الايجابية في نملة سليمان والهدهد والمؤمن
ضرب الله في القرآن مثلًا للفرق بين الإيجابيةوالسلبية،
فقال جل شأنه:
:" وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَاأَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَايُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِوَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (النحل )
والمقصود بـ(الأبكم) في الآية: السلبي العاجز الذي هو حمل زائد على المجتمع. فإذا طلبت منه شيئًا لا يفعله.
والمقصود بـ(من يأمر بالعدل): الذي يصلح في الأرض.
أتحب أن تقف بين يدي الله يومالقيامة أبكم سلبيًا؟
كن إيجابيًا في حياتك العملية. كوني إيجابية مع زوجك وأولادك. كن إيجابيًا مع الله. كن إيجابيًا في إصلاح الناس.
ولنستمعللثلاث قصص القصيرة:
قصة حشرة، وقصة طائر، وقصة إنسان، وكلها تتحدث عن الإيجابية.
قصة نملة، وقصة هدهد، وقصة مؤمن.
أما النملة فوردت قصتها في سورة النمل، وقدسميت السورة باسمها،
يقول جل وعلا:
" وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَالْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَىوَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْلَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ َ..." (النمل:17-19)فقد نظم الجيش بقيادة سيدنا سليمان للسير إلى معركة.
ويوزعون: نفهم منها أنهم كانوا في غاية الانضباط. والقصة على قصرها إلا أنها تضرب مثلًالنملة إيجابية، نملة شجاعة، كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أولنملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كانمن الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تضحي من أجل الآخرين،ولهذا تبسم سيدنا سليمان.
أيكون الله سبحانه وتعالى قد ساق لنا قصة النملة هذهليقول لنا: عار عليكم أيها الرجال، وأيتها النساء، أن تكون نملة صغيرة لديها منالإيجابية ما تفتقدونه أنتم؟!
وقد يكون هذا سبب تسمية السورة بالنمل، فيا لجمالالله، يعلمنا من الكائنات الأخرى بشكل قصصي جميل. عالم قصص القرآن الرائع.
ولقدكانت هذه النملة على درجة عالية من البلاغة، استمعوا معي لقولها تجدونه يتضمنالتالي:
1- ياأيها النمل: نداء.
2- ادخلوا: أمر.
3- لايحطمنكم: نهي.
4- سليمان: خصصت.
5- جنوده: عممت.
6- وهم لا يشعرون: اعتذرت عنهم، أي عن غير قصدمنهم؛ فهذهليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل،والمؤمن لا يؤذي حتى النمل.
ولهذا تبسم سليمان من قولها؛ لأنه تضمن إيجابية،والاعتذار عن الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوتالنمل.
قصة الهدهد:القصة الثانية وردت في سورة النمل أيضًا بعدقصة النملة مباشرة، والمعنى واضح جدًا فهذه السورة تتحدث عن الإيجابية.
وهذهالقصة قصة الهدهد.
يقول سبحانه وتعالى:" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَلَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًاشَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ " (النمل:20-21)
فسيدنا سليمان يجمع كل صفات القائد العظيم:
1- يتفقد طابورالجيش كل يوم.
2- حينما لم يجد الهدهد لم يتسرع في اتهامه، بل سأل هل هو حاضر أمغائب؟ فربما كان موجودًا في مكان ما بين أفراد الجيش ولم يره سيدنا سليمان.
3- الحزم: فقد هدد بعقاب الهدهد.
4- العدل: فقد طلب أن يأتيه الهدهد بسبب غيابه؛حتى لا يوقع به العقاب.
5- الإنصات: منح الفرصة للهدهد للدفاع عن نفسه.
وهناكقصة طريفة تروي كيف عرف سيدنا سليمان -عليه السلام- بغياب الهدهد، إذ كان مكانالهدهد يحجب الشمس عن سيدنا سليمان -عليه السلام-، فلما بدت الشمس لعين سيدناسليمان -عليه السلام- أدرك غياب الهدهد. وهذه قصة لا يوجد أي دليل على صحتها، لكننانذكرها لطرافتها.
وجاء الهدهد الإيجابي، وكان من الممكن أن يكون كأي موظفيلتزم بالوقوف في الطابور وكفى، يثبت حضوره، ويثبت انصرافه، مثل الملايين منالموظفين كل منهم يأكل ويشرب، ويحصل على أجره آخر الشهر، ولو كنت أنت هكذا فالهدهدليس كذلك. وما حدث أن الهدهد سمع بأن قومًا يعبدون الشمس في اليمن، بمملكة سبأ، فجنجنونه وهو في فلسطين، أي على بعد مسافة كبيرة من اليمن، وسيفوته طابور الجيش، لكنهناك أولويات، وهو ليس موظفًا، بل صاحب رسالة، طار إلى اليمن يتفقدهم، حتى أنه ذهبإلى عرش الملكة وعاد بالأخبار، ليصبح سببًا في هداية أمة.
فور عودة الهدهد،أخبرته الطيور بعقاب سيدنا سليمان -عليه السلام-، فمكث غير بعيد عن سليمان؛ لأنالإيجابية تزرع الشجاعة، والثقة بالنفس.
ونكمل الآية:"... فَقَالَ أَحَطتُ بِمَالَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّامْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَلَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَايَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِيالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُلَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (النمل:22-26)
فالهدهدبعدما رأى عرش الملكة وحد الله رب العرش العظيم، وهذا موضع سجدة في القرآن، فانظروالإيجابيته وهو مجرد هدهد! فعار علينا نحن المسلمين أن نكون سلبيين.
كن مركز إيجابيةفي مؤسستك، في ناديك، في كل مكان، قم بالإصلاح، وإياك والتعلل بالظروف، وأنه لافائدة، بل استخدم الإمكانات في قهر المؤثرات.
قصة المؤمن:القصةالثالثة وردت في سورة نحبها كثيرًا، قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-:”قلبالقرآن”، وهي سورة يـس. والقصة في قلب السورة، حيث تدور أحداثها في قرية كانتمركزًا لما حولها من القرى، مثل موقع مكة المركزي المؤثر في الجزيرةالعربية.
يقول الله -جل شأنه-:" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِإِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِفَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْلَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّاتَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُممِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْأَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ " (يـس:13-19)
والغريب أن يرسل الله ثلاثة رسللبلدة واحدة؛ هذا لقوة مركزها، وأيضًا لصعوبة الدعوة فيها، وللمشاكل الاقتصاديةوالاجتماعية العديدة بها، وللمشاكل الدينية العقائدية؛ فهم غير مؤمنين أو موحدين،وقد كذبوا هؤلاء الرسل مدعين بأنهم بشر مثلهم. فالكثير منا يتخيل أن الإصلاحوالهداية لا يجوز أن يأتي من أناس مثلنا، بل يجب أن يأتي من قوى خارقة، مثلالملائكة، فلا يتقبلون أن يصلح مشاكلهم شخص عادي مثلهم أو من أهلهم، وإنما قوىخارجية. بينما الحقيقة أن الإصلاح يبدأ من الداخل، فالبعض ينتظر حلًا لمشاكلهبانتظار المهدي المنتظر، ولكن كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.
وهناتكمن خطورة القصة في أن الهداية تأتي منك أنت.
ونكمل الآية:" وَجَاء مِنْأَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَأَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِآلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًاوَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُبِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِييَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " (يـس:20-27)ويأتي رجل ليس بنبي، بل رجل عادي. تخيلى معي أختاه، لو أن المدينةالتي تعيشين فيها بها ثلاثة أنبياء، هل هناك حاجة إليك؟ بالطبع هناك حاجةإليك.
كان من الممكن جدًا أن لا يبالي هذا الرجل، ويقول: وما دخلي أنا؟ ولاحظواأنه جاء من أقصى المدينة، أي ليس من أثرياء البلد، ولا من أصحاب النفوذ، فمنالمحتمل أن يقتل ولن يعبئوا به، فلماذا يقدم على دعوة هؤلاء القوم؟لم يستطعالسكوت أو الجلوس في مكانه، بل دعا بكل إصرار وعزيمة، وانظروا معي، من أعلى مقامًاوأعلم وأتقى؟ الرجل أم الأنبياء الثلاثة؟
الأنبياء بالطبع،
لكن القرآن ركز علىالرجل، لماذا؟
لكي يخبرك بأنك عظيم وغالي عند الله إن كنت إيجابيًا،
لا تنقص من قدرنفسك أمام الدعاة، بل ادعو إلى الله أنتأيضًا.
))ملخص الحلقة 16 من منتدى عمرو خالد))

بايعتهالربي :
الايجابية في نملة سليمان والهدهد والمؤمن ضرب الله في القرآن مثلًا للفرق بين الإيجابيةوالسلبية، فقال جل شأنه: :" وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَاأَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَايُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِوَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (النحل ) والمقصود بـ(الأبكم) في الآية: السلبي العاجز الذي هو حمل زائد على المجتمع. فإذا طلبت منه شيئًا لا يفعله. والمقصود بـ(من يأمر بالعدل): الذي يصلح في الأرض. أتحب أن تقف بين يدي الله يومالقيامة أبكم سلبيًا؟ كن إيجابيًا في حياتك العملية. كوني إيجابية مع زوجك وأولادك. كن إيجابيًا مع الله. كن إيجابيًا في إصلاح الناس. ولنستمعللثلاث قصص القصيرة: قصة حشرة، وقصة طائر، وقصة إنسان، وكلها تتحدث عن الإيجابية. قصة نملة، وقصة هدهد، وقصة مؤمن. أما النملة فوردت قصتها في سورة النمل، وقدسميت السورة باسمها، يقول جل وعلا: " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَالْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَىوَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْلَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ َ..." (النمل:17-19)فقد نظم الجيش بقيادة سيدنا سليمان للسير إلى معركة. ويوزعون: نفهم منها أنهم كانوا في غاية الانضباط. والقصة على قصرها إلا أنها تضرب مثلًالنملة إيجابية، نملة شجاعة، كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أولنملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كانمن الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تضحي من أجل الآخرين،ولهذا تبسم سيدنا سليمان. أيكون الله سبحانه وتعالى قد ساق لنا قصة النملة هذهليقول لنا: عار عليكم أيها الرجال، وأيتها النساء، أن تكون نملة صغيرة لديها منالإيجابية ما تفتقدونه أنتم؟! وقد يكون هذا سبب تسمية السورة بالنمل، فيا لجمالالله، يعلمنا من الكائنات الأخرى بشكل قصصي جميل. عالم قصص القرآن الرائع. ولقدكانت هذه النملة على درجة عالية من البلاغة، استمعوا معي لقولها تجدونه يتضمنالتالي: 1- ياأيها النمل: نداء. 2- ادخلوا: أمر. 3- لايحطمنكم: نهي. 4- سليمان: خصصت. 5- جنوده: عممت. 6- وهم لا يشعرون: اعتذرت عنهم، أي عن غير قصدمنهم؛ فهذهليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل،والمؤمن لا يؤذي حتى النمل. ولهذا تبسم سليمان من قولها؛ لأنه تضمن إيجابية،والاعتذار عن الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوتالنمل. قصة الهدهد:القصة الثانية وردت في سورة النمل أيضًا بعدقصة النملة مباشرة، والمعنى واضح جدًا فهذه السورة تتحدث عن الإيجابية. وهذهالقصة قصة الهدهد. يقول سبحانه وتعالى:" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَلَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًاشَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ " (النمل:20-21) فسيدنا سليمان يجمع كل صفات القائد العظيم: 1- يتفقد طابورالجيش كل يوم. 2- حينما لم يجد الهدهد لم يتسرع في اتهامه، بل سأل هل هو حاضر أمغائب؟ فربما كان موجودًا في مكان ما بين أفراد الجيش ولم يره سيدنا سليمان. 3- الحزم: فقد هدد بعقاب الهدهد. 4- العدل: فقد طلب أن يأتيه الهدهد بسبب غيابه؛حتى لا يوقع به العقاب. 5- الإنصات: منح الفرصة للهدهد للدفاع عن نفسه. وهناكقصة طريفة تروي كيف عرف سيدنا سليمان -عليه السلام- بغياب الهدهد، إذ كان مكانالهدهد يحجب الشمس عن سيدنا سليمان -عليه السلام-، فلما بدت الشمس لعين سيدناسليمان -عليه السلام- أدرك غياب الهدهد. وهذه قصة لا يوجد أي دليل على صحتها، لكننانذكرها لطرافتها. وجاء الهدهد الإيجابي، وكان من الممكن أن يكون كأي موظفيلتزم بالوقوف في الطابور وكفى، يثبت حضوره، ويثبت انصرافه، مثل الملايين منالموظفين كل منهم يأكل ويشرب، ويحصل على أجره آخر الشهر، ولو كنت أنت هكذا فالهدهدليس كذلك. وما حدث أن الهدهد سمع بأن قومًا يعبدون الشمس في اليمن، بمملكة سبأ، فجنجنونه وهو في فلسطين، أي على بعد مسافة كبيرة من اليمن، وسيفوته طابور الجيش، لكنهناك أولويات، وهو ليس موظفًا، بل صاحب رسالة، طار إلى اليمن يتفقدهم، حتى أنه ذهبإلى عرش الملكة وعاد بالأخبار، ليصبح سببًا في هداية أمة. فور عودة الهدهد،أخبرته الطيور بعقاب سيدنا سليمان -عليه السلام-، فمكث غير بعيد عن سليمان؛ لأنالإيجابية تزرع الشجاعة، والثقة بالنفس. ونكمل الآية:"... فَقَالَ أَحَطتُ بِمَالَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّامْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَلَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَايَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِيالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُلَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (النمل:22-26) فالهدهدبعدما رأى عرش الملكة وحد الله رب العرش العظيم، وهذا موضع سجدة في القرآن، فانظروالإيجابيته وهو مجرد هدهد! فعار علينا نحن المسلمين أن نكون سلبيين. كن مركز إيجابيةفي مؤسستك، في ناديك، في كل مكان، قم بالإصلاح، وإياك والتعلل بالظروف، وأنه لافائدة، بل استخدم الإمكانات في قهر المؤثرات. قصة المؤمن:القصةالثالثة وردت في سورة نحبها كثيرًا، قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-:”قلبالقرآن”، وهي سورة يـس. والقصة في قلب السورة، حيث تدور أحداثها في قرية كانتمركزًا لما حولها من القرى، مثل موقع مكة المركزي المؤثر في الجزيرةالعربية. يقول الله -جل شأنه-:" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِإِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِفَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْلَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّاتَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُممِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْأَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ " (يـس:13-19) والغريب أن يرسل الله ثلاثة رسللبلدة واحدة؛ هذا لقوة مركزها، وأيضًا لصعوبة الدعوة فيها، وللمشاكل الاقتصاديةوالاجتماعية العديدة بها، وللمشاكل الدينية العقائدية؛ فهم غير مؤمنين أو موحدين،وقد كذبوا هؤلاء الرسل مدعين بأنهم بشر مثلهم. فالكثير منا يتخيل أن الإصلاحوالهداية لا يجوز أن يأتي من أناس مثلنا، بل يجب أن يأتي من قوى خارقة، مثلالملائكة، فلا يتقبلون أن يصلح مشاكلهم شخص عادي مثلهم أو من أهلهم، وإنما قوىخارجية. بينما الحقيقة أن الإصلاح يبدأ من الداخل، فالبعض ينتظر حلًا لمشاكلهبانتظار المهدي المنتظر، ولكن كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم. وهناتكمن خطورة القصة في أن الهداية تأتي منك أنت. ونكمل الآية:" وَجَاء مِنْأَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَأَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِآلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًاوَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُبِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِييَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " (يـس:20-27)ويأتي رجل ليس بنبي، بل رجل عادي. تخيلى معي أختاه، لو أن المدينةالتي تعيشين فيها بها ثلاثة أنبياء، هل هناك حاجة إليك؟ بالطبع هناك حاجةإليك. كان من الممكن جدًا أن لا يبالي هذا الرجل، ويقول: وما دخلي أنا؟ ولاحظواأنه جاء من أقصى المدينة، أي ليس من أثرياء البلد، ولا من أصحاب النفوذ، فمنالمحتمل أن يقتل ولن يعبئوا به، فلماذا يقدم على دعوة هؤلاء القوم؟لم يستطعالسكوت أو الجلوس في مكانه، بل دعا بكل إصرار وعزيمة، وانظروا معي، من أعلى مقامًاوأعلم وأتقى؟ الرجل أم الأنبياء الثلاثة؟ الأنبياء بالطبع، لكن القرآن ركز علىالرجل، لماذا؟ لكي يخبرك بأنك عظيم وغالي عند الله إن كنت إيجابيًا، لا تنقص من قدرنفسك أمام الدعاة، بل ادعو إلى الله أنتأيضًا. ))ملخص الحلقة 16 من منتدى عمرو خالد))الايجابية في نملة سليمان والهدهد والمؤمن ضرب الله في القرآن مثلًا للفرق بين الإيجابيةوالسلبية، ...
