهتمام للبحث عن الحقيقة ليس لتشخيص الداء فقط ولكن للبحث من خلالهم عن دواء .
حـكايـات وأسـرار
ومن الحكايات التي سمعناها عن الأعمال السحرية التي تمارسها الخادمات ما روته السيدة ( ف.ي ) ، أنه بعد سفر خادمتها الأندونيسية بأسبوعين قررت أن تستبدل فرش منزلها بفرش جديد ، وعند نزع الفرش القديم وجد زوجها أربعة أحجبه وذهب بها إلى أحد المشايخ وتم إتلافها وقد وجدت فيها كتابات غير عربية وطلاسم لم يفهم معناها ولم نعرف المقصود منها .
ويؤكد ( م.س ) بأنه كان يشك في سلوك خادمته وكثرة استخدامها للبخور وقد قام بتفتيش غرفة خادمته الأندونيسية أيضاً وقد وجد بداخلها مجموعة من الطلاسم والأوراق التي لم يتمكن من معرفة فحواها وقد أبلغ الجهات المختصة عنها وسلم الأوراق لأحد القراء وتم إتلافها وسلم الخادمة إلى الجهات المختصة لترحيلها إلى بلادها أو اتخاذ الإجراءات اللازمة معها .
ويذكر أن حادثة مشابهة قد حدثت في بيت أخت زوجته ولكن الشيخ الذي أتلف الأعمال السحرية للخادمة قد طلب منهم أن يقرأ على أهل المنزل وبالفعل كان أبنهم الشاب الذي يبلغ من العمر (17) عاماً متأثراً من جراء هذه الأعمال ، وقد كانت والدته تلاحظ دائماً أنه كان يبدي ميلاً للخادمة وتغيرت تصرفاته بعد سنة من قدومها لهم . وهو الآن كما يقول حالته جيدة ووالدته تؤكد بأنه في حال أفضل . وقد أخبر الشاب أهله بأنه كان يعطي الخادمة مالاً بين الفترة والأخرى وأنها كانت تطلب منه ذلك باستمرار وكانت تمارس معه علاقة غير شرعية . والحكايا في هذا المجال كثيرة ومثيرة للاشمئزاز والنفور ولكن نكتفي بهذا القدر منها .
ربات البيوت والخادمات
وقامت " عكاظ " بتوزيع استبانه شملت ( 500 امرأة ) عينة عشوائية من ربات البيوت وكيفية تعاملهن مع الخادمات اللاتي يعملن لديهن في منازلهن للتعرف على مجموعة من المحاور الرئيسية الهامة في هذا الخصوص ، وهي :
- هل تعتقد ربة المنزل بقدرة الخادمة على ممارسة أعمال سحرية معينة للإضرار بربة المنزل أو أحد أفراد الأسرة لأي غرض في نفس الخادمة ؟
وكانت النتيجة أن ( 56 % ) من ربات البيوت يعتقدن بقدرة الخادمة على ممارسة هذه الأعمال ، بينما ( 44 % ) منهن يستبعدن قدرة الخادمات على القيام بهذه الأعمال ويرجعن ذلك إلى سبب رئيسي في معظم الحالات بأنهن يحكمن سيطرتهن على تحركات الخادمات وسلوكهن ولا يعتقدن أيضاً أن الخادمة قادرة على ممارسة هذه الأعمال بمفردها وبدون وجود من يمكنه أن يعينها على القيام بمثل هذه الأعمال من سحرة ودجالين .
- والمحور الثاني الذي طرحته " عكاظ " في الاستبانه هو السؤال : هل حدثت لك تجربة سابقة بكشف وجود أعمال سحرية من طلاسم أو أحجبه وخلافه من الأعمال السحرية لدى الخادمة التي عملت في المنزل ؟
وقد كانت النتيجة أن ( 21 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه قد حدثت لهن تجارب سابقة وقد وجدن مثل هذه الأشياء الغريبة لدى الخادمات مثل الطلاسم والبخور والكتب والأوراق ، وبعضهن وجدن ملابس وآثاراً خاصة بأهل المنزل في حقائب الخادمات ، وجميعهن قد اتخذن الإجراءات اللازمة مع الخادمات . كما وضحت الاستبانه أن ( 79 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه لم تحدث لهن تجارب سابقة في هذا الخصوص . إما لأن هذا الأمر لم يخطر في بالهن من الأساس وإما لأنهن لم يجدنه وقد بحثن عنه بالفعل من خلال تفتيش غرف الخادمات .
