شام
•
الحلقة الثامنة : الصحة 2 : المنتديات الصحية
أهلا بيكم ومازلنا نتابع مشوارنا مع صناع الحياة نحن قد دخلنا في 4 مجالات أساسية وقد تحدثنا قي البطالة والصناعة و الزراعة وقليلا في الصحة ووضعنا لكل مجال من المجالات السابقة مشروع نبدأ به ...
لا نقول أن هذا هو المشروع النهائي لا نحن نسير خطوة خطوة لأننا نتحدث عن نهضة أمة مضى عليها 200 سنة وهي تعاني من التخلف وكلمة تعاني كلمة قليلة جدا جدا فبدأنا نأخذ لكل مجال من المجالات السابقة مشروع نعرضه على شباب و بنات و رجال
ونساء من أجل أن يعملوا به ففي
1- البطالة كان مشروع الصناعات الصغيرة
2- الصناعة مشروع الإهتمام بالحرف و المهن
3- 3 الزراعة مشروع زراعة أسطح المنازل
4- الصحة المنتديات الصحية
و المنتديات الصحية هي فرق لتوعية الصحية
هذه هم الأربعة مجالات تعالوا لنشاهدهم على الشاشة وهم سوف يظهرون أمامنا 4 مجالات تحدثنا عنهم من بطالة وصناعة وزراعة و صحة باربعة مشارع لكل مجال من المجالات السابقة هذاهو ما قمنا به لغاية الآن و دعوني أقول لكم مع كل حلقة جديدة أنا من أن الناس تنسى المشروعات السابقة إن شاء الله لن ينسوا و لن ينسوا بوجودكم
يا شباب صناع الحياة و بدورنا الدور الإعلامي و دعوني أقول لكم شء لطيف جدا هل أنتم تعرفون ماذا نصنع في الحياة في 11 مجال هذه؟ نحن نعمل كي نبني سفبنة ماذا يعني هذا القول؟ دعوني أسألكم سؤلا لطيفا يا ترى الذي يحصل في صناع الحياة هو مشروع بناء سفينة أم هو مشروع إنتاج إحدى المنتجات على سبيل المثال الأقلام؟ ماذا تعني حضرتك بهذا؟ بعني مشروعنا مشروع صناع الحياة مشروع بناء سفينة أم هو مشروع إنتاجي ؟
سوف تقول لي ما هي العلاقة بين الاثنين؟ لا سوف أوضح لكم أنت تعرف الذي يعمل في مشروع مصنع الأقلام ماذا يفعل؟ يقول سوف أنتج في السنة 100000 قلم و لو جئت في أخر السنة و أنتجت 50000 قلم 50% ولو 60000 هذا ممتاز لكن الذي يبني سفينة لو جاء في أخ
السنه ولا يوجد أية قطعة من الخشب لم تركب و لم تدق أية مسامير هل هو ناجح أم فاشل؟
هل فهمتم الفرق بين الإثنين؟ مصنع الأقلام أية كمية تنتج لا تؤثر لكن نحن نبني سفينة وهذه السفينة لو ينقصها لوح واحد من الخشب
لا يصح أن توضع في الماء سوف تغرق لا ليس هذا فقط صناع الحياة وفكرة النهضة ليست بناء أية سفينة ليست سفينة من أجل جل البضائع ولا هي من أجل الرفاهية لا بل هي مثل سفينة نوح ..
تذكرون سفينة نوح لما تحدثنا عنها في رمضان
ما نحن نربط بين صناع الحياة و في رقائق وإيمانيات رمضان تذكرون سفينة نوح سفينة الإنقاذ من الطوفان ونحن السفينة التي نريد بناءها هي سفينة إنقاذ من طوفان التخلف الذي قد مضى عليه 200 سنة و الطوفان قادم و الذي لا يراه من بيننا و يا ناس الذي تعيشون في الوطن العربي ويعتقد بأنه وهو داخل بيته و أولاده بأنه محمي من الطوفان سوف يكون مثل إبن نوح عندما قال:"سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله "لا
يوجد ملجئ سوف يأتي الطوفان ويأخذ معه كل شئ أنت لا تعي أن في بناء هذه السفينة سوف يكون طريق الخلاص الوحيد ...نعم فكرة النهضة التي أرفع رايتها و أبشر بها هذا ليس كثر الله خيرنا بأن نعلنها بل هي سفينة النجاة ..الوحيدة من الطوفان الذي سوف يأتي ليغرقنا جميعا ولو النساء والبنات و شباب وطلبة الجامعات و طلبة المدارس الثانوية و الأطفال لم يشاركوا في بناء السفينة سوف نغرق جميعا و المثال أمامكم بأننا نغرق يوم بعد يوم و الطوفان قادم قليلا قليلا و لذلك أقول لكم نحن نبني سفينة الإنقاذ سفينة نوح
تذكرون ماذا قلنا في الحديث عن سفينة نوح في رمضان نحن قلنا يالله يا جماعة ابنوا و ناس تزرع الأشجار و ناس تركب الخشب هذه هي الفكرة التي نريد توصيلها إليكم هي أن نبني سفينة كبيرة جدا لا تملوا الطريق طويل و الذي لا يجد نفسه في أحد هذه المشاريع سوف يجد نفسه في المشاريع القادمة و الحلقات القادمة يوجد بها أشياء مهمة جدا
- هل ممكن نهضة تتعمل بدون صحة ؟؟
طبعا لا .... ليه ؟؟ لسببين ... السبب الاول هو :
1. الصحة هي ركوبتك التي حتصلح الأرض وتعمر بيها
2. وهي ركوبتك التي تعبد ربنا بيها
3. وهي ركوبتك التي ستوصلك ليوم النهضة ..
4. وهي ركوبتك التي هتوصلك ليوم القيامة
5. وهي ركوبتك التي هتدخلك الجنة ..
يعني ببساطة لو توافرت كل عناصر النهضة لأمة من الأمم (حماسة شباب وإخلاص ودولة حكيمة ومشروعات قوية ) لكن مفيش صحة زي بلادنا كده ، هل ممكن تحصل نهضة ..طبعا مستحيل ..رغم توافر كل العوامل الأخرى ...
الجسد الذي يتمتع بالصحة البدنية والنفسية وحده القادر على بناء النهضة ...
وكمان في سبب آخر مهم أن مش ممكن تتعمل نهضة بدون صحة ، هي أصلا النهضة اللي احنا عايزنها عايزين فيها ايه ؟؟
مباني شاهقة – حدائق رائعة – مصانع ضخمة..كل ده من أجل ايه ..من أجل الإنسان ..
السبب الثاني : أن النهضة أصلا هدفها إسعاد الإنسان والمحافظة على كرامته وهذا أصل الخلق
(ولقد كرمنا بني آدم )
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
المشروعات الصغيرة - وزراعة أسطح المنازل - وتعلم الحرف أصلا من أجل الإنسان ، طب إزاي كان الإنسان اللي كل ده علشانه مريض والجو حوليه ملوث وبيشرب مياه ملوثة وبيشم هواء ملوث ولو عيي بيترمي...تبقى نهضة إيه ديه !!
نهضة إيه مافيهاش صحة بني آدم وكرامته كأن الصحة هي معيار النهضة يعني إيه الصحة هي معيار النهضة؟ عايز تعرف في نهضة حصلت ولا لأ إنظر على قيمة الإنسان في البلد طب أنظر على قيمة الإنسان ازاي شوف لما واحد بيقع عيان بيتعامل ازاي في المجتمع تعرف البلد دي متقدمة ولا مش متقدمة ده مقياس عالمي مقياس النهضة إيه؟ قيمة الإنسان طب عاوز تعرف الإنسان قيمته أد إيه في البلد دي؟ عاوز تعرف في لبنان الإنسان قيمته أد إيه شوفوا لما بيعيا بيتعامل ازاي. الإنسان في أمريكا قيمته أد إيه يقولك كده شوفوا لما بيعيا قيمته أد إيه شوفها لما بتعيا... شوفوا لما يعجّز ويخش المستشفى قيمته أد إيه قيمة الإنسان تعرفها من صحته تعرف البلد دي متقدمة ولا لأ
أديكوا مثل حادثة الأزهر اللي حصلت في مصر من حوالي أسبوعين واحد فجر نفسه في منطقة سياحية شعبية وراح أرواح بريئة ملهاش أي ذنب من أجانب جايين يتفسحوا في بلدنا بأمان الفيزا اللي خدوها.
ومن ناس من أولاد بلدنا يعني مات اثنين.. والاثنين لا شرع يرضي ولا دين يرضي ولا حق يرضي وسقط الاثنين الأجانب وولاد البلد وجت الإسعاف عرفتوا الباقي؟ مين اللي اتشال الأول؟ واتشال على فين ؟ اتشال. جت الاسعاف شالت الأجانب وودتهم على حته اسمها دار الفؤاد أرقى مستشفى واتشالوا ولاد البلد على مستشفى اسمها مستشفى الحسين وضعها ضعيف في البلد هو ؟
هو ده من باب اكرام الضيف؟ ولا دوّن لأن ده قيمة كده وده قيمته كده ومين اللي يقول كده وفين كرامة ولاد البلد حتقولي ده مثل سياسي بلاش المثل ده
حديك مثل تاني في بلد من بلادنا العربية راجل محامي ومستشار قضائي كبير واسم عظيم الراجل دوّن موجود في بلد ساحلية عايش فيها وله عميل بيترافع عنه في القضايا في العاصمة وبينزل كل أسبوع من البلد الساحلي للعاصمة ويروح يترافع في القضايا و .. و .. و ..
عنده قضية فرجل الأعمال اللي عايش في العاصمة اللي القضية بتاعته فوجئ ان المحامي مجاش وقلب الدنيا مش لاقيه اتصل بيه مابيردش اتصل بأهله في البلد الساحلية ردت عليه مرات الراجل المحامي الكبير قالت له ده نزل جه العاصمة من يومين .. مش لاقينه لقوه بعد ثلاث ايام مستشفى بتبعت بتقول تعالوا استلموا الجثة بتاعته ايه اللي حصل ؟ اللي حصل ان الراجل نزل من القطر ( مابيجيش بعربيته ) نزل من القطر ماشي خبطته عربيه وقع اتفتحت دماغه بس مامتش ويمكن انقاذه دخل في غيبوبه شالوه وحملوه على المستشفى . المستشفى دورت في جيوبه لقوا محفظة لكن ملقوش فيها فلوس فمرضوش يعالجوه لأن لو عالجوه مين اللي حيدفع ؟ونجيبه منين؟ مين يتحمل؟ لأ اللي انا بحكيهولكوا ده بيحصل كتير ناس تروح على المستشفى تموت والمستشفى بتقول حتدفعوا يقولوا لأ فيقولوهم آسفين دورلكوا على مستشفى تانيه الراجل نزف يومين ثلاثه وبعد ما مات بقى عندهم جثة حيتعاملوا فيها ازاي فدوروا في جيوبه لقوا عنوان فاتصلوا بالعنوان وبعتولهم تلغراف تعالوا استلموا الجثة بتاعت جزكوا.
فهمت علاقة النهضة ايه بالصحة ؟؟؟ كرامة البني آدم انت قيمتك أد ايه وبالتالي يا جماعة فبقت الصحة خطيرة أوي شوفتوا الموضوع بقى شكله مختلف آه طبعا الصحة مهمة الموضوع بقى شكله مختلف. مختلف في حاجتين ان مفيش نهضة في البداية يعني نقطة البداية هي نقطة النهاية هي الصحة في أي نهضة. النهضة أصلا مش حتتعمل إلا بصحة توصل الناس يعملوا نهضة والصحة هي اللي تقيس بيها اتعمل نهضة ولا لأ. لما تشوف كرامتة .... وقيمتة في المجتمع بيتعامل ازاي في الصحة فبقت الصحة نقططة البداية في النهضة ونقطة النهاية في النهضة طب خلوني أسألكوا سؤال بعد ماقلنا الكلام ده هل واقعنا الصحي يؤهلنا ان احنا نعمل نهضة ؟ عايز إجابة!! تاني هل واقعنا الصحي في بلادنا العربية يؤهلنا ان احنا نعمل نهضة ؟ تعالوا نجاوب على السؤال دوّن بعد الفاصل
: هل واقعنا الصحي في بلادنا العربية يؤهلنا إنا احنا نعمل نهضة؟
احنا ممكن نقول لأ و ممكن نقول يعني .. كلام مش علمي .. لكن تعالوا نمسك الأول و نقول أول نقطة طب احنا الواقع الصحي بتاعنا بيقول إيه؟ احنا الواقع الصحي بتاعنا مرير للأسف و إن الوطن العربي بمنتهى الوضوح و الصراحة بقى موطن أساسي لكثير من الأمراض الخطيرة و اديكم أمثلة بسرعة جداً جداً جداً.
