كاندا كازومي
كاندا كازومي
وضع عماد في الحجز ... كان عماد ومع كثرة مآسيه في الحياة قد أصبح يعاني من رجفة بسيطة في يديه ... طبيبه يقول أنها التهاب بالأعصاب نتيجة التوتر ... كان يجلس يضع راسه بين كفيه ، تسيل منه قطرات دمع حااااااااارة صامتة ... أمه حنان .. ما أخبارها .. من الحقير الذي فعل هذا ... راسه مليء بالأفكار ، أمه حنان ما ذنبها ، ماذا فعلت وهي التي كانت تحب جميع الناس ... تذكر كم مرة حذرها من ثقتها العمياء بالناس ... كم مرة قال لها أن تتعامل مع فلانة وفلان بحذر ... شو صار فيها هلأ ... كان هذا هم عماد حتى انه لم يكن يعي أنه قد تم احتجازه ... مرت ساعات ... عبير عرفت بما حصل مع امها ... فالشرطة تعتبرها البنت الوحيدة لحنان .. أخبروا عبير أن أخاها غير الشقيق قتل أمها ... مصيبتان فوق رأسها ... صرخت وقالت مستحيل ، مستحيل يا عالم ... هدا عماد ما بيقتل جاجة ... هادا عماد .. يا عالم اطلعوا على عيونه ، احكوا اسمها بس قدامه وشوفوا ردة فعلها... ما رح تقدروا تشوفوا ردة فعلها ... هي بغيبوبة ... كان نور عيونها وروح قلبها ... وكانت كل حياته ... مش ابنها ..صح هو مش ابنها .. بس الام هي اللي بتربي ... حرام عليكم تزيدوا همه ومصيبته ... مصيبته بامه بتكفيه يعيش تعيس طول حياته ... بكت وصاحت ... لم يسمعها احد من الشرطة ... موقف الشرطة كان مغايرا ... أمامهم قضية شروع بالقتل ... تكلمت عنها الصحف والمجلات ، انتشر خبرها .. وواجبها كشرطة كان البحث عن الفاعل وبما ان مخافة الله كانت معدومة ... وجدوا امامهم الفاعل ... عماد ... نلصق به جريمة القتل ونريح انفسنا ... عماد موقفه كان غير متوقع ايضا .... يجلس حزينا غير مدرك لما حوله ... أمه لم يكن قد عرف مصيرها بعد ... يبكي ولا ياكل الطعام الذي يقدمونه له والذي تأباه الجرذان .... عبير تحدثت معه ... أمك بخير ... الدكتور بيقول عشان المقص ما انسحب من راسها ما صار نزيف خطير .. لسة بغيبوبة... انت لازم تدير بالك على حالك ... عماد اصبح هزيلا ، لا يذوق طعم النوم ، أما الشرطة فكانت ترى فيه مجرما ، تعذبه ليعترف ... بدو يستخدموا معاه اسلوب تاني حسبي الله عليهم كلهم ... ادخلوا عليه أحد افراد الشرطة ليقوم بجلده ... تالم عماد ، صرخ ... ولم يسمع احد صراخه ... لكنه في النهاية كان يعتقد أن لا الم أكبر مما حصل لأمه ... في يوم من الأيام ، جاء موعد تعذيبه أدخلوا عليه الشرطي نفسه ... الشرطي احس بذنبه .. رفع سوطه وضرب قطعة الخيش المرمية على الارض والتي يسمونها فراش ... ثم نظر له وقال ... اصرخ كلما ضربت الفرشة ... نظر له عماد باستغراب فكان رد الشرطي ... والله بعرف انك بريء ، ومنظرك ما بيدل انك ممكن تأذي حد ... بس شو اعمل ... أوامر يا خوي ... علمت عبير بما يحصل مع اخيها ... قدمت شكاويها للمسؤولين ، تعذيب المساجين ممنوع في جميع البلدان .. لكن ... حسبي الله عليهم ... كانت تزور امها في المستشفى يوميا ... تجلس بجانبها ، تبكي ، وتبكي ، وتبكي .... ثم تتوقف عن البكاء لتعود بعد ثوان لتبكي ... أما الشرطة فلم يكفها أنها اعتقلت رجلا بريئا ... قام أحد افرادها بإضافة عبارات الى تقريره .... قال أنه عندما سال ام عماد من قتلها قالت .... عماد ... الطبيب نفى ان يكون هذا صحيحا فأم عماد بغيبوبة ،حتى لو كانت نطقت شيئا قبل أن تدخل الغيبوبة