حيـ القلوب ــاة
صيام قلب
ملاك الحجاز
ضيـMEMEـاء

شكرآ عالمتابعة

الليلة سانزل جزءآ اكبر باذن الله

ارجو ان يروق لكم

حيـ القلوب ــاة
حيـ القلوب ــاة
صيام قلب هلااااااااااااااااااا تسلمي على المتابعة
صيام قلب هلااااااااااااااااااا تسلمي على المتابعة
الجزء الرابع



انتفض جسدها عندما سمعت صوت هاتفها يرن إنه نفس الرقم..انه امجد.. يا الهي .. هل أجيبه!!..و في غير وعي منها شعرت بإصبعها يضغط على زر رفع السماعة ..
- مرحبا.
قالت بصوت مرتجف
- نعم.
- أنت سارة ..أليس كذلك؟؟
قالت له و كأن عليها عقاب تود أن تنهيه سريعا...
- اسمع يا هذا..قل ما لديك عن ذلك الموضوع سريعا و إلا سأضطر إلى غلق الخط.
- سارة حبيبتي.
شعرت مع هذه الكلمة بتيار يسري من أخمص قدميها إلى قمة رأسها كأنه تيار كهربائي لكنه كان تيار من نوع آخر لم تستطع أن تحدد نوعه بعد...أكمل أمجد كلامه قائلا.
- لماذا تتهربين مني..هل أنت خائفة مني.
صمت ينتظر الرد ولكن سارة كانت في موضع إنصات فقط..لم تستطع أن تخرج من شفتيها حرف واحد..فأكمل أمجد.
- إذا كنت لا تبادلينني مشاعر فأخبرني و سأبتعد عنك.. سارة إنني احبك.
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها مع لذة خفيفة..شعرت بوجود شخص يرضي غرورها..الغرور الكامن في نفسها..فالأنثى بطبعها مغرورة..
ردت عليه سارة وقد زال القلق منها تدريجيا و أخذت تتحدث معه بحرية أكثر..
- المسألة ليست هكذا..لكن أنا بطبعي لا أكلم أي شاب و لا أختلط معه.
اجابها بلهجة دلت على أنه متعجب بشدة من كلامها..
- ما هذا الذي تقولينه..هل تستهزئين بي.
- لماذا.؟؟
- لأنني وجدتك اليوم في قاعتك ومعك ذالك .. المازن..أم أنه حالة خاصة.
- لقد فهمت الموضوع خطأ.
قال أمجد بنفاذ صبر و كأنها هي التي تطلب منه أن يبقى معها..
- حسنا..أخبريني الحقيقة.
- إن مازن أخي.
رد أمجد و قد ارتفع الدم إلى قمة رأسه..
- اخوك..!!كيف ..؟؟ هل تسخرين مني..إن اسمك لا يطابق اسم مازن هذا.
- اجل.. ولكنه أخي بالرضاع.
- هل هذه كذبة جديدة حتى ابتعد عنك..حسنا..أود أن أخبرك شيئا.. إنني لا أحب الفتيات اللواتي يتكبرن حتى تزداد معزتهن لدى الشبان..انسي ما قلته لك و أنا أسف.
أغلق الهاتف دون حتى أن ترد عليه بحرف....
اندهشت سارة من الذي حصل .. هل أنا مخطأة إن مازن فعلا أخي...!!
هل غضب مني..!!هل توقف حبه لي..!!ظل فكرها مشغول في الذي حصل و في أمجد شخصيا..مرت عدة ساعات و هي مازالت تفكر..على مائدة العشاء مازالت تفكر..لا تدري لما أصبح أمجد جزءا لا يتجزأ من تفكيرها...

******

في موضع آخر على وجه الأرض.. في منزل بسيط ..جلس رجل و معه زوجته التي تصغره بأكثر من عشر سنوات و معهما طفلهما الرضيع..قالت المرأة لزوجها...
- سامي..إن الطفل مريض و قد عرضناه على أكثر من طبيب.. و لم يشخص حالته..ماذا نفعل.!!
قال لها سامي بانفعال و كأن الطفل لا يمت له بصلة..
- و ماذا تريدين مني أن أفعل..؟؟
ثم قام من مقعده و هو غاضب ..لا يعلم لماذا لا يحب زوجته..رغم أنها طيبة و حنونة و هي لم تقصر معه في شيء من حقوقه عليها..دخل حجرته و بكل قوته أغلق الباب خلفه..جلس على السرير و قد أخذ كناب ليقرأه فتح الكتاب و أوهم نفسه بأنه يقرأه.. ولكن تفكيره منحصر في حاله و في حال عائلته وحال حبه لزوجته لماذا لا يترك العنان لقلبه .. لما دائما إحساسه مخلوط بالشك..!! وفي وسط أفكاره..شعر بهزات خفيفة على السرير تلفت حوله فوجد الهاتف المحمول لزوجته وجد المتصل رقم غريب غير مسجل .. فتح الخط يحاول أن يعرف من المتصل...و قد نبتت بذرة الشك التي أصبحت سريعا غابة مليئة بالأشواك في نفسه عندما سمع صوت رجل على الطرف الآخر من الهاتف .. استدرجه بالكلام إلى أن توصل إلى أن المتصل أخطأ الرقم .. لم تستطع نفس سامي أن تصدق ذلك..لا يعلم لماذا هو دائم الشك بزوجته..!!ولديه شعور بأنها تخونه ..هل لأنه كان يواعد فتيات و يستدرجهن إلى أن يقعن ثم يتركهن وحدهن.. في وسط حيرته..تحدثت نفسه الموسوسة..نعم الفتيات جميعهن متشابهات إن زوجتي تخونني..سحب الهاتف في قوه.. وخرج إلى زوجته وبكل قوته صرخ..
- من صاحب هذا الرقم.؟؟
و ألقى بالهاتف أمام زوجته التي ذعرت من صوته العالي حتى أن الطفل استيقظ من نومه وبكى فقالت له في خوف..
- سامي اخفض صوتك وليد نائم.
رد عليها بنفس نبرة الصوت المرتفعة..
- هل بذلك تتهربين من الجواب..أجيبي من صاحب هذا الرقم.؟؟
قالت له و نظرة الدهشة لا تفارقها ألقت نظرة سريعة على الرقم..
- لا أعلم ..صدقني.. لا أعرفه.
أشار إليها بإصبعه في حركة تهديديه ..
- اسمعي يا عبير..لا تظني إنني سأنسى هذا الرقم..أو أنني سأتغافل عنك..أتفهمين .
و لم يترك لها المجال للدفاع عن نفسها فقد أولاها ظهره و انصرف و جميع دمه متمركز في وجهه ....من غير تفكير سالت العبرات على وجنتي عبير هي تعلم أنها بريئة من تلك الاتهامات و لكن سامي لا يدعها تنطق بكلمة دفاع واحدة..