* أول مثال : وفيات الأطفال
يموت مليون و نصف طفل اللي هم أصغر من خمس سنين سنوياً في العالم العربي لنقص الرعاية الصحية .. 14% من النسب العالمية اللي بيموتوا أصغر من خمس سنين في بلادنا.
* تعالوا نشوف النسبة الثانية : ارتفاع ضغط الدم.
أكثر من ربع سكان الوطن العربي يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
* تعالوا نشوف الحاجة الثالثة.
أعلى دولة تعاني من السمنة في العالم و انتوا عارفين السمنة بتؤدي مصائب و أمراض قد إيه : السعودية و ثالث أعلى دولة في العالم الكويت.
* الالتهاب الكبدي الوبائي.
أعلى دولة في العالم مصر.
*مرض السكر.
17 مليون شخص يموتون سنوياً في العالم العربي بمرض السكر أو بأمراض الأوعية الدموية !
ده واقع .. كلام ده جاي من منظمة الصحة العالمية و غيرها و ده يا جماعة ده فاكرين الحلقة اللي فاتت أنا قلت هنعمل حاجة اسمها المنتديات الصحية أحد الاسباب دي لعمل المنتديات الصحية عشان نعمل توعية .. شباب يروحو يوعو الناس في كل العالم العربي فوقو يا جماعة احنا عندنا مصايب طب ده الواقع الأولاني ، لا عندنا الواقع الثاني شديد جداً ! : المياه الملوثة ..
انتوا عارفين يعني إيه مياه ملوثة ؟ يعني ميه مخلوطة بمية الصرف الصحي .. متخيل؟ متخيل الأمراض اللي بتنتج من كده؟ متخيل نسبة أمراض الكلى و نسبة أمراض الكبد اللي بتيجي ؟ و نسبة أمراض البلهارسيا اللي بتيجي؟ .. متخيل حاجة زي كده؟ معناها إيه ؟ متخيل إن كم قرية في المغرب؟ و كم قرية في الجزائر و كم قرية في صعيد مصر و كم قرية في اليمن؟ على فكرة .. محدش بيعرف الأرقام الحقيقية و لو طالبنا ان احنا بنعمل جدول كشف و نسجل فيه أسماء القرى مش هتلاقي الأحصائية دي في العالم العربي مع أنها مفروض توصل و تتعرف و تتنشر و أهل الخير يتحركوا يعني تخيلوا ! .. أنا كان نفسي قبل الحلقة ديه إيه أنزل ليكو على الانترنت و في الحلقة هنا أسماء القرى في العالم العربي اللي فيها مياه ملوثة و أقول يا أهل الخير يا مسلمين يا أهل بلادنا يا مسلمين يا مسيحيين تعالوا نتحرك كلنا و نروح نركب ميه في البلاد ديه و نعرف الجهود الفردية و الجهود الأهلية تقدر تساعد في الموضوع ده بس مفيش احصائيات .. ليه مفيش احصائيات؟ لأن الارقام ممكن تخُض !
أعرف طالب اسمه محمد جنينة قرروا إنهم يأخذوا قرية و عاهدوا أنفسهم كي يركبوا مياه نطيفة فيها،
يبقى تكلمنا عن المياه الملوثة، كل داه هل واقعنا الصحي يؤهلنا إن إحنا نعمل نهضة؟
عدد المستشفيات هل عددها يتناسب مع الزيادة السكانية بالعالم العربي، إحنا في حالة زيادة سكانية رهيبة و هي تبقى كارثة لو لا يوجد بجانبها جهود حكومية و شعبية لتقديم خدمات لهم, فليسوف صيني سئل ازاي تأكّل 2 مليار فم و لكنهم لماذا لا تقول لماذا لا تستفيد من 2 مليار يد، ...
و الحل في نقطة عدد المستشفيات إن أهل الخير يتحركوا و أن إحنا لازم نعمل مستشفيات،
50 مسستشفى
و كل المفتين في الوطن العربي قالوا إن هذا مصرف أساسي لأموال الزكاة،...أتحركوا يا جماعة ..يا كتى سنقول أحنا منتظرين الحكومة ؟؟ مين اللي يحرك الحكومة أليس نحن ؟؟ نحن الذي نحرك الحكومة ، ، فلو لنا إن الحكومة لم تعمل، لما لا تعمل أنت، لو كل واحد شال على كتفه حتة و نقول مين يشتغل، و لكن إذا فقط تتفرج؟ فين الشباب و الستات و الكبار مين يعمل توعية معانا.
يا ترى مستوى الأداء في المستشفيات؟ ضعيف للغاية ..ولا كويس ؟؟
أحكي لكم قصة ...في مستشفى من المستشفيات في الوطن العربي ...في القسم الخاص بأمراض المرأة، به سيدتان ... سيدة كبيرة في السن وبنت شابة متزوجة منذ عامين فقط ، السيدة الكبيرة ستعمل عملية لشيل الرحم والبنت الشابة ستنظف الرحم و الذي حصل العكس!!!
سأحكي مثال مر بي، أن جدتي قبل ما تتوفى تعبت أوي و ذهبت المستشفى و هي هناك وقعت عن السرير و بقيت 4 ساعات تصرخ لا أحد يسمعها….
أين جودة الأداء في مستشفياتنا، طبعاً ليس كل حاجة وحشة إحنا عندنا ناس محترمين و مخلصين أوي لكن مش حنفضل نجامل بعض
و إحنا لازم نقول، ايه المطلوب، فين نظام جودة العالم العربي؟...
في الغرب أول ما تدخل المستشفى تأخذ ورقة حقوق المريض و إذا خالفها أحد ستقاضيهم،
الحضارة الإسلامية مستشفياتها كانت عاملة ازاي،
والذي سأقوله الآن ليس من كتب الدين ولا من كتب الإسلام وإنما من كتاب ألماني ترجم إلي العربية ...والكتاب يحكي عن مستشفيات الحضارة الإسلامية و فيه خطاب بعثه أسير فرنسي جرح و ذهب لمستشفى وبعث من المستشفي خطاب لولده يقول فيه : أبتي الحبيب تسألني إن كنت بحاجة لنقودك أخبرك أني عندما سأخرج من المستشفى سأحصل على لباس جديد وخمس قطع ذهبية حتى لا أضطر إلي العمل بعد خروجي فقد منعوا أن يعمل من خرج من المستشفي لفترة تتناسب مع فترة نقاهته فيعظوننا أموال لننفق فيها في فترة النقاهة ..فلست بحاجة أن تبيع ماشيتك و لكن عليك بالإسراع إلى المجيء لتراني في هذا المكان الجميل فأنا في قاعة الجراحة… حيث أخذنوي بعد سقوطي وعرضوني على رئيس الأطباء ثم حملوني وأعطوني حماما سخانا وألبسوني ثيابا نظيفة من المستشفي سأخذها معي بعد خروجي و هنا ستجد مكتبة عظيمة و قاعة للمطالعة،وهناك أشياء جميلة ونظيفة للغاية الأسرّة بغاية النعومة..والبياض كالحرير ، إن لي جار يا ابتي أدعى المرض الشديد الأسبوع الماضي كي يحصل على شرائح اللحم اللذيد بضعة أيام ولكن الأطباء شكوا في أمره وأرسلوه إلي بيته بعد أن أتضح أنه بصحة جيدة ..هذا هو واقع المستشفيات في العالم الإسلامي
الأجمل من هذا ..أنهم كيف كانوا يختارون مستشفياتهم ؟ الرازي عندما جاء ٍيبني مستشفى جديد فقال نبحث عن مكان الناس تستريح فيه، فأحضر قطع لحم كبير و رماها بعدة أماكن ببغداد و قالوا ننتظر آخر قطعة لحم تفسد تكون أصلح مكان وبني مستشفى الناصري وهي تعتبر من أرقى المستشفيات ,,, كانت قصر وتحول إلي مستشفي
مستشفي الدمرادش في مصر ، تبرعت لإنشائها سيدة تدعى قوت الدمرادشي ...
عندنا مشكلتين بالمستشفيات الكم و الجودة،
الكم يمكن حله من خلال بناء المستشفيات ,.,, أما الجودة فنحن ننادي على حكومتنا وززارت الصحة في بلادنا وإلي أصحاب المستشفيات الخاصة ../مطلوب نظام مثل نظام الأيزو للجودة ، مطلوب نظام للجودة يتبع ويراقب بمنتهى الصرامة والجدية
حتى الآن تكلمت في انتشار الأمراض المعدية و قلنا الحل إيه نعمل توعية صحية.
وتكلمت في المياه الملوثة و قلنا إن يحصل توعية و إن شباب المنتديات الصحية يتحركوا.
و الموضوع الثالث المتعلق بنقص المستشفيات قلنا أن الحل هو زيادة عدد المستشفيات ,,,وأن تستخدم أموال الزكاة في بناء المستشفيات ..
وأما فيما يتعلق بجودة المستشفيات .,..فينبغي أن يكون هناك نظام للجودة Iso ..وهذا النظام خاصة بجودة المستشفيات والرقابة ...
تعالوا نكمل بقية واقعنا الصحي
الدواء، إحنا منستورد 4 مليار دولار أدوية في الوطن العربي ...
سنة 96 منظمة الصحة العالمية كانت بتقول 2،5 مليار دولار !! .,.. تخيل فراق الزيادة
لما هذا العدد الهائل من الإستيراد ؟؟ هذا يرجع إلي عدم اكتشافنا أي أدوية
الشركات العالمية فقط هي التي تكتشف و إحنا بنأخذ فقط ...
منذ 20 عاما عدد الشركات العاملة في مجال الأدوية كان 7000 شركة ..أصبح الآن 1000 شركة فقط ... هل تعلم السبب ..؟؟
أن الشركات تتحد و تتجمع لتتنج أبحاث أفضل أم نحن فشركاتنا تزيد لتكسب فلوس زيادة و هي فقط تعبئ الأدوية ...فتزداد الشركات في الغرب قوة وتزداد شركاتنا ضعف ,,,من يراقب على زيادة شركات الأدوية في بلادنا ؟؟
وأذا نظرنا إلي طلبة كلية صيدلة ... هل خريجي كلية صيدلة ...مكتشفين للأدوية ؟؟ماذا يدرسون ؟؟ خريجي كلية صيدلة ...نوع من ثلاثة أنواع ..
أما يتخرج ليبيع في صيدلة ... ولكن نسأل هل قام بتمرين أحد ..؟؟ يحكي لي شاب صيدلي جاءني مريض عنده إسهال قرأت دواء أسمه نيمارول ..نورمالين ..الأول يوقف الإسهال والثاني ملين ..
والنوع الثاني يعمل مندوب شركة أدوية عالمية يعمل دعاية وجزء من شغله البحث عن وسائل ملتوية لرشوة الأطباء ليصف للمرضى الدواء الخاص بهذه الشركة هدايا ورحلات ,,
والنوع الثالث : يعمل بشركة أدوية و لكن المادة الفعالة تأتي من الخارج و هم فقط يغلوا الدواء و يضعوا النشادر و يعبؤه فقط، ونضعه في كراتين ..ولكن المادة الفاعلة لا تتنج في الوطن العربي إلا نادرا ...والذي ينتج المادة الفاعلة هو الغرب ولكن توجد بلد أخرى الآن كنا ننظر إليها على أنها أقل مننا و لكنها الآن أحد البلاد الكبرى لإنتاج المادة الفعالة في العالم أنها الهند ...
و إحنا فين يا شباب الصيدلة ..مين يسمعني الآن و يقول أنا،
عندما حدث الحصار في العشر سنوات الماضية على ليبيا و العراق و السودان أحد الأمور التي منعت هي الأدوية و والأدوية التي لدينا ليس بها المادة الفعالة .. كانت النتيجة أن آلاف ماتوا
تخيلوا وضعنا شكله آيه .؟؟
ما فيش صيدلي عربي مسلم يقوم و يكتشف دواء،
فين أساتذة كلية صيدلة يأخذوا الشباب ويتبنوهم ؟؟
فين رجال الأعمال يرسلوا الشباب إلي بعثات للتعلم ؟؟
أنا أعرف صيدلي عربي عراقي شغله في إنكلترا أنه يخترع أدوية في أكبر شركات الأدوية ..صعبت عليه نفسه أنه علمه لا تتنفع به بلده ..فقرر أنه يرجع لكي يفيد بلده ..وعندما رجع إلي بلده لم يجد عمل ...لان وظيفته ليس لها مكان في الوطن العربي !!!