فلا يؤخذ على كلامها ... لكن هيهات ان تقبل الشرطة بهذا الكلام ... كل الأدلة كانت من صالح عماد .. وصل للحدود الساعة كذا ، وعبر الساعة كذا ... رآه صاحب الدكان يصعد سلالم منزل أمه الساعة كذا ، نزل بعد دقائق وذهب للجيران .... ذهب عند أخته ، وعاد .... لكن ماذا نقول في النفوس الضعيفة ... الرجل الذي كان يسكن قرب منزل امه قال أنه كان خائفا وطلب منه أن يدخل إلى الحمام أعزكم الله ليتوضا ، وطال وجوده في الحمام .... الف كلاما لم يكن من صالح عماد ... ولكنه في نفس الوقت كان يضم تناقضات عديدة ... كان أسخف شرطي ليراها .. لكن حسبي الله على من يتهم الناس ظلما .. فلننتقل من الاردن وعماد إلى فلسطين وجميلة ... جميلة كانت زي ما حكيت عاملة مشكلة مع عماد يوم ما سافر الصبح .. هددها بالطلاق بعد ما فاض الكيل ... الأخت ما صدقت خبر حسبي الله عليها ... الصحافة هولت الأمر ونزلت القصة مبهرة في المجلات والجرائد ... جميلة مسكت كل الصحف اللي حكت عن الموضوع وراحت ركض على شركة الكهرباء حيث كان زوجها يعمل ... ( شايفين صاحبكم شو عمل ... قتال قتلة ... قتل امه اللئيم الحقير ... ) دارت على كل اصحاب عماد ، وكل الموظفين ، وكل الجيران ... حسبي الله عليها إن شاء الله جهنم مصيرها .. حجزت على البيت والسيارة ، وتركته بدون ولا قرش .... حتى اجرة المحامي لم تتركها له .... رغم أن هذا كان متوقعا من زوجة حقيرة مثل جميلة ، امها قد ربتها على الكره والحقد ، لكن عماد صدم عندما علم الخبر ... ولأول مرة في حياته يعاملها بما تستحق .... لكن بهدوء وبحق ... وصلتها ورقة الطلاق ، ورماها عماد وراء ظهره كما ترمى النفايات أعزكم الله ... المحامي كان رائعا ، انسانا متفهما طيبا ... أخبره عماد انه لا يملك أجرته واعتذر له ... وطلب منه ان لا يكمل دفاعه .. لكنه رفض وكان همه أن يثبت للجميع أن عماد بريء ... أمور أخرى بالتحقيق كانت من صالح عماد ... فالقاتل طعن أم عماد برأسها بثبات ، استخدم يده اليمنى كما أثبت التحليلات .... عماد كان أعسراً ، وإن كان يجيد استخدام يده اليمنى واليسرى في الكتابة بنفس الجودة لكن هذا كان بالكتابة فقط ... اليد الثابتة لم تكن يد عماد ، لأن البصمات لم تتطابق ، ولأن يدي عماد ترتجفان ... اخبرت عبير رئيس المحققين بهذا ... أجبرته أن ينادي عماد إلى مكتبه ليرى ذلك بنفسه ... دخل عماد المكتب ، فقد الكثير من وزنه ، وجهه شاحب وعيناه غائرتان ... جلس امام أخته التي لم تتمالك نفسها فبدأت بالبكاء ... تظاهر الشرطي بالذوق والرحمة فجأة ... طلب فنجانين قهوة لعماد واخته ... أمسك عماد فنجان القهوة المملوء بيديه المرتجفتين حتى كاد يسكبها على نفسه .... لكن هل تتوقعون أن من ختم الله على قلوبهم يؤمنون بالعدل وبنصرة المظلوم ... عاد عماد إلى زنزانته وعذابه ... حوّل عماد إلى المحاكمة ... القاضي كان عادلا .... عندما راى أن ما يثبت براءة عماد أكثر مما يدعيه رجال الشرطة الفاسدون ، قبل بإطلاق سراحه بعد دفع اخته عبير وزوجها لكفالة مالية .... خرج من السجن ... لكنه لم يتمتع بالحرية ... فهو لا زال المتهم الوحيد ... تذكر الشاب الذي رآه من الزقاق .. كانوا شباب مهملين ... أمه عندما نقلت إلى المستشفى وجد على ابهامها اثار حبر ... أحدهم حاول جعلها تبصم على شيء ... فكر أيعقل أن يكونوا هم من قتلوها ... لكن هيهات .. كان الشباب قد غادروا الحارة ولم يعرف لهم أثر ... والشرطة لم تتعب نفسها بالبحث عنهم ... خرج عماد من السجن ... الى لا مكان ... لا يسمح له بالذهاب إلى فلسطين ، توجه إلى بيت أخته الحنون عبير ... ساعدته حتى آخر لحظة .... جميلة ... بعد طلاقها احست بالندم ، حاولت أن تدخل واسطات ليعيدها عماد إلى ذمته ... لكن هيهات ان يقبل عماد ان يعيد امرأة رخيصة فعلت ما فعلته ... باعت السيارة ... أخرجت بناتها من المدارس الخاصة وأدخلتهم مدارس عادية ... فلم يبق لهم سوى دخلها المتواضع ... من ناحية اخرى ... كانت نعمة التي تحدثنا عنها سابقا قد وصلت ال29 من عمرها ، لم تتزوج بعد لا زالت محافظة على جمالها الساحر ، التزمت بمبادئ دينها فغدا نور الإيمان ينير وجهها ويزيدها جمالا .... أختاها الصغريين تزوجتا ، أخوها الحبيب علاء يدرس في الجامعة الأردنية علوم الشريعة ، وقد أصبح شابا ملتزما رائعا ... في المرة القادمة إن شاء الله .... قرار محاكمة عماد .... عماد بعد أن انتهى من جميلة.....
وضع عماد في الحجز ... كان عماد ومع كثرة مآسيه في الحياة قد أصبح يعاني من رجفة بسيطة في يديه ......
أم عماد تحسنت حالتها ، افاقت من الغيبوبة ... لكن ضربة على الرأس لا بد أن يكون لها مضاعفات مؤلمة .. أصيبت أم عماد بشلل في ساقيها ، ولم تعد لها ذاكرتها تماماً ، لم تكن تذكر من حياتها سوى عماد وعبير ، تنادي اسمهما في كل لحظة ...
في احد الايام ، كانت عبير تسير في رواق المستشفى المؤدي إلى غرفة امها ... وما ان فتحت باب غرفة امها حتى دفعها رجل ملثم يمسك بيده سكينا ....
صرخت ... نادت الأمن ... كان هذا الرجل المجهول يحاول القضاء على أم عماد ... كان هذا اكبر دليل على براءة عماد ... استمرت المحاكمة ضد عماد فترة طويلة ... تأجلت مرات عدة ، اكتشف فيها القاضي مدى حقارة عناصر الشرطة التي استلمت القضية .. اكتشف تزويرهم وتعذيبهم وكذبهم ...
وفي النهاية كان الحكم ببراءة عماد المسكين ... أما القاتل فظل حتى يومنا هذا .. لا يعلم من هو غير الله ...
عماد ذهب لفلسطين ليرى بناته ... مسكين ، حتى هذه اللحظة لم يعرف جميلة على حقيقتها ولم يعرف أن بناته مثلها ... رفضوا رؤيته .. فذهب كسير الخاطر إلى منزل صديق عمره اسماعيل .. شكا له وطلب منه العون ... حاول وصديقه لكنه لم يفلح في تليين رأس جميلة العنيد وقلبها القاسي ... بناته سرين ورنا كانتا واعيتين لكن رباب وهدير كانت صغيرتين ... لكن رفضن جميعا رؤيته ، الكبيرات تربية أمهن والصغيرات يلبين رغبتها ...
قرر عماد الزواج ... امرأة صالحة تقف معه في وجه المآسي والمصائب .. لجأ مرة اخرى إلى صديقه اسماعيل آملا أن تدله زوجة صديقه على بنت الحلال ...
زوجة اسماعيل هذه لم تكن سوى صديقة سهى التي حضرت معها حفل خطوبة نعمة ... وفي نفس الوقت كانت أخت زوجة أخ نعمة ( معقدة هاي اه .... أخو نعمة عبد كان متزوج أخت زوجة اسماعيل ) ..
زوجة صديقه فكرت قليلا قبل أن تقول له عن نعمة ... ( بنت حلوة وفهمانة ، حنونة وطيبة ... وقصت عليه قصة نعمة بعد وفاة امها وأبيها ....
عماد أعجب بنعمة قبل ان يراها ... فتاة مثلها رائعة يصعب إيجادها في هذا الزمن ... أعجب عماد باخلاقها وأدبها ... وعندما عرف عماد ابنة من هي ... تمنى في قرارة نفسه أن تكون زوجته ... ابنة رجل طيب ... هدا كلو قبل ما يشوفها ...