الحلقة (17) موسى والخضر - الجزء الأول
قصتنا اليوم من أغرب القصص:
فهي قصة رجل غامض غريب،فيها لغز،
وبالرغم من أن سورة الفاتحة (7 )آيات فقط لا غير، وبالرغم من أن هناكأحكام في القرآن موجودة في (3) آيات فإن قصتنا اليوم جاءت في القرآن في (22) آية،
إذًا، فهناك رسالة مهمة، ولكن لا يشعر بها ولا يعيشها أحد.
هناك لقاء تاريخي، لقاءفي منتهى الغرابة بين نبي من أعظم الأنبياء وعالم غيرعادي.. عالم غامض،
والغريب أنالنبي هو الذي سعى للقائه.
قصتنا اليوم هي قصة سيدنا موسى والخضر، واليوم لا نحكيقصة سيدنا موسى وإنما نحكي قصة الخضر.
مكانة العلم قديما وكيفأصبحنا؟سافر سيدنا موسى آلاف الكيلومترات ليقابل هذا الرجل ويتعلم منه ثلاثةمواضيع ثم يعود.
العلم الذي لم يعد موجودا وأهملته الأمة، العلم الذي أصبح العالمالعربي ينظر إليه على أنه من الكماليات،
أُمة "اقرأ" والتي أول آياتها في قرآنها "اقرأ"، أربعون في المائة من أفرادها لا يعرفون القراءة والكتابة! والمتعلمون لايهتمون بالقراءةهدف القصة:يا شباب، اقرأوا كثيرا، فكفى دخولاعلى شبكة الإنترنت للعب والدردشة والدخول على المواقع الإباحية، وادخلوا على مواقعمفيدة للتعلم ،
يجب أن تتعلموا وتقرأوا كثيرا،
فمن خلال قصة موسى أريد أن أقول ثلاثصفات يجب أن تكون موجودة فيمن يريد أن يتعلم كما أريد أن أوضح لكم ست عشرة صفة اخترمنها عشر صفات، لو حافظت عليها ستة أشهر أضمن لك النجاح ومستقبلا باهرا لك ولأمتك..
فما هي قصة موسى والخضر؟دليل أهمية قصة موسى والخضر:
أراد الله سبحانهوتعالى لتلك الأمة أن تنهض، لنقرأ الآيات:
{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ..........))
((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا... } (القصص: 4،5)
بماذا ستمن يا الله على تلك الأمة الضعيفة؟
بالعلم أول شئ.
تلك القصة لأهميتهاموجودة في القرآن وحكاها النبي صلى الله عليه وسلم؛
فعندما نجد شيئا مكرر مرتين في القرآن والسنة نعرف أن تركيزا غير عاديعليه، مثلها مثل قصة أصحاب الأخدود، فهما القصتان الوحيدتان اللتان تجد النبيصلى الله عليه وسلم يقصهما، وفي الوقت نفسه موجودتان في القرآن بتفاصيل عديدة..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
إن موسى قام خطيبا في بنيإسرائيل ينصحهم بالعلم وأهميته،
وفي وسط تلك الخطبة قام رجل من بني إسرائيل وقدتأثر بحديثه قائلا:
"يا نبي الله، من أعلم أهل الأرض؟"
فنظر موسى حوله ونظر إلى قصرفرعون وقال: "أنا"،
فعتب الله عليه؛ لأنه لم ينسب العلم إلى الله ولم يقل (اللهأعلم)!
فماذا سيحدث الآن وهم لا يريدون أن يتعلموا؟
ستحدث قصة مثيرة. حدث يوقظ بنيإسرائيل ويلفت انتباههم لأهمية وقيمة العلم، عندما أجاب موسى الرجل وقال: "أنا"، فيتلك اللحظة نزل عليه جبريل بعتاب الله عليه وأخبره أن لله عبدا أعلم منه...تعجببنو إسرائيل كثيرا لهذا،
فكيف يكون هناك من هو أعلم من موسى، وهو كليم الله، والذيينزل عليه التوراة؟
وهناك ما سيجذب انتباههم أكثر للعلم بالتشويق؛ لأنهم قوم جدللأن الكلام النظري لم يؤتِ بثماره معهم،
ثم قال له جبريل: إن لله عبدا عند مجمعالبحرين اذهب وتعلم منه.
لكن أين مجمع البحرين؟
لا يوجد له في الخريطة إلا منطقتين:
إمارأس محمد بسيناء، أو التقاء النيل الأبيض مع النيل الأزرق بالسودان،
فاتعب يا موسىوسافر للبحث، فالعلم يحتاج إلى تعب،
وبدأت الأحاديث الجانبية لبني إسرائيل وسؤالهمعن تلك القصة الغامضة، فموسى من المحتمل أن يسافر للبحث، وهو حتى لا يعرف أي منطقة،سيبحث في مصر من الشمال للجنوب، وفي هذا دليل على قيمة العلم وأنه غالٍ.
يااااااااه تخيل أن كلهذا في ديننا والأمة أغلبها لا يقرأ!!!!
فقال موسى: " يا رب، دلني عليه"، حيث إنالرحلة غامضة،
فقال: " يا موسى احمل حوتا مملحا، وضعه في متكل، واحمله، وسر به إلىمجمع البحرين، ستجد الرجل".
استخدم الله مع بني إسرائيل التشويق، فهذه الطريقةالمفتقدة الآن في العالم العربي موجودة في القرآن.
لماذا لم يأخذ جبريل موسىمباشرة إلى الرجل؟ لأن هذا هو حال العلم اليوم وهو لا يؤدي إلى النجاح، يجب أن يتعبموسى ليُظهر للأمة أهمية العلم،
فكيف يخرج بعض الناس أولادهم من المدارس؟
يا شباب،هل ذهبتم إلى أي قرية لتعلموا أبناءها؟ وأنت يا متعلم، هل أنت متعلم بحق أم تبحثفقط عن الشهادة والدرجات؟
وأنتم يا آباء ويا أمهات، أين التشويق لتحببوا أولادكم فيالعلم؟
من السهل أن تأخذ أولادك إلى المدرسة، ولكن هل تستطيع أن تجعلهم يعشقونالعلم؟؟!!
الهدف من قصة اليوم هو أن يصل إليك أنك لو كنت تحب الله يجب أن تعشقالعلم.
صفات من يرغب بالتعلم:هناك ثلاث صفات يجب أن تكون فيمن يرغببالتعلم:
الصفة الأولى:
إصرار وعزيمة وصبر شديد على التعلم.. "ح أموِّت نفسي وأتعلم".. ((لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين)) = مش ح يهدأ لي بال حتى اوصل..
((أو أمضي حقبا)) = أو ح أفضل ماشي 25 سنة..
معنى الحقب: خمس وعشرون سنة..
أتلاحظ الاهتمام بالعلم؟ فموسىلا يعرف حتى نوعية العلم الذي سيذهب للحصول عليه لكن أترى الإصرار على التعلم؟
الصفة الثانية:
أدبوتواضع مع من ستتعلم منه..
الصفة الثالثة:
أن ترغب بتعلم كل ما هو مفيد..
والثلاثصفات موجودة بالقصة.
قيمة الإصرار على العلم:
ذهب شاب إلى حكيم وقال له: " أريد أن أتعلم كلما تعرفه". قال له الحكيم: " أصادق أنت؟"، قال: "نعم". قال: "فاتبعني إلى النهر"،ثم طلب منه الحكيم أن ينظر إلى صفحة الماء، قال الشاب: لا أرى شيئا، فطلب منهالحكيم أن يخفض رأسه فأخفضها، فأمسك الحكيم برأس الشاب وأنزلها في الماء ثم قال له: ما الشيء الذي كنت ترغب به وأنت قريب من الغرق؟ قال الشاب: الهواء. فقال له الحكيم: لو أن رغبتك في الحصول على العلم مثل رغبتك في الحصول على الهواء عندها فقط سوفأعلمك..
يقول الله سبحانه وتعالى {... وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (طه114)،
نزلتهذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الخمسين من عمره،
يجب ألا نشبع منالعلم وأن نطلب المزيد.
قيمة العلم وطلبته والمعلمون:انظر إلى أحاديثالرسول صلى الله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضلي على أبنائكم".
وانظرلحديث آخر:
"إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتىالحوت ليصلون لمعلم الناس الخير"،
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقايبتغي فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة".
والحديث الشريف "وإن الملائكة لتضعأجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع".
فطالب العلم ليس فقط الذي يذاكر، ولكن اقرأولو كتابا واحدا في الأسبوع.
أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن العالمليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء".
وحديث النبي صلىالله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب".
وهذا الحديث " إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولادينار ولكن ورثوا هذا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
.
رحلة موسى للبحثعن الخضر:
وانطلق موسى والفتى في رحلتهما للبحث عن العلم،
وتصف لنا الآيات تلكالرحلة:
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَالْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَانَسِيَا حُوتَهُمَا... } (الكهف:60،61)،
ومن شدة التعب والسفر نسي يوشع بن نون،وكان معهما في المكتل طعام للرحلة، والسمكة المشوية ولكنها ليست للأكل وإنما علامة،فماذا حدث؟
وصلا إلى مجمع البحرين حيث من المفترض أن يجدا الخضر، ودب الله سبحانهوتعالى الروح في السمكة وقفزت من المكتل وهما في الطريق،
يقول تعالى { فَلَمَّاجَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَانَصَبًا } (الكهف62)،
فلما فتح يوشع بن نون المكتل ليخرج الغذاء لم يجد السمكة،فأُحرج وقال:
{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُالْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ... } (الكهف63)،
فالشيطان لا يريدلتلك الرحلة أن تتم؛ لأنه لقاء عالم بنبي وسنتعلم منها كثيرا، ولكن سبحان الله! فالشيطان قد ينسيك ولكن نيتك خير لعله خير.
==================
في النهاية، أريد أن أنصحكم بأنتقوموا بفعل عشرة أشياء مما سأقوله الآن، وأنا أضمن لمن سيفعلها مستقبلا باهرا وغيرعادي، وحياة ناجحة ومميزة..
إذاً فقط اختار 10 امور من ال17 التالية وحياتك ح تتغير وتنضج بشكل غير عادي:
1-اقرأ كل أسبوع كتابا. "المحصلة 50 كتاب في السنة". ( مهم جدا )
2- إقرأ جريدةهادفة كل يوم.
3- اشترك في مجلة ثقافية..