إلي متى سنظل محتكرين ؟؟
طيب أنت عايز ايه ؟؟؟ نرغب في 100 شاب خلال 5 سنوات يكونوا مكتشفي أدوية ، يكون لديهم الأصرار ويأخذوا دراسات في الخارج ...النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول
( اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل) .. أحنا أمة عاجزة أنها تصنع دوائها
(كنتم خير أمة أخرجت للناس)
أخرجت للناس كيف تمشي مع العجز؟
الصين عندما وجدت نفسها أمام مافيا الدواء العالمية ..فكرت في البديل الصيني ..وهو متمثل في الأعشاب الطبية ونجحوا فيها ...
ونحن أيضا لدينا البديل ..الطب النبوي، زاد المعاد كتاب ألفه ابن القيم ..ربع الكتاب يتحدث عن الصيدلية عند النبي صلى الله عليه وسلم .. مين يعمل دكتوراه في الحاجات ديه،
سأعرض عليكم جدول نلخص فيه حل هذه المشكلات :
الحكومة القطاع الخاص رجال الأعمال صناع الحياة أساتذة /طلاب كلية الصيدلة العمل الأهلي المنظمات الدولية
: إنشاء 50 مستشفى في الوطن العربي * * *
، إنشاء نظام رقابة جودة على المستشفيات * *
تصنيع ربع دوائنا محليا * * *
توعية صحية شاملة في كل الوطن
* * *
ما هي ضمانات التنفيذ للوصول للهدف :
أولا : الحكومة ليست جهة فوق الناس تفعل ما تريد ولا تفعل ما تريد ، الحكومة أصلا معينة وموظفة عند الناس ، تدير أمور الناس بتوكيل من الناس فيجب أن يسود هذا المفهوم عند الناس وعند الحكومة ..مين بيشتغل عند مين مين موظف عند مين ..لازم نفهم صح
هذا أول ضمان ..
أن الحكومة تعلن الحقائق لأصحاب الشأن وتقول كام مستشفي هتتبني ..يعني تعطي حقائق كاملة وتعلن في آخر السنة كم نفذت ..
العالم كله ماشي كده إلا إحنا ليه ؟ الدنيا تغيرت ولازم تتصلح ..
ثانيا : الناس وصناع الحياة والسيدات لهم دورين لضمان التنفيذ
أولا : برنامج صناع الحياة للمنتديات الصحية وثانيا لا نقبل أي خلل في هذه الأهداف دون إصلاح ومتابعة ، نشتكي ونتابع تحقيق هذه الأهداف ونرسل خطابات ونطالب الحكومة ..
والآن مع فكرة المنتديات الصحية كيف ستنفذ بالتفاصيل يشرحها أ/ متخصص شاب من شبابنا يعمل كطبيب في إنجلترا ..الدكتور تامر شربيني وهو زميل كلية الجراحين البريطانية الأمريكية..وسيقوم بشرح فكرة المنتديات الصحية لكم ..
لقطه مصوره للتسجيل للدكتور حمدي من نقابه اطباء مصر واقدم تحيه خالصه لهذا البرنامج والقائمين عليه واعلن اني هنا في نقابه اطباه مصر
وفي اتحاد المهنه الطبيه على استعداد للتعاون الى اقصى درجه ولتقديم كل مساعده نستطيع ان نقدمها في سبيل ان يحقق هذا البرنامج الطموح اهدافه
يبدا الاستاذ ... حديثه: بسم بسم االله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على اشرف الانبياء المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين
طبعا بعد الكلام الذي سمعتموا منالاستاذ عمرو ينتكلم بسرعه وببساطه شديده جدا الهدف من مشروع الصحه تحسين صحه الامه والحفاظ على اغلى ثرواتها واغلى ثروات الامه افرادها وهذه الموضوع سيتم كما شرح الاستاذ عمرو بنشر الوعي الصحي ... وجزء من المشكله ان الاطباء والعلماء بصفه عامه متهمين بان لغتهم صعبه وغير مفهومه .. فانا سوف احاول باذن الله ان ابسط على قدر المستطاع
اولا ما هي التوعيه الصحيه؟ هذا يعني تغيير العادات واساليب التفكير والانماط واي طبع اعتاد عليه اي بني ادم حتى يتغير سلوكه الى شيء يتيح له ان يحسن من وضعه ويتقي بهذا امراض معينه
هذا الموضوع هو نواه لفرع كامل في الطب اسمه الصحه الوقائيه فنحن هنا نقوم بجزء بسيط جدا ولكنه باذن الله فعال جدا على المدى الطويل
نشر الوعي الصحي يعني ان انت ايها الفرد ستعمل لاجل صحتك وايضا لاجل صحه من حولك وماذا ستستخدم ؟ستستخدم كل الوسائل الحديثه والمعروفه في هذا المجال ان شاء الله من بوسترات ولافتات وشرائط فيديو وسيديهات وبعض الاساليب المبتكره ايضا مثل المسرحيات ومجموعات الحوار ولو تواجد الاطباء فخير وان لم يتواجدوا فلا يشتط على الاطلاق للمساهمين ان يكون لديهم اي خلفيه صحيه
متى يبدا المشروع؟؟ سيبدا باذن الله من هذه الليله .. كيف؟ اي شخص لديه اراده ويدخل في هذا الموضوع عليه ان يبدا بتكوين المجموعات .. كيف؟ من الاسره من الاقارب من الجيران من الاصدقاء في العمل او الدراسه ويجتمعوا ويدخلوا على موقع
amrkhaled.net
ويسجلوا في المنتدى ومن المهم جدا جدا ان يقوموا بعمل شراكه اما مع اشخاص اطباء مواظبين معانا او مع رجال اعمال او مع جهات معينه اهليه او مع جمعيات الهلال الاحمر او مع الجامعات ... هناك مجموعه شراكات ضخمه جدا ومهم جدا ان نقوم بعملها في هذه الفتره ومن ضمنها ايضا المكتبات والمدارس فدورها يمكن ان يكون ضخم جدا في نشر مبدا الوعي الصحي ومواده .. اما بالنسبه لهذه المنتديات فما دورها ؟ اولا سنقوم نحن بتدريبهم وهذا التدريب مهم جدا كي تتم الامور جيدا في المنتديات وسيتم هذا بشراكات مع منظمه الصحه العالميه بقدر كبير ومع منظمه الصحه القطريه واخصائين من بريطانيا والكويت والبحرين وفلسطين والسعوديه
ثاني المراحل هي القيام الفعلي بالتوعيه وهذا انتم ستقومون به ونحن سنمدكم من خلال الانترنت بمواد التوعيه والادوات .. ومن بعذ نماذج الادوات الشائعه هي المطويات والكتيبات والكتب الاكبر قليلا ومن المواد المهمه ايضا شرائط الفيديو والسيديهات واستخدام الانترنت ولكن هناك ايضا كما ذكرت ان هناك طرق مبتكره كالمسرحيات ومجموعات الحوار واشياء اخرى عديده نستطيع ان نقوم بامدادكم بالافكار للقيام بالعمل التوعوي من خلال الانترنت وهي كذلك فرصه للابتكار من المجموعات نفسها
والمهم جدا ان نتفق من الان ان الشراكه بينكم ويننا ستتم بشكل متواصل يعني ان تدخلوا على موقع اسبوع باسبوع وتتابعوا شهرا بشهر كي نتفق على المشروعات ونتابع تنفيذها سواء اكان المشروع مرض غير معدي مثل ضغط الدم او السكر او موضوع بيئي مثل تنقيه المياه فهي موضوعات مهمه جدا او ايا كانت الموضوعات
ممكن ان يسال احدهم لماذا المنتديات ؟؟ فمن الممكن ان يتلم كل شخص المعلومه ويقوم بتطبيقها .. المشكله هي كما سمعنا من سرد الاستاذ عمرو ان شغل الحكومات وحده لا يكفي ومهما عملت الحكومات او حتى الجمعيات فلا يتاتى تغير السلوك الا من الفرد نفسه فلذلك لابد من التوعيه واستمرارها والتفكير بها ومن هنا جاءت فكره المنتديات والمطلوب في جمله واحده ( نريد خمسون منتدى خلال الاسبوعان القادمان ) ادخلوا على الموقع وسجلوا في موقع الصحه وسنتواصل معكم وباذن الله ربنا يوفقنا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ثم يعود الأستاذ عمرو ليستأنف حديثه مستكملا لحديث الاستاذ... : يعني دعوني اقول ان الهدف هو خمسون منتدى صحي خلال الاسبوعان القادمان .. اما عدد الاشخاص من 3 الى ما شاء الله طيب وماذا سياخذون؟؟ سياخذوا التدريب باشراف منظمه الصحه العالميه ونحن
سنساعد ..........
وكل أسبوعين أوكل شهر ..نتفق على محاربة مرض إحنا كل 6 أشهر ال 50 نادي سنختار المتميزين و نجتمع لنفكر بكيفية تطوير الأداء…هل هو كلام خيالي، طب إيه رأيكم إن في ناس عملوها و معانا اثنين منهم، تعالوا نرى أول منتدى: معنا أحمد و دعاء من أول منتدى صحي في المنصورة و هم حوالي 40 واحد و الناس اللي اشتغلت معهم وصلوا ل 900 واحد، و امبارح كان في اجتماع لعمداء كليات الطب العرب و طلبوا منهم أنهم يأتوا و يعرضوا فكرتهم، تعالوا نسمع منهم ابتدوا ازاي:
إحنا مجموعة من الشباب بجامعة المنصورة و إحنا دورنا إن نساهم بالنهضة و ربنا هدانا لموضوع الصحة، و بما إن المشروع نهضة فسنحتاج لشراكات و فعلاً بدأناها و بدأنا نحط أفكارنا اللي لازم تحمل موضوع الابتكار، أهم حاجة بالمشروع هي فكرة الحملة و هي وتحد لكل عشرة، الفكرة هي شجرة، إحنا بوطننا العربي قلنا أن لازم نزرع شجرة تبدأ من معلومات بسيطة و صحيحة، و الشجرة ستكبر و تعم على الوطن العربي كله
جبنا معلومات من وزارة الصحة ثم وضعناها على بوستر و وزعنا 6000 نسخة و الحمد لله شارك معنا 900 واحد…
عمرو خالد: الشباب دول فيهم خير كبير أوي و الأمة دي ما ماتت و فيها خير أوي بس بحاجة لحد يرفع لها راية كي تأتي معنا ، خبر ثاني جميل أن عميد كلية الهندسة وافق أن مشروع زراعة الأسطح وافق عليه و سيتنفذ.
سنعيش لبلادنا و أمتنا و الله المستعان و الحلقة الجاية مع الأطباء إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شاهدي وحملي الحلقة الأسبوعية
كل ما يتعلق بالحلقات
شام
•
الحلقة التاسعة : الصحة 3
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم
أهلا بكم وما زلنا مع صناع الحياة ..
حلقة اليوم هي الحلقة الثالثة و الأخيرة في ( الصحة ) و في الحقيقة الحلقة الماضية كانت حلقة مليئة بالأوجاع, وقد لمسنا من خلالها مشكلات كثيرة وتكلمنا عن الواقع المرير للأمراض الغير معدية وقلنا أن الوطن العربي أصبح موطنا لكثير من هذه الأمراض الخطيرة كالسمنة وأمراض ضغط الدم والسكر فقد فاق الوطن العربي العالم أجمع في هذه الأمراض ، وكذلك قضية المياه الملوثة المنتشرة في العالم العربي والقرى الكثيرة التي يشرب أهلها مياه ملوثة. تكلمنا عن مشاكل كثيرة جدا .
عرضنا مشكلة جودة الخدمة في المستشفيات، فهي تحتاج إلى نظام للجودة يضغط عليها ويحسن الخدمات فيها, تكلمنا عن الأدوية ومشكلة الدواء في الوطن العربي كله...
الحقيقة تكلم الشباب عن أوجاع زيادة وقالوا لنا : أن الصورة التي عرضناها الحلقة الماضية- يعني هم موافقون عليها- قالوا أن الحل الأساسي أن نبدأ بالتخطيط في كليات الصيدلة و نبدأ بالتخطيط بالوزارة الصحة كيف نصلح من هذا الواقع ؟!
..كيف تكون رسائل الدكتوراة والماجستير مفيدة للواقع الذي نعيش فيه؟
...كيف نرتقي بشباب الجامعات ونصلح فيهم ؟ ..عندنا آمال كبيرة أن نحقق هذه الرؤى جميعها.. وعندنا آمال أن ما قيل في الحلقة الماضية يتناوله الشباب و يتحركون به ، لكن بلا شك الواقع كان صعب جدا جدا جدا ..
