كفـــــــــــــــــــــــــاح // قصة في أجزاء

الأدب النبطي والفصيح

أهدي قصتي الجديدة

كفــــــــــــــــــــــــاح
لبحـــــــــــــــــــــــــور

رفيقة حرفي وساكنة القلب , رقيقة المشاعر سامية المنحى مكافحة في دنياها الجديدة أهديها بعضا من أفكاري أنثرها كليمات على أشرعتها البيضاء الخفاقة على مركب من نسيج الحب والوفاء لصحبة لن أجد مثلها مهما تغاير زمان وابتعد ..........

*************************************************************************

بسم الله الرحمن الرحيم
كفــــــــاح
++++++++
المقدمة

جالت في عمر الورود أنشودة برعمية تكتب كما البدر لما أراد ضوءا يوم ظلمة
وكما الشمس تهفو لتشيع وهجا في هجرة الدفء

جالت تحمل في إزارها الأرجواني قصة عمر صبا وابيضاض خريف قبل الشتاء
بائعة للنجم في أرض سماوية العنفوان
وجامعة لنثر الورود في سماء غرست في قلبها فاعتلت منها الهمة

كفاح
قصة كفاح لصبية ككل ملايين الصبايا في عمر دنيانا
بها نجد انا وانت وهي
في كل بكور وغدوة تقول لنا
أن الكفاح حب
وهو سر مودوع في نسيمات الفجر وكواهل الليل

كفاح
قصة كتبتها بعد أن أيقنت أن مصنعي في صناعة الألفاظ ينتظر الجامعين في دوحة الفكر فلا أبطيء تواجدا ولا أجعل من وريقاتي وأن تناوبت عليها مائة خريف وربيع أن تصدأ في بستان قلبي
ولتكون ريادة في توجه
وعبرة في تفكر

فلكل من حمل قلبه في يده ....إليه أكتب

قصة كفـــــــــــــــاح

صباح الضامن
===================================================

( 1 )
باب بيت كفاح العتيق يفتح صبحا في أول أيام الخريف , يعلن عن افتتاح نهار وافتتاح حادثات هابة كهذا الورق المتطاير من فناء البيت .
أجمل ما في البيت هذه الساحة الصغيرة وشجرتي الزيتون والليمون القابعتين تحكيان قصص زرع الأجداد .
ضج النهار مبكرا يتلو أولى تسبيحاته وارتفعت أصوات الباعة في الشارع الضيق المؤدي إلى الشارع العام حيث تتحلق المدارس الكبيرة والصغيرة كسوار في معصم غادة جميلة .في المدينة العريقة
ومع اول يوم في العام الدراسي ...ابتدأت أرتال الطلاب والطالبات كفروع أنهار صغيرة من النهر الكبير تنساب بنسق مدروس , توقفها احيانا عربات الباعة الخشبية المحملة بأطايب الطعام السريعة والحلويات لتعود تلك الروافد الصغيرة وتصب في بوابات المدارس أو ترسو بسفن بشتى الأنواع على قارعات الطريق .
وتتجمع الرؤوس السائرة مختلفة الأحوال والأشكال وكأنها شجيرات صغيرة بثمار يانعة تزهو برائحتها ومنظرها الخلاب تقترب من بعضها البعض لتكون صورة لدوحة قريبة للنفس تسور القلب بحالة شعورية من الفرح والحماس في أول يوم دراسي .