4- سافر لمشاهدة العالم.
5- تعلمحرفة على أيدي حرفي مهما كنت مقتدرا.
6- قم بزيارة آثار ومعالم ومتاحف بلدك معخبير.
7- رافق إنسانا ناجحا أو صاحب تجربة في الحياة ولو كنت حاملا له حقيبته.
8- شاهد قناة ديسكفري.
9- شاهد نشرة الأخبار يوميا.
10- ابحث عن تاريخعائلتك.
11- حاول كتابة قصة أو شعر أو أغنية أو أي فكرة.
12- ناقش واسأل فيالكلية أو الفصل..
سألوا فائزا بجائزة نوبل عن سبب فوزه قال إن والدته كانت تحثه علىأن يسأل كل يوم سؤالا مفيدا للأستاذ!
13- العب شطرنج.
14- ادخل على النت علىمواقع ثقافية.
15- اذهب لزيارة مكتبة عامة.
16- اعمل في الصيف.
17- تعلمكل ثلاثة أشهر مهارة أو رياضة جديدة.
================
الحلقة (18) موسى والخضر - الجزء الثاني
الرضا والإيمان بالقدر خيره وشره:
حلقة اليومتتمحور حول ركن من أركان الإسلام، وهو الإيمان بالقدر - خيره وشره- والرضا،
فلايمكن أن تؤمن بالقدر - خيره وشره- ولا يمكن أن ترضى إلا إذا فهمت ثلاثة أسماء منأسماء الله الحسنى وهي:
اسم الله "العليم"، واسم الله "الحكيم"، واسم الله "الرحيم"،
فبقدر إيمانك ويقينك وثقتك بهذه الأسماء، ترضى عن قدر الله في حياتكوترضى عما لا تجد له تفسيرا في الكون وعما تراه متناقضا في الكون، وتبكي من حبكلعلمه ورحمته وحكمته سبحانه..
يقول ابن القيم: "الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنةالدنيا".
أقسم بالله لم تسقط ورقة من شجرة إلا بعلم الله ولحكمة منه – عز وجل- فمابالك بإعصار أو بحادثة سير أو أي حدث آخر؟
يقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَيَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُمِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَرَطْبٍ وَلاَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }(الانعام59)
تعلموا الرضا عن ربنا عملياً..
قصص حياتنا كلها ح نشوفها في ال3 قصص اللي لموسى والخضر..
رزق فقدته.. حبيب فقدته..تأخر رزقك.. تأخر زواجك.. تأخر الانجاب..
بصو للحياة بفكرة ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ))
ارجوكم اطلعوا من دي الحلقة وانتوا راضيين عن ربنا...
عيشوا الحياة بمنظار " لعله خير"
فلا شيء إلا ويحدثلحكمة من الله وكل حكمة متعلقة بالخير المتلقى، فلا يصدر عن الله الشر أبدًا، وإنبدا لك أن ما يحدث متناقضا أو شرًّا فلا يمكن أن يكون إلا خير، وهذا ما توضحه قصة "موسى – عليه السلام- والخضر".
((فانطلقا))
اخرج الى عوالم الله.. اطلع برا مشكلتك.. اخرج برا همومك..
لموسى مع الخضر 3 انطلاقات كلها احتكاك بالناس...
خش وسط الناس وعالج مشاكلهم وحس بيها ولاتقعد في برجك العاجي..
ركبوا سفينة ولم يرضى اصحابها ان ياخذوا منهم اجرة.. رأى موسى عليه السلام والخضر عصفورا يشرب.. فسأل الخضر موسى كم أخذ هذا العصفور من الماء فقال قطرة او قطرتين.. فقال:
ياموسى ماعلمي ولاعلمك إلى علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر...
الخضر مابيفوِّت فرصة.. وبيعلم بوسائل الايضاح الطبيعية...
.............
لما خرق الخضر السفينة في نظر موسى ان الخضر افسد حياة ناس ضعاف..
((قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا))
بس الخضر صامت" بيجسد صورة القدر"
((قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا))
لازم تكون راضي عن ربنا وموشرط تلاقي تفسير للي بيصير...
...........
ثم دخلوا قرية فرأى غلاما فأخذه وقتله...!!!!!
موسى ح يتجنن ((أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا))
الخضر ((قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا))
صمت..سيدنا موسى محتاج تدريب عالصبر..
وانتي كمان معليش استحملي واصبري.. مصيبتك منتي فاهمتها بس معليش أكيد فيها خير ولو ماكنتي فاهمته...
فانطلقا.. دخلوا قرية وكانو جعانين.. بس اهل القرية كانوا بخلاء مارضيوش يطعموهم..
أخذ يدور حول البيوت ((فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه))
ياللا ياموسى ح نصلح البيت ونرممه..
طب ليش؟
يعني اللي اكرمونا ودخلونا السفينة خرقتها لهم..
ودول البخلاء اللي مارضيوش يضيفونا تبني لهم بيت!!!!!
ايش التناقض دا؟؟؟؟؟
طب ناخذ فلوس ع البناء...
الخضر ((قال هذا فراق بيني وبينك.........))
لو ما استحملت فهذا هو القدر..
مش هي دي حياتكم تعال أوريك آخرتها ايش وقيس انت على حياتك...
ياجماعة اقرؤوا سورة الكهف اسبوعياً عشان كل يوم جمعة ترضى عن ربنا فينور وجهك لأنك رضيت....
كل ما تشوف حاجة صايرة لك قول أكيد فيها خير...
أحيانا يحصل في حياتك عيب.. بس هوّ هوّ قد يكون سبب نجاتك وانت مش واخذ بالك..
تعامل مع العيوب اللي في حياتك على إنها قدر ربنا وقدر ربنا كله رحمة لأنه عليم وانت مش عارف مصلحتك..
تأويل القصة الأولى:
يقول الخضر لموسى – عليه السلام- عن الرحلة الأولى والسفينة التي ثقبها الخضر، قال تعالى: {أَمَّاالسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْأَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (الكهف 79)،
فهذه السفينة كانت مِلكًا لمساكين، تعتبر مشروعهم الاقتصادي، وهي للقرية كلها،هؤلاء البحارة يكسبون الرزق للقرية بكاملها بهذا المشروع البسيط، وكانت هذه السفينةفي طريقها في الإبحار إلى البلد المجاور لهم، ولم يعلموا، أن بها ملكا يأخذ أيسفينة سليمة ليضمها إلى أسطوله، فخاف الخضر على القرية، وكان الحل أن يضرّ الخضرالسفينة ضررا أصغر ليحمي السفينة من ضرر أكبر، فعندما يعاين الملك السفينة لايأخذها لما فيها من خرق، فيحمدوا الله على ذلك. فلنتخيل إن لم يخرق الخضر هذهالسفينة، فماذا سيحدث؟ كان الملك سوف يستحوذ على السفينة، وإن اعترض أحد البحارةسجنه أو قتله وستتيتم أطفاله، وسيضيع رزق قرية بأكملها، كان هذا واردًا إن لم يتدخلالخضر.
قد تكون أي مشكلة تؤرقك في حياتك خيرا لاتعلمه أنت، وإن حاولت أن تتذكر أكبر إنجازات في حياتك، فسوف تجد قبلها أزمة شديدةأدت إلى هذا الإنجاز..
فبسبب قصة ذبح إسماعيل – عليه السلام- التي قد تبدو في أولهاأزمة، كانت سببا بعد ذلك في إطعام فقراء العالم إلى يوم القيامة في عيد الأضحى، ومندون أزمة السيدة هاجر وابنها إسماعيل – عليه السلام- ما كانت تفجرت عين زمزم..
ولولاإلقاء يوسف – عليه السلام- في البئر ما نجت مصر من المجاعة..
فبسبب الصراع بين الأوسوالخزرج، وجد الأنصار الخلاص عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقبلوه..
ولولاحروب الردة وما كان فيها من تدريب للمسلمين، وما انتصروا على الفرس والروم، مما أدىإلى إسلام مصر والعراق وفلسطين.
احمد الله وارضَ عنه وارضبقضائه وقدره في حياتك،
فكلمة "الرضا" تعني ترك الاعتراض على الله –سبحانه وتعالى- في ملكه،
وأن تقف مع الله حيث أراد،
أنا معك يارب حطني مطرح منت عايز..ياربي أنا راضي باللي يرضيك بس ارضى عني..
لذا فمن قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: "رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً-" وجب على الله –سبحانه وتعالى- أن يرضيه في ذلك اليوم،
ولذا أيضًا بعد كل آذان: " رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً-" غفرت له ذنوبه،
ولذا يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "ذاق طعم الإيمان من رضيبالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً "، فهذاهو المؤمن بحق.
جاء رجل للرسول – صلى الله عليه وسلم- يقول: "أي العمل أفضل؟" قالالرسول – صلى الله عليه وسلم-: "إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله" فقالالرجل:"هل هناك شيء أهون من ذلك؟" فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ألاتتهمه في ملكه، ألا تتهمه في شيء قضاه".
كأن الله يقول لنا إن لم ترضوا بقضائيفاخرجوا من تحت سمائي.
فتخيل ابنًا مرض ولابد من بتر يده وإلا مات وأمه ترفض أنتقطع يده، والأب مصر على قطع يده، فمن أشد رحمة بالولد؟
أبوه أشد رحمةً به لأنهسيموت إن لم تقطع يده..
يقول الله تعالى: {...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِاضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ}(المائدة3 )،
فقد رضي الله لك به، فهلا ترضى أنت؟تأويل القصةالثانية:
يقول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِفَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنيُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} (الكهف80-81)،
فالله العليم يعلم كيف سيكون مستقبل هذا الولد؟
فهذا الغلام الذي لميبلغ بعد سيكون طاغية، وكلمة (طاغية) معناها في القرآن أشد بكثير من (ظالم)، ولا يوصف بها إلا القلائل من عُتاة الإجرام في الأرض، من أمثال هتلر وغيره،وسبب طغيانه في الآية هو كفره، لأن كفره لنفسه، أما بطغيانه سوف يفسد في الأرض،
ويأتي هنا السؤال عن الحكمة وراء خلق الفتى، ربما كتب لوالديه درجة عالية في الجنة،لا يبلغاها إلا بوفاة ابنهما والصبر على ذلك،
أو ربما يرزقهما الله بعدها بولد آخر فيعيشان حامدينلله باقي العمر،
أو قد تكون وفاته رحمة للشباب أمثاله ليأخذوا عبرة ويرجعوا إلىالله،
أما الولد فكان إن بلغ سيكون مصيره إلى النار لطغيانه، أما بوفاته قبل بلوغهفقد أصبح مصيره إلى الجنة،
فمن وراء موته انتفع المجتمع وانتفع والداه وانتفع هو.
أمثلة أخرى للرضا:
* لقد زرت أمًّا فقدت ابنها، وكانت الأم منهارة،فأخبرتها أن أحيانًا يموت الابن في سن صغيرة لحكمة، فإن استغفرت له واعتمرت لهوبعثت له من الحسنات يكون مصيره الفردوس الأعلى، قد يكون منالها له صعبًا إن بقيعلى قيد الحياة، ولولا موته ما كنت أقدمت على هذه الحسنات، فيكون موته رحمة لك وله..
يااه دنيا ايه اللي الواحد شايل همها.. ماكلنا ميتين..
يارب ارضى عني..
* ذهب عروة بن الزبير لزيارة أمير المؤمنين، وكان معه ابنه الصغير، فأتاه ألمشديد، ونصحه الأطباء ببتر ساقه لمرضه، وفي اللحظة نفسها كان ابنه يلعب مع الخيل،فدهسته الخيل ومات، ففي اللحظة نفسها فقد ساقه وولده، فعندما أتاه الناس لا يدرونبما يواسونه، فصار ينظر لهم ويبتسم ويقول لهم:
"اللهم لك الحمد كان عندي سبعة عيال،أخذت واحدا وأبقيت ستة، وكان عندي أربعة أطراف، فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فلكالحمد، فإن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت منعت فقد أعطيت، فلك الحمد"،
* وقد أصابالصحابي "عمران بن حصيل" مرض مُقعد، يجعله لا يترك فراشه، وقد لازم فراشه شهوراوسنين، فعندما يأتي له الناس لزيارته، يقول لهم: "شيء أحبه الله أحببته، والله مالي في الأمور من هوى إلا مراد الله".
* عندما قُتل سيدنا حمزة – رضي الله عنه- يوم بدر، ومُثل بجسده وجاءت هند وشقت بطنه لتأخذ كبده، فقال النبي – صلى الله عليهوسلم- للزبير، ألا تراه السيدة صفية أمه وأخت حمزة، فوقف الزبير ليمنع السيدة صفيةمن المرور، فقالت له: "أتخشى علي، والله إن ما حدث لحمزة بجوار عطاء الله لنالقليل، ولقد أرضانا كثيرًا"، فلما سمع النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "أئذنوالها أن تره".
* لي صديق اسمه عاصم، فقد ابنته وكانت في الثامنة عشر من عمرها منذشهرين، رحمها الله، وقد تألم كثيرًا، ولكنه يقول لي، أنه عاش مع ابنته ثمانية عشرةعامًا، وقد أنعم الله عليه بمتعة قضاء هذه الأعوام مع ابنته، التي كانت ترسل لهرسائل تقول له فيها كم تحبه وهما في بيت واحد! فنعم بهذه الأعوام القليلة ما لمينعمه من قضى مع أولاده عشرات السنين،
فإن رضيت على الله رضى عنك،
ألم تسمع بالآية
: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌتَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبدًا رَّضِيَ اللّهُعَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }(المائدة119)؟تأويل القصة الثالثة:
قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُفَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌلَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَاأَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُعَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} (الكهف 82)
فلعلم والدهما بأن القرية كلها بخلاء فقد أخفى الوالد الكنز تحت هذا الجدار، لكييأخذ الولدان الكنز عندما يبلُغا أشُدهما، فعندما مر موسى – عليه السلام- والخضرعلى الجدار كان الولدان لا يزالا صغيرين، فخاف أن يتهدم الجدار فيظهر الكنز، فرممالجدار،
فإن كنت أبًا صالحًا لا تخف فإن قدر الله سيرعى أولادك،
قد يتأخر رزق هاذيناليتيمين، ولكن قد تكون الرحمة في تأخر هذا الرزق،
ح يتأخر الرزق 20 سنة دا احسن لهم..صحيح ح يتمرمطوا وهم صغار بس معليش عشان يجمدوا وياخذوها لما يكبروا...