*****
في اليوم التالي
كان أمجد في فناء الجامعة ينتظر لمى صديقة سارة المقربة..لمح أمجد لمى فناداها...
- لمى.
- أهلا أمجد.
- كيف حالك.؟
- بخير..هل كنت تبحث عني.
رد عليها ببعض الارتباك..
- نعم..كنت ...كنت أريد أن اخذ درسا منك قد فاتني.
أجابته من غير تردد.
- حسنا..لا مانع لدي.
سألها أمجد باستفهام مصطنع يريد منه أن يصل لغرض معين.
- أين سارة..!!ألم تحضر..؟؟
- بلى لقد رأيتها مع مازن في الكافتيريا.
سألها مع ضحكة خفيفة و استهزاء بالذي سيقوله...
- يقال إنه أخاها..هل هذا صحيح.!!
- قصتها مأساوية..تقطع القلوب.
- ما هي..إذا لم يكن لديك مانع.
أخبرته لمى بكل ما لديها..فهي لم تصدق أنها مع أمجد شخصيا..تشعر و كأنها في حلم..
- لا..أبدا..لا مانع لدي..سارة هذه لقيطة وجدها والد مازن و أخذها ثم أرضعتها والدته و قد تربت لديهم.. أصبحت فردا منهم ولكن اسمها يختلف عنهم .
لمعت عينا أمجد .. ظهرت أمامه صورة سارة..نظر إليها بعيني خبث وابتسم ابتسامة مكر..ودع لمى..شكرها و ذهب وقد حجز له ولسارة مقعدا في رحلة القدر..
ابتسمت لمى في هيام بعد أن ذهب أمجد ثم أطلقت تنهيدة حب عميقة..إنها تعشق أمجد ولكنه لا يهتم لأمرها لذا هي في غاية السعادة لأنه تحدث معها....
- سارة هل أنت وحدك..؟؟
كان هذا صوت أمجد بكل رقة وحنان يخاطب به سارة التي تجلس وحدها في الكافتيريا بعد أن ذهب مازن إلى محاضرته..
- نعم..لمى ومازن كانا معي و ذهبا.
- هل تمانعين في أن أجلس معك.!!
لا تعلم لماذا لم تستطع الرد بالنفي فقد نطق قلبها قبل عقلها..
- لا..أبدا.
لا تعلم لماذا أصبحت تميل إليه..عيناها تسترق النظر لرؤيته..قلبها يرقص طربا عندما يحضر..فجــأة!!!..هكذا..سريعا..!!كان هذا السؤال يراودها كثيرا..لماذا تعلقت به سريعا..هل هو نقص في الحنان..أم هو إرضاء لغرورها..أم هي مشاعر جديدة لم تكن تشعر بها من قبل تود أن تجربها..قطع عليها حبل أفكارها صوت أمجد الدافئ وهو مبتسم يقول لها..
- ما أجمل عينيك.
لم تستطع الصمود أمام تلك العبارة و في ذلك الوضع هبط كبريائها أمام سحر كلماته...اصطبغت وجنتاها بحمرة الخجل...
قال لها ونبرة الحنان في ازدياد مستمر..
- سارة..هل لي أن أحدثك في موضوع مهم.
- تفضل.
- لا..ليس هنا...وليس بهذا الوضع.
- كيف.
- إن الموضوع في غاية الحساسية..أريد أن أتحدث في مكان وحدنا.
ترددت هل تقبل و ترضي قلبها أم ترفض لترضي عقلها وتقاليدها و بما أنها أنثى و تفكيرها مرتبط بقلبها قالت..
- حسنا..أين.؟؟
قال لها وقد أنارت وجهه ابتسامة خفيفة لطيفة في ظاهرها شيطانية في باطنها..
- إن أمكنك اعتذري من مازن و قولي له أنك ستعودين مع لمى و أنا سأنتظرك و نذهب إلى مكان هادئ ثم أعيدك إلى منزلك.
زادت حيرتها..كيف تذهب مع شخص غريب إلى مكان عام..!!..لكن دون وعي منها.. وكأن أمجد يسحر لها وهي معه..لا تعلم لماذا لا تستطيع أن تنطق كلمة نفي و هي برفقته..لماذا لا تقول...لا في وجهه...
- حسنا...سأحاول.
وضع يديه بكل حنان على يديها وقال..
- حاولي بكل جهدك..من أجلي..حبيبتي.
سحبت يديها من تحت يديه..و بدأت بذرة الشك تنبت في نفسها..كيف يتكلم معها هكذا سريعا!!..هل يكن لها كل هذا الحب!!..أم هو يلعب بقلب عذراء..!! إن من يحب لا يقابل حبيبته هكذا...لا....وقطع عليها تفكيرها صوته الدافئ يقول...
- إنني متشوق لتلك اللحظة.
مع هذه الجملة اندثرت بذرة الشك في أعماقها و غطتها مشاعر الحب الوهمية ..لم تظهر أمامها سوى صورة تجمع بينهما وهي ترتدي الثوب الأبيض الملائكي المميز للعروس عن غيرها من فتيات الأرض...دبرت سارة الموضوع مع أخيها...

******
في جو من الشاعرية والموسيقى الهادئة جلست سارة في مقابلة أمجد بنظرته التي تصهر كل جامد...بعد عدة مواضيع عامة تناقشا فيها...
بدأ أمجد قائلا...
- حبيبتي إنني أريدك بجانبي دوما..تعلمين لا أستطيع العيش بدونك.
قالت له و غطت وجهها حمرة الخجل..
- هل تعني أن...أن...نتزوج..!!
أجابها و كأنه يعلم ردها و متوقعه..
- لا..زواج لا..حبيبتي إن الزواج مسؤولية و تعب و ارتباط..ثم إن الزواج ينهي أجمل قصص الحب.
خمد لهيب عاطفتها نحوه ..ماذا يريد..؟؟ هل يريد أن نتزوج بالسر..؟؟
سألته في تردد ملحوظ..
- هل تعني أن نتزوج سرا..؟؟
ابتسم ابتسامة خفيفة وقال لها..
- حلوتي..إنني أعني جميع أنواع الزواج..ما رأيك أن نكون كما نحن و إن كنا نريد أن نتقابل فلدي منزل صغــ..
لم يكمل عبارته لأن سارة سحبت حقيبتها و انصرفت بعد أن رمقته بنظرة تنم على أنه لم يحسن اختيار الفتاة......ضرب كفا بكف لأن تعبيره لم يكن صحيحا ..