وتقبع كفاح على سلم بيتها , صغيرة في الرابعة عشر من عمرها تمسك بضفائرها الشقراء المجدولة بعناية كأنها سنابل قمح ترتخي من ثقل النماء فيها وترفع قليلا من شعرها المنسدل على جبينها الغض وتمسك بحقيبتها السوداء القديمة كقدم هذا البيت تلك الحقيبة التي ورثتها عن أختها الأكبر . نظرت إليها تستجديها حلا لمعضلة التسمر على سلم بيتها القديم .
دست كفاح يدها في جيب مريلتها الجديدة وكأنها تحاول التشبث بدفء مفقود وجالت عيناها القلقتان زقاق بيتها ترقب شلال التلاميذ أمامها وكل شيء فيها يطرق .....
و التغت قوانين الحركة لديها لتغادر عالم الأصوات خارجا وتنتظر برهة في دواخلها لتضع حواسها كلها في خدمة خوف لا تعرف له سببا .
ويوقظها صوت أختها الكبيرة تحثها علىالاسراع
_ هيا ياكفاح الجرس سيدق . لم أنت هنا ؟؟؟؟
وانتثرت كفاح كقط رأى برقا على أرض دنياه وزورت ابتسامة على شفتيها
وارتفع وجيب قلبها خوفا من اختها الكبيرة ومطر في نفسها الجفول يساقط معلنا بدء معركة انتصرت نفسها المقاتلة في نهايته لتسابق الوجل إلى بوابة مدرستها الجديدة .
مقفل !!!!!!!!!!!!
الباب مقفل ولا تستطيع الدخول , ووقع في قلبها لوم على تقاعسها في المضي في الوقت المحدد وتلفتت يمنة ويسرة تحاول الاهتداء لفرجة أمل
وعلى يمين الطريق كانت عربة أبو خليل ( بائع الكعك بالسمسم ) تقف
اقترب منها قائلا :
- لا تخافي يا صغيرتي ستدخلين المدرسة دون أن يلحظ احد تأخرك
وافتر ثغرها بنور الفرج
_ كيف ؟؟؟؟ الباب مغلق
أبو خليل ..... معروف في الحي بقوته وحبه للناس , الكل يحبه رجل قوي الملامح ولا يعرف أحد ما اسمه الحقيقي ولا من أين أتى , إنه كذلك النبت الذي نشأ فجأة بين شجر قديم وتصادق معها هي تعطيه الفيء وهو يتواجد بلا تكلف ..... فتأنس له .
- انتظري ..... وبانت أسنانه الذهبية ولمعت . أحست كفاح بدفء يسري في أضلعها رغم رعشة من برد الخوف لتأخرها وعانقت حقيبتها الحقيبة تراشيها أن تكلمي يا عريقة في بيتنا أشهدت مثل هذه الحالة ؟وماذا فعل حاملوك ؟؟؟؟ ولم تجد جوابا من صاحبة الجلد الأسود القديم إلا صمت قاتم ليبدده أبو خليل بصوت
عربته يجرها بمحاذاة سور المدرسة المرصوص بالحجارة فقد كان سورا عجيبا لا يعترف بتنسيق مهندس , عبارة عن حجارة متراكمة ترتفع فقط لتشكل حاجزا عن الشارع
_ هيا اصعدي قال أبوخليل
اصعدي على العربة ثم اقفزي داخل المدرسة فقط اجعلي قفزتك على مرتين وضعي رجليك في إحدى الشقوق حتى لا تقعي .
لم تكن كفاح من النوع الهاديء أو الخجول وأومضت بوجهها في كل اتجاه وهي تضحك ولو أن أحدا كان في الجوار غيرهما لتعجب من ذلك النور المنبثق فجأة من وجهها المشرق
وقفزت على عربة أبي خليل واعتلت سور المدرسة ووقفت فاردة ذراعيها تضحك بشقاوة الأطفال وأحست بنشوة غريبة صنعت فيها حلم انطلاق
ولكن الشمس التي أشرقت بها كفاح هي ذات الشمس التي تعرفها فهي تشرق في مكان لترزح بعدها تحت وطأة ظلمة الحقيقة في مكان آخر
وأي حقيقة وفي أي مكان
ما أن قفزت كفاح إلى أرض ساحة المدرسة حتى وقعت بجانب حذائين أسودين لامعين
حذاء المديرة .........
يتبع
57
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لغة الغروب
لغة الغروب
الغالية صباح الضامن

لك مني أجمل وأرق التحايا


منذ مدة ولم أرى اشراقتك وومض قلمك السحري على واحتنا تلك
تعجبني كتاباتك وتشدني بقوة منذ مدة طويلة وأنا أتابع ماتكتبيه أولا بأول،

قصتك اللتي سطرتها لم أقرئها بعد لكن من فرط سعادتي لوجودك قررت أولا أن أحييك 00


وفقك الباري لماتريدينه

بأمان الله
um_suhaib
um_suhaib
قصه رائعه
نتلهف لسماع البقية
ممكن اسال؟
هل كتاباتك في موقعك مرت بك؟
صباح الضامن
صباح الضامن
الأخت لغة الغروب

أشكرك على طيب الاستقبال الذي لم يشعرني بالغربة عن بيتي الثاني

ولولا الانشغال لرأيتموني دائما أتمنى أن تعجبك القصة وتستفيدي منها بارك الله بك


الأخت ام صهيب حياك الله ولم أفهم ما تقصدين
صباح الضامن
صباح الضامن

2)