هذه الحلقة مختلفة نوعا ما ، هذه الحلقة سنتكلم فيها عن شيء بعيد عن الأجهزة والمستشفيات والأدوية..سنتكلم عن الشيء الذي رغم نقص الإمكانيات بشدة ورغم كثرة كمية المشاكل التي ذكرت الحلقة الماضية... لو وجد هذا الشيء يكن مثل البلسم ، ما هذا الشيء ؟ !
إنسانية الإنسان.. إنسانية الطبيب.. إنسانية الأصحاء تجاه المرضى..
الإنسانية ..الرحمة..الرحمة التي تضع الابتسامة الحلوة على الوجوه..حسن التعامل مع المريض.. الرقة.. فالطب أصلا مهنة الإنسانية.. هل نسيتم هذا ؟
الإمام الشافعي يقول كلمة جميلة جداً يقول :" أنبل العلوم بعد علم الحلال والحرام علم الطب فقالوا له:لما؟ قال:لأن الله يريد أن يرحم العالمين سبحانه وتعالى, والنبي رحمة للعالمين, والطب جزء من هذه الرحمة للعالمين"
أليس كذلك ؟ أليس في الطب رحمة للناس؟ تأملوا نظرة الإمام الشافعي لمهنة الطب...
في هذه الحلقة سنكلم مَنْ ؟ !
سنتكلم فيها مع الثلاثة: الأطباء وأقول لهم أربع وصايا..وأكلم المرضى وأقول لهم أربع وصايا..وأكلم الأصحاء وأقول لهم أربع وصايا...
يعني هدفي من هذه الحلقة : أحنن قلب الطبيب على المريض، وأحنن قلوب الأصحاء على المرضى ، و أحنن قلب المريض على نفسه وأصبره.. وكأن نيتي من هذه الحلقة أن تتداول هذه الحلقة بين الناس وتكون في شرائط ونعطيها للأطباء لنذكرهم ونعطيها للمرضى لنصبرهم.. ونعطيها للأصحاء لنفكرهم ..
ماذا نقول للأطباء ؟
أقول لهم يا أطباء, أول شيء نريده منكم الرحمة والحنان... الرحمة والحنان أعرف أوضاع و ظروف الأطباء ، وبالأخص ظروف الأطباء الشبان ، نعرفها جيدا..أعرف أنه تخرج من دراسته متأخرا عن بقية زملاءه الذين في عمره.. أقرانه في الكليات الأخرى... أعرف أن كل أصحابه بدءوا حياتهم و تزوجوا ويمكن أنجبوا...وهو ما زال في السنة الخامسة والسادسة من دراسة الطب ، ويلي ذلك تحضيره لدبلوم أو ماجستير حتى يكون طبيبا جيدا ...أعرف ضغط الحياة المادية عليه, أعرف أنه يأمل أن يتزوج ويتمنى أن يعيش.. هذا حقه, ليس ذلك فقط , أعرف أيضاً أنه مطالب بصفته طبيب أن يظهر بمظهر معين وبشكل معين وأداء معين...يظهر به للمجتمع ..وكل هذا يحتاج إنفاق..وأعرف أن هناك آلاف مثله يعانون ذلك.. وأنه يريد أن يتعلم تعليما جيدا لكنه ليس لديه القدرة على الحصول على التعليم الجيد وأعرف أكثر من هذا أن هناك آلاف الخريجين مثله...فأين يجد مستقبله ؟ ...وكيف يتميز بينهم ؟ وأعرف أن العمر يمر ، لكن هذا لا يمنعني أن أقول له أين؟!
شيء لن يكلفك مالا : الحنان .. العطف...الرحمة..أقول لكم يا أيها الأطباء حديثي التخرج... أرجوكم أن تحفظوا حديثا جميلا جدا
يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة يا إبن آدم مرضت فلم تعدني فيقول كيف أعودك يا ربي وأنت رب العالمين؟ فيقول مرض عبدي فلان, أما تعلم أنك لو زرته لوجدتني عنده؟
هذه كلمتي للأطباء ببساطة شديدة...
انظروا إلى تاريخنا الجميل..تاريخ المسلمين... وتخيلوا كانوا يسمون الأطباء ( الرحماء ) !..تخيلوا ماذا يسموهم ؟ ما لقب عمر بن الخطاب ؟ أمير المؤمنين . أليس كذلك ؟... والطبيب ما لقبه؟
منقذ المؤمنين...تأملوا هذه اللفظة وانظروا تاريخنا الجميل ، كانوا يسمون الطبيب الرحيم ( منقذ المؤمنين ) ..يا جماعة ألا يوجد بيننا من سيأخذ لقبا يوم القيامة ، ولا في الدنيا أمير المؤمنين يعني عمر فقط !!...لكن كم من الأطباء يستطيع أن يأخذ لقب ( منقذ المؤمنين ) ؟
تخيل معي ينادى يوم القيامة : ليقم منقذي المؤمنين ، فيقوم الرازي ويقوم ابن سينا ويقوم فلان ويقوم الدكتور الفلاني وتقوم الدكتورة الفلانية النساء .....طبيبات... الطبيبات النساء أنت أولى بهذا الكلام ، لا تكوني غليظة...
إن فقهاء المسلمين للتعبير عن أهمية قضية الرحمة والحنان ومدى علو شأنها عندهم ، قالوا : يجوز للطبيب والممرض أن يتخلف عن صلاة الجماعة من أجل المريض.. بل ويتخلف عن صلاة الجمعة من أجل المريض... فقيل لهم: هل تقصدون ساعة إجراء العمليات الجراحية ؟ قالوا : إن اشتكى المريض وتأوه فالأولى بالطبيب أن يكون بجواره .
لا يفهم الأطباء هذه القضية خطأ ويتخلفوا عن صلاة الجمعة ويبحث له عن مريض في هذا الوقت لكن الفكرة ..انظروا رؤية الفقهاء لقضية الطب وعلو شأنها لديهم ؟
انظر الأجمل من هذا !
نعرف جميعا أن الطبيب عندما يتخرج من كليته يقسم قسماً ، تخيلوا أن أول من ابتكر هذا القسم كان في القرن الثالث الهجري ، في عهد الدولة العباسية ،، سأقرأ لكم القسم وتأملوا كيف كان هؤلاء الناس يتكلمون عن رحمة وحنان الأطباء وكيف أعطوها من الأهمية ؟
"أقسم بالله رب الحياة والموت, واهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج, وأشهد أولياء الله من الرجال والنساء جميعا على أني أفي بهذا اليمين, وأرى أن المعلمين لي هذه الصنعة بمنزلة أبائي,...و أما الجنس المتناسل منه.. فأرى أنه مساوٍ لأخوتي, وأعلمهم هذه الصناعة إن إحتاجوا إليها وأن أعلمها لهم بغير أجرة ولا شرط وأن أرحم كل مريض غاية الرحمة, وأن أرحم أهل المريض ولا أتأخر عليه مهما كلفني الأمر رحمة بأهله... وكل المنازل التي أدخلها إنما ادخلها لمنفعة المرضى لا لظلم ولا لجور ولا فساد .. وأما الأشياء التي أعاينها في أوقات علاج المرضى أو أسمعها في غير أوقات علاجهم فلا أنطق بها خارجا..وأمسك عنها وأرى أن مثلها لا ينطق به ...
هذا الكلام في أي عام ؟!
ثلاثمائة للهجرة...انظروا كيف كنا سباقين ؟
الرحمة بالمريض أيها الأطباء ..هذا المعنى الأول الذي أريد قوله...والحقيقة أنا آسف عندما أقول أن لو نظرنا إلى الغرب و رأينا الرحمة بالمريض مع أن ديننا قال هذا الكلام ...انظروا الرحمة بالمرضى في قسم واحد من مستشفيات الغرب ألا وهو مستشفيات الأطفال، عندما زرت أطفال في مستشفيات الأطفال في إنجلترا .. عندما تدخل تجد الغرفة التي بها الطفل مليئة بالألعاب من حوله ، والممرضات لا تلبسن المعطف الأبيض ، ولكن ترتدين ملابس أشبه بثياب النادي ، عندما تدخل تجد الأطباء والممرضات يلعبوا مع الأطفال ويعاملوهم بحب ، فتجد الأولاد يحبوهم حبا غير عادي ، وأتضح لي أنهم يدرسوا برامج في السلوك النفسي للطفل ، وكيف يجذب الطفل إليه .
سأذكر لكم ما يجعلكم تتعجبون أكثر من هذا .. المبشرات المسيحيات ... الممرضات في أفريقيا...ممرضة أتت من هولندا وأسبانيا وإنجلترا جميلة جدا و شابة جدا ، ذهبت إلى صحراء أفريقيا تحمل طفلا إفريقيا يمكن أن يكون لعابه يسيل أو يمكن أن يكون مجروحا وتحتضنه وتقبله ، لماذا تفعل هذا ؟!
عندها رسالة..وأين بناتنا أليس عندهن رسالة ؟ وكذلك رجالنا أليس عندهم رسالة ؟ كل واحد يجيب عن نفسه.. يا أطباءنا ...أين الرسالة؟؟؟
طبعا تعرفون أن سيدنا عيسى النبي العظيم سيدنا عيسى طبيب.. أبرأ الأكمه والأبرص ..بإذن الله...هل تعرفون لماذا سمي سيدنا عيسى بالمسيح ؟ لأنه كان يربت بيده عليهم ( يطبطب )..ماذا يعني ذلك ؟ المسيح جاءت من المسح , يمسح على المريض فيشفى بإذن الله فسمي بالمسيح..
أين (الطبطبة )يا أطباءنا ؟
أرجوكم نتمنى أن نرى الأطباء كلهم يفعلوا هذا... يا أطباءنا أين الكلمة الحلوة التي أحلى من مائة دواء؟؟؟
تخيلوا يا جماعة أن المستشفيات في بلادنا في الحضارة الإسلامية كيف كانت ؟ !
كان بها قاعة اسمها قاعة التمثيل الفكاهي, من أجل تسلية المرضى، متى كان هذا الكلام ؟ ثلاثمائة هجرية... هل وصلت الحضارة الإسلامية لهذه الفكرة ؟ ولهذا الرقي ؟ قاعة تمثيل ويدخل المرضى ويجدوا ممثلين يمثلون لهم ، وقد دفعت المستشفى لهم الأجر على تمثيلهم بعض التمثيليات المضحكة ، وقاعة أخرى للغناء يسمعوا فيها الموسيقى ، وقاعة ثالثة ولكنها ليست بقاعة ، إنها شيء عجيب جدا ، المرضى في الليل عندهم أرق يتمنون طلوع الفجر فماذا نفعل لهم ؟ نسمعهم صوت الآذان بصوت جميل جدا وصوت هادئ على فترات متقطعة حتى يطمئن المريض أن الفجر قرب وقته ...وكذلك هناك منشدون طوال الليل بجوار حجرة المرضى ينشدون بصوت يؤنس اليقظان و لا يوقظ النائم..
نحن لا نريد أن ننبهر بالغرب ونقول أن الغرب الوحيد الذي نجح و نحن ضائعون ، نحن الآن سيئون فقط لكن لن نظل على هذه الحالة من السوء والتردي ...أملنا في الرجال والشباب الذين سيغيرون شكل الدنيا... في العشرين أو الثلاثين عاما القادمة .
وفكرة النهضة ليست كلام فقط ..بل ستكون ..نعم ستكون واقعا بالشباب الذين حضروا اليوم وبالناس الذين يشاهدوننا الآن .
فن التعامل مع المريض ، هناك مادة مع الغرب تدرس الآن اسمها ( أخلاقيات المهنة ) ، ولم يبدأ تدريسها في الوطن العربي للأسف إلا يمكن في السنة الأخيرة قبل التخرج ..
يقول لك مثلا من الأشياء الجميلة في فن التعامل مع المريض ، لو كشف الطبيب عورة المريض أو رفع الغطاء من غير أن يستأذن المريض وأعرف نساء كثر يتأذين مما يحدث فيهن أثناء الكشف - لا نقصد شيئا سيئا - لكن..لا يوجد فن التعامل مع المريض...ليس هذا فقط ، بل لا بد أن تستأذنه في مرضه يعني تحب أعرف مَن مِن أهلك على هذا المرض أم يبقى سرا ؟ يتعلمون في الغرب أن هذا الجسم جسم المريض وليس جسمك أنت أيها الطبيب .
النقطة الثالثة التي أوصي بها – واسمحوا لي أن أقول أوصي بها - هي التعلم المستمر أيها الأطباء الشباب ويا أيها الأساتذة الكبار .. التعلم المستمر لا ينفع أن نقول أنهيت الدراسة أو ليس عندي وقتا .. لا ينفع ذلك أتعرف لماذا ؟! أتعرف لماذا التعليم المستمر ؟!
لأنه أيضا سبب ستقابل به الله يوم القيامة ، انتبهوا
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :" لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه."
