Never Give Up
Never Give Up
شكرا صراحه ذوق رفيع يدل على صاحبة الموضوع يعطيك العافيه
أميرة***
أميرة***
هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب " | . . مقال جميل للدكتور ميسرة طاهر في جريدة عكاظ ... " في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم، إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية، فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟ فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟ فقال صاحبنا: لا ، قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟ فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟ فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، و هو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية، فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟ قال: نعم، قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟ فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية، فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب، ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق، ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين الصواب والخطأ، ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا، ويبقى السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم نعلمهم الأدب. . . |
هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب " | . . مقال جميل للدكتور ميسرة طاهر في جريدة...
جزاك الله خير مشاركة رآئعة
نثرالورد
نثرالورد
حلو تسلم ايدك
ليدي لين راسل
ليدي لين راسل


ما هو الحب؟

كتب «أو. هنري» قصة قصيرة تتحدث عن اثنين تزوجا، وجمع الحب بينهما إلى الحد

الذي صارا مضربا للمثل بين الناس، ولكنهما أيضا كانا مضرب المثل في الفقر

والحاجة والعوز، وحين أقبل العيد لم يكن يملك أي منهما من المال ما يشتري به

هدية لشريك حياته، إلا أن الزوجة كانت تملك شعرا طويلا وجميلا جدا، لم تقصه

واعتنت به منذ صغرها، وكان الزوج يملك ساعة جيب ذهبية قديمة ورثها عن أبيه الذي

ورثها بدوره عن جده، وهي على ما يبدو ميراث في عائلته تورث من جيل إلى آخر.

وفي صباح العيد أهدت الزوجة لزوجها صندوقا خشبيا صغيرا به سلسلة ذهبية

لساعة جيبه الأثرية، وأهداها بدوره صندوقا خشبيا صغيرا أيضا حين فتحته وجدت به

مشطا مرصعا بالجواهر كي تمشط به شعرها الجميل، وحين رأى كل منهما الهدية

المقدمة من شريك حياته صاح من الفرح، مع أن الزوج لم يعد له ساعة جيب فقد

باعها ليشتري لها المشط المرصع بالجواهر، والزوجة لم يعد لها الشعر الطويل الذي

كانت تملكه لأنها باعته كي تشتري لزوجها السلسلة الذهبية، لم يستطع أي منهما

أن ينتفع من هدية الطرف الآخر، ولكنه مع ذلك قدم لشريك حياته هدية أغلى بكثير

مما كان يملك، كانت هذه القصة واحدة من عدة قصص رويتها لزوجين متخاصمين،

وتوقفت عند نهايتها وسألتهما السؤال التالي: ما هو الحب بتقديركما؟ صمتا ونظر كل

منهما للآخر ولغة وجوههما تشير إلى استهجان كبير، فهل فعلا كل منهما يحب الآخر؟

أم أن كلا منهما يحب ذاته،تركتهما يعبران عن حيرتهما وسألت الزوج: لو أنك عدت إلى

بيتك وأنت تشعر بعطش شديد جراء حرارة الجو، فهل تفضل أن تقدم لك زوجتك

العصير الذي تريده أنت في الكأس الذي تحبه وبالطريقة التي تريدها وتحبها، وفي

المكان الذي ترتاح به، أم تفضل أن تقدم لك العصير الذي تريده هي وفي الكأس

الذي تحبه هي، وبالطريقة التي تريدها هي، وفي المكان الذي ترتاح به هي؟ قال:

بل العصير الذي أريده، وفي الكأس التي أحبها، وبالطريقة التي أفضلها، وفي

المكان الذي يريحني.

قلت: فهل تعتقد أن أحد أهم أسباب اختلافكما هو أن كلا منكما يقدم للآخر ما يراه هو

مناسبا وليس ما يراه الطرف الآخر مناسبا له؟ قال: نعم، فهي تعاملني كما لو كنت

صديقتها، وردت زوجته على عجل لتقول: وأنت بدورك تعاملني كما لو كنت صديقك أو

أخاك، قلت لهما: تذكرا قصة المرأة صاحبة الشعر الطويل وزوجها صاحب الساعة

الأثرية، وتذكرا أن الحب في جوهره عطاء ومن يتمسك بمقولة: لم يعد يحبني، أو لم

تعد تحبني، فلن ينال الحب من شريك حياته لأن الحب من الآخر هو نتيجة طبيعية

لعطائنا لهذا الآخر، مع التأكيد على أن يكون نوع العطاء وشكله ومكانه وزمانه وكميته

تناسب من نعطي لا أن تناسبنا نحن، فالزوجة التي تريد أن تعبر لزوجها عن حبها له

عليها أن تتذكر تجنب كل ما تكره أذناه وعيناه وقلبه ونفسه وجسده، وعليه هو أيضا

إذا كان يريد أن يعبر لها عن حبه أن يتجنب كل ما تكرهه عيناها وأذناها وقلبها

ونفسها وجسدها، عندها فقط لو كل من الشريكين فعل ذلك لوصل لشريك حياته

معنى الحب الحقيقي، ويبدو أن العرب أدركوا هذه المعاني التي نسيناها في عصرنا

الحاضر حين أوصت أعرابية ابنتها قبيل زفافها فقالت لها «كوني لـه أرضا يكن لك

سماء وكوني مهادا يكن عمادا وأمة يكن عبدا وفراشا يكن معاشا ولا تقربي فيملك

ولا تبعدي فينساك ولا تعاصيه شهوته وعليك بالنظافة ولا يرى منك إلا حسنا ولا يشم

إلا طيبا ولا يسمع إلا ما يرضى ولا تفشي سره فتسقطي من عينه ولا تفرحي إذا

غضب ولا تغضبي إذا فرح»

.
الكاتب / الدكتور ميسرة طاهر

ليدي لين راسل
ليدي لين راسل
" البيعة على بعضها "
.
,
|




عقب الصلاة وقبل الخروج من المسجد أوقفني أحد المصلين يسأل عن كيفية التعامل مع ولده المراهق، كثير الأسئلة، وتشعب الحديث وطال حتى كنا آخر الخارجين، وعند الباب توقف عند بائع خضراوات متجول كان قد بقي على سطح عربته مجموعة من الطماطم الجيدة، وقليل من الكوسا التالفة، وكمية مشابهة من الباذنجان الجيدة، وكمية من الفاصوليا نصفها تالف ونصفها جيد، سأله صاحبي عن سعر كل صنف، ثم قال: ولو اشتريتها كلها بكم تبيعها؟ فأعطاه سعرا آخر أقل، فأجاب معقبا، ولكنني لا أريد الفاصوليا التالفة، ولا الكوسا أيضا، فقال الرجل وهو يحرك عربته ويهم بالذهاب، هذا هو سعري للبيعة على بعضها، إن أردت أن تشتري فخذها كلها، وإلا فاتركها كلها، فقال: بل سآخذها كلها، وبعد أن ملأ البائع الخضراوات في كيس واحد، قلت: لم فضلت شراءها كلها مع ما بها من تالف؟ قال:لقد آثرت أخذها كلها لأني وجدت أن الطماطم وحدها تستحق السعر الذي دفعته، فكأنه وجد أن ما بها من حسنات يفوق ما بها من سيئات، وأن السعر المدفوع في الجيد منها يكفي لتغطية التالف، قلت: ليتك تعالج موضوع ولدك بالطريقة نفسها، فهو مع كثرة أسئلته التي تثير غضبك كما تقول، يعتذر حين يخطئ، ومجتهد في مدرسته، ويلبي لك ما تكلفه به من مسؤوليات، وحنون على إخوته، وبالتالي ألا يمكن لك أن تتعامل معه كما تعاملت مع كمية الخضراوات التي اشتريتها قبل قليل؟ ألست معي بأنك ستستفيد من الطماطم الجيدة، وبعض الباذنجان، ونصف الفاصوليا، وسترمي كل التالف؟ قال: بلا، قلت أنت تملك فصل الخضراوات الجيدة عن التالفة ولكنك لا تملك فصل صفات جيدة في إنسان عن صفاته السلبية، حاول يا صاحبي أن تتعامل مع الناس بمبدأ خذ البيعة على بعضها، وتعال ننظر إلى هدي المصطفى حين وجه الزوج في التعامل مع زوجته إذا ما وصلت الأمور بينهما إلى حد كرهه لها، «لا يفرك مؤمن مؤمنة. إن كره منها خلقا رضي منها آخر».

بكل بساطة نحن بحاجة إلى رؤية الجوانب الطيبة في كل شخص لقبوله، بدل التركيز على صفاته السيئة ومن ثم رفضه، إضافة إلى أن ما نراه سيئا في شخص قد لا يكون سيئا في حد ذاته، وإنما هو سيئ بعيوننا، بمعنى لأننا لا نعرف كيف نوظف ما لديه من صفات نجد أنفسنا قد أصدرنا الحكم على تلك الصفات باعتبارها سيئة، افترقنا وأنا أفكر في هذا الأب ومشكلته مع ولده كثير الأسئلة، ولأنه لا يعرف كيف يتعامل مع هذه الأسئلة الكثيرة، حكم عليه باعتباره (ملقوف) ـــ كما يقولون ـــ مع أن ابنا كهذا لو كان عند أبوين يملكان من المعرفة ما يمكنهما من الإجابة على أسئلته لأصبح عالما مبدعا، باعتباره طفلا يعاني من نهم وجوع للمعرفة، هي أهم صفات المبدعين، والعلماء، وهو جوع يحتاج لإشباع من خلال إجابته على أسئلته أو توجيهه لمصادر المعرفة، أو مشاركته في البحث عن الإجابة، ومع ذلك فكثيرون هم الآباء والأمهات الذين يضجرون من مثل هؤلاء الأطفال مع أن الخالق أمرنا أن لا ننهر أمثالهم: حين قال: «وأما السائـل فلا تنهر»، والمؤسف أننا أقنعنا أنفسنا أن السائل هو فقط من يطلب الطعام ونسينا أن جوع العقل أعظم من جوع الجسد، وأن العقل تماما كالجسد، إذا لم نشبعه بالمفيد فسيملأ حتما بغير المفيد.

.
.
|