- والمحور الثالث : الذي جاء في الاستبانه كان بالسؤال الموجه إلى ربات البيوت : هل قمتن بتفتيش غرف الخادمات للبحث عن وجود أعمال سحرية لدى الخادمات في غرفهن أو في حقائبهن أو أي أماكن أخرى . أم أن هذا الأمر لم يحدث ؟
وكانت النتيجة أن ( 32 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه أكدن أنهن يقمن بتفتيش غرف الخادمات بحثاً عن هذه الأعمال السحرية وغيرها وبعضهن قد وجدن مثل هذه الأعمال وبعضهن لم يجدن . بينما ( 68 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه لم يقمن بمثل هذا التفتيش . إما لأنهن لا يشعرن بضرورة القيام بهذا الأمر وثقتهن في سلوك الخادمات العاملات لديهن ، أو لأن الأمر لم يخطر على بالهن في الأساس . وإما لأنهن لا يعتقدن بمثل هذا الأمر . والبعض منهن يؤكدن أنهن لم يلاحظن على الخادمات أو في الأسرة ما يدعو للقيام بمثل هذا الأمر أو أثار لديهن الشكوك للقيام به .
هذه كانت عينة عشوائية صغيرة تمثل شرائح مختلفة من المجتمع ولا تمثل الغالبية في أي جانب من جوانب المشكلة ولكنها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك في وجود حالات واقعية تؤكد قيام الخادمات بمثل هذه الأعمال المنافية للدين والأخلاق والسلوك الإنساني القويم . وتقف إلى جانب الأدلة الكثيرة التي تؤكد أيضاً أن قيام الخادمات الآسيويات أو الأفريقيات بالذات بالقيام بمثل هذه الأعمال السحرية التي تترك وراءها ضحايا أبرياء ومرضى ، أو تفكك أسراً كانت تنعم بالاستقرار لتتركها أسراً منكوبة تبحث عن العلاج والحل للخروج من هذه الكوارث . والبعض من هذه الأسر يجد الحل الذي يمنحهم الخلاص والشفاء من هذه الأعمال الشيطانية والبعض الآخر يقع فريسة للدجالين والمشعوذين في طريق بحثهم عن العلاج والخلاص وتتضاعف المأساة أكثر مما هي عليه . والبعض الآخر لا زال يعاني من آثار هذه الأعمال التي قامت بها خادمة مريضة نفسياً في غياب الوازع الديني والأخلاقي والعياذ بالله .
البعد الاجتماعي للقضية
وحول الأبعاد الاجتماعية لمثل هذا السلوك الإجرامي المشين الذي ترتكبه الخادمات يقول مسفر يحيى القحطاني – أخصائي اجتماعي – إن وراء كل جريمة في الدنيا دافعاً قوياً يقف وراء ارتكابها ، ولا يمكن أن ترتكب الجريمة من فراغ ، ولا يمكن أن يكون مثل هذا السلوك العدواني مجرداً من الدوافع المحرضة على ارتكاب أو افتعال أي سلوك عدواني ضد الآخرين . ومما لا شك فيه أن السلوك العدواني الذي تسلكه بعض الخادمات والحاضنات العاملات في المنازل ضد أفراد الأسرة بصورة لا إنسانية قد تصل في بعض الحالات إلى القتل أو التآمر على القتل أو السرقة أو الخطف أو ممارسة مثل هذه الأعمال التي تناقش وقد تكون في بعض الحالات رد فعل سيكولوجي على ممارسات لا إنسانية تعرضت لها من أحد أفراد المنزل كالضرب أو التعنيف أمام الآخرين أو الحرمان من أبسط حقوقها كالاستحمام والنظافة واللبس الجيد والأكل النظيف وغيرها من مقومات الحياة الكريمة التي يجب أن تكون مكفولة لها إنسانياً بموجب الدين والأخلاق والإنسانية عموماً . وتمارس الخادمة هذه الأعمال لأطماع معينة في نفسها أو عادات اعتادت على ممارستها في بلادها أصلاً .