من ضمن ما يسأل عنه الإنسان الصحة ، فتخيل مريضا واقفا أمام ربنا يوم القيامة ..يُسأل ماذا فعلت بصحتك؟ أين ذهب عمرك ؟ يجيب المريض يا رب هذا الطبيب ... هو الذي ضيع عمري وضيع شبابي
هناك أية ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
ما علاقة هذه الآية ؟
أعطى الله لكل شعب خصائص معينة يكتشفوا من خلالها أشياء معينة ، وشعب أخر يكتشف أشياء أخرى ؛ حتى يكون الناس جميعا في حاجة لبعضهم البعض فتتكامل البشرية
ماذا تريد أن تقول ؟ باعتقادي وهذه نظرية عندي أن أحد أسباب الأمراض الموجودة في العالم والتي لم يكتشف لها دواء حتى الآن أننا متقاعسون في مجال البحث العلمي ....وأن هناك أمراض عند أمم أخرى دواءها عندنا ...
ماذا بقي للأطباء؟؟؟
النقطة الرابعة و الأخيرة .. ذَكِر المريض بالله ،
ماذا يعني ( ذكر المريض بالله ) ؟ يا جماعة العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية.. أنا لا أقول هذا من أجل الدين فقط ، أنا أقول هذا حتى يشفى المريض .. و أنت تحقق نجاحك... العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية..
أضرب لكم مثلا جميلا جدا ... هناك طبيب شهير متخصص في مشاكل الركبة والعظام ، هذا الطبيب يعالج ثلاثة أو أربعة لاعبين لكرة القدم في مصر ، وكان سببا في تدينهم ، ولم يكلمهم أبداً في الدين ، ما هذا ؟! كيف تكون هذه القصة ؟!
هذا الطبيب عظيم جدا..كل اللاعبين يحتاجون له لأنه ماهر جداً .. يذهب اللاعبون عند هذا الطبيب وبالتالي لا بد أن يقوموا بعمل تمارين يفعلها اللاعبون بمئات المرات مثل : ترفع قدميك على ثلاث مرات وتنزلها على ثلاث مرات إلى أن يملوا منها ، لكن هذا الطبيب يعمل شيئا جميلا جدا ، سترفع قدميك معي كالتالي... سنقول مع بعض ثلاث مرات : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله... وسننزلها ثلاث مرات ونقول : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله...
ستعمل هذا في البيت ثلاثمائة مرة ، يحكي اللاعبون لي - وهم أصحابي – عندما بدءوا في ذكر الله ، وبعد أن كانت ، واحد ، اثنين ، ثلاثة ثقيلة على قلوبنا ، أصبحنا نأخذ1 حسنات بذكر الله وأصبحنا نعما التمرين ولا نريده أن ينتهي .. العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية..
هذه أربع نصائح للأطباء.
الآن نكلم المرضى
أريد أن أقول لكم أربعة أشياء :
أول نقطة : أعرف الأمراض المنتشرة في العالم العربي الآن ..مثل الالتهاب الكبدي ، وأمراض الكلى أول نصيحة الصبر ، فالذي يصبر على مرضه ليس له إلا الجنة ، صبر المرض يساوي الجنة !! هل تعرف ماذا تعني الجنة ؟!
سأروي لكم قصة جميلة جداً
عن عطاء بن أبى رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت : بلى
قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إ ن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .
فقالت : أصبر ولي الجنة و قالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف.
فدعا لها الرسول الكريم .. " رواه البخاري ومسلم
انظر ماذا قال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم – فماذا لو قيل لك ذلك ؟ ما رأيك في شيء مثل ذلك ؟
واسمع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" فللمرض بعد ثاني أيها الأحبة، المرض له بعد عظيم جدا عنوانه: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
كل الناس يقفون في طوابير الحساب يوم القيامة وحضرتك لا تحاسب، هل صبرت؟
إلى أين أنت ذاهب؟
ذاهب إلى الجنة مباشرة، أيها الناس أيها المرضى، أول طلب أطلبه منكم الصبر، ولنا في أيوب -عليه السلام- أسوة حسنة، مكث (18) سنة قعيدا دون حراك، (18) سنة دون أية حركة! فتخيلوا، وزوجته تقول له: أما ضجرت؟ ألم تتعب؟ فيرد عليها ويقول كم أبقانا الله في النعيم؟ إلى أي مدى أنعم الله علينا؟ فقالت له (40) سنة. قال وكم لنا في البلاء؟ قالت (18) سنة. قال نصبر حتى يستوي البلاء بالنعيم. يعني أن الله أنعم علينا (40) سنة برحمته أفنسخط من (18) سنة!
الأمر الثاني الذي أريد أن أوصي به المرضى أجمل من الصبر، الرضا عن الله، فليس صبرا فحسب وإنما أصبر وأرضى عنك يا رب، راضٍ بكل ما تقضيه لي، كلمة الرضا هذه يا إخوتي كلمة سحرية، انتبهوا، سحرية، أتعرف ماذا تعني سحرية؟ تعني أن تكون تعبان ومهموم فتأتي كلمة الرضا عن ربنا فتمسح الهم من على قلبك ويتفتح الوجه وتزول التجاعيد وينتعش القلب، أتدرون الرضا هذا ماذا يعني؟ الرضا ألا تتهم الله في ملكه، الرضا سكون القلب مع الله، في أن تجعل اختيار الله وفق ما يريد، فإن مرضت فأنا راضٍ يا رب، وإن مرض ابني فأنا راضٍ، يقول العلماء في الرضا أنه باب الله الأعظم، من دخله دخل جنة الدنيا، فيستريح في الدنيا ويضمن جنة الآخرة؛ لأنك راضٍ عن ربنا، راضٍ عن أفعال الله في حياتك، يقف قلبك مع الله حيث أراد هو.
لذلك أقول نصيحة للمرضى بل وللأصحاء أيضا: الإسلام يدرِّبـك على الرضا، كيف؟ تمرينات تؤديها كل يوم كالتمرينات الرياضية، ما تمرينات الرضا هذه؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه"
سترضى في هذا اليوم، لاحظ التمرين وثوابه الدائم، فمن يقول ذلك يضمن رضا الله في ذلك اليوم، رضيت بالله ربا وبالإٍسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله. رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا. غفر له ذنبه"
أمتخيل أنت كيف هي أهمية الرضا عن الله -سبحانه وتعالى-! واسمعوا دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء" وليس قبل القضاء؛ لأن ما قبل القضاء مجرد كلام، لكن أرنا العمل والرضا بعد القضاء.
عمران بن حصين صحابي جليل، جاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرين سنة، وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصابه مرض فأقعده (30) سنة، لا يقوم من على فراشه (30) سنة! حتى أنه قد فتِحتْ له في السرير فتحة صغيرة ليتبول منها! يدخل الناس عليه لا يدرون ما يقولون له، فيقول لهم: شيء أحَـبَّه الله أحببْـته. أحب ما يحب ربنا، فالرضا الرضا أيها المرضى، أظن هذه الكلمات كالدواء أليس كذلك؟ إن شاء الله.
سيدنا عروة بن الزبير، خالته السيدة عائشة، عروة بن الزبير أخذ ابنه وذهب ليزور أمير المؤمنين في دمشق، فلما وصل إلى أمير المؤمين أصابه مرض في رجله، فكشفوا عليه ثم قالوا له يجب أن تـبْتَر رجلك، فبتِرت رجله، والألم شديد، ونزل ابنه يلعب مع الخيل في إسطبل أمير المؤمين فداسته الخيل فمات، ففي يوم واحد مات ابنه الصغير المقرب إلى قلبه كثيرا وبتِرت رجله، فدخل الناس عليه لا يعرفون ما يقولون له، فقال لهم: اللهم لك الحمد كان عندي (8) أولاد فأخذت واحدا وأبقيت سبعة، وكان عندي (4) أعضاء فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فإن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت ابتليت فقد عافيت، فلك الحمد على ما أبقيت ولك الحمد على ما أخذت. الرضا باب الله الأعظم، ما رأيكم؟ يا أيها المرضى ويا أيها الأصحاء الرضا الرضا.
الأمر الثالث وهو الإكثار من الصدقة، لماذا؟ أذكرك بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- "داووا مرضاكم بالصدقة" ألديك مريض؟ داوه بالصدقة، أبدا لن أنسى هذه القصة لأنني رأيتها وعشتها، صديق لي له ابن في الخامسة من عمره، فجأة أصاب الولد الهزال، ولم يعد يأكل، يمرض ويضمحل ويضمحل ، فكشفوا عليه فإذا هو مصاب بسرطان مبكر ، شهرين أو ثلاثة ويموت، أتتخيلون ألم أب على ابنه وهو يموت؟ كيف يكون ألمه عليه؟ وفي يوم وهو مهموم وماشٍ في الشارع لقي امرأة كبيرة في السن تبحث في القمامة على طعام فقال لها ما بك يا حجّة؟ ماذا تفعلين؟ فقالت له عندي (4) عيال أربيهم. فقال لها يا حجة تعالي معي، لا تخافي. وأخذها إلى الجزار، ولم يعطها قرشين فحسب، ألم نقل فن التعامل مع المرضى، وفن الصدقة، وأخذها إلى الجزار وقال له ستأتي هذه المرأة إليك كل شهر لتعطيها كذا وكذا وكذا وأنا سأدفع الأموال، ثم أخذ المرأة إلى البقال وقال له ستأتي إليك هذه المرأة كل شهر لتعطيها كذا وكذا وكذا وسأدفع الأموال، ثم ذهب بها إلى الخياط وقال له ستأتي إليك هذه المرأة كل شهر لتعطيها ملابس لعيالها، ملابس كذا وكذا وكذا وسأدفع الأموال. يقسم بالله وأنا شاهد أنه بعد ثلاثة أسابيع تحسن الولد أكثر وأكثر، فذهب للأطباء فقال لهم ابني يتحسن وأصبح يأكل، فكشفوا عليه وقالوا له لا نحن نريد الولد الذي جاءنا قبل ذلك، الذي قمنا نحن بالكشف عليه. قال لهم هذا هو ابني. قالوا له لا من المؤكد أنه أخوه، أين الولد الذي كان مصابا بالسرطان؟ فقال هو والله هو. فقالوا ما عندنا من تفسير. فيقول بقيت أمشي وأنا في حيرة، وفي يوم من الأيام فتحت كتابا فيه بعض الأحاديث فقرأت حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "داووا مرضاكم بالصدقة" فأغلقت الكتاب وسجدت لربنا، أنا فهمت يا رب، أنت من بعث لي هذه المرأة لكي... "داووا مرضاكم بالصدقة".
الأمر الرابع والأخير الذي أقوله للمرضى: استمر في العطاء مهما كان المرض، وماذا يعني إن كان ابنك مصابا بالسكر؟ فليقم وليعمل وينتج، فنحن أمة تريد العطاء، نحن أمة يجب أن يعمل شيوخنا قبل شبابنا؛ ليفوق الشباب من سباتهم فيجد الكبار المرضى وهم يعملون، فلو عمل المرضى لعمل الشباب من باب أولى، فهذا النائم على القهاوي يشرب الشيشة ويلعب ويرى الأمة وهي ضائعة سيفوق وينشط ويقول عيب عليّ.
وماذا نقول للأصحاء؟
عودوا المرضى، لماذا أصبحت هذه الطاعة ثقيلة على قلوبنا؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح"
تخيل! صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، رواه الترمذي، ولكن من الذي عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مرض؟ جبريل -عليه السلام- نزل من السماء ليس بآيات من القرآن بل نزل من السماء يعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا سلام! ويقول له كلمات جميلة جدا: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين أو حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك"
لما كنت في مصر، ولما كان القلب يقسو، كنت آخذ الشباب معا لزيارة المقابر، نذهب ونرجع أناسا آخرين! فلما سافرت إنجلترا أعدت الكرَّة ثانية فذهبت أنا والشباب لزيارة المقابر، فوجدنا المقابر ورودا وحدائق! ما هذه المقابر! ولكن ما العمل؟ كيف سنرقق قلوبنا الآن؟ أتدرون ماذا فعلنا؟ ذهبنا إلى مستشفيات الحروق، لا تظن أن عيادة المريض لا تكون إلا لأحد أقربائك، لو ذهبتم إلى مستشفى الحروق أو قسم الحروق في أي مستشفى غدا فستلاحظ تضاعفا في عبوديتك لربنا أضعافا مضاعفة، وسيرقّ قلبك مئة مرة، وتذكر هذه الكلمة، عيادة المريض، زوروا المستشفيات وخذوا الهدايا معكم.
الأمر الثاني الذي أطلبه من الأصحاء أن تذكروهم بالله -سبحانه وتعالى- وهذه نفسها قلتها للأطباء، فالعلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية، ذكروا المريض بالله -سبحانه وتعالى- ناوله أشرطة إيمانية، كلِّمه في الدين، اقرأ عليه القرآن، ناوله سبحة، ذكره بربنا قدر ما تستطيع.
الأمر الثالث: ادعُ للمريض، ادعُ له أمامه، وأعلمك دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول في الحديث الصحيح: "من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات :(أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك(؛ إلا عافاه الله من ذلك المرض"
تعلموا هذا الحديث واكتبوه يا إخوتي، ودعاء آخر أيضا أعلمك إياه، فسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان لما يعود مريضا يسأله أين الألم؟ لاحظوا فن التعامل مع المرضى،
تعلموا أيها الأطباء من النبي -صلى الله عليه وسلم- ليت الأطباء يفعلون هذا، والله سيعشقك المريض، يسأله أين الألم؟ فيقول لك في هذا المكان، فيقوم النبي -صلى الله عليه وسلم- بوضع يده الشريفة على مكان الألم قائلا: "أذهب البأس رب الناس، اشف و أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما"
آخر شيء أقوله للأصحاء تجاه المرضى أن تتعاملوا معه بشكل طبيعي، لا تشعره بأنه مريض، ارفع روحه المعنوية، قل له يلزمك أن تقف وتنتج، فإن كان ابنك معوقا من ذوي الاحتياجات الخاصة هل سنقعد ونبكي بجانبه؟ لا، بل تقول له أنت رجل وعليك أن تعمل، وما المشكلة في ذلك؟ استعد قواك وكن رجلا. لا نريد أيها الأحبة نظرة الشفقة التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من شعور المريض بمرضه، أنا سأعرض عليكم فيلما، هذا الفيلم عجيب جدا، وفيه رسالة، تعالوا لنشاهد معا هذا الفيلم.
يرنّ الهاتف وترد السكرتيرة وتقول السلام عليكم وتقول حاضر حاضر ثم تغلق الهاتف ثم تقوم بإرسال فاكس ثم تطبع على الآلة الكاتبة وتقول أنا مشغولة جدا، عملي هو كل حياتي، أنتم هكذا عرفتم كل شيء عني، ولكن بقي شيء واحد فقط لم تعرفوه. وتشير الكاميرا إلى الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه السكرتيرة فهي مقعدة، وتقول هل تفاجأتم، أنا ناريمان، يا ترى هل تغيرت نظرتكم لي، ليتكم تهتمون بقدراتي قبل أن تروا مشكلتي.
نحن هكذا انتهينا من أربع وصايا للأطباء:
1. الرحمة والحنان.
2. فن التعامل مع المريض.
3. التعلم المستمر.
4. تذكير المريض بالله.
أربعة للمرضى:
1. الصبر
2. والأكثر منه الرضا عن الله.
3. والأكثر منه "داووا مرضاكم بالصدقة".
4. والأجمل منه الإصرار على العطاء والبذل والنجاح في الحياة رغم المرض.
أربع وصايا للأصحاء:
1. عيادة المريض وإلم تعرفه، اذهبوا إلى المستشفيات.
2. تذكير المرضى بالله.
3. ادعُ له وتعلم دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-.
4. ساعد الناس في أن تنجح في الحياة، فلا تشعره بالشفقة بل أشعره بأنه قادر على العطاء والإصرار على النجاح.
هذه الحلقة تتطلب القلب، وأناس يحبون الناس، تتطلب أطباء رفيقين يريدون دخول الجنة، تتطلب مرضى ليصبروا فيدخلون الجنة، تتطلب أصحاء ليزوروا المرضى ليدخلوا الجنة، تتطلب قلبا، نريد أن نعود إلى قلوبنا، فعلى ماذا قامت نهضة أوروبا؟ قامت على الماديات البحتة، ولدينا في نهضتنا ما ينقصهم وهي الإنسانيات العالية جدا جدا جدا، المرتبطة بجنة ورضا الله ورحمة، فقد قال ربنا -سبحانه وتعالى-:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
أرجوكم أن تطبقوا هذه الحلقة؛ لأنها سهلة جدا، وهي أسهل حلقة في صناع الحياة، وأرق حلقة في صناع الحياة، أسأل الله تبارك وتعالى أن تصل هذه الحلقة للناس أجمعين، أرجو أن تتابعونا في الحلقة القادمة التي أعتقد أنها أهم حلقة في صناع الحياة والتي إن شاء الله سننقل صناع الحياة بها نقلة جديدة، فابقوا معنا لأننا سنبدأ العمل بجدّ، أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفتح علينا وينصرنا ويعزنا، ونراكم الأسبوع المقبل إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقراءة الحلقات المترجمة
لمشاهدة الحلقة اضغطي هنا
كلمة الأستاذ عمرو خالد لنادي صناع الحياة بالسعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم
أهلا بكم وما زلنا مع صناع الحياة ..
حلقة اليوم هي الحلقة الثالثة و الأخيرة في ( الصحة ) و في الحقيقة الحلقة الماضية كانت حلقة مليئة بالأوجاع, وقد لمسنا من خلالها مشكلات كثيرة وتكلمنا عن الواقع المرير للأمراض الغير معدية وقلنا أن الوطن العربي أصبح موطنا لكثير من هذه الأمراض الخطيرة كالسمنة وأمراض ضغط الدم والسكر فقد فاق الوطن العربي العالم أجمع في هذه الأمراض ، وكذلك قضية المياه الملوثة المنتشرة في العالم العربي والقرى الكثيرة التي يشرب أهلها مياه ملوثة. تكلمنا عن مشاكل كثيرة جدا .
عرضنا مشكلة جودة الخدمة في المستشفيات، فهي تحتاج إلى نظام للجودة يضغط عليها ويحسن الخدمات فيها, تكلمنا عن الأدوية ومشكلة الدواء في الوطن العربي كله...
الحقيقة تكلم الشباب عن أوجاع زيادة وقالوا لنا : أن الصورة التي عرضناها الحلقة الماضية- يعني هم موافقون عليها- قالوا أن الحل الأساسي أن نبدأ بالتخطيط في كليات الصيدلة و نبدأ بالتخطيط بالوزارة الصحة كيف نصلح من هذا الواقع ؟!
..كيف تكون رسائل الدكتوراة والماجستير مفيدة للواقع الذي نعيش فيه؟
...كيف نرتقي بشباب الجامعات ونصلح فيهم ؟ ..عندنا آمال كبيرة أن نحقق هذه الرؤى جميعها.. وعندنا آمال أن ما قيل في الحلقة الماضية يتناوله الشباب و يتحركون به ، لكن بلا شك الواقع كان صعب جدا جدا جدا ..
هذه الحلقة مختلفة نوعا ما ، هذه الحلقة سنتكلم فيها عن شيء بعيد عن الأجهزة والمستشفيات والأدوية..سنتكلم عن الشيء الذي رغم نقص الإمكانيات بشدة ورغم كثرة كمية المشاكل التي ذكرت الحلقة الماضية... لو وجد هذا الشيء يكن مثل البلسم ، ما هذا الشيء ؟ !
إنسانية الإنسان.. إنسانية الطبيب.. إنسانية الأصحاء تجاه المرضى..
الإنسانية ..الرحمة..الرحمة التي تضع الابتسامة الحلوة على الوجوه..حسن التعامل مع المريض.. الرقة.. فالطب أصلا مهنة الإنسانية.. هل نسيتم هذا ؟
الإمام الشافعي يقول كلمة جميلة جداً يقول :" أنبل العلوم بعد علم الحلال والحرام علم الطب فقالوا له:لما؟ قال:لأن الله يريد أن يرحم العالمين سبحانه وتعالى, والنبي رحمة للعالمين, والطب جزء من هذه الرحمة للعالمين"
أليس كذلك ؟ أليس في الطب رحمة للناس؟ تأملوا نظرة الإمام الشافعي لمهنة الطب...
في هذه الحلقة سنكلم مَنْ ؟ !
سنتكلم فيها مع الثلاثة: الأطباء وأقول لهم أربع وصايا..وأكلم المرضى وأقول لهم أربع وصايا..وأكلم الأصحاء وأقول لهم أربع وصايا...
يعني هدفي من هذه الحلقة : أحنن قلب الطبيب على المريض، وأحنن قلوب الأصحاء على المرضى ، و أحنن قلب المريض على نفسه وأصبره.. وكأن نيتي من هذه الحلقة أن تتداول هذه الحلقة بين الناس وتكون في شرائط ونعطيها للأطباء لنذكرهم ونعطيها للمرضى لنصبرهم.. ونعطيها للأصحاء لنفكرهم ..
ماذا نقول للأطباء ؟
أقول لهم يا أطباء, أول شيء نريده منكم الرحمة والحنان... الرحمة والحنان أعرف أوضاع و ظروف الأطباء ، وبالأخص ظروف الأطباء الشبان ، نعرفها جيدا..أعرف أنه تخرج من دراسته متأخرا عن بقية زملاءه الذين في عمره.. أقرانه في الكليات الأخرى... أعرف أن كل أصحابه بدءوا حياتهم و تزوجوا ويمكن أنجبوا...وهو ما زال في السنة الخامسة والسادسة من دراسة الطب ، ويلي ذلك تحضيره لدبلوم أو ماجستير حتى يكون طبيبا جيدا ...أعرف ضغط الحياة المادية عليه, أعرف أنه يأمل أن يتزوج ويتمنى أن يعيش.. هذا حقه, ليس ذلك فقط , أعرف أيضاً أنه مطالب بصفته طبيب أن يظهر بمظهر معين وبشكل معين وأداء معين...يظهر به للمجتمع ..وكل هذا يحتاج إنفاق..وأعرف أن هناك آلاف مثله يعانون ذلك.. وأنه يريد أن يتعلم تعليما جيدا لكنه ليس لديه القدرة على الحصول على التعليم الجيد وأعرف أكثر من هذا أن هناك آلاف الخريجين مثله...فأين يجد مستقبله ؟ ...وكيف يتميز بينهم ؟ وأعرف أن العمر يمر ، لكن هذا لا يمنعني أن أقول له أين؟!
شيء لن يكلفك مالا : الحنان .. العطف...الرحمة..أقول لكم يا أيها الأطباء حديثي التخرج... أرجوكم أن تحفظوا حديثا جميلا جدا
يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة يا إبن آدم مرضت فلم تعدني فيقول كيف أعودك يا ربي وأنت رب العالمين؟ فيقول مرض عبدي فلان, أما تعلم أنك لو زرته لوجدتني عنده؟
هذه كلمتي للأطباء ببساطة شديدة...
انظروا إلى تاريخنا الجميل..تاريخ المسلمين... وتخيلوا كانوا يسمون الأطباء ( الرحماء ) !..تخيلوا ماذا يسموهم ؟ ما لقب عمر بن الخطاب ؟ أمير المؤمنين . أليس كذلك ؟... والطبيب ما لقبه؟
منقذ المؤمنين...تأملوا هذه اللفظة وانظروا تاريخنا الجميل ، كانوا يسمون الطبيب الرحيم ( منقذ المؤمنين ) ..يا جماعة ألا يوجد بيننا من سيأخذ لقبا يوم القيامة ، ولا في الدنيا أمير المؤمنين يعني عمر فقط !!...لكن كم من الأطباء يستطيع أن يأخذ لقب ( منقذ المؤمنين ) ؟
تخيل معي ينادى يوم القيامة : ليقم منقذي المؤمنين ، فيقوم الرازي ويقوم ابن سينا ويقوم فلان ويقوم الدكتور الفلاني وتقوم الدكتورة الفلانية النساء .....طبيبات... الطبيبات النساء أنت أولى بهذا الكلام ، لا تكوني غليظة...
إن فقهاء المسلمين للتعبير عن أهمية قضية الرحمة والحنان ومدى علو شأنها عندهم ، قالوا : يجوز للطبيب والممرض أن يتخلف عن صلاة الجماعة من أجل المريض.. بل ويتخلف عن صلاة الجمعة من أجل المريض... فقيل لهم: هل تقصدون ساعة إجراء العمليات الجراحية ؟ قالوا : إن اشتكى المريض وتأوه فالأولى بالطبيب أن يكون بجواره .
لا يفهم الأطباء هذه القضية خطأ ويتخلفوا عن صلاة الجمعة ويبحث له عن مريض في هذا الوقت لكن الفكرة ..انظروا رؤية الفقهاء لقضية الطب وعلو شأنها لديهم ؟
انظر الأجمل من هذا !