ذهب وصديقه إلى اخو نعمة ( عبد ) وطلبوا يدها ...
نعمة في هذا الوقت كانت قد وصلت سن ال30 ، لكنها كما ذكرت من قبل لا زالت جميلة وتظهر أصغر من سنها ... عندما تقدم لها عماد كان هناك رجل آخر قد تقدم لها ... وكان عريس لقطة ... جميع من بالعائلة شجعوها على القبول به .. فهو أعزب لم يسبق له الزواج ، ليس له أولاد ، غني ... بينما العريس الثاني ( عماد ) كان فقيرا ، سبق له الزواج وله 4 بنات ....
نعمة كانت ترى في عماد الزوج المناسب ... الفقر والغنى ليس مقياسا ، وكونه لم يوفق في زواجه فهذا ليس خطأه ... قبلت بعماد ... وتم الزواج ... زواج بسيط راااااااائع ، يذكره الناس ويذكرون كم كان العريسان جميلان ..

أما أم عماد فكان من الصعب ان تعيش مع عماد فهي بحاجة إلى رعاية طبية خاصة ... بقيت في المستشفى ، يزورها عماد وعبير كل يوم عدة مرات ويقضون معها ساعات طويلة ، تصحو أم عماد دقائق وتدرك وجودهم ثم تعود فيتشتت ذهنها ولا تذكر شيئا ....
عماد انتقل للسكن في الأردن بالقرب من أمه المريضة ... أخذ معه زوجته نعمة ... لم يكن له منزل يعيش فيه ... فسكن في منزل أمه الذي حصلت فيه الجريمة ...
كانت اول مرة يدخل فيها على البيت بعد الجريمة ... كان يرتجف وهو يتذكر منظر امه ممدة تحت السرير ... تذكر أيامه السعيدة معها ، تذكر جلساتها ، كلامها .. سالت على خده دموع حارة ... واخذ يدعو لام عماد بالشفاء والأجر و و و ....
لكنه ما ان فتح الباب حتى فاحت رائحة كريهة ... دخل عتبة الباب فكاد يقع .. كان امامه جسم ... أشعل الضوء ليرى امامه شاة مقطوعة الرأس ... بدون رأسها وقد بدأت تتعفن ...
بهت عماد .. من فعل هذا ... وما الغرض من هذا ... ظل هذا لغزا آخر لا يعلمه الا الله .. لكن عماد اخذ هذا تحديا من المجرم الذي تسبب بمأساة ام عماد .. سال الجيران ... تحرى عن الوضع لكنه لم يعرف الفاعل .. والشرطة طبعا .... ما الها بالموضوع ... ومر الموضوع زي ما حكيت بدون حل ...
عاشت نعمة في البيت القديم مع عماد ... خوفها من المكان المهجور لم تبح به أمام عماد ... كانت له أملا جديدا في حياته ... أعانته على نوائب الدهر ... كانت نعمة فعلا نعمة منحها الله الكريم لعماد ...
عماد استلم عملا كأمين مستودع في إحدى الشركات الحكومية في الأردن ... راتبه قليل جدا على عكس ما كان أيام كانت جميلة زوجته ، لكن السعادة التي لا تشتريها الأموال كانت مع نعمة ... نعمة الأصيلة ..
جميلة جن جنونها عندما علمت بزواج عماد .. حاولت بلا امل أن تعود اليه ... لكن عماد لم يكن بحاجة لها ... عنده نعمة ... نعمة من الله ...
جميلة رفعت دعوى قضائية على عماد تطالبه بالنفقة الزوجية ... عماد لم يكن لينتظر هذا لولا ضيق حاله ، راتبه كان ضئييييلا جدا ... فهو موظف حكومي جديد (حيث انتقل للاردن كما ذكرت سابقا وبعد حبسه وفعل جميلة الذي فعلته مع الشركة التي كان يديرها لم يعد له عمل ) ، ومع هذا كان يبعث لجميلة والبنات ثلاثة ارباعه ...
نعمة لم تعارض ... حتى لو دفع عماد كل المبلغ ... فهم بناته وجميلة كانت في يوم من الأيام زوجته ...
في أحد الأعياد طلب عماد من بناته ان يصحبهم معه وان يوافقوا على رؤيته ... كان كلامه طبعا مع الابنتان الكبيرتان ( سرين ورنا ) وكان الاتفاق أن يذهب ليأخذهم في نزهة ويوم يقضينه معه ...