فإن تأخر الزواج أو الإنجاب، فاصبروا ففي تأخر الرزق رحمة وخير..
وفي هذهالقصة قيمة أخرى، ألا وهي ادخار شيء للأبناء لمستقبلهم، فلا تسرف فيما معك..
واعلموايا شباب، أن الآباء في القصة الثانية والثالثة كانوا صالحين، ولحب الله للآباء فقدتوفى الله الابن الطاغية في القصة الثانية،
فاحذروا العقوق يا شباب، فقد مات الفتىلأجل والديه، وسينال الغلامان في القصة الثالثة الكنز من أجل أبيهماالصالح.
في النهاية كان خرق السفينة رحمة،
و كانقتل الغلام رحمة،
و كان تأخير الرزق رحمة؛
فالرحمة هي مدار الحياة،
فالأمومة رحمة،
والنبي – صلى الله عليه سلم- رحمة كما قال عليه الصلاة والسلام :"إنما أنا رحمةمهداة"،
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }(الأنبياء107)،
والأنبياء رحمة.. ووجود الوالدين رحمة..والزواج والأسر رحمة.. لقدقام الكون على الرحمة..
قال تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَاحَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِمَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }(الأعراف156)،
قال الله تعالى في الحديث القدسي: "إن الله كتب تحت العرش إن رحمتيسبقت غضبي".
ما استفاده موسى عليه السلام من هذه الرحلات:
فقد كان سيدناموسى – عليه السلام- بحاجة لتعلم الصبر، وعلمته هذه الرحلات الثلاث الصبر، لكييستطيع أن يكمل دعوته لبني إسرائيل..
وغير ذلك فقد جاء موسى – عليه السلام- من أزمةفرعون وطغيانه للخضر، و قدر الله – سبحانه وتعالى فوق طغيان فرعون ومحاربته للحق -،فيرجع موسى – عليه السلام- وكله استبشار بالمستقبل لما يعلمه من رحمة الله في قدره..
ياموسى انت شايل الحق وقدر ربنا فوق فرعون وفوقك.. وقدر ربنا كله رحمة بس اصبر...
وقد نجى موسى – عليه السلام- بعد ذلك بالقدر عندما عبر البحر،
ذهب موسى – عليهالسلام- للخضر وهو يحمل مشكلة أمة، فأراه الخضر كيف يحل قدر الله –سبحانه وتعالى- مشاكل الأفراد؟
فما بالك بمشاكل أمة؟
أيعقل أن يهتم الله كل هذا القدر بالأفراد ولايهتم بالأمة؟!
هذه القصة تبث الأمل للأمة الإسلامية اليوم، فكل ما يحدث لنا الآنينطبق عليه قوله تعالى:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْوَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْشَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }(البقرة216 )،
تخيل يوم القيامة عندما يرينا اللهحياتنا ونهاية كل من الأزمات برحمة الله وقدره، وقد تكون تلك إحدى لذات الجنة،فتذوب حبًّا لله – سبحانه وتعالى- ولذلك قال تعالى:
{دَعْوَاهُمْ فِيهَاسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }(يونس10)
وعندما يدخل أهل الجنة يقول لهمالله: "هل رضيتم؟" فيقولون: "ومالنا لا نرضى وقد بيضت وجوهنا وأدخلتنا الجنة" فيقولالله –سبحانه وتعالى-: "بقى شيء أن أرضى عنكم فلا أسخط بعدهاأبدًا"
الواجب:
راجعو قصص حياتكم وشوفوا كم انجاز حصل لكم وكان وراه أزمة....
وإذا عندكم مشاكل او عقبات لاتتضايقوا والله الفرج قريب بس ارضوا عن ربنا.....
قصتنا اليوم من أغرب القصص:
فهي قصة رجل غامض غريب،فيها لغز،
وبالرغم من أن سورة الفاتحة (7 )آيات فقط لا غير، وبالرغم من أن هناكأحكام في القرآن موجودة في (3) آيات فإن قصتنا اليوم جاءت في القرآن في (22) آية،
إذًا، فهناك رسالة مهمة، ولكن لا يشعر بها ولا يعيشها أحد.
هناك لقاء تاريخي، لقاءفي منتهى الغرابة بين نبي من أعظم الأنبياء وعالم غيرعادي.. عالم غامض،
والغريب أنالنبي هو الذي سعى للقائه.
قصتنا اليوم هي قصة سيدنا موسى والخضر، واليوم لا نحكيقصة سيدنا موسى وإنما نحكي قصة الخضر.
مكانة العلم قديما وكيفأصبحنا؟سافر سيدنا موسى آلاف الكيلومترات ليقابل هذا الرجل ويتعلم منه ثلاثةمواضيع ثم يعود.
العلم الذي لم يعد موجودا وأهملته الأمة، العلم الذي أصبح العالمالعربي ينظر إليه على أنه من الكماليات،
أُمة "اقرأ" والتي أول آياتها في قرآنها "اقرأ"، أربعون في المائة من أفرادها لا يعرفون القراءة والكتابة! والمتعلمون لايهتمون بالقراءةهدف القصة:يا شباب، اقرأوا كثيرا، فكفى دخولاعلى شبكة الإنترنت للعب والدردشة والدخول على المواقع الإباحية، وادخلوا على مواقعمفيدة للتعلم ،
يجب أن تتعلموا وتقرأوا كثيرا،
فمن خلال قصة موسى أريد أن أقول ثلاثصفات يجب أن تكون موجودة فيمن يريد أن يتعلم كما أريد أن أوضح لكم ست عشرة صفة اخترمنها عشر صفات، لو حافظت عليها ستة أشهر أضمن لك النجاح ومستقبلا باهرا لك ولأمتك..
فما هي قصة موسى والخضر؟دليل أهمية قصة موسى والخضر:
أراد الله سبحانهوتعالى لتلك الأمة أن تنهض، لنقرأ الآيات:
{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ..........))
((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا... } (القصص: 4،5)
بماذا ستمن يا الله على تلك الأمة الضعيفة؟
بالعلم أول شئ.
تلك القصة لأهميتهاموجودة في القرآن وحكاها النبي صلى الله عليه وسلم؛
فعندما نجد شيئا مكرر مرتين في القرآن والسنة نعرف أن تركيزا غير عاديعليه، مثلها مثل قصة أصحاب الأخدود، فهما القصتان الوحيدتان اللتان تجد النبيصلى الله عليه وسلم يقصهما، وفي الوقت نفسه موجودتان في القرآن بتفاصيل عديدة..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
إن موسى قام خطيبا في بنيإسرائيل ينصحهم بالعلم وأهميته،
وفي وسط تلك الخطبة قام رجل من بني إسرائيل وقدتأثر بحديثه قائلا:
"يا نبي الله، من أعلم أهل الأرض؟"
فنظر موسى حوله ونظر إلى قصرفرعون وقال: "أنا"،
فعتب الله عليه؛ لأنه لم ينسب العلم إلى الله ولم يقل (اللهأعلم)!
فماذا سيحدث الآن وهم لا يريدون أن يتعلموا؟
ستحدث قصة مثيرة. حدث يوقظ بنيإسرائيل ويلفت انتباههم لأهمية وقيمة العلم، عندما أجاب موسى الرجل وقال: "أنا"، فيتلك اللحظة نزل عليه جبريل بعتاب الله عليه وأخبره أن لله عبدا أعلم منه...تعجببنو إسرائيل كثيرا لهذا،
فكيف يكون هناك من هو أعلم من موسى، وهو كليم الله، والذيينزل عليه التوراة؟
وهناك ما سيجذب انتباههم أكثر للعلم بالتشويق؛ لأنهم قوم جدللأن الكلام النظري لم يؤتِ بثماره معهم،
ثم قال له جبريل: إن لله عبدا عند مجمعالبحرين اذهب وتعلم منه.
لكن أين مجمع البحرين؟
لا يوجد له في الخريطة إلا منطقتين:
إمارأس محمد بسيناء، أو التقاء النيل الأبيض مع النيل الأزرق بالسودان،
فاتعب يا موسىوسافر للبحث، فالعلم يحتاج إلى تعب،
وبدأت الأحاديث الجانبية لبني إسرائيل وسؤالهمعن تلك القصة الغامضة، فموسى من المحتمل أن يسافر للبحث، وهو حتى لا يعرف أي منطقة،سيبحث في مصر من الشمال للجنوب، وفي هذا دليل على قيمة العلم وأنه غالٍ.
يااااااااه تخيل أن كلهذا في ديننا والأمة أغلبها لا يقرأ!!!!
فقال موسى: " يا رب، دلني عليه"، حيث إنالرحلة غامضة،
فقال: " يا موسى احمل حوتا مملحا، وضعه في متكل، واحمله، وسر به إلىمجمع البحرين، ستجد الرجل".
استخدم الله مع بني إسرائيل التشويق، فهذه الطريقةالمفتقدة الآن في العالم العربي موجودة في القرآن.
لماذا لم يأخذ جبريل موسىمباشرة إلى الرجل؟ لأن هذا هو حال العلم اليوم وهو لا يؤدي إلى النجاح، يجب أن يتعبموسى ليُظهر للأمة أهمية العلم،
فكيف يخرج بعض الناس أولادهم من المدارس؟
يا شباب،هل ذهبتم إلى أي قرية لتعلموا أبناءها؟ وأنت يا متعلم، هل أنت متعلم بحق أم تبحثفقط عن الشهادة والدرجات؟
وأنتم يا آباء ويا أمهات، أين التشويق لتحببوا أولادكم فيالعلم؟
من السهل أن تأخذ أولادك إلى المدرسة، ولكن هل تستطيع أن تجعلهم يعشقونالعلم؟؟!!
الهدف من قصة اليوم هو أن يصل إليك أنك لو كنت تحب الله يجب أن تعشقالعلم.
صفات من يرغب بالتعلم:هناك ثلاث صفات يجب أن تكون فيمن يرغببالتعلم:
الصفة الأولى:
إصرار وعزيمة وصبر شديد على التعلم.. "ح أموِّت نفسي وأتعلم".. ((لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين)) = مش ح يهدأ لي بال حتى اوصل..
((أو أمضي حقبا)) = أو ح أفضل ماشي 25 سنة..
معنى الحقب: خمس وعشرون سنة..
أتلاحظ الاهتمام بالعلم؟ فموسىلا يعرف حتى نوعية العلم الذي سيذهب للحصول عليه لكن أترى الإصرار على التعلم؟
الصفة الثانية:
أدبوتواضع مع من ستتعلم منه..
الصفة الثالثة:
أن ترغب بتعلم كل ما هو مفيد..
والثلاثصفات موجودة بالقصة.
قيمة الإصرار على العلم:
ذهب شاب إلى حكيم وقال له: " أريد أن أتعلم كلما تعرفه". قال له الحكيم: " أصادق أنت؟"، قال: "نعم". قال: "فاتبعني إلى النهر"،ثم طلب منه الحكيم أن ينظر إلى صفحة الماء، قال الشاب: لا أرى شيئا، فطلب منهالحكيم أن يخفض رأسه فأخفضها، فأمسك الحكيم برأس الشاب وأنزلها في الماء ثم قال له: ما الشيء الذي كنت ترغب به وأنت قريب من الغرق؟ قال الشاب: الهواء. فقال له الحكيم: لو أن رغبتك في الحصول على العلم مثل رغبتك في الحصول على الهواء عندها فقط سوفأعلمك..
يقول الله سبحانه وتعالى {... وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (طه114)،
نزلتهذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الخمسين من عمره،
يجب ألا نشبع منالعلم وأن نطلب المزيد.
قيمة العلم وطلبته والمعلمون:انظر إلى أحاديثالرسول صلى الله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضلي على أبنائكم".
وانظرلحديث آخر:
"إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتىالحوت ليصلون لمعلم الناس الخير"،
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقايبتغي فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة".
والحديث الشريف "وإن الملائكة لتضعأجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع".
فطالب العلم ليس فقط الذي يذاكر، ولكن اقرأولو كتابا واحدا في الأسبوع.
أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن العالمليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء".
وحديث النبي صلىالله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب".
وهذا الحديث " إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولادينار ولكن ورثوا هذا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
.
رحلة موسى للبحثعن الخضر:
وانطلق موسى والفتى في رحلتهما للبحث عن العلم،
وتصف لنا الآيات تلكالرحلة:
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَالْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَانَسِيَا حُوتَهُمَا... } (الكهف:60،61)،
ومن شدة التعب والسفر نسي يوشع بن نون،وكان معهما في المكتل طعام للرحلة، والسمكة المشوية ولكنها ليست للأكل وإنما علامة،فماذا حدث؟
وصلا إلى مجمع البحرين حيث من المفترض أن يجدا الخضر، ودب الله سبحانهوتعالى الروح في السمكة وقفزت من المكتل وهما في الطريق،
يقول تعالى { فَلَمَّاجَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَانَصَبًا } (الكهف62)،
فلما فتح يوشع بن نون المكتل ليخرج الغذاء لم يجد السمكة،فأُحرج وقال:
{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُالْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ... } (الكهف63)،
فالشيطان لا يريدلتلك الرحلة أن تتم؛ لأنه لقاء عالم بنبي وسنتعلم منها كثيرا، ولكن سبحان الله! فالشيطان قد ينسيك ولكن نيتك خير لعله خير.
==================
في النهاية، أريد أن أنصحكم بأنتقوموا بفعل عشرة أشياء مما سأقوله الآن، وأنا أضمن لمن سيفعلها مستقبلا باهرا وغيرعادي، وحياة ناجحة ومميزة..
إذاً فقط اختار 10 امور من ال17 التالية وحياتك ح تتغير وتنضج بشكل غير عادي:
1-اقرأ كل أسبوع كتابا. "المحصلة 50 كتاب في السنة". ( مهم جدا )
2- إقرأ جريدةهادفة كل يوم.
3- اشترك في مجلة ثقافية..
4- سافر لمشاهدة العالم.
5- تعلمحرفة على أيدي حرفي مهما كنت مقتدرا.
6- قم بزيارة آثار ومعالم ومتاحف بلدك معخبير.
7- رافق إنسانا ناجحا أو صاحب تجربة في الحياة ولو كنت حاملا له حقيبته.
8- شاهد قناة ديسكفري.
9- شاهد نشرة الأخبار يوميا.
10- ابحث عن تاريخعائلتك.
11- حاول كتابة قصة أو شعر أو أغنية أو أي فكرة.
12- ناقش واسأل فيالكلية أو الفصل..
سألوا فائزا بجائزة نوبل عن سبب فوزه قال إن والدته كانت تحثه علىأن يسأل كل يوم سؤالا مفيدا للأستاذ!
13- العب شطرنج.
14- ادخل على النت علىمواقع ثقافية.
15- اذهب لزيارة مكتبة عامة.
16- اعمل في الصيف.
17- تعلمكل ثلاثة أشهر مهارة أو رياضة جديدة.
================
الحلقة (18) موسى والخضر - الجزء الثاني
الرضا والإيمان بالقدر خيره وشره:
حلقة اليومتتمحور حول ركن من أركان الإسلام، وهو الإيمان بالقدر - خيره وشره- والرضا،
فلايمكن أن تؤمن بالقدر - خيره وشره- ولا يمكن أن ترضى إلا إذا فهمت ثلاثة أسماء منأسماء الله الحسنى وهي:
اسم الله "العليم"، واسم الله "الحكيم"، واسم الله "الرحيم"،
فبقدر إيمانك ويقينك وثقتك بهذه الأسماء، ترضى عن قدر الله في حياتكوترضى عما لا تجد له تفسيرا في الكون وعما تراه متناقضا في الكون، وتبكي من حبكلعلمه ورحمته وحكمته سبحانه..
يقول ابن القيم: "الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنةالدنيا".
أقسم بالله لم تسقط ورقة من شجرة إلا بعلم الله ولحكمة منه – عز وجل- فمابالك بإعصار أو بحادثة سير أو أي حدث آخر؟
يقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَيَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُمِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَرَطْبٍ وَلاَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }(الانعام59)
تعلموا الرضا عن ربنا عملياً..
قصص حياتنا كلها ح نشوفها في ال3 قصص اللي لموسى والخضر..
رزق فقدته.. حبيب فقدته..تأخر رزقك.. تأخر زواجك.. تأخر الانجاب..
بصو للحياة بفكرة ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ))
ارجوكم اطلعوا من دي الحلقة وانتوا راضيين عن ربنا...
عيشوا الحياة بمنظار " لعله خير"
فلا شيء إلا ويحدثلحكمة من الله وكل حكمة متعلقة بالخير المتلقى، فلا يصدر عن الله الشر أبدًا، وإنبدا لك أن ما يحدث متناقضا أو شرًّا فلا يمكن أن يكون إلا خير، وهذا ما توضحه قصة "موسى – عليه السلام- والخضر".
((فانطلقا))
اخرج الى عوالم الله.. اطلع برا مشكلتك.. اخرج برا همومك..
لموسى مع الخضر 3 انطلاقات كلها احتكاك بالناس...
خش وسط الناس وعالج مشاكلهم وحس بيها ولاتقعد في برجك العاجي..
ركبوا سفينة ولم يرضى اصحابها ان ياخذوا منهم اجرة.. رأى موسى عليه السلام والخضر عصفورا يشرب.. فسأل الخضر موسى كم أخذ هذا العصفور من الماء فقال قطرة او قطرتين.. فقال:
ياموسى ماعلمي ولاعلمك إلى علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر...
الخضر مابيفوِّت فرصة.. وبيعلم بوسائل الايضاح الطبيعية...
.............
لما خرق الخضر السفينة في نظر موسى ان الخضر افسد حياة ناس ضعاف..
((قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا))
بس الخضر صامت" بيجسد صورة القدر"
((قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا))
لازم تكون راضي عن ربنا وموشرط تلاقي تفسير للي بيصير...
...........
ثم دخلوا قرية فرأى غلاما فأخذه وقتله...!!!!!
موسى ح يتجنن ((أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا))
الخضر ((قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا))
صمت..سيدنا موسى محتاج تدريب عالصبر..
وانتي كمان معليش استحملي واصبري.. مصيبتك منتي فاهمتها بس معليش أكيد فيها خير ولو ماكنتي فاهمته...
فانطلقا.. دخلوا قرية وكانو جعانين.. بس اهل القرية كانوا بخلاء مارضيوش يطعموهم..
أخذ يدور حول البيوت ((فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه))
ياللا ياموسى ح نصلح البيت ونرممه..
طب ليش؟
يعني اللي اكرمونا ودخلونا السفينة خرقتها لهم..
ودول البخلاء اللي مارضيوش يضيفونا تبني لهم بيت!!!!!
ايش التناقض دا؟؟؟؟؟
طب ناخذ فلوس ع البناء...
الخضر ((قال هذا فراق بيني وبينك.........))
لو ما استحملت فهذا هو القدر..
مش هي دي حياتكم تعال أوريك آخرتها ايش وقيس انت على حياتك...
ياجماعة اقرؤوا سورة الكهف اسبوعياً عشان كل يوم جمعة ترضى عن ربنا فينور وجهك لأنك رضيت....
كل ما تشوف حاجة صايرة لك قول أكيد فيها خير...
أحيانا يحصل في حياتك عيب.. بس هوّ هوّ قد يكون سبب نجاتك وانت مش واخذ بالك..
تعامل مع العيوب اللي في حياتك على إنها قدر ربنا وقدر ربنا كله رحمة لأنه عليم وانت مش عارف مصلحتك..
تأويل القصة الأولى:
يقول الخضر لموسى – عليه السلام- عن الرحلة الأولى والسفينة التي ثقبها الخضر، قال تعالى: {أَمَّاالسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْأَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (الكهف 79)،
فهذه السفينة كانت مِلكًا لمساكين، تعتبر مشروعهم الاقتصادي، وهي للقرية كلها،هؤلاء البحارة يكسبون الرزق للقرية بكاملها بهذا المشروع البسيط، وكانت هذه السفينةفي طريقها في الإبحار إلى البلد المجاور لهم، ولم يعلموا، أن بها ملكا يأخذ أيسفينة سليمة ليضمها إلى أسطوله، فخاف الخضر على القرية، وكان الحل أن يضرّ الخضرالسفينة ضررا أصغر ليحمي السفينة من ضرر أكبر، فعندما يعاين الملك السفينة لايأخذها لما فيها من خرق، فيحمدوا الله على ذلك. فلنتخيل إن لم يخرق الخضر هذهالسفينة، فماذا سيحدث؟ كان الملك سوف يستحوذ على السفينة، وإن اعترض أحد البحارةسجنه أو قتله وستتيتم أطفاله، وسيضيع رزق قرية بأكملها، كان هذا واردًا إن لم يتدخلالخضر.
قد تكون أي مشكلة تؤرقك في حياتك خيرا لاتعلمه أنت، وإن حاولت أن تتذكر أكبر إنجازات في حياتك، فسوف تجد قبلها أزمة شديدةأدت إلى هذا الإنجاز..
فبسبب قصة ذبح إسماعيل – عليه السلام- التي قد تبدو في أولهاأزمة، كانت سببا بعد ذلك في إطعام فقراء العالم إلى يوم القيامة في عيد الأضحى، ومندون أزمة السيدة هاجر وابنها إسماعيل – عليه السلام- ما كانت تفجرت عين زمزم..
ولولاإلقاء يوسف – عليه السلام- في البئر ما نجت مصر من المجاعة..
فبسبب الصراع بين الأوسوالخزرج، وجد الأنصار الخلاص عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقبلوه..
ولولاحروب الردة وما كان فيها من تدريب للمسلمين، وما انتصروا على الفرس والروم، مما أدىإلى إسلام مصر والعراق وفلسطين.
احمد الله وارضَ عنه وارضبقضائه وقدره في حياتك،
فكلمة "الرضا" تعني ترك الاعتراض على الله –سبحانه وتعالى- في ملكه،
وأن تقف مع الله حيث أراد،
أنا معك يارب حطني مطرح منت عايز..ياربي أنا راضي باللي يرضيك بس ارضى عني..
لذا فمن قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: "رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً-" وجب على الله –سبحانه وتعالى- أن يرضيه في ذلك اليوم،
ولذا أيضًا بعد كل آذان: " رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً-" غفرت له ذنوبه،
ولذا يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "ذاق طعم الإيمان من رضيبالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً "، فهذاهو المؤمن بحق.
جاء رجل للرسول – صلى الله عليه وسلم- يقول: "أي العمل أفضل؟" قالالرسول – صلى الله عليه وسلم-: "إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله" فقالالرجل:"هل هناك شيء أهون من ذلك؟" فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ألاتتهمه في ملكه، ألا تتهمه في شيء قضاه".
كأن الله يقول لنا إن لم ترضوا بقضائيفاخرجوا من تحت سمائي.
فتخيل ابنًا مرض ولابد من بتر يده وإلا مات وأمه ترفض أنتقطع يده، والأب مصر على قطع يده، فمن أشد رحمة بالولد؟
أبوه أشد رحمةً به لأنهسيموت إن لم تقطع يده..
يقول الله تعالى: {...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِاضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ}(المائدة3 )،
فقد رضي الله لك به، فهلا ترضى أنت؟تأويل القصةالثانية:
يقول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِفَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنيُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} (الكهف80-81)،
فالله العليم يعلم كيف سيكون مستقبل هذا الولد؟
فهذا الغلام الذي لميبلغ بعد سيكون طاغية، وكلمة (طاغية) معناها في القرآن أشد بكثير من (ظالم)، ولا يوصف بها إلا القلائل من عُتاة الإجرام في الأرض، من أمثال هتلر وغيره،وسبب طغيانه في الآية هو كفره، لأن كفره لنفسه، أما بطغيانه سوف يفسد في الأرض،
ويأتي هنا السؤال عن الحكمة وراء خلق الفتى، ربما كتب لوالديه درجة عالية في الجنة،لا يبلغاها إلا بوفاة ابنهما والصبر على ذلك،
أو ربما يرزقهما الله بعدها بولد آخر فيعيشان حامدينلله باقي العمر،
أو قد تكون وفاته رحمة للشباب أمثاله ليأخذوا عبرة ويرجعوا إلىالله،
أما الولد فكان إن بلغ سيكون مصيره إلى النار لطغيانه، أما بوفاته قبل بلوغهفقد أصبح مصيره إلى الجنة،
فمن وراء موته انتفع المجتمع وانتفع والداه وانتفع هو.
أمثلة أخرى للرضا:
* لقد زرت أمًّا فقدت ابنها، وكانت الأم منهارة،فأخبرتها أن أحيانًا يموت الابن في سن صغيرة لحكمة، فإن استغفرت له واعتمرت لهوبعثت له من الحسنات يكون مصيره الفردوس الأعلى، قد يكون منالها له صعبًا إن بقيعلى قيد الحياة، ولولا موته ما كنت أقدمت على هذه الحسنات، فيكون موته رحمة لك وله..
يااه دنيا ايه اللي الواحد شايل همها.. ماكلنا ميتين..
يارب ارضى عني..
* ذهب عروة بن الزبير لزيارة أمير المؤمنين، وكان معه ابنه الصغير، فأتاه ألمشديد، ونصحه الأطباء ببتر ساقه لمرضه، وفي اللحظة نفسها كان ابنه يلعب مع الخيل،فدهسته الخيل ومات، ففي اللحظة نفسها فقد ساقه وولده، فعندما أتاه الناس لا يدرونبما يواسونه، فصار ينظر لهم ويبتسم ويقول لهم:
"اللهم لك الحمد كان عندي سبعة عيال،أخذت واحدا وأبقيت ستة، وكان عندي أربعة أطراف، فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فلكالحمد، فإن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت منعت فقد أعطيت، فلك الحمد"،
* وقد أصابالصحابي "عمران بن حصيل" مرض مُقعد، يجعله لا يترك فراشه، وقد لازم فراشه شهوراوسنين، فعندما يأتي له الناس لزيارته، يقول لهم: "شيء أحبه الله أحببته، والله مالي في الأمور من هوى إلا مراد الله".
* عندما قُتل سيدنا حمزة – رضي الله عنه- يوم بدر، ومُثل بجسده وجاءت هند وشقت بطنه لتأخذ كبده، فقال النبي – صلى الله عليهوسلم- للزبير، ألا تراه السيدة صفية أمه وأخت حمزة، فوقف الزبير ليمنع السيدة صفيةمن المرور، فقالت له: "أتخشى علي، والله إن ما حدث لحمزة بجوار عطاء الله لنالقليل، ولقد أرضانا كثيرًا"، فلما سمع النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "أئذنوالها أن تره".