******

على سريرها ارتمت سارة وتركت المجال لدموعها في الانسياب..جلست تبكي في صمت..كيف سمحت لمشاعرها بالتوجه للشخص الغير مناسب..!! كيف رضيت بالحكم على قلبها بالفشل!!..كيف خدعت أهلها وهذا أمر ليس من طبعها لأجل هذا الشخص..!! إن أمجد شخصية غير سويه و لكن صغر سنها و عدم خبرتها في الأشخاص..حكمت على قلبها بالفشل....
(صوت طرقات على الباب)
سارة تمسح دموعها..تحاول أن تخفي ألآمها..تحبسها داخلها..قالت وبصوت لا يمكن إخفاء نبرة البكاء منه..
- من..!!
- أنا مازن..هل لي أن ادخل..!!
- نعم..مازن تفضل.
دخل مازن وهو مبتسم لكن سرعان ما تحولت الابتسامة إلى ذهول و تعجب من دموع أخته العزيزة..وشكلها الذي يرق له القلوب..سألها وعلامات التعجب ظاهرة على وجهه...
- سارة..ما بك.؟؟
بابتسامة مصطنعة تحاول معها سارة إخفاء دموعها قالت له..
- لا عليك يا أخي..جميع ما في الأمر إن نفسيتي متأزمة قليلا.
- ما هذا الأمر الذي يدعوك لإهدار هذه الدموع الغالية..؟؟
مع تلك الكلمات لم تستطع سارة أن تضغط على نفسها فأطلقت لدموعها العنان جعلتها تنحدر بغزارة و ارتمت على صدر أخيها ...و كأنها تريد من يساندها في هذه الحياة..ترك سمير سارة تفرغ ما في خوفها من الدموع لكي ترتاح..
عندما هدأت قال لها بكل حنان و رقة..
- عزيزتي..ماذا حدث لكل هذا.؟؟
تساءلت هل تخبره بما حدث..؟؟ هل تخبره بأنها كذبت عليهم جميعا كي تذهب مع شخص تكتشف بأنه كان يريد أن يتسلى بها..؟؟ هل تكتم على ما حدث و لكنها خائفة من أمجد هذا أن يفعل بها شيء ..انه شخصية شيطانية......قررت أن تخبره قبل أن يتطور الأمر.. قالت له و صوتها لا يخلو من الحيرة والتردد..
- مازن أريد أن أخبرك عن أمر..ولكن تعدني بأنك لا تنفعل قيل أن تفهم رأي و وجهة نظري.
بدأت علامات الشك تظهر على وجه مازن و قد أيقن أن الأمر يتعدى بكثير كونه أزمة نفسية تعاني منها فتاة..إن سارة تعلم أنني لا أنفعل سريعا..إذن..ما هذا الأمر الذي تخاف انفعالي منه..؟؟؟
- حسنا..قولي ما عندك.
- مازن..إن أمجد ذلك الطالب في نفس قسمي ولكنه في السنة الثانية..هل تعرفه..؟؟
رفع مازن حاجبيه..هل الأمر به أمجد..إنه يعلم أن أمجد شخصية تركض خلف الفتيات الشريفات و يسحبهن...قالت سارة سريعا تحاول أن تدرك تفكير مازن أن لا يذهب بعيدا و تحاول أيضا أن تنهي الموضوع فهي تعلم أنه خطأ وعليها أن تحاسب..قالت له وعيناها بدأتا بإفراز الدموع مجددا وكأنها تحل محل ضميرها الذي هو بدوره يؤنبها...
- مازن..لقد تواعدت مع أمجد اليوم في مكان عام..وقد كذبت عليك و أخبرتك أن لمى ستوصلني.
نظر إليها مازن نظرة تكفي أن تعبر عن ألآلاف الكلمات..نظره جعلت الدم في عروق سارة خائف نسي كيف يدور دورته في خلايا جسدها..قال لها مازن...
- هل هذا كل شيء أم أن هناك شيئا بينك و بينه..؟؟
ردت عليه سارة ولسانها يعجز عن الكلام...
- ليس بيني وبينه أي شيء صدقني..ولكنه قال لي إنه يريدني لـ.. لـ..ليتسلى بي.
مع تلك الكلمة انفجرت سارة بالبكاء مجددا و رمت نفسها بين أحضانه..ثم قالت له بكل صوتها..
- مازن..أرجوك...احمني منه..إنني خائفة.
لم يستطع مازن أن يرى أخته بهذه الحالة و خصوصا وهو يعلم أخلاقها و يعلم أنها وقعت ضحية لكلام ذلك الذئب .. والذي هدئه أكثر هو مدى الذعر الواضح في عيني سارة..
- اهدئي حبيبتي سارة..لا عليك..أنا معك دائما..ولكن عديني أن تخبريني بكل ما يحدث لك.
- أعــــدك.
هدأت سارة و أغمضت عيناها وهي مطمئنه......



يتبع........
حيـ القلوب ــاة
صيام قلب هلااااااااااااااااااا تسلمي على المتابعة
صيام قلب هلااااااااااااااااااا تسلمي على المتابعة
الجزء الخامس



في فناء الجامعة ..مجموعة من الفتيات.. يتحدثن سويا و يتناقشن في أمور عدة حتى وصلت بهن المواضيع إلى أمجد...تحدثن عن كبريائه عن ماله...فردت لمى دفاعا عنه في هيام...
- ولكنه جذاب و وسيم..إنه حلمي.
ضحكن جميعا عليها و على حالها..هن يعلمن تماما أنها تركض خلفه و هو غير مهتم بها..فقالت لها إحدى صديقاتها (مها) ...
- هل هو يحبك...؟؟
تفاجأت لمى من السؤال..فهي متأكدة بأنه لا يحبها..عندما تتحدث إليه..لا يعيرها أدنى اهتمام..
- لا أعلم..و لكني سأسحب قلبه نحوي.
لمعت نظرة شيطانية في عيني مها وقالت..
- حسنا..جميعنا نتحداك في ذلك..ولديك مهلة أسبوع أو اثنين ويكون أمجد بين يديك ..و إلا....
- ماذا ستفعلين.
- حينها سنقرر.
انفجرن البنات بالضحك..أما لمى فقد علمت أنها أوقعت نفسها في مأزق..كيف ستسحب أمجد نحوها...في أسبوع...!!!! .إن لها في ذلك أكثر من ستة أشهر و لم يحدث شيء..لابد أن تستعمل طريقة ذات فعالية أكثر...استأذنت من صديقاتها و انصرفت وهي وسط حيرتها و أفكارها...ما هي الخطوة القادمة...؟؟ كيف تشغل باله...اتسعت عيناها إلى أخريهما عندما وجدت الذي تفكر فيه...وحده يدخن سيجارته.. أسرعت الركض نحوه ..إلى أن وقفت أمامه..تزايدت نبضات قلبها..تلعثمت كلماتها..تبعثرت الأحرف على طرف لسانها..لم تستطع أن تجمع شتات نفسها..جميع هذا و أمجد ينظر إليها نظرة ليس لها معنى..غير البرود ..غير اللامبالاة..غير الكبرياء..قالت له و نبرة الخوف والتردد واضحة في صوتها...
- مرحبا.
قال لها من دون نفس..
- أهــلا.
- كيف حالك..؟
نظر إليها من فوقها إلى أخمص قدميها في كبرياء واضح...
- بخير.
ترددت قبل أن تكمل و لكن حبها و تحدي صديقاتها لها..أجبرها على التحدث..
- أريد أن أتحدث إليك في موضوع هام..هل أستطيع..؟؟
قام أمجد من مكانه و نظر إليها نظرة احتقار شديدة..
- ليس لدي الوقت للأمور التافهة.
ثم انصرف عنها... تركها وسط إحراجها..وسط دموعها التي لم تستطع الصمود أمام الموقف..وسط فشلها..و..و..و..و اضطراب مشاعرها تجاه هذا الشخص...لقد عرفت بعض من شخصيته...المتكبرة..كيف تعشق شخصا مثل هذا..!! كيف ترضى لقلبها أن يهان من هذا..!! وعاهدت نفسها عهد..أن تنتقم..و أن تدوس على مشاعرها..على حساب كرامتها..في نفس اللحظة التي كان قلب لمى يحترق من أمجد و عليه.. كان قلب أمجد يتلفت يريد أن يلتقط سارة ..لا يعلم هل هو يحب..؟؟؟ لماذا تعلق بتلك الفتاة ..؟؟..في بادئ الأمر كان يريد أن يتسلى بها.. و يحطم كبريائها الذي يمنعها من اللحاق به مثل باقي الفتيات..لماذا هي مختلفة عنهن..؟؟..لماذا كل الذي يملكه أمجد من مال و جمال و جاذبية لا يستهويها....!!!!!!!