وكأن دموع كفاح قد داعبت العينين خجلة من الخروج فما فعلته لم يكن من مفرداتها ولا نشأت عليه ولا ورثته كتلك الحقيبة الأثرية بل كان سابقة خطيرة تعمقت آثاره ونتائجه لما أحست بيد المديرة القوية تمسك ذراعها الطري الصغير وترفعها عنوة وبكل قسوة .
_ ماذا أرى ؟؟؟؟؟ من أنت ؟ تلميذة في مدرستي أنا وتقفز من السور .؟
وصرخت المديرة برعد وبرق قبل أن تنهال الألفاظ الموبخة مطرية من فمها الدقيق
ولم تصدق كفاح نفسها أنها أجابت ببساطة
_ نعم ....أنا تلميذة منقولة من مدرسة بنات المدينة إلى هنا
لمحت كفاح من بين النظرات التي استطاعت خلسة أن ترقب المديرة فيها , لمحت حاجبا المديرة يرتفعان ربما دهشة ولربما شيء آخر توجست منه خيفة .
ومن بين تلك اللمحات السرية من عيني كفاح العشبية كان هناك فترة من الهدوء وكأنها اجتازت بها مساحة حرية إلى عالم رحب من الهروب .
حاولت أن تهرب مما سيأتي إلى دواخلها تتجول في ردهات اللاشعور وتريح نفسها المترقبة فاستمتعت بالنسيم الهاب مع شذى وريقات الخريف من شجرة وارفة تمتد تغطي مساحات الاشراق في الباحة
ولم يطل استمتاعها لتسمع زمجرة تجفل منها
_ ما اسمك ؟؟؟؟؟؟؟
_ كفاح نور الدين محمد .... أجابت بثقة وصوت قوي
وهنا لمحت كفاح يد المديرة ترتخي قليلا عن كتفها فابتسم داخلها راحة من ألم المسكة ونظرت إلى يدها لترى وكأن أصابع المديرة قد تركت رسما قاسيا في أولى أيامها في المدرسة الإعدادية فضاقت روحها وأخذت تحاول التنفس عبر فترات من صمت تجاوز الآن حدود فكرها .
_ هل أنت ابنة عزيزة ؟
_ نعم يا أستاذتي
_ مستحيل وكيف يكون لعزيزة تلميذتي النجيبة ابنة مثلك تقفز من السور كالصبيان ...كيف ؟؟؟
وهنا ثارت نفس كفاح الأبية وأخذت تستدعي عبارات شاحذة لذهنها ملقية على أعتاب فمها سيل من الاعتراض على ذاتها المهانة .
- يا أستاذتي لقد أتيت على الموعد ولكنكم أقفلتم الباب قبل الوقت المحدد لهذا خشيت من العودة !!!
كل قواميس الخوف تناثرت مفرداتها لتعمل في الجو حرارة الحماس والجرأة المنسكبين من نفس كفاح فتشيع وهجا عجيبا أول تدفقه كان احمرار خدي الصبية فكانت كلماتها كصوت خرج من غيب لا يفهم منه إلا أنه موجود وقوي وانه قد تعدى الحدود لتجيش أمامه جيوش قسوة وعدم تفهم من المديرة التي قادت كفاح إلى مكتبها...
وهناك
تسمرت كفاح أمام الباب لترى بقية فصل رواية هي بطلتها بلا منازع
بقيتها كانت كأنها استدعاء لكل عبارة لفظية وحركية من عيون ولسان المديرة وحتى نظاراتها السميكة كانت تشارك في الحوار تعلو وتهبط وشعرها القصير الناعم يتطاير بحركات ايمائية غضوب و تلتقف هذا القلب العصفور لتمنعه من تحليق حر آمن بتلويح من العصا
العصا
رجفت كفاح لما رأتها ...تلاشت أمامها الشخوص وأحست وكأن شيطانا تلبس في تلك القطعة الخشبية وسيمتهن إنسانيتها
سقطت الحقيبة الأثرية من يدها محدثة جلبة خفيفة وارتدت كفاح من الباب إلى الوراء وأخذت تقطع الطرف بين المديرة وشيطانها الخشبي وبإلحاح العزة تلمحت سلم المديرة
فاطلقت لساقيها الريح بما امتلأت به من أجنحة الكرامة
لتكون في ..................الشارع
يتبع
لغة الغروب
لغة الغروب
قصة رائعة قمة في الروعة والتشويق

فلقد اعتدنا منك كل جميل


وبما أنها محزنة قليلا00آلمتني وأثارت المشاعر الحزينة داخلي00


أنتظر البقية بحماس شديد


:26: