جزاك الله كل خير انا مبقدرش اتابع البرنامج فساعدتينى كثيرا
جزاك الله كل خير انا مبقدرش اتابع البرنامج فساعدتينى كثيرا
nourhane :
جزاك الله كل خير انا مبقدرش اتابع البرنامج فساعدتينى كثيراجزاك الله كل خير انا مبقدرش اتابع البرنامج فساعدتينى كثيرا
#منار# :
جزاكي الله خيرا تابعي حبيبتي جعله الله في ميزان حسناتكجزاكي الله خيرا تابعي حبيبتي جعله الله في ميزان حسناتك
nourhane :
جزاك الله كل خير انا مبقدرش اتابع البرنامج فساعدتينى كثيراجزاك الله كل خير انا مبقدرش اتابع البرنامج فساعدتينى كثيرا
مدرسة التخيل:
منذ حقبة زمنية معينة شعر أحد علماءالمسلمين وهو الحارث بن أسد المحاسبي بطغيان المادة على حياة الناس، فقرر أن ينشيءمدرسة فكرية أسماها (مدرسة التوهم)، أي: التخيل. كان يأتي بالناس، ويقص عليهمالآيات والأحاديث التي تتحدث عن الآخرة، وعن لقاء الله سبحانه وتعالى، والوقوف بينيديه، وعن الجنة والنار، ويطلب منهم أن يتخيلوا أنهم في هذا الموقف. ولاَحظْ أن منيحضر إلى تلك المدرسة تتغير حاله إلى الأفضل بعد أن يتخيل أحداث يوم القيامةويستحضر هوله. واتضح له أن الحديث عن الآخرة يصلح من أحوال الناس في الدنيا. وفيأحد الأيام طلب من الحاضرين في هذه المدرسة أن يتخيلوا شابًا يدخل الجنة، ويفتح لهأحد أبوابها. وقد تساءل الشاب عن سبب فتح هذا الباب له، فأجيب: بأن هذا باب قد فتحلك لأنك سلكت طريقًا تبتغي فيه علمًا في الدنيا. وقد حثنا الرسول -صلى الله عليهوسلم- على العلم، فقال في حديث رواه مسلم:"ومن سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل اللهله طريقًا الى الجنة"، ثم تبين للعالم أن أحد الحاضرين في هذه الجلسة قد أصبحمهتمًا جدًا بالعلم، فشرع في توسيع هذه المدرسة. فما رأيكم أن ننشيء نحن هذهالمدرسة، ونحيا داخلها، ونرى تأثيرها فينا. وسنحكي فيها لقطات ومشاهد من يومالقيامة، سنحكي أمورًا تؤلمنا، وأخرى تسعدنا مثل الحديث عن الجنة. هيا بنا نفتتحمدرسة التخيل، ولنبدأ بيوم القيامة.
يوم التناد:
أولًا: أطلب منكم أن تعيرونيانتباهكم، وتتخيلوا أنكم موجودون الآن في هذه اللحظة في يوم القيامة. ويوم القيامةله أسماء كثيرة جدًا، منها: يوم العرض، ويوم الحاقة، ويوم الزلزلة. ولكننا اليومسنتحدث عن اسم غير معروف ليوم القيامة، سنتحدث عن يوم التناد. وهل هذا اسم من أسماءيوم القيامة؟ وماذا يعني؟ ومن أين أتيت به؟ إنه مذكور في القرآن الكريم، وقد جاءذكره على لسان مؤمن آل لفرعون:”وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَالتَّنَادِ* يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ...” (غافر32-33) يومٌ ينادي فيه كل الناس بعضهم بعضًا. تخيل معي شاب يبحث عن أمه،وأب يبحث عن أسرته، تُرى هل يجدهم وتتشابك أيديهم، أم يفر كل منهم من الآخر؟ ملائكةتنادي المؤمنين، وشيطان يتبرأ من الفاسقين، ورب ينادي على عباده، ونار تنادي علىالعصاة، وجنة تنادي على المؤمنين، وأهل النار ينادون أهل الجنة، وأهل النار ينادونخزنة جهنم، وأنبياء يكلمون ربهم. هل تتخيل معي ذلك المشهد العظيم؟! نداءات مختلفةتملأ جو ذلك اليوم العظيم، إنه يوم التناد! ما رأيك أن نسلك الآن منهج مدرسةالتخيل، فنتخيل تلك الصور، لنتعظ بها قبل فوات الأوان. قال علي بن أبي طالب رضيالله عنه:"الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا". فما رأيك أن نستغرق اليوم في مدرسةالتخيل، ونعيش التخيل لعله يساعدناأو يساعد بعضنا في تغيير حالهم إلى الأفضل، ويكونسببًا في عِلو همتهم.
النداء الأول :
إنه ليس نداءً، بل هو نفخة في الصور. حين ينفخ الملك الموكل بالنفخ في الصور فتفنى الحياة من على الأرض تمامًا:”وَنُفِخَفِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْشَاءَ اللَّهُ ...” (الزمر:68) إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقل لنا تلك الصورةفي حديثه الشريف فيقول:” كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يسمع متىيؤمر، فينفخ"، ويقول أيضًا:”بُعثتُ أنا والساعة كهاتين، وأشار بالسبابةوالوسطى".
نداء آخر:
نداء الله للملائكة. ينادي الله -تبارك وتعالى-: يا ملكالموت من بقي؟
- فيقول ملك الموت: لم يبق إلا عبدك جبريل، وعبدك ميكائيل، وملكالموت، والملك الموكل بالنفخ في الصور.
- فينادي الله: يا ملك الموت اقبض روحملك الصور. يا ملك الموت من بقي.
- فيرد ملك الموت: جبريل، وميكائيل،وعبدك.
- فينادي الله: يا ملك الموت اقبض روح ميكائيل. من بقي يا ملكالموت؟
- فيرد ملك الموت: جبريل، وعبدك.
- فينادي الله -عز وجل- يا ملك الموتاقبض روح جبريل. يا ملك الموت من بقي؟
- فيرد ملك الموت: بقي عبدك.
- فينادي الله: يا ملك الموت اقبض روحك.
ثم ينادي الله: لمن الملك اليوم فلا يجيبأحد لأنه لا يوجد أحد، فيقول الله -تبارك وتعالى-: لله الواحد القهار.”... ثُمَّنُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ.” (الزمر:68) تخيل بعدالنفخة الثانية ونحن نقوم إلى أرض المحشر؛ لنُحاسب بين يدي الله -عز وجل-، هل تتخيلذلك المشهد؟ كيف سنقوم بعد الموت؟ وأين نحن؟ وأين ذوينا وأهلنا؟ وكل من عشنا معهموأحببناهم في الدنيا؟ أول شيء تفعله بعد البعث من الموت البحث عن عائلتك، لكن انتبهإن كانت تلك العائلة مؤمنة ستتشابك أيديهم، ويمسك كل منهم بيد الآخر، وإن كانواعُصاة فكل منهم سيقول: نفسي نفسي. "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ.” (عبس:34-35) أيتها الأم، تخيلي عند خروجك من الأجداث وأنتِتنادين أولادك، وقد كنتم -بحمدالله- عائلة مؤمنة ومتماسكة، فتبعثون وقد تشابكتأيديكم. انظر معي إلى تلك الأسرة وهي تتجمع، فتحفهم الملائكة، وتطمئنهم وسط رعب يومالقيامة، وتظللهم “...ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْتَحْزَنُونَ.” (الأعراف:49)،صورة أخرى لأسرة عاصية وهم يفرون من بعضهم بعضًا، وكلمنهم يقول: نفسي نفسي. زوج وزوجه يفرون من بعضهم بعضَا، وأخ وأخته يفرون من بعضهمبعضَا، وأب يفر من أولاده، وأولاد يفرون من آبائهم. تخيل أيضًا الله -تبارك وتعالى- ينادي العصاة الذين جعلو لله ندًا في حياتهم، كان لهم من هو أهم من الله في نظرهم. وقد كانوا كلما اشتهت أنفسهم شيئًا فعلوه دون أن يتقوا الله "أَرَأَيْتَ مَنِاتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وكيلًا.” (الفرقان:43) شخصآخر كان جل اهتمامه في حياته المال. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"تعس عبدالدينار.” أي من كان المال هو مبلغ همه. نداء آخر: "وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْفَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ.” (القصص:62)، تخيلعندما يأتي كل منهم بشريكه، يأتي أحدهم بماله، والآخر بالخمر، وآخر بالنساء، تُرىأين أنت؟ وهناك من خلط عملًا صالحًا وآخرسيئًا إلا أن الله كان هو مركز حياته،بالرغم من أن الدنيا كانت تتخطفه من حين لآخر. كل منا له مركز حياة هو المرجع فيأخذ قراراته، فإن كان الله هو مركز حياتك فأنت على الدرب السليم.
نداء الرسلوأقوامهم:
"وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ.” (القصص:65) كيف أجبت محمداً -صلى الله عليه وسلم-؟ بماذا ستجيب؟ هل تستوعب أن هذاالموقف سوف تمر به لا محالة؟ وسوف يحدث لك أنت شخصيًا؟ صورة أخرى سوف تحدث عندماينادي الله -جل وعلا- على نوح عليه السلام:
- يا نوح، هل بلغت؟
- فيرد نوح: نعم يا رب.
- فيسأل رب العزة قوم نوح: هل بلغكم؟
- فيقولون: ما جاءنا مننذير، ما جاءنا من أحد.
- فيقول نوح: بل بلغت يا رب.
- فيقول الله: من يشهدلك يا نوح؟
- فيقول نوح عليه السلام: محمد وأمته يا الله.
هل تتصور أنك فييوم من الأيام سوف تشهد لنبي الله نوح -عليه السلام- بناء على ما آمنت به في القرآن "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَىالنَّاس...” (البقرة:143)
وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد:
كل ما مضى حتى الآنوصف لما سوف يحدث يوم القيامة للناس أجمعين، لكن ما الذي سوف يحدث لك أنت وحدك؟ يومحسابك؟ "وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ.” (قّ:21) تخيل وأنتتمشي ومعك الملك الموكل بك في الدنيا وهو يسرد أعمالك، كل كلمة، كل غمزة ولمزة "وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ* أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّكَفَّارٍ عَنِيدٍ*مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ" (ق:23-25) ويقول قرينه (الشيطان):”قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍبَعِيدٍ.” (ق:27) يا الله، كل ذلك سوف يحدث! هل تستشعر وجودك الآن وسط هذا الزحام،وكل تلك النداءات. بل انظر أيضًا هناك متكلم جديد ينضم إلى ذلك الموقفالصعب:”يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ.” (ق:30)، كان سيدنا عمر بن الخطاب يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من مزيد النار. تخيل يوم يُنَادَى عليك: فلان بن فلان، هلم للعرض على الجبار! تخيل فرحتك وأنت ذاهبللقاء ربك، وأنت تعلم أنك كنت من المتقين، وأنك اتقيت الله في ذنب بعينه، وعملتلهذا اللقاء سنوات وسنوات. ما أحلاها من فرحة وأنت تسير وتعلم أن الله سيوفيك حقك. وتخيل الملائكة وهي تجر أحدهم؛ وهو لا يستطيع أن يسير خوفًا من الله حين تعرض عليهصحائفه. يقول سيدنا علي بن أبي طالب:”إني لأعلم قومًِا سيسقط لحم وجوههم خجلًا حينتعرض فضائحهم على الله!”
النداء باسم العمل:
وفي يوم التناد يُنادَى كل جماعةبعملهم: ليقم الكذابون. تخيل لو قمت معهم! يا لها من فضيحة! ليقم المرائون، ليقمالذين خانوا زوجاتهم، لتقم من خانت زوجها، ليقم المرتشون. ويُنادَى أيضًا أصحابالأعمال الصالحة_ اللهم اجعلنا منهم_: ليقم المتصدقون، ليقم الصائمون، ليقم قارئوالقرآن، ليقم من بكي من خشية الله، ليقم البارون بآبائهم. وينادى: ليقم أهل الفضل،فيقومون وهم قليل، فيسيرون سراعًا إلى الجنة، فتستوقفهم الملائكة، وتقول: من أنتم؟فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون لهم: وما فضلكم، فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا،وإذا أسيئ إلينا غفرنا، وإذا جهل علينا حلمنا فتقول لهم الملائكة: ادخلوا الجنةفنعم أجر العاملين. وينادى:”...إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْبِغَيْرِ حِسَابٍ.” (الزمر:10) هلموا إلى الجنة بغير حساب.
حوار أهل الجنة وأهلالنار:
"وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَامَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاًقَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَىالظَّالِمِينَ.” (الأعراف 44)
ثم يؤتى بكبش عظيم، وينادى: يا أهل الجنة أتعرفونما هذا؟فيردون: لا.
فيُنادى: يا أهل النار أتعرفون ما هذا؟فيقولون :لا.
فيرد المنادي: إنه الموت. فيا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلودبلا موت. وينادي أهل النار الملائكة:"وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِجَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ * قَالُواأَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوافَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ.” (غافر 49-50) وعندمايجدون أن كلامهم مع خزنة جهنم لا رجاء منه ينادون مالكًا:”وَنَادَوْا يَا مَالِكُلِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ.” (الزخرف:77) فينادونالله:” قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماًضَالِّينَ* رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ*قَالَاخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ.” (المؤمنون106-108) فهيهات، وقد أضاعوا وقتالتوبة في الدنيا. اللهم سلم! هيا بنا يا أمة محمد نغتنم وقت الدنيا في التوبة، فيامن ارتكب أي ذنب، هلم إلى التوبة:”...فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَالْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ.” (آل عمران:185)
نداء الله للمؤمنين:
"يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُالْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ.” (الزخرف:68) تخيل أن الله يناديك؛ لكيلاتفزع مما يلاقيه الظالمون من عذاب! أنت في مأمن اليوم:"الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوايَتَّقُونَ.” (يونس:63)
نداء الصيام والقرآن:
قال رسول الله -صلى الله عليهوسلم-: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعتهالطعام والشهوات بالنهار، فشفعني به، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه،فيشفعان" سوف يأتي الصيام مجسدًا يوم القيامة، ويناديك ويدافع عنك، فأتقن صيامك ولوليوم واحد. كذلك القرآن، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في حديث رواه مسلم: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن و أهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورةالبقرة و آل عمران، تحاجان عن صاحبهما" أي: تدافعان عنه، وتشفعان له يوم القيامة. فهنيئًا لكل من حفظهما!
نداء صلة الرحم:
تذهب الرحم وتتعلق في عرش الرحمن،وتقول أمام البشر كلهم: يا رب، ظُلمت، يا رب، أُوذيت، يا رب، قُطعت.
- فيقوللها الله -عز وجل-: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك.
- فقالت: رضيت يارب.
- فقال: لكِ ذلك.
وتأتي مرة أخرى عند المرور على الصراط، وتقول لك: لاتمر حتى تعطيني حقي.
نداء المظلوم:
يأتي القتيل الذي قتل ظلمًا يوم القيامة،ويبحث عمن قتله حتى يجده، فيأخذ برأسه، ويذهب إلى الله -عز وجل- ويقول له: يا رب سلهذا فيم قتلني؟ حتى يأخذ له الله حقه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رجلانمن أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك و تعالى، فقال أحدهما: يا رب، خذ لي مظلمتي منأخي، فقال الله تعالى: أعطه مظلمته ..
فقال: يا رب، لم يبق من حسناتي شيء ..
فقال الله تبارك و تعالى للطالب: فكيف نصنع و لم يبق من حسناته شيء؟قال: يا رب، فليحمل من أوزاري ..
قال: ففاضت عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بالبكاء، ثم قال: " من يتحمل عنهم أوزارهم؟ فقال الله تعالى للطالب : ارفع بصرك،وانظر في الجنان، فرفع رأسه، فقال: يا رب أرى مدائن من فضة، و قصورًا من ذهب مكللةباللؤلؤ، لأي نبي هذا أو لأي صديق هذا أو لأي شهيد هذا؟قال الله تعالى: هذا لمنأعطى ثمنه ..
فقال: يا رب و من يملك ثمنه؟قال الله تعالى: أنت تملكه.
قال: بماذا يا رب؟قال : بعفوك عن أخيك، قال: يا رب، فإني قد عفوت عنه،قال الله عز وجل: فخذ بيد أخيك فادخلا الجنة.
نداء إبليس في النار:
"وَقَالَ الشَّيْطَانُلَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْفَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْدَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَاأَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَاأَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.” (إبراهيم:22) يخطب فيهم بعد أن أغواهم في الدنيا، وأضلهم، ثم يتبرأ منهم يومالقيامة.
نداء النبي عند الحوض:
تخيل صوت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهوينادي: أمتي! أمتي! فتذهب إليه، فيغترف الماء بيده الشريفة من حوضه، ويسقيك من كفه،وتلامس شفتاك كف النبي الشريفة، وأنت ترتشف الماء، فلا تظمأ بعدها أبدًا.
نداءالله عز وجل على باب الجنة:
يا أهل الجنة، إن لكم أربعة أشياء: لكم أن تحيوا فلاتموتون أبدًا، وإن لكم أن تصحوا فلا تمرضون أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرمونأبدًا، وإن لكم أن تسعدوا فلا تحزنون أبدًا. يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًافحي على زيارة الرحمن. تخيل أنك ذاهب إلى لقاء ربك، وأمامك أناس على منابر من نور،ومنابر من فضة، ومنابر من ذهب. يحكي ابن القيم حديثًا طويلًا يوم ينادي اللهالمؤمنين ويلقاهم.
فيناديهم الله -عز وجل-: يا أهل الجنة، سلامٌ علكيم.
- فيقولون: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلالوالإكرام.
- فينادي فيهم الله -تبارك وتعالى-: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيبولم يروني؟تخيل وأنت ترفع يدك، وأنك معهم، فقد كنت من المؤمنين بالغيب فيالدنيا.
فيقول لهم الله: اليوم يوم المزيد، فاسألوني يا أهل الجنة.
- فيتفقون في القول: ارض عنا يا رب.
- فيقول لهم الله: إني لو لم أرضَ عنكم لماأسكنتكم جنتي، ولكن اسألوني يا أهل الجنة.
- فيتفقون في القول على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليك.
فتكشف الحجب فينظرون إلى الله -عز وجل-. فلم يعطوا لذة منذخُلِقوا ألذ وأحب إليهم من النظر إلى وجه الله الكريم، فما منهم من أحد إلا ويحاضرهربه محاضرة، أي: يكلمه.
- فيقول الله -عز وجل-: يا أهل الجنة هل رضيتم؟
- فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد بيضت وجوهنا وأدخلتنا الجنة.
- فيقول اللهلهم: بقي شيء.
- فيقولون: وما هو يا رب؟
- فيقول: "أرضى عنكم، فلا أسخط عليكمبعدها أبدًا، سلوني يا أهل الجنة، تمن يا عبدي، واشته، فما تمنيت شيئًا إلا وأعطيتكإياه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:”فيتمنى العبد حتى إذا انقطعت به الأمانييذكره الله بأمنيات نسي أن يذكرها، ألا تحب كذا؟ أما تريد كذا؟” فتخيل وأنت فيقصرك، ولك شاطئك وفواكهك الخاصة، وكل ما تشتهي هو ملك لك، كل ما عليك أنتتمنى.
أرجو أن تفكروا جيدًا، وتتخيلوا فعلًا هذا اليوم من العرض على الله،وقراءة الصحف، واختلاف النداءات حولنا، ترى هل تنادينا الجنة، أم تنادينا النار؟ كلمنا يعلم حاله جيدًا، فكفى بنفسك عليكحسيبًا.