الانتقام من ربات البيوت
وعن استخدام الخادمات للسحر وتفشي هذه الظاهرة في البيوت وفي مجتمعنا بصفة خاصة يقول فضيلة الشيخ هادي الشهراني – أحد أبرز المعالجين بالقرآن – عن هذه القضية : قد يكون هناك أسباب كثيرة ومتعددة لتفشي ظاهرة استخدام السحر في مجتمعنا والشغالات والخدم جزء من هذه المشكلة وما ابتلي به المجتمع من كثرة الخادمات والشغالات . هذه الكثرة تجعل دائرة الشبهة تقع عليهن بصورة كبيرة .. خاصة وأن أكثرهن يعملن هذه الأمور بجهل وغباء فينكشف بسرعة ومعظمهن يرددن الطلاسم أثناء عملهن ويحملن في حقائبهن كتب تعليم السحر . وقد قمنا مع كثير من الخيرين بكشف الكثير من الخادمات ونعرف نساء كثيرات تضررن من هذه الأعمال السحرية وأطفالاً ورجالاً كذلك للأسف الشديد .
وأتذكر في يوم من الأيام أن رجلاً يبدو عليه الصلاح يبكي بشدة ويشتكي إلي ويقول : لا أدري ماذا يشدني إلى الخادمة مع إن زوجتي أجمل منها بكثير وتعاملني معاملة حسنة وبعد قراءة القرآن عليه وعلى زوجته انكشف سحر الخادمة وانكشفت جريمتها وقد قام بترحيلها كما علمت . وأنا في الحقيقة آسف على أن بعض الأخوات من ربات البيوت يتعاملن بجفوة مع الخادمات وتكون ردة فعل الخادمات أو بعضهن عكسية تماماً ويمارسن ضدهن أعمال السحر في ظل غياب الوازع الديني والإيمان بالله عز وجل .
الخادمات يستوردن السحر
وعن انتشار ظاهرة استخدام الخادمات للسحر في المنازل يقول الشيخ عبدالله بن فهد الواكد : أحياناً تأتي امرأة ما وتقول إنها تشعر بالضيق من زوجها لدى دخولها غرفة النوم فبمقدور المعالج هنا وبطريقته الاستنباطية أن يعرف الأمر وأن يحثها على البحث عن كل ما هو غريب في غرفة نومها . وأنا أدعو الجميع ولا سيما النساء اللواتي يشعرن بالضيق من أزواجهن مثلاً أن يبحثن جيداً في غرف نومهن فقد يجدن حجاباً أو طلاسم خاصة ، وإن الخادمات لهن نصيب الأسد في وضع مثل هذه الأمور . وثق تماماً أنه لولا الخادمات لما انتشرت هذه الحالات بصورتها المخيفة والخطرة .. وقد يلجأن بعد ذلك إلى إغرائهن بالمال ، ولأن الخادمة قد تعد واحدة من أفراد الأسرة التي تعمل لديها فبإمكانها فعل ذلك بكل يسر وسهولة كأن تدسه في الطعام أو أن تصنعه في غرفة النوم أو تضعه بجوار المنزل فللخادمات طرق عديدة في عمل ذلك ولا يصعب عليهن شيء .
والمؤسف أن بعض ربات البيوت يطلعن الخادمات على أدق أسرارهن مما يسهل عليهن أفعالهن المشينة . هذا فضلاً عن أنها تجد في أحايين كثيرة معاملة قاسية من أصحاب البيوت التي يعملن بها مما يجعلهن يسعين بكل الطرق للانتقام منهم ، وأمر السحر بالنسبة للخادمات سهل لأن بعضن يتداولنه في بلدانهن بصورة عادية . وجلب السحر من بلدانهن إلى بلادنا سهل بالنسبة لهن ، فقد تأتي الخادمة من بلدها بطلاسم جاهزة وعند الحاجة تضع عليها الأسماء ومن ثم تنفث فيها ، ولا تنس أن أكثر من يقومون بذلك ليسوا صناع سحر ، ولكن يستفيدون من طلاسمه للإضرار بالآخرين .
د. محمد الحربي – جدة
يجلبن السحر من الخارج ويطلقنه في بيوتنا
ضحايا الخادمات ..علاقات مهدمة وأسر منكوبة
تنتشر في مجتمعنا حكايات مأساوية تعاني منها كثير من الأسر التي تستخدم في منازلها الخادمات . تتمحور معظم هذه الحكايات حول معاناة هذه الأسر على المستوى الجماعي أو الفردي من حالات مرضية ونفسية يتعرضون لها نتيجة قيام هؤلاء الخادمات بأعمال سحرية ضارة ضد أفراد هذه الأسرة أثناء وجودهن في بلادنا أو بعد سفرهن إلى بلادهن بعد انتهاء مدة خدمتهن لدى هذه الأسر .