نعرف جميعا أن الطبيب عندما يتخرج من كليته يقسم قسماً ، تخيلوا أن أول من ابتكر هذا القسم كان في القرن الثالث الهجري ، في عهد الدولة العباسية ،، سأقرأ لكم القسم وتأملوا كيف كان هؤلاء الناس يتكلمون عن رحمة وحنان الأطباء وكيف أعطوها من الأهمية ؟
"أقسم بالله رب الحياة والموت, واهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج, وأشهد أولياء الله من الرجال والنساء جميعا على أني أفي بهذا اليمين, وأرى أن المعلمين لي هذه الصنعة بمنزلة أبائي,...و أما الجنس المتناسل منه.. فأرى أنه مساوٍ لأخوتي, وأعلمهم هذه الصناعة إن إحتاجوا إليها وأن أعلمها لهم بغير أجرة ولا شرط وأن أرحم كل مريض غاية الرحمة, وأن أرحم أهل المريض ولا أتأخر عليه مهما كلفني الأمر رحمة بأهله... وكل المنازل التي أدخلها إنما ادخلها لمنفعة المرضى لا لظلم ولا لجور ولا فساد .. وأما الأشياء التي أعاينها في أوقات علاج المرضى أو أسمعها في غير أوقات علاجهم فلا أنطق بها خارجا..وأمسك عنها وأرى أن مثلها لا ينطق به ...
هذا الكلام في أي عام ؟!
ثلاثمائة للهجرة...انظروا كيف كنا سباقين ؟
الرحمة بالمريض أيها الأطباء ..هذا المعنى الأول الذي أريد قوله...والحقيقة أنا آسف عندما أقول أن لو نظرنا إلى الغرب و رأينا الرحمة بالمريض مع أن ديننا قال هذا الكلام ...انظروا الرحمة بالمرضى في قسم واحد من مستشفيات الغرب ألا وهو مستشفيات الأطفال، عندما زرت أطفال في مستشفيات الأطفال في إنجلترا .. عندما تدخل تجد الغرفة التي بها الطفل مليئة بالألعاب من حوله ، والممرضات لا تلبسن المعطف الأبيض ، ولكن ترتدين ملابس أشبه بثياب النادي ، عندما تدخل تجد الأطباء والممرضات يلعبوا مع الأطفال ويعاملوهم بحب ، فتجد الأولاد يحبوهم حبا غير عادي ، وأتضح لي أنهم يدرسوا برامج في السلوك النفسي للطفل ، وكيف يجذب الطفل إليه .
سأذكر لكم ما يجعلكم تتعجبون أكثر من هذا .. المبشرات المسيحيات ... الممرضات في أفريقيا...ممرضة أتت من هولندا وأسبانيا وإنجلترا جميلة جدا و شابة جدا ، ذهبت إلى صحراء أفريقيا تحمل طفلا إفريقيا يمكن أن يكون لعابه يسيل أو يمكن أن يكون مجروحا وتحتضنه وتقبله ، لماذا تفعل هذا ؟!
عندها رسالة..وأين بناتنا أليس عندهن رسالة ؟ وكذلك رجالنا أليس عندهم رسالة ؟ كل واحد يجيب عن نفسه.. يا أطباءنا ...أين الرسالة؟؟؟
طبعا تعرفون أن سيدنا عيسى النبي العظيم سيدنا عيسى طبيب.. أبرأ الأكمه والأبرص ..بإذن الله...هل تعرفون لماذا سمي سيدنا عيسى بالمسيح ؟ لأنه كان يربت بيده عليهم ( يطبطب )..ماذا يعني ذلك ؟ المسيح جاءت من المسح , يمسح على المريض فيشفى بإذن الله فسمي بالمسيح..
أين (الطبطبة )يا أطباءنا ؟
أرجوكم نتمنى أن نرى الأطباء كلهم يفعلوا هذا... يا أطباءنا أين الكلمة الحلوة التي أحلى من مائة دواء؟؟؟
تخيلوا يا جماعة أن المستشفيات في بلادنا في الحضارة الإسلامية كيف كانت ؟ !
كان بها قاعة اسمها قاعة التمثيل الفكاهي, من أجل تسلية المرضى، متى كان هذا الكلام ؟ ثلاثمائة هجرية... هل وصلت الحضارة الإسلامية لهذه الفكرة ؟ ولهذا الرقي ؟ قاعة تمثيل ويدخل المرضى ويجدوا ممثلين يمثلون لهم ، وقد دفعت المستشفى لهم الأجر على تمثيلهم بعض التمثيليات المضحكة ، وقاعة أخرى للغناء يسمعوا فيها الموسيقى ، وقاعة ثالثة ولكنها ليست بقاعة ، إنها شيء عجيب جدا ، المرضى في الليل عندهم أرق يتمنون طلوع الفجر فماذا نفعل لهم ؟ نسمعهم صوت الآذان بصوت جميل جدا وصوت هادئ على فترات متقطعة حتى يطمئن المريض أن الفجر قرب وقته ...وكذلك هناك منشدون طوال الليل بجوار حجرة المرضى ينشدون بصوت يؤنس اليقظان و لا يوقظ النائم..
نحن لا نريد أن ننبهر بالغرب ونقول أن الغرب الوحيد الذي نجح و نحن ضائعون ، نحن الآن سيئون فقط لكن لن نظل على هذه الحالة من السوء والتردي ...أملنا في الرجال والشباب الذين سيغيرون شكل الدنيا... في العشرين أو الثلاثين عاما القادمة .
وفكرة النهضة ليست كلام فقط ..بل ستكون ..نعم ستكون واقعا بالشباب الذين حضروا اليوم وبالناس الذين يشاهدوننا الآن .
فن التعامل مع المريض ، هناك مادة مع الغرب تدرس الآن اسمها ( أخلاقيات المهنة ) ، ولم يبدأ تدريسها في الوطن العربي للأسف إلا يمكن في السنة الأخيرة قبل التخرج ..
يقول لك مثلا من الأشياء الجميلة في فن التعامل مع المريض ، لو كشف الطبيب عورة المريض أو رفع الغطاء من غير أن يستأذن المريض وأعرف نساء كثر يتأذين مما يحدث فيهن أثناء الكشف - لا نقصد شيئا سيئا - لكن..لا يوجد فن التعامل مع المريض...ليس هذا فقط ، بل لا بد أن تستأذنه في مرضه يعني تحب أعرف مَن مِن أهلك على هذا المرض أم يبقى سرا ؟ يتعلمون في الغرب أن هذا الجسم جسم المريض وليس جسمك أنت أيها الطبيب .
النقطة الثالثة التي أوصي بها – واسمحوا لي أن أقول أوصي بها - هي التعلم المستمر أيها الأطباء الشباب ويا أيها الأساتذة الكبار .. التعلم المستمر لا ينفع أن نقول أنهيت الدراسة أو ليس عندي وقتا .. لا ينفع ذلك أتعرف لماذا ؟! أتعرف لماذا التعليم المستمر ؟!
لأنه أيضا سبب ستقابل به الله يوم القيامة ، انتبهوا
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :" لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه."
من ضمن ما يسأل عنه الإنسان الصحة ، فتخيل مريضا واقفا أمام ربنا يوم القيامة ..يُسأل ماذا فعلت بصحتك؟ أين ذهب عمرك ؟ يجيب المريض يا رب هذا الطبيب ... هو الذي ضيع عمري وضيع شبابي
هناك أية ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
ما علاقة هذه الآية ؟
أعطى الله لكل شعب خصائص معينة يكتشفوا من خلالها أشياء معينة ، وشعب أخر يكتشف أشياء أخرى ؛ حتى يكون الناس جميعا في حاجة لبعضهم البعض فتتكامل البشرية
ماذا تريد أن تقول ؟ باعتقادي وهذه نظرية عندي أن أحد أسباب الأمراض الموجودة في العالم والتي لم يكتشف لها دواء حتى الآن أننا متقاعسون في مجال البحث العلمي ....وأن هناك أمراض عند أمم أخرى دواءها عندنا ...
ماذا بقي للأطباء؟؟؟
النقطة الرابعة و الأخيرة .. ذَكِر المريض بالله ،
ماذا يعني ( ذكر المريض بالله ) ؟ يا جماعة العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية.. أنا لا أقول هذا من أجل الدين فقط ، أنا أقول هذا حتى يشفى المريض .. و أنت تحقق نجاحك... العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية..
أضرب لكم مثلا جميلا جدا ... هناك طبيب شهير متخصص في مشاكل الركبة والعظام ، هذا الطبيب يعالج ثلاثة أو أربعة لاعبين لكرة القدم في مصر ، وكان سببا في تدينهم ، ولم يكلمهم أبداً في الدين ، ما هذا ؟! كيف تكون هذه القصة ؟!
هذا الطبيب عظيم جدا..كل اللاعبين يحتاجون له لأنه ماهر جداً .. يذهب اللاعبون عند هذا الطبيب وبالتالي لا بد أن يقوموا بعمل تمارين يفعلها اللاعبون بمئات المرات مثل : ترفع قدميك على ثلاث مرات وتنزلها على ثلاث مرات إلى أن يملوا منها ، لكن هذا الطبيب يعمل شيئا جميلا جدا ، سترفع قدميك معي كالتالي... سنقول مع بعض ثلاث مرات : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله... وسننزلها ثلاث مرات ونقول : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله...
ستعمل هذا في البيت ثلاثمائة مرة ، يحكي اللاعبون لي - وهم أصحابي – عندما بدءوا في ذكر الله ، وبعد أن كانت ، واحد ، اثنين ، ثلاثة ثقيلة على قلوبنا ، أصبحنا نأخذ1 حسنات بذكر الله وأصبحنا نعما التمرين ولا نريده أن ينتهي .. العلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية..
هذه أربع نصائح للأطباء.
الآن نكلم المرضى
أريد أن أقول لكم أربعة أشياء :
أول نقطة : أعرف الأمراض المنتشرة في العالم العربي الآن ..مثل الالتهاب الكبدي ، وأمراض الكلى أول نصيحة الصبر ، فالذي يصبر على مرضه ليس له إلا الجنة ، صبر المرض يساوي الجنة !! هل تعرف ماذا تعني الجنة ؟!
سأروي لكم قصة جميلة جداً
عن عطاء بن أبى رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت : بلى
قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إ ن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .
فقالت : أصبر ولي الجنة و قالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف.
فدعا لها الرسول الكريم .. " رواه البخاري ومسلم
انظر ماذا قال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم – فماذا لو قيل لك ذلك ؟ ما رأيك في شيء مثل ذلك ؟
واسمع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" فللمرض بعد ثاني أيها الأحبة، المرض له بعد عظيم جدا عنوانه: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
كل الناس يقفون في طوابير الحساب يوم القيامة وحضرتك لا تحاسب، هل صبرت؟
إلى أين أنت ذاهب؟
ذاهب إلى الجنة مباشرة، أيها الناس أيها المرضى، أول طلب أطلبه منكم الصبر، ولنا في أيوب -عليه السلام- أسوة حسنة، مكث (18) سنة قعيدا دون حراك، (18) سنة دون أية حركة! فتخيلوا، وزوجته تقول له: أما ضجرت؟ ألم تتعب؟ فيرد عليها ويقول كم أبقانا الله في النعيم؟ إلى أي مدى أنعم الله علينا؟ فقالت له (40) سنة. قال وكم لنا في البلاء؟ قالت (18) سنة. قال نصبر حتى يستوي البلاء بالنعيم. يعني أن الله أنعم علينا (40) سنة برحمته أفنسخط من (18) سنة!
الأمر الثاني الذي أريد أن أوصي به المرضى أجمل من الصبر، الرضا عن الله، فليس صبرا فحسب وإنما أصبر وأرضى عنك يا رب، راضٍ بكل ما تقضيه لي، كلمة الرضا هذه يا إخوتي كلمة سحرية، انتبهوا، سحرية، أتعرف ماذا تعني سحرية؟ تعني أن تكون تعبان ومهموم فتأتي كلمة الرضا عن ربنا فتمسح الهم من على قلبك ويتفتح الوجه وتزول التجاعيد وينتعش القلب، أتدرون الرضا هذا ماذا يعني؟ الرضا ألا تتهم الله في ملكه، الرضا سكون القلب مع الله، في أن تجعل اختيار الله وفق ما يريد، فإن مرضت فأنا راضٍ يا رب، وإن مرض ابني فأنا راضٍ، يقول العلماء في الرضا أنه باب الله الأعظم، من دخله دخل جنة الدنيا، فيستريح في الدنيا ويضمن جنة الآخرة؛ لأنك راضٍ عن ربنا، راضٍ عن أفعال الله في حياتك، يقف قلبك مع الله حيث أراد هو.
لذلك أقول نصيحة للمرضى بل وللأصحاء أيضا: الإسلام يدرِّبـك على الرضا، كيف؟ تمرينات تؤديها كل يوم كالتمرينات الرياضية، ما تمرينات الرضا هذه؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه"
سترضى في هذا اليوم، لاحظ التمرين وثوابه الدائم، فمن يقول ذلك يضمن رضا الله في ذلك اليوم، رضيت بالله ربا وبالإٍسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله. رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا. غفر له ذنبه"
أمتخيل أنت كيف هي أهمية الرضا عن الله -سبحانه وتعالى-! واسمعوا دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء" وليس قبل القضاء؛ لأن ما قبل القضاء مجرد كلام، لكن أرنا العمل والرضا بعد القضاء.
عمران بن حصين صحابي جليل، جاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرين سنة، وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصابه مرض فأقعده (30) سنة، لا يقوم من على فراشه (30) سنة! حتى أنه قد فتِحتْ له في السرير فتحة صغيرة ليتبول منها! يدخل الناس عليه لا يدرون ما يقولون له، فيقول لهم: شيء أحَـبَّه الله أحببْـته. أحب ما يحب ربنا، فالرضا الرضا أيها المرضى، أظن هذه الكلمات كالدواء أليس كذلك؟ إن شاء الله.
سيدنا عروة بن الزبير، خالته السيدة عائشة، عروة بن الزبير أخذ ابنه وذهب ليزور أمير المؤمنين في دمشق، فلما وصل إلى أمير المؤمين أصابه مرض في رجله، فكشفوا عليه ثم قالوا له يجب أن تـبْتَر رجلك، فبتِرت رجله، والألم شديد، ونزل ابنه يلعب مع الخيل في إسطبل أمير المؤمين فداسته الخيل فمات، ففي يوم واحد مات ابنه الصغير المقرب إلى قلبه كثيرا وبتِرت رجله، فدخل الناس عليه لا يعرفون ما يقولون له، فقال لهم: اللهم لك الحمد كان عندي (8) أولاد فأخذت واحدا وأبقيت سبعة، وكان عندي (4) أعضاء فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فإن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت ابتليت فقد عافيت، فلك الحمد على ما أبقيت ولك الحمد على ما أخذت. الرضا باب الله الأعظم، ما رأيكم؟ يا أيها المرضى ويا أيها الأصحاء الرضا الرضا.
الأمر الثالث وهو الإكثار من الصدقة، لماذا؟ أذكرك بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- "داووا مرضاكم بالصدقة" ألديك مريض؟ داوه بالصدقة، أبدا لن أنسى هذه القصة لأنني رأيتها وعشتها، صديق لي له ابن في الخامسة من عمره، فجأة أصاب الولد الهزال، ولم يعد يأكل، يمرض ويضمحل ويضمحل ، فكشفوا عليه فإذا هو مصاب بسرطان مبكر ، شهرين أو ثلاثة ويموت، أتتخيلون ألم أب على ابنه وهو يموت؟ كيف يكون ألمه عليه؟ وفي يوم وهو مهموم وماشٍ في الشارع لقي امرأة كبيرة في السن تبحث في القمامة على طعام فقال لها ما بك يا حجّة؟ ماذا تفعلين؟ فقالت له عندي (4) عيال أربيهم. فقال لها يا حجة تعالي معي، لا تخافي. وأخذها إلى الجزار، ولم يعطها قرشين فحسب، ألم نقل فن التعامل مع المرضى، وفن الصدقة، وأخذها إلى الجزار وقال له ستأتي هذه المرأة إليك كل شهر لتعطيها كذا وكذا وكذا وأنا سأدفع الأموال، ثم أخذ المرأة إلى البقال وقال له ستأتي إليك هذه المرأة كل شهر لتعطيها كذا وكذا وكذا وسأدفع الأموال، ثم ذهب بها إلى الخياط وقال له ستأتي إليك هذه المرأة كل شهر لتعطيها ملابس لعيالها، ملابس كذا وكذا وكذا وسأدفع الأموال. يقسم بالله وأنا شاهد أنه بعد ثلاثة أسابيع تحسن الولد أكثر وأكثر، فذهب للأطباء فقال لهم ابني يتحسن وأصبح يأكل، فكشفوا عليه وقالوا له لا نحن نريد الولد الذي جاءنا قبل ذلك، الذي قمنا نحن بالكشف عليه. قال لهم هذا هو ابني. قالوا له لا من المؤكد أنه أخوه، أين الولد الذي كان مصابا بالسرطان؟ فقال هو والله هو. فقالوا ما عندنا من تفسير. فيقول بقيت أمشي وأنا في حيرة، وفي يوم من الأيام فتحت كتابا فيه بعض الأحاديث فقرأت حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "داووا مرضاكم بالصدقة" فأغلقت الكتاب وسجدت لربنا، أنا فهمت يا رب، أنت من بعث لي هذه المرأة لكي... "داووا مرضاكم بالصدقة".
الأمر الرابع والأخير الذي أقوله للمرضى: استمر في العطاء مهما كان المرض، وماذا يعني إن كان ابنك مصابا بالسكر؟ فليقم وليعمل وينتج، فنحن أمة تريد العطاء، نحن أمة يجب أن يعمل شيوخنا قبل شبابنا؛ ليفوق الشباب من سباتهم فيجد الكبار المرضى وهم يعملون، فلو عمل المرضى لعمل الشباب من باب أولى، فهذا النائم على القهاوي يشرب الشيشة ويلعب ويرى الأمة وهي ضائعة سيفوق وينشط ويقول عيب عليّ.
وماذا نقول للأصحاء؟
عودوا المرضى، لماذا أصبحت هذه الطاعة ثقيلة على قلوبنا؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح"
تخيل! صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، رواه الترمذي، ولكن من الذي عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مرض؟ جبريل -عليه السلام- نزل من السماء ليس بآيات من القرآن بل نزل من السماء يعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا سلام! ويقول له كلمات جميلة جدا: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين أو حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك"
لما كنت في مصر، ولما كان القلب يقسو، كنت آخذ الشباب معا لزيارة المقابر، نذهب ونرجع أناسا آخرين! فلما سافرت إنجلترا أعدت الكرَّة ثانية فذهبت أنا والشباب لزيارة المقابر، فوجدنا المقابر ورودا وحدائق! ما هذه المقابر! ولكن ما العمل؟ كيف سنرقق قلوبنا الآن؟ أتدرون ماذا فعلنا؟ ذهبنا إلى مستشفيات الحروق، لا تظن أن عيادة المريض لا تكون إلا لأحد أقربائك، لو ذهبتم إلى مستشفى الحروق أو قسم الحروق في أي مستشفى غدا فستلاحظ تضاعفا في عبوديتك لربنا أضعافا مضاعفة، وسيرقّ قلبك مئة مرة، وتذكر هذه الكلمة، عيادة المريض، زوروا المستشفيات وخذوا الهدايا معكم.
الأمر الثاني الذي أطلبه من الأصحاء أن تذكروهم بالله -سبحانه وتعالى- وهذه نفسها قلتها للأطباء، فالعلاج بالإيمان أقوى من العلاج بالأدوية، ذكروا المريض بالله -سبحانه وتعالى- ناوله أشرطة إيمانية، كلِّمه في الدين، اقرأ عليه القرآن، ناوله سبحة، ذكره بربنا قدر ما تستطيع.
الأمر الثالث: ادعُ للمريض، ادعُ له أمامه، وأعلمك دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول في الحديث الصحيح: "من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات :(أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك(؛ إلا عافاه الله من ذلك المرض"
تعلموا هذا الحديث واكتبوه يا إخوتي، ودعاء آخر أيضا أعلمك إياه، فسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان لما يعود مريضا يسأله أين الألم؟ لاحظوا فن التعامل مع المرضى،
تعلموا أيها الأطباء من النبي -صلى الله عليه وسلم- ليت الأطباء يفعلون هذا، والله سيعشقك المريض، يسأله أين الألم؟ فيقول لك في هذا المكان، فيقوم النبي -صلى الله عليه وسلم- بوضع يده الشريفة على مكان الألم قائلا: "أذهب البأس رب الناس، اشف و أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما"
آخر شيء أقوله للأصحاء تجاه المرضى أن تتعاملوا معه بشكل طبيعي، لا تشعره بأنه مريض، ارفع روحه المعنوية، قل له يلزمك أن تقف وتنتج، فإن كان ابنك معوقا من ذوي الاحتياجات الخاصة هل سنقعد ونبكي بجانبه؟ لا، بل تقول له أنت رجل وعليك أن تعمل، وما المشكلة في ذلك؟ استعد قواك وكن رجلا. لا نريد أيها الأحبة نظرة الشفقة التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من شعور المريض بمرضه، أنا سأعرض عليكم فيلما، هذا الفيلم عجيب جدا، وفيه رسالة، تعالوا لنشاهد معا هذا الفيلم.
يرنّ الهاتف وترد السكرتيرة وتقول السلام عليكم وتقول حاضر حاضر ثم تغلق الهاتف ثم تقوم بإرسال فاكس ثم تطبع على الآلة الكاتبة وتقول أنا مشغولة جدا، عملي هو كل حياتي، أنتم هكذا عرفتم كل شيء عني، ولكن بقي شيء واحد فقط لم تعرفوه. وتشير الكاميرا إلى الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه السكرتيرة فهي مقعدة، وتقول هل تفاجأتم، أنا ناريمان، يا ترى هل تغيرت نظرتكم لي، ليتكم تهتمون بقدراتي قبل أن تروا مشكلتي.
نحن هكذا انتهينا من أربع وصايا للأطباء:
1. الرحمة والحنان.
2. فن التعامل مع المريض.
3. التعلم المستمر.
4. تذكير المريض بالله.
أربعة للمرضى:
1. الصبر
2. والأكثر منه الرضا عن الله.
3. والأكثر منه "داووا مرضاكم بالصدقة".
4. والأجمل منه الإصرار على العطاء والبذل والنجاح في الحياة رغم المرض.
أربع وصايا للأصحاء:
1. عيادة المريض وإلم تعرفه، اذهبوا إلى المستشفيات.
2. تذكير المرضى بالله.
3. ادعُ له وتعلم دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-.
4. ساعد الناس في أن تنجح في الحياة، فلا تشعره بالشفقة بل أشعره بأنه قادر على العطاء والإصرار على النجاح.
هذه الحلقة تتطلب القلب، وأناس يحبون الناس، تتطلب أطباء رفيقين يريدون دخول الجنة، تتطلب مرضى ليصبروا فيدخلون الجنة، تتطلب أصحاء ليزوروا المرضى ليدخلوا الجنة، تتطلب قلبا، نريد أن نعود إلى قلوبنا، فعلى ماذا قامت نهضة أوروبا؟ قامت على الماديات البحتة، ولدينا في نهضتنا ما ينقصهم وهي الإنسانيات العالية جدا جدا جدا، المرتبطة بجنة ورضا الله ورحمة، فقد قال ربنا -سبحانه وتعالى-:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
أرجوكم أن تطبقوا هذه الحلقة؛ لأنها سهلة جدا، وهي أسهل حلقة في صناع الحياة، وأرق حلقة في صناع الحياة، أسأل الله تبارك وتعالى أن تصل هذه الحلقة للناس أجمعين، أرجو أن تتابعونا في الحلقة القادمة التي أعتقد أنها أهم حلقة في صناع الحياة والتي إن شاء الله سننقل صناع الحياة بها نقلة جديدة، فابقوا معنا لأننا سنبدأ العمل بجدّ، أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفتح علينا وينصرنا ويعزنا، ونراكم الأسبوع المقبل إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقراءة الحلقات المترجمة
لمشاهدة الحلقة اضغطي هنا
كلمة الأستاذ عمرو خالد لنادي صناع الحياة بالسعودية
جزاك الله خيراً و جعل هذا العمل في ميزان أعمالك ... و فرتي عليه البحث لأني إذا دخلت موقع عالم حواء أنسى أمُر على موقع عمرو خالد ...
lawsi
•
موضوع متكامل ومهم وخطوة رائعه لعلاج أحدى مشاكل تدهور الامه الاسلاميه ..
الى الامام أختي شام ...وسنقف خلفك ومعك بأذن الله ..
ونسأل الله أن نوفق في خدمة الاسلام والمسلمين ...اسال الله لي ولك ولكافة الاخوات هنا
الى الامام أختي شام ...وسنقف خلفك ومعك بأذن الله ..
ونسأل الله أن نوفق في خدمة الاسلام والمسلمين ...اسال الله لي ولك ولكافة الاخوات هنا
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا لسؤالك عني ..
طمأننا الله عنك بالخير دوما
أنا موجودة ولكني مشغولة قليلا . شغلنا الله بطاعته دائما ......