كل من يملك قلبا يدرك ما كان يحس به عماد .. أب وافق بناته أن يروه!!! ... كان يعد الأيام ، ينتظر الساعات لتمضي ويأتي العيد .. كان شوقه شديدا لبناته ... وجاء العيد ... حمل كيسا كبيرا مليئا بالألعاب ، ذهب عندهم باكرا ... دق الباب .. دق و دق ... لم يجبه احد ... انتظر وقتا طويلا .. رق قلب أحد الجيران له وقال له أن البنات خرجن مع أمهن وقالوا أنهم لا يريدون رؤيتك ....
صدم عماد ، وقف دون ان ينطق بكلمة ، لم فعلوا هذا ، انا أحبهم ، لا أستحق منهم هذه المعاملة ...
أما بناته فكانوا سعيدين بما فعلوه ، همهم ان يهينوا اباهم لأنه ترك أمهم ، لم يفكروا في الأسباب ...
مضى عماد كئيبا إلى منزل صديقه اسماعيل ، فتحت ابنة اسماعيل الباب ، كانت فتاة جميلة ذكية ... قالت له : عمو مالك زعلان ... قالها لا يا عمو ولا اشي بناتي ما بدهم اياني!!!! ... قالت له : ولو يا عمو هم اللي خسرانين عندهم اب متلك وما بدهم ياه ،بس احنا كمان بناتك يا عمو ولا شو ...
تخيلوا موقف عماد ، خانته عبراته ، ضم البنت الصغيرة الى صدره وقال لها ، الله يسعدك يا عمو ويخليلك ابوكي وامك .. ومضى إلى حيث يقف صديقه يشكو له الامه ...

سهى لم تسلم أيضا من جميلة وبناتها ... تلقت رسالات تهديد ، خطتها سرين وجميلة ، سرين ادعت أن عمتها سهى كسرت يدها ....
لكن هيهات ان يصدق الكاذب الحقير ... سرين هذه الفتاة الحقيرة كانت في المدرسة ، معلماتها كن صديقات سهى حيث كانت سهى تعمل معلمة ... استغربت المعلمات ان تفعل سهى مثل ذلك العمل مع ابنة اخيها !!
استغرب الجميع ما تقوله سرين ... انتشر الخبر بين المعلمات بأن سرين كاذبة ... حيث انها جائت بالصباح تلف يدها متهمة عمتها بكسرها وفي نهاية اليوم تفكها وتلعب هي والبنات وتحكرها بحرية !!!

مرت الأيام ، عماد يعيش اجمل أيام حياته مع نعمة ... يحبان بعضهما ... لكن ماذا نقول فيمن يتدخل فيما لا يعنيه ...
كان لنعمة اقرباء في الأردن ، كانوا يذهبون لزيارتها فيفتحون الفريزر – مبرد الثلاجة ليروا ان كانت تضع فيه اللحم والخضار ... يفتحون الثلاجة ليروا إن كان هناك طعام وما هو هذا الطعام ... ناس بعيدة عن الزوق
لم تكن نعمة لتعبأ بهم لولا انهم كانوا يتفننون في الكلام ... شكله ما بجيبلك أكل ... وما بدير باله عليكي وهالحكي الفاضي ... نعمة كانت ما تسكتلهم بس بالنهاية وتحسبا لحكيهم الفاضي صارت نعمة تحط حجار في اكياس نايلون سوداء وتحطهم في الفريزر على أساس انهم لحم وخضار مفرزين .... كانت تكره ان يذكر عماد بسوء أمامها ، أقاربها كبار في السن ولا تريد إهانتهم .. وعماد كان في نظرها اغنى الاغنياء بأخلاقه وتعامله ... خاصة بعد أن التزم حقا بدينه ..

عماد كان يرفض فكرة الانجاب ، كان حزينا لحال بناته ...صار عنده عقدة من الخلفة لم يكن يريد أن ينجب ..
لكنه عندما فكر بالامر أدرك ان نعمة ليست جميلة ... شتااااااان بين الاثنتين ، فلم يحرم نعمة من حقها بالأمومة ... وما ان مضت سنة أو أكثر قليلا كانت نعمة تحمل ابنة جميلة أطلقت عليها عمتها سهى اسم صفاء ...
صفاء أنست عماد الدنيا وما فيها ، كانت طفلة جميلة تشبه أمها ، ظهرت عليها آثار الذكاء مذ كانت طفلة صغيرة ...