البعض من أفراد هذه الأسر يكتشفون دلائل أكيدة على قيام الخادمات بهذه الأعمال أثناء خدمتهن والبعض يكتشفون هذه الدلائل بعد سفر الخادمات ، والبعض الآخر لا يكتشفون هذه الدلائل ولكنهم يعرفون حقيقة ما يحدث لهم من أمراض عضوية أو نفسية أو خلافات أسرية بعد أن يؤكد بعض من يذهبون لهم من المعالجين بالقرآن أو الرقية الشرعية ما تعرضوا له من أعمال سحرية قامت بعملها الخادمات .
وفي هذه الحلقة من " المسكوت عنه " وزعت " عكاظ " استبانه على ( 500 ) أسرة للوقوف على حقيقة هذه الحكايات التي نسمع عنها ، وعرضنا هذه المشكلة على بعض المختصين وأصحاب الاهتمام للبحث عن الحقيقة ليس لتشخيص الداء فقط ولكن للبحث من خلالهم عن دواء .
حـكايـات وأسـرار
ومن الحكايات التي سمعناها عن الأعمال السحرية التي تمارسها الخادمات ما روته السيدة ( ف.ي ) ، أنه بعد سفر خادمتها الأندونيسية بأسبوعين قررت أن تستبدل فرش منزلها بفرش جديد ، وعند نزع الفرش القديم وجد زوجها أربعة أحجبه وذهب بها إلى أحد المشايخ وتم إتلافها وقد وجدت فيها كتابات غير عربية وطلاسم لم يفهم معناها ولم نعرف المقصود منها .
ويؤكد ( م.س ) بأنه كان يشك في سلوك خادمته وكثرة استخدامها للبخور وقد قام بتفتيش غرفة خادمته الأندونيسية أيضاً وقد وجد بداخلها مجموعة من الطلاسم والأوراق التي لم يتمكن من معرفة فحواها وقد أبلغ الجهات المختصة عنها وسلم الأوراق لأحد القراء وتم إتلافها وسلم الخادمة إلى الجهات المختصة لترحيلها إلى بلادها أو اتخاذ الإجراءات اللازمة معها .
ويذكر أن حادثة مشابهة قد حدثت في بيت أخت زوجته ولكن الشيخ الذي أتلف الأعمال السحرية للخادمة قد طلب منهم أن يقرأ على أهل المنزل وبالفعل كان أبنهم الشاب الذي يبلغ من العمر (17) عاماً متأثراً من جراء هذه الأعمال ، وقد كانت والدته تلاحظ دائماً أنه كان يبدي ميلاً للخادمة وتغيرت تصرفاته بعد سنة من قدومها لهم . وهو الآن كما يقول حالته جيدة ووالدته تؤكد بأنه في حال أفضل . وقد أخبر الشاب أهله بأنه كان يعطي الخادمة مالاً بين الفترة والأخرى وأنها كانت تطلب منه ذلك باستمرار وكانت تمارس معه علاقة غير شرعية . والحكايا في هذا المجال كثيرة ومثيرة للاشمئزاز والنفور ولكن نكتفي بهذا القدر منها .
ربات البيوت والخادمات
وقامت " عكاظ " بتوزيع استبانه شملت ( 500 امرأة ) عينة عشوائية من ربات البيوت وكيفية تعاملهن مع الخادمات اللاتي يعملن لديهن في منازلهن للتعرف على مجموعة من المحاور الرئيسية الهامة في هذا الخصوص ، وهي :
- هل تعتقد ربة المنزل بقدرة الخادمة على ممارسة أعمال سحرية معينة للإضرار بربة المنزل أو أحد أفراد الأسرة لأي غرض في نفس الخادمة ؟
وكانت النتيجة أن ( 56 % ) من ربات البيوت يعتقدن بقدرة الخادمة على ممارسة هذه الأعمال ، بينما ( 44 % ) منهن يستبعدن قدرة الخادمات على القيام بهذه الأعمال ويرجعن ذلك إلى سبب رئيسي في معظم الحالات بأنهن يحكمن سيطرتهن على تحركات الخادمات وسلوكهن ولا يعتقدن أيضاً أن الخادمة قادرة على ممارسة هذه الأعمال بمفردها وبدون وجود من يمكنه أن يعينها على القيام بمثل هذه الأعمال من سحرة ودجالين .