******

جاءت سارة مسرعة ..تركض..بل تطير كالفراشة..تحمل في جوفها خبر حصولها على أعلى درجة في إحدى المواد...اقتربت من الصالة حيث يجلسان والديها تريد إخبارهما بذلك...توقفت فجأة..جحظت عيناها.. سكتت.. تسمع..تسللت كلمات عبر أذنيها..أنــــــا!!!!..تجمدت..شلت حركتها..برهة من الزمن..تحجر فيها تفكيرها..كيف؟؟..لماذا أنا !!.. عادت إلى الواقع عندما شعرت بأن والدتها ستخرج..عادت ركضا إلى حجرتها..و الدموع تسبح في عينيها..ألا يكفي أنني لقيطة و والدي متوفيان..و فوق هذا أكون بـ..بالحرام..حراااااااااااااام..و عادت للخلف ..ليس كثيرا..قبل عدة دقائق..عندما هزت بدنها كلمات والديها عن حقيقتها.. عندما نطق والدها تلك الكلمة..
- انظري يا أم مازن إلى سارة إنها متفوقة و جميلة و مؤدبة بالرغم من أنها جاءت عن طريق الحرام ووالديها تخليا عنها.
لم تستطع سارة أن تسمع باقي الكلام لأن ما سمعته يكفي .. تحديدا جملة..((عن طريق الحرام))..هل أنا ابنة زنا..؟؟!!.. لما يحدث لي كل هذا..!!.. ما ذنبي.؟؟!..ثم أقنعت نفسها بجملة كي تهدأ..جملة أقنعت بها نفسها لزمن لا يتعدى الثانية..ثم عادت تبكي حظها... بجملة بسيطة....لم يكن ذنبي....لم يختلف عليها شي سوى..أن...قلبها انفطر..و ..نفسيتها انكسرت...فقط لا غير...
في نفس اللحظة داخل الصالة والد مازن قال..
- منيرة هناك أمر لم أخبرك به من أكثر من 24 سنة.
اندهشت أم مازن من ذلك ما هذا الأمر الذي يخبؤه سعيد؟؟..لماذا كل هذه المدة؟؟..
خير إنشاء لله ..ما هذا الأمر.
ابتسم لها وقال..
- اذهبي إلى حجرتي في أعلى الخزنة تجدي صندوق صغير به ظرف اجلبيه لي.
قامت منيرة طوعا لكلام زوجها.. و شغفها لمعرفة الأمر..خرجت في نفس لحظة ذهاب سارة لحجرتها..لكنها لم تشعر بها فهي الأخرى مشغولة الفكر بالموضوع.. جلبت الظرف لزوجها و جلست في مقابلته..فتح سعيد الظرف .. اخرج منه ورقة صغيرة..أعطاها لمنيرة..نظرت للورقة..تعجبت..تفاجأت..كيف..!!..هل يعقل هذا....



إلى من يجد هذه الطفلة
إن والدها يدعى
سامي وليد الـ...
ليلى


هل يعني ذلك أن لها نسب معروف؟؟..سألت زوجها في حيرة..
- متى حصلت على هذه الورقة ؟؟.
- منذ أن وجدت سارة عند المسجد .. وجدت الورقة بين أحضانها.
جلست منيرة قليلا تفكر ثم سألت ثانية..
- لما لم تخبر مدير الملجأ بذلك عندما ذهبنا بها إلى هناك؟؟.
ظهرت ملامح الحزن على وجه سعيد..
- إنني أشعر بتأنيب الضمير حيث أنني لو أخبرتهم بذلك لاستطاعوا أن يعثروا على والدها..لكنني كنت وقتها قد تعلقت بالفتاة و شاهدت نظرة المحبة في عينيك تجاهها..و عزمت من وقتها أن أعاملها أفضل من ما يعامل والد ابنته.
- معك حق.
سكتت برهة ثم قالت.
- و لكن ألا تعتقد بأننا هكذا نظلم سارة في حق من حقوقها..ألا تخشى زعلها إن علمت؟؟.
ملامح الحزن مازالت كما هي على وجه سعيد فقال...
- أعلم ذلك..و لكن أرجوك لا تخبريها .
سكت الاثنان و هما يفكران في حال المسكينة..البريئة...

******

دخلت عبير على سامي في خوف..كان دائما يحسسها و كأنها شخص حقير..أقل قيمة منه..كان يحب أن يلعب دور السيد في المنزل..دخلت بكل هدوء إلى حجرته وجدته مستلقي على السرير..شارد الذهن..نادت عليه بصوت منخفض هادئ..
- سامي.
التفت إليها بعينيه فقط و لم ينطق بأي حرف فأكملت هيا..
- كنت أريد فقط...أن...أن..
نظر إليها في ملل و قال..
- قولي ما تريدين سريعا..لا داعي للتظاهر بالأدب.
تعجبت من أن كل الخوف الظاهر عليها يفسره سامي بالأدب..
- فقط كنت أود أن أقول لك..لقد اتصلت بي أختي من الجامعة..تود أن تحضرها لأن سيارة أخي تعطلت و لا يوجد من يوصلها.
نظر إليها سريعا..قطب حاجبيه..فتح عينيه على وسعهما..حدث ما كانت تخشاه..
- هل أعمل لديك أنت و أختك.
ارتجفت عبير من الخوف تصبب عرقها..ارتجفت كلماتها..
- و لـ..ولكن..لا يوجد غيرك.. وهي أختي لا أستطيع أن أتركها.
قام من السرير..وقف أمامها..ركز عينيه نحوها..أشار إليها بسبابته في حركة تهديدية..
- حسنا..و لكن إياكِ أن تطلبي مني ذلك ثانية.
ردت سريعا..
- لا...لا...هذه أخر مرة..أعدك.
ارتدى ملابسه و انطلق بسيارته إلى الجامعة....