بدأت حياة عماد تحلو ... فهل تتوقعون ان تسمح جميلة اللئيمة بهذا ..... ؟؟؟؟
في المرة القادمة إن شاء الله ...
مواقف لبنات عماد ....
..حكاية صمت..
..حكاية صمت..
بانتظــــــــــــــــــاركـ

.. تابعي مشكوره..
حياتي مجرد ذكريـات
رووووووووووووووعة القصة

يسلمووووووووووووووو
ام اليزيد
ام اليزيد
جميلة جدا
ننتظرك
كاندا كازومي
كاندا كازومي
بانتظــــــــــــــــــاركـ .. تابعي مشكوره..
بانتظــــــــــــــــــاركـ .. تابعي مشكوره..
حاول عماد رؤية بناته كثيرا ، لكن جميلة لم تسمح له وبناته كانوا يرفضون هذه الفكرة ، اضطر عماد أن يرى بناته بأمر من المحكمة ، فأصبح لا يراهم إلا عند مكتب المحامي ... كان يريد الاطمئنان عليهم حتى لو رفضوا ، الاطمئنان على الصغيرتان رباب وهدير ... استمر هذا الحال حتى اصبحت جميع بناته واعيات ... سرين أنهت الثانوية العامة وبمعدل لا باس به وقررت السفر للخارج – إلى روسيا – لتكمل تعليمها في علم الحاسوب ... أبوها لم يكن ليعارض رغبتها رغم أن هناك خطورة في ذلك ...
احتاجت سرين لأبيها في إجراءات السفر فهي لا تملك جواز سفر بعد ..ذهبت لزيارته في الأردن ... كان قد غير مكان سكنه إلى شقة في اسكان بني خصيصا لموظفي الحكومة ... استقبلتها نعمة أفضل استقبال ، رحبت بها أيما ترحيب .. لكن اللؤم الذي يجري في عروق سرين والذي ورثته عن امها وجدتها من قبل دفعها لتبقى متجهمة الوجه ، ترمي بعباراتها دونما أدنى احترام .. نعمة لم يفرق معها شيء .. بالنهاية كل يعمل بأصله .. جاء عماد إلى البيت وجد ابنته .. اخذها إلى حضنه .. طبع على جبينها قبلة دافئة ( مبروك يا بابا مبروك ... إن شاء الله أشوفك مهندسة قد الدنيا ... وإن شاء الله الك مني أحلى سيارة على زوقك لتتخرجي وترجعي بالسلامة ) لم يكن عماد طبعا يملك ثمن سيارة ...لكنه من اجل بناته اللاتي يحب كان مستعدا للعيش على حصير .. لكن سرين قابلته بنظرات غير مبالية قابلته بنظرات حقيرة دون ان تنطق بكلمة !!!!!!!!!!!!!!!
كانت الطفلة صفاء نائمة .. وعندما استيقظت حملها أبوها يداعبها .. كانت نظرات سرين مليئة بالحقد والكره والغيرة .. قالت له : هلأ انت يعني خلص صرت أبو صفاء ولا ابو سرين ؟؟!!!!!...
أجلس عماد ابنته الصغيرة في مهدها ونظر إلى ابنته نظرة ذات مغزى لم تكن لتفهمها صاحبة القلب المتحجر أبدا ... قال لها : لا يا بابا .. أنا أبو سرين لحد ما الله يعطيني أحمد بصير أبو أحمد ...

موقف آخر صدم منه عماد .. كان من ابنته الصغرى ... هدير ... مسكين عماد يتوقع أن تكون افضل من اخواتها أو امها ... يتامل فيهم خيرا حتى آخر لحظة ...
هدير هذه كانت تكتب اسمها وتتبعه بعائلة امها وكانها لا تريد أن تربطها أية صلة بأبيها ... عجبت المعلمات من تصرفها ... لماذا تكتبين لقب عائلة امك ... وكان ردها أنها لا تعرف سوى امها ولا تحب سوى أمها ...
لم يكن عماد طبعا يعلم بأي من هذا ، لكن عندما انزلت هدير موضوعا سخيفا مثلها في إحدى الصحف في فلسطين ... عجب عماد وهو يمسك الصحيفة أن ابنته تستخدم اسم عائلة أمها ... حتى انه عندما كان يذكر هذا كان يتالم ويظهر الحزن في عينيه ...