* لي صديق اسمه عاصم، فقد ابنته وكانت في الثامنة عشر من عمرها منذشهرين، رحمها الله، وقد تألم كثيرًا، ولكنه يقول لي، أنه عاش مع ابنته ثمانية عشرةعامًا، وقد أنعم الله عليه بمتعة قضاء هذه الأعوام مع ابنته، التي كانت ترسل لهرسائل تقول له فيها كم تحبه وهما في بيت واحد! فنعم بهذه الأعوام القليلة ما لمينعمه من قضى مع أولاده عشرات السنين،
فإن رضيت على الله رضى عنك،
ألم تسمع بالآية
: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌتَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبدًا رَّضِيَ اللّهُعَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }(المائدة119)؟تأويل القصة الثالثة:
قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُفَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌلَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَاأَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُعَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} (الكهف 82)
فلعلم والدهما بأن القرية كلها بخلاء فقد أخفى الوالد الكنز تحت هذا الجدار، لكييأخذ الولدان الكنز عندما يبلُغا أشُدهما، فعندما مر موسى – عليه السلام- والخضرعلى الجدار كان الولدان لا يزالا صغيرين، فخاف أن يتهدم الجدار فيظهر الكنز، فرممالجدار،
فإن كنت أبًا صالحًا لا تخف فإن قدر الله سيرعى أولادك،
قد يتأخر رزق هاذيناليتيمين، ولكن قد تكون الرحمة في تأخر هذا الرزق،
ح يتأخر الرزق 20 سنة دا احسن لهم..صحيح ح يتمرمطوا وهم صغار بس معليش عشان يجمدوا وياخذوها لما يكبروا...
فإن تأخر الزواج أو الإنجاب، فاصبروا ففي تأخر الرزق رحمة وخير..
وفي هذهالقصة قيمة أخرى، ألا وهي ادخار شيء للأبناء لمستقبلهم، فلا تسرف فيما معك..
واعلموايا شباب، أن الآباء في القصة الثانية والثالثة كانوا صالحين، ولحب الله للآباء فقدتوفى الله الابن الطاغية في القصة الثانية،
فاحذروا العقوق يا شباب، فقد مات الفتىلأجل والديه، وسينال الغلامان في القصة الثالثة الكنز من أجل أبيهماالصالح.
في النهاية كان خرق السفينة رحمة،
و كانقتل الغلام رحمة،
و كان تأخير الرزق رحمة؛
فالرحمة هي مدار الحياة،
فالأمومة رحمة،
والنبي – صلى الله عليه سلم- رحمة كما قال عليه الصلاة والسلام :"إنما أنا رحمةمهداة"،
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }(الأنبياء107)،
والأنبياء رحمة.. ووجود الوالدين رحمة..والزواج والأسر رحمة.. لقدقام الكون على الرحمة..
قال تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَاحَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِمَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }(الأعراف156)،
قال الله تعالى في الحديث القدسي: "إن الله كتب تحت العرش إن رحمتيسبقت غضبي".
ما استفاده موسى عليه السلام من هذه الرحلات:
فقد كان سيدناموسى – عليه السلام- بحاجة لتعلم الصبر، وعلمته هذه الرحلات الثلاث الصبر، لكييستطيع أن يكمل دعوته لبني إسرائيل..
وغير ذلك فقد جاء موسى – عليه السلام- من أزمةفرعون وطغيانه للخضر، و قدر الله – سبحانه وتعالى فوق طغيان فرعون ومحاربته للحق -،فيرجع موسى – عليه السلام- وكله استبشار بالمستقبل لما يعلمه من رحمة الله في قدره..
ياموسى انت شايل الحق وقدر ربنا فوق فرعون وفوقك.. وقدر ربنا كله رحمة بس اصبر...
وقد نجى موسى – عليه السلام- بعد ذلك بالقدر عندما عبر البحر،
ذهب موسى – عليهالسلام- للخضر وهو يحمل مشكلة أمة، فأراه الخضر كيف يحل قدر الله –سبحانه وتعالى- مشاكل الأفراد؟
فما بالك بمشاكل أمة؟
أيعقل أن يهتم الله كل هذا القدر بالأفراد ولايهتم بالأمة؟!
هذه القصة تبث الأمل للأمة الإسلامية اليوم، فكل ما يحدث لنا الآنينطبق عليه قوله تعالى:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْوَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْشَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }(البقرة216 )،
تخيل يوم القيامة عندما يرينا اللهحياتنا ونهاية كل من الأزمات برحمة الله وقدره، وقد تكون تلك إحدى لذات الجنة،فتذوب حبًّا لله – سبحانه وتعالى- ولذلك قال تعالى:
{دَعْوَاهُمْ فِيهَاسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }(يونس10)
وعندما يدخل أهل الجنة يقول لهمالله: "هل رضيتم؟" فيقولون: "ومالنا لا نرضى وقد بيضت وجوهنا وأدخلتنا الجنة" فيقولالله –سبحانه وتعالى-: "بقى شيء أن أرضى عنكم فلا أسخط بعدهاأبدًا"
الواجب:
راجعو قصص حياتكم وشوفوا كم انجاز حصل لكم وكان وراه أزمة....
وإذا عندكم مشاكل او عقبات لاتتضايقوا والله الفرج قريب بس ارضوا عن ربنا.....

بايعتهالربي :
الحلقة (17) موسى والخضر - الجزء الأول قصتنا اليوم من أغرب القصص: فهي قصة رجل غامض غريب،فيها لغز، وبالرغم من أن سورة الفاتحة (7 )آيات فقط لا غير، وبالرغم من أن هناكأحكام في القرآن موجودة في (3) آيات فإن قصتنا اليوم جاءت في القرآن في (22) آية، إذًا، فهناك رسالة مهمة، ولكن لا يشعر بها ولا يعيشها أحد. هناك لقاء تاريخي، لقاءفي منتهى الغرابة بين نبي من أعظم الأنبياء وعالم غيرعادي.. عالم غامض، والغريب أنالنبي هو الذي سعى للقائه. قصتنا اليوم هي قصة سيدنا موسى والخضر، واليوم لا نحكيقصة سيدنا موسى وإنما نحكي قصة الخضر. مكانة العلم قديما وكيفأصبحنا؟سافر سيدنا موسى آلاف الكيلومترات ليقابل هذا الرجل ويتعلم منه ثلاثةمواضيع ثم يعود. العلم الذي لم يعد موجودا وأهملته الأمة، العلم الذي أصبح العالمالعربي ينظر إليه على أنه من الكماليات، أُمة "اقرأ" والتي أول آياتها في قرآنها "اقرأ"، أربعون في المائة من أفرادها لا يعرفون القراءة والكتابة! والمتعلمون لايهتمون بالقراءةهدف القصة:يا شباب، اقرأوا كثيرا، فكفى دخولاعلى شبكة الإنترنت للعب والدردشة والدخول على المواقع الإباحية، وادخلوا على مواقعمفيدة للتعلم ، يجب أن تتعلموا وتقرأوا كثيرا، فمن خلال قصة موسى أريد أن أقول ثلاثصفات يجب أن تكون موجودة فيمن يريد أن يتعلم كما أريد أن أوضح لكم ست عشرة صفة اخترمنها عشر صفات، لو حافظت عليها ستة أشهر أضمن لك النجاح ومستقبلا باهرا لك ولأمتك.. فما هي قصة موسى والخضر؟دليل أهمية قصة موسى والخضر: أراد الله سبحانهوتعالى لتلك الأمة أن تنهض، لنقرأ الآيات: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ..........)) ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا... } (القصص: 4،5) بماذا ستمن يا الله على تلك الأمة الضعيفة؟ بالعلم أول شئ. تلك القصة لأهميتهاموجودة في القرآن وحكاها النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعندما نجد شيئا مكرر مرتين في القرآن والسنة نعرف أن تركيزا غير عاديعليه، مثلها مثل قصة أصحاب الأخدود، فهما القصتان الوحيدتان اللتان تجد النبيصلى الله عليه وسلم يقصهما، وفي الوقت نفسه موجودتان في القرآن بتفاصيل عديدة.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن موسى قام خطيبا في بنيإسرائيل ينصحهم بالعلم وأهميته، وفي وسط تلك الخطبة قام رجل من بني إسرائيل وقدتأثر بحديثه قائلا: "يا نبي الله، من أعلم أهل الأرض؟" فنظر موسى حوله ونظر إلى قصرفرعون وقال: "أنا"، فعتب الله عليه؛ لأنه لم ينسب العلم إلى الله ولم يقل (اللهأعلم)! فماذا سيحدث الآن وهم لا يريدون أن يتعلموا؟ ستحدث قصة مثيرة. حدث يوقظ بنيإسرائيل ويلفت انتباههم لأهمية وقيمة العلم، عندما أجاب موسى الرجل وقال: "أنا"، فيتلك اللحظة نزل عليه جبريل بعتاب الله عليه وأخبره أن لله عبدا أعلم منه...تعجببنو إسرائيل كثيرا لهذا، فكيف يكون هناك من هو أعلم من موسى، وهو كليم الله، والذيينزل عليه التوراة؟ وهناك ما سيجذب انتباههم أكثر للعلم بالتشويق؛ لأنهم قوم جدللأن الكلام النظري لم يؤتِ بثماره معهم، ثم قال له جبريل: إن لله عبدا عند مجمعالبحرين اذهب وتعلم منه. لكن أين مجمع البحرين؟ لا يوجد له في الخريطة إلا منطقتين: إمارأس محمد بسيناء، أو التقاء النيل الأبيض مع النيل الأزرق بالسودان، فاتعب يا موسىوسافر للبحث، فالعلم يحتاج إلى تعب، وبدأت الأحاديث الجانبية لبني إسرائيل وسؤالهمعن تلك القصة الغامضة، فموسى من المحتمل أن يسافر للبحث، وهو حتى لا يعرف أي منطقة،سيبحث في مصر من الشمال للجنوب، وفي هذا دليل على قيمة العلم وأنه غالٍ. يااااااااه تخيل أن كلهذا في ديننا والأمة أغلبها لا يقرأ!!!! فقال موسى: " يا رب، دلني عليه"، حيث إنالرحلة غامضة، فقال: " يا موسى احمل حوتا مملحا، وضعه في متكل، واحمله، وسر به إلىمجمع البحرين، ستجد الرجل". استخدم الله مع بني إسرائيل التشويق، فهذه الطريقةالمفتقدة الآن في العالم العربي موجودة في القرآن. لماذا لم يأخذ جبريل موسىمباشرة إلى الرجل؟ لأن هذا هو حال العلم اليوم وهو لا يؤدي إلى النجاح، يجب أن يتعبموسى ليُظهر للأمة أهمية العلم، فكيف يخرج بعض الناس أولادهم من المدارس؟ يا شباب،هل ذهبتم إلى أي قرية لتعلموا أبناءها؟ وأنت يا متعلم، هل أنت متعلم بحق أم تبحثفقط عن الشهادة والدرجات؟ وأنتم يا آباء ويا أمهات، أين التشويق لتحببوا أولادكم فيالعلم؟ من السهل أن تأخذ أولادك إلى المدرسة، ولكن هل تستطيع أن تجعلهم يعشقونالعلم؟؟!! الهدف من قصة اليوم هو أن يصل إليك أنك لو كنت تحب الله يجب أن تعشقالعلم. صفات من يرغب بالتعلم:هناك ثلاث صفات يجب أن تكون فيمن يرغببالتعلم: الصفة الأولى: إصرار وعزيمة وصبر شديد على التعلم.. "ح أموِّت نفسي وأتعلم".. ((لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين)) = مش ح يهدأ لي بال حتى اوصل.. ((أو أمضي حقبا)) = أو ح أفضل ماشي 25 سنة.. معنى الحقب: خمس وعشرون سنة.. أتلاحظ الاهتمام بالعلم؟ فموسىلا يعرف حتى نوعية العلم الذي سيذهب للحصول عليه لكن أترى الإصرار على التعلم؟ الصفة الثانية: أدبوتواضع مع من ستتعلم منه.. الصفة الثالثة: أن ترغب بتعلم كل ما هو مفيد.. والثلاثصفات موجودة بالقصة. قيمة الإصرار على العلم: ذهب شاب إلى حكيم وقال له: " أريد أن أتعلم كلما تعرفه". قال له الحكيم: " أصادق أنت؟"، قال: "نعم". قال: "فاتبعني إلى النهر"،ثم طلب منه الحكيم أن ينظر إلى صفحة الماء، قال الشاب: لا أرى شيئا، فطلب منهالحكيم أن يخفض رأسه فأخفضها، فأمسك الحكيم برأس الشاب وأنزلها في الماء ثم قال له: ما الشيء الذي كنت ترغب به وأنت قريب من الغرق؟ قال الشاب: الهواء. فقال له الحكيم: لو أن رغبتك في الحصول على العلم مثل رغبتك في الحصول على الهواء عندها فقط سوفأعلمك.. يقول الله سبحانه وتعالى {... وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (طه114)، نزلتهذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الخمسين من عمره، يجب ألا نشبع منالعلم وأن نطلب المزيد. قيمة العلم وطلبته والمعلمون:انظر إلى أحاديثالرسول صلى الله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضلي على أبنائكم". وانظرلحديث آخر: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتىالحوت ليصلون لمعلم الناس الخير"، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقايبتغي فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة". والحديث الشريف "وإن الملائكة لتضعأجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع". فطالب العلم ليس فقط الذي يذاكر، ولكن اقرأولو كتابا واحدا في الأسبوع. أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن العالمليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء". وحديث النبي صلىالله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب". وهذا الحديث " إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولادينار ولكن ورثوا هذا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". . رحلة موسى للبحثعن الخضر: وانطلق موسى والفتى في رحلتهما للبحث عن العلم، وتصف لنا الآيات تلكالرحلة: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَالْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَانَسِيَا حُوتَهُمَا... } (الكهف:60،61)، ومن شدة التعب والسفر نسي يوشع بن نون،وكان معهما في المكتل طعام للرحلة، والسمكة المشوية ولكنها ليست للأكل وإنما علامة،فماذا حدث؟ وصلا إلى مجمع البحرين حيث من المفترض أن يجدا الخضر، ودب الله سبحانهوتعالى الروح في السمكة وقفزت من المكتل وهما في الطريق، يقول تعالى { فَلَمَّاجَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَانَصَبًا } (الكهف62)، فلما فتح يوشع بن نون المكتل ليخرج الغذاء لم يجد السمكة،فأُحرج وقال: { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُالْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ... } (الكهف63)، فالشيطان لا يريدلتلك الرحلة أن تتم؛ لأنه لقاء عالم بنبي وسنتعلم منها كثيرا، ولكن سبحان الله! فالشيطان قد ينسيك ولكن نيتك خير لعله خير. ================== في النهاية، أريد أن أنصحكم بأنتقوموا بفعل عشرة أشياء مما سأقوله الآن، وأنا أضمن لمن سيفعلها مستقبلا باهرا وغيرعادي، وحياة ناجحة ومميزة.. إذاً فقط اختار 10 امور من ال17 التالية وحياتك ح تتغير وتنضج بشكل غير عادي: 1-اقرأ كل أسبوع كتابا. "المحصلة 50 كتاب في السنة". ( مهم جدا ) 2- إقرأ جريدةهادفة كل يوم. 3- اشترك في مجلة ثقافية.. 4- سافر لمشاهدة العالم. 5- تعلمحرفة على أيدي حرفي مهما كنت مقتدرا. 6- قم بزيارة آثار ومعالم ومتاحف بلدك معخبير. 7- رافق إنسانا ناجحا أو صاحب تجربة في الحياة ولو كنت حاملا له حقيبته. 8- شاهد قناة ديسكفري. 9- شاهد نشرة الأخبار يوميا. 10- ابحث عن تاريخعائلتك. 11- حاول كتابة قصة أو شعر أو أغنية أو أي فكرة. 12- ناقش واسأل فيالكلية أو الفصل.. سألوا فائزا بجائزة نوبل عن سبب فوزه قال إن والدته كانت تحثه علىأن يسأل كل يوم سؤالا مفيدا للأستاذ! 13- العب شطرنج. 14- ادخل على النت علىمواقع ثقافية. 15- اذهب لزيارة مكتبة عامة. 16- اعمل في الصيف. 17- تعلمكل ثلاثة أشهر مهارة أو رياضة جديدة. ================ الحلقة (18) موسى والخضر - الجزء الثاني الرضا والإيمان بالقدر خيره وشره: حلقة اليومتتمحور حول ركن من أركان الإسلام، وهو الإيمان بالقدر - خيره وشره- والرضا، فلايمكن أن تؤمن بالقدر - خيره وشره- ولا يمكن أن ترضى إلا إذا فهمت ثلاثة أسماء منأسماء الله الحسنى وهي: اسم الله "العليم"، واسم الله "الحكيم"، واسم الله "الرحيم"، فبقدر إيمانك ويقينك وثقتك بهذه الأسماء، ترضى عن قدر الله في حياتكوترضى عما لا تجد له تفسيرا في الكون وعما تراه متناقضا في الكون، وتبكي من حبكلعلمه ورحمته وحكمته سبحانه.. يقول ابن القيم: "الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنةالدنيا". أقسم بالله لم تسقط ورقة من شجرة إلا بعلم الله ولحكمة منه – عز وجل- فمابالك بإعصار أو بحادثة سير أو أي حدث آخر؟ يقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَيَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُمِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَرَطْبٍ وَلاَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }(الانعام59) تعلموا الرضا عن ربنا عملياً.. قصص حياتنا كلها ح نشوفها في ال3 قصص اللي لموسى والخضر.. رزق فقدته.. حبيب فقدته..تأخر رزقك.. تأخر زواجك.. تأخر الانجاب.. بصو للحياة بفكرة ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )) ارجوكم اطلعوا من دي الحلقة وانتوا راضيين عن ربنا... عيشوا الحياة بمنظار " لعله خير" فلا شيء إلا ويحدثلحكمة من الله وكل حكمة متعلقة بالخير المتلقى، فلا يصدر عن الله الشر أبدًا، وإنبدا لك أن ما يحدث متناقضا أو شرًّا فلا يمكن أن يكون إلا خير، وهذا ما توضحه قصة "موسى – عليه السلام- والخضر". ((فانطلقا)) اخرج الى عوالم الله.. اطلع برا مشكلتك.. اخرج برا همومك.. لموسى مع الخضر 3 انطلاقات كلها احتكاك بالناس... خش وسط الناس وعالج مشاكلهم وحس بيها ولاتقعد في برجك العاجي.. ركبوا سفينة ولم يرضى اصحابها ان ياخذوا منهم اجرة.. رأى موسى عليه السلام والخضر عصفورا يشرب.. فسأل الخضر موسى كم أخذ هذا العصفور من الماء فقال قطرة او قطرتين.. فقال: ياموسى ماعلمي ولاعلمك إلى علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر... الخضر مابيفوِّت فرصة.. وبيعلم بوسائل الايضاح الطبيعية... ............. لما خرق الخضر السفينة في نظر موسى ان الخضر افسد حياة ناس ضعاف.. ((قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا)) بس الخضر صامت" بيجسد صورة القدر" ((قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا)) لازم تكون راضي عن ربنا وموشرط تلاقي تفسير للي بيصير... ........... ثم دخلوا قرية فرأى غلاما فأخذه وقتله...!!!!! موسى ح يتجنن ((أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا)) الخضر ((قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا)) صمت..سيدنا موسى محتاج تدريب عالصبر.. وانتي كمان معليش استحملي واصبري.. مصيبتك منتي فاهمتها بس معليش أكيد فيها خير ولو ماكنتي فاهمته... فانطلقا.. دخلوا قرية وكانو جعانين.. بس اهل القرية كانوا بخلاء مارضيوش يطعموهم.. أخذ يدور حول البيوت ((فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه)) ياللا ياموسى ح نصلح البيت ونرممه.. طب ليش؟ يعني اللي اكرمونا ودخلونا السفينة خرقتها لهم.. ودول البخلاء اللي مارضيوش يضيفونا تبني لهم بيت!!!!! ايش التناقض دا؟؟؟؟؟ طب ناخذ فلوس ع البناء... الخضر ((قال هذا فراق بيني وبينك.........)) لو ما استحملت فهذا هو القدر.. مش هي دي حياتكم تعال أوريك آخرتها ايش وقيس انت على حياتك... ياجماعة اقرؤوا سورة الكهف اسبوعياً عشان كل يوم جمعة ترضى عن ربنا فينور وجهك لأنك رضيت.... كل ما تشوف حاجة صايرة لك قول أكيد فيها خير... أحيانا يحصل في حياتك عيب.. بس هوّ هوّ قد يكون سبب نجاتك وانت مش واخذ بالك.. تعامل مع العيوب اللي في حياتك على إنها قدر ربنا وقدر ربنا كله رحمة لأنه عليم وانت مش عارف مصلحتك.. تأويل القصة الأولى: يقول الخضر لموسى – عليه السلام- عن الرحلة الأولى والسفينة التي ثقبها الخضر، قال تعالى: {أَمَّاالسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْأَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (الكهف 79)، فهذه السفينة كانت مِلكًا لمساكين، تعتبر مشروعهم الاقتصادي، وهي للقرية كلها،هؤلاء البحارة يكسبون الرزق للقرية بكاملها بهذا المشروع البسيط، وكانت هذه السفينةفي طريقها في الإبحار إلى البلد المجاور لهم، ولم يعلموا، أن بها ملكا يأخذ أيسفينة سليمة ليضمها إلى أسطوله، فخاف الخضر على القرية، وكان الحل أن يضرّ الخضرالسفينة ضررا أصغر ليحمي السفينة من ضرر أكبر، فعندما يعاين الملك السفينة لايأخذها لما فيها من خرق، فيحمدوا الله على ذلك. فلنتخيل إن لم يخرق الخضر هذهالسفينة، فماذا سيحدث؟ كان الملك سوف يستحوذ على السفينة، وإن اعترض أحد البحارةسجنه أو قتله وستتيتم أطفاله، وسيضيع رزق قرية بأكملها، كان هذا واردًا إن لم يتدخلالخضر. قد تكون أي مشكلة تؤرقك في حياتك خيرا لاتعلمه أنت، وإن حاولت أن تتذكر أكبر إنجازات في حياتك، فسوف تجد قبلها أزمة شديدةأدت إلى هذا الإنجاز.. فبسبب قصة ذبح إسماعيل – عليه السلام- التي قد تبدو في أولهاأزمة، كانت سببا بعد ذلك في إطعام فقراء العالم إلى يوم القيامة في عيد الأضحى، ومندون أزمة السيدة هاجر وابنها إسماعيل – عليه السلام- ما كانت تفجرت عين زمزم.. ولولاإلقاء يوسف – عليه السلام- في البئر ما نجت مصر من المجاعة.. فبسبب الصراع بين الأوسوالخزرج، وجد الأنصار الخلاص عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقبلوه.. ولولاحروب الردة وما كان فيها من تدريب للمسلمين، وما انتصروا على الفرس والروم، مما أدىإلى إسلام مصر والعراق وفلسطين. احمد الله وارضَ عنه وارضبقضائه وقدره في حياتك، فكلمة "الرضا" تعني ترك الاعتراض على الله –سبحانه وتعالى- في ملكه، وأن تقف مع الله حيث أراد، أنا معك يارب حطني مطرح منت عايز..ياربي أنا راضي باللي يرضيك بس ارضى عني.. لذا فمن قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: "رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً-" وجب على الله –سبحانه وتعالى- أن يرضيه في ذلك اليوم، ولذا أيضًا بعد كل آذان: " رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً-" غفرت له ذنوبه، ولذا يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "ذاق طعم الإيمان من رضيبالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً "، فهذاهو المؤمن بحق. جاء رجل للرسول – صلى الله عليه وسلم- يقول: "أي العمل أفضل؟" قالالرسول – صلى الله عليه وسلم-: "إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله" فقالالرجل:"هل هناك شيء أهون من ذلك؟" فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ألاتتهمه في ملكه، ألا تتهمه في شيء قضاه". كأن الله يقول لنا إن لم ترضوا بقضائيفاخرجوا من تحت سمائي. فتخيل ابنًا مرض ولابد من بتر يده وإلا مات وأمه ترفض أنتقطع يده، والأب مصر على قطع يده، فمن أشد رحمة بالولد؟ أبوه أشد رحمةً به لأنهسيموت إن لم تقطع يده.. يقول الله تعالى: {...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِاضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ}(المائدة3 )، فقد رضي الله لك به، فهلا ترضى أنت؟تأويل القصةالثانية: يقول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِفَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنيُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} (الكهف80-81)، فالله العليم يعلم كيف سيكون مستقبل هذا الولد؟ فهذا الغلام الذي لميبلغ بعد سيكون طاغية، وكلمة (طاغية) معناها في القرآن أشد بكثير من (ظالم)، ولا يوصف بها إلا القلائل من عُتاة الإجرام في الأرض، من أمثال هتلر وغيره،وسبب طغيانه في الآية هو كفره، لأن كفره لنفسه، أما بطغيانه سوف يفسد في الأرض، ويأتي هنا السؤال عن الحكمة وراء خلق الفتى، ربما كتب لوالديه درجة عالية في الجنة،لا يبلغاها إلا بوفاة ابنهما والصبر على ذلك، أو ربما يرزقهما الله بعدها بولد آخر فيعيشان حامدينلله باقي العمر، أو قد تكون وفاته رحمة للشباب أمثاله ليأخذوا عبرة ويرجعوا إلىالله، أما الولد فكان إن بلغ سيكون مصيره إلى النار لطغيانه، أما بوفاته قبل بلوغهفقد أصبح مصيره إلى الجنة، فمن وراء موته انتفع المجتمع وانتفع والداه وانتفع هو. أمثلة أخرى للرضا: * لقد زرت أمًّا فقدت ابنها، وكانت الأم منهارة،فأخبرتها أن أحيانًا يموت الابن في سن صغيرة لحكمة، فإن استغفرت له واعتمرت لهوبعثت له من الحسنات يكون مصيره الفردوس الأعلى، قد يكون منالها له صعبًا إن بقيعلى قيد الحياة، ولولا موته ما كنت أقدمت على هذه الحسنات، فيكون موته رحمة لك وله.. يااه دنيا ايه اللي الواحد شايل همها.. ماكلنا ميتين.. يارب ارضى عني.. * ذهب عروة بن الزبير لزيارة أمير المؤمنين، وكان معه ابنه الصغير، فأتاه ألمشديد، ونصحه الأطباء ببتر ساقه لمرضه، وفي اللحظة نفسها كان ابنه يلعب مع الخيل،فدهسته الخيل ومات، ففي اللحظة نفسها فقد ساقه وولده، فعندما أتاه الناس لا يدرونبما يواسونه، فصار ينظر لهم ويبتسم ويقول لهم: "اللهم لك الحمد كان عندي سبعة عيال،أخذت واحدا وأبقيت ستة، وكان عندي أربعة أطراف، فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فلكالحمد، فإن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت منعت فقد أعطيت، فلك الحمد"، * وقد أصابالصحابي "عمران بن حصيل" مرض مُقعد، يجعله لا يترك فراشه، وقد لازم فراشه شهوراوسنين، فعندما يأتي له الناس لزيارته، يقول لهم: "شيء أحبه الله أحببته، والله مالي في الأمور من هوى إلا مراد الله". * عندما قُتل سيدنا حمزة – رضي الله عنه- يوم بدر، ومُثل بجسده وجاءت هند وشقت بطنه لتأخذ كبده، فقال النبي – صلى الله عليهوسلم- للزبير، ألا تراه السيدة صفية أمه وأخت حمزة، فوقف الزبير ليمنع السيدة صفيةمن المرور، فقالت له: "أتخشى علي، والله إن ما حدث لحمزة بجوار عطاء الله لنالقليل، ولقد أرضانا كثيرًا"، فلما سمع النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "أئذنوالها أن تره". * لي صديق اسمه عاصم، فقد ابنته وكانت في الثامنة عشر من عمرها منذشهرين، رحمها الله، وقد تألم كثيرًا، ولكنه يقول لي، أنه عاش مع ابنته ثمانية عشرةعامًا، وقد أنعم الله عليه بمتعة قضاء هذه الأعوام مع ابنته، التي كانت ترسل لهرسائل تقول له فيها كم تحبه وهما في بيت واحد! فنعم بهذه الأعوام القليلة ما لمينعمه من قضى مع أولاده عشرات السنين، فإن رضيت على الله رضى عنك، ألم تسمع بالآية : {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌتَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبدًا رَّضِيَ اللّهُعَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }(المائدة119)؟تأويل القصة الثالثة: قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُفَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌلَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَاأَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُعَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} (الكهف 82) فلعلم والدهما بأن القرية كلها بخلاء فقد أخفى الوالد الكنز تحت هذا الجدار، لكييأخذ الولدان الكنز عندما يبلُغا أشُدهما، فعندما مر موسى – عليه السلام- والخضرعلى الجدار كان الولدان لا يزالا صغيرين، فخاف أن يتهدم الجدار فيظهر الكنز، فرممالجدار، فإن كنت أبًا صالحًا لا تخف فإن قدر الله سيرعى أولادك، قد يتأخر رزق هاذيناليتيمين، ولكن قد تكون الرحمة في تأخر هذا الرزق، ح يتأخر الرزق 20 سنة دا احسن لهم..صحيح ح يتمرمطوا وهم صغار بس معليش عشان يجمدوا وياخذوها لما يكبروا... فإن تأخر الزواج أو الإنجاب، فاصبروا ففي تأخر الرزق رحمة وخير.. وفي هذهالقصة قيمة أخرى، ألا وهي ادخار شيء للأبناء لمستقبلهم، فلا تسرف فيما معك.. واعلموايا شباب، أن الآباء في القصة الثانية والثالثة كانوا صالحين، ولحب الله للآباء فقدتوفى الله الابن الطاغية في القصة الثانية، فاحذروا العقوق يا شباب، فقد مات الفتىلأجل والديه، وسينال الغلامان في القصة الثالثة الكنز من أجل أبيهماالصالح. في النهاية كان خرق السفينة رحمة، و كانقتل الغلام رحمة، و كان تأخير الرزق رحمة؛ فالرحمة هي مدار الحياة، فالأمومة رحمة، والنبي – صلى الله عليه سلم- رحمة كما قال عليه الصلاة والسلام :"إنما أنا رحمةمهداة"، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }(الأنبياء107)، والأنبياء رحمة.. ووجود الوالدين رحمة..والزواج والأسر رحمة.. لقدقام الكون على الرحمة.. قال تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَاحَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِمَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }(الأعراف156)، قال الله تعالى في الحديث القدسي: "إن الله كتب تحت العرش إن رحمتيسبقت غضبي". ما استفاده موسى عليه السلام من هذه الرحلات: فقد كان سيدناموسى – عليه السلام- بحاجة لتعلم الصبر، وعلمته هذه الرحلات الثلاث الصبر، لكييستطيع أن يكمل دعوته لبني إسرائيل.. وغير ذلك فقد جاء موسى – عليه السلام- من أزمةفرعون وطغيانه للخضر، و قدر الله – سبحانه وتعالى فوق طغيان فرعون ومحاربته للحق -،فيرجع موسى – عليه السلام- وكله استبشار بالمستقبل لما يعلمه من رحمة الله في قدره.. ياموسى انت شايل الحق وقدر ربنا فوق فرعون وفوقك.. وقدر ربنا كله رحمة بس اصبر... وقد نجى موسى – عليه السلام- بعد ذلك بالقدر عندما عبر البحر، ذهب موسى – عليهالسلام- للخضر وهو يحمل مشكلة أمة، فأراه الخضر كيف يحل قدر الله –سبحانه وتعالى- مشاكل الأفراد؟ فما بالك بمشاكل أمة؟ أيعقل أن يهتم الله كل هذا القدر بالأفراد ولايهتم بالأمة؟! هذه القصة تبث الأمل للأمة الإسلامية اليوم، فكل ما يحدث لنا الآنينطبق عليه قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْوَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْشَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }(البقرة216 )، تخيل يوم القيامة عندما يرينا اللهحياتنا ونهاية كل من الأزمات برحمة الله وقدره، وقد تكون تلك إحدى لذات الجنة،فتذوب حبًّا لله – سبحانه وتعالى- ولذلك قال تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَاسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }(يونس10) وعندما يدخل أهل الجنة يقول لهمالله: "هل رضيتم؟" فيقولون: "ومالنا لا نرضى وقد بيضت وجوهنا وأدخلتنا الجنة" فيقولالله –سبحانه وتعالى-: "بقى شيء أن أرضى عنكم فلا أسخط بعدهاأبدًا" الواجب: راجعو قصص حياتكم وشوفوا كم انجاز حصل لكم وكان وراه أزمة.... وإذا عندكم مشاكل او عقبات لاتتضايقوا والله الفرج قريب بس ارضوا عن ربنا.....الحلقة (17) موسى والخضر - الجزء الأول قصتنا اليوم من أغرب القصص: فهي قصة رجل غامض غريب،فيها...
الحلقة (19) ليلة القدر:
هاه ياجماعة اخباركم ايه مع رمضان..
كل واحد يسأل نفسه ياترى عُتقت؟؟؟
طب اللي ضيعوا رمضان من بدايته!!
ماتخافوش لسة عندكم فرصة..
إللي كان نايم الحق نفسك لسة الفرصة بيدك والأعمال بالخواتيم..
واللي كان شاد حيله أرجوك ماتضعف ولا تفتر اثبت اجمد العشرة دي مهمة..
انا ح اشتغل في العشرة الباقيين عشان أجيب ليلة القدر..الليلة دي ممكن تخلصني..
انا لازم أركز دا مستقبلي..
ياترى نفسك يكتب قدرك السنة دي وانت بتعمل ايه؟؟؟؟
طب نفسك ربنا يصطفيك واللا مش فارقة معاك؟؟
خصائص ليلة القدر:
1- القرآن نزل فيها يعني كل ميزات القرآن موجودة فيها: شفاء, رحمة, هدى,نور, برهان..ليلة هداية, ليلة سلام ومغفرة وعفو..
2- خير من ألف شهر..يعني العبادة فيها أفضل من 84 سنة عبادة..
3- تنزل الملائكة وجبريل فيها..
طب علاقتكم بالملائكة كيف؟؟
حاسس إنك لما تدعي بتؤمن على دعائك؟
بتحيط بك وتستغفر لك..
تخيل الملائكة كدا معك..وبتتنزل بالملايين..
4- ليلة كلها رحمة وسلام من الله لكل من يعبده..
5- سلم هي حتى مطلع الفجر.. يعني ممتدة من العشاء للفجر تدعي في أي وقت..
هي ليلة احتفال سنوي لإتصال السماء بالأرض..
وجبريل عليه السلام لاينزل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم للأرض إلا هذه الليلة..ينزل يتفقد القرآن..
ياترى ح يشوفنا واحنا بنعمل ايه؟؟؟؟؟
ثواب ليلة القدر:
1- كنوز حسنات.. كإنك بتعبد الف شهر =84 سنة.. يعني الليلة دي احسن من عمرك كله.. واحنا ياترى كم ح نعيش؟؟ ودي بس عشرة ايام..لازم نجيبها..
2- " من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه"
مبروووووك اللي فات اتمسح انت ماغلطت..نبدأمن جديد صفحة بيضاء..
3- اجابة الدعاء..
4- العتق من النار..
موعد الليلة:
" التمسوها في الوتر من العشر الأواخر"
الحق نفسك لازم تعمل حاجة..
بس اجتهد في العشرة كلها وبلاش تنشّن...
هي بس 10 ايام تتعب فيها وتكون كسبت عبادة 84سنة متصلة..
والله العمر بيضيع في شغلات ماتسوى وبالساعات والايام والشهور
طب دي عشر أيام فرصتنا خصوصا للمسرفين على أنفسهم "أمثالي" ضيعنا كثييييير ياللا نقوم نصلّح اللي باقي..
إذاً نتفق على:
1- صلاة تهجد..
2- نختم ختمة قرآن في العشر..
3- تركيز شديد في الدعاء..
4- عمل خير سري بينك وبين ربنا..
واللي عندها عذر تقعد تذكر ربنا كثير ودعاء كثير ويمكن بصدق قلبك واخلاصك تسبقي المصلين...
أخيرا الشيء اللي ممكن يحول بينك وبين ليلة القدر:
1- غفلة.. أو حتى لو كنت مركز بس عملت معصية في النهار..
2- ظلم, خناقة ,شحناء مع أحد..
الحق نفسك السنة دي..
اخاف تفوتك وتستنى السنة الجاية((لو عشت))
حاولو تكسبو الاجر مرتين.. وخذوا حد معاكم واحيوها..
هاه ياجماعة اخباركم ايه مع رمضان..
كل واحد يسأل نفسه ياترى عُتقت؟؟؟
طب اللي ضيعوا رمضان من بدايته!!
ماتخافوش لسة عندكم فرصة..
إللي كان نايم الحق نفسك لسة الفرصة بيدك والأعمال بالخواتيم..
واللي كان شاد حيله أرجوك ماتضعف ولا تفتر اثبت اجمد العشرة دي مهمة..
انا ح اشتغل في العشرة الباقيين عشان أجيب ليلة القدر..الليلة دي ممكن تخلصني..
انا لازم أركز دا مستقبلي..
ياترى نفسك يكتب قدرك السنة دي وانت بتعمل ايه؟؟؟؟
طب نفسك ربنا يصطفيك واللا مش فارقة معاك؟؟
خصائص ليلة القدر:
1- القرآن نزل فيها يعني كل ميزات القرآن موجودة فيها: شفاء, رحمة, هدى,نور, برهان..ليلة هداية, ليلة سلام ومغفرة وعفو..
2- خير من ألف شهر..يعني العبادة فيها أفضل من 84 سنة عبادة..
3- تنزل الملائكة وجبريل فيها..
طب علاقتكم بالملائكة كيف؟؟
حاسس إنك لما تدعي بتؤمن على دعائك؟
بتحيط بك وتستغفر لك..
تخيل الملائكة كدا معك..وبتتنزل بالملايين..
4- ليلة كلها رحمة وسلام من الله لكل من يعبده..
5- سلم هي حتى مطلع الفجر.. يعني ممتدة من العشاء للفجر تدعي في أي وقت..
هي ليلة احتفال سنوي لإتصال السماء بالأرض..
وجبريل عليه السلام لاينزل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم للأرض إلا هذه الليلة..ينزل يتفقد القرآن..
ياترى ح يشوفنا واحنا بنعمل ايه؟؟؟؟؟
ثواب ليلة القدر:
1- كنوز حسنات.. كإنك بتعبد الف شهر =84 سنة.. يعني الليلة دي احسن من عمرك كله.. واحنا ياترى كم ح نعيش؟؟ ودي بس عشرة ايام..لازم نجيبها..
2- " من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه"
مبروووووك اللي فات اتمسح انت ماغلطت..نبدأمن جديد صفحة بيضاء..
3- اجابة الدعاء..
4- العتق من النار..
موعد الليلة:
" التمسوها في الوتر من العشر الأواخر"
الحق نفسك لازم تعمل حاجة..
بس اجتهد في العشرة كلها وبلاش تنشّن...
هي بس 10 ايام تتعب فيها وتكون كسبت عبادة 84سنة متصلة..
والله العمر بيضيع في شغلات ماتسوى وبالساعات والايام والشهور
طب دي عشر أيام فرصتنا خصوصا للمسرفين على أنفسهم "أمثالي" ضيعنا كثييييير ياللا نقوم نصلّح اللي باقي..
إذاً نتفق على:
1- صلاة تهجد..
2- نختم ختمة قرآن في العشر..
3- تركيز شديد في الدعاء..
4- عمل خير سري بينك وبين ربنا..
واللي عندها عذر تقعد تذكر ربنا كثير ودعاء كثير ويمكن بصدق قلبك واخلاصك تسبقي المصلين...
أخيرا الشيء اللي ممكن يحول بينك وبين ليلة القدر:
1- غفلة.. أو حتى لو كنت مركز بس عملت معصية في النهار..
2- ظلم, خناقة ,شحناء مع أحد..
الحق نفسك السنة دي..
اخاف تفوتك وتستنى السنة الجاية((لو عشت))
حاولو تكسبو الاجر مرتين.. وخذوا حد معاكم واحيوها..

الصفحة الأخيرة
يارب لك الحمد والشكر ( ولا كنت احلم اشوف الكهف الذي نام فية ( الفتية اصحاب الكهف) فجزاك الله خيراً ياعمرو خالد علي ماقدمت
وقصة النبي موسي علية السلام مع الخضر قصة تغير في نفسك الشئ الكثير قصة اكثر من رائعة واسلوب سهل مبسط