******

في فناء الجامعة الخارجي وقفت لمى مع سارة..تتحدثان عن أمور شتى..إلى أن شاهدتا أخر شخص تتمنى كل من الفتاتان أن تراه....أمجد...أقترب منهما..تحديدا من سارة..تزايدت ضربات قلبه..شعر بها..تعجب منها..كيف!!..لماذا..!!..إن هذا ليس من طباعي..إنني لا أؤمن بالحب..لا أثق بالفتيات..لماذا هذه الفتاة العنيدة..!!..لماذا هذا القدر الصعب..!!..فكر..كيف سيلفت نظر سارة؟؟..انتبه إلى وجود لمى معها.. استخدم ابسط الوسائل البدائية..فكرة الغيرة..وقف عندهما..وقال بمرح..
- مرحبا.
ردت لمى بغير نفس مع سارة التي ردت بحذر و خوف..
- مرحبا.
التفت أمجد إلى لمى في حركة يريد أن يلفت بها نظر سارة وقال..
- لمى هل كنت تودين التحدث معي.
ثم نظر إلى سارة بطرف عينه و أكمل..
- في موضوع خاص.
نظرت إليه لمى و قد علمت مقصده من نظراته لسارة..نظرت إليه نظرة احتقار من فوق إلى أسفل..
- من قال ذلك..أنا لا أريدك.
انصدم أمجد من جوابها..أليست هي من طلب ذلك..!!..كيف ترفضه أمام سارة..!!..هذا هو أهم ما يشغل باله..تصاعد الدم إلى قمة رأسه كان سيرد عليها بكلام بذيء لولا وجود سارة و لولا صوت شخص من بعيد ينادي..
- لمى
التفت لمى إلى مصدر الصوت..إلى أن اقترب صاحبه..تعرفت عليه...
- أهلا سامي
رد عليها ببرود..
- أهلا.
شعرت لمى بإحراج عندما وجدت سامي بهذا البرود و هي تعلم مدى سوء العلاقة بينه وبين أختها..فأرادت أن تغير الجو فأشارت لسارة..
- أعرفك على صديقتي سارة.
نظر إليها سامي مد يده مصافحا لها..سحره جمالها..سلبته أنوثتها..جننته نظرتها..هل يوجد فتاة بهذا الجمال و الرقة..هل يوجد ملاك في كلية الطب..؟؟..هل.....
قطع عليه صوت لمى وهي تشير إليه موضحة لسارة ...
- زوج أختي..سامي.
ردت سارة في حرج..
- أهلا.
ثم التفت لمى إلى أمجد بكبرياء و أشارت إليه ..
- أمجد ..صديقنا لكنه يكبرنا بعام.
صافحه سامي..
- أهلا.
نظرت لمى إلى سامي الذي لم تفارق عينيه سارة و قد شعرت أنها وضعت صديقتها في موضع لا تحسد عليه..خصوصا وهي تعلم مدى تحفظ صديقتها من الأشخاص الغريبين و خاصة الرجال...
- سامي..هيا بنا هل نذهب.
رد عليها و هو يوزع نظراته بينها و بين سارة...
- لا..الوقت مازال مبكرا..ثم سارة مع من تبقى؟؟.
احمر وجه سارة و قد شعرت بالخجل فردت سريعا..
- لا..أنا أيضا سأذهب..أخي ينتظرني.
فقال لها و بعينيه نظرة حالمة..
- فرصة سعيدة أن أراك.. و أتمنى أن نلتقي قريبا.
- بإذن الله.
ودعتها لمى و غادرت مع سامي..فجأة وجدت سارة نفسها وحيدة مع أمجد وهو ينظر إليها و عيونه تسطر بالكلمات أصبحت مجلد به كلام عتاب..حب..و انتقام..عند تلك النقطة .. أسرعت سارة في الابتعاد عنه حتى من دون أن تودعه...اشتعلت النيران في نفس أمجد..كيف يفعلن بي كل هذا.. كيف يرفضن أمجد..ســـــــــأنتقم..حتى من حبه..حتى من سارة..هكذا هي نفسية أمجد..كالمريض بداء مزمن..يريد أن يصاب جميع الناس بنفس الداء..بالرغم من أن الناس ليس لهم ذنب في مرضه....

******

في المطبخ كانت والدة مازن تعد المأكولات لضيفهم..صديق مازن محمد قالت الأم لسارة وهي منهمكة في إعداد الأكل..
- سارة..أعدي القهوة..ثم أخبري مازن بذلك ليأخذها.
- حسنا يا أمي.
سارة كانت تعلم سر العلاقة القوية بين مازن و محمد.. محمد هو ابن جيرانهم..كانت والدة محمد دائما تلمح بكلامها لسارة وتقول لها خطيبة ابني..ظهرت في بالها صورة محمد أيام الطفولة ..فقد كانت تلعب معهم و هم لا يريدونها ثم تعود إلى منزلها تبكي..تشكي لامها و والدة محمد..كانا يضحكان عليها ثم تقول لها أم محمد ..
- غدا سيعرفون قيمتك و يركضون خلفك.
و قد كان قصدها ابنها محمد ....... قطعت عليها والدتها أفكارها ..
- سارة..أما زلت هنا ؟؟ القهوة بردت.
- حسنا..حسنا.
احمر وجهها و قد خافت أن تكون والدتها لاحظت أو فهمت أفكارها..
- مازن..القهوة جاهزة.
ظهر مازن إلى أخته التي كانت تحمل صينية القهوة..سحبها منها بسرعة و أشار إليها أن تبتعد سريعا..تعجبت منه..لم تكن تلك عادة مازن ..حيث دائما كان يعد محمد كأخ له..و خصوصا و أن والدته لا تحتجب عن محمد لأنه تربى مع مازن منذ صغر سنه..عادت سارة إلى حجرتها بعد أن خرج محمد..أخذت سارة بعض كتبها..شرعت في المذاكرة..
توجه مازن فور خروج محمد إلى والدته..و جدها في الصالة وحدها.. دخل عليها..جلس بجانبها وهو سارح الفكر..لم ترغب في أن تضايقه.. انتظرته إلى أن قال..
- أمي..أين سارة.؟؟.
- في حجرتها.
سكت برهة ثم قال ...
- أتعلمين لماذا جاء محمد إلينا.؟؟.
نظرت إليه والدته متعجبة..دائما يأتي إلينا محمد.. ما الجديد في ذلك ...
- و لماذا أسأل ؟؟
- لأن زيارته إلينا هذه المرة تختلف عن غيرها..
تعجبت والدته منه أكثر..لماذا يتحدث بهذه الطريقة؟؟..
- و ما الاختلاف فيها؟؟.
- إن محمد جاء كي يخطب سارة مني له...
تهللت أسارير منيرة فرحا...كم تمنت أن يمد الله في عمرها كي تزوج ابنتها..كم تمنت أن يكون محمد زوجا لابنتها..كان شابا مؤدبا....محترما..لم تستطع أن تتحدث فقد كان فكرها في منظر ابنتها بالثوب الأبيض..و... تحدث مازن قائلا...
- أمي..اخبر أبي أو سارة أولا...؟؟؟
- لا.. سارة أولا..حتى لا تحرج نفسك مع والدك..
- و أنا أظن ذلك.
- ولكن لا تخبرها الآن حتى لا تنشغل عن دراستها.
- حسنا.