مرت الأيام ، عماد بقي في الأردن ... لم يعد يبعث بالنفقة لجميلة وبناتها ، فحسب حكم المحكمة وبعد ان تخلت البنات عن أبوهم لم يعد مجبرا على النفقة عليهم خاصة وأن راتبه ضئيييل جدا ... كان يكثر من زيارة فلسطين ، أصدقاؤه واحبابه هناك ... كلما زار فلسطين عاد بصدمة جديدة من بناته .. مرة يرى إحداهن فتعرض عنه ومرة يراهن بملابس غير محتشمة ( شورت وكت وغيره ) فيعجب لحالهن ... حاول معهن وحاول لكنهن كن اللؤم بعينه ...
حماته توفيت ... حسبي الله عليها ... جميع بناته اصبحن بالجامعات ، كان مستواهن الدراسي متدنيا ... سرين ورباب هن من حصلن على علامات جيدة فقط ...
رباب كانت ترفض رؤية ابيها نهااااااائيا رغم ان لها مكانة خاصة عنده مما زاد ألمه ... التحقت بجامعة في الأردن ... طالما ذهب عماد لها ليراها ... مش بقوللكم زمن أعوج مقلوب .. الأب بيركض ورا بناته يشوفهم – حسبي الله عليهم ... اما هي فكانت تتهرب منه في الجامعة وترفض زيارته ...
صدم عماد منهم وكان يقهر كلما ذكروا امامه ... أي شخص مكانه كان ليصاب بخيبة الأمل ... لم يعد يريدهم ... نعمة طالما حاولت تليين تفكيره تجاههم ... كانت داااااائما عنصر إصلاح ، طيبة تحب الخير لكل الناس ...
ما لم يدركنه بنات جميلة أنهن يعصين ابوهن .. وأن غضبه عليهن سيكون عقابه وخيما في الدنيا والآخرة ... سرين أصيبت بالروماتيزم ولم تتحمل برد روسيا فعادت دون ان تكمل دراستها ... عادت وقد تزوجت .. صدم أبوها بالخبر .. سأل عن زوجها ( يريد الاطمئنان عليهم حتى آخر لحظة ... ) زوجها شاب ذكي ، متعلم ، ذو اخلاق عالية وأدب جم ... ارتاح عماد وكان في قرارة نفسه يقول ... مش مهم اعرف ولا ما أعرف ... المهم هي مبسوطة والله رزقها بابن الحلال ...
عماد رزقه الله بابن بعد صفاء أسماه احمد وأصبح ابو أحمد ... ثم بابنة وابن ( أصبح عنده ابنان وابنتان )
صفاء
أحمد
نسمة
اسماعيل ( أسماه تيمنا بصديقه العزيز )
كان أبناؤه ولله الحمد شعل من الذكاء والجمال .. البنات يشبهن أمهن والأولاد يشبهن أبوهن ( كلهم حلوين يعني )
أما عماد ... فكان يحب اسماعيل ... لم يكن اول طفل ذكر له لكن فرحته يومها لم تكن توصف ... كان يحبه من كل قلبه .. واسماعيل هذا كان رائعا ، أكثر إخوته ذكاء وجمالا .. شعره ذهبي يشع بريقا جميلا عيناه بنيتان غامقتان واسعتان ، يعجب بهما كل من رآه ... ويحبه كل من لاعبه ...
رنا قررت أن تزور أباها ... ابوها رفض .. فهي بالذات كان لها مواقف عديدة صدمت عماد ... رفض بشدة .. نعمة وعبير اقنعتاه .. كان يقول لزوجته الحبيبة واخته أنها تريد شيئا ... لا يعقل أن تزورني لله ... ( واخيرا رضي عماد بواقع ان بناته أحقر مما تصور ) ... استمرت نعمة وعبير باقناعه حتى وافق ...
عبير .. لم نتحدث عنها كثيرا ... امرأة قوية ... شخصيتها قيادية رائعة ... تملك قلبا حنونا ورثته عن امها حنان ... تزوجت رجلا من أصل شركسي ( طبعا مسلم ) وأنجبت منه ابنان وابنتان ... فكانت لهم نعم الأم وكانوا نعم الاولاد ... لزوجها واولادها مكانتهم في الأردن ..
كانت زيارة رباب ... وكالعادة استقبلتها نعمة بصدر رحب ... مرت أيام ... نعمة لاحظت انها تفتح الخزائن في المطبخ ، وفي الغرف ... لم تعلق نعمة على الموضوع ... ولم تخبر عماد بأي شيء ... طالما جرحت رنا نعمة .. نعمة تنسى بسرعة ، وتلتمس لهم أعذارا ...
بعد يوم على الغموض ... ظهر سبب مجيء رنا ... فهي تريد أن تخطب احد الشباب ، وهو يعيش في الأردن ... كما أنها تريد وكالة لأختها رباب ... رفض عماد لكن عبير ونعمة اقنعوه!!! ...
سأل ابوها عن الشاب فقيل انه شاب طموح ذو اخلاق عالية ، فتكفل بحفل الخطوبة وعقد القران ، وتم الحفل في بيته المتواضع الصغير على حسابه الخاص ...
الشاب كان من عائلة معروفة ، لكنها غير ملتزمة دينيا ، فكان لا يعارض لبس رنا للقصير والضيق وغيره ... رنا أظهرت كم تحبه ... وكم هي متعلقة به ... مر أسبوع على وجودها في الأردن ثم سافرت إلى فلسطين ... وبينما هي على الحدود ، اتصلت بخطيبها وهي تدعي البكاء وتقول ... انا بحبك ، ما تتركني ، ما ترضى تطلقني لو شو ما قالولك ...
خطيبها صدم : ما الذي تقوله ، من يجبرني على التخلي عنها ... لم تمر خمس دقائق حتى عادت تتصل به وتصرخ : طلقني يا .... ، طلقني ....وأخذت تشتمه بالفاظ .... !!!!!!!!
خطيبها استغرب ، مالذي تقوله الهبلة هذه ، ما بها أهي بعقلها أم لا .. لكنها أصرت على الطلاق وفسخت خطبتها وعادت إلى فلسطين ...
أما عائلة الشاب فلم يجدوا امامهم سوى منزل أبوها ، ومنزل عمتها عبير ... ذهبوا يصرخون ، خطيبها قد تغير حاله ، شعر لحيته طال بشكل غير مرتب ، بدا هزيلا مريضا ، لكن عيونه كانت تقدح نارا ...
نعم تسببت رنا لأبيها وعمتها بمشكلة كبيرة لا يعلمها غير الله ... عماد وعبير استطاعوا انهاء المشكلة ... بعد ان سمعوا ما لا يسرهم عن اخلاق رنا ، وعن كيفية تعاملها مع خطيبها الذي لم يكن زوجها بعد !!...
سببت الخزي لأبيها وعمتها ... أخزاها الله في الدنيا والآخرة
مرت الأيام ، تزوجت رباب أيضا دون علم او حضور أبيها بالوكالة التي أخذتها رنا لها بحجة المعاملات الرسمية ... وتبعت الصدمة الصدمة .... عماد المسكين لم يكن يستحق ما فعلنه به ...
وبعد عدة سنوات ... جاءت رنا مرة أخرى لزيارة أبيها ، رنا هذه التي برعت في التمثيل مذ كانت في مهدها ، وكالمرة التي قبلها ، رفض عماد مقابلتها ... ولكن هذه المرة نعمة فقط اقنعته ، فعبير لم تعد تود السماع عنهم بعد ما سببوه لها من إحراج ... وبعد أيام من الغموض كما في زيارتها السابقة ... نطقت بما تريد
كانت تريد وكالة تخولها الزواج .. فهي لن تتزوج إلا إذا كان أبوها حاضرا ، أو إذا كانت تملك وكالة منه ...
عماد لم يصدم فقد كان يعلم أن هناك ما لا يحب ... رفض ، فخرجت رنا من عنده تسب وتلعن ... وأخذت تسب نعمة ، وتصرخ ... لحقتها نعمة للخارج ، تهدئها ، ترجوها أن تعود إلى البيت ( أبوكي حنون يا رنا يا حبيبتي ، ارجعي والك علي ما يصير الا اللي بدك اياه ، رنا دفعت نعمة عنها وهمت بالذهاب ، لكن محاولات نعمة فلحت أخيرا ... أعادتها للبيت ، هدأت أبو أحمد ... وفعلا حصلت رنا على ما تريد ... وحصلت نعمة على كسر في أصبع يدها نتيجة دفع رنا لها ....
نعمة عالجت الكسر متحججة أنها وقعت عن الدرج عندما خرجت تنشر الغسيل لكن اصبعها ظل مثنيا ولم يعد لطبيعته حتى الان!!... ورنا وعدت أباها أن تدعوه لحفلة خطوبتها وزواجها وحددت له موعد الخطوبة ، قالت له في الخامس عشر من الشهر القادم ...


في المرة القادمة إن شاء الله ....
حفلة خطوبة رنا .... الهاتف الذي تلقاه عماد والذي غير حياته ...