- والمحور الثاني الذي طرحته " عكاظ " في الاستبانه هو السؤال : هل حدثت لك تجربة سابقة بكشف وجود أعمال سحرية من طلاسم أو أحجبه وخلافه من الأعمال السحرية لدى الخادمة التي عملت في المنزل ؟
وقد كانت النتيجة أن ( 21 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه قد حدثت لهن تجارب سابقة وقد وجدن مثل هذه الأشياء الغريبة لدى الخادمات مثل الطلاسم والبخور والكتب والأوراق ، وبعضهن وجدن ملابس وآثاراً خاصة بأهل المنزل في حقائب الخادمات ، وجميعهن قد اتخذن الإجراءات اللازمة مع الخادمات . كما وضحت الاستبانه أن ( 79 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه لم تحدث لهن تجارب سابقة في هذا الخصوص . إما لأن هذا الأمر لم يخطر في بالهن من الأساس وإما لأنهن لم يجدنه وقد بحثن عنه بالفعل من خلال تفتيش غرف الخادمات .
- والمحور الثالث : الذي جاء في الاستبانه كان بالسؤال الموجه إلى ربات البيوت : هل قمتن بتفتيش غرف الخادمات للبحث عن وجود أعمال سحرية لدى الخادمات في غرفهن أو في حقائبهن أو أي أماكن أخرى . أم أن هذا الأمر لم يحدث ؟
وكانت النتيجة أن ( 32 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه أكدن أنهن يقمن بتفتيش غرف الخادمات بحثاً عن هذه الأعمال السحرية وغيرها وبعضهن قد وجدن مثل هذه الأعمال وبعضهن لم يجدن . بينما ( 68 % ) من ربات البيوت اللاتي شملتهن الاستبانه لم يقمن بمثل هذا التفتيش . إما لأنهن لا يشعرن بضرورة القيام بهذا الأمر وثقتهن في سلوك الخادمات العاملات لديهن ، أو لأن الأمر لم يخطر على بالهن في الأساس . وإما لأنهن لا يعتقدن بمثل هذا الأمر . والبعض منهن يؤكدن أنهن لم يلاحظن على الخادمات أو في الأسرة ما يدعو للقيام بمثل هذا الأمر أو أثار لديهن الشكوك للقيام به .
هذه كانت عينة عشوائية صغيرة تمثل شرائح مختلفة من المجتمع ولا تمثل الغالبية في أي جانب من جوانب المشكلة ولكنها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك في وجود حالات واقعية تؤكد قيام الخادمات بمثل هذه الأعمال المنافية للدين والأخلاق والسلوك الإنساني القويم . وتقف إلى جانب الأدلة الكثيرة التي تؤكد أيضاً أن قيام الخادمات الآسيويات أو الأفريقيات بالذات بالقيام بمثل هذه الأعمال السحرية التي تترك وراءها ضحايا أبرياء ومرضى ، أو تفكك أسراً كانت تنعم بالاستقرار لتتركها أسراً منكوبة تبحث عن العلاج والحل للخروج من هذه الكوارث . والبعض من هذه الأسر يجد الحل الذي يمنحهم الخلاص والشفاء من هذه الأعمال الشيطانية والبعض الآخر يقع فريسة للدجالين والمشعوذين في طريق بحثهم عن العلاج والخلاص وتتضاعف المأساة أكثر مما هي عليه . والبعض الآخر لا زال يعاني من آثار هذه الأعمال التي قامت بها خادمة مريضة نفسياً في غياب الوازع الديني والأخلاقي والعياذ بالله .
البعد الاجتماعي للقضية
وحول الأبعاد الاجتماعية لمثل هذا السلوك الإجرامي المشين الذي ترتكبه الخادمات يقول مسفر يحيى القحطاني – أخصائي اجتماعي – إن وراء كل جريمة في الدنيا دافعاً قوياً يقف وراء ارتكابها ، ولا يمكن أن ترتكب الجريمة من فراغ ، ولا يمكن أن يكون مثل هذا السلوك العدواني مجرداً من الدوافع المحرضة على ارتكاب أو افتعال أي سلوك عدواني ضد الآخرين . ومما لا شك فيه أن السلوك العدواني الذي تسلكه بعض الخادمات والحاضنات العاملات في المنازل ضد أفراد الأسرة بصورة لا إنسانية قد تصل في بعض الحالات إلى القتل أو التآمر على القتل أو السرقة أو الخطف أو ممارسة مثل هذه الأعمال التي تناقش وقد تكون في بعض الحالات رد فعل سيكولوجي على ممارسات لا إنسانية تعرضت لها من أحد أفراد المنزل كالضرب أو التعنيف أمام الآخرين أو الحرمان من أبسط حقوقها كالاستحمام والنظافة واللبس الجيد والأكل النظيف وغيرها من مقومات الحياة الكريمة التي يجب أن تكون مكفولة لها إنسانياً بموجب الدين والأخلاق والإنسانية عموماً . وتمارس الخادمة هذه الأعمال لأطماع معينة في نفسها أو عادات اعتادت على ممارستها في بلادها أصلاً .
الانتقام من ربات البيوت
وعن استخدام الخادمات للسحر وتفشي هذه الظاهرة في البيوت وفي مجتمعنا بصفة خاصة يقول فضيلة الشيخ هادي الشهراني – أحد أبرز المعالجين بالقرآن – عن هذه القضية : قد يكون هناك أسباب كثيرة ومتعددة لتفشي ظاهرة استخدام السحر في مجتمعنا والشغالات والخدم جزء من هذه المشكلة وما ابتلي به المجتمع من كثرة الخادمات والشغالات . هذه الكثرة تجعل دائرة الشبهة تقع عليهن بصورة كبيرة .. خاصة وأن أكثرهن يعملن هذه الأمور بجهل وغباء فينكشف بسرعة ومعظمهن يرددن الطلاسم أثناء عملهن ويحملن في حقائبهن كتب تعليم السحر . وقد قمنا مع كثير من الخيرين بكشف الكثير من الخادمات ونعرف نساء كثيرات تضررن من هذه الأعمال السحرية وأطفالاً ورجالاً كذلك للأسف الشديد .
وأتذكر في يوم من الأيام أن رجلاً يبدو عليه الصلاح يبكي بشدة ويشتكي إلي ويقول : لا أدري ماذا يشدني إلى الخادمة مع إن زوجتي أجمل منها بكثير وتعاملني معاملة حسنة وبعد قراءة القرآن عليه وعلى زوجته انكشف سحر الخادمة وانكشفت جريمتها وقد قام بترحيلها كما علمت . وأنا في الحقيقة آسف على أن بعض الأخوات من ربات البيوت يتعاملن بجفوة مع الخادمات وتكون ردة فعل الخادمات أو بعضهن عكسية تماماً ويمارسن ضدهن أعمال السحر في ظل غياب الوازع الديني والإيمان بالله عز وجل .
الخادمات يستوردن السحر
وعن انتشار ظاهرة استخدام الخادمات للسحر في المنازل يقول الشيخ عبدالله بن فهد الواكد : أحياناً تأتي امرأة ما وتقول إنها تشعر بالضيق من زوجها لدى دخولها غرفة النوم فبمقدور المعالج هنا وبطريقته الاستنباطية أن يعرف الأمر وأن يحثها على البحث عن كل ما هو غريب في غرفة نومها . وأنا أدعو الجميع ولا سيما النساء اللواتي يشعرن بالضيق من أزواجهن مثلاً أن يبحثن جيداً في غرف نومهن فقد يجدن حجاباً أو طلاسم خاصة ، وإن الخادمات لهن نصيب الأسد في وضع مثل هذه الأمور . وثق تماماً أنه لولا الخادمات لما انتشرت هذه الحالات بصورتها المخيفة والخطرة .. وقد يلجأن بعد ذلك إلى إغرائهن بالمال ، ولأن الخادمة قد تعد واحدة من أفراد الأسرة التي تعمل لديها فبإمكانها فعل ذلك بكل يسر وسهولة كأن تدسه في الطعام أو أن تصنعه في غرفة النوم أو تضعه بجوار المنزل فللخادمات طرق عديدة في عمل ذلك ولا يصعب عليهن شيء .
والمؤسف أن بعض ربات البيوت يطلعن الخادمات على أدق أسرارهن مما يسهل عليهن أفعالهن المشينة . هذا فضلاً عن أنها تجد في أحايين كثيرة معاملة قاسية من أصحاب البيوت التي يعملن بها مما يجعلهن يسعين بكل الطرق للانتقام منهم ، وأمر السحر بالنسبة للخادمات سهل لأن بعضن يتداولنه في بلدانهن بصورة عادية . وجلب السحر من بلدانهن إلى بلادنا سهل بالنسبة لهن ، فقد تأتي الخادمة من بلدها بطلاسم جاهزة وعند الحاجة تضع عليها الأسماء ومن ثم تنفث فيها ، ولا تنس أن أكثر من يقومون بذلك ليسوا صناع سحر ، ولكن يستفيدون من طلاسمه للإضرار بالآخرين .
الصفحة الأخيرة