يتبع........
حيـ القلوب ــاة
صيام قلب هلااااااااااااااااااا تسلمي على المتابعة
صيام قلب هلااااااااااااااااااا تسلمي على المتابعة
الجزء السادس



كان أمجد يقف وحده في فناء الجامعة يدخن....إلى أن جاءه صديقه عبدالله وهو مبتسم..
- مرحبا أمجد..كيف حالك؟.
رد أمجد عليه وقد لاحظ أن عبدالله على غير عادته..سعادته وصلت إلى قمتها..بدأت نفسية أمجد الشيطانية تتحرك..لماذا هو سعيد..؟؟؟؟
- أهلا عبدالله..الحمد لله أنا بخير..كيف حالك؟؟.
مد عبدالله يده و كأنها جناحين ثم دار حول نفسه في حركة تدل على غاية السعادة و السرور....
- أنا..لا أستطيع أن أصف لك مدى سعادتي..إنني فوق السحاب..أهيم وحدي معها..إننا في عالم وحدنا.
تعجب أمجد من كلام عبدالله و ووصفه ..إن هذا الكلام كبير جدا..لابد أنه حصل شيء ما..!!..فقال..
- لماذا كل هذا ماذا حدث..و من هي التي تهيم معها؟؟.
أمسك عبدالله بيدي أمجد و جذبها نحو قلبه وقال و عيناه هائمتان..غارقتان في الحب....
- ملاكي...حبي....إنها عشقي....نــــادية.
التقطت أذن أمجد اسم((نادية)) إنها تلك الفتاة ..طالبة في السنة الأولى.. إنها آية في الجمال..تجتمع فيها كل براءة الدنيا..حسناء و هادئة..مثقفة و محترمة..شخصيتها جذابة و غامضة..كان يلاحظ فيها أمجد أنها ليست كجميع الفتيات اللواتي يركضن خلفه..إن نادية شخصية مختلفة..معتزة بنفسها..واثقة كل الثقة في كل شيء تعمله..لا تهتم بتوافه الأمور التي تقام في الجامعة..و لا تسعى خلف الصداقات المؤقتة..في الحقيقة إن نادية لم تكن من النوع الذي يستهويها شخصية مثل أمجد..لا تحب الشاب المغرور..أو الذي ينظر إلى الفتاة كجسد وليس كمعنى...في نظرها إن نوع أمجد لا يقدر معنى كلمة أنثى..و قد كان ظنها في محله..
رد أمجد بعد هذا التفكير الذي كان منشغل به عن كلام عبدالله الذي أكمل وحده يتحدث عن حبه..
- و ما الذي حدث؟.
أجابه عبدالله و قد ازداد هيامه ...
- تحدثت إليها اليوم بعد عناء ستة أشهر..و أنا أركض خلفها .. وقد وافقت و سأتقدم لخطبتها نهاية هذا العام..
تحركت الغيرة في نفس أمجد..كيف توافق نادية على عبدالله.. وهو قبل مدة كان يلاحقها.. و لكنها لم توله أي اهتمام...لمــاذا..!!..لماذا عبدالله من بين شباب الجامعة..!!..كانت نظرة أمجد نحو عبدالله أنه دون المستوى..حيث أنه ليس صاحب غنى فاحش و لا جمال صارخ......!!!

******

أمام البحر..الجو هادئ..الشمس تعلن نهاية يومها..تودع بأناملها الذهبية..لتختفي خلف البحر..و تطلق حمرة خجلها على سطحه..جلس شخص يتأمل ذلك المنظر بعينيه فقط..بينما قلبه و عقله مع أخرى غير الشمس..في نفس دفئها..في نفس خجلها..إنه يحتاجها كحاجة الناس للشمس..جلس محمد ينظر الرمق الأخير للشمس في هذا اليوم..يتخيل ذلك الملاك الطاهر..يتذكر أيام الطفولة التي كانت تجمعه مع سارة في كل الأوقات..يتذكر كيف كانت بريئة..ناعمة..جميلة..تذكر كيف أصبحت الآن فتاة ناضجة..تشع أنوثة وسحر..كم تمنى أن يجتمع بها....قلبه يخفق طربا..لقد تقدم لها..لكنه ينتظر الرد..سرح بفكره مع حبه إلى عالم آخر.. لا يعرف معالمه سوى المحبين..لا يعلم طرقه غير العاشقين..أغمض عينيه و ذهب إلى اللانهاية.........

******

جلس أمجد في منزله على سريره..يفكر كيف ينتقم من سارة..؟؟..كيف يجعلها له وحده..؟؟..خطرت في باله فكرة شيطانية..ستدمر سارة..ستجعلها تركض خلفه بكل قوتها..إن سارة طفلة لقيطة..ولا بد أن يكون ذلك الأمر..نقطة سوداء في قلبها..حجر تتعثر به في طريق حياتها.. كيف أثير ذلك الموضوع لديها!! كيف أذكرها بذلك!! استلقى على السرير و قد توعد بأن غدا سيكون يوما فاصلا بينه و بين سارة.....

******

على الطرف الأخر....في منزل سعيد..كانت سارة مع والدتها في حديقة المنزل..يتحدثان عن الماضي..كيف كانت سارة وهي صغيرة...فسألت والدتها....
- أمي.. هل كنت شقية وأنا صغيرة.؟؟.
ابتسمت لها والدتها في حنان و هي تقول..
- جدا..و لكن لم تكن شقاوتك ملحوظة..أي أنك كنت تحبين أن تعملي المقالب في مازن.
ضحكت سارة على نفسها .. هل كنت هكذا.. فقالت..
- هل يوجد لديك صورة لي و أنا صغيرة.؟
- نعم.. إنك ابنتي الوحيدة.
قفزت سارة إلى جانب والدتها و أمسكت يديها..
- أين هي ؟؟..أريد أن أراها.
- حسنا..اذهبي إلى حجرتي في أعلى الخزنة تجدي كيسا به الصور.
ركضت سارة إلى حجرة والدتها..متشوقة لترى نفسها و هي صغيرة.. دخلت الحجرة..فتحت الخزنة..كانت أعلى منها..فقط يدها تستطيع أن تلمس طرف الخزنة..تحسست بيدها..إلى أن وجدت الكيس..سحبته.. سقط معه صندوق صغير...خرجت منه ورقة..بكل عفوية أرادت أن تعيد الصندوق للخزنة لولا ....... (( إلى من يجد هذه الطفلة...)) ..تلك الجملة فقط..جعلت سارة تجثو على ركبتيها..تنظر إلى الورقة..بعينين مصدومتين..من غيري؟؟ لابد أن تكون المعنية بذلك أنا؟؟......
من غيري لقيط في هذه الدنيا..؟؟..سالت دمعتين من عينيها..التي اعتادت على ذرف الدموع.....ولكن..... سامي وليد الـ...؟؟هل والدي حي يرزق لا يعلم عني شيء..!!.. هل تخلى عني بإرادته..؟؟..أم ظروف جبرته على ذلك....نهت هذه الفكرة سريعا بقولها....لا يوجد ظروف تجبر الشخص على التخلي عن أبنائه....مسحت دموعها بسرعة البرق..عندما سمعت صوت والدتها يناديها..أدخلت الورقة في الصندوق و أعادته مكانه.....ثم ذهبت من حيث أتت.......لاحظت والدتها.. تغير في سارة..ذهبت ركضا و عادت تسحب خطواتها..ذهبت مبتسمة عادت مهمومة.....و ضعت سارة الصور أمام والدتها..لم ترغب في أن تلاحظ والدتها أمرها..فاصطنعت المرح..مثلت السرور..كانت تشاهد الصور و عقلها مع تلك الورقة..ما حكايتها؟؟.. أين وجدوها؟؟....ما مصيري أنــــــــــــــا..؟؟؟؟؟؟......

******

في إحدى القاعات كانت سارة مع لمى و نادية و بعض من صديقاتها يتحدثن عن المادة و عن صعوبتها و كانت القاعة مزدحمة بالطلاب و الطالبات...دخل أمجد و قف في مقدمة القاعة..ثم صرخ بأعلى صوته...
- سارة.
لم يكن غرضه أن ينادي سارة فحسب بل أن يشد انتباه الموجودين... التفت إليه سارة و جميع أعين الحاضرين فسألها سؤال ليس له داع..
- سارة لماذا اسمك لا يطابق اسم أخيك سمير؟.
شعرت سارة بالخجل بينما لمى أمسكت نفسها عنه فقد كانت تود أن تنهال عليه ضربا..فالاثنتان تعلمان غرض أمجد من كل ذلك.....
عندما وجد أمجد الهدوء و الصمت هما سيدا الموقف..أكمل قائلا..
- آه...نسيت أنك لقيطة..ولكن أين والديك الحقيقيين..؟؟هل توفيا أم أنك نتيجة غلطة..؟؟..
و انفجر ضاحكا ثم غادر القاعة بينما الجميع في حالة ذهول من الموقف..
بعضهم لم يكن يعرف قصة سارة.....فهل صحيح إنها......سارة متفوقة و جميلة هل يعقل أن تكون...؟؟؟؟؟
لقد رمى أمجد كلماته و هو لا يعلم أنها سهام اخترقت قلبها لقد قال كلماته و هو لا يعلم أنها نتيجة غلطة فعلا... سالت دمعتان على وجنتي سارة ساخنة فقد وجدت هذه الدموع المنفذ الوحيد لما بداخلها..
بينما لمى قد ذهبت تركض خلف أمجد....
أما أمجد عندما خرج من القاعة و هو يضحك كان قلبه يبكي لما فعل ذلك..!!! فقد نطق قلبه بالقرار.....هو يحبها..؟؟ لما فعلت ذلك بها..؟؟..ما ذنبها لتفعل بها ذلك..؟؟..
خرجت لمى خلفه تؤنبه لسوء فعلته..
- لما فعلت بها ذلك..إن سارة رقيقة..حساسة..إن ما قلته أكثر بكثير من طاقتها..لقد انهارت.
مع كلمات لمى تقطع قلب أمجد على حبيبته..فعلا لما فعلت ذلك!!..إنها لا تستحق كل ذلك........بل تستحقه لما ترفضني.........و لكنها ضعيفة...
تضاربت شخصيتا أمجد في نفسه..شخصية محبة تميل للسلام..شخصية شرسة تعشق الانتقام..
سالت دمعة من قلب أمجد...ترك لمى وسط غضبها و ذهب يعيد حساباته مع نفسه..
لمى أيضا تقطع قلبها هي إلى الآن لم تستطع أن تكرهه و إن كانت تقول غير ذلك.. دارت لترجع ترى ماذا حصل مع سارة..لولا أن سمعت صوت فتيات ينادينها...استدارت لهم لترى صديقتها مها صاحبة التحدي تقول لها...
- ما أخر الأخبار..؟؟ هل ستكسبين الرهان..؟؟
و في عينيها نظرة تشكيك في قدرة لمى على أمجد ازداد غضبها..تناثرت شرارة من عينيها فردت عليها...
- الوقت الآن لا يسمح و أعتقد بأن طريق الخارطة سيتغير كليا.
تركتهم وسط حيرتهم..ما هو قصد لمى من ذلك الكلام..!!!..
عادت لمى إلى سارة وجدتها جالسة مكانها..جميع حواسها شلت عن الحركة..عيناها متجهتين صوب المكان الذي كان يقف به أمجد..يداها ملتصقتين ببعض على فخذيها..بينما العضو الوحيد الذي يعمل هو غدتها الدمعية فقد كانت دموعها تنهمر في انسيابية اعتادت عليها..تفكيرها كان عبارة عن آلة عرض لذلك المشهد..لا ترى و لا تسمع غيره..القاعة كانت في حالة فوضى..جميعهم يتحدثون عن الموقف..منهم من كان يستفسر عن الأمر..و منهم من كان يشفق عليها....أكثر الفتيات اللواتي كن معجبات بأمجد..الآن سقط من أعينهن..أما سارة في داخلها فقد كان الموقف أشبه بالحلم...هل هذا الشخص الذي كان في يوم من الأيام يشغل تفكيرها..!!!..هل هذا هو أمجد الذي حاول دائما التقرب مني..!!!..هل أنا هي الفتاة المقصودة من حديثه..!!!..هل أنا....!!!!!!... و انخرطت في بكاء حار حرق لهيبه قلب جميع الموجودين في القاعة....

******

بعد الغداء كانت سارة تحمل الأطباق للمطبخ..ذهب خلفها مازن..وقف بجانبها..
- سارة .. أريد أن أخبرك أمرا..؟؟
- خير إنشاء الله.
- خير.. كنت أود أن أخبرك إياه في وضع أفضل من ذلك ((وكانت قد أخبرته بموقف أمجد معها)) و لكن هذه الفرصة الوحيدة السانحة بعيدا عن والدي.
تعجبت سارة ماذا الذي تود إخباري به بعيدا عن والدي...
- تفضل.
- سارة محمد كان هنا من أيام ليخبرني بأنه يريدك للزواج.
سقط الطبق من يدها..ظهرت الدهشة على ملامحها..تجمدت مشاعرها..شل تفكيرها..تحول مازن أمامها إلى محمد..أفاقت من دهشتها على صوت أخيها الحنو يناديها.......انتبهت إلى الطبق المكسور ..انحنت تلملم بقاياه.. ثم غادرت سريعا إلى حجرتها...في هذه الأثناء مازن ظل واقفا مندهش من تصرف سارة...لما كل هذا الخوف..إنه يعلم مدى معزة محمد لديها ولكن ..لما هذه الصدمة..!!!..ذهب مازن خلفها يستفسر منها..فقد شعر بالخوف عليها...
دخل مازن على سارة حجرتها وجدها سارحة الفكر..شاردة الذهن..لا يعلم إلى أين ذهبت..لكنها حزينة.. بائسة.. حالها هكذا منذ أيام.. لما يا سارة.. لما يا من سأضع أهلي أمانة لديك..لما يا من أرى فيك ما لا أستطيع فعله..جلس بجانبها .. وضع يده على كتفيها..ابتسم لها في حنان.. سألها...
- ما بك يا سارة..لما كل هذه الأفكار الحائرة.؟؟.
ابتسمت له في حزن .. ماذا تقول له.. ماذا تخبره.. هل تبشره بأنها اكتشفت أنها ابنة زنا.. هل تهلل أساريره بأن أمجد كان يريد التسلي بها.. هل تبهجه أكثر بأنها خائفة من محمد صديق عمرها..حبيبها الأول.. مترددة من خطوة لا بد أن تخطوها أي فتاة عادية .. تخطوها بكل فرح..بينما أنا خائفة من الخطوة التي ستغير حياتي..ستحولني من فتاة إلى امرأة ... تسللت عبر أذنيها كلمات مازن
- أعتقد بأن الأمر يتعدى رهبة الزواج؟؟.
نظرت إليه نظرة اخترقت عينيه..جعلت بين تفكيرها و تفكيره جسرا ليتصلان ببعض..مازن دائما يفهمني .. يعلم ما أفكر به من دون أن أتكلم عنه......
لا بد أن اخبره إنه سندي .. سيريحني من حيرتي..سيثبت قدمي على الطريق الصحيح..قالت بلهجة حائرة...
- مازن لا أعلم لماذا كل هذا الخوف لدي.
ابتسم لها في حنان و شد يده على كتفيها و ضمها إليه..فأكملت...
- منذ أن حدث ذلك الأمر من أمجد معي و أنا أخاف من الرجال.. ومن.. ومن .
ترددت برهة من الزمن و لكن هل يعقل أن تخاف من محمد وهي تعرفه منذ الطفولة...!!!!...أكمل عنها مازن قائلا..
- محمد....هل تخافين من محمد؟؟؟؟
شعرت بالخجل..أخفضت بضرها أرضا..ابتسم لها مازن وقال..
- إن أمجد شخصية استثنائية..لا نستطيع أن نعممها على جميع الرجال..فما بالك بمحمد الذي تربا معنا .. عرفناه و عرفنا..
شعرت مع كلمات مازن بأن الطمأنينة بدأت تتسرب إلى نفسها...فهدأت أغمضت عينيها..و استكانت بين أحضان مازن.......

******

أمجد يقف وحيدا في فناء الجامعة..يفكر في انتقامه..من لمى..لقد انتهى من سارة.....فجأة لفت نظره ملاك صغير..يجمع جمال الكون..هالة غامضة تحيط تلك الفتاة تجعلك رغما عنك تريد اكتشافها..لمعت عيناه.. برق وميض الخبث فيها.. تذكر عبدالله كيف كان سعيدا لأنها وافقت عليه و سيتقدم لخطبتها..بينما سارة لم ترضى به..برزت في نفسه الشخصية الأخرى للشخص المحب..برز مكره و دهائه..اقترب أمجد من نادية.. شعر بالضيق ظهر على ملامحها..لم يعنيه هذا الأمر كثيرا..إن ما يريد أن يتوصل إليه شيء أكبر من ذلك .. وقف أمامها..حياها..ثم قال بلهجة الأسى...
- لقد أخبرني عبدالله بأنك سمحت له بالتقدم لخطبتك,, ولكني أود أن أخبرك بأنني رأيته مع فتاة أخرى.. و يهمني أن تحذري منه.
نظرت إليه من فوقه لأسفله..مع ابتسامة جانبية..قالت له و هي واثقة من كذبه ....
- إنني واثقة بعبدالله كثقتي بأنك أمامي الآن.
عندما شعر أمجد بمدى العلاقة بين نادية و عبدالله حاول أن يدخل إليها من مدخل أخر فقال...
- و لكنني أحبك من يوم ما التقت عينانا.
شعرت نادية بالضيق من هذا الحديث..و شعرت بأنها تخون عبدالله بمجرد وقوفها مع أمجد.. اعتذرت منه قائله...
- اسمح لي بالانصراف .. عبدالله قال لي لا أكلم الشباب.
و انصرف تاركة خلفها شخص كان يدعى أمجد..شاب جميل..معتز بنفسه..متكبر..تعشقه الفتيات..و الآن....
فقد انخفضت شعبيته لدى الفتيات..عندما علمن أن الحب و الصداقة ليست موجودة في قاموس حياته....تحطم ....إن هذه الفتاة هي كذلك ترفضني..لماذا..!!..ماذا حصل لماذا تغير الوضع..لماذا لا يحترمنني الفتيات...لماذا لا يتمنون رضاي و مصادقتي..لمــ...سكتت جميع حواسه عندما وجد أمام عينيه ملاكه و حبه..هل بإمكانه أن يقول بأنها حبه..كيف يحبها.!!.بالرغم من أن سارة ليست من اللواتي ركضن خلفه..!!..حاول أن يتقدم نحوها و لكن رآها عندما لمحته..هربت من أمامه فورا..صدم منها..حزن على نفسه و قلبه..لماذا يا حبيــ..لم يستطع أن يكمل فقد أشفق على قلبه المحطم.....



يتبع........
ر ي م 100
ر ي م 100
وينك حياة
كملي
متابعه بصمت

ريميه